مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧١

عليهم ، قال ذو الجوشن : فو الله إنّى لفى قومى اذ قدم علينا ركب فقلنا ما الخبر؟ فقالوا ظهر محمّد على قومه وكان ذو الجوشن يتوجّع على تركه الإسلام حين دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. قال ابن سعد ، وكان ذو الجوشن جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد فراغه من بدر وأهدى له فرسا يقال لها العوجاء فلم يقبلها منه.

قال ابن سعد : وبعث المختار بالرءوس إلى محمّد بن الحنفية ثمّ جاء ابن زياد فنزل الموصل فى ثلاثين ألفا فجهز إليه المختار ابراهيم بن الأشتر فى ثلاثة آلاف وقيل فى سبعة آلاف وذلك فى سنة تسع وستّين فالتقى بابن زياد ، فقتله على التراب وكان من غرق من أصحابه أكثر ممّن قتل واختلفوا فى قاتل ابن زياد (١).

٤١ ـ عنه ، ذكر ابن جرير ، عن إبراهيم بن الأشتر أنّه قال : قتلت رجلا شممت منه رائحة المسك على شاطئ نهر جاذر قال ضربته فقددته نصفين ، وقيل انّ الذي قتله شريك بن جرير الثعلبى ، وقيل جابر أو جبير ، وبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار فجلس فى القصر وألقيت الرءوس بين يديه فألقاها فى المكان الذي وضع فيه رأس الحسين وأصحابه ، ونصب المختار رأس ابن زياد فى المكان الذي نصب فيه رأس الحسين ، ثمّ القاه فى اليوم الثانى فى الرحبة مع الرءوس (٢).

٤٢ ـ قال عمّار بن عمير : فبينا أنا واقف عند الرءوس بالكناسة اذ قال الناس قد جاءت قد جاءت فاذا حية عظيمة تتخلل الرءوس حتّى دخلت فى منخرى ابن زياد وخرجت فغابت ساعة ثمّ عادت ففعلت كذلك وقيل إنمّا فعلت الحيّة ذلك بالقصر بين يدى المختار فقال المختار دعوها دعوها وفى رواية فعلت ذلك ثلاثة أيّام (٢).

٤٣ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنبأنا طراد بن محمّد بن على ، أنبأنا علىّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٨٦.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٨٦.

٥٢١

الحسين بن صفوان ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن أبى الدنيا ، أخبرنى العبّاس بن هشام بن محمّد الكوفى ، عن أبيه عن جدّه قال : كان رجل من بنى أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقى الدم ثمّ يقول هكذا إلى السماء فيرمى به ، وذلك انّ الحسين دعا بماء ليشرب فلمّا رماه حال بينه وبين الماء.

فقال : اللهمّ ظمّه اللهمّ ظمّه ، قال : فحدّثنى من شهده وهو يموت هو يصيح من الحرّ فى بطنه والبرد فى ظهره ، وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكافور ، وهو يقول : اسقونى أهلكنى العطش فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء أو اللّبن لو شربه خمسة لكفاهم قال: فيشربه ثمّ يعود فيقول : اسقونى أهلكنى العطش. قال : فاتقد بطنه كانقداد البعير (١).

٤٤ ـ عنه ، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر ابن اللالكانى ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حمّاد بن زيد ، حدّثنى جميل بن مرّة ، قال : أصابوا إبلا فى عسكر الحسين ، يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا (٢).

٤٥ ـ عنه ، أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسين بن علىّ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علىّ بن مجاهد عن حنش بن الحارث ، عن شيخ من النخع قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم فقام قوم فذكروا بلاءهم وقام سنان بن أنس فقال : أنا قاتل حسين ، فقال الحجّاج : بلاء حسن! ورجع سنان إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٣٦.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

٥٢٢

عقله ، فكان يأكل ويحدث فى مكانه (١).

٤٦ ـ عنه أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ، ابنا البناء فى كتابيهما ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سياوش الكازرونى ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن محمّد ابن أبى مسلم الفرضى المقرى قال : قرىء على أبى بكر محمّد بن القاسم بن يسار الأنبارى النحوى وأنا حاضر ، أنبأنا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري أنبأنا هارون بن حاتم أبو بشر ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبى حماد ، أنبأنا الفضل بن الزبير ، قال : كنت جالسا عند شخص فأقبل رجل فجلس إليه ورائحته رائحة القطران فقال له : يا هنا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قط.

قال : فما هذه الرائحة؟ قال : كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فلمّا جنّ على اللّيل رقدت فرأيت فى نومى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه علىّ وعلى يسقى القتلى من أصحاب الحسين ، فقلت له : اسقنى فأبى ، فقلت : يا رسول الله مره يسقينى. فقال : ألست ممّن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولكنّى كنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فقال : يا علىّ اسقه فناولنى قعبا مملوءا قطرانا فشربت منه قطرانا ، ولم أزل أبول القطران ، أيّاما ثمّ انقطع ذلك البول منّى وبقيت الرائحة فى جسمى ، فقال له السرىّ : يا عبد الله كل من برّ العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمّدا أبدا (٢).

٤٧ ـ عنه ، قال هارون بن حاتم : وأنبأنا عبد الرحمن بن أبى حمّاد ، عن ثابت ابن إسماعيل عن أبى النضر الجرمى قال : رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال : كنت ممّن حضر عسكر عمر بن سعد ، فلمّا جاء اللّيل رقدت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فى المنام وبين يديه طست فيها دم وريشة فى الدم ، وهو

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٩٨.

٥٢٣

يؤتى بأصحاب عمر بن سعد ، فيأخذ الريشة فيخطّ بها بين أعينهم فأتى بى فقلت : يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال : أفلم تكثّر عدوّنا! وأدخل اصبعه فى الدم ـ السبابة والوسطى ـ وأهوى بهما الى عينى فأصبحت وقد ذهب بصرى (١).

٤٨ ـ عنه ، أخبرنا أبو محمّد الأكفانى شفاها ، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أسد ابن القاسم الحلبي قال : رأى جدّى صالح بن الشحام ـ رحمه‌الله ـ بحلب وكان صالحا ديّنا ـ فى النوم كلبا أسود وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره قال فقلت : هذا كلب عطشان دعنى اسقه ماء أدخل فيه الجنّة ، وهممت لأفعل ذلك فاذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه هذا قاتل الحسين بن على أعذّبه بالعطش الى يوم القيامة (٢).

٤٩ ـ قال ابن أبى الحديد عند ذكر اعمال يزيد بن معاوية : ثمّ أغلظ ما انتهك ، وأعظم ما اجترم ، سفكه دم الحسين بن علىّ عليه‌السلام ، مع موقعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومكانه ومنزلته من الدّين والفضل والشهادة له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنّة ، اجتراء على الله ، وكفرا بدينه ، وعداوة لرسوله ، ومجاهدة لعترته ، واستهانة لحرمته ، كأنّما يقتل منه ومن أهل بيته قوما من كفرة التّرك والديلم ، ولا يخاف من الله نقمة ، ولا يراقب منه سطوة ، فتبر الله عمره وأخبث أصله وفرعه ، وسلبه ما تحت يده ، وأعدّ له من عذابه وعقوبته ، ما استحقّه من الله بمعصيته (٣)

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٩٩.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٣٠٠.

(٣) شرح النهج : ١٥ / ١٧٨.

٥٢٤

٧٩ ـ باب طين قبر الحسين عليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه ، حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن كرّام ، عن أبى يعفور ، قال قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه‌السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به فقال : لا والله الذي لا إله إلّا هو ، ما يأخذه أحد وهو يرى أنّ الله ينفعه به إلّا نفعه الله به (١).

٢ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله البرقي ، عن بعض أصحابنا قال : دفعت الىّ امرأة غزلا فقالت ادفعه الى حجبة مكة ليخاط به كسوة الكعبة قال فكرهت أن أدفعه الى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلمّا أن صرنا الى المدينة دخلت على أبى جعفر عليه‌السلام فقلت له جعلت فداك انّ امرأة أعطتنى غزلا فقالت ادفعه بمكّة ليخاط به كسوة الكعبة ، فكرهت أن أدفعه الحجبة فقال اشتر به عسلا وزعفرانا وخذوا من طين قبر الحسين عليه‌السلام ، واعجنه بما السماء واجعل فيه من العسل والزعفران وفرّقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم (٢).

٣ ـ عنه ، حدثني أبى عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل البصرىّ ولقبه فهد ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : طين قبر الحسين عليه‌السلام شفاء من كلّ داء (٣).

٤ ـ عنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٤.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٤.

(٣) كامل الزيارات : ٢٧٥.

٥٢٥

أبيه ، عن محمّد بن سليمان البصرى ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال فى طين قبر الحسين : الشفاء من كلّ داء وهو الدواء الأكبر (١).

٥ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن شيخ من أصحابنا ، عن أبى الصباح الكنانى ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، قال : طين قبر الحسين عليه‌السلام فيه شفاء وإن أخذ على رأس ميل (٢).

٦ ـ عنه ، روى عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من أصابته علّة فبدأ بطين قبر الحسين عليه‌السلام شفاه الله من تلك العلّة إلّا أن تكون علّة السام (٣).

٧ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال حدّثنا مدلج ، عن محمّد بن مسلم ، قال خرجت إلى المدينة وأنا وجع فقيل له محمّد بن مسلم وجع ، فأرسل الىّ أبو جعفر عليه‌السلام شرابا مع غلام مغطى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لى اشربه فانّه أمرنى ان لا ابرح حتّى تشربه فتناولته فاذا رائحة المسك منه واذا بشراب طيّب الطعم بارد فلمّا شربته قال لى الغلام يقول لك مولاك اذا شربته فتعال.

ففكرت فيما قال لى وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلى فلمّا استقرّ الشراب فى جوفى فكأنّما نشطت من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوّت بى صحّ الجسم ادخل فدخلت عليه وأنا باك فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه فقال لى وما يبكيك يا محمّد؟ قلت : جعلت فداك أبكى على اغترابى وبعد الشقّة وقلّة القدرة على المقام عندك انظر إليك فقال لى أمّا قلّة القدرة فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودّتنا وجعل البلاء إليهم سريعا.

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٥.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٥.

(٣) كامل الزيارات : ٢٧٥.

٥٢٦

امّا ما ذكرت من الغربة ، فانّ المؤمن فى هذه الدنيا غريب وفى هذا الخلق المنكوس حتّى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله وأمّا ما ذكرت من بعد الشقّة فلك بأبى عبد الله عليه‌السلام أسوة بارض نائية عنّا بالفرات وامّا ما ذكرت من حبّك قربنا والنظر إلينا وانّك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما فى قلبك وجزاؤك عليه ثمّ قال لى : هل تأتى قبر الحسين عليه‌السلام قلت نعم على خوف ووجل فقال ما كان فى هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف ومن خاف فى إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربّ العالمين وانصرف بالمغفرة وسلّمت عليه الملائكة وزار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وما يصنع ودعا له انقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتّبع رضوان الله.

ثمّ قال لى كيف وجدت الشراب فقلت أشهد انّكم أهل بيت الرحمة وانّك وصىّ الأوصياء ولقد أتانى الغلام بما بعثته وما أقدر على أن أستقلّ على قدمي ولقد كنت آيسا من نفسى ، فناولنى الشراب فشربته فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ولا ابرد منه فلمّا شربته قال لى الغلام انّه أمرنى أن أقول لك اذا شربته فاقبل الىّ وقد علمت شدّة ما بى فقلت لأذهبنّ إليه ولو ذهبت نفسى ما قبلت إليك فكأنّى نشطت من عقال ، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم ورحمة علىّ.

فقال يا محمّد انّ الشراب الّذي شربته فيه من طين قبر الحسين عليه‌السلام وهو أفضل ما استشفى به فلا تعدل به فانّا نسقيه صبياننا ونساؤنا فنرى فيه كلّ خير ، فقلت له جعلت فداك انّا لنأخذ منه ونستشفى به فقال يأخذه الرّجل فيخرجه من الحائر وقد أظهر فلا يمرّ بأحد من الجنّ به عاهة ولا دابة ولا شيء فيه آفة الّا شمّه فتذهب بركته فيصير بركته لغيره وهذ الّذي يتعالج به ليس هكذا ولو لا ما ذكرت لك ما يمسح به شيء ولا شرب منه شيء إلّا أفاق من ساعته وما هو الّا كحجر الأسود أتاه صاحب العاهات والكفر والجاهليّة وكان لا يتمسّح به أحد الّا أفاق وكان كأبيض ياقوته ، فاسودّ حتّى صار إلى ما رأيت.

٥٢٧

فقلت جعلت فداك وكيف أصنع به فقال تصنع به مع إظهارك إيّاه ما يصنع غيرك تستخفّ به فتطرحه فى خرجك وفى أشياء دنسة فيذهب ما فيه ممّا تريده له ، فقلت صدقت جعلت فداك قال ليس يأخذه أحد إلّا وهو جاهل يأخذه ولا يكاد يسلّم بالناس ، فقلت جعلت فداك وكيف لى أن آخذه كما تأخذه ، فقال لى أعطيك منه شيئا فقلت نعم قال : إذا أخذته فكيف تصنع به فقلت اذهب به معى ، فقال فى أىّ شيء تجعله فقلت فى ثيابى ، قال فقد رجعت الى ما كنت تصنع اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فانّه لا يسلم لك فسقانى منه مرّتين فما أعلم انّى وجدت شيئا ممّا كنت أجد حتّى انصرفت (١).

٨ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسين بن متّ الجوهرى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل عن الخيبرى ، عن أبى بكر الحضرمى ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لو انّ مريضا من المؤمنين يعرف حقّ أبى عبد الله عليه‌السلام وحرمته وولايته أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء (٢).

٩ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة رحمهم‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد ابن عيسى ، عن رجل ، قال بعث الىّ أبو الحسن الرّضا عليه‌السلام من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك طين فقلت للرّسول ما هذا قال طين قبر الحسين عليه‌السلام ما كان يوجّه شيئا من الثياب ولا غيره الّا ويجعل فيه الطين وكان يقول هو أمان باذن الله (٣).

١٠ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن الحسين بن أبى العلاء قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : حنّكوا أولادكم بتربة الحسين عليه‌السلام ، فانّه أمان (٤)

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٥.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٨.

(٣) كامل الزيارات : ٢٧٨.

(٤) كامل الزيارات : ٢٧٨.

٥٢٨

١١ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال حدّثنا أبو اليسع قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام وأنا أسمع قال : آخذ من طين قبر الحسين يكون عندى اطلب بركته قال لا بأس بذلك (١).

١٢ ـ عنه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الورّاق ، عن يونس ، عن عيسى بن سليمان ، عن محمّد بن زياد ، عن عمّته قالت : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول انّ فى طين الحائر الذي فيه الحسين عليه‌السلام شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف (٢).

١٣ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن الخيبرى ، عن أبى ولّاد ، عن أبى بكر الحضرمى ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، قال : لو أنّ مريضا من المؤمنين يعرف بحقّ أبى عبد الله وحرمته وولايته أخذ له من طين قبره على رأس ميل كان له دواء وشفاء (٣).

١٤ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن على ، عن يونس بن رفيع ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ عند رأس الحسين عليه‌السلام لتربة حمراء فيها شفاء من كلّ داء الّا السام قال : فأتيت القبر بعد ما سمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر فلمّا حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر درهم فحملناه الى الكوفة فمزجناه وخبيناه فأقبلنا نعطى الناس يتداوون به(٤).

١٥ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمه‌الله ومحمّد بن الحسن وعلىّ بن الحسين ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن رزق الله بن العلاء ، عن سليمان بن عمرو

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٧٨.

(٢) كامل الزيارات : ٢٧٨.

(٣) كامل الزيارات : ٢٧٩.

(٤) كامل الزيارات : ٢٧٩.

٥٢٩

السّراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : يؤخذ طين قبر الحسين عليه‌السلام من عند القبر على قدر سبعين باعا (١).

١٦ ـ عنه ، حدّثنى علىّ بن الحسين ، عن علىّ بن إبراهيم ، عن ابراهيم بن إسحاق النهاوندى ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، قال : إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين عليه‌السلام فليقل : اللهمّ انّى أسألك بحقّ الملك الّذي تناوله والرّسول الّذي بوّأه ، والوصىّ الّذي ضمن فيه أن تجعله شفاء من كلّ داء كذا وكذا ويسمّى ذلك الداء (٢).

١٧ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن علىّ بن الريّان بن الصلت عن الحسين بن أسد ، عن أحمد بن مصفلة ، عن عمّه ، عن أبى جعفر الموصلى أنّ أبا جعفر عليه‌السلام قال اذا أخذت طين قبر الحسين فقل : اللهمّ بحقّ هذه التربة وبحقّ الملك الموكّل بها والملك الذي كربها ، وبحقّ الوصىّ الّذي هو فيها صلّ على محمّد وآل محمّد واجعل هذا الطّين شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف فان فعل ذلك كان حتما شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف (٣).

١٨ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن علىّ بن مهزيار ، عن جدّه علىّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصم قال : حدّثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة ، عن أبى حمزة الثماليّ ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، قال : كنت بمكّة وذكر فى حديثه قلت جعلت فداك إنّى رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به هل فى ذلك شيء ممّا يقولون من الشفاء قال قال : يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال وكذلك قبر جدّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكذلك طين قبر الحسين وعلىّ ومحمّد.

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٠.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٠.

(٣) كامل الزيارات : ٢٨٠.

٥٣٠

فخذ منها فانّها شفاء من كلّ سقم وجنّة ممّا تخاف ولا يعد لها شيء من الأشياء التي يستشفى بها إلّا الدعاء وإنّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين لمن يعالج بها ، فامّا من أيقن انّها له شفاء إذا يعالج بها كفته باذن الله من غيرها ممّا يعالج به ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسّحون بها وما ثمّر بشيء الّا شمّها وأمّا الشياطين وكفّار الجنّ فانّهم يحسدون بنى آدم عليها فيتمسّحون بها ليذهب عامة طيبها.

لا يخرج الطين من الحائر الّا وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم وانّه لفى يد صاحبها وهم يتمسّحون بها ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التربة شيء يسلم ما عولج به أحد إلّا برء من ساعته فاذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها من ذكر الله تعالى وقد بلغنى انّ بعض من يأخذ من التربة شيئا فيستخفّ به حتّى أنّ بعضهم ليطرحها فى مخلاة البغل والحمار وفى وعاء الطعام وما يمسح به الأيدى من الطعام والخرج والجوالق فكيف يستشفى به من هذا حاله عنده ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخفّ بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله (١).

١٩ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن رزق الله بن العلاء ، عن سليمان بن عمرو السّراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال يؤخذ طين قبر الحسين عليه‌السلام من عند القبر على سبعين باعا فى سبعين باعا (٢).

٢٠ ـ عنه حدّثنى محمّد بن يعقوب ، عن علىّ بن محمّد بن على رفعه ، قال قال : الختم على طين قبر الحسين عليه‌السلام أن يقرأ عليه (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٣).

٢١ ـ عنه روى اذا أخذته فقل : اللهمّ بحقّ هذه التربة الطاهرة ، وبحقّ البقعة

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٠.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨١.

(٣) كامل الزيارات : ٢٨٠.

٥٣١

الطّيبة وبحقّ الوصىّ الّذي تواريه وبحقّ جدّه وأبيه وأمّه وأخيه والملائكة العكوف على قبر وليّك ينتظرون نصره صلّى الله عليهم أجمعين ، واجعل لى فيه شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف وغنى من كلّ فقر وعزّا من كلّ ذل وأوسع به علىّ فى رزقى وأصحّ به جسمى (١).

٢٢ ـ عنه حدّثنى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن رجل من أهل الكوفة قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام حريم قبر الحسين عليه‌السلام فرسخ فى فرسخ فى فرسخ فى فرسخ (٢).

٢٣ ـ عنه ، حدّثنى جعفر بن محمّد بن ابراهيم الموسوى ، عن عبد الله بن نهيك ، عن سعد بن صالح ، عن الحسن بن علىّ بن أبى المغيرة ، عن بعض أصحابنا قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام : إنّى رجل كثير العلل والأمراض وما تركت دواء الّا وقد تداويت به فقال لى فاين أنت عن تربة الحسين عليه‌السلام ، فانّ فيها الشفاء من كلّ داء والأمن من كلّ خوف وقل إذا أخذته.

اللهمّ إنّى أسألك بحقّ هذه الطينة وبحقّ الملك الّذي أخذها وبحقّ النبيّ الّذي قبضها ، وبحقّ الوصىّ الّذي حلّ فيها صلّ على محمّد وأهل بيته واجعل لى فيها شفاء من كلّ داء وأمانا من كلّ خوف قال : ثمّ قال انّ الملك الذي أخذها جبرائيل وأراها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال هذه تربة ابنك هذا تقتله أمّتك من بعدك والنّبي الّذي قبضها فهو محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمّا الوصىّ الّذي حلّ فيها فهو الحسين بن على سيّد الشّهداء.

قلت : قد عرفت الشفاء من كلّ داء فكيف الأمان من كلّ خوف قال إذا خفت سلطانا أو غير ذلك فلا تخرج من منزلك الّا ومعك من طين قبر الحسين عليه‌السلام وقل اذا أخذته : اللهمّ إنّ هذه طينة قبر الحسين وليّك وابن وليّك اتخذتها حرزا لما أخاف

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٢.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٢.

٥٣٢

ولما لا أخاف فانّه قد يردّ عليك ما لا تخاف ، قال الرجل فأخذتها كما قال فصحّ والله بدنى وكان لى أمانا من كلّ ما خفت وما لم أخف كما قال فما رأيت بحمد الله بعدها مكروها (١).

٢٤ ـ عنه ، أخبرنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة ، عن أحمد بن اسحاق القزوينى ، عن أبى بكّار ، قال أخذت من التربة التي عند رأس قبر الحسين بن علىّ عليه‌السلام فانّها طينة حمراء فدخلت على الرضا عليه‌السلام فعرضتها عليه فأخذها فى كفّه ثمّ شمّها ثمّ بكى حتّى جرت دموعه ثمّ قال هذه تربة جدّى (٢).

٢٥ ـ عنه ، حدّثنى أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى بالعسكر ، قال : حدّثنا الحسن بن علىّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبى حمزة الثماليّ ، قال قال الصادق عليه‌السلام : إذا أردت حمل الطين من قبر الحسين عليه‌السلام فاقرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين وقل هو الله أحد وانّا أنزلناه فى ليلة القدر ويس وآية الكرسى وتقول :

اللهمّ بحقّ محمّد عبدك ورسولك وحبيبك ونبيّك وأمينك وبحقّ أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عبدك وأخى رسولك وبحقّ فاطمة بنت نبيّك وزوجة وليّك ، وبحق الحسن والحسين وبحقّ الأئمّة الراشدين وبحقّ هذه التربة وبحقّ الملك الموكّل بها وبحقّ الوصىّ الّذي حلّ فيها وبحقّ الجسد الّذي تضمّنت وبحقّ السبط الّذي ضمّنت وبحقّ جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك.

صلّ على محمّد وآل محمّد واجعل لى هذا الطين شفاء من كلّ داء ولمن يستشفى به من كلّ داء وسقم ومرض وأمانا من كلّ خوف ، اللهمّ بحقّ محمّد وأهل بيته اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كلّ داء وسقم وآفة وعاهة وجميع الأوجاع كلّها إنّك على كلّ شيء قدير.

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٢.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٣.

٥٣٣

تقول اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة الميمونة والملك الّذي هبط بها والوصىّ الّذي هو فيها صلّ على محمّد وآل محمّد وسلّم وانفعنى بها انّك على كلّ شيء قدير (١).

٢٦ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمه‌الله وجماعة ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد ابن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن إسماعيل البصرى ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : طين قبر الحسين عليه‌السلام شفاء من كلّ داء واذا أكلته فقل : بسم الله وبالله اللهمّ اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء إنّك على كلّ شيء قدير (٢).

٢٧ ـ عنه ، قال : روى لى بعض أصحابنا يعنى محمّد بن عيسى قال نسيت اسناده قال : إذا أكلته تقول : اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة وربّ هذا الوصىّ الّذي وارته صلّ على محمّد وآل محمّد واجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كلّ داء (٣).

٢٨ ـ عنه ، حدّثنى الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد ابن اسماعيل البصرى ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : طين قبر الحسين عليه‌السلام شفاء من كلّ داء وإذا أكلته فقل : بسم الله وبالله اللهمّ اجعله رزقا نافعا وعلما نافعا وشفاء من كلّ داء إنّك على كلّ شيء قدير.

قال : روى لى بعض أصحابنا يعنى محمّد ابن عيسى ، قال نسيت اسناده قال اذا اكلته تقول : اللهمّ ربّ هذه التربة المباركة وربّ هذا الوصىّ الّذي وارته صلّ على محمّد وآل محمّد واجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كلّ داء (٤).

٢٩ ـ عنه ، حدّثنى الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٣.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٤.

(٣) كامل الزيارات : ٢٨٤.

(٤) كامل الزيارات : ٢٨٤.

٥٣٤

الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها فى فيك فقل : اللهمّ انّى أسألك بحقّ هذه التربة وبحقّ الملك الّذي قبضها والنبيّ الّذي حضنها والامام الّذي حلّ فيها أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لى فيها شفاء نافعا ورزقا واسعا وأمانا من كلّ خوف وداء ، فانّه اذا قال ذلك وهب الله له العافية وشفاه. (١).

٣٠ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن يعقوب ، وجماعة مشايخى رحمهم‌الله ، عن محمّد ابن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبى يحيى الواسطى ، عن رجل ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الطين كلّه حرام كلحم الخنزير ، ومن أكله ثمّ مات منه لم أصلّ عليه ، إلّا طين قبر الحسين عليه‌السلام فانّ فيه شفاء من كلّ داء ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء (٢).

٣١ ـ عنه ، حدثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عباد ابن سليمان ، عن سعد بن سعد ، قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن الطين ، قال : فقال : أكل الطين حرام مثل الميتة والدّم ولحم الخنزير الّا طين قبر الحسين فانّ فيه شفاء من كلّ داء وأمنا من كل خوف (٣).

٣٢ ـ عنه ، حدثني أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن علىّ بن الحسن ابن علىّ بن فضّال ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال انّ الله تبارك وتعالى خلق آدم عليه‌السلام من طين فحرم الطين على ولده ، قال : فقلت : ما تقول فى طين قبر الحسين صلوات الله عليه فقال يحرم على الناس أكل لحومهم ويحلّ عليهم أكل لحومنا ولكن الشيء اليسير منه مثل الحمّصة (٤).

٣٣ ـ عنه ، روى سماعة بن مهران ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال كلّ طين حرام

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٤.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٥.

(٣) كامل الزيارات : ٢٨٥.

(٤) كامل الزيارات : ٢٨٥.

٥٣٥

على بنى آدم ما خلا طين قبر الحسين عليه‌السلام من أكله من وجع شفاه الله تعالى (١).

٣٤ ـ عنه ، وجدت فى حديث الحسين بن مهران الفارسى ، عن محمّد بن سيّار ، عن يعقوب يزيد يرفع الحديث الى الصادق عليه‌السلام قال : من باع طين قبر الحسين عليه‌السلام فانّه يبيع لحم الحسين عليه‌السلام ويشتريه (٢).

٣٥ ـ الطوسى باسناده ، أخبرنا ابن خشيش قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو الخليل العبّاس بن خليل بن جابر الطائى إمام حمص قال : حدثنا محمّد بن هاشم البعلبكى ، قال : حدّثنا سويد بن عبد العزيز ، عن داود بن عيسى الكوفى ، عن عمارة بن عرفة ، عن محمّد بن إبراهيم التيمى ، عن أبى سلمة ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أجلس حسينا على فخذه فجعل يقبله ، فقال جبرئيل : أتحبّ ابنك هذا؟ قال : نعم قال : فان امتك ستقتله بعدك فدمعت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : ان شئت أريتك من تربته الّتي يقتل عليها؟ قال : نعم ، فأراه جبرائيل عليه‌السلام ترابا من تراب الأرض التي يقتل عليها وقال : تدعى الطفّ (٣).

٣٦ ـ عنه ، باسناده ، أخبرنا ابن خشيش ، عن محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربى ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبد الواحد الخزاز قا : حدّثنى يوسف بن كليب المسعودى ، عن عامر بن كثير ، عن أبى الجارود قال : حفر عند قبر الحسين عليه‌السلام عند رأسه وعند رجليه أوّل ما حفر فأخرج مسك أذفر لم يشكّوا فيه (٤).

٣٧ ـ عنه أخبرنا اين خشيش عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن معقل العجلى القرميسينى ، بسهرورد قال : حدثنا محمد بن أبى الصهبان الذهلى ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن نصر البزنطى ، عن كرام بن عمرو الخثعمى ، عن

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٦.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٦.

(٣) أمالى الطوسى : ١ / ٣٢٤.

(٤) أمالى الطوسى : ١ / ٣٢٤.

٥٣٦

محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد عليهم‌السلام ، يقولان : ان الله تعالى عوض الحسين عليه‌السلام من قتله أن جعل الامامة فى ذريته والشفاء فى تربته واجابة الدعاء عند قبره ، ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا من عمره.

قال محمد بن مسلم : فقلت لأبى عبد الله عليه‌السلام : هذا الجلال ينال بالحسين عليه‌السلام فماله فى نفسه؟ قال : ان الله تعالى ألحقه بالنبىّ فكان معه فى درجته ومنزلته ، ثم تلا أبو عبد الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) (١).

٣٨ ـ عنه أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله قال : حدثنا حميد بن زياد الدهقان ، إجازة بخطه فى سنة تسع وثلاثمائة قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس الدهقان ، قال : حدثنا سعيد بن صالح قال : حدثنا عن الحسن بن على بن أبى المغيرة عن الحارث بن المغيرة البصرى قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام : انى رجل كثيرة العلل والأمراض وما ترك دواء الا تداويت به فما انتفعت بشيء منه. فقال لى : أين أنت عن طين قبر الحسين بن على عليه‌السلام فان فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف فاذا أخذته فقل هذا الكلام.

«اللهم انى أسألك بحق هذه الطينة وبحق الملك الّذي أخذها وبحقّ النبيّ الّذي قبضها وبحقّ الوصىّ الّذي حلّ فيها صلّ على محمّد وأهل بيته وافعل بى كذا وكذا ، قال : ثمّ قال لى أبو عبد الله عليه‌السلام : أما الملك الذي قبضها فهو جبرائيل عليه‌السلام وأراها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هذه تربة ابنك الحسين تقتله أمّتك من بعدك ، والذي قبضها فهو محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأما الوصى الذي حل فيها فهو الحسين عليه‌السلام والشهداء رضى الله عنهم ، قلت : قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء فكيف الأمن من كل خوف؟.

فقال : اذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجنّ من منزلك الا ومعك من

__________________

(١) أمالى الطوسى : ١ / ٣٢٤.

٥٣٧

طين قبر الحسين عليه‌السلام فتقول «اللهم انى أخذته من قبر وليك وابن وليك فاجعله لى أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف» فانه قد يرد ما لا يخاف. قال الحارث بن المغيرة : فأخذت كما أمرنى وقلت ما قال لى فصحّ جسمى وكان لى أمانا من كل ما خفت وما لم أخف كما قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا (١).

٣٩ ـ عنه أخبرنا ابن خشيش عن محمد بن عبد الله قال : حدثني محمد بن محمد بن معقل القرميسينى العجلى قال : حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندى الأحمرى قال : حدثنا حماد بن عبد الله بن حماد الانصارى عن زيد بن أبى أسامة قال : كنت فى جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق ، فأقبل علينا أبو عبد الله عليه‌السلام فقال : ان الله تعالى جعل تربة جدّى الحسين عليه‌السلام شفاء امن كلّ داء ، وأمانا من كلّ خوف ، فاذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينه وليمرها على سائر جسده وليقل.

«اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل بها ويورى فيها وبحق أبيه وأمه وأخيه والائمة من ولده ، وبحق الملائكة الحافين به الا جعلتها شفاء من كلّ داء وبرءا من كلّ مرض ونجاة من كل آفة وحرزا مما أخاف وأحذر ، ثم يستعملها. قال أبو أسامة : فانى أستعملها من دهرى الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله فما رأيت بحمد الله مكروها (٢).

٤٠ ـ الشيخ المقيد أبو على الحسن بن محمد الطوسى قال : حدثنا الشيخ السعيد الوالد رحمه‌الله قال : حدثنا ابن خشيش عن محمد بن عبد الله قال : حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانيّ ، قال : حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال قال : حدثنا جعفر بن ابراهيم بن ناجية ، قال : حدثنا سعد بن سعد الأشعرى عن أبى

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٢٥.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٢٦.

٥٣٨

الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس؟ فقال : كلّ طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين عليه‌السلام فانه شفاء من كل داء (١).

٤١ ـ عنه عن شيخه رحمه‌الله قال : أخبرنا ابن خشيش عن محمد بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن الحسين بن على بن مالك القاضى الشيبانى ، ببغداد قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسى قال : حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الازدى ، قال : حدثنا أبى قال : صلّيت فى جامع المدينة والى جانبى رجلان على أحدهما ثياب السفر ، فقال أحدهما لصاحبه: يا فلان أما علمت أن طين قبر الحسين عليه‌السلام شفاء من كلّ داء ، وذلك انه كان بى وجع الجوف فتعالجت بكل دواء.

فلم أجد فيه عافية وخفت علىّ نفسى وأيست منها ، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة ، فدخلت علىّ وأنا فى أشد ما بى من العلة ، فقالت لى : يا سالم ما أرى علتك كل يوم الا زائدة؟ فقلت لها : نعم. قالت : فهل لك أن اعالجك فتبرأ باذن الله عزوجل؟ فقلت لها : ما أنا الى شيء أحوج منى الى هذا ، فسقتنى ماء فى قدح فسكنت عنى العلة وبرأت حتى كأن لم تكن بى علة قط.

فلما كان بعد أشهر دخلت على العجوز فقلت لها : بالله عليك يا سلمة ـ وكان اسمها سلمة ـ بما ذا داويتنى؟ فقالت : بواحدة مما فى هذه السبحة ـ من سبحة كانت فى يدها ـ فقلت : وما هذه السبحة؟ فقالت : انها من طين قبر الحسين عليه‌السلام ، فقلت لها : يا رافضية داويتنى بطين قبر الحسين ، فخرجت من عندى مغضبة ورجعت والله علتى كأشد ما كانت وأنا اقاسى منها الجهد والبلاء ، وقد والله خشيت على نفسى ، ثم أذن المؤذّن فقاما يصليان وغابا عنى (٢).

٤٢ ـ عنه أخبرنا ابن خشيش قال : حدثني محمد بن عبد الله قال : حدثني

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٢٦.

(٢) كذا فى أمالى الشيخ : ١ / ٣٢٧.

٥٣٩

الفضل بن محمد بن أبى طاهر الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى السريعى الكاتب ، قال : حدثني أبى موسى بن عبد العزيز ، قال : لقينى يوحنا بن سراقيون النصرانى المتطبب فى شارع أبى أحمد فاستوقفنى وقال لى : بحق نبيك ودينك من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة من هو من أصحاب نبيكم؟ قلت : ليس هو من أصحابه هو ابن بنته ، فما دعاك الى المسألة عنه؟ فقال : له عندى حديث طريف. فقلت : حدثني به.

فقال : وجه الىّ سابور الكبير الخادم الرشيدى فى الليل فصرت إليه فقال لى : تعال معى ، فمضى وأنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمى فوجدناه زائل العقل متكأ على وسادة ، واذا بين يديه طست فيه حشو جوفه ، وكان الرشيد استحضره من الكوفة ، فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى فقال له : ويحك ما خبره؟ فقال له : أخبرك انه كان من ساعته جالسا وحوله ندماؤه وهو من أصحّ الناس جسما وأطيبهم نفسا ، اذ جرى ذكر الحسين بن على عليهما‌السلام قال يوحنا هذا سألتك عنه؟ فقال موسى : انّ الرافضة لتغلوا فيه حتّى انّهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به.

فقال له رجل من بنى هاشم كان حاضرا : قد كانت بى علة غليظة فتعالجت بها بكلّ علاج فما نفعنى حتّى وصف لى كاتبى أن آخذ من هذه التربة ، فاخذتها فنفعنى الله بها وزال علىّ ما كنت أجده ، قال : فبقى عندك منها شيء؟ قال : نعم. فوجه فجاء منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فأخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن يداوى بها واحتقارا وتصغرا لهذا الرجل الذي هذه تربته ـ يعنى الحسين عليه‌السلام ـ فما هو الّا ان استدخلها دبره حتّى صاح النار النار الطست الطست ، فجئناه بالطست فأخرج فيها ما ترى.

فانصرف الندماء وصار المجلس مأتما ، فاقبل على سابور فقال : انظر هل لك

٥٤٠