نزهة الأنام في محاسن الشام

أبي البقاء عبدالله بن محمد البدري المصري الدمشقي

نزهة الأنام في محاسن الشام

المؤلف:

أبي البقاء عبدالله بن محمد البدري المصري الدمشقي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المكتبة العربيّة
المطبعة: المطبعة السلفيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٢

بان ادتى الله المسيح وامه الى ربوة ذات قرار ومعين. ظل ظليل ، وماء سلسبيل ، ورياض تحيى النفوس بنسيمها العليل ، وتتبرج لناظرها بمجتلى صقيل ، وتناديهم هلموا الى مغرس للحسن ومقيل. قد سمئت ارضها من كثرة الماء ، حتى اشتافت الى الظماء. فتكاد تناديك بها الصم الصلاب : اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. قد أحدقت البساتين بها احداق الهالة بالقمر ، واكتنفتها اكتناف الكمامة للزهر. وامتدت بشرقها غوطتها الخضراء امتداد البصر. ولقد صدق القائلون «ان كانت الجنة في الارض فدمشق لا شك فيها ، وان كانت في [السماء] فهي بحيث تسامتها وتساميها»

وقال البحتريّ فيها :

اذا أردت ملأت الطرف من بلد

مستحسن وزمان يشبه البلدا

يمشي السحاب على أجبالها فرقا

ويصبح النبت في صحرائها بددا

٣٦١

فلست تبصر الا واكفا خضلا

ويانعا خضرا أو طائرا غردا

كأنما القيظ ولّى بعد جيئته

أو الربيع دنا من بعد ما بعدا

وقال ابن سعيد الموصلي :

سقى دمشق واياما مضت فيها

مواطر السحب ساريها وغاديها

ولا يزال جنين النبت ترضعه

حوامل المزن في احشا اراضيها

ومن محاسن الشام ما يصنع فيها من القماش والنسيج على تعداد نقوشه وضروبه ورسومه. ومنها عمل القماش الاطلس بكل اجناسه وانواعه. ومنها عمل القماش الهرمزي على اختلاف اشكاله وتباين اوصاله. ومنها عمل القماش الابيض القطني المصور لاحياء القصور ، واموات القبور. وبها أيضا عمل القماش السابوري بجميع الوانه وحسن لمعانه

٣٦٢

وفيها تعمل صناعة الذهب المسبوك والمضروب والمجرور والمرفوع ، والممدود والمرصوع. وفيها تعمل صناعة القرطاس بحسن صقاله ونقيّ اوصاله. وفيها تعمل صناعة القرضية ودباغاتها المرضية. وفيها تعمل صناعة الزموط والاقباع وتحمل لسائر البلاد والضياع. وفيها صناعة الحرير بالفتل والدواليب والسرير. وفيها تعمل صناعة السلاح ، بما فيها من الاعاجيب والاقتراح. وفيها تعمل صناعة الموشى والمدهون بما تحتار فيه النواظر والعيون. وفيها تعمل صناعة النحاس من الضرب والتفصيل والنقوش التى تشرح صدر الناس. وفيها صناعة الواح الصقال ودهن الواح صغار الكتاب ، وجفان القصع وتفصيل القبقاب

واذكرني هنا قول ابن هاني الاندلسي على لسان القبقاب واجاد ثم أفاد :

كنت غصنا بين الانام رطيبا

مائس العطف من غناء الحمام

٣٦٣

صرت أحكى رءوس اعداك في الذلّ

برغم اداس بالاقدام

رجع. وغالب ما ذكرناه من هذه الصنائع تتبدل عليه أيادى الصناع من الواحد بعد الواحد الى أن ينيف على عشرة صناع حتى تتم

واعلم ان هذه الصنائع استخرجتها الحكماء بحكمتها ثم تعلمها الناس منهم وبعضهم من بعض وصارت وراثة من الحكماء والعلماء ومن العلماء للمتعلمين ومن الاستاذين للتلامذة للصناع هكذا نقله ابن جماعة في شرحه على نقول العيد ، انتهى

ومن محاسن الشام ما يحمل منها الى الديار المصرية عشرة قافات انفردت بها وهذه مسمياتها : قصب ذهب ، قبع ، قرضية ، قرطاس ، قوس ، قبقاب ، قراصيا ، قمر الدين من المشمش ، قريشة ، قنب

وكنت في هذا المحل اكتب واذا بشخص خليع يغلب عليه الخبال والدخل يتردد اليّ من أهل مصر

٣٦٤

العتيقة يقال له تعاتير جاء اليّ وقال عبر لي هذا المنام رأيت الليلة في النوم رجلا جليلا من أهل الشام أعطاني قصعة بها آثار قطن فيه بعض قضامة مربوطة بخيط قنب. فأردت ان ادخل عليه سرورا قلت له : يا تعاتير من مناسبة الحبال القضامة وهي ذهب وفضة في وعاء مشدود معقود تناله من بعض رؤساء الشاميين. فسر بذلك وفارقنى فأخذت أتعجب من الاتفاق وذكر هذه الاربعة قافات المجلوبة من الشام الى القاهرة وفيما انا في مثل هذا السياق اذا أنا به في اليوم الثاني جاءنى وهو يضحك فقلت ما بالك وما خبرك. قال : فارقتك فاخذت لى قطعة جنب ورطب وجلست آكلهم برغيف في عقبة قدام المقياس واذا برئيس شامي في خدمته عبيد وغلمان نزل الى تلك العقبة وقال للنوتي اطلع بنا المقياس لنزوره وزورنا الآثار وقال لغلمانه لاقونا بالخيل الى الآثار فنهرنى بعض العبيد وقال ما تخرج. فقال له سيده دعه يؤانسنا. وسألني عن اسمى فقلت له الناس يسموني تعاتير وانما اسمى ابو الخير. فتهلل وجهه وقال :

٣٦٥

هذا المكان ما اسمه فاقول له كيت وكيت وهذا يعرف بكذا الى ان توجهنا الى درج الآثار وأراد الطلوع واذا بمنديل سقط منه في المركب فبادرت لمناولته اياه فقال لي اعط منه للنوتى دينارا وخذه لك بما فيه فقبلت يده وقال لى ما تروح معنا قلت له مرسومك هذا النوتى ابن حارتى وارجع معه فقال ادع لنا. وتركته وأنا لا اصدق من الفرح فقلت لبعض غلمانه ايش يقال لهذا الرئيس بين الشاميين قال هذا القاضي بدر الدين بن المزلق فدعوت له وانصرفت أجد بالمنديل خمسة دنانير ذهبا وسبعين نصفا فدفعت للنوتى دينارا وجئت لا تشكر منك على تعبير المنام واخبرك بتفسيره فقلت له هذا أعجب من الاول. انتهى

وغالب ما عددناه واوردناه من محاسن الشام انفردت به دون غيرها ويحمل منها لغالب البلاد لكثرة خيرها ومن اعاجيبها ان خيرها في الغالب لغير بنيها حتى انه ينسى الاهل والاوطان ولو فارقها لعاد اليها على طول الزمان

وقال القاضي الفاضل :

٣٦٦

يقولون لي ماذا رأيت بشامهم

فقلت لهم كل المكارم والفضل

فبلدتهم خير البلاد واهلها

باحسانهم تغنى الغريب عن الاهل

وقال ابن سعيد :

في جلق نزلوا حيث النعيم غدا

مطولا وهو في الآفاق مختصر

فالقضب راقصة والطير صادحة

والنسر مرتفع والماء منحدر

لكل واد به موسى يفجره

وكل روض على حافاته الخضر

وقال ابراهيم بن عبد الله الانصاري متشوقا اليها :

رعى الله اياما تمضت بجلق

لقلبي عليها أنة وتوجع

رحلت وابراد الشباب قشيبة

وعدت واسمال المشيب ترقع

٣٦٧

وقال الشيخ شمس الدين محمد بن الصائغ الحنفي يتشوق اليها :

ا دمشق لابعدت ديارك عن فتى

ابدا اليك بكله يتشوق

اشتاق منك منازلا لم انسها

انّى وقلبي في ربوعك موثق

انّى اتجهت رأيت دوحا ماؤه

متسلسل يعلو عليه جوسق

والريح تكتب والجداول اسطر

خطّ له نسخ الغمام محقق

ومعاطف الاغصان هزتها الربا

طربا فذاك نما وهذا مونق

تتلو على الاغصان أخبار الهوى

فيكاد ساكت كل شيء ينطق

ومن محاسن الشام ان كل نزهة ذكرناها لها أوان يتفرج أهل البلد فيه وزمان يتعاهدونها به ويرجعون اليه

٣٦٨

ويعجبني قول ابن فائد البحراني :

برزت دمشق لزائري أوطانها

من كل ناحية بوجه ازهر

لو أن انسانا تعمد أن يرى

مغنى خلا من نزهة لم يقدر

ومن لطائفه قوله في الذهبيات وقد عاد اليها في الخريف :

صبغت بلون ثمارها أوراقها

فتكاد تحسب انهن ثمار

لو كان مكتوبا عليها يوسف

شهد الصيارف أنها دينار

ومن محاسن ابن ديار قوله في الذهبيات :

انظر الى ذهبيات الغصون وقم

الى المدام وواصلها الى العنق

أما ترى النهر بالتصفيق أطربها

فنقطته دنانيرا من الورق

٣٦٩

ونقلت من خط الزيني ابن الخراط قوله :

اتانا الخريف نديمى فقم

نجدد بالراح عيشا ذهب

اذا ما جلونا عروس الطلا

على الغصن نقطها بالذهب

ومن المعاني التى افتضها الرغادى :

يا ورقا بالخريف يحكى

على النحور المسلسلات

شبه الدنانير صففوها

على سيوف مسلسلات

ونقلت من خط بلدينا العلاء بن ايبك الدمشقي :

لا تخش يا محبوب من فاقتي

فعن قريب ذهبى يأتي

فاذهب لفضيات ذا بالطلا

واستجلها في الذهبيات

ونقلت من خط المرحوم شيخ الاسلام شهاب الدين ابن حجر :

قد قال زهر الروض من ذا الذي

فضل فضل الذهبيات

٣٧٠

ما ذهبي يذهب من حجلة

مودعا بل ذهبي يأتي

ويعجبني قول المعوج الشامي وتلطف بقوله :

تأمل تر أرض الخريف عليلة

من البرد حتى عادها وابل القطر

وعالجها فصل الربيع فعوفيت

فنقطها الازهار بالبيض والصفر

ومن محاسن الشام صيفيتها وانها معلنة بحياة الازهار ونمو الاثمار. ولهذا قال الحافظ اليغموري :

واستنشقوا لهو الربيع فانه

نعم الصديق وعنده الطاف

يغذى الجسوم نسيمه فكانه

روح حواها جوهر شفاف

ويعجبنى قول ابن قرناص فيه :

بعث الربيع رسالة بقدومه

للروض فهو بقربه فرحان

٣٧١

ولطيب ما قرأ الهزار بشدوه

مضمونها مالت به الاغصان

وشتويتها مؤذنة بموت الاشجار بالاصفرار ، وتغسيلها بعد التجريد بالامطار. ولهذا قال الحافظ اليغمورى :

خذ في التدفي بالخريف فانه

مستوبل ونسيمه خطاف

يجري مع الاجساد جري حياتها

كصديقها ومن الصديق يخاف

ومن الدر النظيم قول ابن تميم :

يا شهر كانون من حب الغصون امتّ

الارض وجدا وأبكيت السما حزنا

والمزن غسلها من فيض أدمعه

والثلج حاك لها من نسجه كفنا

لكن يعتدّون للشتاء بالاسمان والادهان ويمونون البيوت بالحبوبات ، ولحم القديد والمعسولات. والفاكهة المعلقة ، والحلاوات المؤنقة. ويكنون في الاماكن المبخرات

٣٧٢

ولا يخرجون منها. فانها بلدة كثيرة المحاسن ، وماؤها غير آسن. وهي مباركة وفيها البركة وعيشها رغد في السكون والحركة. ولكن استقرى من كان مولده فيها لم يزل في قبض ، ما دام بها الا أن ينزل الى تحت الارض. ويقال أنه لا يوجد بها اثنان من أهلها على قلب واحد متصافيان

ويقال ان من قصدها بسوء ونواه اكبه الله تعالى فيه وأعثره. ولما قدم عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنهم دمشق وحاصر أهلها فلما دخلها وهدم سورها وقع منه حجر كان عليه مكتوب باليونانية فارسل خلف بعض الرهبان فطبعه وقرأه فاذا عليه مكتوب : ويك ام الجبابرة من رماك بسوء قصمه الله. ويك من الخمس الاعين ، نقض سورك على يديه بعد الف سنة. فوجدوا الخمس الاعين عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب

فهي بلدة كثيرة البركات غزيرة الخيرات ، نعم بلدة الانبياء ، وموطن الاصفياء والاولياء. وبها صحابة من

٣٧٣

الاجلاء ومقابرها حوت اماثل الفضلاء

ومنها جبانة باب الصغير بها بلال الحبشي رضي‌الله‌عنه وبها السيدة سكينة بنت أبى بكر الصديق رضي‌الله‌عنهما ، وبها السيدة زينب بنت الامام على رضي‌الله‌عنهما وبها معاوية رضي‌الله‌عنه ، وبها اويس القرني رضي‌الله‌عنه ، وبها أبو عبيدة بن الجراح على ما قيل خارج الجامع المعروف به (١)

__________________

(١) زاد ابن الحوراني في كتابه (الاشارات الى أماكن الزيارات) أن من الصحابة المدفونين في (الباب الصغير) : اوس ابن أوس الثقفي الصحابي من أهل الصفة ، ذكره النووى في (تهذيب الاسماء)

وأبا الدرداء عويمر الخزرجي الصحابي ، ولي قضاء دمشق لعمر. وزوجته أم الدرداء الصغرى مدفونة بقربه

وواثلة بن الاسقع من أهل الصفة ، خدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاث سنين

وفضالة بن عبيد ، ولي قضاء دمشق لمعاوية ودفن عند ابي الدرداء. وحمل معاوية نعشه وقال لابنه «اعنى فاني لا أحمل بعده مثله»

٣٧٤

ويليها مقبرة محلة القروانة وبها جماعة من الاجلاء والفضلاء

وسهل بن الربيع الاوسي الصحابي

ويسرة بن فاتك الاسدي أخا خزيم بن فاتك ، وهو الذي قسم دمشق بين المسلمين بعد فتحها

وشمعون بن ختانة ابا ريحان الاسدي الانصاري

ومكحولا مولى سعيد بن العاص ، سمع من انس وواثلة

ونقل ابن الحوراني عن الهروي في (الزيارات) أن في (مسجد النارنج) بباب الصغير ثلاثا من أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفضة جارية فاطمة ، وقبر سهل بن الحنظلية ، وقبر ام الحسن بنت حمزة بن جعفر الصادق ، وقبر علي بن عبد الله ابن العباس ، وقبر ابنه سليمان ، وقبر زوجته ام الحسن بنت جعفر ابن الحسن بن الحسين. وبمقبرة باب الصغير أيضا قبر خديجة بنت زين العابدين ، هؤلاء فى تربة واحدة. وقبر سكينة بنت الحسين. وقبر محمد بن عمر بن على بن ابي طالب رضى الله عنهم

وبها قبور كثير من الاولياء والصالحين لم يعلموا ، لما قيل من أن مقبرة باب الصغير حرثت وزرعت بعد مائة سنة ، فلذلك لا تعرف القبور

٣٧٥

ومنها جبانة باب شرقي بها ابيّ بن كعب رضي‌الله‌عنه ، وبها جبل بن معاذ رضي‌الله‌عنه ، وبها ضرار بن الازور رضي‌الله‌عنه فى حارة السادة القدماء عفا الله تعالى عنهم

ونقل عن الحافط ابن طولون في (بهجة الانام) أن قبر معاوية الكبير في الحائط القبلي من جامع دمشق في قصر الامارة (الخضراء) ، وهو الذي تسميه العامة (قبر هود). أما الذي في الباب الصغير فهو قبر أبى ليلى معاوية الثاني ابن يزيد

وذكر صاحب (مثير الغرام) أن (الوليد بن عبد الملك) ـ الذي بنى مسجد دمشق ومسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقبة الصخرة المقدسة في بيت المقدس ـ دفن سنة ٩٦ بمقبرة باب الصغير شمالي قبر معاوية بنحو عشرين ذراعا وقبره ظاهر معروف يزار

وفي الباب الصغير من العلماء الشيخ حماد وهو من القدماء. ومنصور بن عماد بن كثير السلمي. وعمر بن الحسن الخرقي من تابعي أصحاب أحمد بن حنبل وهو مؤلف «المقنع». وأبو الفتح نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسى النابلسي شيخ الشافعية بالشام وقد

٣٧٦

وتليها مقبرة الشيخ رسلان أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته وعنده جماعة من الاماثل والاجلاء الافاضل (١)

اجتمع به الغزالي واستفاد منه. وأبو البيان محمد بن محفوظ القرشي شيخ الطائفة البيانية ويعرف بابن الحوراني. قال ابن كثير له تآليف كثيرة وكان هو والشيخ رسلان أولا مجاورين في المسجد الذي في رأس درب الحجر في اواخر السوق الكبير قريبا من الباب الشرقي. والحافظ الكبير ثقة الدين أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر صاحب (تاريخ دمشق) دفن شرقي مدفن معاوية. وتاج الدين عبد الرحمن بن ابراهيم الفزاري المعروف بابن الفركاح تلميذ ابن الصلاح والسخاوي وابن عبد السلام. وبدر الدين ابن مالك. وأبو الربيع سليمان ابن بلال الجعفري الهاشمى تلميذ الفزاري والنووي. وابن هشام وابن رجب. وابن قيم الجوزية. وابراهيم الناجي. وأبو العباس أحمد الميلى

__________________

(١) قال (ابن الحوراني) الشيخ ارسلان الدمشقي ابن يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الله الجعبري. مدفون مع شيخه ابى عامر المؤدب ، توفى بعد الاربعين والخمسمائة

٣٧٧

وخارج باب توما شرحبيل كاتب وحي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والسيدة خولة [بنت الازور] رضى الله عنهما

وجبانة بيت لهيا بها سادة وأعيان وصالحون لهم قدر وشان

ويليها مقابر باب الفراديس بها أبو الدحدح [الصحابي] رضي‌الله‌عنه ، وبها عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق رضي‌الله‌عنهما (١)

ومقبرة سويقة صاروجا بها صالحون من أجلّ المسلمين

ومقابر الصوفية بها جماعة من العلماء ائمة الدين

__________________

(١) قال (ابن الحوراني) : وفي مقبرة باب الفراديس مشهد الخضر ، وعنده قبر محمد بن عبد الله بن الحسن المقدسي ثم الدمشقي المعروف بأبي شامة وكان له شامة كبيرة فوق حاجبه الايسر توفي سنة ٦٦٥

وفي مسجد الاقصاب سوق حجر بن عدي الصحابي وأصحابه

٣٧٨

وصالحي المسلمين كابن الصلاح وابن تيمية وابن المبارك وغيرهم (١)

ويليها مقبرة القنوات وباب السريجة وبها علماء الامة

__________________

(١) مقابر الصوفية هي الواقعة الآن في حديقة مستشفى دمشق على نهر بانياس عند محطة البرامكة غربي دمشق. قال ابن الحوراني : وممن دفن فيها (قطب الدين أبو المعالى مسعود ابن محمد بن مسعود) انفرد في دمشق برئاسة الشافعية توفي في رمضان سنة ٥٧٨

ومنهم (الفخر ابن عساكر) توفي سنة ٦٢٠ ودفن مقابل قبر (ابن الصلاح) المتوفى سنة ٦٤٣

ومنهم (عبد الرحمن بن نوح) من أشياخ النووي وكان مفتي دمشق في وقته توفى سنة ٦٥٤

ومنهم (عماد الدين بن كثير البصري القرشى) توفي سنة ٧٧٤ ودفن عند شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨

ومنهم (ابراهيم بن سليمان الحموي) له شرح الجامع الكبير في ست مجلدات وشرح المنظومة فى مجلدين

ومنهم (ابراهيم بن عبد الرزاق الحنفي) شارح القدوري توفي سنة ٨٠٧

٣٧٩

واهل الرحمة. آخر من دفن بها شيخنا المرحوم العلامة محب الدين البصروى الشافعي رحمه‌الله

ومنها جبانه الحمرية (١) وبها المرحومون من الاولياء والصالحين

ومنها مقابر محلة السيدة عاتكة رضي‌الله‌عنها ويقال ان في ظاهرها ضريح المساك لركاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم رضى الله عنه

ومنها جبانة محلة القبيبات وبها العلماء العاملون والمجاذيب والصالحون كالسيد الشريف الشيخ الزاهد العالم تقى الدين أبي بكر الحصني الشافعي امدنا الله بمدده. وهذه جملة المقابر التى في المدينة الخارجة عن مقابر الصالحية والقابونين وغير ذلك

وثم صحابة في قرى الضواحي رضى الله عنهم كسعد

__________________

(١) قال ابن الحوراني هى بمحلة الشويكة وممن دفن فيها أحمد بن بدر الدين الحنفي المتوفى سنة ٩٣٤ ، ومحمد بن الحر الحنفي توفي ٧٨٩

٣٨٠