مقتل الحسين للخوارزمي - ج ١

أبي المؤيّد بن أحمد المكّي أخطب خوارزم [ خوارزمي ]

مقتل الحسين للخوارزمي - ج ١

المؤلف:

أبي المؤيّد بن أحمد المكّي أخطب خوارزم [ خوارزمي ]


المحقق: الشيخ محمّد السماوي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: أنوار الهدى
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
ISBN: 964-6223-01-X
الصفحات: ٣٦٠
الجزء ١ الجزء ٢

ثمّ أمر أن تغسل ـ ثلاثا ـ ، فلمّا بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده عليها ، ثمّ خلع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قميصة فألبسها إيّاه ، وكفنت فوقه ، ثمّ دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري ؛ وعمر بن الخطاب ؛ وغلاما أسود ، فحفروا قبرها فلمّا بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ، وأخرج ترابه بيده ، فلمّا فرغ دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاضطجع فيه ثمّ قال : «يا الله! الّذي يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، اغفر لامي فاطمة بنت أسد ولقنها حجّتها ، ووسع عليها مدخلها ، بحقّ نبيّك محمّد ، والأنبياء الّذين من قبلي ، فإنك أرحم الرّاحمين» وكبّر عليها أربعا ، وأدخلها اللحد هو ؛ والعبّاس ؛ وأبو بكر ، لم أكتبه إلّا من حديث ـ روح بن صلاح ـ هكذا.

٥ ـ وأخبرني الحافظ سيّد الحفاظ أبو منصور ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد ، أخبرني أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الحافظ ، أخبرني ابن خلّاد ، أخبرني محمّد بن غالب ، أخبرني الحسن بن بشر ، أخبرني سعدان بن الوليد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال : لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ نزع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قميصه فألبسها إيّاه ، فلما سوى عليها التراب ، قال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيناك صنعت شيئا ما صنعته بأحد؟ قال : «ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة ، واضطجعت في قبرها ليخفف عنها عذاب القبر».

وقال علي عليه‌السلام : «قلت لأمّي فاطمة بنت أسد بن هاشم : أكفي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سقاية الماء والذّهاب في الحاجة ، وتكفيك خدمة الدّاخل : الطحن والعجن».

٦ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي نعيم الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ،

٦١

أخبرنا أبن أبي عاصم ، أخبرنا يعقوب بن حميد ، أخبرنا عمران بن عيينة ، أخبرنا يزيد بن أبي زياد ، عن أبي فاختة ، عن جعدة بن أبي هبيرة ، عن عليّ عليه‌السلام قال : «اهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حلّة مسيرة بحرير ، فقال لي : اجعلها خمرا بين الفواطم ، فشققت منها أربعة أخمرة : خمارا لفاطمة بنت أسد ؛ وخمارا لفاطمة بنت محمّد ـ صلّى الله عليهما ـ ؛ وخمارا لفاطمة بنت حمزة» ، ولم يذكر الرابعة.

٧ ـ وأخبرني الشيخ الإمام سيف الدّين أبو جعفر محمّد بن عمر بن أبي عليّ ـ كتابة ـ ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي ، أخبرنا السيّد النقيب الإمام علي بن محمّد بن جعفر الحسني ، أخبرنا السيّد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني (ره) ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم الحسني ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أبي قتيبة الغنوي ـ بالكوفة ـ ، أخبرنا محمّد بن سليمان الخواص ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أبو صالح الخراز ، عن قدامة بن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ عليه‌السلام قال : «ماتت أمي فاطمة فجئت الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : ماتت امّي فاطمة ، فقال عليه‌السلام : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وأخذ عمامته ودفعها إليّ وقال لي : كفّنها فيها فإذا وضعتها على الأعواد فلا تحدثن شيئا حتّى آتي ، فاقبل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المهاجرين وهم يمشون ولا ينظرون إليه إعظاما له ، حتّى تقدّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكبر عليها أربعين تكبيرة ، ثم نزل في قبرها ووضعها في اللحد ، ثمّ قرأ آية الكرسي.

ثمّ قال : اللهمّ اجعل من بين يديها نورا ، ومن خلفها نورا ، وعن يمينها نورا ، وعن شمالها نورا ، اللهمّ املأ قلبها (١).

__________________

(١) هكذا في النسخة ولعلّها املأ قلبها أو قبرها نورا.

٦٢

ثم خرج من قبرها ، فقال له المهاجرون : يا رسول الله! قد كبّرت على أمّ عليّ ما لم تكبره على أحد؟ فقال عليه‌السلام : كان خلفي أربعون صفا من الملائكة فكبّرت لكلّ صف تكبيرة».

وروي : أنّه لمّا قبرها كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «هذه أمي من بعد امّي ، ثمّ قال : ابنك ابنك».

فروى أهل العلم : أنّها سئلت في تلك الحال : من نبيّك؟ فلقّنها رسول الله عليه‌السلام بقول : «ابنك ابنك».

٦٣
٦٤

الفصل الرابع

في انموذج

من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام

٦٥
٦٦

١ ـ أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني بها ، أخبرني الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا محمّد بن إسحاق ، أخبرنا بهلول بن إسحاق ، أخبرني سعيد بن منصور ، أخبرني الدراوردي ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، عن عبد خير ، عن عليّ عليه‌السلام قال : اهدي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قنو موز ، فجعل يقشر الموز ويجعله في فمي ، فقال له قائل : يا رسول الله! إنّك تحبّ عليّا؟ فقال : أو ما علمت أنّ عليّا منّي وأنا منه».

٢ ـ وأنبأني أبو العلاء هذا ، أخبرني أبو القاسم الواعظ ، أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد ، أخبرني أبو القاسم عيسى بن عليّ ، أخبرني أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي ، أخبرني عبيد الله بن عمر القواريري ، أخبرني حرمي بن عمّار ، حدّثني الفضل بن عميرة ، حدّثني ميمون الكردي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «كنت أمشي مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض طرق المدينة ، فأتينا على حديقة ،

٦٧

فقلت : يا رسول الله! ما أحسن هذه الحديقة؟ فقال : ما أحسنها ولك في الجنّة أحسن منها ، ثمّ اتينا على حديقة اخرى ، فقلت : يا رسول الله! ما أحسنها من حديقة؟ فقال : لك في الجنّة أحسن منها ، حتّى أتينا على سبع حدائق ، أقول : يا رسول الله! ما أحسنها؟ فيقول : لك أحسن منها.

فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكيا ، فقلت : يا رسول الله! ما يبكيك؟ فقال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلّا بعدي ، فقلت : في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك».

٣ ـ أخبرني الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أنبأني أبو عليّ الأديب ، أخبرني الحافظ أبو بكر بن مردويه ، أخبرني سليمان بن أحمد ، أخبرني أحمد بن رشد بن المصري ، أخبرني أحمد بن ابراهيم العزي ، أخبرني أحمد بن ابي الحكم ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي الوقّاص ، عن محمّد بن حمّاد بن ثابت ، عن أبيه قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إنّ حافظي عليّ ليفخران على سائر الحفظة لكينونتهما مع عليّ ، وذلك أنّهما لم يصعدا الى الله عزوجل بشيء منه يسخطه».

٤ ـ وأخبرني سيّد الحفاظ هذا ـ فيما كتب إليّ ـ أخبرني أبي ، أخبرني أبو الحسن الميداني الحافظ ، أخبرني أبو محمّد الخلال ، أخبرني محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب ، حدّثني أبو محمّد الحسن بن نعيم ـ بالطّائف ـ ، أخبرني عقبة بن منهال ، أخبرني عبد الله بن حميد ، حدّثني موسى بن إسماعيل بن موسى عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «جاءني جبرئيل ـ عليه‌السلام ـ من عند الله عزوجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض : إنّي قد

٦٨

افترضت محبّة عليّ بن أبي طالب على خلقي فبلغهم ذلك».

٥ ـ وأخبرني شهردار هذا ـ فيما كتب إليّ ـ ، أخبرني أبو الفتح الرئيس ـ كتابة ـ ، أخبرني ابو طاهر الحسين بن عليّ ، أخبرني الفضل بن الفضل بن العبّاس ، أخبرني أبو عبد الله محمّد بن سهل ، أخبرني عبد الله بن محمّد البلوي ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء ، حدّثني أبي ، عن زيد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ : «يا علي! لو أنّ عبدا عبد الله عزوجل مثلما أقام نوح في قومه ، وكان له مثل أحد ذهبا فانفقه في سبيل الله ، ومدّ في عمره حتّى حجّ الف عام على قدميه ، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوما ، ثمّ لم يوالك يا عليّ! لم يشم رائحة الجنّة ولم يدخلها».

٦ ـ وأخبرني شهردار هذا ـ فيما كتب إليّ ـ ، أخبرني أبي ، أخبرني أبو طالب الحسين ، أخبرني أحمد بن الطبري ، أخبرني أبو الفضل الشيباني ، أخبرني ناصر بن الحسين ، أخبرني محمّد بن منصور ، عن يحيى بن طاهر اليربوعي ، أخبرني أبو معاوية ، عن ليث بن أبي سليم ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو اجتمع النّاس على حبّ عليّ لما خلق الله تعالى النار».

٧ ـ وأخبرني سيّد الحفاظ شهردار هذا ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني محمود بن إسماعيل ، أخبرني أحمد بن الحسين ، أخبرني الطبراني ، عن محمّد بن عثمان ، عن زكريا بن يحيى ، عن أشعث ، عن مسعر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مكتوب على باب الجنّة : محمّد رسول الله ، علي بن أبي طالب أخو رسول الله ، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام».

٦٩

٨ ـ وأخبرني سيّد الحفاظ هذا ، أخبرني أبو الفتح ـ كتابة ـ ، أخبرني أبو طاهر ، أخبرني أبو الفرج ، حدّثني الحسن بن عليّ ، حدّثني صهيب بن عبّاد ، حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه ، فإذا فيهما مكتوب على أحدهما : لا إله إلّا الله ، محمّد النبيّ ، وعلى الآخر : لا إله إلّا الله عليّ الوصيّ».

٩ ـ أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني الحافظ أبو عليّ الحدّاد ـ إجازة ـ ، أخبرني الأديب أبو يعلى عبد الرزّاق بن عمر الطبراني ، أخبرني الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد ، أخبرني القاسم بن عليّ الطائي ، أخبرني إسماعيل بن أبان ، أخبرني عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن إبراهيم ، عن علقمة ؛ والأسود ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في بيتي لما حضره الموت : «ادعوا لي حبيبي»؟ فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ووضع رأسه ، ثمّ قال : «ادعوا لي حبيبي»؟ فقلت : ويلكم ، ادعوا له عليّ بن أبي طالب ، فرأيته ما يريد غيره ، فلمّا رآه فرج الثوب الّذي كان عليه ، ثمّ أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض ويده عليه.

١٠ ـ وذكر الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان ، حدّثني محمّد ابن حميد الخراز ، عن الحسن بن عبد الصمد ، عن يحيى بن محمّد بن القاسم القزويني ، عن محمّد بن الحسن الحافظ ، عن أحمد بن محمّد ، عن هدبة بن خالد ، عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبيه ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خلق الله من نور وجه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام سبعين

٧٠

ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة».

١١ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان هذا ، أخبرني محمّد بن حمّاد التستري ، عن محمّد بن أحمد بن ادريس ، عن محمّد بن عبد الله الأصبهاني ، عن أبيه عن هشيم ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن البصري ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس ـ وهو جبل قد علا على الجنّة ـ ، وفوقه عرش ربّ العالمين ، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنّة ، وتتفرق في الجنان ، وهو جالس على كرسي من نور تجري بين يديه التسنيم ، فلا يجوز أحد الصراط إلّا ومعه براءة بولايته وولايته أهل بيته ، يشرف فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار».

١٢ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا ، أخبرني الحسن بن أحمد ابن سختويه المجاور ، عن محمّد بن أحمد البغدادي ، عن عيسى بن مهران ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أوّل من اتّخذ عليّ بن أبي طالب أخا من أهل السّماء إسرافيل ؛ ثمّ ميكائيل ؛ ثمّ جبرئيل ، وأوّل من أحبّه من أهل السماء حملة العرش ؛ ثمّ رضوان خازن الجنّة ؛ ثمّ ملك الموت ، وأنّ ملك الموت يترحم على محبي عليّ بن أبي طالب كما يترحم على الأنبياء».

١٣ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا ، أخبرنا طلحة بن محمّد النيشابوري ، عن سابور بن عبد الرّحمن ، عن عليّ بن عبد الله ، عن هشيم ، عن شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «ليلة اسري بي إلى السّماء ادخلت الجنّة فرأيت نورا ضرب به وجهي ، فقلت لجبرئيل : ما هذا النور الذي رأيته؟

٧١

قال : يا محمّد! ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ، ولكن جارية من جواري عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام اطلعت من قصورها ، فنظرت إليك وضحكت ، فهذا النور خرج من فيها وهي تدور في الجنّة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين».

١٤ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدّثني أحمد بن محمّد ابن موسى ، عن محمّد بن عثمان المعدل ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن يزيد بن هارون ، عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لي : «يا أنس! ما حملك على أن لا تؤدي ما سمعت مني في علي بن أبي طالب؟ حتّى أدركتك العقوبة ، ولو لا استغفار عليّ بن أبي طالب لك ما شممت رائحة الجنّة أبدا ، ولكن أبشر في بقية عمرك أنّ عليّا وذرّيته ومحبّيهم السّابقون الأوّلون إلى الجنّة وهم جيران أولياء الله ، وأولياء الله : حمزة ؛ وجعفر ؛ والحسن ؛ والحسين ؛ وأمّا عليّ فهو الصدّيق الأكبر ، لا يخشى يوم القيامة من أحبّه».

١٥ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدّثني القاضي أبو محمّد الحسن بن محمّد بن موسى ، عن عليّ بن ثابت ، عن حفص بن عمر ، عن يحيى بن جعفر ، عن عبد الرّحمن بن إبراهيم ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحبّ عليّا قبل الله صلاته وصيامه واستجاب دعاءه ، ألا ومن أحبّ عليّا أعطاه الله في كلّ عرق في بدنه مدينة في الجنّة ، ألا ومن أحبّ آل محمّد أمن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء ، ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله».

٧٢

١٦ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا ، أخبرني أحمد بن الفضل الأهوازي ، أخبرني بكر بن أحمد ، عن محمّد بن عليّ ، عن فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام ، عن أبيها ؛ وعمّها الحسن بن عليّ عليهما‌السلام قالا : «أخبرنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا دخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل : أسفلها خيل بلق ، وأوسطها حور العين ، وفي أعلاها الرضوان ، فقلت : يا جبرائيل! لمن هذه الشجرة؟ قال : هذه لابن عمّك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنّة يؤتى بشيعة عليّ حتّى ينتهى بهم إلى هذه الشجرة ، فيلبسون الحلي والحلل ، ويركبون الخيل البلق ، وينادي مناد : هؤلاء شيعة علي صبروا في الدّنيا على الأذى فحسبوا اليوم».

١٧ ـ وذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا ، أخبرني محمّد بن محمّد ابن مرّة ، عن الحسن بن عليّ العاصمي ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ قال : سئل سلمان الفارسي عن عليّ بن أبي طالب وفاطمة عليهما‌السلام فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليكم بعليّ بن أبي طالب فإنّه مولاكم فأحبّوه ، وكبيركم فاكرموه ، وعالمكم فاتبعوه ، وقائدكم الى الجنّة فعززوه. إذا دعاكم فأجيبوه ، وإذا أمركم فأطيعوه ، أحبّوه بحبي ، وأكرموه بكرامتي. ما قلت لكم في عليّ إلّا ما أمرني به ربي جلت عظمته».

١٨ ـ وأخبرنا القاضي الإمام عين الأئمة أبو الحسن عليّ بن أحمد الكرباسي (ره) ، أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن عبد الرّحمن ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد الأسدي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن المقري ، أخبرنا محمّد بن الحسين الخثعمي ؛ وأبو

٧٣

الطيب الورّاق قالا : أخبرنا محمّد بن الوليد العقيلي ، أخبرنا عليّ بن سليمان المصري ، أخبرنا عياش ، عن ابن لهيعة ، عن الحرث بن يزيد ، عن أبي علقمة ـ مولى بني هاشم ـ قال : صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصبح ثمّ التفت إلينا فقال : «معاشر أصحابي! رأيت البارحة عمّي حمزة بن عبد المطلب ؛ وأخي جعفر بن أبي طالب ، وبين أيديهما طبق من نبق فأكلا ساعة ثمّ تحوّل النبق عنبا ، فأكلا ساعة ثمّ تحوّل العنب رطبا ، فأكلا ساعة فدنوت منهما ، فقلت : بأبي أنتما ، أي الأعمال وجدتما أفضل؟ قالا : فديناك بالآباء والامهات ، وجدنا أفضل الأعمال : الصلاة عليك ، وسقي الماء ، وحبّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام».

١٩ ـ وأنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ الهمداني ، أخبرني شجاع بن المظفر ، أخبرني أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري ، أخبرني الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الكوفي الحافظ ، أخبرني المنذر بن محمّد بن المنذر القابوسي ، حدّثني أبي ، حدّثني عمّي الحسين بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، عن نفيع بن الحرث ، حدّثني أبو برزة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن جلوس ذات يوم : «والّذي نفسي بيده ، لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأله الله تعالى عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله ممّا كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت». فقال عمر : فما آية حبّكم من بعدكم؟ قال : فوضع يده على رأس عليّ وهو إلى جانبه (صلوات الله عليهما) وقال : «إنّ آية حبّي من بعدي حبّ هذا».

٢٠ ـ وأنبأني مهذّب الأئمّة هذا ، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمّد المقري ، أخبرنا والدي قال : قال أبو علي عبد الرحمن بن محمّد النيشابوري :

٧٤

أخبرني أحمد بن محمّد البغدادي ـ من حفظه بالدينور ـ ، أخبرنا محمّد بن جرير الطبري ، حدّثني محمّد بن حميد الرّازي ، أخبرني العلاء بن الحسين الهمداني ، أخبرني أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي ، عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وسئل بأي لغة خاطبك ربّك؟ ـ قال : «خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب فالهمت أن قلت : يا ربّ! خاطبتني أم عليّ؟ فقال عزوجل : يا أحمد! أنا شيء لا كالأشياء ، لا اقاس بالنّاس ، ولا اوصف بالشبهات ، خلقتك من نوري وخلقت عليّا من نورك ، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحبّ إليك من عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك».

٢١ ـ وأخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور الدّيلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني أبو إسحاق القفال ـ باصفهان ـ ، أخبرني أبو إسحاق بن خرشيد قال : أخبرني أبو سعيد أحمد بن زياد بن الأعرابي ، أخبرني بخيع ابن إبراهيم ، أخبرني أبو نعيم ضرار بن صرد ، أخبرني عليّ بن هاشم ، أخبرني محمّد بن عبد الله الهاشمي ، عن أبي بكر محمّد بن عمرو بن حزم ، عن عبّاد بن عبد الله ، عن سلمان (رضي الله عنه) عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام».

٢٢ ـ وأخبرني سيّد الحفّاظ الدّيلمي هذا ـ فيما كتب إليّ ـ أخبرني أبي ، أخبرني الميداني الحافظ ، أخبرني أبو محمّد الخلال ، أخبرني محمّد بن العباس ، أخبرني الحسين بن عليّ الدّهان ، أخبرني محمّد بن عبيد الكندي ، أخبرني أبو هاشم محمّد بن علي الدّهني ، أخبرني أحمد بن عمران ، عن سفيان بن سعيد ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قسمت الحكمة على عشرة أجزاء :

٧٥

فاعطي عليّ تسعة أجزاء ، والنّاس جزءا واحدا».

٢٣ ـ وأخبرني سيّد الحفاظ هذا ـ فيما كتب إليّ ـ ، أخبرني عبدوس بن عبد الله ـ إذنا ـ ، عن الشريف أبي طالب الجعفري ـ باصبهان ـ ، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه الأصبهاني ، أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الله ، أخبرني الحسين بن الهيثم ، أخبرني محمّد بن الصباح ، أخبرني هشيم (١) ، عن حجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن جدّه قال : قالت عائشة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : من خير النّاس بعدك يا رسول الله؟ قال : «أبو بكر» ، قالت: فمن خير النّاس بعد أبي بكر؟ قال : «عمر».

فقالت فاطمة : «لم تقل في عليّ شيئا؟ قال : عليّ نفسي فمن رأيته يقول في نفسه شيئا»؟!

٢٤ ـ وأخبرنا الشيخ الزّاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي ، أخبرني شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرني أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن الحسن العلوي ، أخبرني محمّد بن محمّد بن سعد الهروي ، أخبرني محمّد بن عبد الرحمن ، أخبرني أبو الصلت الهروي ، أخبرني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب».

٢٥ ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني ابو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو جعفر بن محمّد بن أحمد ، أخبرني محمّد بن مسلم بن دارة ، أخبرني عبد الله بن موسى العبسي ، أخبرني أبو عمرو الأزدي ، عن أبي راشد ، عن أبي الحمراء قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أراد أن ينظر إلى

__________________

(١) في رجال السند جملة مقدوح فيهم بالوضع أشهرهم هشيم.

٧٦

آدم في علمه ؛ وإلى نوح في فهمه ؛ وإلى يحيى بن زكريا في زهده ؛ وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

٢٦ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمّد أحمد بن عبد الله المزكي ـ إملاء ـ أخبرني أحمد ابن محمّد بن حرب ، أخبرني أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمّد ، أخبرني يحيى بن عبد الله العلويّ ـ خال جعفر بن محمّد ـ ، أخبرني نوح بن قيس ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري قال : رأيت عليّا عليه‌السلام صعد المنبر ـ بالكوفة ـ وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، متقلدا بسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعتما بعمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي اصبعه خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقعد على المنبر وكشف عن بطنه وقال : «سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنّما بين الجوانح علم جمّ ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هذا ما زقّني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زقا من غير وحي اوحي إليّ.

فو الله ، لو ثنيت لي الوسادة ، وجلست عليها ، لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ، حتّى ينطق الله التوراة والإنجيل ، فيقولا : صدق عليّ قد أفتاكم بما انزل فينا ، وأنتم تتلون الكتاب فلا تعقلون».

٢٧ ـ وأخبرنا عين الأئمة ابو الحسن عليّ بن أحمد الكرباسي ، أخبرنا شمس القضاة أحمد بن عبد الرّحمن بن إسحاق ، أخبرنا الفقيه أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن هارون الكوفي ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن حامد التميمي ، حدّثني حميد بن مسعدة ، أخبرني يونس بن أرقم ، أخبرنا الجارود ، عن عديّ بن ثابت ، عن ابن عباس (ره) قال : العلم ستة أسداس : فلعلي بن أبي طالب من ذلك خمسة أسداس ،

٧٧

وللناس سدس ، ولقد شاركنا في سدسنا حتّى هو أعلم به منا.

٢٨ ـ أخبرنا العلّامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، أخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مردك الرّازي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن الحسين العاصمي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي صفوان الثقفي ، أخبرنا مومل بن إسماعيل ، عن ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد بن المسيب ، قال : سمعت عمر يقول : اللهمّ لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيّا.

٢٩ ـ وبهذا الإسناد عن أبي سعد السّمان هذا ، أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن محمّد البزاز ـ بقراءتي عليه ـ ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع ، أخبرنا ابن أبي شيبة ، أخبرنا جندل بن والق ، أخبرنا محمّد بن عمر المازني ، عن عبّاد الكلبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر قال : قال عمر : كانت لأصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ثماني عشرة سابقة : فخص عليّ منها بثلاث عشرة ، وشركنا في خمس.

٣٠ ـ أخبرنا الإمام الحافظ أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرحي ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد الجويني قال : قرأت على أبي الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن حمدان السعدي ، أخبرنا لؤلؤ القيصري ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الصوفي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن شدّاد ، حدّثني محمّد بن سنان الحنظلي ، أخبرنا إسحاق بن بشر القرشي ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال «لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود ـ يوم الخندق ـ أفضل من عمل امتي إلى يوم القيامة».

٣١ ـ أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ،

٧٨

أخبرنا محمود بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن فادشاه ، أخبرنا الطبراني ، عن أحمد بن محمّد القنطري ، عن حرب بن الحسين ، عن يحيى بن يعلى ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي! والذي نفسي بيده ، لو لا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بأحد من المسلمين إلّا أخذ التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة».

٣٢ ـ وأخبرنا شهاب الدّين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ أنبأنا أبو عليّ الحدّاد ، أخبرنا أبو يعلى الأديب الطبراني ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، أخبرنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن سعيد ، اخبرنا محول بن إبراهيم ، أخبرنا أبو داود الطبري ، أخبرنا عبد الأعلى التغلبي ، عن أنس قال : اتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بطائر ـ ، فوضع بين يديه فقال : «اللهمّ! ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» فقرع الباب فقلت : اللهمّ! اجعله رجلا من الأنصار ، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقلت : سبحان الله! سأل نبي الله ربّه أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه. قال : ففتحت الباب فلمّا دخل مسح رسول الله وجهه ، ثمّ مسحه رسول الله بوجه عليّ ، ثمّ مسح وجه عليّ فمسحه بوجهه ـ فعل ذلك ثلاث مرات ـ فبكى عليّ ، ثمّ قال : «ما هذا يا رسول الله؟ فقال : ولم لا أفعل بك هذا؟ وأنت تسمع صوتي ، وتؤدي عنّي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي».

ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهمّ! إني سألتك أن تأتيني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت به ؛ اللهمّ! وانّه أحبّ خلقك إليّ».

٧٩

أخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا ، وقال أبو عبد الله الحافظ : صحّ ـ حديث الطير ـ وإن لم يخرّجاه ، يعني : البخاري ومسلما.

٣٣ ـ وذكر الإمام محمّد بن أحمد بن شاذان ، أخبرنا سهل بن أحمد ، عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري ، عن هناد بن السري ، عن محمّد بن هشام ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله لما خلق السماوات والأرض دعاهن فأجبنه ، وعرض عليهنّ نبوّتي وولاية عليّ بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثمّ خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدّين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقيّ من شقي بنا ، نحن المحلّون لحلاله ، والمحرّمون لحرامه».

٣٤ ـ وذكر ابن شاذان هذا ، أخبرنا عبد الله بن يوسف ، عن حامد بن محمّد الهروي ، عن عليّ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عكاشة ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن سلمة ، عن خصيف ، عن مجاهد قال : قيل لابن عبّاس : ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟ فقال : ذكرت والله ، أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّى القبلتين ، وبايع البيعتين ، واعطي السبطين ـ الحسن والحسين ـ ، وردّت عليه الشمس مرّتين ، بعد ما غابت عن المقلتين ، وجرّد السيف تارتين ، وهو صاحب الكرّتين ؛ فمثله في الامّة مثل ـ ذي القرنين ـ ، ذلك مولاي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

٣٥ ـ وأخبرني سيّد الحفاظ ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني الرئيس أبو الفتح ـ كتابة ـ ، أخبرني عبد الله بن إسحاق البغوي ، أخبرني الحسن بن عليّ الغنوي ، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن الذارع ، أخبرني قيس بن حفص ، حدّثني عليّ بن الحسين العبدي ، عن أبي هارون العبدي ،

٨٠