مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧١

رجل من أهل بيت المقدس أنّه قال : والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن على عليه‌السلام قلت وكيف ذاك قال : ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا إلّا ورأينا تحتها دما عبيطا يغلى واحمرت الحيطان كالعلق ومطر ثلاثة أيام دما عبيطا وسمعنا مناديا ينادى فى جوف اللّيل يقول :

أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

معاذ الله لا نلتم يقينا

شفاعة أحمد وأبى تراب

قتلتم خير من ركب المطايا

وخير الشيب طرّا والشباب

انكسفت الشمس ثلاثة أيام ثم تجلت عنها وانشبكت النّجوم فلمّا كان من غد أرجفنا به بقتله فلم يات علينا كثير شي حتى نعى إلينا الحسين عليه‌السلام (١).

٣٠ ـ عنه حدثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علىّ الناقد باسناده قال قال عمر بن سعد قال : حدّثنى أبو معشر عن الزهرى قال لمّا قتل الحسين عليه‌السلام لم يبق فى بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط (٢).

٣١ ـ قال الطبرسى : روى يوسف بن عبده قال : سمعت محمّد بن سيرين ، يقول : لم تر هذه العمرة فى السماء إلّا بعد قتل الحسين عليه‌السلام (٣).

٣٢ ـ عنه ذكر الشيخ أبو بكر البيهقي فى كتاب دلائل النبوة قال : أخبرنا القطّان حدّثنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سليمان بن حريث حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن معروف قال : اوّل ما عرف الزّهري تكلّم في مجلس الوليد ابن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدّس يوم قتل الحسين بن علىّ؟ فقال الزّهري : بلغني أنّه لم يقلب حجرا إلّا تحته دم عبيط (٤).

٣٣ ـ عنه قال : وأخبرنا القطان باسناده ، عن عليّ بن مسهر قال : حدّثنى

__________________

(١) كامل الزيارات : ٧٦.

(٢) كامل الزيارات : ٧٧.

(٣) اعلام الورى : ٢١٨.

(٤) اعلام الورى ٢١٨.

٣٠١

جدّتى قالت : كنت ايّام الحسين عليه‌السلام جارية شابّة فكانت السماء أيّاما علقة (١).

٣٤ ـ عنه قال : أخبرنا القطّان باسناده عن جميل بن مرّة قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين عليه‌السلام يوم قتل فنحروها وطبخوها قال : فصارت مثال العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا (٢).

٣٥ ـ عنه عن ابن عباس قال : رأيت النبيّ فيما يرى النائم ذات يوم نصف النهار أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما هذه؟ قال : هذا دم الحسين عليه‌السلام وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصى بذلك الوقت فوجدته قتل ذلك اليوم (٣).

٣٦ ـ عنه عن نضرة الأزديّة ، لمّا قتل الحسين بن على عليه‌السلام مطرت السماء دما فأصبحت وكلّ شي لنا ملأ دما (٤).

٣٧ ـ أبو عيسى الترمذى حدّثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال : لمّا جئ برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت فى المسجد فى الرّحبة فانتهيت إليهم ، وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت ، فاذا حية قد جات تخلّل الرءوس ، حتّى دخلت فى منخرى عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيبت. ثم قالوا : قد جات ، قد جاءت ، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا (٥).

٣٨ ـ قال سبط ابن الجوزى : أخبرنا غير واحد عن الوهاب بن المبارك ، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، أنبأنا الحسين بن على الطناجيرى ، حدّثنا عمر بن أحمد بن شاهين ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم ، حدّثنا على بن سهل ، حدّثنا خلد ابن خداش ، حدّثنا حماد بن زيد ، عن ابن مرّة عن أبى الوصين مروان بن الوصين ،

__________________

(١) اعلام الورى : ٢١٨.

(٢) اعلام الورى : ٢١٨.

(٣) اعلام الورى : ٢١٨.

(٤) اعلام الورى : ٢١٩.

(٥) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٦٠.

٣٠٢

قال : نحرت الإبل الّتي حمل عليها رأس الحسين وأصحابه ، فلم يستطيعوا أكل لحومها كانت أمرّ من الصبر (١).

٣٩ ـ عنه قال جدّى أبو الفرج فى كتاب التبصرة لما كان القضبان يحمر وجهه عند الغضب فليستدلّ بذلك على غضبه وأنه أمارة السخط والحقّ سبحانه ليس بجسم فاظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين بحمرة الافق ، وذلك دليل على عظيم الجناية (٢).

٤٠ ـ عنه ، قال ابن سيرين : لمّا قتل الحسين أظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثمّ ظهرت هذه الحمرة (٣).

٤١ ـ عنه أخبرنا غير واحد عن علىّ بن عبيد ، أنبأنا على بن أحمد اليسرى ، أنبأنا أبو عبد الله بن بطة أنبأنا محمّد بن هارون الخضرمى ، حدثنا هلال بن بشر بن عبد المطلب بن موسى ، عن هلال بن ذكوان قال لما قتل الحسين عليه‌السلام مكثنا شهرين أو ثلاثة ، كأنّما لطخت الحيطان بالدّم من صلاة الفجر الى غروب الشمس ، قال : خرجنا فى سفر فمطرنا مطر أبقى اثره فى ثيابنا مثل الدم (٤).

٤٢ ـ عنه قال السدّى : لما قتل الحسين بكت السماء بكائها حمرتها (٥).

. ٤٣ ـ عنه قال ابن سيرين وجد حجر قبل مبعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمس مائة سنة عليه مكتوب بالسريانية فنقلوه الى العربية فإذا هو :

أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب(٦)

٤٤ ـ عنه قال سليمان بن يسار وجد حجر عليه مكتوب :

لا بد أن ترد القيامة فاطمة

وقميصها بدم الحسين ملطّخ

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٧.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٧٣.

(٣) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٤) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٥) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٦) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

٣٠٣

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

والصور فى يوم القيامة ينفخ(١).

٤٥ ـ قال الطبرى : قال حصين : فلما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة ، كأنما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع (٢).

٤٦ ـ عنه قال وحدثني العلاء بن أبى عاثة قال : حدّثنى رأس الجالوت : عن أبيه قال : ما مررت بكربلاء إلا وأنا أركض دابّتى حتى أخلّف المكان ، قال : قلت : لم؟ قال كنا نتحدث أن ولد نبىّ مفتول فى ذلك المكان ، قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلما قتل الحسين قلنا : هذا الذي كنا نتحدث ، قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض (٣).

٤٧ ـ عنه قال هشام : عن عوانة ، قال : قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد بعد قتله الحسين : يا عمر ، أين الكتاب الذي كتبت به إليك فى قتل الحسين؟ قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب ، قال : لتجيئنّ به ، قال : ضاع ، قال : والله لتجيئنّى به ، قال : ترك والله يقرأ على عجائز قريش اعتذارا إليهنّ بالمدينة ، أما والله لقد نصحتك فى حسين نصيحة لو نصحتها أبى سعد بن أبى وقاص ، كنت قد أدّيت حقه ، قال عثمان بن زياد أخو عبيد الله : صدق والله ، لوددت أنه ليس من بنى زياد رجل إلا وقى أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأنّ حسينا لم يقتل : قال : فو الله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله (٤).

٤٨ ـ عنه قال هشام : حدثني بعض أصحابنا ، عن عمرو بن أبى المقدام ، قال : حدثني عمرو بن عكرمة ، قال : أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة ، فإذا مولى لنا يحدثنا ، قال : سمعت البارحة مناديا ينادى وهو يقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتّنكيل

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٩٣

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٩٣.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٧.

٣٠٤

كلّ أهل السماء يدعو عليكم

من نبىّ وملائك وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داو

د وموسى وحامل الإنجيل

قال هشام : حدثني عمر بن حيزوم الكلبى ، عن أبيه ، قال : سمعت هذا الصوت(١).

٤٩ ـ عنه حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كتب يزيد إلى ابن مرجانة : أن اغز ابن الزبير ، فقال : لا أجمعهما للفاسق أبدا أقتل ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأغزوا البيت! قال : وكانت مرجانة امرأة صدق ، فقالت لعبيد الله حين قتل الحسين : ويلك! ما ذا صنعت! وما ذا ركبت (٢).

٥٠ ـ قال أبو جعفر : حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى أن يونس بن حبيب الجرمى حدثه ، قال : لمّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن على عليهما‌السلام وبنى أبيه ، بعث برءوسهم إلى يزيد بن معاوية ، فسرّ بقتلهم أولا ، وحسنت بذلك منزلة عبيد الله عنده ، ثم أم يلبث إلا قليلا حتى ندم على قتل الحسين ، فكان يقول : وما كان علىّ لو احتملت الأذى وأنزلته معى فى دارى ، وحكمته فيما يريد ، وإن كان علىّ فى ذلك وكف ووهن فى سلطانى ، حفظا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورعاية لحقّه وقرابته!

لعن الله ابن مرجانة ، فانه أخرجه واضطرّه ، وقد كان سأله بأن يخلى سبيله ويرجع فلم يفعل ، أو يضع يده فى يدى ، أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله عزوجل فلم يفعل ، فأبى ذلك وردّه عليه وقتله ، فبغضنى بقتله إلى المسلمين وزرع لى فى قلوبهم العداوة ، فبغضنى البرّ والفاجر ، بما استعظم الناس فى قتلى حسينا ، ما لي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه (٣).

٥١ ـ عنه قال هشام بن محمّد : حدثنا أبو مخنف ، قال : حدثني يوسف بن

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٧.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٨٣.

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٦.

٣٠٥

يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر الأزدى ، قال : لما قتل الحسين بن علىّ ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ، فدخل الكوفة ، تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ، ورأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم اجابته ومقتله إلى جانبهم لم ينصروه ، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم فى مقتله إلا بقتل من قتله ، أو القتل فيه.

ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رءوس الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعى ، وكانت له صحبة مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى المسيب بن نجبة الفزارى ، وكان من أصحاب على وخيارهم ، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدى ، وإلى عبد الله بن وال التيمى ، وإلى رفاعة بن شداد البجلى.

ثم ان هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا فى منزل سليمان بن صرد ، وكانوا من خيار أصحاب علىّ ، ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم. قال : فلما اجتمعوا إلى منزل سليمان بن صرد بدأ المسيب بن نجبة القوم بالكلام ، فتكلم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال :

أما بعد ، فإنا قد ابتلينا بطول العمر ، والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا ألّا يجعلنا ممن يقول له غدا : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) فإن أمير المؤمنين قال : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستّون سنة ، وليس فينا رجل إلا وقد بلغه ، وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا ، وتقريظ شيعتنا ، حتى بلا الله أخيارنا فوجدنا كاذبين فى موطنين من مواطن ابن ابنة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قد بلغنا قبل ذلك كتبه ، وقدمت علينا رسله ، وأعذر إلينا يسألنا نصره عودا وبدءا ، وعلانية وسرّا ، فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا ، لا نحن نصرناه بأيدينا ، ولا جادلنا عنه بألسنتنا ، ولا قويناه بأموالنا ، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا ، فما عذرنا إلى ربنا وعند لقاء نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قتل فينا ولده وحبيبه ، و

٣٠٦

ذريته ونسله! لا والله ، لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه ، أو تقتلوا فى طلب ذلك فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك ، وما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن ، أيها القوم ، ولّوا عليكم رجلا منكم فانه لا بد لكم من أمير تفزعون إليه ، وراية تحفّون بها ، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.

قال : فبدر القوم رفاعة بن شداد بعد المسيب الكلام ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال : أما بعد ، فان الله قد هداك لأصوب القول ، ودعوت إلى أرشد الأمور ، بدأت بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودعوت إلى جهاد الفاسقين وإلى التوبة من الذنب العظيم ، فمسموع منك مستجاب لك ، مقبول قولك.

قلت : ولّوا أمركم رجلا منكم تفزعون إليه ، وتحفّون برايته ، وذلك رأى قد رأينا مثل الذي رأيت ، فإن تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا متنصحا ، وفى جماعتنا محبا ، وإن رأيت رأى أصحابنا ذلك ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذا السابقة والقدم سليمان بن الصرد المحمود فى بأسه ودينه ، والموثوق بحزمه ، أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم.

قال : ثمّ تكلم عبد الله بن وال وعبد الله بن سعد ، فحمدا ربّهما وأثنيا عليه ، وتكلّما بنحو من كلام رفاعة بن شداد ، فذكرا المسيب نجبة بفضله ، وذكرا سليمان بن صرد بسابقته ، ورضاهما بتوليته ، فقال المسيب بن نجبة أصبتم ووفقتم ، وأنا أرى مثل الذي رأيتم ، فولوا أمركم سليمان بن صرد (١).

٥٢ ـ روى الهيتمى عن عبد الملك بن عمير ، قال دخلت على عبيد الله بن زياد واذا رأس الحسين قدامه على ترس فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على المختار فاذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس ، فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٥٢.

٣٠٧

على مصعب بن الزبير واذا رأس المختار على ترس ، فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على عبد الملك واذا رأس مصعب بن الزبير على ترس (١).

٥٣ ـ عنه عن دويد الجعفى عن ابيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هى دم (٢).

٥٤ ـ عن حميد الطحان قال كنت فى خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم ننحر أو نبيع قال انحروا فجلست على جفنة فلمّا جلست فارت نارا (٣).

٥٥ ـ عنه عن حاجب عبيد الله بن زياد ، قال دخلت القصر خلف عبيد الله ابن زياد حين قتل الحسين فاضطرم فى وجهه نارا فقال هكذا بكمه على وجهه فقال هل رأيت قلت نعم وأمرنى ان أكتم ذلك (٤).

٥٦ ـ عنه عن الزهرى قال قال لى عبد الملك أىّ واحد أنت إن أعلمتنى أىّ علامة كانت يوم قتل الحسين ، فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس الا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لى عبد الملك إنى وإياك فى هذا الحديث لقرينان (٥).

٥٧ ـ عنه عن الزهرى قال ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن على إلا عن دم(٦).

٥٨ ـ عنه عن أمّ حكيم قالت قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة (٧).

٥٩ ـ عنه عن جميل بن زيد قال لما قتل الحسين احمرت السماء ، قلت أى شيء تقول قال ان الكذاب منافق انّ السماء احمرت حين قتل (٨).

٦٠ ـ عنه عن أبى قبيل ، قال لمّا قتل الحسين بن على انكسفت الشمس كسفة

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٢) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٥) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٦) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٧) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٨) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

٣٠٨

حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هى (١).

٦١ ـ عنه عن عيسى بن الحرث الكندى قال لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا الى السماء على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا الى الكواكب يضرب بعضها بعضا (٢)

٦٢ ـ عنه عن محمّد بن سيرين قال لم تكن فى السماء حمرة حتى قتل الحسين (٣).

٦٣ ـ عنه بسنده قال رأيت الورس الذي أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد(٤).

٦٤ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا أحمد بن أبى عثمان ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم : وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن ابراهيم ، أنبأنا أبى أبو طاهر ، قالا : أنبأنا اسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصرى أنبأنا الحسين بن اسماعيل المحاملى أنبأنا الحسين بن شبيب المؤدّب. أنبأنا خلف بن خليفة ، عن أبيه قال : لما قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر (٥).

٦٥ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، أنبأنا إسماعيل بن الخليل : أنبأنا على بن مسهر ، حدّثتنى جدّتى قالت : كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء أياما علقة (٦).

٦٦ ـ عنه أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدى أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن علان بن الخازن ، أنبأنا القاضى أبو عبد الله محمّد

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٢) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٥) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٢.

(٦) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٢.

٣٠٩

ابن عبد الله بن الحسين الجعفى أنبأنا أبو الحسن على بن محمّد بن هارون بن زياد الحميرى ، حدثني أبى أنبأنا اسماعيل بن الخليل ، عن على بن مسهر ، عن جدّته قالت : لما قتل الحسين كنت جارية شابة فمكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنها علقة (١).

٦٧ ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى ، أنبأنا الحسن بن علىّ أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد أنبأنا عمرو بن عاصم الكلابى ، قال : أنبأنا خلاد صاحب السمسم وكان ينزل بنى جحدر ـ قال : حدثتنى أمى قالت : كنا زمانا بعد مقتل الحسين وان الشمس تطلع محمّرة على الحيطان والجدران بالغداة والعشىّ قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلّا وجدوا تحته دما (٢).

٦٨ ـ عنه باسناده قال : أنبأنا على بن محمّد عن على بن مدرك ، عن جدّه الأسود بن قيس ، قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى ذلك فى آفاق السماء كأنها الدم ، قال : فحدثت بذلك شريكا فقال لى : ما أنت من الأسود؟ قلت : هو جدّى أبو أمى. قال : أما والله ان كان لصدوق الحديث عظيم الأمانة ، مكرما للضيف(٣).

٦٩ ـ عنه أنبأنا أبو على الحداد ، وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمى ، أنبأنا عثمان بن أبى شيبة ، حدثني أبى عن جدى : عن عيسى بن الحارث الكندى قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا (٤).

٧٠ ـ عنه باسناده قال : أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى ،

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٢.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

٣١٠

أنبأنا محمّد بن الصلت الأسدي الكوفى أنبأنا الربيع بن المنذر الثورى عن أبيه قال : جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد (١).

٧١ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن. وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة. أنبأنا أبو بكر أحمد بن على وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا أبو بكر ابن الطبرى قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، حدثني أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، أنبأنا ابن لهيعة عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن على كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننّا أنها هى (٢).

٧٢ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ، وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن هشام! عن محمّد ، قال : تعلم هذه الحمرة فى الأفق مم هو؟ فقال : من يوم قتل الحسين بن على(٣).

٧٣ ـ عنه أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن منصور ، وأبو اسحاق ابراهيم ابن طاهر بن بركات ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن أبى العلاء ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان ، أنبأنا أبو الحسين على بن الفضل بن إدريس الستورى أنبأنا محمّد بن عقيل ، أنبأنا يحيى بن السرى ، أنبأنا روح بن عبادة : عن ابن عون ، عن محمّد بن سيرين ، قال : لم تكن ترى هذه الحمرة فى السماء حتى قتل الحسين بن على (٤).

٧٤ ـ أخبرنا أبو يعقوب الهمدانيّ أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى. وأنبأنا

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٤.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٥.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٥.

٣١١

أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوى أنبأنا قطن بن نسير أبو عبّاد ، أنبأنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثتنى خالتى أم سالم قالت : لما قتل الحسين بن على مطرنا مطرا كالدّم على البيوت والجدر. قال : وبلغنى أنه كان بخراسان والشام والكوفة (١).

٧٥ ـ عنه باسناده قال : أنبأنا البغوى حدثني أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد ، أنبأنا زيد بن الحباب ـ وقال أبو غالب : حدثني ـ أبو يحيى مهدى بن ميمون ، قال : سمعت مروان مولى هند بنت المهلب يقول ـ وقال أبو غالب قال ـ : حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين فوضع بين يديه ، رأيت حيطان دار الإمارة تتسايل دما(٢).

٧٦ ـ عنه أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أحمد بن الحسين وأخبرنا أبو محمّد السلمى ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، حدّثنى أيوب ابن محمّد الرقى أنبأنا سلام بن سليمان الثقفى عن زيد بن عمرو الكندى ، قال : حدثتنى أم حيّان قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ، ولم يمسّ أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط.

قال : وأنبأنا يعقوب أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن معمر قال : أول ما عرف الزهرى أنه تكلم فى مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدّس يوم قتل الحسين بن على ، فقال الزهرى زاد عبد الكريم وابن السمرقندى : بلغنى. وقالوا : ـ انه لم يقلب حجر إلا ـ زاد ابن

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٦.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٦.

٣١٢

السمرقندى : وجد تحته ، وقال البيهقي إلّا ـ وتحته دم عبيط (١).

٧٧ ـ عنه أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسن بن على الجوهرى ، أنبأنا أبو عمر الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن الخشّاب ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنى عمر بن محمّد بن عمر بن على ، عن أبيه قال : أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان فى قتل الحسين علامة ، قال ابن رأس الجالوت: ما كشف يومئذ ، حجر إلّا وجد تحته دم عبيط (٢).

٧٨ ـ عنه أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا على بن محمّد بن علىّ ، وعبد الرحمن بن محمّد بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو العباس ، محمّد بن يعقوب قال : سمعت عباس بن محمّد ، يقول : سمعت يحيى يقول : أنبأ جرير ، عن يزيد بن أبى زياد ، قال : قتل الحسين عليه‌السلام ولى أربعة عشر سنة ، قال : وصار الورس الذي كان فى عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة له فى عسكرهم ، فكانوا يرون فى لحمها النيران (٣).

٧٩ ـ عنه أخبرنا أبو عبد الله بن أبى مسعود ، أنبأنا أبو بكر الحافظ وأخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أبى بكر ، أنبأنا أبو بكر بن الطبرى قالوا : أنبأنا أبو الحسين القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا أبو بكر الحميدى ، أنبأنا سفيان ، حدثتنى جدّتى ، قالت : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللّحم كان فيه النار حين قتل الحسين (٤).

٨٠ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر ، قالا أنبأنا أبو الحسين ، أنبأنا عبد الله أنبأنا ، يعقوب ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عقبة بن أبى حفصة السلولى ، عن أبيه قال : إن كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٧.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٨.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٨.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٨.

٣١٣

رمادا (١).

٨١ ـ عنه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان ، أنبأنا محمود بن أحمد بن الفرج ، أنبأنا محمّد بن المنذر البغدادى سنة اثنتين وثلاثين ومأتين ، أنبأنا سفيان بن عيينة قال : حدثتنى جدّتى أمّ عيينة ، أن حمّالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين بن علىّ فصار ورسه رمادا (٢).

٨٢ ـ عنه أنبأنا أبو على الحدّاد وغيره ، قالوا : أنبأنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن ابراهيم ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمى ، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفى أنبأنا أبو غسانة ، أنبأنا أبو نمير ، عمّ الحسن بن شعيب ، عن أبى حميد الطّحان ، قال : كنت فى خزاعة ، فجاءوا بشيء من تركة الحسين عليه‌السلام ، فقيل له ننحر أو نبيع فنقسم ، قالوا : انحروا فنحر ، فجعل على جفنة ، فلما وضعت صارت نارا (٣).

٨٣ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر بن اللّالكائى ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب أنبأنا حمّاد بن زيد ، حدثني جميل بن مرّة ، قال : أصابوا إبلا فى عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا (٤).

٨٤ ـ عنه أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسين بن على ، أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا على بن محمد ، عن على بن مجاهد ، عن حنش بن الحرث ، عن شيخ من النخع ، قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم ، فقام قوم فذكروا بلاءهم ، وقام سنان بن أنس

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٩.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٩.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٩.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

٣١٤

فقال : أنا قاتل حسين ، فقال الحجاج بلاء حسن! ورجع سنان الى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله فكان يحدث فى مكانه (١).

٨٥ ـ عنه باسناده قال : حدثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، وعبد الملك بن عمر ، وأبو عامر العقدى ، أنبأنا قرة بن خالد أنبأنا أبو رجاء قال : لا تسبّوا عليّا يا لهفتا على أسهم رميته بهنّ يوم الجمل مع ذلك لقد قصرن ـ والحمد لله ، ثم قال : إنّ جار النا من بلهجيم جاءنا من الكوفة ، فقال : ألم تروا الى الفاسق بن الفاسق قتله الله يعنى الحسين بن على قال : فرماه الله بكوكبين فى عينيه فذهب بصره لعنه الله (٢).

٨٦ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر الخطيب إملاء ، أنبأنا أبو العلاء الوراق وهو محمّد بن الحسن بن محمد ، أنبأنا بكار بن أحمد المقرى ، أنبأنا الحسين بن محمّد الأنصاري حدثني محمّد بن الحسين المدنى ، عن ابن السكين البصرى ، حدّثنى عمّ أبى زحر بن حصين ، أنبأنا اسماعيل بن داود بن أسد ، حدّثنى أبى عن مولى لبنى سلامة.

قال : كنّا فى ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث باللّيل : ما أحد ممّن أعان على الحسين خرج من الدنيا حتّى يصيبه بلية ، قال : وكان معنا رجل من طى ، فقال الطائى : أنا ممّن أعان على قتل الحسين ، فما أصابنى إلّا خير! قال : وغشى السراج ، فقام الطائى يصلحه ، فعلقت النار فى سباحته ، فمرّ يعد ونحو الفرات فرمى بنفسه فى الماء فاتبعناه ، فجعل اذا انغمس فى الماء فرقت النار على الماء ، فاذا ظهر أخذته حتّى قتله (٣).

٨٧ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ،

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٢.

٣١٥

قالوا : أنبأنا أبو على بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، حدّثنى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، حدثني عمر بن شبّة ، حدثني عبيد بن حماد ، أخبرنى عطاء بن مسلم ، قال : قال السدّى أتيت كربلاء ، أبيع بها البزّ ، فعمل لنا شيخ من طى طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين عليه‌السلام.

فقلت : ما شرك فى قتله أحد إلّا مات بأسوإ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا فى من شرك فى ذلك ، فلم يبرح حتّى دنا من المصابيح وهو يتقد بنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه ، فأخذت النار فيها ، فذهب يطفيها بريقه ، فأخذت النار فى لحيته ، فعدا فألقى نفسه فى الماء فرأيته كانه حممة (١).

٨٨ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمى ، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن أبى الحديد السلمى ، أنبأنا جدّى أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان العدل ، أنبأنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشى ، أنبأنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة ، أنبأنا عبيد بن حناد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن ابن السدّى ، عن أبيه ، قال : كنا غلمة نبيع البز. فى رستاق كربلا ، قال : فنزلنا برجل من طىّ قال : فقرّب إلينا العشاء.

قال : فتذاكرنا قتلة الحسين ، قال : فقلنا : ما بقى أحد ممن شهد كربلا من قتلة الحسين عليه‌السلام الّا وقد أماته الله ميتة سوء ، وبقتلة سوء ، قال : فقال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقى أحد ممن شهد قتلة الحسين الّا وقد أماته الله ميتة سوء أو قتلة سوء ، وإنى لمن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مالا منّى ، قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام.

قال : وكان السراج يوقد ، قال : فذهب ليطفئ السراج قال : فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه قال : فأخذت النار بإصبعه ، قال : ومدّها الى فيه ، فأخذت بلحيته

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٣.

٣١٦

قال : وحضر أو قال : فأحضر الى الماء حتّى ألقى نفسه فيه ، قال فرأيته يتوقد فيه النار حتّى صار حممة (١).

٨٩ ـ عنه أخبرنا أبو المعالى عبد الله بن أحمد الحلوانى ، أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا السيد أبو منصور ظفر بن محمّد بن أحمد الحسينى ، أنبأنا أبو الحسن على بن عبد الرحمن بالكوفة ، أنبأنا أبو عمر أحمد بن حازم الغفارى ، أنبأنا أبو سعيد الثعلبى ، أنبأنا أبو اليمان ، عن إمام لبنى سليم ، عن أشياخ له قالوا : غزونا بلاد الروم فوجدنا فى كنيسة من كنائسها مكتوبا :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

قالوا : فقلنا للروم : متى كتبت هذا فى كنيستكم؟ قالوا : قبل مبعث نبيكم بثلاث مائة عام (٢).

٥٦ ـ باب ما جرى لبنى هاشم بعد شهادته عليه‌السلام

١ ـ الحميرى باسناده ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : لما قدم على يزيد بذرارى الحسين عليه‌السلام ، ادخل بهنّ نهارا مكشفات وجوههم ، فقال أهل الشام الجناة : ما رأينا سبيا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ، فقالت سكينة بنت الحسين عليه‌السلام نحن سبايا آل محمّد عليهم‌السلام (٣).

٢ ـ البرقي ، عن أبيه ، عن الحسن بن طريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين ابن زيد ، عن عمر بن على بن الحسين ، قال : لمّا قتل الحسين بن علىّ عليهما‌السلام ، لبسن نساء بنى هاشم السواد والمسوح ، وكنّ لا تشتكين من حرّ ولا برد ، وكان علىّ بن

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٤.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٤.

(٣) قرب الاسناد : ١٤.

٣١٧

الحسين عليهما‌السلام يعمل لهنّ الطعام للمأتم (١).

٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن على بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن مصقلة الطحانة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لمّا قتل الحسين عليه‌السلام اقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت ، فبينا هي كذلك ، إذ رأت جارية من جواريها تبكى ودموعها تسيل ، فدعتها فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك.

قالت : إنى لما أصابنى الجهد شربت شربة سويق ، قال : فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت ، وقالت : انما نريد بذلك آن نتقوّى على البكاء على الحسين عليه‌السلام قال : وأهدى الى الكلبية جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسين عليه‌السلام فلمّا رأت الجؤن قالت : ما هذه؟ قالوا : هدية أهداها فلان لتستعينى على مأتم الحسين فقالت : لسنا فى عرس ، فما نصنع بها ، ثم أمرت بهنّ فاخرجن من الدار ، فلما أخرجن من الدار ، لم يحسّ لها حسّ ، كأنّما طرن بين السماء والأرض ولم ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر(٢).

٤ ـ قال الطبرى : قال هشام ، حدثني عوانة بن الحكم ، قال : لما قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علىّ وجيء برأسه إليه ، دعا عبد الملك بن أبى الحارث السلمى ، فقال : انطلق حتّى تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص ، فبشره بقتل الحسين ، وكان عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ ، قال : فذهب ليعتلّ له فزجره ، وكان عبيد الله لا يصطلى ، بناره.

فقال : انطلق حتّى تأتى المدينة ولا يسبقك الخبر ، وأعطاه دنانير وقال : لا تعتلّ وإن قامت بك راحلتك فاشتر راحلة ، قال عبد الملك : فقدمت المدينة ،

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٠

(٢) الكافى : ١ / ٤٦٦.

٣١٨

فلقينى رجل من قريش ، فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الأمير ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قتل الحسين بن على ، فدخلت على عمرو بن سعيد فقال : ما وراءك؟ فقلت : ما سرّ الأمير ، قتل الحسين بن على ، فقال : ناد بقتله ، فناديت بقتله ، فلم أسمع واعية قطّ مثل واعية نساء بنى هاشم فى دورهنّ على الحسين ، فقال عمرو بن سعيد وضحك :

عجّت نساء بنى زياد عجّة

كعجيع نسوتنا غداة الأرنب

والأرنب وقعة كانت لبنى زبيد على بنى زياد من بنى الحارث بن كعب ، من رهط عبد المدان ، وهذا البيت لعمرو بن معدى كرب ، ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان بن عفان ، ثم صعد المنبر ، فأعلم الناس قتله (١).

٥٧ ـ باب فضل زيارته عليه‌السلام

١ ـ الحميرى باسناده عن حنان بن سدير ، قال قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : ما تقول فى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام فانّه بلغنا عن بعضكم انّه قال تعدل حجّة وعمرة؟ قال فقال ما أصعب هذا الحديث ما تعدل هذا كلّه ، لكن زوروه ولا تجفوه ، وأنّه سيّد شباب الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة وشبيه يحيى بن زكريّا وعليهما بكت السّماء والأرض (٢).

٢ ـ محمّد بن يعقوب عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن يونس الكناسى ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أتيت قبر الحسين فائت الفرات واغتسل بحيال قبره ، وتوجّه

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٥.

(٢) قرب الاسناد : ٤٨.

٣١٩

إليه وعليك السكينة والوقار ، حتّى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقى وقل حين تدخله :

السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين ، السلام على ملائكة الله المسوّمين ، السلام على ملائكة الله الّذين هم فى هذا الحرم مقيمون.

فإذا استقبلت قبر الحسين عليه‌السلام فقل :

السلام على رسول الله السلام على أمين الله ، على رسله وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك ، كلّه والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثمّ تقول : اللهم صلّ على أمير المؤمنين عبدك وأخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدّليل على من بعثته برسالاتك ، وديّان الدّين بعد لك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كلّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

اللهم صلّ على الحسن بن علىّ عبدك وابن الّذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدّليل على من بعثته برسالتك وديّان الدّين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثمّ تصلّى على الحسين وسائر الأئمة عليهم‌السلام كما صلّيت وسلّمت على الحسين عليه‌السلام ، ثمّ تأتى قبر الحسين عليه‌السلام فتقول :

السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين صلّى الله عليك يا أبا عبد الله ، أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزوجل ما أمرت به ولم تخش أحدا غيره وجاهدت فى سبيله وعبدته صادقا حتّى أتاك اليقين أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى ، والحجّة على من يبقى ومن تحت الثّرى.

٣٢٠