مقتل الحسين للخوارزمي - ج ١

أبي المؤيّد بن أحمد المكّي أخطب خوارزم [ خوارزمي ]

مقتل الحسين للخوارزمي - ج ١

المؤلف:

أبي المؤيّد بن أحمد المكّي أخطب خوارزم [ خوارزمي ]


المحقق: الشيخ محمّد السماوي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: أنوار الهدى
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
ISBN: 964-6223-01-X
الصفحات: ٣٦٠
الجزء ١ الجزء ٢

عن أبي سعيد الخدري : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم دعا النّاس إلى عليّ في ـ غدير خم ـ أمر بما كانت الشجرة من شوك فقم (١) وذلك يوم الخميس ، ثمّ دعا النّاس إلى عليّ فأخذ بضبعه ، ثمّ رفعه حتّى نظر النّاس إلى بياض ابطيه (صلّى الله عليه) ، ثمّ لم يتفرقا حتّى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) المائدة / ٣.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الله أكبر على إكمال الدّين وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتي ، والولاية لعليّ ، ثمّ قال : اللهمّ! وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله! ائذن لي أقل ، قال : «قل ببركة الله» فقال حسان : ما مشيخة قريش! اسمعوا شهادة رسول الله ، ثمّ أنشا يقول :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ واسمع بالنبيّ مناديا

ألست أنا مولاكم ووليكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا

ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له : قم يا عليّ! فإنّني

رضيتك من بعدي وليا وهاديا

روي هذا الحديث بدون الأبيات من الصحابة : عمر ؛ وعليّ ؛ والبرآء ابن عازب ؛ وسعد بن أبي وقاص ؛ وطلحة بن عبيد الله ؛ والحسين بن عليّ ، وابن مسعود وعمار بن ياسر ؛ وأبو ذر ؛ وأبو أيوب ؛ وابن عمر ؛ وعمران ابن حصين ؛ وبريدة بن الحصيب ؛ وأبو هريرة ؛ وجابر بن عبد الله ؛ وأبو رافع ـ مولى رسول الله ـ واسمه أسلم ؛ وحبشي بن جنادة ؛ وزيد بن شراحيل ؛ وجرير بن عبد الله ؛ وأنس ؛ وحذيفة بن أسيد الغفاري ؛ وزيد بن

__________________

(١) يعني : كنس.

٨١

أرقم ؛ وعبد الرحمن بن يعمر الدؤلي ؛ وعمرو بن الحمق ؛ وعمر بن شرحبيل ؛ وناجية بن عمر ؛ وجابر بن سمرة ؛ ومالك بن الحويرث ؛ وأبو ذويب الشاعر ؛ وعبد الله بن ربيعة (رضي الله عنهم).

وروى حديث «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» من الصحابة : عليّ ؛ وعمر ؛ وعامر بن سعد ؛ وسعد بن أبي وقاص ؛ وأمّ سلمة ؛ وأبو سعيد ؛ وابن عباس ؛ وجابر ؛ وأبو هريرة ؛ وجابر بن سمرة ؛ وحبشي بن جنادة ؛ وأنس ؛ ومالك بن الحويرث ؛ وأبو أيوب ؛ ويزيد بن أبي أوفى ؛ وأبو رافع ؛ وزيد بن أرقم ؛ والبرآء ؛ وعبد الله بن أبي أوفى ؛ ومعاوية بن أبي سفيان ؛ وابن عمر ؛ وبريدة بن الحصيب ؛ وخالد بن عرفطة ؛ وحذيفة بن أسد ؛ وأبو الطفيل ؛ وأسماء بنت عميس ؛ وفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنهم) ، وأخرجه الشيخان في «صحيحيهما».

٣٦ ـ وأنبأني مهذّب الأئمّة عبد الملك بن عليّ الهمداني ، أخبرني أبو طالب عبد القادر بن محمّد ـ إذنا ـ ، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، أخبرنا الحسن بن عليّ البصري ، أخبرنا الحسن بن راشد الطفاوي ، أخبرنا قيس بن الربيع ، أخبرنا سعد بن الخفّاف ، عن عطية ، عن محدوج بن زيد الألهاني : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين المسلمين ، ثمّ قال : «يا عليّ! أنت أخي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبيّ بعدي ، أمّا علمت يا عليّ! أنّي أوّل من يدعى بي ـ يوم القيامة ـ فأقوم عن يمين العرش وظله ، فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ، ثمّ يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش ، ويكسون حلل خضرا من حلل الجنّة.

٨٢

ألا وإنّي اخبرك يا عليّ! إنّ أمّتي أوّل الامم يحاسبون يوم القيامة ، ثمّ أنت أوّل من يدعى لقرابتك منّي ومنزلتك عندي ، ويدفع إليك لوائي ـ وهو لواء الحمد ـ ، فتسير به بين السماطين.

فآدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة ، وطوله مسيرة ألف سنة : سنانه ياقوته حمراء ، وقصبته فضة بيضاء ، وزجه درة خضراء ، له ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة في المشرق ، وذؤابة في المغرب ، والثالثة وسط الدّنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر : الأوّل ـ بسم الله الرّحمن الرّحيم ، والثاني ـ الحمد لله ربّ العالمين ، والثالث ـ لا إله إلّا الله محمّد رسول الله.

طول كلّ سطر ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة ، تسير بلوائي : الحسن عن يمينك ، والحسين عن يسارك ، حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ، ثمّ تكسى حلّة خضراء من الجنّة ، ثمّ ينادي مناد من تحت العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ ، أبشر يا علي! إنّك تكسى إذا كسيت وتحبى إذا حبيت».

٣٧ ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور الديلمي فيما كتب إلي من همدان ، أخبرني الحافظ عبدوس بن عبد الله كتابة ، أخبرني أبو الفرج أحمد ابن سهل ، أخبرني أبو العباس أحمد بن إبراهيم ، أخبرني زكريا بن عثمان ، أخبرني محمّد بن زكريا الغلابي ، أخبرني الحسن بن موسى ، أخبرني عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني ، أخبرني أبو حاتم محمّد بن محمّد الطالقاني ، عن الخالص الحسن بن عليّ بن محمّد ، عن أبيه الناصح عليّ بن محمّد بن عليّ ، عن أبيه النقي محمّد بن علي بن موسى ، عن أبيه الرّضا عليّ ، عن أبيه الأمين موسى بن جعفر ، عن أبيه الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه الباقر محمّد ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين ، عن أبيه البر الشهيد الحسين

٨٣

ابن عليّ ، عن أبيه المرتضى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن المصطفى محمّد الأمين سيّد الأوّلين والآخرين صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : «يا أبا الحسن! كلّم الشمس فإنّها تكلّمك؟ فقال عليّ عليه‌السلام : السّلام عليك ، أيّها العبد المطيع لله! فقالت الشمس : وعليك السّلام ، يا أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجلين ، يا عليّ! أنت وشيعتك في الجنّة ، يا عليّ! أوّل من تنشق عنه الأرض محمّد ثمّ أنت ، وأوّل من يحيى محمّد ثمّ أنت ، وأول من يكسى محمّد ثمّ أنت ، فانكبّ عليّ ساجدا وعيناه تذرفان دموعا ، فانكبّ عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : يا أخي وحبيبي! ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات».

٣٨ ـ وأخبرني سيّد الحفّاظ هذا ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني أبو الفتح ـ كتابة ـ ، أخبرني الشريف أبو طالب ، أخبرني الحافظ بن مردويه ، أخبرني إسحاق بن محمّد ، أخبرني أحمد بن زكريا ، أخبرني ابن طهمان ، أخبرني محمّد بن خالد ، أخبرني الحسن بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن زيد بن المنذر ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب ، حتّى أقرّه في صلب عبد المطلب ، ثمّ أخرجه من صلب عبد المطلب ، وقسّمه قسمين : قسما في صلب عبد الله ؛ وقسما في صلب ابي طالب ، فعليّ مني وأنا منه ، لحمه لحمي ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبي أحبّه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه».

٣٩ ـ وأخبرني سيّد الحفّاظ هذا ـ كتابة ـ ، أخبرني الميداني ، أخبرني الخلال : كتب إليّ محمّد بن يزيد ، أخبرني محمّد ، حدّثني محمّد بن

٨٤

إسماعيل ، حدّثني الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الخندق : اللهمّ إنّك أخذت مني عبيدة بن الحرث ـ يوم بدر ـ ؛ وحمزة بن عبد المطلب ـ يوم احد ـ ، وهذا عليّ فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين».

وفضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام أكثر من أن يحملها هذا «الفصل» فمن أراد الاستقصاء فيها ، والإحاطة بها ، فعليه ـ بمجموعي ـ في فضائله الموسوم : «بالأربعين».

٨٥
٨٦

الفصل الخامس

في فضائل

فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

٨٧
٨٨

١ ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزّاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي (ره) ، أخبرنا شيخ القضاة أبو عليّ إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا إبراهيم بن يحيى المزكى ؛ وأبو الحسين بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم : سمعت عبد الله بن محمّد بن سليمان ابن جعفر الهاشمي ـ يذكر ـ ، عن أبيه ، عن جدّه قال : ولدت فاطمة سنة ـ إحدى وأربعين ـ من مولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وزعم محمّد بن إسحاق بن يسار : أنّ فاطمة ولدت قبل أن يوحى إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك سائر أولاده من خديجة (رضي الله عنها).

في روايتي عن الحافظ أبي منصور الدّيلمي ـ بروايته ـ ، عن أبي علي الحدّاد ، عن أبي نعيم الحافظ في كتابه «معرفة الصحابة» : أنّ فاطمة كانت أصغر بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سنّا ، ولدت وقريش تبني الكعبة ، وكانت فيما قبل تكنى : «أم أسماء».

٨٩

٢ ـ وباسنادي ، عن أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب بن المعزاء ، أخبرنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ـ في البصرة ـ ، قال : حدّثني أبي قال : حدّثني عليّ بن موسى ، حدّثني موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، حدثني أبي محمّد بن علي ، حدّثني أبي علي بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّما سميت ابنتي ـ فاطمة ـ لأن الله عزوجل فطمها وفطم من أحبّها من النار» ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «إنّ الله عزوجل يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها».

٣ ـ وأخبرنا الشيخ الإمام الثقة أبو بكر محمّد بن عبد الله بن نصر الزاغوني ـ بمدينة السّلام ـ منصرفي من السفرة الحجازية ، أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن محمّد بن إسحاق الباقرحي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن الحسين بن عليّ بن بندار ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان البزاز ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، حدّثني أبي أحمد بن عامر ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، حدّثني ابي عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ، ومعها ثياب مصبوغة بدم ، فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش ، فتقول : يا عدل! يا جبّار! احكم بيني وبين قاتل ولدي ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيحكم الله لابنتي وربّ الكعبة».

٤ ـ وبهذا الإسناد : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة ، عليها

٩٠

حلّة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان ، فتنظر إليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثمّ تكسى أيضا حلّة من حلل الجنّة ـ وهي ألف حلة ـ مكتوب على كلّ حلّة بخط أخضر : ادخلوا ابنة محمّد الجنّة ، على أحسن الصورة ، وأحسن الكرامة ، وأحسن المنظر ، فتزف إلى الجنّة كما تزف العروس ، ويوكّل بها سبعون ألف جارية».

٥ ـ وأخبرنا الشيخ الإمام الزّاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي (ره) ، أخبرنا الشيخ القضاة إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا محمّد بن جعفر الأنباري ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي العوام ، أخبرنا عبد الوهاب ، أخبرنا عوف ، عن عطية الطفاوي ، أخبرنا أبي ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالت : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيتي إذ أقبل عليّ وفاطمة بالسدة ، فقال : «قومي عن أهل بيتي»؟ فقمت فتنحيت في ناحية البيت قريبا.

فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين ـ وهما صبيان صغيران ـ فأخذ الصبيّين فقبلهما ووضعهما في حجره ، واعتنق عليّا وفاطمة ، ثمّ أغدف عليهم ببردة له ، وقال : «اللهمّ! إليك لا إلى النّار أنا وأهل بيتي» ، قالت : فقلت : يا رسول الله! وأنا فقال : «وأنت».

٦ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عليّ الرودباري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن داسة ، أخبرنا أبو داود ، أخبرنا محمّد ابن يونس ، أخبرنا الليث بن سعد ، حدّثني عبد الله بن عبيد الله القرشي : أنّ المسور بن مخرمة حدّثه : أنّه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على المنبر يقول : «إنّ بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من عليّ بن أبي طالب فلا

٩١

إذن لهم ، ثمّ لا إذن له ، إلّا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي ، وينكح ابنتهم ، فإنّما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها» (١).

وسمعت ـ هذا الحديث ـ على الإمام الأجل ركن الإسلام أبي الفضل الكرماني في «أمالي» فخر القضاة الأرسابندي ـ برواية ـ المسور بن مخرمة أيضا ، وقال : هذا حديث متّفق على صحته.

وسمعته أيضا في ـ جامع أبي عيسى ـ بهذا السياق مختصرا ، وفي رواية عليّ بن الحسين ، عن المسور بن مخرمة ، عن عليّ أنّه خطب بنت ابي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا سمعت بذلك فاطمة أتت رسول الله ، فقالت له : «إنّ قومك يتحدّثون بأنّك لا تغضب لبناتك ، وهذا عليّ ناكح بنت أبي جهل».

قال المسور : فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته يخطب حتى تشهد ، ثمّ قال : «أما بعد ـ فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدّثني فصدّقني ، وأنّ فاطمة بضعة مني وأنا أكره أن يفتنوها ، وأنّه والله ، لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل أبدا». فترك علي الخطبة ، اجتمع الشيخان على صحته.

٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عمرو محمّد ابن عبد الله الأديب ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، أخبرني أبو كامل ، أخبرني أبو عوانة ، عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : كنّا أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عنده لم يغادر منهنّ واحدة ، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) هذا الحديث وما بعده وضعهما المسور ببذل بني أمية له المال ، كما ذكر ذلك المرتضى في الشافي ، وكيف يخطب علي على فاطمة وهي أجمل النساء وفتاة والله تعالى هو الّذي زوجه بها في السماء؟! كما ذكر المصنف الروايات في ذلك ، إن هذا لغريب!!

٩٢

شيئا فلما رآها رحّب بها ، وقال : «مرحبا بابنتي» ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثمّ سارها فبكت بكاء شديدا ، فلمّا رأى جزعها سارها ثانيا فضحكت ، فقلنا لها : خصك رسول الله بين نسائه بالسرار ، ثمّ أنت تبكين؟

فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سألتها : ما قال رسول الله؟ فقالت : «ما كنت لأفشي على رسول الله سرّه» ، فلمّا توفي رسول الله قلت لها : عزمت عليك بما لي من الحقّ لما حدّثتني ما قال رسول الله ، قالت : «أما الآن فنعم ، أمّا حين سارني في المرّة الاولى فأخبرني : أنّ جبرائيل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرّة ، وأنّه عارضه العام مرتين ، وإنّي لا أرى الأجل إلّا قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، فإنّه نعم السلف أنا لك ، قالت : فبكيت بكائي الّذي رأيت ، فلمّا رأى جزعي سارني الثانية ، فقال : يا فاطمة! أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين أو سيّدة نساء هذه الأمّة فضحكت ضحكي الّذي رأيت».

وفي ـ رواية ـ بنت طلحة ، عن عائشة : أنّها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله (صلّى الله عليهما) ، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها رحبت به وقامت إليه فأخذت بيده فقبّلتها وأجلسته في مجلسها ، ثمّ ساق الحديث.

وسمعت ـ هذا الحديث ـ في جامع أبي عيسى ، وزاد فيه عند قوله : فلمّا رآها رحّب بها ، قالت عائشة : فلمّا مرض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله دخلت فاطمة عليه فأكبت عليه فقبّلته ، ثمّ رفعت رأسها فبكت ، ثمّ أكبت ، ثمّ رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إنّي كنت لأظنّ إنّ هذه من أعقل نسائنا ، فإذا هي من النساء ، ثم ساق الحديث.

٩٣

٨ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمّد بن يعقوب ، أخبرنا الحسن بن عليّ ، أخبرنا إسحاق ابن منصور ، أخبرنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن منهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نزل ملك من السّماء فاستأذن الله تعالى أن يسلّم عليّ لم ينزل قبلها ، فبشّرني : أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة».

٩ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا محمّد بن الحسن السّراج ، أخبرنا مطين ، أخبرنا محمّد بن العلا ، أخبرنا معاوية بن هشام ، عن عمرو بن غياث ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذرّيتها على النار».

١٠ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا ابن بابويه ، أخبرنا محمّد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن نمير ، أخبرنا أبو مسلم ـ قائد الأعمش ـ ، عن الأعمش ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر ، ويبعث صالح عليه‌السلام على ناقته ، وابعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، وتبعث فاطمة أمامي».

١١ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمّد بن الحسين العلوي (ره) ، أخبرنا محمّد بن عمر الأزدي ، أخبرنا محمّد بن يونس بن موسى ، أخبرنا الحسين بن الحسن الفزاري ، أخبرنا قيس بن الرّبيع ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب

٩٤

الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ينادي مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع! نكسوا رءوسكم وغضوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد على الصراط ، قال : فتمرّ ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع».

وسمعت ـ هذا الحديث ـ ، عن الشيخ الإمام عبد الحميد البراتقيني ـ مختصرا ـ في «أمالي» الريغدموني ، برواية عليّ عليه‌السلام.

١٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد هذا ، أخبرني محمّد بن الحسن بن فورك ، أخبرني عبد الله بن جعفر ، أخبرني يونس بن حبيب ، أخبرني أبو داود الطيالسي ، أخبرني أبو عوانة ، عن عمرو بن أبي سلمة ، عن امّه ، عن اسامة قال : مررت بعليّ والعبّاس وهما قاعدان في المسجد ، فقالا : «يا اسامة! استأذن لنا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقلت : يا رسول الله! هذا عليّ والعبّاس يستأذنان. فقال : «هل تدري ما جاء بهما»؟ قلت : لا والله ، ما أدري؟ قال : «لكنّي أدري ما جاء بهما فأذن لهما» ، فدخلا وسلّما وقعدا وقالا : «يا رسول الله! أيّ أهلك أحبّ إليك»؟ فقال عليه‌السلام : «فاطمة».

١٣ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا مكرم بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، أخبرنا عبد المؤمن بن عليّ : حدّثني عبد السّلام بن حرب ، عن عبد الله بن عمر ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر ، أنّه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا فاطمة! والله ، ما رأيت أحدا أحبّ إلى رسول الله منك ، والله ، ما كان أحد من النّاس بعد أبيك أحبّ إليّ منك.

١٤ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد هذا ، حدّثني أبو عبد الله الحافظ : حدّثني محمّد بن يعقوب ، حدّثني عبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثني يحيى

٩٥

ابن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن فضيل ، عن العلاء بن المسيّب ، عن إبراهيم بن قعيس ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا سافر كان آخر الناس به عهدا فاطمة ، فإذا قدم من سفره كان أوّل النّاس به عهدا فاطمة.

١٥ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ : حدّثني محمّد بن أحمد الفقيه ـ بمرو ـ ، حدّثني جعفر بن محمّد النيسابوري ـ بمرو ـ ، حدّثني علي بن مهران ، حدّثني سلمة بن الفضل ، حدّثني محمّد ابن إسحاق ، عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة : أنّها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالت : «ما رأيت أحدا أصدق لهجة منها إلّا أن يكون الّذي ولدها».

وفي ـ رواية ـ أبي العلاء ـ وكان بينهما شيء ـ ، فقالت : يا رسول الله! سلها ، فإنّها لا تكذب.

١٦ ـ وأنبأني الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرني زاهر بن طاهر الكاتب ، أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن ، أخبرنا محمّد بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ التميمي ، أخبرنا إبراهيم بن سعيد ، أخبرنا حسين بن محمّد ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي فاختة ، عن علي عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة عليها‌السلام إنّي وإياك وهذا ـ يعني علي ـ وهذين ـ يعني الحسن والحسين ـ يوم القيامة في مكان واحد».

١٧ ـ وأنبأني أبو العلاء هذا ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الصيرفي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الحسين ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا محمّد ابن عبد الله ، أخبرنا جرير بن الحسين ، أخبرنا حسين الأشقر ، عن قيس بن الرّبيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لما نزلت :

٩٦

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الشورى / ٢٣ ، قالوا : يا رسول الله! من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ وفاطمة وابناهما عليهم‌السلام».

١٨ ـ وأخبرنا الإمام الأجل ركن الإسلام أبو الفضل عبد الرحمن بن محمّد الكرماني ، أخبرنا إمام الأئمّة أبو بكر محمّد بن الحسين الأرسابندي (ره) ، أخبرنا القاضي الإمام أبو الحسن علي بن الحسين السعدي ، أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن علي الطوسي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثّقفي ، أخبرني الحسن بن يزيد الطحان ، أخبرني عبد السّلام بن حرب ، عن داود بن أبي عوف ، عن جميع ابن عمير قال : دخلت مع عليّ بن أبي طالب على عائشة ، فسألت : أيّ النّاس كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قالت : فاطمة ، قيل : فمن الرّجال؟ قالت : زوجها.

وسمعت ـ هذا الحديث ـ أيضا في جامع أبي عيسى ، بهذا السياق إلّا أنّه زاد في خبره : إن كان ما علمت صوّاما قوّاما ـ تعني عليّا عليه‌السلام.

١٩ ـ وأخبرنا القاضي الأجل ظهير الإسلام أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرحي ، أخبرنا أبو الفضل العبّاس بن أبي العبّاس الشفائي ـ قراءة عليه ـ ، أخبرنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أبو محمّد المزني ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، أخبرنا سهل بن زنجلة الرّازي ، أخبرنا عبد الله بن صالح ، أخبرني ابن لهيعة ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أقام أيّاما لم يطعم طعاما حتّى شقّ ذلك عليه ، وطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة شيئا ، فأتى فاطمة عليها‌السلام فقال :

٩٧

«يا بنية! هل عندك شيء آكله فاني جائع؟ فقالت : لا ، والله ، بأبي أنت وأمي».

فلما خرج من عندها بعثت إليها جاريتها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها ووضعته في جفنة لها وغطت عليها ، وقالت : «لاوثرن بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على نفسي ومن عندي».

وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام ، وبعثت حسنا وحسينا عليهما‌السلام إلى رسول الله فرجع إليها فقالت : «بأبي أنت وأمي ، قد آتانا الله بشيء فخبأته ، قال : هلمي».

فأتته فكشفت عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزا ولحما ، فلمّا نظرت إليه بهتت فعرفت أنّها كرامة من الله تعالى ، فحمدت الله تعالى وصلّت على نبيّه ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله «أنّى لك هذا بنية؟ قالت : هو من عند الله إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال : الحمد لله الّذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني إسرائيل في وقتهم ، فإنّها كانت إذا رزقها الله تعالى فسئلت ، قالت : هو من عند الله إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب».

فبعث رسول الله الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ فأكل رسول الله هو ؛ وعليّ ؛ وفاطمة ؛ والحسن ؛ والحسين ؛ وجميع نساء النبيّ ؛ وأهل بيته جميعا ؛ وشبعوا وبقيت الجفنة كما هي ، قالت فاطمة عليها‌السلام : «فأوسعت منها على جميع جيراني فجعل الله فيها البركة والخير ، كما فعل الله عزوجل لمريم عليها‌السلام».

وسمعت ـ هذا الحديث ، عن الشيخ الإمام عبد الحميد البرايقني ـ مختصرا ـ برواية جابر بن عبد الله أيضا.

٢٠ ـ أخبرنا جار الله العلّامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، أخبرنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي بن مردك الرّازي ـ بالري ـ ، أخبرنا

٩٨

الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن السّمان الرّازي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد النيسابوري ـ بقراءتي عليه ـ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد الحلواني ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ، أخبرنا هارون بن محمّد ، أخبرنا عثمان بن طالوت ، أخبرنا بشر بن أبي عمرو ، أخبرنا أبي ، أخبرنا عبد الله بن عمر ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطّاب ، أنّه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا فاطمة! إنّه والله ، ما كان أحد من النّاس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعزّ عليّ منك ، وفي رواية اخرى : أكرم عليّ بعد أبيك منك.

٢١ ـ وذكر الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان ، أخبرني الحسن ابن حمزة ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد ابن زياد ، عن حميد بن صالح ، عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام قال : «حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن الحسين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها امناء ربّي ، وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هوى».

٢٢ ـ وذكر محمّد بن شاذان هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بالمحمدية ، عن الحسين بن جعفر ، عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن عيسى ، عن نصر بن حماد ، عن شعبة بن الحجاج ، عن أيوب السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أراد التوكل على الله فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد الحكمة فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد دخول الجنّة بغير حساب فليحبّ أهل بيتي ، فو الله ، ما أحبّهم أحد إلّا ربح الدّنيا والآخرة».

٩٩

٢٣ ـ وذكر محمّد بن شاذان هذا ، أخبرنا أبو الطيب محمّد بن الحسن التيملي ، عن علي بن العبّاس ، عن بكار بن محمّد ، عن نصر بن مزاحم ، عن زياد بن المنذر ، عن زاذان ، عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا سلمان! من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنّة معي ، ومن أبغضها فهو في النّار.

يا سلمان! حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر تلك المواطن : الموت ؛ والقبر ؛ والميزان ؛ والمحشر ؛ والصراط ؛ والمحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه.

يا سلمان! ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليّا ، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها».

٢٤ ـ وذكر ابن شاذان هذا ، حدّثني النقيب أبو الحسن محمّد بن محمّد الحسني ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمّد بن زكريا ، عن العبّاس ابن بكار ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعبد الرّحمن ابن عوف : «يا عبد الرّحمن! أنتم أصحابي ، وعليّ بن أبي طالب منّي ، وأنا من عليّ ، فمن قاسه بغيره فقد جفاني ، ومن جفاني آذاني ، ومن آذاني فعليه لعنة ربّي.

يا عبد الرّحمن! إنّ الله أنزل عليّ كتابا مبينا ، وأمرني أن ابين للنّاس ما نزل إليهم ، ما خلا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يحتج إلى بيان ، لأنّ الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ، ودرايته كدرايتي. ولو كان الحلم رجلا لكان عليا ، ولو كان العقل رجلا لكان حسنا ، ولو كان السخاء رجلا لكان حسينا ، ولو كان الحسن شخصا لكان فاطمة ، بل هي أعظم ، إنّ فاطمة

١٠٠