مقاتل الطالبيّين

أبي الفرج الاصفهاني

مقاتل الطالبيّين

المؤلف:

أبي الفرج الاصفهاني


المحقق: السيد أحمد صقر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٤
الصفحات: ٦٦٤

يحيى بن أبي بكير ، قال : حدّثنا شعبة ، عن أبي بكر بن حفص ، قال :

توفي الحسن بن علي ، وسعد بن أبي وقّاص في أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين ، وكانوا يرون أنه سقاهما سما (١).

أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : حدّثنا يحيى بن الحسن العلوي ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا عبد الرازق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : حدّثني من سمع ابن سيرين يحدث مولى للحسن بن علي ، وحدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار ، قال : حدثنا عيسى بن مهران ، قال : حدثنا عثمان بن عمر (٢) ، قال : حدثنا أبو عون ، عن عمير بن إسحاق (٣) ـ واللفظ له ـ قال :

كنت مع الحسن والحسين في الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج فقال : لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود معي ، فقال له الحسين : من سقاكه؟ فقال : وما تريد منه؟ أتريد أن تقتله ، إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك ، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء (٤).

ودفن الحسن في جنب قبر فاطمة بنت رسول الله (ص) في البقيع في ظلة بني نبيه ، وقد كان أوصى أن يدفن مع رسول الله (ص) فمنع مروان بن الحكم من ذلك (٥) ، وركبت بنو أمية في السلاح وجعل مروان يقول :

يا رب هيجا هي خير من دعه ، أيدفن عثمان في أقصى البقيع ، ويدفن الحسن في بيت رسول الله (ص)؟ والله لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف ، فكادت الفتنة تقع. وأبى الحسين أن يدفنه إلّا مع النبي (ص) ، فقال له

__________________

(١) أبي أبي الحديد.

(٢) في الخطية «عثمان بن عمرو».

(٣) في ابن أبي الحديد «عمران بن إسحاق».

(٤) الإرشاد ١٧٢ وابن أبي الحديد ٤ / ١٧ وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٠٠ وصفة الصفوة ١ / ٣٢٠ وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٠ وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ / ٢٢٦.

(٥) في ابن الأثير ٣ / ١٩٧ «وكان أمير المدينة في ذلك الوقت سعيد بن العاص ولكنه لم يعرض لهم».

٨١

عبد الله بن جعفر : عزمت عليك بحقي ألّا تكلم بكلمة فمضى به إلى البقيع ، وانصرف مروان بن الحكم (١).

أخبرني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن (٢) ، عن الزبير بن بكار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن قائد مولى عباد ، وحدثنا حرمي ، عن زبير ، فقال : عبادك وهو الصواب ، وقال أحمد بن سعيد هو عبادك ولكن هكذا قال يحيى بن عبيد الله بن علي ، أخبره وغيره أخبره.

إن الحسن بن علي أرسل إلى عائشة أن تأذن له أن يدفن مع النبي (ص) فقالت : نعم ما كان بقي إلّا موضع قبر واحد ، فلما سمعت بذلك بنو أمية اشتملوا بالسلاح (٣) هم وبنو هاشم للقتال ، وقالت بنو أمية : والله لا يدفن مع النبي (ص) أبدا ، فبلغ ذلك الحسن فأرسل إلى أهله أمّا إذا كان هذا فلا حاجة لي فيه ادفنوني إلى جانب أمي فاطمة ، فدفن إلى جنب أمه فاطمة عليها السلام.

قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول : لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت (٤) بني أمية مروان بن الحكم ، ومن كان هناك منهم ومن حشمهم ، وهو القائل :

فيوما على بغل ويوما على جمل (٥)

وقال علي بن الحسن ، بن علي بن حمزة العلوي ، عن عمه محمد ، عن المدايني ، عن جويرية بن أسماء ، قال :

لما مات الحسن بن علي ، وأخرجوا جنازته حمل مروان سريره ، فقال له الحسين : أتحمل سريره؟ أما والله لقد كنت تجرعه الغيظ ، فقال مروان : إني

__________________

(١) ابن أبي الحديد ٤ / ١٧ وشرح شافية أبي فراس ١٣١ واليعقوبي ٢ / ٢٠٠.

(٢) في الخطية «عن زيد بن محمد بن الحسن».

(٣) في ط ق وق «استلموا في السلاح وهموا» وفي ابن أبي الحديد «استلأموا في السلاح وتنادواهم».

(٤) كذا في الخطية وابن أبي الحديد وفي ط وق «واستعونت بني أمية ومروان».

(٥) في ابن أبي الحديد ٤ / ١٨ «قلت ليس في رواية يحيى بن الحسن ما يؤخذ على عائشة لأنه لم يرو أنها استنفرت الناس لما ركبت البغل ، وإنما المستنفرون هم بنو أمية ، ويجوز أن تكون عائشة ركبت لتسكين الفتنة لا سيما وقد روى عنها أنها لما طلب منها الدفن قالت : نعم فهذه الحال والقصة منقبة من مناقب عائشة».

٨٢

كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال (١).

حدثني محمد بن الحسين الأشناني ، قال : حدثنا عبد الله بن الوضاح ، قال : حدثني بن يمان ، عن الثوري ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن أبي حازم :

أن الحسين بن علي قدّم سعيد بن العاص للصلاة على الحسن بن علي ، وقال : تقدم فلو لا أنها سنة ما قدّمتك (٢).

حدثني أبو عبيد (٣) ، قال : حدثنا فضل المصري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثنا عمرو بن هشام ، عن عمر بن بشير الهمداني ، قال :

قلت لأبي إسحاق : متى ذل الناس؟ قال : حين مات الحسن ، وادعى زياد ، وقتل حجر بن عدي (٤).

واختلف في مبلغ سن الحسن وقت وفاته (٥).

فحدثني أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم بن الحسن عن ابن أبي عمير (٦) عن هشام بن سالم ، وجميل بن درّاج ، عن جعفر بن محمد :

أنه توفي وهو ابن ثمان وأربعين سنة.

حدّثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن ، عن ابن حسين اللؤلؤي ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مشكان ، عن أبي بصير ، عن جعفر بن محمد : أن الحسن توفي وهو ابن ست وأربعين (٧).

* * *

__________________

(١) تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ / ٢١٦ وابن أبي الحديد ٤ / ١٨.

(٢) ابن أبي الحديد ٤ / ١٨ وابن الأثير ٣ / ١٨ وترجمة سعيد في طبقات ابن سعد ٥ / ١٩ ـ ٢٤.

(٣) في الخطية «أبو عبيد الصيرفي».

(٤) ابن أبي الحديد ٤ / ١٨.

(٥) تاريخ الخلفاء ١٢٩.

(٦) في الخطية : «عن عمير».

(٧) ابن أبي الحديد ٤ / ١٨ والإمامة ١ / ١٤٤.

٨٣

وقال محمد بن علي بن حمزة :

وفي الحسن بن علي يقول سليمان بن قتّه (١) :

يا كذب الله من نعى حسنا

ليس لتكذيب نعيه ثمن

كنت خليلي وكنت خالصتي

لكل حي من أهله سكن

أجول في الدار لا أراك وفي

الدار أناس جوارهم غبن

بدلتهم منك ليت أنهم

أضحوا وبيني وبينهم عدن (٢)

٥ ـ الحسين

ذكر خبر الحسين بن علي (٣) بن أبي طالب

ومقتله ومن قتل معه من أهله

ويكنى أبا عبد الله ، وأمه فاطمة بنت رسول الله (ص). وكان مولده لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وقتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة.

وكانت سنه يوم قتل ستا وخمسين سنة وشهورا.

وقيل : إن مقتله كان يوم السبت ، روي ذلك عن أبي نعيم الفضل بن دكين. والذي ذكرناه أولا أصح.

فأما ما تقوله العامة إنه قتل يوم الاثنين فباطل ، وهو شيء قالوه بلا

__________________

(١) في ط وق «سليمان بن قبة» وفي الخطية وزهر الآداب ١ / ١٣٤ «ابن قتيبة» وهو خطأ. جاء في تاج العروس ١ / ٥٧١ «قتة كضبة اسم أم سليمان بن حبيب المحاربي التابعي المشهور ويعرف بابن قتة» راجع المعارف ٢١٣.

(٢) ابن أبي الحديد ٤ / ١٨ وشرح شافية أبي فراس ١٣٢.

(٣) الإرشاد ١٧٧ وتهذيب ابن عساكر ٤ / ٣١١ ـ ٣٤٣ وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٥ ـ ٣٥٧ ومرآة الجنان ١ / ١٣١ وتاريخ ابن عساكر ١١ / ٢٥ ـ ١٥٦ والإصابة ٢ / ١٤ ـ ٢٧ وتاريخ بغداد ١ / ٢٤١ وابن الأثير ٤ / ٨ ـ ٤١ ومروج الذهب ٢ / ٦٢ ـ ٦٦ والبداية والنهاية ٨ / ٨٨ وأسد الغابة ٢ / ٢٢ وشرح شافية أبي فراس ١٣٢ ـ وتهذيب الأسماء واللغات ١٦٢ والفخري ١٠٣ والطبري ٦ / ١٩٤ ـ ٢٧٠ والعقد الفريد ٤ / ٣٧٦ ـ ٣٨٧ وأبو الفداء ١ / ١٨٩ ـ ١٩١ وكتاب مقتل الحسين لأبي مخنف ، وكتاب الملهوف على قتلى الطفوف وأبصار العين في أنصار الحسين.

٨٤

رواية ، وكان أول المحرم الذي قتل فيه يوم الأربعاء ، أخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر الزيجات ، وإذا كان ذلك كذلك فليس يجوز أن يكون اليوم العاشر يوم الاثنين.

قال أبو الفرج : وهذا دليل صحيح واضح تنضاف إليه الرواية ، أخبرنا به أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنا أحمد بن الحرث ، عن الحسين بن نصر ، قال : حدثنا أبي ، عن عمر بن سعد ، عن أبي مخنف. وحدثني به أحمد بن محمد بن شيبة ، قال : حدثنا أحمد بن الحرث الخزاز ، قال : حدثنا علي بن محمد المدائني ، عن أبي مخنف ، وعوانة بن الحكم ، ويزيد بن جعدية ، وغيرهم.

فأما ما تعارفه العوام من أنه قتل يوم الاثنين فلا أصل له ولا حقيقة ، ولا وردت به رواية.

وروى سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد أن الحسين بن علي قتل وله ثمان وخمسون سنة ، وأن الحسن كذلك كانت سنوه يوم مات ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وعلي بن الحسين ، وأبو جعفر محمد بن علي.

حدثني بذلك العباس بن علي ، قال : حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة (١) قال : حدثنا وكيع عن سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد.

قال أبو الفرج : وهذا وهم ، لأن الحسن ولد في سنة ثلاث من الهجرة ، وتوفي في سنة إحدى وخمسين ، ولا خلاف في ذلك ، وسنه على هذا ثمان وأربعون سنة أو نحوها.

* * *

ولم يمكنا سياقة مقاتلهم على التاريخ لئلا ينقطع الخبر ، فذكرنا أسماءهم وأنسابهم جملة ، ثم ذكرنا خبر مقاتلهم [رضوان الله عليهم وصلواته].

* * *

__________________

(١) في الخطية «بن حباره» وهو تحريف ، وكانت وفاة أبي السائب سنة أربع وخمسين ومائتين كما في تهذيب التهذيب.

٨٥

فمنهم مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام

وهو أول من قتل من أصحاب الحسين بن علي ـ عليه السّلام ـ وسنذكر خبره في موضعه. وأمه أم ولد ، يقال لها : حلية ، وكان عقيل اشتراها من الشام ، فولدت له مسلما ، ولا عقب له (١).

* * *

وعلي بن الحسين وهو علي الأكبر ولا عقب له (٢)

ويكنى أبا الحسن ، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي (٣) ، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب [بن أمية وتكنى أم شيبة ، وأمها بنت أبي العاص بن أمية](٤) وهو أول من قتل في الواقعة.

وإياه عني معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان ، قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : قال معاوية : من أحق الناس بهذا الأمر؟ قالوا : أنت ، قال : لا ، أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي ، جدّه رسول الله (ص) ، وفيه شجاعة بني هاشم ، وسخاء بني أمية ، وزهو ثقيف.

وقال يحيى بن الحسن العلوي : وأصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لأم ولد ، وأن الذي أمه ليلى هو جدهم ، حدثني بذلك أحمد بن سعيد عنه.

وحدثني أحمد بن سعيد ، عن يحيى ، عن عبيد الله بن حمزة ، عن الحجاج بن المعتمر الهلالي ، عن أبي عبيدة ، وخلف الأحمر : أن هذه الأبيات قيلت في علي بن الحسين الأكبر:

لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشي ومن ناعل

يغلي نئيّ اللحم حتّى إذا

أنضج لم يغل على الآكل

كان إذا شبّت له ناره

أوقدها بالشّرف (٥) القابل

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٩.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١٥٦.

(٣) المعارف ٩٣.

(٤) زيادة عن الخطية.

(٥) في اللسان ١١ / ٧١ «الشرف : كل نشز من الأرض قد أشرف على ما حوله ، والشرف من الأرض كل ما أشرف لك».

٨٦

كيما يراها بائس مرمل

أو فرد حي ليس بالآهل

أعني ابن ليلى ذا الثدي والندى

أعني ابن بنت الحسب الفاضل

لا يؤثر الدنيا على دينه

ولا يبيع الحق بالباطل

وولد علي بن الحسين في خلافة عثمان.

وقد روى عن جده علي بن أبي طالب ، وعن عائشة أحاديث كرهت ذكرها في هذا الموضع لأنها ليست من جنس ما قصدت له.

* * *

وعبد الله بن علي بن أبي طالب

وأمه أم البنين بنت حزام (١) بن خالد بن ربيعة بن الوحيل ، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

[وأمها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. وأمها عمرة بنت الطفيل فارس قرزل بن مالك الأحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب. وأمها كبشة بنت عروة الرّجال بن عتبة بن جعفر بن كلاب. وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب. وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة ، ابن دودان بن أسد بن خزيمة. وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأغرّ بن قيس بن ثعلبة بن عكابة ، بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار. وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة. وأمها بنت ذي الرأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة. وأمها بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الربت بن غطفان](٢).

أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن ، قال :

__________________

(١) في الطبري ٦ / ٨٩ «أم البنين بنت حزام وهو أبو المجل بن خالد بن ربيعة ابن الوحيد ابن كعب بن عامر بن كلاب».

(٢) خلت المخطوطة من هذا النسب الطويل.

٨٧

حدثنا علي بن إبراهيم ، قال : حدّثني عبيد الله بن الحسن ، وعبد الله بن العباس ، قالا :

قتل عبد الله بن علي بن أبي طالب ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له.

حدثني أحمد بن عيسى ، قال : حدثني حسين بن نصر ، قال : حدثنا أبي عن عمر بن سعد ، عن أبي مخنف ، عن عبد الله بن عاصم ، عن الضحّاك المشرفي ، قال :

قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي : تقدّم بين يديّ حتى أراك(١) وأحتسبك ، فإنه لا ولد لك ، فتقدّم بين يديه ، وشدّ عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله.

* * *

وجعفر بن علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ

وأمه أمّ البنين أيضا.

قال يحيى بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم ، بالإسناد الذي قدّمته في خبر عبد الله : قتل جعفر بن علي بن أبي طالب ، وهو ابن تسع عشرة سنة.

قال أبو مخنف في حديث الضحّاك المشرفي :

إن العباس بن علي قدّم أخاه جعفرا بين يديه لأنه لم يكن له ولد ليحوز ولد العباس بن علي ميراثه ، فشد عليه هانئ ابن ثبيت الذي قتل أخاه فقتله ، هكذا قال الضحّاك.

وقال نصر بن مزاحم : حدّثني عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي أن خولي بن يزيد الأصبحي ـ لعنه الله ـ قتل جعفر بن علي.

* * *

__________________

(١) في الخطية «حتى أرثك».

٨٨

وعثمان بن علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ

وأمه أم البنين أيضا.

قال يحيى بن الحسن ، عن علي بن إبراهيم عن عبيد الله بن الحسن ، وعبد الله بن العباس ، قالا :

قتل عثمان بن علي ، وهو ابن إحدى وعشرين سنة. وقال الضحاك المشرفي في الإسناد الأوّل الّذي ذكرناه آنفا : إن خولي بن يزيد رمى عثمان بن علي بسهم فأوهطه (١) ، وشد عليه رجل من بني ابان بن دارم فقتله ، وأخذ رأسه.

وعثمان بن علي الذي روى عن علي أنه قال : إنما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون.

* * *

والعباس بن علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ

ويكنى أبا الفضل. وأمه أم البنين أيضا ، وهو أكبر ولدها ، وهو آخر من قتل من إخوته لأمه وأبيه ، لأنه كان له عقب ، ولم يكن لهم ، فقدمهم بين يديه ، فقتلوا جميعا ، فحاز مواريثهم ؛ ثم تقدم فقتل ، فورثهم وإيّاه عبيد الله ، ونازعه في ذلك عمّه عمر بن علي ، فصولح على شيء رضى به.

قال حرمي بن العلاء عن الزبير عن عمّه : ولد العباس بن علي يسمونه السقا ، ويكنونه أبا قربة ، وما رأيت أحدا من ولده ، ولا سمعت عمّن تقدّم منهم هذا ـ عليه السلام ـ.

* * *

وفي العباس بن علي ـ عليه السلام ـ يقول الشاعر :

أحق الناس أن يبكى عليه

إذا بكّى الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده علي

أبو الفضل المضرّج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شيء

وجادله على عطش بماء

__________________

(١) أوهطه : أضعفه.

٨٩

وفيه يقول الكميت [بن زيد] :

وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو

شفاء النفوس من أسقام

قتل الأدعياء إذ قتلوه

أكرم الشاربين صوب الغمام

وكان العباس رجلا وسيما جميلا ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض ؛ وكان يقال له : قمر بني هاشم. وكان لواء الحسين بن علي معه يوم قتل.

حدّثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن ، قال : حدثنا بكر بن عبد الوهاب ، قال : حدثني ابن أبي أويس (١) ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، قال :

عبأ الحسين بن علي أصحابه ، فأعطى رايته أخاه العباس بن علي.

حدثني أحمد بن عيسى ، قال : حدثني حسين بن نصر ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر :

أن زيد بن رقاد الجنبي ، وحكيم بن الطفيل الطائي ، قتلا العباس بن علي.

* * *

وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى ، تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.

ذكر ذلك علي بن محمد بن حمزة ، عن النوفلي ، عن حماد بن عيسى الجهني ، عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر بن محمد.

* * *

ومحمد الأصغر بن علي بن أبي طالب

وأمه أمّ ولد (٢).

حدثني أحمد بن عيسى ، قال : حدثنا الحسين بن نصر ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) في الخطية «ابن أبي أوس».

(٢) وقيل إن أمه أسماء ابنة عميس الخثعمية راجع الطبري ٦ / ٨٩.

٩٠

عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبي جعفر ، وحدثني أحمد بن شيبة ، عن أحمد بن الحرث ، عن المدائني :

أن رجلا من تميم من بني أبان بن دارم قتله ـ رضوان الله عليه ـ ، ولعن الله قاتله.

* * *

وأبو بكر بن علي بن أبي طالب

لم يعرف اسمه ؛ وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم (١) بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، وأم ليلى بنت مسعود عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر سيد أهل الوبر بن عبيد بن الحارث ، وهو مقاعس ؛ وأمها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بن منقر ؛ وأمها بنت أعبد بن أسعد بن منقر ، وأمها بنت سفيان بن خالد بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد ، بن زيد مناة ابن تميم.

ولسلم يقول الشاعر :

تسوّد أقوام وليسوا بسادة

بل السّيد الميمون سلم بن جندل (٢)

ذكر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، وفي الإسناد الذي تقدم : أن رجلا من همدان قتله.

وذكر المدائني أنه وجد في ساقية مقتولا لا يدري من قتله.

* * *

هؤلاء ولد علي بن أبي طالب لصلبه الذين قتلوا مع الحسين ، وهم سواه (٣).

وقد ذكر محمد بن علي بن حمزة : أنه قتل يومئذ إبراهيم بن علي بن أبي

__________________

(١) من هنا إلى آخر النسب ساقط من الخطية.

(٢) في عين الأدب والسياسة ١٠١ «مسلم بن نوفل».

(٣) في ط وق «وهم الذين سوّاه».

٩١

طالب ، وأمه أم ولد.

وما سمعت بهذا من غيره ، ولا رأيت لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكرا.

وذكر يحيى بن الحسن فيما حدّثني به أحمد بن سعيد أن أبا بكر بن عبيد الله الطلحي حدثه عن أبيه أن عبيد الله بن علي قتل مع الحسين ، وهذا خطأ ، وإنما قتل عبيد الله يوم المدار (١) ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة ، وقد رأيته بالمدار (٢).

* * *

وأبو بكر ... بن الحسين بن علي بن أبي طالب

وأمّه أمّ ولد ، ولا تعرف أمّه.

ذكر المدائني في إسنادنا عنه ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله.

وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر : أن عقبة الغنوي قتله.

وإيّاه عنى سليمان بن قتّة بقوله (٣) :

وعند غني قطرة من دمائنا

وفي أسد أخرى تعدّ وتذكر

* * *

والقاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب

وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمه.

حدّثني أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنا الحسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمر بن سعد ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد ،

__________________

(١) الطبري ٦ / ٨٩.

(٢) في الطبري «بالمذار».

(٣) في الطبري «فلذلك يقول الشاعر وهو ابن أبي عقب ٦ / ٢٥٧».

٩٢

عن حميد بن مسلم ، قال (١) :

خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر ، في يده السيف ، وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ، ما أنس أنها اليسرى ، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي : والله لأشدن عليه ، فقلت له : سبحان الله ، وما تريد إلى ذلك ، يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب ، قال : والله لأشدنّ عليه ، فما ولّى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه ، وصاح : يا عمّاه.

قال : فو الله لتجلّى الحسين كما يتجلى الصقر ، ثم شدّ شدّة الليث إذا غضب ، فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها (٢) من لدن المرفق ، ثم تنحى عنه ، وحملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين ، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها ، وجالت ، فتوطأته ، فلم يرم حتى مات ـ لعنه الله وأخزاه ـ فلمّا تجلّت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه ، وحسين يقول : بعدا لقوم قتلوك ، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله (ص) ثم قال : عز على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته يوم كثر واتره ، وقلّ ناصره ، ثم احتمله على صدره ، وكأني أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في الأرض ، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين ، فسألت عن الغلام ، فقالوا : هو القاسم بن الحسن ، بن علي بن أبي طالب (٣) صلوات الله عليهم أجمعين.

* * *

(وعبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب)

وأمه بنت السليل بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي. وقيل : إن أمه أمّ ولد. وكان أبو جعفر محمد بن علي ـ فيما رويناه عنه ـ يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله.

وذكر المدائني في إسناده عن جناب بن موسى ، عن حمزة بن بيض ، عن هانئ بن ثبيت القابضي أن رجلا منهم قتله (٤).

__________________

(١) مقتل الحسين ٧٩.

(٢) أطنها : أي قطعها.

(٣) الطبري ٦ / ٢٥٦ وابن الأثير ٤ / ٣٣.

(٤) سقطت هذه الترجمة من الخطية.

٩٣

(وعبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب)

وأمه الرباب بنت إمرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم (١) بن جناب بن كلب.

وأمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب. وأمها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم. وأمها بنت أوس بن حارثة.

وزعم ابن عبدة أن أمها الرباب بنت حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائي بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طيّئ.

وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام :

لعمرك إنني لأحب دارا

تكون بها سكينة والرباب (٢)

أحبهما وأبذل جل مالي

وليس لعاتب عندي عتاب (٣)

وسكينة التي ذكرها ابنته من الرباب ، واسم سكينة أمينة ، وقيل أميمة (٤) ، وإنما غلب عليها سكينة ، وليس باسمها.

وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيرا جاءته نشّابة وهو في حجر أبيه فذبحته.

حدّثني أحمد بن شبيب ، قال : حدّثنا أحمد بن الحرث عن المدائني ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال :

__________________

(١) من هنا إلى آخر نسبها سقط من الخطية.

(٢) المعارف ٩٣.

(٣) الأغاني ١٤ / ١٦٣ وفيه عن مالك بن أعين قال : «سمعت سكينة بنت الحسين تقول : عاتب عمي الحسن أبي في أمي فقال : لعمرك البيتين ... وزاد فيهما :

فلست لهم وإن غابوا مضيعا

حياتي أو يغيبني التراب

(٤) في الأغاني ١٤ / ١٦٦ «روى أن رجلا سأل عبد الله بن الحسن عن اسم سكينة فقال أمينة فقال : إن ابن الكلبي يقول : أميمة ، فقال : سل ابن الكلبي عن أمه وسلني عن أمي».

٩٤

دعى الحسين بغلام فأقعده في حجره ، فرماه عقبة بن بشر فذبحه.

حدّثني محمد بن الحسين الأشناني ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب قال : أخبرنا مورع بن سويد بن قيس ، قال : حدّثنا من شهد الحسين ، قال :

كان معه ابنه الصغير فجاء سهم فوقع في نحره ، قال : فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبته فيرمي به إلى السماء فما يرجع منه شيء ، ويقول : اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل.

(وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأكبر)

أمه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب (١). وأمها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

واندبي إن بكيت عونا أخاه

ليس فيما ينوبهم بخذول

فلعمري لقد أصبت ذوي القر

بي فبكى على المصاب الطويل

والعقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك ، فقال : حدّثتني عقيلتنا زينب بنت علي (٢).

حدّثني أحمد بن عيسى ، قال : حدثنا الحسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمر بن سعد ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم :

أن عبد الله بن قطنة التيهاني (٣) قتل عون بن عبد الله بن جعفر.

* * *

(ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب)

وأمه الخوصا بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن الحرث بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن

__________________

(١) مقتل الحسين ٧٣ والطبري ٦ / ٢٥٦ ، ٢٦٩.

(٢) سقط من الخطية.

(٣) كذا في ط وق وفي الخطية «التيمي».

٩٥

بكر بن وائل (١). وأمها هند بنت سالم بن عبد الله بن عبد الله بن مخزوم بن سنان بن مولة بن عامر بن مالك بن تيم اللات بن ثعلبة ، وأمها ميمونة بنت بشر بن عمرو بن الحرث بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن الحصين بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

[قتله عامر بن نهشل التميميّ فيما روى عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم بالإسناد الذي قدّمناه](٢).

وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

وسمى النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مصقول

فإذا ما بكيت عيني فجودي

بدموع تسيل كل مسيل (٣)

* * *

(وعبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب)

وأمه الخوصا بنت حفصة.

ذكر يحيى بن الحسن العلوي فيما حدّثني به أحمد بن سعيد عنه : أنه قتل مع الحسين بالطفّ رضوان الله وصلواته على الحسين وآله.

* * *

(وعبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب)

وأمه أم ولد (٤).

قتله عثمان بن خالد بن أسيد (٥) الجهني وبشير بن حوط القابضي ، فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم.

__________________

(١) من هنا إلى آخر النسب سقط من الخطية.

(٢) الزيادة من الخطية ويؤيدها ما في الطبري ٦ / ٢٥٦ ، ٢٧٠.

(٣) في الخطية «فإذا ما بكيت فابكي عليهم».

(٤) في ط وق «عبد الله بن عقيل» ويؤيد ما في الخطية ما جاء في الطبري ٦ / ٢٧٠ «وعبد الرحمن بن عقيل قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني» وابن الأثير ٤ / ٤١.

(٥) في ط وق «ابن أشيم».

٩٦

(وجعفر بن عقيل بن أبي طالب)

وأمه أم الثغر بنت عامر بنت الهصان العامري (١) من بني كلاب.

قتله عروة بن عبد الله الخثعمي ، فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين وعن حميد بن مسلم.

ويقال أمه الخوصا بنت الثغرية ، واسمه عمرو بن عامر بن الهصان ، بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري.

وأمها أردّة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. وأمها أمّ البنين بنت معاوية بن خالد بن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن أبي صعصعة ، وأمها حميدة بنت عتبة بن سمرة بن عقبة بن عامر. يقال إن أم أردة بنت حنظلة سالمة بنت مالك بن خطاب الأسدي.

* * *

(وعبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب)

وأمه أم ولد.

قتله ـ فيما ذكره المدائني ـ عثمان بن خالد بن أسير الجهني (٢) ، ورجل من همدان(٣).

* * *

(ومحمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب)

وأمه أم ولد.

قتله فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني.

* * *

__________________

(١) في الطبري ٦ / ٢٧٠ وابن الأثير ٤ / ٤١ «وأمه أم البنين ابنة الشقر بن الهضاب».

(٢) في ط وق «أشيم».

(٣) في الطبري ٦ / ٢٧٠ وابن الأثير ٤ / ٤١ «رماه عمرو بن صبيح الصدائي فقتله».

٩٧

(وعبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب)

وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب ، وأمها أم ولد. قتله عمرو بن صبيح ، فيما ذكرناه عن علي بن محمد المدائني ، وعن حميد بن مسلم ، وذكر أن السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته في راحته وجبهته (١).

* * *

(ومحمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل بن أبي طالب)

وأمه أم ولد ، قتله لقيط بن ياسر الجهني ، رماه بسهم (٢) فيما رويناه عن المدائني ، عن أبي مخنف ، عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم.

وذكر محمد بن علي بن حمزة : أنه قتل معه جعفر بن محمد بن عقيل ، ووصف أنه سمع أيضا من يذكر أنه قتل يوم الحرّة ، قال أبو الفرج :

وما رأيت في كتب الأنساب لمحمد بن عقيل ابنا يسمى جعفرا. وذكر أيضا محمد بن علي بن حمزة ، عن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن عقيل بن أبي طالب :

أن علي بن عقيل ، وأمه أم ولد قتل يومئذ.

* * *

فجميع من قتل يوم الطفّ من ولد أبي طالب سوى من يختلف في أمره اثنان وعشرون رجلا.

(ثم نرجع إلى ذكر خبر الحسين بن علي ومقتله)

صلوات الله عليه

حدّثني أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي ، قال : حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمر بن سعد ، عن أبي مخنف

__________________

(١) في ابن الأثير والطبري «قتله عمرو بن صبيح الصدائي وقيل قتله أسيد بن مالك الحضرمي».

(٢) الطبري وابن الأثير.

٩٨

لوط بن يحيى الأزدي ، وحدّثني أيضا أحمد بن محمد بن شبيب المعروف بأبي بكر بن شيبة ، قال : حدثنا أحمد بن الحرث الخزاز ، قال : حدثنا علي بن محمد المدائني ، عن أبي مخنف ، عن عوانة ، وابن جعدية ، وغيرهم ؛ وحدثني أحمد بن الجعد قال : حدثنا علي بن موسى الطوسي ، قال : حدثنا أحمد بن جناب ، قال : حدثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القشيري ، قال : حدثنا عمّار الذهني (١) ، عن أبي جعفر محمد بن علي ؛ كل واحد ممن ذكرت يأتي بالشيء يوافق فيه صاحبه ، أو يخالفه ، ويزيد عليه شيئا أو ينقص منه ، وقد ثبت ذلك برواياتهم منسوبا إليهم. قال المدائني ؛ عن هرون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق ، قال :

لما بلغ أهل الكوفة نزول الحسين مكة ، وأنه لم يبايع ليزيد وفد إليه وفد منهم عليهم أبو عبد الله الجدلي ، وكتب إليه شبث بن ربعي ، وسليمان بن صرد ، والمسيّب بن نجية ، ووجوه أهل الكوفة يدعونه إلى بيعته ، وخلع يزيد (٢) ، فقال لهم : أبعث معكم أخي وابن عمي فإذا أخذ لي بيعتي ، وأتاني عنهم بمثل ما كتبوا به إليّ قدمت عليهم.

ودعى مسلم بن عقيل فقال (٣) : اشخص إلى الكوفة ، فإن رأيت منهم اجتماعا على ما كتبوا ، ورأيته أمرا ترى الخروج معه ، فاكتب إليّ برأيك. فقدم مسلم الكوفة ، وأتته الشيعة ، فأخذ بيعتهم للحسين.

قال عمر بن سعد : عن أبي مخنف ، فحدّثني المصقعب بن زهير ، عن أبي عثمان : أن ابن زياد أقبل من البصرة (٤) ومعه مسلم بن عمر الباهلي والمنذر بن عمرو بن الجارود ، وشريك بن الأعور ، وحشمه وأهله ، حتى دخلوا الكوفة ، وعليه عمامة سوداء ، وهو متلثم ، والناس ينتظرون قدوم الحسين عليهم ، فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلّا سلموا عليه ، وقالوا : مرحبا بك يا ابن رسول الله (ص) قدمت خير مقدم ، ورأى من الناس من تباشرهم بالحسين ما

__________________

(١) في الأصول «الذهبي» راجع الطبري ٦ / ١٩٤.

(٢) نص الكتاب في مقتل الحسين ص ١٨.

(٣) مقتل الحسين ١٩.

(٤) مقتل الحسين ٢٤.

٩٩

ساءه ، فأقبل حتى دخل القصر (١).

وقال عمرو عن أبي مخنف ، عن المعلّى بن كليب ، عن أبي الوداك ، قال :

لما نزل ابن زياد القصر نودي في الناس : الصلاة جامعة ، فاجتمع إليه الناس ، فخرج إلينا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال (٢) :

أما بعد : فإن أمير المؤمنين ـ أصلحه الله ـ ولانّي مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم ، وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم ، وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البر الشفيق ، وسيفي وسوطي على من ترك أمري ، وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه ، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد.

ثم نزل. وسمع مسلم بن عقيل بمجيء عبيد الله بن زياد ومقالته (٣) ؛ فأقبل حتى أتى دار هانئ بن عروة المرادي ، فدخل في بابه ، فأرسل إليه أن اخرج إليّ فقال : إني أتيتك لتجيرني وتضيفني ، قال له : رحمك الله لقد كلفتني شططا ، لولا دخولك داري وثقتك بي لأحببت لشأنك أن تنصرف عني ، غير أني أخذني من ذلك ذمام. ادخل ، فدخل داره ، فأقبلت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة.

وجاء شريك بن الأعور حتى نزل على هانئ في داره ، وكان شيعيا ، ودعا ابن زياد مولى له يقال له معقل ، فقال له : خذ هذه الثلاثة الآلاف الدرهم ثم التمس لنا مسلم بن عقيل ، واطلب شيعته ، وأعطهم الثلاثة الآلاف الدرهم ، وقل لهم : استعينوا بهذه على حرب عدوّكم ، وأعلمهم بأنك منهم ؛ ففعل ذلك ، وجاء حتى لقي مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم ، وسمع الناس يقولون : هذا يبايع للحسين بن علي وكان يصلي ، فلما قضى صلاته جلس

__________________

(١) ابن الأثير ٤ / ١٠ والطبري ٦ / ١٩٤.

(٢) مقتل الحسين ٢٥ والإرشاد ٨٦ وابن الأثير ٤ / ١٠.

(٣) ابن الأثير ٤ / ١١.

١٠٠