مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ١

الشيخ عزيز الله العطاردي

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام - ج ١

المؤلف:

الشيخ عزيز الله العطاردي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣١

قال جعفر بن محمّد لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلّا طهر واحد وقال قتادة: ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر فولدته لستّ سنين وخمسة أشهر ونصف شهر من الهجرة (١).

٣٩ ـ قال ابن الجوزى : ولد الحسين بن على بن أبى طالب عليهما‌السلام فى شعبان سنة أربع عن الهجرة (٢).

٤٠ ـ قال ابن سعد : أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمى ، قال : حدّثنا هاشم بن أبى صغيرة ، عن سماك أن أمّ الفضل امرأة العباس قالت : يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم كأنّ عضوا من أعضائك فى بيتى؟ فقال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه بلبان ابنك قثم ، قال : فولدت الحسين فكفلته أمّ الفضل ، قالت : فأتيت به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو ينزيه ويقلّبه ، إذ بال على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال : يا أمّ الفضل : أمسكى ابنى فقد بال علىّ ، قالت : فأخذته ، فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول الله بليت عليه ، فلمّا بكى الصبىّ قال : يا أمّ الفضل : آذيتنى فى بنىّ أبكيته ، قالت ثمّ دعا بماء فحدر عليه حدرا ، وقال : إذا كان غلاما فاحدره حدرا وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلا (٣)

__________________

(١) اسد الغابة ٢ / ١٨.

(٢) صفة الصفوة : ١ / ٣٢١.

(٣) ترجمة الامام الحسين من الطبقات : ١٨.

٢١

٢ ـ باب أسمائه والقابه وشمائله عليه‌السلام

١ ـ محمّد بن يعقوب عن علىّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن خالد ، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن التهنية بالولد متى؟ فقال : انّه قال : لمّا ولد الحسن بن على هبط جبرئيل بالتهنية على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فى اليوم السابع وأمره أن يسمّيه ويكنّيه ويخلق رأسه ويعقّ عنه ويثقب أذنه ، وكذلك كان حين ولد الحسين عليه‌السلام أتاه فى اليوم السابع فأمره بمثل ذلك ، قال : وكان لهما ذؤابتان فى القرن الأيسر وكان الثقب فى الاذن اليمنى فى شحمة الأذن وفى اليسرى فى أعلا الأذن فالقرط فى اليمنى والشنف فى اليسرى ، وقد روى أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ترك لهما ذؤابتين فى وسط الرأس. وهو أصح من القرن (١).

٢ ـ الصدوق حدثنا علىّ بن أحمد بن موسى الدقاق قدس سرّه قال : حدّثنا محمّد بن أبى عبد الله الكوفى ، قال حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين ابن يزيد ، عن الحسن بن علىّ بن سالم ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : كان للحسين بن على عليهم‌السلام خاتمان نقش أحدهما لا إله إلّا الله عدّة للقاء الله ، ونقش الآخران الله بالغ أمره وكان نقش خاتم علىّ بن الحسين عليه‌السلام خزى وشقى قاتل الحسين بن على عليهما‌السلام (٢)

٣ ـ عنه ، حدّثنا أحمد بن الحسين القطان ، قال حدّثنا الحسن بن على العسكرى ، قال أخبرنا محمّد بن زكريّا ، قال حدّثنا العبّاس بن بكار ، قال : حدّثنا

__________________

(١) الكافى : ٦ / ٣٣.

(٢) أمالي الصدوق : ٨٠.

٢٢

حرب بن ميمون ، عن أبى حمزة الثماليّ ، عن زيد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين عليهما‌السلام قال لما ولدت فاطمة الحسن قالت لعلى عليه‌السلام سمّيه فقال ما كنت لأسبق باسمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاخرج إليه فى خرقة صفراء فقال : ألم أنهكم ان تلفوه فى صفراء ، ثمّ رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها.

ثمّ قال لعلى عليه‌السلام هل سمّيته ، فقال ما كنت لا سبقك باسمه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله وما كنت لأسبق ربّى عزوجل فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط فاقرأه السلام وهنّه وقل له انّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون فهبط جبرئيل عليه‌السلام فهنأه من الله عزوجل ثمّ قال : إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون قال وما كان اسمه.

قال شبّر قال : لسانى عربىّ قال سمّه الحسن ، فسماه الحسن ، فلمّا ولد الحسين عليه‌السلام أوحى الله عزوجل إلى جبرئيل أنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط إليه فهنه ، وقل له إنّ عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون ، قال : فهبط جبرئيل فهنأه من الله تبارك وتعالى ، ثمّ قال : إنّ عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمّه باسم ابن هارون قال وما اسمه قال شبير قال لسانى عربىّ قال سمّه الحسين فسمّاه الحسين (١).

٤ ـ عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، رضى الله عنه ، قال حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن ابن أبى نجران ، عن المثنّى ، عن محمّد بن مسلم ، قال سألت الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام عن خاتم الحسين بن على عليهما‌السلام إلى من صار وذكرت له أنى سمعت أنّه أخذ من اصبعه فيما أخذ قال : ليس كما قالوا انّ الحسين أوصى الى ابنه على ابن الحسين عليهما‌السلام وجعل

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٢.

٢٣

خاتمه فى اصبعه ، وفوّض إليه أمره كما فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمير المؤمنين عليه‌السلام وفعله أمير المؤمنين بالحسن عليه‌السلام وفعله الحسن بالحسين عليه‌السلام.

ثمّ صار ذلك الخاتم إلى أبى عليه‌السلام بعد أبيه ومنه صار الىّ فهو عندى وانّى لألبسه كلّ جمعة وأصلّي فيه قال محمّد بن مسلم فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلى فلمّا فرغ من الصلوة مدّ الىّ يده فرأيت فى أصبعه خاتما نقشه لا إله إلّا الله عدة للقاء الله ، فقال هذا خاتم جدّى أبى عبد الله الحسين بن على عليهما‌السلام (١)

٥ ـ قال الطبرى الامامى : هو الحسين بن على بن عبد مناف بن عبد المطلب ابن هاشم ، وسمّاه الله فى التوراة شبيرا وهارون بن عمران ، لما سمع أنّ الله سمّى الحسن والحسين سبطى رسول الله سمّى ابنيه بهذين الاسمين ، كنيته : أبو عبد الله ، ولقبه ، السبط الثانى ، والشهيد ، والرشيد ، والطيب ، والوفى ، والتابع لمرضات الله ، والدليل على ذات الله ، والمطهّر ، والسيّد ، والمبارك ، والبرّ وأحد سيّدى شباب أهل الجنّة ، وأحد الكاظمين.

وله خاتمان فصّ أحدهما عقيق نقشه ، انّ الله بالغ أمره ، وثانيهما ، وهو الّذي أخذ من كفّه يوم قتل نقشه ، لا إله الّا الله عدّة لقاء الله من يختم بمثلها كانا له حرزا من الشيطان(٢)

٦ ـ الفتال النيسابوريّ : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهمّ أحبّهما فأحبّهما وأحبب من أحبّهما وقال عليه‌السلام من أحبّ الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبّه الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّه ، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله خلده النار (٣)

__________________

(١) أمالى الصدوق : ٨٧.

(٢) دلائل الامامة : ٧٣.

(٣) روضة الواعظين : ١٤٢.

٢٤

٧ ـ عنه قال رسول الله عليه‌السلام انّ الحسن والحسين شنفا العرش وأنّ الجنّة قالت يا ربّ اسكنتنى الضعفاء والمساكين ، فقال الله سبحانه : ألا ترضين أنّى زينت أركانك بالحسن والحسين ، فما ست كما تميس العروس فرحا (١)

٨ ـ عنه باسناده قال علىّ بن أبى طالب : انّ الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا يلعبان عند النبيّ عليه‌السلام حتّى مضى عامة الليل ثمّ قال لهما انصرفا إلى أمّكما فبرقت برقة فما زال تضيء لهما حتّى دخلا على فاطمة والنبيّ عليه‌السلام ينظر إلى البرق وقال : الحمد لله الذي اكرمنا أهل البيت (٢)

٩ ـ قال ابن شهرآشوب : اسمه الحسين ، وفى التورية شبير وفى الانجيل طاب ، وكنيته أبو عبد الله والخاص أبو على وألقابه الشهيد السعيد ، والسبط الثانى ، والامام الثالث ، والمبارك ، والتابع لمرضات الله ، المتحقق بصفات الله ، والدليل على ذات الله أفضل ثقات الله ، المشغول ليلا ونهارا بطاعة الله ، الشارى بنفسه لله الناصر لأولياء الله ، المنتقم من أعداء الله الإمام المظلوم ، الأسير المحروم ، الشهيد المرحوم ، القتيل المرجوم ، الامام الشهيد ، الولىّ الرشيد.

الوصىّ السديد ، الطريد الفريد ، البطل الشديد ، الطيب الوفي ، الامام الرضىّ ، ذو النسب العلى ، المنفق الملى ، أبو عبد الله الحسين بن على ، منبع الائمّة ، شافع الامّة ، سيّد شباب أهل الجنّة ، وعبرة كلّ مؤمن ومؤمنة ، صاحب المحنة الكبرى ، والواقعة العظمى وعبرة المؤمنين فى دار البلوى ، ومن كان بالامامة أحقّ وأولى ، المقتول بكربلاء ثانى السيّد الحصور يحيى ابن النبيّ الشهيد زكريّا.

الحسين بن على المرتضى ، زين المجتهدين ، سراج المتوكّلين ، مفخر المهتدين ، بضعة كبد سيّد المرسلين نور العترة الفاطمية ، سراح الانساب العلوية شرف غرس

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٤٢.

(٢) روضة الواعظين : ١٤٢.

٢٥

الاحساب الرضوية ، المقتول بأيدى شرّ البريّة ، سبط الأسباط ، طالب الثار يوم الصراط ، اكرم العتر واجلّ الاسر ، أثمر الشجر ، وأزهر البدر ، معظّم ، مكرّم ، موقّر منظّف مطهّر أكبر الخلائق فى زمانه فى النفس ، وأعزّهم فى الجنس أذكاهم فى العرف وأوقاهم فى العوف.

أطيب العرق ، وأجمل الخلق ، وأحسن الخلق ، قطعة النور ، ولقلب النبيّ سرور ، المنزّه عن الإفك والزور وعلى تحمّل المحن والأذى صبور ، مع القلب المشروح حسور ، مجتبى الملك الغالب ، الحسين بن علىّ بن أبى طالب ، وقال أبو الفضل الهمدانيّ من أبوه الرسول وأمه البتول ، وشاهد التورية والانجيل ، وناصر التأويل والتنزيل ، والمبشر به جبرئيل وميكائيل ، غدته كف الحقّ وربّى فى حجر الاسلام ورضع من ثدى الايمان (١)

١٠ ـ قال ابن الاثير : الحسين علىّ بن أبى طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى أبو عبد الله ريحانة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه ، ولما ولد أذّن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فى اذنه فهو سيّد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء أمه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيّدة نساء العالمين إلّا مريم عليها‌السلام (٢)

١١ ـ أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبى منصور الأمين البغدادى أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو طاهر بن أبى الصقر الأنبارى أخبرنا أبو البركات ابن نظيف ، الفراء أخبرنا الحسين بن رشيق ، أخبرنا أبو بشر الدولابى ، أخبرنا محمّد بن عوف الطائى ، أخبرنا أبو نعيم هو الفضل بن دكين ، وعبد الله بن موسى ، قالا حدّثنا إسرائيل ، عن أبى إسحاق ، عن هانى بن هانى ، عن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه قال : لما ولد الحسن سمّيته حربا ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال أرونى أين ما

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب : ٢ / ٢٠٠.

(٢) اسد الغابة : ٢ / ١٨

٢٦

سمّيتموه قلنا حربا قال هو حسن.

فلمّا ولد الحسين سمّيته حربا فجاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ارونى ابنى ما سمّيتموه؟ قلنا حربا قال بل هو حسين ، فلمّا ولد الثالث سمّيته حربا فجاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فقال أرونى ابنى ما سمّيتموه قلنا حربا قال بل هو محسن ، ثمّ قال : سمّيتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر قال : وأخبرنا الدولابى أخبرنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن أبى شيبة ، أخبرنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل ، أخبرنا عمرو ابن حريث ، عن عمران بن سليمان قال الحسن والحسين من أسماء أهل الجنّة لم يكونا فى الجاهليّة (١)

١٢ ـ الترمذى : حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبى إسحاق ، عن هانى بن هانى ، عن علىّ ، قال : الحسن أشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه بالنبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما كان أسفل من ذلك (٢)

١٣ ـ روى الهيثمى عن سفيان قال قلت لعبيد الله بن أبى يزيد رأيت الحسين بن علىّ أسود الرأس واللحية إلّا شعرات هاهنا فى مقدم لحيته ، فلا أدرى أخضب وترك ذلك المكان تشبّها برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولم يكن شاب منه غير ذلك (٣)

١٤ ـ قال ابن الجوزى كنيته : أبو عبد الله ، ويلقب : بالسيّد ، والوفي ، والولىّ ، والمبارك ، والسبط وشهيد كربلا ، ولد سنة أربع من الهجرة فى شعبان (٤)

١٥ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا ابو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلى ، أخبرنا

__________________

(١) اسد الغابة ٢ / ١٨.

(٢) سنن الترمذى : ٥ / ٦٦٠.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ٢٠٠.

(٤) تذكرة الخواص : ٢٢٢.

٢٧

ابو القاسم أحمد بن محمّد بن الخليلى ، أخبرنا أبو القاسم علىّ بن أحمد بن الحسن الخزاعى ، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشى ، أخبرنا محمّد بن معاذ بن يوسف السلمى المروزى ، أخبرنا زكريا بن عدىّ ، أخبرنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله ابن محمّد بن عقيل عن محمّد بن على ، عن علىّ بن أبى طالب ، أنّه سمّى ابنه الأكبر حمزة ، وسمّى حسينا بعمّه جعفر ، قال : فدعانى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : انّى أمرت أن أغيّر اسم ابنى هذين ، فقلت : الله ورسوله أعلم فسمّاهما حسنا وحسينا (١).

١٦ ـ عنه قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى ، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدى ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن اسحاق بن حبابة إملاء ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغوى ، أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحمانى ، أخبرنا عمرو بن حريث ، عن بردعة بن عبد الرحمن ، عن أبى الخليل ، عن سلمان قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سمّى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وإنّى سمّيت ابنى الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه شبرا وشبيرا (٢).

١٧ ـ عنه قال : أخبرنا أبو الحسن السلمى الفقيه ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبى الحديد ، أخبرنا جدى أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التيمى ، أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعى الجويرى ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة قال : لمّا ولدت فاطمة الحسن أتت به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمّاه حسنا ، ولمّا ولدت حسينا أتت به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت : هذا أحسن من هذا ، فشقّ له من اسمه وقال : هذا حسين (٣).

١٨ ـ عنه قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ،

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٥.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٩.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٠.

٢٨

قالا : أخبرنا أبو محمّد السكرى ببغداد ، أخبرنا إسماعيل الصفّار ، أخبرنا أحمد بن منصور ، أخبرنا عبد الرزّاق ، أخبرنا ابن جريج قال : أخبرنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه سمّى الحسن يوم سابعه وانّه اشتقّ من حسن حسينا ، وذكر انّه لم يكن بينهما الّا الحمل (١).

١٩ ـ عنه قال : أخبرنا أبو غالب ابن البنّاء ، أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علىّ بن المأمون ، أخبرنا عبيد الله بن محمّد ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ، حدثني عمّى ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الرقاشى ، أخبرنا يزيد بن زريع ، أخبرنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنى أبان بن صالح : عن عكرمة قال : قلت : للحسين بن علىّ يا أبا عبد الله (٢).

٢٠ ـ عنه قال : أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أخبرنا أبو الحسن علىّ بن محمّد ، وأبو محمّد عبد الرحمن بن محمّد ، قالا : أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، قال : سمعت العباس بن محمّد ، يقول : سمعت يحيى يقول : الحسين بن على أبو عبد الله (٣).

٢١ ـ عنه قال : أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيّوب ، أنبانا أبو الحسين محمّد بن علىّ بن محمّد الخطيب ، وأخبرنا أبو غالب ابن البنّاء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد ، أنبأنا جدّى أنبأنا أبو أحمد الزبيرى. قال : وحدّثنى يعقوب بن إبراهيم ، أنبأنا خلف بن الوليد.

قال : وحدّثنى يوسف بن موسى ، وزهير بن محمّد ، قالا : أنبأنا عبيد الله بن موسى ، قالوا : أنبأنا إسرائيل ، عن أبى إسحاق ، عن هانى بن هانى ، عن علىّ قال : الحسن أشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين الصدر والرأس والحسين أشبه برسول الله

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢١.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٢.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٢.

٢٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله ما كان أسفل من ذلك (١).

٢٢ ـ عنه قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأخوه أبو بكر وجيه ، وأبو الفتوح عبد الوهّاب ابن الشاه بن أحمد ، قالوا : أنبأنا أبو حامد الأزهرى أنبأنا أبو محمّد المخلدى ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن جابر ، أنبأنا علىّ بن الحسن الذهلى ، أنبأنا خلف بن أيّوب ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبى إسحاق ، عن هانى بن هانى ، عن علىّ بن أبى طالب ، قال : الحسن أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين الصدر الى الرأس والحسين ، أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما كان أسفل من ذلك (٢).

٢٣ ـ عنه قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن مندويه ، أنبأنا على ابن محمّد بن أحمد الحسن آبادي ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الصلت ، أنبأنا ابن عقده ، أنبأنا عبد الواحد بن حمّاد بن عبد الحارث ، أنبأنا مغيث بن بديل ، أنبأنا خارجة بن مصعب ، عن سفيان ، عن أبى إسحاق ، عن هانى بن هانى ، عن على ، قال : الحسن أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من لدن رأسه والحسين أسفل من ذلك (٣)

٢٤ ـ عنه قال : أخبرنا أبو الحسن على بن المسلم ، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد إملاء ، أنبأنا محمّد بن محمّد البزاز ، أنبأنا جعفر بن محمّد بن نصير ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمى ، أنبأنا عبد الله بن سالم القزاز ، أنبأنا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبى إسحاق ، عن هبيرة ، عن علىّ قال : من سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين عنقه وثغره فلينظر الى الحسن ومن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر الى الحسين بن

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٦.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٧.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٨.

٣٠

على (١).

٢٥ ـ عنه قال : أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو الفقيه ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا إبراهيم بن سعيد ، أنبأنا حسين ابن محمّد ، عن جرير بن حازم ، عن محمّد بن سيرين ، قال : أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين فى طست فقال فى حسنه شيئا ، فقال أنس : كان أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

٢٦ ـ عنه قال : أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، وأمّ البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالتا : أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمى ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو يعلى الموصلى ، أنبأنا خلّاد بن أسلم ، أنبأنا النضر بن شميل ، أنبأنا هشام بن حسان القردوسى ، عن حفصة بنت سيرين قالت : حدّثنى أنس بن مالك ، قال : كنت عند ابن زياد إذ جيء برأس الحسين فجعل يقول بقضيب فى أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا ، قال : قلت : أما انّه كان من أشبههم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

٢٧ ـ عنه قال : أخبرنا أبو محمّد الاكفانى ، أخبرنا عبد العزيز ، أخبرنا أبو محمّد ابن أبى نصر ، أخبرنا أبو ميمون بن راشد ، أنبأنا أبو زرعة ، أنبأنا عقبة بن مكرم ، أنبأنا أبو عاصم ، عن ابن جريح ، قال : سمعت عمر بن عطاء قال : رأيت الحسين بن على يصبغ بالوسمة ، أما هو فكان ابن ستّين ، وكان رأسه ولحيته شديدى السواد (٤)

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٩.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٣٠.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٣٢.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٣٤.

٣١

٣ ـ باب فضائله ومكارم أخلاقه

١ ـ الصدوق حدثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق قال : أخبرنى إسماعيل بن إبراهيم الحلوانى ، قال : حدّثنا أحمد بن منصور زاج ، قال : حدّثنا هدبة بن عبد الوهاب ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، قال : حدّثنا عبد الله بن زياد اليمانى ، عن عكرمة بن عمّار ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة ، عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ، رسول الله وحمزة سيد الشهداء وجعفر ذو الجناحين وفاطمة والحسن والحسين والمهدى عليهم‌السلام (١).

٢ ـ عنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسنى قال : حدثنا فرات ابن ابراهيم بن فرات الكوفى ، قال : حدثني الحسن بن الحسين بن محمد ، قال : أخبرنى على بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطان ، قال : حدثنا الحسن بن جبرئيل الهمدانيّ ، قال : أخبرنا ابراهيم بن جبرئيل ، قال : حدثنا أبو عبد الله الجرجانى ، عن نعيم النخعي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس

قال : كنت جالسا بين يدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم ، وبين يديه على بن أبي طالب عليه‌السلام ، وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، إذ هبط عليه جبرئيل وبيده تفاحة فحيّا بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وحيا بها النبيّ عليا فتحيا بها على عليه‌السلام وردها الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتحيا بها النبيّ وحيا بها الحسن عليه‌السلام فقبلها وردّها الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٨٤.

٣٢

فتحيا بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وحيا بها الحسين وقبلها وردها الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيا بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وحيا بها فاطمة فقبلتها وردتها الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فحيا بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثانية وحيا بها عليا عليه‌السلام فتحيا بها على عليه‌السلام ثانية ، فلمّا همّ أن يردها الى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين فسطع منها نور حتى بلغ سماء الدنيا واذا عليه سطران مكتوبان : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه تحية من الله عزوجل الى محمد المصطفى وعلى المرتضى وفاطمة الزهرا والحسن والحسين سبطى رسول الله وأمان لمحبّيهم يوم القيمة من النار (١)

٣ ـ عنه حدثنا احمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن على السكرى ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا عمير بن عمران ، عن سليمان بن عمران النخعي ، عن ربعى بن خراش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله آخذا بيد الحسين بن على عليه‌السلام وهو يقول : يا أيها الناس هذا الحسين بن على ، فاعرفوه فو الذي نفسى بيده انه لفى الجنة ومحبيه فى الجنة ومحبى محبيه فى الجنة (٢)

٤ ـ العياشى باسناده عن مسعدة بن صدقة ، قال : مرّ الحسين بن على عليهما‌السلام بمساكين قد بسطوا كسا ألهم ، فألقوا عليه كسرا فقالوا : هلمّ يا ابن رسول الله ، فثنى وركه فأكل معهم ، ثم تلا و «ان الله (لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)» ثم قال : قد أجبتكم فأجيبونى؟ قالوا : نعم ، يا بن رسول الله وتعمى عينى ، فقاموا معه حتى أتوا منزله ، فقال للرباب : اخرجى ما كنت تدّخرين (٣)

٥ ـ قال المفيد : روى زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلى فجاء الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فارتد فاه ، فلما رفع رأسه أخذهما أخذا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٥٥.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٥٥.

(٣) تفسير العياشى : ٢ / ٢٥٧.

٣٣

رفيقا ، فلمّا عاد عادا ، فلما انصرف اجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر ، ثم قال من أجنبى فليحب هذين ، وكانا عليهما‌السلام حجتى الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فى المباهلة ، وحجتى الله بعد أبيهما أمير المؤمنين عليه‌السلام على الامّة فى الدّين والملّة (١).

٦ ـ عنه قال : روى محمّد بن أبى عمير ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال قال الحسن عليه‌السلام لأصحابه ، إنّ لله مدينتين إحداهما فى المشرق والاخرى فى المغرب فيهما خلق لله تعالى لم يهتمّوا بمعصية له قطّ والله ما فيها وما بينهما حجّة لله على خلقه غيرى وغير أخى الحسين عليه‌السلام (٢).

٧ ـ عنه وجاءت الرواية بمثل ذلك عن الحسين بن على عليهما‌السلام انّه قال لأصحاب ابن زياد يوم الطفّ ما لكم تثامرون علىّ أم والله لئن قتلتمونى لتقتلنّ حجّة الله عليكم والله ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبىّ احتجّ الله به عليكم غيرى يعنى بجابلقا وجابرسا المدينتين اللّتين ذكرهما الحسن عليه‌السلام.

وكان من برهان كما لهما عليهما‌السلام وحجّة اختصاص الله تعالى لهما بعد الّذي ذكرناه من مباهلة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بهما بيعة رسول الله لهما ولم يبايع صبيّا فى ظاهر الحال غيرهما ونزول القرآن بايجاب ثواب الجنّة لهما على عملهما مع ظاهر الطفوليّة فيهما ولم ينزل بذلك فى مثلهما.

قال الله تعالى فى سورة هل أتى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً).

فعمّهما هذا القول مع أبيهما وأمّهما عليهما‌السلام فتضمّن الخبر نطقهما فى ذلك و

__________________

(١) الارشاد : ١٨٠.

(٢) الارشاد : ١٨٠.

٣٤

ضميرهما الدالّين على الآية الباهرة فيهما والحجّة العظمى على الخلق بهما ، كما تضمّن الخبر عن نطق المسيح عليه‌السلام فى المهد وكان حجّة لنبوّته واختصاصه من الله بالكرامة الدالّة على محلّه عنده فى الفضل ومكانه.

وقد صرّح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنصّ على إمامته وإمامة أخيه من قبله ، بقوله ابناى هذان امامان قاما أو قعدا ودلت وصيّة الحسن عليه‌السلام إليه على إمامته كما دلّت وصيّة أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الحسن عليه‌السلام على امامته بحسب ما دلّت وصيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام على إمامته من بعده (١).

٨ ـ قال الطبرسى : وروى محمّد بن مسلم ، عن السيّدين الباقر والصادق عليهما‌السلام قال : سمعتهما يقولان : إنّ الله تعالى عوّض الحسين عليه‌السلام من قتله أن جعل الامامة فى ذرّيته والشفاء فى تربته وإجابة الدعاء عند قبره ، ولا تعدّ أيّام زائره جائيا وراجعا من عمره.

قال محمّد بن مسلم : فقلت لأبى عبد الله هذه الخلال تنال بالحسين قال : نعم فى نفسه ، قال : إنّ الله تعالى ألحقه بالنبىّ فكان معه فى درجته ومنزلته ثمّ تلا أبو عبد الله عليه‌السلام: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) والأخبار فى هذا المعنى أكثر من أن تحصى (٢)

٩ ـ عنه وممّا روى فى السبطين عليهما‌السلام ما رواه عتبة بن غزوان قال : كان النبيّ يصلّى فجاء الحسن والحسين يركبان ظهره فانصرف فوضعهما فى حجره فجعل يقبّل هذا مرّة وهذا مرّة فقال قوم : أتحبّهما يا رسول الله؟ فقال : ما لى لا أحبّ ريحانتىّ من الدنيا (٣)

__________________

(١) الارشاد : ١٨٠ ـ ١٨١.

(٢) اعلام الورى : ٢١٩.

(٣) اعلام الورى : ٢١٩.

٣٥

١٠ ـ عنه قال : روى سلمان الفارسى قال : سمعت رسول الله وهو يقول : الحسن والحسين ابناى من أحبّهما أحبّنى ومن أحبّنى أحبّه الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضنى ومن أبغضنى أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه (١).

١١ ـ عنه قال : وروى ابن لهيعة عن أبى عوانة رفعه إلى النبيّ أنّ الحسن والحسين شنفا العرش وأنّ الجنّة قالت : يا ربّ اسكنتنى الضعفاء والمساكين ، فقال لها الله تعالى : ألا ترضين أنّى زيّنت أركانك بالحسن والحسين ، قال : فما ست كما تميس العروس فرحا (٢)

١٢ ـ عنه روى عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبى يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما‌السلام وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثمّ قال : صدق الله تعالى (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت إلى هاتين الصبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثى ورفعتهما (٣)

١٣ ـ قال الاربلى : قال : أنس كنت عند الحسين عليه‌السلام فدخلت عليه جارية فحيته بطاقة ريحان ، فقال لها أنت حرة لوجه الله ، فقلت : تحيتك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟ قال كذا أدّبنا الله قال الله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) وكان أحسن منها عتقها (٤).

١٤ ـ عنه : وقال يوما لأخيه الحسن عليهما‌السلام : يا حسن وددت أنّ لسانك لى وقلبى لك ، وكتب إليه الحسن عليه‌السلام يلومه على إعطاء الشعراء فكتب إليه أنت أعلم

__________________

(١) اعلام الورى : ٢١٩.

(٢) اعلام الورى : ٢١٩.

(٣) اعلام الورى : ٢١٩.

(٤) كشف الغمة : ٢ / ٣١.

٣٦

منى بانّ خير المال ما وقى العرض (١).

فانظر أيّدك الله إلى حسن أدبه فى قوله أنت أعلم منّى ، فانّ له حظّا من اللطف تامّا ونصيبا من الاحسان وافرا والله أعلم حيث يجعل رسالاته (٢).

١٥ ـ قال : ومن دعائه عليه‌السلام : اللهمّ لا تستدرجنى بالإحسان ولا تؤدّبنى بالبلاء.

هذا دعا شريف شريف المقاصد عذب الموارد قد جمع بين المعنى الجليل واللفظ الجزل القليل وهم مالك الفصاحة حقّا وغيرهم عابر سبيل (٣).

١٦ ـ عنه ، دعاه عبد الله بن الزبير وأصحابه فأكلوا ولم يأكل الحسين عليه‌السلام فقيل له : ألا تأكل؟ قال : انّى صائم ولكن تحفة الصائم ، قيل : وما هى؟ قال : الدّهن والمجمر (٤).

١٧ ـ عنه ، جنى له غلام جناية توجب العقاب عليه ، فأمر به أن يضرب ، فقال يا مولاى (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : أخلوا عنه ، فقال : يا مولاى (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال : قد عفوت عنك ، قال : يا مولاى (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك (٥).

١٨ ـ عنه قال الفرزدق لقينى الحسين عليه‌السلام فى منصرفي من الكوفة فقال : ما وراك يا أبا فراس؟ قلت : أصدقك؟ قال عليه‌السلام : الصدق أريد ، قلت : أمّا القلوب فمعك ، وأمّا السيف فمع بنى أميّة ، والنصر من عند الله ، قال : ما أراك الّا صدقت ، الناس عبيد المال ، والدين لغو على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فاذا محصوا بالبلاء قل الديّانون (٦)

__________________

(١) كشف الغمة : ٢ / ٣١.

(٢) كشف الغمة : ٢ / ٣١.

(٣) كشف الغمة : ٢ / ٣١.

(٤) كشف الغمة : ٢ / ٣١.

(٥) كشف الغمة : ٢ / ٣١.

(٦) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.

٣٧

١٩ ـ عنه قال عليه‌السلام : من أتانا لم يعدم خصلة أربع آية محكمة وقضيّة عادلة وأخا مستفادا ، ومجالسة العلماء ، وكان عليه‌السلام يرتجز يوم قتل ويقول :

الموت خير من ركوب العار

والعار خير من دخول النار

والله من هذا وهذا جارى (١)

. ٢٠ ـ عنه قال عليه‌السلام : صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه وكان يقول : حوايج الناس إليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتحور نقما(٢).

٢١ ـ عنه ، لما نزل به عمر بن سعد لعنه الله وأيقن أنهم قاتلوه قام فى أصحابه خطيبا وأثنى عليه وقال : انّه قد نزل من الأمر ما ترون وأنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها واستمرّت حذاء حتّى لم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالكلاء الوبيل ألا ترون أنّ الحق لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقاء ربّه فانّى لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلّا برما هذا الكلام ذكره الحافظ أبو نعيم فى كتاب حلية الأولياء (٣).

٢٢ ـ عنه قيل كان بينه وبين الحسن عليهما‌السلام كلام فقيل للحسين عليه‌السلام ادخل على أخيك فهو أكبر منك ، فقال : انّى سمعت جدّى صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أيّما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضى الآخر كان سابقه إلى الجنّة وأنا أكره أن أسبق أخى الأكبر ، فبلغ قوله الحسن عليه‌السلام فأتاه عاجلا.

وأنت أيّدك الله متى أردت أن تعرف مناقب هؤلاء القوم ومزاياهم ، وخلالهم الشريفة وسجاياهم ، وتقف على حقيقة فضلهم الجزيل وتطّلع من

__________________

(١) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.

(٢) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.

(٣) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.

٣٨

أحوالهم على الجملة والتفصيل ، وتعلم ما لهم من المكانة بالبرهان والدليل ، فتدبّر كلامهم فى مواعظهم وخطبهم ، وأنحاء هم ومقاصدهم وكتبهم ، تجده مشتملا على المفاخر الّتي جمعوها وغوارب الشرف التي افترعوها ، وغرائب المحاسن التي سنّوها وشرعوها.

فان أفعالهم تناسب أقوالهم ، وكلّها تشبه أحوالهم ، فالاناء ينضح بما فيه ، والولد بضعة من أبيه ، وليس من يضلّه الله كمن يهديه ، ولا من أذهب عنه الرجس وطهّره كمن حار فى ليل الباطل فهو أبدا فيه ، والكريم يحذو حذو الكريم والشرف الحادث دليل على الشرف القديم ، والاصول لا تخيب ، والنجيب ابن النجيب ، وما أشدّ الفرق بين البعيد والقريب ، والاجنبى والنسيب.

فالواحد منهم عليهم‌السلام يجمع خلال الجميع ، ويدلّ على أهل بيته دلالة الزهر على الربيع ، ولو اقتصرت على ذكر مناقب أحدهم عليهم‌السلام لم أك فى حقّ الباقين مقصّرا ، ولنا دانى لسان الحال ، اكتف بما ذكرت ، فدليل على الذي لا تراه الّذي ترى ، نفعنى الله بحبّهم وقد فعل ، وألحقنى بتربه أوليائهم ومحبيهم الاوّل ، وأوزعنى أن اشكر فضله وإن عظم عن الشكر وجلّ (١).

٢٣ ـ الفتال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ أحبّهما فأحبّهما وأحبب من أحبّهما (٢).

٢٤ ـ عنه ، قال عليه‌السلام من أحبّ الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبّة الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله وخلّده النار (٣)

__________________

(١) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.

(٢) روضة الواعظين : ١٤٢.

(٣) روضة الواعظين : ١٤٢.

٣٩

٢٥ ـ عنه ، قال رسول الله عليه‌السلام إنّ الحسن والحسين شنفا العرش وانّ الجنّة قالت يا ربّ اسكنتنى الضّعفاء والمساكين فقال الله سبحانه ألا ترضين أنّى زيّنت أركانك بالحسن والحسين فما ست كما تميس العروس فرحا (١).

٢٦ ـ عنه قال علىّ بن أبى طالب انّ الحسن والحسين عليهم‌السلام كانا يلعبان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى مضى عامة الليل ثمّ قال لهما انصرفا الى امّكما فبرقت برقة فما زال تضىء لهما حتّى دخلا على فاطمة والنبيّ عليهم‌السلام ينظر الى البرق وقال الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت (٢).

٢٧ ـ ابن شهرآشوب عن عمرو بن دينار ، قال دخل الحسين عليه‌السلام على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول وا غمّاه ، فقال له الحسين عليه‌السلام وما غمّك يا أخى؟ قال دينى وهو ستّون ألف درهم ، فقال الحسين عليه‌السلام : وهو علىّ قال : أخشى أن أموت فقال الحسين لن تموت حتّى أقضيها عنك قال فقضاها قبل موته (٣).

٢٨ ـ عنه كان عليه‌السلام يقول شرّ خصال الملوك الجبن من الاعداء والقسوة على الضّعفاء والبخل عند الاعطاء (٤).

٢٩ ـ عنه وفى كتاب انس المجلس ان الفرزدق أتى الحسين لما أخرجه مروان من المدينة ، فأعطاه عليه‌السلام أربعمائة دينار ، فقيل له شاعر فاسق مشهور ، فقال انّ خير مالك ما وقيت به عرضك وقد أصاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كعب بن زهير ، وقال فى عبّاس بن مرداس : اقطعوا لسانه عنّى (٥).

٣٢ ـ قدم أعرابىّ المدينة ، فسأل عن اكرم الناس بها فدلّ على الحسين عليه‌السلام فدخل المسجد فوجده مصلّيا فوقف بازائه وأنشأ :

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٤٢.

(٢) روضة الواعظين : ١٤٢.

(٣) المناقب : ٢ / ١٩١.

(٤) المناقب : ٢ / ١٩١.

(٥) المناقب : ٢ / ١٩١.

٤٠