مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧١

نهيك ، عن ابن عمير ، عن رجل ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال قال لرجل يا فلان ما يمنعك اذا عرضت لك حاجة أن تأتى قبر الحسين عليه‌السلام ، فتصلّى عنده أربع ركعات ، ثم تسأل حاجتك ، فانّ الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة والنافلة تعدل عمرة (١).

٢٣ ـ عنه حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبى عبد الله الجامورانى الرازى ، عن الحسن بن على بن أبى حمزة ، عن الحسن بن محمّد ابن عبد الكريم ، أبى على ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفى ، قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام للمفضل فى حديث طويل فى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، ثمّ تمضى إلى صلواتك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبة وكأنّما وقف فى سبيل الله ألف مرّة مع نبىّ مرسل (٢).

٢٤ ـ عنه ، حدّثني على بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أحمد ، وحدثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهرى ، عن محمّد بن أحمد ، عن هارون بن مسلم ، عن أبى علىّ الحرّانى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : من أتاه وزاره وصلّى عنده ركعتين أو أربع ركعات ، كتب الله له حجة وعمرة ، قال قلت : جعلت فداك وكذلك لكلّ من أتى قبر امام مفترض طاعته ، قال : وكذلك لكلّ من أتى قبر امام مفترض طاعته (٣).

٢٥ ـ عنه ، حدثني الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن شعيب العقرقوفى ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : من أتى قبر الحسين عليه‌السلام ما له من الثواب والأجر جعلت فداك؟ قال : يا شعيب ما صلّى عنده أحد الصلاة إلّا قبلها الله منه ولا دعى أحد عنده دعوة إلّا استجيب له عاجلة وآجلة ، فقلت : جعلت فداك زدنى فيه ، قال : يا شعيب أيسر

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٥١.

(٢) كامل الزيارات : ٢٥١.

(٣) كامل الزيارات : ٢٥١.

٤٦١

ما يقال لزائر الحسين بن على عليهما‌السلام : قد غفر لك يا عبد الله فاستأنف عملا جديدا (١).

٧٣ ـ باب زيارة الأنبياء للحسين عليهم‌السلام

١ ـ ابن قولويه حدثني الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ليس نبىّ فى السماوات إلّا يسألون الله تعالى أن يأذن لهم فى زيارة الحسين عليه‌السلام ففوج ينزل وفوج يصعد (٢).

٢ ـ عنه عن الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن بنت أبى حمزة الثماليّ ، قال : خرجت فى آخر زمان بنى مروان الى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام مستخفيا من أهل الشام حتّى انتهيت الى كربلا ، فاختفيت فى ناحية القرية حتّى اذا ذهب من اللّيل نصفه ، أقبلت نحو القبر ، فلمّا دنوت منه أقبل نحوى رجل فقال لى : انصرف مأجورا فانك لا تصل إليه.

فرجعت فزعا حتى اذا كاد يطلع الفجر أقبلت نحوه حتّى اذا دنوت منه خرج الىّ الرجل ، فقال لى : يا هذا انك لا تصل إليه ، فقلت له : عافاك الله ولم لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة أريد زيارته ، فلا تحل بينى وبينه عافاك الله ، وأنا أخاف أن أصبح فيقتلونى أهل الشام إن أدركونى ، قال : فقال لى : اصبر قليلا ، فانّ موسى بن عمران عليه‌السلام سأل الله أن يأذن له فى زيارة قبر الحسين بن على عليهما‌السلام فاذن له.

فهبط من السماء فى سبعين ألف ملك ، فهم بحضرته من أوّل الليل ينظرون طلوع الفجر ، ثم يعرجون الى السماء ، قال : فقلت له : فمن أنت عافاك الله؟ قال : أنا من الملائكة الذين امروا بحرس قبر الحسين عليه‌السلام والاستغفار لزواره ، فانصرفت و

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٥٢.

(٢) كامل الزيارات : ١١١.

٤٦٢

قد كاد أن يطير عقلى لما سمعت منه ، قال : فأقبلت لما طلع الفجر نحوه ، فلم يحل بينى وبينه أحد فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قتلته وصلّيت الصبح وأقبلت مسرعا مخافة أهل الشام (١).

٣ ـ عنه حدثني محمّد بن عبد الله الحميرى ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن الأشعث ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن ابن سنان ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول قبر الحسين بن علىّ صلوات الله عليهما عشرون ذراعا فى عشرين ذراعا مكسرا ـ روضة من رياض الجنة ومنه معراج المؤمن الى السماء وليس ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل إلّا وهو يسأل الله أن يزوره ففوج يهبط وفوج يصعد (٢).

٧٤ ـ باب زيارة الملائكة للحسين عليهم‌السلام

١ ـ ابن قولويه ، حدثني الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن اسحاق بن عمار ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : ليس ملك فى السموات ، إلا ويسألون الله عزوجل أن يأذن لهم فى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ففوج ينزل ، وفوج : يعرج (٣).

٢ ـ عنه عن الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب عن داود الرقّي قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وأنه ينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١١.

(٢) كامل الزيارات : ١١٢.

(٣) كامل الزيارات : ١١٤.

٤٦٣

فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسين عليه‌السلام فيسلمون عليه.

ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس ، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلّمون عليه ، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين عليه‌السلام فيسلّمون عليه ، ثم يعرجون الى السماء قبل أن تغيب الشمس (١).

٣ ـ عنه حدثني أبى رحمه‌الله وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسين بن عبد الله ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ما بين قبر الحسين عليه‌السلام الى السماء مختلف الملائكة(٢).

٤ ـ عنه حدثني القاسم بن محمّد بن على بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قبر الحسين عليه‌السلام عشرون زراعا فى عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة ، منه معراج إلى السماء ، فليس من ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل إلّا وهو يسأل الله تعالى أن يزور الحسين عليه‌السلام ففوج يهبط وفوج يصعد (٣).

٥ ـ عنه ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عبد الله بن حماد ، عن اسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله كنت بالحائر ليلة عرفة ، فرأيت نحوا من ثلاثة ألف أو أربعة ألف رجل جميلة وجوههم ، طيبة ريحهم شديدة بياض ثيابهم يصلّون اللّيل أجمع ، فلقد كنت أريد أن آتى قبر الحسين عليه‌السلام وأقبّله وأدعو بدعواتى فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق.

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٤.

(٢) كامل الزيارات : ١١٤.

(٣) كامل الزيارات : ١١٤.

٤٦٤

فلمّا طلع الفجر ، سجدت سجدة ، فرفعت رأسى فلم أر منهم أحدا ، فقال لى أبو عبد الله عليه‌السلام : أتدري من هؤلاء؟ قلت : لا جعلت فداك ، فقال : أخبرنى أبى عن أبيه ، قال : مرّ بالحسين عليه‌السلام أربعة آلاف ملك وهو يقتل ، فعرجوا الى السماء ، فأوحى الله إليهم : يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبى وصفيّى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقتل ويضطهد مظلوما ، فلم تنصروه ، فانزلوا إلى الأرض الى قبره فابكوه شعثا غبرا الى يوم القيامة ، فهم عنده إلى أن تقوم الساعة (١).

٦ ـ روى المجلسى من كتاب المعراج باسناده عن الاعمش ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : فلمّا ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك الضربة فى صورته الّتي فى السماء فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشية ويلعنون قاتله ابن ملجم ، فلما قتل الحسين بن على صلوات الله عليها ، هبطت الملائكة وحملته حتّى أوقفته مع صورة علىّ فى السماء الخامسة.

فكلما هبطت الملائكة من السماوات من علا ، وصعدت ملائكة السماء الدنيا فمن فوقها الى السماء الخامسة لزيارة علىّ عليه‌السلام والنظر إليه والى الحسين بن علىّ متشحطا بدمه ، لعنوا يزيد وابن زياد وقاتل الحسين بن علىّ صلوات الله عليه الى يوم القيامة ، قال الأعمش: قال لى الصادق عليه‌السلام : هذا من مكنون العلم ومخزونه ، لا تخرجه إلّا الى أهله(٢).

٧ ـ عنه ، عن كتاب الأربعين لمحمّد بن مسلم بن أبى الفوارس ، عن فضل الله ابن على الحسينى ، عن أبيه ، عن المرتضى بن الداعى الحسينى ، عن جعفر بن أحمد الموسوى ، عن محمّد بن على بن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال :

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٥.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٢٩.

٤٦٥

ما خلق الله خلقا اكثر من الملائكة وأنه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم ، حتّى اذا طلع الفجر انصرفوا الى قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون الى قبر الحسن بن على عليهما‌السلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون الى قبر الحسين عليه‌السلام فيسلّمون عليه ، ثم يعرجون الى السماء قبل أن تطلع الشمس.

ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى اذا غربت الشمس انصرفوا الى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فيسلّمون عليه ، ثم يأتون الى قبر الحسن فيسلّمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين عليه‌السلام فيسلّمون عليه ثم يعرجون الى السماء قبل أن تغيب الشمس.

والذي نفسى بيده أنّ حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة وفى رواية قد وكل الله تعالى بالحسين عليه‌السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلّون عليه كلّ يوم ، ويدعون لمن زاره ، ورئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزور زائر إلّا استقبلوه ، ولا ودّعه مودّع إلا شيّعوه ولا يمرض إلّا عادوه ولا ميّت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته (١).

٧٥ ـ باب دعاء رسول الله وعلى وفاطمة

لزوار قبر الحسين عليهم‌السلام

١ ـ ابن قولويه ، حدثني أبى رحمه‌الله ومحمّد بن عبد الله ، وعلى بن الحسين ،

__________________

(١) بحار الانوار : ١٠١ / ٦٢.

٤٦٦

ومحمّد بن الحسن رحمهم‌الله جميعا ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن موسى بن عمر ، عن حسان البصرى ، عن معاوية بن وهب ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال لى يا معاوية : لا تدع زيارة قبر الحسين عليه‌السلام لخوف ، فانّ من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده ، أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلىّ وفاطمة والائمة عليهم‌السلام (١).

٢ ـ عنه بهذا الاسناد ، عن موسى بن عمر ، عن حسان البصرى ، عن معاوية ابن وهب قال : استأذنت على أبى عبد الله عليه‌السلام ، فقيل لى ادخل فدخلت فوجدته فى مصلّاه فى بيته فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته يناجى ربّه وهو يقول : اللهم يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة ، وخصّنا بالوصيّة وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا ، اغفر لى ولإخواني وزوّار قبر أبى الحسين.

الّذين انفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة فى برّنا ورجاء لما عندك فى صلتنا وسرورا دخلوه على نبيّك واجابة منهم لأمرنا وغيظا أدخلوه على عدوّنا أرادوا بذلك رضاك فكافهم عنّا بالرضوان واكلأهم باللّيل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف واصحبهم واكفهم شرّ كل جبّار عنيد وكلّ ضعيف من خلقك وشديد وشرّ شيطان الإنس والجنّ وأعطهم أفضل ما أملّوا منك فى غربتهم عن أوطانهم وما أثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللهم انّ أعدائنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا ، فارحم تلك الوجوه الّتي غيّرتها الشمس وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب الّتي جزعت و

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٦.

٤٦٧

احترقت لنا وارحم لنا الصرخة التي كانت لنا اللهم إنى أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتّى توفيهم على الحوض يوم العطش الأكبر.

فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدّعاء فلما انصرف قلت جعلت فداك لو أنّ هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عزوجل لظننت أنّ النار لا تطعم منه شيئا أبدا والله لقد تمنّيت أنّى كنت زرته ولم أحجّ فقال لى ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته ثم قال يا معاوية لم تدع ذلك قلت جعلت فداك لم أر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه فقال يا معاوية من يدعو لزوّاره في السماء اكثر ممّن يدعو لهم فى الأرض (١).

٣ ـ عنه حدّثنى أبى رحمه‌الله عن سعد بن عبد الله ، عن موسى بن عمر ، عن حسّان البصرى عن معاوية بن وهب عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال قال لي يا معاوية لا تدع زيارة الحسين عليه‌السلام لخوف ، فانّ من تركه رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلىّ وفاطمة والأئمة عليهم‌السلام أما تحبّ أن تكون ممّن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة أما تحبّ أن تكون ممّن يخرج من الدّنيا وليس عليه ذنب تتبع به أما تحبّ أن تكون غدا ممّن يصافحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

٤ ـ عنه حدّثنى حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن على الوشاء ، عمّن ذكره عن داود بن كثير ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله تحضر لزوار قبر ابنها الحسين عليه‌السلام فتستغفر لهم ذنوبهم (٣)

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٦.

(٢) كامل الزيارات : ١١٧.

(٣) كامل الزيارات : ١١٨.

٤٦٨

٧٦ ـ باب دعاء الملائكة لزوار الحسين عليهم‌السلام

١ ـ حدّثنى محمّد بن جعفر الرزاز الكوفى ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عمر بن أبان الكلبى ، عن أبان بن تغلب ، قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين شعث غير يبكونه الى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له منصور ولا يزوره زائر إلّا استقبلوه ولا يودّعه مودّع الّا شيعوه ولا يمرض إلّا عادوه ولا يموت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته(١).

٢ ـ عنه حدّثنى أبى ومحمّد بن الحسن ، وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن علىّ بن الحكم ، عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : وكّل الله تبارك وتعالى بالحسين عليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شعثا غبرا ويدعون لمن زاره ويقولون يا ربّ هؤلاء زوّار الحسين عليه‌السلام افعل بهم وافعل بهم كذا وكذا (٢).

٣ ـ عنه حدّثنى حكيم بن داود عن سلمة ، عن موسى بن عمر ، عن حسان البصرى ، عن معاوية بن وهب ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لا تدع زيارة الحسين عليه‌السلام أما تحبّ أن تكون فيمن تدعو له الملائكة (٣).

٤ ـ عنه حدثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ، عن علىّ بن أبى حمزة ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : وكّل الله تعالى بقبر الحسين عليه‌السلام سبعين ألف

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٩.

(٢) كامل الزيارات : ١١٩.

(٣) كامل الزيارات : ١١٩.

٤٦٩

ملك يصلّون عليه كلّ يوم شعثا غبرا من يوم قتل إلى ما شاء الله يعنى بذلك قيام القائم عليه‌السلام ويدعون لمن زاره ويقولون يا ربّ هؤلاء زوّار الحسين عليه‌السلام افعل بهم وافعل بهم (١).

٥ ـ عنه حدثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعدان بن مسلم ، عن عمر بن أبان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال كأنّى بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فينتفض هويها فتستدير عليه فيغشيها بحداجة من استبرق ويركب فرسا أدهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد الّا وهم يرون أنّه معهم فى بلادهم.

فينتشر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله لا يهوى بها إلى شيء أبد الّا هتكه الله فاذا هزّها لم يبق مؤمن الّا صار قلبه لزبر الحديد ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن إلا دخلت عليه تلك الفرحة فى قبره وذلك حين يتزاورون فى قبورهم ويتباشرون بقيام القائم فينحطّ عليه ثلاث عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكا.

قلت كلّ هؤلاء الملائكة قال نعم الّذين كانوا مع نوح فى السفينة والذين كانوا مع ابراهيم حين ألقى فى النار والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر ، لبنى اسرائيل والّذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه وأربعة آلاف ملك مع النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله متسوّمين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريّين وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه‌السلام فلم يؤذن لهم فى القتال.

فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيمة ورئيسهم ملك يقال له منصور ، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه ولا يودّعه مودّع إلا شيّعوه ولا يمرض مريض إلّا عاده ولا يموت ميّت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا لله بعد موته وكلّ هؤلاء

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٩.

٤٧٠

فى الأرض ينتظرون قيام القائم عليه‌السلام إلى وقت خروجه عليه صلوات الله والسلام (١).

٧٧ ـ باب البكاء على الحسين عليه‌السلام

١ ـ الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّى رحمه‌الله قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبى ، عن محمّد ابن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد عن أرطاة بن حبيب ، عن فضيل الرسان ، عن جبلة المكيّة قالت سمعت ميثم التمار قدس‌سره يقول : والله لتقتلنّ هذه الأمة ابن نبيها فى المحرّم لعشر مضين منه وليتخذنّ أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وانّ ذلك لكائن قد سبق فى علم الله تعالى ذكره أعلم ذلك بعهد عهده إلىّ مولاى أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

لقد أخبرنى أنه يبكى عليه الشمس والقمر والنجوم ، والسماء والأرض ومؤمنو الانس والجنّ وجميع ملائكة السموات ورضوان ومالك وحملة العرش وتمطر السماء دما ورمادا ، ثم قال وجبت لعنة الله على قتلة الحسين عليه‌السلام كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله الها آخر ، وكما وجبت على اليهود والنّصارى ، والمجوس قالت جبلة فقلت له يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن على عليهما‌السلام يوم بركة.

فبكى ميثم رضى الله عنه ثم قال سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم عليه‌السلام ، وإنما تاب الله على آدم فى ذى الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وإنما قبل الله توبته فى ذى الحجة ، ويزعمون أنه

__________________

(١) كامل الزيارات : ١١٩.

٤٧١

اليوم الذي استوت سفينة نوح على الجودى ، وانما استوت على الجودى يوم الثامن عشر من ذى الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبنى اسرائيل وانما كان ذلك فى شهر ربيع الاول.

ثم قال ميثم يا جبلة اعلمى أنّ الحسين بن علىّ سيد الشهداء يوم القيمة ولأصحابه على ساير الشهداء درجة يا جبلة اذا نظرت الى الشمس حمراء كأنها دم عبيط فاعلمى أن سيدك الحسين قد قتل قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنه الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ ، وبكيت وقلت قد والله قتل سيدنا الحسين بن علىعليهما‌السلام(١).

٢ ـ عنه حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، رحمه‌الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن إبراهيم بن أبى محمود ، قال قال الرضا عليه‌السلام : إنّ المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماءنا وهتكت فيه حرمتنا ، وسبى فيه ذرارينا ونسائنا ، واضرمت النيران فى مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله حرمة فى أمرنا إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا بارض كرب وبلاء وأورثتنا يا أرض كرب وبلاء اورثتنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء يحطّ الذنوب العظام.

ثم قال عليه‌السلام كان أبى عليه‌السلام اذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضى منه عشرة ايام فاذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه‌السلام (٢).

٣ ـ عنه حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبى عن جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنى محمّد بن الحسين بن زيد ، قال : حدثنا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٧٧.

(٢) أمالي الصدوق : ٧٨.

٤٧٢

أبو أحمد محمّد بن زياد ، قال : حدّثنا زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال قال علىّ عليه‌السلام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله انك لتحبّ عقيلا قال : إى والله إنّى لأحبّه حبين حبّا له وحبا لحبّ أبى طالب له وإنّ ولده لمقتول فى محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلّى عليه الملائكة المقربون ثمّ بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال : إلى الله أشكو ما تلقى عترتى من بعدى (١).

٤ ـ عنه حدثنا محمّد بن ابراهيم بن اسحاق رحمه‌الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ ، عن علىّ بن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن أبيه عن أبى الحسن على ابن موسى الرضا ، قال : من ترك السعى فى حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا فى الجنان عينه ، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادّخر وحشر يوم القيمة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النّار (٢).

٥ ـ عنه حدثنا محمّد بن على ماجيلويه ، رحمه‌الله قال : حدّثنا على بن ابراهيم ، عن أبيه عن الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه‌السلام فى أول يوم من المحرّم فقال لى يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت لا فقال : إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه‌السلام ربه عزوجل فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا (وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه‌السلام.

ثم قال يا ابن شبيب انّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٧٨.

(٢) أمالي الصدوق : ٧٨.

٤٧٣

يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها صلى‌الله‌عليه‌وآله لقد قتلوا فى هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشىء فابك للحسين بن على بن أبى طالب عليه‌السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم فى الأرض شبيهون وقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله.

لقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم يا لثارات الحسين يا ابن شبيب لقد حدثني أبى عن أبيه عن جدّه عليه‌السلام انه لما قتل الحسين جدّى صلوات الله عليه مطرت السماء دما وترابا أحمر يا ابن شبيب ان بكيت على الحسين عليه‌السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا.

يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه‌السلام يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية فى الجنة مع النبيّ وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين يا ابن شبيب إن سرك أن تكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه‌السلام فقل ما ذكرته يا ليتنى كنت معهم فافوز فوزا عظيما ، يا ابن شبيب إن سرّك ان تكون معنا فى الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا تولّى حجر الحشرة الله معه يوم القيمة (١).

٦ ـ عنه حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس ، رحمه‌الله قال حدثنا أبى قال حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا العباس بن معروف ، عن محمّد بن سهيل النجرانى ، رفعه إلى أبى عبد الله الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام قال : البكاءون خمسة

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٧٩.

٤٧٤

آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلىّ بن الحسين عليهم‌السلام ، فأما آدم فبكى على الجنّة حتى صار فى خديه أمثال الأوديه وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتّى قيل له (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ).

أما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا : إمّا أن تبكى بالنهار وتسكت باللّيل ، وإمّا أن تبكى بالليل وتسكت بالنهار فصالحهم على واحد منهما ، وأما فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فبكت على رسول الله حتى تأذّى بها أهل المدينة وقالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكاءك فكانت تخرج الى المقابر مقابر الشهداء فتبكى حتى تقضى حاجتها ثم تنصرف.

أمّا على بن الحسين فبكى على الحسين عليه‌السلام عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام إلّا بكى حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله إنى أخاف عليك ان تكون من الهالكين قال : إنما أشكو بثّي وحزنى الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إنى لم أذكر مصرع بنى فاطمة الا خنقتنى لذلك عبرة (١).

٧ ـ عنه حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، قال : حدّثنا أبى محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعرى ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤى ، عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ، عن علىّ بن المغيرة عن أبى عمار المنشد ، عن أبى عبد الله ، قال قال لى يا أبا عمار أنشدنى فى الحسين بن علىّ عليه‌السلام ، قال فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى ، قال فو الله ما زلت أنشده ويبكى حتى سمعت البكاء من الدار.

قال : فقال لى يا أبا عمار من أنشد فى الحسين بن على عليهما‌السلام فأبكى خمسين فله الجنة ، ومن أنشد فى الحسين ، فأبكى عشرة فله الجنة ، ومن انشد فى الحسين فأبكى

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٥.

٤٧٥

واحدا فله الجنة ، ومن أنشد فى الحسين فبكى فله الجنة ومن انشد فى الحسين فتباكى فله الجنة (١).

٨ ـ عنه حدّثنا أبى رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علىّ بن حسان الواسطىّ ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمى ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال كنت عند أبى عبد الله عليه‌السلام ، إذا استسقى الماء فلمّا شربه رأيته وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال يا داود لعن الله قاتل الحسين فما انغص ذكر الحسين للعيش انى ما شربت ماء باردا الا وذكرت الحسين وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه‌السلام ولعن قاتله إلّا كتب الله له مائة ألف حسنة ومحى عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكان كأنّما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله يوم القيمة أبلج الوجه (٢).

٩ ـ عنه حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميرىّ ، عن أحمد وعبد الله ابنى محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : كان علىّ ابن الحسين عليهما‌السلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه‌السلام حتّى تسيل على خدّه بوّأه الله تعالى بها فى الجنة غرفا يسكنها أحقابا.

أيّما مؤمن دمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه فيما مسّنا من الأذى من عدوّنا فى الدّنيا بوّأه الله فى الجنّة مبوّأ صدق ، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه من مضاضة ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنّار (٣).

١٠ ـ عنه أبى رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٨٦.

(٣) ثواب الاعمال : ١٠٨.

٤٧٦

ابن أبى الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف قال : قال لى أبو عبد الله عليه‌السلام : يا أبا هارون أنشدنى فى الحسين عليه‌السلام فأنشدته قال : فقال لى : أنشدنى كما تنشدون يعنى بالرّقة ، قال : فأنشدته :

امرر على جدث الحسين

فقل لأعظمه الزّكية

قال : فبكى ثمّ قال : زدنى ، فأنشدته القصيدة الاخرى ، قال : فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر قال : فلمّا فرغت ، قال : يا أبا هارون من أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فبكى وأبكى عشرة كتبت لهم الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنّة ، ومن ذكر الحسين عليه‌السلام عنده فخرج من عينيه مقدار جناح ذبابة كان ثوابه على الله عزوجل ولم يرض له بدون الجنّة (١).

١١ ـ عنه حدّثنا محمّد بن على ماجيلويه رضى الله عنه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسين بن علىّ بن أبى عثمان ، عن الحسن بن على بن أبى المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال لى : يا أبا عمارة أنشدنى فى الحسين عليه‌السلام قال : فأنشدته فبكى قال : ثمّ أنشدته فبكى قال : فو الله ما زلت أنشده ويبكى حتّى سمعت البكاء من الدّار فقال لى : يا أبا عمارة من أنشد فى الحسين بن علىّ عليهما‌السلام شعرا فأبكى خمسين فله الجنّة.

من أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فأبكى أربعين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فأبكى عشرين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فأبكى عشرة فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فأبكى واحدا فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فبكى فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فتباكى فله الجنّة (٢).

١٢ ـ عنه حدّثنى محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد

__________________

(١) ثواب الاعمال : ١٠٨.

(٢) ثواب الاعمال : ١٠٩.

٤٧٧

ابن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح ابن عقبة ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من أنشد فى الحسين عليه‌السلام بيتا من شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة ، فلم يزل حتّى قال : من أنشد فى الحسين عليه‌السلام شعرا فبكى ـ وأظنّة قال : أو تباكى ـ فله الجنة (١).

١٣ ـ ابن قولويه حدّثنى محمّد بن جعفر الرزّاز القرشى قال حدّثنى ، خالى محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبى إسماعيل السّراج ، عن يحيى بن معمر العطار ، عن أبى بصير عن أبى جعفر ، قال بكت الانس والجن والطير والوحش على الحسين بن علىّ عليه‌السلام ، حتى ذرفت دموعها (٢).

١٤ ـ عنه حدّثنى أبى رحمه‌الله تعالى ، وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن أبى داود ، عن سعيد بن عمر الجلاب ، عن الحارث الأعور ، قال قال علىّ عليه‌السلام بأبى وأمىّ الحسين المقتول بظهر الكوفة والله كأنّى أنظر إلى الوحوش مادّة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتّى الصّباح فاذا كان ذلك فإيّاكم والجفاء (٣).

١٥ ـ عنه حدّثنى محمّد بن جعفر القرشى الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ، عن عبد الجبّار النهاوندى ، عن أبى سعيد ، عن الحسين بن ثوير بن أبى فاختة ، ويونس بن ظبيان وأبى سلمة السّراج والمفضّل بن عمر كلّهم قالوا سمعنا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إنّ أبا عبد الله الحسين بن على عليهما‌السلام لمّا مضى بكت عليه السّماوات السّبع ، والارضون السبع وما فيهنّ وما بينهنّ ومن ينقلب عليهنّ والجنّة والنّار وما خلق ربّنا وما يرى وما لا يرى (٤)

__________________

(١) ثواب الاعمال : ١١٠.

(٢) كامل الزيارات : ٧٩.

(٣) كامل الزيارات : ٧٩.

(٤) كامل الزيارات : ٨٠.

٤٧٨

١٦ ـ عنه حدّثنى أبى عن سعد بن عبد الله عن الحسين بن عبيد الله عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ، عن عبد الجبّار النهاوندى ، عن أبى سعيد ، عن الحسين بن ثوير ، عن يونس وأبى سلمة السّراج والمفضّل بن عمر قالوا سمعنا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لمّا قضى الحسين بن على عليهما‌السلام بكى عليه جميع ما خلق الله الّا ثلثه أشياء البصرة ودمشق وآل عثمان (١).

١٧ ـ عنه حدّثنى أبى رحمه‌الله عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين ابن ثوير ، قال كنت أنا ويونس بن ظبيان ، والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السّراج جلوسا عند أبى عبد الله عليه‌السلام فكان المتكلّم يونس وكان أكبرنا سنّا وذكر حديثا طويلا يقول : ثمّ قال أبو عبد الله عليه‌السلام إنّ ابا عبد الله عليه‌السلام لمّا قضى بكت عليه السّماوات السّبع ، والأرضون السّبع وما فيهنّ وما بينهنّ وما ينقلب فى الجنّة والنّار ، من خلق ربّنا وما يرى وما لا يرى وبكى على أبى عبد الله إلّا ثلثه أشياء لم تبك عليه قلت جعلت فداك ما هذه الثلاثة أشياء قال لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان بن عفّان (٢).

١٨ ـ عنه حدثني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن علىّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصرى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن أبى يعقوب عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام يا زرارة إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدّم وأنّ الأرض بكت أربعين صباحا بالسّواد وأنّ الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة وأنّ الجبال تقطّعت وانتثرت وأنّ البحار تفجّرت وأنّ الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين عليه‌السلام.

__________________

(١) كامل الزيارات : ٨٠.

(٢) كامل الزيارات : ٨٠.

٤٧٩

ما اختضبت منّا امرأة ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا فى عبرة بعده ، وكان جدّى إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته وحتى يبكى لبكائه رحمة له ، من رأه وأنّ الملائكة الّذين عند قبره ليبكون فيبكى لبكائهم كلّ من فى الهواء والسّماء من الملائكة ولقد خرجت نفسه عليه‌السلام فزفرت جهنّم زفرة كادت الأرض تنشقّ لزفرتها ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنّم شهقة لو لا أنّ الله حبسها بخزّانها لأحرقت من على ظهر الأرض من فورها ولو يؤذن لها ما بقى شيء إلّا ابتلعته.

لكنّها مأمورة مصفودة ولقد عتت على الخزّان غير مرّة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت وانّها لتبكيه وتندبه وانّها لتلظّى على قاتله ولو لا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض واكفئت بما عليها وما تكثر الزلازل الّا عند اقتراب الساعة وما من عين أحبّ الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه وما من باك يبكيه إلّا وقد وصل فاطمة عليها‌السلام وأصعدها عليه ووصل رسول الله وأدّى حقّنا وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين على جدّى الحسين عليه‌السلام.

فإنّه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقّاه والسّرور بيّن على وجهه والخلق فى الفزع وهم آمنون والخلق يعرضون وهم حدّاث الحسين عليه‌السلام تحت العرش وفى ظلّ العرش لا يخافون سوء يوم الحساب يقال لهم ادخلوا الجنّة فيأتون ويختارون حديثه ومجلسه وأنّ الحور لترسل إليهم انّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلّدين فما يرفعون رءوسهم إليهم لما يرون فى مجلسهم من السّرور والكرامة وانّ اعدائهم من بين مسحوب بناصيته الى النّار ومن قائل مالنا من شافعين ولا صديق حميم.

انّهم ليرون منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم ولا يصلون إليهم وأنّ الملائكة لتأتيهم بالرّسالة من أزواجهم ومن خدّامهم على ما أعطوا من الكرامة

٤٨٠