مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧١

علىّ بن عبد الله بن المغيرة ، عن عباس بن عامر ، قال : أخبرنى عبد الله بن عبيد الأنبارى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك إنّه ليس كلّ سنة تهيأ لى ما أخرج به الى الحجّ ، فقال : اذا أردت الحج ولم يتهيأ لك ، فائت قبر الحسين عليه‌السلام ، فانها تكتب لك حجة ، وإذا أردت العمرة ولم يتهيأ لك ، فات قبر الحسين عليه‌السلام فانها تكتب لك عمرة (١).

١٠٥ ـ عنه ، حدثني أبى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن العمركى ، عمن حدّثه ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن فضيل ، عن محمّد بن مصادف ، قال : حدثني مالك الجهنى ، عن أبى جعفر عليه‌السلام فى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام قال : من أتاه زائرا له عارفا بحقّه كتب الله له حجة ولم يزل محفوظا حتّى يرجع.

قال : فمات مالك فى تلك السنة وحججت ، فدخلت على أبى عبد الله عليه‌السلام ، فقلت إنّ مالك حدّثنى بحديث عن أبى جعفر عليه‌السلام فى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : هاته ، فحدّثته ، فلمّا فرغت قال : نعم يا محمّد حجة وعمرة (٢)

١٠٦ ـ عنه حدثني أبى رحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علىّ الزيتونى ، عن هارون بن مسلم ، عن عيسى بن راشد ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام ، فقلت له : جعلت فداك ما لمن زار قبر الحسين عليه‌السلام وصلّى عنده ركعتين؟ قال : كتبت له حجة وعمرة ، قال : قلت له جعلت فداك وكذلك كلّ من أتى قبر امام مفترض طاعته ، قال : وكذلك كلّ من أتى قبر امام مفترض طاعته (٣).

١٠٧ ـ عنه حدّثنى أبو العباس القرشى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى سعيد المدائنى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٥٦.

(٢) كامل الزيارات : ١٦٠.

(٣) كامل الزيارات : ١٦٠.

٣٦١

جعلت فداك آتى قبر ابن رسول الله ، قال نعم يا أبا سعيد ائت قبر ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أطيب الطيبين وأطهر الأطهرين وأبرّ الأبرار ، فاذا زرته كتب الله لك عتق خمسة وعشرين رقبة (١).

١٠٨ ـ عنه ، حدثني أبى رحمه‌الله ومحمّد بن الحسن وعلى بن الحسين جميعا ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن رجل ، عن سيف التمار ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : زائر الحسين مشفع يوم القيامة لمائة رجل كلّهم قد وجبت لهم النار ممن كان فى الدنيا من المسرفين (٢).

١٠٩ ـ عنه ، حدثني أبى رحمه‌الله ومحمّد بن الحسن وعلى بن الحسين وعلى بن محمّد بن قولويه ، جميعا ، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى ، عن العمركى بن على البوفكى ، قال: حدثنا يحيى وكان فى خدمة أبى جعفر الثانى ، عن علىّ ، عن صفوان الجمال ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام فى حديث طويل ، قلت : فما لمن قتل عنده يعنى عند قبر الحسين عليه‌السلام ، جار عليه السلطان فقتله؟

قال : أوّل قطرة من دمه يغفر له بها كلّ خطيئته وتغسل طينته الّتي خلق منها الملائكة حتّى يخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين ويذهب عنها ما كان خالطها من أدناس طين أهل الكفر والفساد ، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ ايمانا ، فيلقى الله وهو مخلص من كلّ ما يخالطه الأبدان والقلوب ويكتب له شفاعة فى أهل بيته وألف فى إخوانه وتتولى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت.

يؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة ويوسع قبره ويوضع له مصابيح فى قبره ويفتح له باب من الجنة وتأتيه الملائكة بطرف من الجنة ويرفع بعد ثمانية عشر يوما إلى حضيرة القدس ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النفخة الّتي لا تبقى شيئا ،

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٤.

(٢) كامل الزيارات : ١٦٥.

٣٦٢

فاذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان أوّل من يصافحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والاوصياء عليهم‌السلام ويبشرونه ويقولون له الزمنا ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقى من أحبّ (١).

١١٠ ـ عنه حدثني أبى رحمه‌الله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن أبى عبد الله المؤمن ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : إنّ لله فى كلّ يوم وليلة مائة ألف لحظة الى الأرض يغفر لمن يشاء منه ويعذب من يشاء منه ويغفر لزائرى قبر الحسين عليه‌السلام خاصة ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة ، كائنا من كان ، قال : قلت : وان كان رجلا قد استوجبه النار قال : وان كان ما لم يكن ناصبيا (٢).

١١١ ـ عنه ، حدثني الحسين بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن وضاح ، عن عبد الله بن شعيب التميمى ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ينادى مناد يوم القيامة : أين شيعة آل محمّد ، فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، فيقومون ناحية من الناس.

ثم ينادى مناد أين زوّار قبر الحسين عليه‌السلام ، فيقوم أناس كثير ، فيقال لهم : خذوا بيد من أحببتم ، انطلقوا بهم الى الجنة ، فيأخذ الرجل من أحبّ ، حتّى ان الرّجل من الناس يقول لرجل : يا فلان أما تعرفنى أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا ، فيدخله الجنة لا يدفع ولا يمنع (٣).

١١٢ ـ عنه حدثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن ابراهيم بن عبد الله الموسوى

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٥.

(٢) كامل الزيارات : ١٦٦.

(٣) كامل الزيارات : ١٦٦.

٣٦٣

العلوى ، عن عبد الله بن نهيك عن ابن أبى عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن فضيل ابن يسار ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام إنّ إلى جانبكم لقبرا ما أتاه مكروب إلّا نفّس الله كربته وقضى حاجته (١).

١١٣ ـ عنه حدثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى عن الحسن بن على بن فضال ، عن مفضل بن صالح ، عن محمّد بن على الحلبي ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار ، فلم يقبلها إلا أهل الكوفة ، وإنّ الى جانبها قبرا لا يأتيه مكروب فيصلّى عنده أربع ركعات إلّا رجعه الله مسرورا بقضاء حاجته (٢).

١١٤ ـ عنه حدثني الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : إنّ الحسين صاحب كربلا قتل مظلوما ، مكروبا ، عطشانا ، لهفانا ، وحقّ على الله عزوجل أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة ، ثم دعا عنده وتقرّب بالحسين عليه‌السلام إلى الله عزوجل إلّا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنوبه ومدّ فى عمره وبسط فى رزقه ، فاعتبروا يا أولى الأبصار (٣).

١١٥ ـ عنه حدثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن محمّد بن ناجية ، عن عامر بن كثير ، عن أبى النمير قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام إن ولايتنا عرضت على أهل الأمصار ، فلم يقبلها قبول أهل الكوفة ، وذلك لأنّ قبر علىّ عليه‌السلام فيها ، وأنّ الى لزقه لقبرا آخر ـ يعنى قبر الحسين عليه‌السلام ـ فما من آت يأتيه فيصلّى

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٧.

(٢) كامل الزيارات : ١٦٧.

(٣) كامل الزيارات : ١٦٨.

٣٦٤

عنده ركعتين أو أربعة ، ثم يسأل الله حاجته إلّا قضاها له وإنه ليحفّ به كلّ يوم ألف ملك(١).

١١٦ ـ روى المجلسى عن فلاح السائل ، عن محمّد بن أحمد بن داود بن عقبة ، قال: كان جار لى يعرف بعلىّ بن محمّد ، قال : كنت أزور الحسين عليه‌السلام فى كلّ شهر ، ثم علت سنّى وضعف جسمى ، فانقطعت عن الحسين عليه‌السلام مرّة ، ثم إنى خرجت فى زيارتى إيّاه ماشيا فوصلت فى أيام ، فسلّمت وصلّيت ركعتى الزيارة ونمت ، فرأيت الحسين عليه‌السلام قد خرج من القبر وقال لى يا على لم جفوتنى وكنت لى برّا.

فقلت : يا سيدى ضعف جسمى وقصرت خطاى ووقع لى أنها آخر سنى ، فأتيتك فى أيام وقد روى عنك شيء أحبّ أن أسمعه منكم ، فقال عليه‌السلام قل ، فقلت : روى عنك قلت : من زارنى فى حياتي زرته بعد وفاته ، قال : نعم قلت ذلك وإن وجدته فى النار أخرجته (٢).

١١٧ ـ عنه روى مؤلف المزار الكبير باسناده ، عن أحمد بن إدريس ، عن صندل ، عن داود بن فرقد قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسين عليه‌السلام فى كلّ شهر من الثواب ، قال : له من الثواب مثل مائة ألف شهيد من شهداء بدر (٣).

٥٨ ـ باب زيارته عليه‌السلام من بعيد

١ ـ ابن قولويه حدّثنى أبى رحمه‌الله عن سعد ، ومحمّد بن يحيى عن أحمد بن

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٦٨.

(٢) بحار الانوار : ١٠١ / ١٦.

(٣) بحار الانوار : ١٠١ / ١٧.

٣٦٥

محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبى عمير ، عمّن رواه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام اذا بعدت بأحدكم الشّقة ونأت به الدار فليعل أعلا منزل له فيصلّى ركعتين وليؤم بالسّلام الى قبورنا فانّ ذلك يصير إلينا (١).

٢ ـ عنه حدّثنى على بن الحسين وعلىّ بن محمّد بن قولويه جميعا عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ ، عن عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجّاج عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه فى حديث طويل قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام يا سدير وما عليك ان تزور قبر الحسين عليه‌السلام فى كلّ جمعة خمس مرّات وفى كلّ يوم مرّة ، قلت جعلت فداك ، إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة فقال تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك الى السماء ثم تتحرى نحو قبر الحسين ثمّ تقول.

السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك ورحمة الله بركاته ، يكتب لك زورة والزورة حجّة وعمرة ، قال سدير فربما فعلته فى النهار أكثر من عشرين مرة (٢).

٣ ـ عنه حدّثنى حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمّد بن سنان ، عن منيع بن يونس بن عبد الرّحمن ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام يا سدير تزور قبر الحسين عليه‌السلام فى كلّ يوم ، قلت جعلت فداك لا قال ما أجفاكم أفتزوره فى كلّ شهر قلت : لا قال فتزوره فى كلّ سنة قلت يكون ذلك قال يا سدير ما أجفاكم بالحسين عليه‌السلام أما علمت أنّ لله ألف ألف ملكا شعثا غبرا يبكون ويزورون لا يفترون وما عليك يا

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٦.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٧.

٣٦٦

سدير ان تزور قبر الحسين عليه‌السلام فى كل جمعة خمس مرّات (١).

٤ ـ عنه قال : روى سليمان بن عيسى عن أبيه ، قال : قلت لأبى عبد الله عليه‌السلام كيف أزورك ولم أقدر على ذلك قال قال لى يا عيسى اذا لم تقدر على المجيء فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضّأ واصعد إلى سطحك وصلّ ركعتين وتوجّه نحوى فانّه من زارنى فى حياتي فقد زارنى فى مماتى ومن زارنى فى مماتى فقد زارنى فى حياتي (٢).

٥ ـ عنه حدّثنى محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب عن عبد الله بن محمّد الدّهقان ، عن منيع بن الحجّاج ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال قال لى أبو عبد الله عليه‌السلام يا سدير تكثر من زيارة قبر أبى عبد الله الحسين قلت انّه من الشغل ، فقال ألا اعلمك شيئا اذا أنت فعلته كتب الله بذلك الزيارة فقلت بلى جعلت فداك ، فقال لى اغتسل فى منزلك واصعد الى سطح دارك وأشر إليه بالسّلام يكتب لك بذلك الزيارة (٣).

٦ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن اسماعيل بن سهل ، عن أبى أحمد ، عمّن رواه قال : قال لى أبو عبد الله عليه‌السلام إذا بعدت عليك الشقة ونأت بك الدار ، فلتعل على أعلى منزلك ولتصلّ ركعتين فلتؤم بالسلام الى قبورنا فانّ ذلك يصل إلينا (٤).

٧ ـ عنه حدّثنى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن أبيه عن أحمد بن ابى عبد الله البرقي عن أبيه رفع الحديث الى أبى عبد الله قال : دخل حنان بن سدير الصيرفى على أبى عبد الله عليه‌السلام وعنده جماعة من أصحابه فقال يا حنان بن سدير

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٧.

(٢) كامل الزيارات : ٢٨٧.

(٣) كامل الزيارات : ٢٨٨.

(٤) كامل الزيارات : ٢٨٨.

٣٦٧

تزور أبا عبد الله عليه‌السلام فى كل شهر مرّة قال لا قال ففى كل شهرين مرّة قال لا قال ففى كلّ سنة مرّة قال لا قال ما أجفاكم لسيّدكم فقال يا بن رسول الله قلّة الزاد وبعد المسافة ، قال ألا أدلّكم على زيارة مقبولة وان بعد النائى قال فكيف ازوره يا ابن رسول الله.

قال اغتسل يوم الجمعة أو أىّ يوم شئت والبس أطهر ثيابك واصعد الى أعلا موضع فى دارك أو الصحراء واستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبيّن انّ القبر هناك ، يقول الله تبارك وتعالى «أينما (تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) ثمّ تقول :

السلام عليك يا مولاى وابن مولاى وسيّدى وابن سيّدى السلام عليك يا مولاى الشهيد بن الشهيد ، والقتيل بن القتيل ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أنا زارئك يا ابن رسول الله بقلبى ولسانى وجوارحى وان لم أزرك بنفسى مشاهدة لقبتك فعليك السلام يا وارث آدم صفوة الله ووارث نوح نبىّ الله ووارث ابراهيم خليل الله ووارث موسى كليم الله ووارث عيسى روح الله ووارث محمّد حبيب الله ونبيّه ورسوله ووارث علىّ أمير المؤمنين وصىّ رسول الله وخليفته ووارث الحسن بن علىّ وصىّ أمير المؤمنين.

لعن الله قاتليك وجدّد عليهم العذاب فى هذه الساعة وكلّ ساعة أنا يا سيدى متقرب الى الله جلّ وعزّ والى جدك رسول الله وإلى أبيك أمير المؤمنين ، والى أخيك الحسن وإليك يا مولاى فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، بزيارتى لك بقلبى ولسانى وجميع جوارحى فكن لى يا سيدى شفيعى بقبول ذلك منّى وبالبراءة من أعدائك واللّعنة لهم وعليهم أتقرّب إلى الله وإليكم أجمعين فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته.

ثمّ تحوّل على يسارك قليلا وتحوّل وجهك الى قبر علىّ بن الحسين وهو عند رجل أبيه وتسلّم عليه مثل ذلك ثمّ ادع الله بما أحببت من أمر دينك ودنياك ثم

٣٦٨

تصلّى أربع ركعات فانّ صلاة الزيارة ثمان أو ستّ أو أربع أو ركعتان وأفضلها ثمان ثمّ تستقبل نحو قبر أبى عبد الله عليه‌السلام وتقول :

أنا مودعك يا مولاى وابن مولاى ويا سيّدى وابن سيّدى يا علىّ بن الحسين ومودّعكم يا ساداتى يا معاشر الشهداء فعليكم سلام الله ورحمته ورضوانه وبركاته (١).

٥٩ ـ باب زيارته عليه‌السلام فى يوم عاشورا

١ ـ ابن قولويه حدّثنى أبى وأخى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن على المدائنى قال أخبرنى محمّد بن سعيد البجلى ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفى ، قال دخلت على جعفر بن محمّد فى يوم عاشورا ، فقال لى هؤلاء زوّار الله وحقّ على المزور أن يكرم الزائر من بات عند قبر الحسين عليه‌السلام ليلة عاشورا لقى الله ملطّخا بدمه يوم القيمة ، كأنّما قتل معه فى عرصته وقال من زار قبر الحسين عليه‌السلام أى يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه (٢).

٢ ـ عنه حدّثنى أبو على محمّد بن همام قال حدّثنى جعفر بن محمّد بن مالك الفزارى قال حدّثنى أحمد بن على بن عبيد الجعفى قال حدّثنى حسين بن سليمان عن الحسين بن أسد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت له الجنّة (٣)

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٨٩.

(٢) كامل الزيارات : ١٧٣.

(٣) كامل الزيارات : ١٧٣.

٣٦٩

٣ ـ عنه حدّثنى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد الأنبارى ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن زيد الشّحام ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من زار قبر الحسين بن على يوم عاشوراء عارفا بحقّه كان كمن زار الله فى عرشه (١).

٤ ـ عنه حدّثنى الحسين بن محمّد بن عامر ، عن المعلى بن محمّد بن جمهور العمىّ ، عمّن ذكره عنهم عليهم‌السلام قال من زار قبر الحسين عليه‌السلام يوم عاشورا كان كمن تشحّط بدمه بين يديه (٢).

٥ ـ عنه روى محمّد بن أبى يسار المداينى باسناده قال : من سقى يوم عاشوراء عند قبر الحسين عليه‌السلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليه‌السلام وشهد معه (٣).

٦ ـ عنه حدّثنى جعفر بن محمّد بن ابراهيم الموسوى ، عن عبيد الله بن نهيك عن ابن أبى عمير ، عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام ، قال من زار الحسين عليه‌السلام ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخّر ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب الف حجّة متقبلة وألف عمرة مبرورة ومن زاره يوم عاشورا ، فكأنّما زار الله فوق فى عرشه (٤).

٧ ـ عنه حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، وغيره عن محمّد بن موسى الهمدانيّ ، عن محمّد بن خالد الطيالسى ، عن سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة جميعا عن علقمة بن محمّد الحضرمى ، ومحمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة ، عن مالك الجهنّى عن أبى جعفر الباقر عليه‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشورا من المحرّم حتّى يظلّ عنده باكيا لقى الله تعالى يوم القيمة بثواب ألفى ألف حجّة وألفى ألف عمرة

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٧٤.

(٢) كامل الزيارات : ١٧٤.

(٣) كامل الزيارات : ١٧٤.

(٤) كامل الزيارات : ١٧٤.

٣٧٠

وألفى ألف غزوة وثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين.

قال قلت جعلت فداك فما لمن كان فى بعد البلاد وأقاصيها ، ولم يمكنه المصير إليه فى ذلك اليوم قال : إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا فى داره وأومأ إليه بالسّلام واجتهد على قاتله بالدعاء وصلّى بعده ركعتين يفعل ذلك فى صدر النهار قبل الزوال ثمّ ليندب الحسين عليه‌السلام ويبكيه ويأمر من فى داره بالبكاء عليه ويقيم فى دار مصيبته باظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا فى البيوت وليعزّ بعضهم بعضا بمصاب الحسين عليه‌السلام ، فأنا ضامن لهم اذا فعلوا ذلك على الله عزوجل جميع هذا الثواب.

فقلت جعلت فداك وأنت الضّامن لهم اذا فعلوا ذلك والزعيم به قال : أنا الضّامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك قال قلت فكيف يعزى بعضهم بعضا ، قال يقولون عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه‌السلام وجعلنا وايّاكم من الطالبين بثاره مع وليّه الامام المهدىّ من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فان استطعت ان لا تنتشر يومك فى حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا.

لا تدخرن لمنزلك شيئا فانه من ادّخر لمنزله شيئا فى ذلك اليوم لم يبارك فيما يدّخره ولا يبارك له فى أهله فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجّة وألف ألف عمرة ، وألف ألف غزوة كلّها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان له ثواب مصيبة كلّ نبىّ ورسول وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا الى ان تقوم السّاعة.

قال صالح بن عقبة الجهنّى ، وسيف بن عميرة قال علقمة بن محمّد الحضرمى فقلت لأبى جعفر عليه‌السلام علّمنى دعاء أدعو به فى ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب و

٣٧١

دعاء أدعو به اذا لم أزره من قريب وأومأت إليه من بعد البلاد ومن سطح دارى بالسّلام.

قال فقال يا علقمة إذا أنت صلّيت ركعتين بعد ان تؤمى إليه بالسّلام ، وقلت عند الإيماء إليه ومن بعد الركعتين هذا القول فانّك اذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة وكتب الله لك بها ألف ألف حسنة ومحى عنك ألف ألف سيئة ورفع لك مائة ألف ألف درجة ، وكنت ممّن استشهد مع الحسين بن علىّ حتى تشاركهم فى درجاتهم ولا تعرف إلّا فى الشهداء الّذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب كلّ نبىّ ورسول وزيارة من زار الحسين بن على عليهما‌السلام منذ يوم قتل.

السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيّد الوصيّين السّلام عليك يا ابن فاطمة سيّدة نساء العالمين ، السّلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ، والوتر الموتور ، السلام عليك وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك عليكم منّى جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقى اللّيل والنّهار.

يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزيّة وجلّت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السموات والأرض فلعن الله امة اسّست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وازالتكم عن مراتبكم الّتي رتّبكم الله فيها ، ولعن الله أمة قتلتكم ولعن الله الممهّدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم.

يا أبا عبد الله إنى سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم الى يوم القيمة ، فلعن الله آل زياد وآل مروان ولعن الله بنى أميّة قاطبة ولعن الله بن مرجانة ولعن الله عمر بن سعد ولعن الله شمرا ولعن الله أمة اسرجت وألجمت وتهيّات لقتالك.

يا أبا عبد الله بابى أنت وأمّى لقد عظم مصابى بك فأسأل الله الّذي أكرم

٣٧٢

مقامك أن يكرمنى بك ويرزقنى طلب ثارك مع إمام منصور من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم اجعلنى وجيها عندك بالحسين فى الدّنيا والآخرة يا سيدى يا أبا عبد الله انى أتقرب الى الله تعالي والى رسوله والى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك.

صلّى الله عليك وسلّم عليهم بموالاتك يا ابا عبد الله وبالبراءة من أعدائك وممّن قاتلك ونصب لك الحرب ، ومن جميع أعدائكم وبالبراءة ممّن اسّس الجور وبنى عليه بنيانه وأجرى ظلمه وجوره عليكم وعلي أشياعكم برئت الى الله وإليكم منهم وأتقرّب الى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليّكم والبراءة من أعدائكم ومن الناصبين لكم الحرب والبراءة من أشياعهم وأتباعهم.

انّى سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولىّ لمن والاكم وعدوّ لمن عاداكم ، فأسأل الله الذي أكرمنى بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ورزقنى البراءة من أعدائكم أن يجعلنى معكم فى الدّنيا والآخرة وأن يثبت لى عندكم قدم صدق فى الدنيا والآخرة وأسأله أن يبلغنى المقام المحمود لكم عند الله وأن يرزقنى طلب ثاركم مع امام مهدىّ ناطق لكم.

أسأل الله بحقّكم وبالشأن الّذي لكم عنده أن يعطينى بمصابى بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبة أقول انا لله وإنّا إليه راجعون ، يا لها مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها فى الإسلام وفى جميع أهل السّماوات والأرض.

اللهم اجعلنى فى مقامى هذا ممّن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة ، اللهم اجعل محياى محيا محمّد وآل محمّد ومماتى ممات محمّد وآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم انّ هذا يوم تنزلت فيه اللعنة علي آل زياد وآل أمية وابن آكلة الأكباد اللعين بن العين على لسان نبيك فى كل موطن وموقف وقف فيه نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اللهم العن أبا سفيان ومعاوية وعلى يزيد بن معاوية اللعنة أبد الآبدين اللهم

٣٧٣

فضاعف عليهم اللعنة أبدا لقتلهم الحسين عليه‌السلام ، اللهم إنى أتقرّب إليك فى هذا اليوم وفى موقفى هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالاة لنبيك محمّد وأهل بيت نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم أجمعين ، ثم يقول مائة مرّة :

اللهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين وشايعت وبايعت أعدائه على قتله وقتل أنصاره اللهم العنهم جميعا ، ثم تقول مائة مره :

السّلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك عليكم منّى سلام الله أبدا ما بقيت وبقى اللّيل والنّهار ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكم ، السّلام على الحسين وعلى علىّ بن الحسين ، وعلى أصحاب الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ، ثم يقول مرة واحدة :

اللهم خصّ أنت أول ظالم ظلم آل نبيك باللّعن ثم العن أعداء آل محمّد من الأولين والآخرين اللهم العن يزيد وأباه والعن عبيد الله بن زياد وآل مروان وبنى أمية قاطبة إلى يوم القيامة ثم تسجد سجدة تقول فيها :

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم الحمد لله على عظيم مصابى ورزيتى فيهم ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود وثبت لى قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

قال علقمة : قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام يا علقمة إن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إن شاء الله تعالى (١)

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٧٤ ومصباح المتهجدين : ٥٣٨ مع اختلاف فى النسختين.

٣٧٤

٨ ـ ابو جعفر الطوسى روى محمّد بن خالد الطيالسى عن سيف بن عميرة قال خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وجماعة من أصحابنا إلى الغرى بعد ما خرج أبو عبد الله عليه‌السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلمّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبى عبد الله عليه‌السلام فقال لنا تزورون الحسين عليه‌السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين صلوات الله عليه من هاهنا.

أو ما إليه أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا معه قال فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمّد الحضرمىّ عن أبى جعفر عليه‌السلام فى يوم عاشورا ثم صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين وودّع فى دبرهما أمير المؤمنين وأومأ إلى الحسين بالسّلام منصرفا وجهه نحوه وودّع وكان فيما دعا من دبرهما.

يا الله يا الله يا مجيب دعوة المضطرّين يا كاشف كرب المكروبين يا غياث المثتغيثين يا صريخ المستصرخين ، ويا من هو أقرب إلىّ من حبل الوريد ، ويا من يحول بين المرء وقلبه ويا من هو بالمنظر الأعلى وبالافق المبين ويا من هو الرحمن الرحيم ، على العرش استوى ويا من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، ويا من لا يخفى عليه خافية ويا من لا تشتبه عليه الأصوات.

يا من لا تغلّطه الحاجات ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين ، يا مدرك كلّ فوت ويا جامع كلّ شمل ويا بارئ النّفوس بعد الموت ، يا من هو كلّ يوم فى شأن يا قاضى الحاجات يا منفّس الكربات يا معطى السّؤلات يا ولى الرّغبات ، يا كافى المهمّات ، يا من يكفى من كلّ شيء ولا يكفى منه شيء فى السموات والأرض.

أسألك بحقّ محمّد خاتم النبيّين وعلىّ أمير المؤمنين وبحقّ فاطمة بنت نبيك وبحقّ الحسن والحسين فإنّى بهم أتوجّه إليك فى مقامى هذا وبهم أتوسّل وبهم أتشفّع إليك وبحقّهم أسألك وأقسم واعزم عليك وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الّذي لهم عندك وبالّذى فضلتهم على العالمين وباسمك الّذي جعلته عندهم

٣٧٥

وبه خصصتهم دون العالمين وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا.

أسألك أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وان تكشف عنّى غمّى وهمّى وكربى وتكفينى المهمّ من أمورى وتقضي عنّى دينى وتجبرنى من الفاقة وتجيرنى من الفقر وتغنينى عن المسألة إلى المخلوقين وتكفينى همّ من أخاف همّه وعسر من أخاف عسره وحزونة من أخاف حزونته وشرّ من أخاف شرّه ومكر من أخاف مكره وبغى من أخاف بغيه وسلطان من أخاف سلطانه وكيد من أخاف كيده ومقدرة من أخاف مقدرته على وتردّ كيد الكيدة ومكر المكرة.

اللهمّ من أرادنى فأرده ومن كادنى فكده واصرف عنّى كيده ومكره وبأسه وأمانيه ، وامنعه عنّى كيف شئت وأنّي شئت ، اللهم اشغله عنّى بفقر لا تجبره ، وببلاء لا تستره وبفاقة لا تسدّها بسقم لا تعافيه وذلّ لا تعزّه وبمسكنة لا تجبرها.

اللهمّ بالذّل نصب عينيه وأدخل عليه الفقر فى منزله والعلة والسقم فى بدنه ، حتّى تشغله عنّى بشغل شاغل لا فراغ له وأنسه ذكرى كما أنسيته ذكرك ، وخذ عنى بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه ، وأدخل عليه فى جميع ذلك السقم ، ولا تشفه حتّى تجعل له ذلك شغلا شاغلا به له عنّى وعن ذكرى.

اكفنى يا كافى ما لا يكفى سواك فانّك الكافى ولا كافى سواك ولا مغيث سواك وجار لا جار سواك خاب من كان رجاؤه سواك ومغيثه سواك ومفزعه الى سواك ومهر به وملجأه إلى غيرك ومنجاه من مخلوق غيرك فأنت ثقتى ورجائى ومفزعى ومهربى ومنجاى فبك ، استفتح وبك استنجح وبمحمّد وآل محمّد أتوجّه إليك وأتوسّل وأتشفع.

فأسألك يا الله يا الله يا الله فلك الحمد ولك الشكر ، وإليك المشتكى وأنت المستعان ، فاسئلك يا الله يا الله يا الله بحق محمّد وآل محمّد وأن تكشف عنّى

٣٧٦

غمّى وهمى وكربى فى مقامى هذا كما كشفت عن نبيك همّه وغمّه وكربه وكفيته هول عدوّه فاكشف علىّ كما كشفت عنه وفرّج عنّى كنا فرّجت عنه.

اكفنى كما كفيته هول ما أخاف هوله ومئونة ما أخاف مئونته وهمّ ما أخاف همّه بلا مئونة على نفسى من ذلك واصرفنى بقضاء حوائجى وكفاية ما أهمّنى همّه من أمر دنياى وآخرتى يا أبا عبد الله عليك منّى سلام الله أبدا ما بقيت وبقى الليل والنّهار ولا جعل الله آخر العهد من زيارتكما لا فرق الله بينى وبينكما.

اللهم أحينى حياة محمّد وذرّيّته وأمتنى مماتهم وتوفّنى على ملّتهم واحشرنى فى زمرتهم ولا تفرّق بينى وبينهم طرفة عين أبدا فى الدنيا والآخرة يا أمير المؤمنين ويا أبا عبد الله أتيتكما زائرا ومتوسلا إلى الله ربي وربّكما ومتوجّها إليه بكما مستشفعا بكما إلى الله تعالى فى حاجتى هذه فاشفعا لى فأنّ لكما عند الله المقام المحمود والجاه والوجيه والمنزل الرفيع والوسيلة انى أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله فى ذلك فلا أخيّب ولا يكون منقلبى منقلبا خائبا خاصرا.

بل يكون منقلبى منقلبا راجحا منجحا مستجابا لي بقضاء جميع الحوائج ، وتشفعا لي إلى الله أنقلب على ما شاء الله لا حول ولا قوّة الّا بالله مفوّضا أمرى إلى الله ملجأ ظهرى الى الله متوكأ على الله وأقول حسبى الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس لى وراء الله ووراءكم يا سادتى منتهى ما شاء ربّى كان وما لم يشا لم يكن ولا حول ولا قوة إلّا بالله استودعكما الله ولا جعل الله آخر العهد منى إليكما.

انصرف يا سيّدى يا أمير المؤمنين ومولاى أنت يا أبا عبد الله يا سيّدى وسلامى عليكما متّصل ما اتّصل اللّيل والنهار ، واصل ذلك إليكما غير محبوب عنكما سلامى إن شاء الله وأسأله بحقكما أن يشاء ذلك ويفعل فانّه حميد مجيد ، انقلبت يا سيّدى عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راجيا للاجابة غير آيس ولا قانط آئبا راجيا

٣٧٧

إلى زيارتكما غير راغب عنكما ولا من زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله يا سادتى رغبت إليكما والى زيارتكما بعد أن زهد فيكما وفى زيارتكما أهل الدنيا فلا خيّبنى الله ما رجوت وما أمّلت فى زيارتكما انه قريب مجيب.

قال سيف بن عمير : فسئلت صفوانا فقلت له ان علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن أبى جعفر إنمّا أتانا بدعاء الزيارة فقال صفوان وردت مع سيدى أبى عبد الله عليه‌السلام إلى هذا المكان ، ففعل مثل الّذي فعلناه فى زيارتنا ودعا بهذا الدّعا عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا ثمّ قال لي صفوان قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعا وزر به فإنى ضامن علي الله لكلّ من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أنّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور سلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغا ما بلغت ولا يخيّبه.

يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونه بهذا الضمان عن أبى وأبى عن أبيه علىّ بن الحسين مضمونا بهذا الضمان عن الحسين والحسين عن أخيه الحسن مضمونا عن أبيه أمير المؤمنين مضمونا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مضمونا بهذا الضمان ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان وقد آلى الله على نفسه عزوجل أنّ من زار الحسين بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعا قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا ما بلغت وأعطيته سؤله.

ثم لا ينقلب عنّى خائبا وأقلّبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته فى كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت إلى الله تعالي بذلك على نفسه واشهدنا بما شهدت به ملائكة ثم قال جبرئيل يا رسول الله أرسلنى إليك سرورا وبشرى لك وسرورا وبشرى لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين والى الأئمة من ولدك الى يوم القيمة.

٣٧٨

فدام يا محمّد سرورك وسرور علىّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة وشيعتكم إلى يوم البعث ثم قال صفوان ، قال لى أبو عبد الله عليه‌السلام يا صفوان اذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وادع ربك حاجتك تأتك من الله ، والله غير مخلف وعده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنّه والحمد لله (١).

زيارة اخرى فى يوم عاشورا

٩ ـ الطوسى باسناده عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت على سيدى أبى عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام فى يوم عاشورا فألفيته كاسف اللّون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللّؤلؤ المتساقط فقلت يا ابن رسول الله ممّ بكاؤك لا أبكى الله عينيك فقال لى أوفى غفلة أنت أما علمت أنّ الحسين بن علىّ عليهما‌السلام أصيب فى مثل هذا اليوم ، قلت يا سيّدى فما قولك فى صومه؟

فقال لى صمه من غير تبييت وافطره من غير تشميت ولا تجعله يوم صوم كملا وليكن افطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فانّه فى مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانكشفت الملحمة عنهم ، وفى الارض منهم ثلثون صريعا ومواليهم يعزّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مصرعهم ، لو كان فى الدنيا يومئذ حيّا لكان صلوات الله عليه هو المعزّى بهم.

قال : وبكى أبو عبد الله عليه‌السلام حتى اخضلّت لحيته بدموعه ثم قال إنّ الله عزوجل لمّا خلق النّور خلقه يوم الجمعة فى تقديره فى أوّل يوم من شهر رمضان و

__________________

(١) مصباح المتهجدين : ٥٤٢.

٣٧٩

خلق الظلمة فى يوم الاربعاء يوم عاشورا فى مثل ذلك اليوم ، نعنى يوم العاشر من شهر المحرّم في تقديره وجعل لكلّ منهما شرعة ومنهاجا يا عبد الله بن سنان إنّ افضل ما تأتى به فى هذا اليوم ان تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلّب قلت وما التّسلب.

قال تحلّل ازرارك وتكشف عن ذراعيك ، كهيئة أصحاب المصائب ، ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحدا والى منزل لك خال أو فى خلوة منذ حين يرتفعه النهار ، فتصلّى أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وخشوعها وتسلّم بين كلّ ركعتين تقرأ فى الركعة الاولى سورة الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفى الثانية الحمد وقل هو الله أحد.

ثمّ تصلّى ركعتين أخريين تقرأ فى الركعة الاولى الحمد وسورة الاحزاب وفى الثانية الحمد وسورة اذا جاءك المنافقون ، أو ما تيسّر من القرآن ثم تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين صلوات الله عليه ومضجعه فتمثل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلّم وتسلّى عليه وتلعن قاتليه فتبرأ من أفعالهم يرفع الله عزوجل لك بذلك فى الجنّة من الدرجات ويحط عنك من السّيئات.

ثمّ تسعى من الموضع الّذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء وأىّ شيء كان خطوات تقول فى ذلك انّا لله وإنّا إليه راجعون رضا بقضاء الله وتسليما لامر وليكن عليك فى ذلك الكابة والحزن وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع فى ذلك اليوم فاذا فرغت من سعيك وفعلك هذا تقف فى موضعك الّذي صلّيت فيه ثمّ قل.

اللهم عذّب الفجرة الّذين شاقوا رسولك وحاربوا أوليائك وعبدوا غيرك واستحلّوا محارمك والعن القادة والأتباع ومن كان منهم فخبّ وأوضع معهم أو رضى بفعلهم لعنا كثيرا اللهم وعجّل فرج آل محمّد واجعل صلواتك عليهم و

٣٨٠