مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧١

إنّما سمّيته باسم أخى عثمان بن مظعون (١).

٥٦ ـ قال الطبرى : رمى خولى بن يزيد الأصبحى ، عثمان بن علىّ بن أبى طالب بسهم ، ثمّ شدّ عليه رجل من بنى أبان بن دارم فقتله ، وجاء ، برأسه (٢).

١٤ ـ شهادة جعفر بن على عليه‌السلام

٥٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه جعفر منشئا :

إنّى انا جعفر ذو المعالى

ابن علىّ الخير ذو النوال

ذاك الوصىّ ذو السّنا والوالى

حسبى بعمّى جعفر والخال

أحمى حسينا ذى الندى المفضال

رماه خولى الأصبحى فاصاب شقيقته أو عينه (٣).

٥٨ ـ قال الطبرى : شدّ هانى بن ثبيت الحضرمى على عبد الله بن على بن أبى طالب فقتله ، ثمّ شدّ على جعفر بن علىّ فقتله وجاء ، برأسه (٤).

٥٩ ـ قال أبو الفرج : جعفر بن علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام أمّه أمّ البنين أيضا ، قال يحيى بن الحسن عن على بن ابراهيم بالاسناد الذي قدّمته فى خبر عبد الله قتل جعفر بن علىّ بن أبى طالب ، وهو ابن تسع عشرة سنة (٥).

٦٠ ـ عنه قال أبو مخنف فى حديث الضحّاك المشرقى : إنّ العبّاس بن علىّ قدّم أخاه جعفرا بين يديه لأنّه لم يكن له ولد ليحوز ولد العبّاس بن على ميراثه فشدّ عليه هانى بن ثبيت الذي قتل أخاه فقتله ، هكذا قال الضحّاك (٦)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢١.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٥) مقاتل الطالبييّن ٥٤.

(٦) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

١٢١

٦١ ـ عنه قال نصر بن مزاحم. حدّثنى عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ أنّ خولى بن يزيد الأصبحى ـ لعنه الله ـ قتل جعفر بن على (١).

١٥ ـ شهادة محمّد بن مسلم بن عقيل

٦٢ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب عليه‌السلام أمّه أمّ ولد. قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمد بن على أبو مرهم الأزدى ولقيط بن إياس الجهنى (٢).

١٦ ـ شهادة محمّد الاصغر بن على عليه‌السلام

٦٣ ـ قال أبو الفرج : محمّد الاصغر بن على بن أبى طالب عليه‌السلام ، وأمّه أمّ ولد ، حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر وحدّثنى أحمد بن شيبة عن أحمد بن الحارث ، عن المدائنى ، أنّ رجلا من تميم من بنى أبان بن دارم قتله ـ رضوان الله عليه ـ ولعن الله قاتله (٣)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

١٢٢

١٧ ـ شهادة أبى بكر بن الحسن عليه‌السلام

٦٤ ـ قال أبو الفرج : أبو بكر بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد ولا نعرف أمّه ، ذكر المدائنى فى إسنادنا عنه ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد : أن عبد الله بن عقبه الغنوى قتله (١).

٦٥ ـ فى حديث عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر : أن عقبة الغنوى قتله. وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

وعند غنى قطرة من دمائنا

وفى أسد أخرى تعدّ وتذكر(٢)

١٨ ـ شهادة عبيد الله بن عبد الله بن جعفر

٦٦ ـ قال أبو الفرج : عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عليه‌السلام ، امّه الخوصاء بنت حفصة ، ذكر يحيى بن الحسن العلوى فيما حدّثنى به أحمد بن سعيد عنه : أنّه قتل مع الحسين بالطفّ رضوان الله عليه وصلواته على الحسين وآله (٣)

١٩ ـ شهادة محمّد بن مسلم بن عقيل

٦٧ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب عليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد ،

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٧.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٦١.

١٢٣

قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمّد بن على أبو مرهم الازدى ولقيط بن إياس الجهنى (١).

٢٠ ـ شهادة عدى بن عبد الله بن جعفر

٦٨ ـ قال الدينورى : ثمّ قتل عدى بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، قتله عمرو بن نهشل التميمى (٢).

٢١ ـ شهادة عبد الله بن على عليه‌السلام

٦٩ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عبد الله قائلا :

انا ابن ذى النجدة والافضال

ذاك علىّ الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال

فى كلّ يوم ظاهر الأهوال

قتله هانى بن ثبيت الحضرمى (٣).

٧٠ ـ عنه روى أنّه خرج أخوه القاسم : فقال :

يا عصبة جارت على نبيّها

وكدّرت من عيشها ما قد نقى

فى كلّ يوم تقتلون سيّدا

من أهله ظلما وذبحا من قفا

فضرب على رأسه عمرو بن سعيد الازدى ، فحمل عليه الحسين وضربه ، ثمّ أتى الغلام وهو يفحص برجله ، فقال بعد القوم قتلوك وخصمهم يوم القيامة فيك

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٢) الاخبار الطوال : ٢٥٧.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٤

جدّك (١).

٧١ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام وأمّه أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل ، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

أمّها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أمّها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الأحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب.

أمّها كبشة بنت عروة الرجال بن عتبة بن جعفر بن كلاب.

أمّها أم الخشف بنت أبى معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

أمّها فاطمة بنت جعفر بن كلاب.

أمّها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب.

أمّها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دونان أسد بن خزيمة.

أمّها بنت جحدر بن ضبيعة الاغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار.

أمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة.

أمّها بنت ذى الراسين وهو خشيش ابن أبى عصم بن سمح بن فزارة.

أمها بنت عمر بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن تفيض بن الريث بن

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٥

غطفان (١).

٧٢ ـ عنه ، أخبرنى أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا يحيى بن الحسن ، قال : حدّثنا علىّ بن ابراهيم ، قال : حدّثنى عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العبّاس قالا : قتل عبد الله بن على بن أبى طالب عليه‌السلام ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له (٢).

٧٣ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبى عن عمر بن سعد ، عن أبى مخنف عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك المشرقى قال : قال العبّاس بن على لأخيه من أبيه وأمّه عبد الله بن على : تقدم بين يدى حتّى أراك واحتسبك فانّه لا ولد لك فتقدّم بين يديه وشدّ عليه هانى بن ثبيت الحضرمى فقتله (٣).

٢٢ ـ شهادة عبّاس بن على عليه‌السلام

٧٤ ـ فلمّا رأى العبّاس بن علىّ كثرة القتلى ، فى أهله قال لإخوته من امّه وهم عبد الله وجعفر ، وعثمان : يا بنى أمّى تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فانّه لا ولد لكم ، فتقدّم عبد الله رحمة الله عليه ، فقاتل قتالا شديدا ، فاختلف هو وهانى بن ثبيت الحضرمىّ ضربتين ، فقتله هانى ، وتقدّم بعده جعفر بن على عليه‌السلام فقتله أيضا هانى ، وتعمّد خولى بن يزيد الاصبحى لعنة الله عليه عثمان بن على عليه‌السلام

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٣.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٤.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٤.

١٢٦

وقد قام مقام إخوته فرماه بسهم فصرعه وشدّ عليه رجل من بنى دارم فاجتزّ رأسه وحملت الجماعة على الحسين عليه‌السلام فغلبوه على عسكره واشتدّ به العطش.

فركب المسنّاة يريد الفرات وبين يديه العبّاس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله ، وفيهم رجل من بنى دارم ، فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء فقال الحسين عليه‌السلام : اللهمّ اظمأه فغضب الدارمى ورماه بسهم فأثبته فى حنكه فانتزع الحسين عليه‌السلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ، ثمّ قال :

اللهمّ انّى أشكو إليك بما يفعل بابن بنت نبيّك ، ثمّ رجع الى مكانه وقد اشتدّ به العطش وأحاط القوم بالعبّاس فاقطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتّى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولّى لقتله زيد بن ورقا الحنفى ، وحكيم بن الطفيل السنبسى بعد أن اثخن بالجراح فلم يستطع حراكا ، ولمّا رجع الحسين عليه‌السلام من المسنّاة الى فسطاطه تقدّم إليه شمر بن ذى الجوشن فى جماعة من أصحابه فأحاطوا به فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن اليسر الكندى.

فشتم الحسين عليه‌السلام وضربه على رأسه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطعها ، حتّى وصل الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسين عليه‌السلام لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك الله مع القوم الظالمين ، ثمّ ألقى القلنسوة ودعى بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة أخرى فلبسها ، واعتمّ عليها ورجع عنه شمر بن ذى الجوشن ومن كان معه الى مواضعهم ، فمكث هنيئة ثمّ عاد وعادوا إليه وأحاطوا به.

٧٥ ـ قال ابن شهرآشوب : وكان عبّاس السقّاء قمر بنى هاشم صاحب لواء الحسين عليه‌السلام ، وهو أكبر الاخوان مضى يطلب الماء فحملها عليه وحمل هو عليهم ،

١٢٧

وجعل يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت رقى

حتّى أو ارى فى المصاليت لقاء

نفسى لنفس المصطفى الطهر وقاء

أنّى أنا العبّاس اغدوا بالسقاء

ففرّقهم ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسى فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو يرتجز :

والله إن قطعتم يمينى

إنّى أحامى أبدا عن دينى

وعن إمام صادق اليقين

نجل النبيّ الطاهر الأمين

فقاتل حتّى ضعف ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطاعى من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :

يا نفس لا تخشى من الكفّار

وأبشرى برحمة الجبّار

مع النبيّ سيّد المختار

قد قطعوا ببغيهم يسارى

فأصلهم يا ربّ حرّ النار

فقتله الملعون بعمود من حديد ، فلمّا رآه الحسين عليه‌السلام مصروعا على شطّ الفرات بكى وأنشأ يقول :

تعدّيتم يا شرّ قوم بفعلكم

وخالفتم قول النبيّ محمّد

أما كان خير الرسل وصّاكم بنا

أما نحن من نسل النبيّ المسدّد

أما كانت الزهراء امّى دونكم

أما كان من خير البريّة أحمد

لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حرّ نار توقد(١)

٧٦ ـ قال أبو الفرج : العبّاس بن علىّ بن أبى طالب عليه‌السلام ، يكنى أبا الفضل ،

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٨

أمّه أمّ البنين أيضا وهو أكبر ولدها وهو آخر من قتل من اخوته لامّه وأبيه ، لانّه كان له عقب ، ولم يكن لهم فقدّمهم بين يديه ، فقتلوا جميعا (١)

٧٧ ـ عنه قال جرمى بن العلاء ، عن الزبير عن عمّه ، ولد العبّاس بن على عليه‌السلام يسمّونه السقّاء ، ويكنونه أبا قربة وما رأيت أحدا من ولده ولا سمعت عمن تقدم منهم هذا عليه‌السلام وفى العبّاس بن على عليه‌السلام يقول الشاعر :

أحقّ الناس أن يبكى عليه

فتى أبكى الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده علىّ

أبو الفضل المضرّج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شيء

وجادله على عطش بماء

وفيه يقول الكميت بن زيد :

وأبو الفضل إنّ ذكرهم الحلو

شفاء النفوس من أسقام

قتل الأدعياء إذ قتلوه

أكرم الشاربين صوب الغمام

وكان العبّاس رجلا وسيما جميلا ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطّان فى الأرض ، وكان يقال له ، قمر بنى هاشم ، وكان لواء الحسين بن على عليهما‌السلام معه يوم قتل (٢).

٧٨ ـ عنه حدّثنى أحمد بن سعيد ، قال حدّثنى يحيى بن الحسين ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الوهاب ، قال : حدّثنى ابن أبى أويس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، قال : عبأ الحسين بن علىّ أصحابه فأعطى رايته أخاه العبّاس بن على عليه‌السلام (٣).

٧٩ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

١٢٩

أبى قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر ، أن زيد بن رقاد الجنبى وحكيم بن الطفيل الطائى قتلا العبّاس بن على عليه‌السلام (١).

٨٠ ـ عنه ـ كانت أمّ البنين أمّ هؤلاء الأربعة الاخوة القتلى تخرج الى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجىء فيمن يجىء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكى ، ذكر ذلك على بن محمّد بن حمزة ، عن النوفليّ ، عن حماد بن عيسى الجهنى عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر بن محمّد (٢).

٨١ ـ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ، رضى الله عنه قال : حدّثنا علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن أسباط ، عن علىّ بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن أبى صفية قال : قال علىّ بن الحسين عليهما‌السلام : رحم الله العباس يعنى ابن علىّ فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه.

فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة فى الجنّة كما جعل لجعفر بن أبى طالب ، وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

قال الصدوق : والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه مع ما رويته فى فضائل العبّاس بن علىّ عليهما‌السلام فى كتاب مقتل الحسين بن على عليهما‌السلام (٣)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٣) الخصال : ٦٨.

١٣٠

٨٢ ـ قال الدينورى : قالوا : ولما رأى ذلك العبّاس بن علىّ قال لإخوته عبد الله ، وجعفر ، وعثمان ، بنى علىّ ، عليه وعليهم‌السلام ، وأمّهم جميعا أمّ البنين العامرية من آل الوحيد: تقدّموا ، بنفسى أنتم ، فحاموا عن سيّدكم حتّى تموتوا دونه ، فتقدّموا جميعا. فصاروا أمام الحسين عليه‌السلام ، يقونه بوجوههم ونحورهم ، فحمل هانى بن ثويب الحضرمى على عبد الله بن علىّ ، فقتله ، ثمّ حمل على أخيه جعفر بن علىّ ، فقتله أيضا ، ورمى يزيد الاصبحى عثمان بن علىّ بسهم ، فقتله.

ثمّ خرج إليه ، فاحتزّ رأسه ، فأتى عمر بن سعد ، فقال له : أثبنى فقال عمر : عليك بأميرك ـ يعنى عبيد الله بن زياد ـ فسله أن يثيبك ، وبقى العبّاس بن على قائما أمام الحسين يقاتل دونه ، ويميل معه حيث مال ، حتّى قتل ، رحمة الله عليه (١).

٨٣ ـ قال المقرّم : ولم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن تفانى صحبه وأهل بيته ويرى حجة الوقت مكثورا قد انقطع عنه المدد وملء مسامعه عويل النساء وصراخ الأطفال من العطش ، فطلب من أخيه الرخصة ، ولما كان عليه‌السلام أنفس الذخائر عند السبط الشهيد عليه‌السلام ، لأنّ الأعداء تحذر صولته وترهب اقدامه ، والحرم مطمئنّة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا ، فلم تسمح نفس أبى الضيم القدسية بمفارقته فقال له : يا أخى أنت صاحب لوائى قال العبّاس : قد ضاق صدرى من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثارى منهم.

فأمره الحسين عليه‌السلام أن يطلب الماء للأطفال ، فذهب العبّاس الى القوم ووعظهم وحذرهم غضب الجبّار ، فلم ينفع ، فنادى بصوت عال : يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله و

__________________

(١) الاخبار الطوال : ٢٥٧.

١٣١

أولاده عطاشى ، فاسقوهم من الماء الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول : دعونى أذهب الى الروم أو الهند وأخلو لكم الحجاز والعراق فأثر كلامه فى نفوس القوم حتّى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته ، يا ابن أبى تراب لو كان وجه الارض كلّه ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة الّا أن تدخلوا فى بيعة يزيد.

فرجع الى أخيه يخبره فسمع الاطفال يتصارخون من العطش ، فلم تتطأ من نفسه على هذا الحال وثارت به الحمية الهاشمية ، ثمّ انّه ركب جواده وأخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الجماهير وحده ولواء الحمد يرف على رأسه ولم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصى يزار فى الميدان فلم تثبت له الرجال ونزل الى الفرات مطمئنّا غير مبال بذلك الجمع ، ولما اغترف من الماء ليشرب تذكّر عطش الحسين ومن معه فرمى الماء وقال :

يا نفس من بعد الحسين هونى

وبعده لا كنت أن تكونى

هذا الحسين وارد المنون

وتشربين بارد المعين

تالله ما هذا فعال دينى

ثمّ ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتّى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت زقا

حتّى أوارى فى المصاليت لقى

نفسى لنفس المصطفى الطهر وقا

إنّى أنا العبّاس أغد بالسقا

ولا أخاف الشرّ يوم الملتقى

فكمن له زيد بن الرقاد الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسى فضربه على يمينه فبراها فقال عليه‌السلام :

١٣٢

والله ان قطعتم يمينى

إنّى أحامى أبدا عن دينى

وعن امام صادق اليقين

نجل النبيّ الطاهر الأمين

فلم يعبأ بيمينه بعد ان كان همه ايصال الماء الى أطفال الحسين ، وعياله ولكن حكيم بن الطفيل كمن له من وراء نخلة فلمّا مرّ ضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه وأمّه السهام ، كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته : وسقط على الأرض ينادى : عليك منى السلام يا أبا عبد الله.

فأتاه الحسين عليه‌السلام ، ثمّ رجع الى المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفف دموعه بكمه وقد تدافعت الرجال على مخيمه ، فنادى : أما من مغيث يغيثنا أما من مجير يجيرنا أما من طالب حقّ ينصرنا أما من خائف من النار فيذبّ عنّا فأتته سكينة وسألته عن عمها فأخبرها بقتله وسمعته زينب فصاحت : وا أخاه وا عبّاساه وا ضيعتنا بعدك ، وبكين النسوة وبكى الحسين معهنّ وقال : وا ضيعتنا بعدك (١).

٢٣ ـ شهادة عبد الله الرضيع

٨٤ ـ قال المفيد : ثمّ جلس الحسين عليه‌السلام امام الفسطاط فأتى بابنه عبد الله بن الحسين عليه‌السلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين عليه‌السلام دمه فى كفّه ، فلمّا امتلاء كفّه صبّه فى الأرض (٢) ثمّ قال يا ربّ أن يكن حبست عنّا النّصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير منه وانتقم لنا

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣٠٩ ـ ٣١٤.

(٢) كذا فى الاصل.

١٣٣

من هؤلاء القوم الظالمين ، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته (١).

٨٥ ـ قال الفتال : ثمّ جلس الحسين عليه‌السلام امام الفسطاط ، فأتى بابنه عبد الله بن الحسين عليه‌السلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد فذبحه فتلقّى الحسين صلوات الله عليه دمه ، فلمّا ملأ كفه صبّه فى الأرض (٢).

٨٦ ـ قال ابن شهرآشوب : فبقى الحسين عليه‌السلام وحيدا فى حجره علىّ الأصغر ، فرمى إليه بسهم ، فأصاب حلقه فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول : لا يكون أهون عليك من فصيل (٣).

٨٧ ـ قال ابن طاوس : لمّا رأى الحسين عليه‌السلام مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى هل من ذابّ يذب عن حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله باغاثتنا ، هل من معين يرجو ما عند الله فى إعانتنا فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدم الى باب الخيمة وقال لزينب ناولينى ولدى الصغير حتّى أودّعه فأخذه وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن الكاهل الاسدى لعنه الله تعالى ، بسهم فوقع فى نحره فذبحه فقال لزينب خذيه ، ثمّ تلقى الدم بكفيه ، فلمّا امتلأ فارمى بالدم نحو السماء ، ثمّ قال هون علىّ ما نزل بى إنّه بعين الله(٤).

٨٨ ـ عنه قال الباقر عليه‌السلام فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الارض (٥).

٨٩ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لى أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بنى أسد دما ، قال : قلت : فما ذنبى أنا فى ذلك رحمك الله يا أبا جعفر! وما ذلك؟ قال : أتى الحسين بصبىّ له ، فهو فى

__________________

(١) الارشاد ٢٢٤.

(٢) روضة الواعظين : ١٦١.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٢.

(٤) اللهوف : ٥٠.

(٥) اللهوف : ٥٠.

١٣٤

حجره ، إذ رماه أحدكم يا بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين دمه ، فلمّا ملأ كفيه صبّه فى الارض ، ثمّ قال : ربّ إن تك حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين (١).

٩٠ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه‌السلام ، أمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب ابن كلب.

أمّها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم ابن جناب.

أمّها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم.

أمّها الرباب بنت حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائى بن عمرو ابن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طىء ، وهى التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام :

لعمرك انّنى لأحبّ دارا

تكون بها سكينه والرباب

أحبّهما وابذل جلّ مالى

وليس لعاتب عندى عتاب

سكينة الّتي ذكرها ابنته من الرباب ، واسم سكينة أمينة ، وقيل أميمة وإنما غلب عليها سكينة وليس باسمها ، وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيرا جاءته نشابة وهو فى حجر أبيه فذبحته (٢).

٩١ ـ عنه حدّثنى أحمد بن شبيب قال : حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنى ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم قال : دعى الحسين

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٨.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

١٣٥

بغلام فأقعده فى حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه (١).

٩٢ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسين الأشنانى ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال: أخبرنا مورع بن سويد بن قيس ، قال : حدّثنا من شهد الحسين ، قال : كان معه ابنه الصغير فجاء سهم فوقع فى نحره ، قال : فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبّه فيرمى به الى السماء فما يرجع منه شيء ، ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح(٢).

٩٣ ـ قال اليعقوبى : إنّه لواقف على فرسه إذا أتى بمولود قد ولد فى تلك الساعة ، فأذن فى اذنه وجعل يحنكه إذ أتاه سهم فوقع فى حلق الصبى فذبحه فنزع الحسين عليه‌السلام السهم من حلقه وجعل يلطخه بدمه ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة ولمحمّد أكرم على الله من صالح ، ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبنى أخيه (٣).

٩٤ ـ قال المقرّم : دعا بولده الرضيع يودعه ، فأتته زينب بابنه عبد الله وأمّه الرباب فأجلسه فى حجره يقبله ، ويقول : بعدا لهؤلاء القوم إذا كان جدّك المصطفى خصمهم ، ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة ابن كاهل الأسدي بسهم ، فذبحه فتلقّى الحسين الدم بكفه ورمى به نحو السماء قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : فلم يسقط منه قطرة وفيه يقول : حجّة آل محمّد عجّل الله فرجه :

السلام على عبد الله الرضيع المرمى الصريع المتشحط دما والمصعد بدمه الى السماء المذبوح بالسهم فى حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدى وذويه.

ثمّ قال الحسين عليه‌السلام هوّن ما نزل به أنّه بعين الله تعالى ، اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ، الهى ان كنت حبست عنّا النصر فاجعله لما هو خير منه ، وانتقم

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

(٣) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣١.

١٣٦

لنا من الظالمين واجعل ما حلّ بنا فى العاجل ذخيرة لنا فى الآجل ، اللهمّ أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسمع عليه‌السلام قائلا يقول : دعه يا حسين فان له مرضعا فى الجنّة ، ثمّ نزل عليه‌السلام عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلّى عليه ويقال وضعه مع قتلى أهل بيته (١).

٤٦ ـ باب وصيّته عليه‌السلام

١ ـ الصفّار : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : إنّ الحسين لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى ، فاطمه فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، ووصيّة باطنة ، وكان علىّ ابن الحسين مبطونا لا يرون الّا انّه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك إلينا فقلت فما فى ذلك فقال فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم الى أن تفنى الدنيا (٢).

٢ ـ عنه حدّثنا موسى بن جعفر ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبى نجران ، عن أبى الجارود ، قال لما حضر من أمر الحسين ، ما حضر دفع وصيّة ظاهرة فى كتاب مدرج الى ابنته ، فلمّا كان من أمر الحسين عليه‌السلام ما كان دفعت ذلك الى علىّ بن الحسين عليه‌السلام ، قال : قلت وما فيه يرحمك الله؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا الى أن تفنى (٣)

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣١٦.

(٢) بصائر الدرجات : ١٤٨.

(٣) بصائر الدرجات : ١٤٨.

١٣٧

٣ ـ عنه حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن أبى الجارود ، قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام ، يقول : إنّ الحسين بن على عليهما‌السلام لمّا حضره الّذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة ابنة الحسين ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة وكان علىّ بن الحسين مبطونا معهم لا يرون الّا لما به فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك الكتاب والله إلينا ، قال : قلت : فما فى ذلك الكتاب جعلنى الله فداك؟ قال فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا والله انّ فيه الحدود حتّى انّ فيه أرش الخدش (١).

٤ ـ حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسى ، عن سيف ، عن منصور أو عن يونس قال : حدّثنى أبو الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لما حضر الحسين عليه‌السلام ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتابا ، ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، فقال يا بنى ضعى هذا فى أكابر ولدى ، فلمّا رجع علىّ بن الحسين دفعته إليه ، وهو عندنا قلت : ما ذاك الكتاب؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا حتّى تفنى (٢).

٥ ـ عنه حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرحمن بن أبى نجران ، جميعا عن محمّد بن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفر عليه‌السلام ، قال : لمّا حضر الحسين ما حضر دفع وصيّته الى فاطمة ابنته ظاهرة فى كتاب مدرّج ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، دفعت ذلك إلى علىّ بن الحسين ، قال : قلت : فما فيه يرحمك الله قال : ما تحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا الى أن ينتهى (٣)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٦٣.

(٢) بصائر الدرجات : ١٦٤.

(٣) بصائر الدرجات : ١٦٨.

١٣٨

٢٥ ـ باب شهادة الامام الحسين عليه‌السلام

١ ـ قال الكلينى : قبض عليه‌السلام فى شهر المحرّم من سنة إحدى وستّين من الهجرة وله سبع وخمسون سنة وأشهر ، قتله عبيد الله بن زياد لعنه الله فى خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله ، وهو على الكوفة ، وكان على الخيل الّتي حاربته وقتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلاء ، يوم الإثنين لعشر خلون من المحرّم ، وأمّه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

٢ ـ عنه ، عن سعد وأحمد بن محمّد جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قبض الحسين بن علىّ عليهما‌السلام يوم عاشورا وهو ابن سبع وخمسين سنة (٢).

٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علىّ بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن حمران ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : كان من أمر الحسين عليه‌السلام ما كان ، ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت : يفعل هذا بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال : فأقام الله لهم ظلّ القائم عليه‌السلام وقال : بهذا أنتقم لهذا (٣).

٤ ـ عنه عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ،

__________________

(١) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٢) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٣) الكافى : ١ / ٤٦٥.

١٣٩

عن سيف بن عميرة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لمّا نزل النصر على الحسين بن علىّ حتّى كان بين السّماء والأرض ثمّ خيّر : النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله (١).

٥ ـ عنه ، عن الحسين بن محمّد قال : حدّثنى أبو كريب وأبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عبد الله بن إدريس ، عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودى قال : لمّا قتل الحسين عليه‌السلام أراد القوم أن يوطّئوه الخيل ، فقالت فضّة لزينب يا سيّدتى إنّ سفينة كسر به فى البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد ، فقال : يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهمهم بين يديه حتّى وقفه على الطريق والأسد رابض فى ناحية ، فدعينى أمض إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا.

قال : فمضت إليه فقالت : يا أبا الحارث فرفع رأسه ثمّ قالت : أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبى عبد الله عليه‌السلام؟ يريدون أن يوطّئوا الخيل ظهره ، قال : فمشى حتّى وضع يديه على جسد الحسين ، فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ : فتنة لا تثيروها انصرفوا ، فانصرفوا (٢).

٦ ـ عنه ، عن علىّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن مصقلة الطحّان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لمّا قتل الحسين عليه‌السلام أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت فبينا هى كذلك اذا رأت جارية عن جواريها تبكى ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت انّى لما أصابنى الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام والأسوقة فاكلت وشربت وسقت وقالت : إنّما نريد بذلك ان نتقوى على البكاء على الحسين عليه‌السلام.

__________________

(١) الكافى : ١ / ٣٦٥.

(٢) الكافى : ١ / ٣٦٥.

١٤٠