نزهة الأنام في محاسن الشام

أبي البقاء عبدالله بن محمد البدري المصري الدمشقي

نزهة الأنام في محاسن الشام

المؤلف:

أبي البقاء عبدالله بن محمد البدري المصري الدمشقي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المكتبة العربيّة
المطبعة: المطبعة السلفيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٢

ومن تحرير القيراطي قوله :

سقيا لاقطار الشآم فكم

من أنجم في روضها نجمت

واذا السماء بارضها نزلت

طلعت زهور نجومها وسمت

وقال محيي الدين بن قرناص :

قد أتينا الرياض لما تجلت

وتحلت من الندى بجمان

ورأينا خواتم الزهر لما

سقطت من أنامل الاغصان

وقال أيضا :

مال القضيب بروضة من سكره

لما سقاه عقاره آذار

حتى اذا سرق النسيم دراهما

من كمه صاحت به الاطيار

وقال أيضا :

هلم يا صاح الى روضة

قد نمقت ازهارها السحب

الزهر فيها شيق مغرم

وجدول الماء بها صب

وقال بدر الدين بن لؤلؤ الذهبي :

هلم يا صاح الى روضة

يجلو بها العانى صداهم

٢٤١

نسيمها يعثر في ذيله

وزهرها يضحك في كمه

ومنه قول أحمد بن أبي صالح فيه :

بارد اليها يا نديمي روضة

قد وشحتها انمل الغمام

غنت على العود مطوقاتها

فزهرها يرقص بالاكمام

وما أبدع قول يحيى بن هذيل :

نام طفل الزهر في حجر النعاما

لاهتزار الظل في زهر الخزامى

وسقى الوسمي اغضان النقا

فهوت تلثم افواه الندامى

وقال ابن قرناص :

لقد عقد الربيع نطاق زهر

يضم لغصنه خصرا نحيلا

ودب مع العشي عذار طل

على نهر حكى خدا اسيلا

وقال ابن مليك الحموي :

كأن زهر الربى والطل بلله

ثغر بدا باسما يفتر عن شنب

أولا فكأس لجين ملؤه ذهب

مكلل من عقود الدر بالحبب

وقال المعوج الشامي في ازراره قبل تفتيحه :

٢٤٢

حقاق من النوار مزرورة العرى

على قطع الياقوت واللؤلؤ الغض

فتحن على الاغصان اجفان فضة

وبالآس كانت مطبقات على الغمض

وقال الشيخ ادريس وقد طلع باخوانه الى الزهر :

واخوان صدق قد أناخوا بروضة

وليس لهم الا النبات فراش

فخلتهم والنور يسقط فوقهم

مصابيح تسرى نحوهن فراش

وقال العلائى بن أسد في غلام يتفرج في النزهة :

سلطان حسن أفتديه بناظري

وأعيذه من نزعة الشيطان

يوما بزهر اللوز لما زارني

قضيت ذاك اليوم بالسلطاني

وقال عفيف الدين بن محبوب المغربي في غلام بات تحت شجرة :

وليلة بات بدري [تحت] انجمها

من العشاء نديما لي الى السحر

٢٤٣

يحبو بورد وورد طول ليلته

من خده ولماه العاطر الخضر

حتى اذا اسكرتني خمر ريقته

غنى فاغنى عن المزمار والوتر

ما العيش الا ارتشاف الراح من شنب

يغني عن الراح من سلسال ذي أثر

فأنشأت بنجوم الليل ترجمنا

سماؤها غيرة منها على القمر

فظلت من وجه من أهوى ودارتها

وثغره والذي يهوى من الزهر

ما بين بدرين مكتوم ومشتهر

وبين درين منظوم ومنتثر

ومن المعانى البديعة قول السلامى :

نسب الرياض الى الغمام شريف

ومحلها عند النسيم لطيف

٢٤٤

والارض طرس والرياض سطوره

والزهر شكل بينها وحروف

وكأنما الدولاب ضل طريقه

فتراه ليس يزول وهو يطوف

وقال ابن لؤلؤ الذهبى في مشيب الزهر :

ما نظرت مقلتي عجيبا

كاللوز لما بدا نواره

اشتعل الرأس منه شيبا

واخضرّ من بعد ذا عذاره

وقال الشاب الظريف محمد بن العفيف :

لئن شاب زهر اللوز طفلا وقلتم

بان مشيب الطفل ليس يجوز

فلا تعجبوا أن شاب في غير وقته

فكم نفخت يوما عليه عجوز

واللوز بدمشق أصناف : منه الجبلي ، قسطاسى ، عربيلي ، عقابى ، بندقي ، شحمى

قال مسيح [بن الحكم] : اذا أكل اللوز العاقد بقشره الاخضر الطرى دبغ اللثة والفم وسكن ما فيهما من الحرارة

٢٤٥

بالبرودة والعفاصة والحموضة التي في قشره الخارج قبل أن يصلب ويشتد. واذا اكل اللوز القلب الاخضر من غير قشر وهو طري اصلح المعدة وجلا الاعضاء الباطنة ونقاها واعان على قذف الرطوبات

وقال جالينوس : في السادسة والمر في الدرجة الثالثة. فالحلو قوته قوة ملطفة يفتح السدد الحادثة في الكبد عن الاخلاط الغليظة ، ويجلو النمش ، ويعين على نفث الدم والاخلاط الغليظة اللزجة في الصدر والرئة ، ويشفى الاوجاع الحادثة في الاضلاع وفي الطحال وفي الكليتين والقولنج ، ويؤخذ من أصل شجرة اللوز فيطبخ ويوضع من خارج على الكلف فيدهنه

وقال ابن الجوزي : اللوز الحلو حار رطب يسمن ويقوي البصر ويفتح السدد خصوصا المر. واذا اكل بالعسل أو السكر أسرع الانحدار ، وخلطه لطيف ، وينفع أصحاب السعال ، وسويقه ثقيل. واللوز المرّ حار يابس يزيل الكلف والآثار والنمش

٢٤٦

وفي اللوز الاخضر يقول ظافر الحداد :

جاء بلوز أخضر

أصغره ملء اليد

كأنما زبيره

نبت عذار الامرد

جواهر لكنما ال

أصداف من زبرجد

وقال القاضى السعيد هبة الله بن سنا الملك في اللوز الذي بقلبين :

ومهد الينا لوزة قد تضمنت

لناظرها قلبين فيها تلاصقا

كأنهما حبان فازا بخلوة

على غفلة من حاسد فتعانقا

ونقلت من خط الرضى المرتضى محب الدين الزرعي قوله :

قم زوّج الصهباء يا ابن السما

ولو لحاك العاذل الفاسد

أما ترى الورد أتى شاهدا

واللوز في أغصانه عاقد

ونقلت من خط ابن حبيب الحلبي قوله وهو المقدم :

تزويج بنت الكرم بابن المزن قد

نظمت قلائده فقم يا راقد

٢٤٧

فالطير يخطب والزهور شهوده

واللوز ما بين الكمائم عاقد

ومن محاسن الشام (مرج الشيخ رسلان) أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته ، واجرى علينا من صالح كراماته. وفيه أقول :

يا من غدا قليبه قاسيا

قم لولي صادق البرهان

وقف بذل وانكسار وقل

بمدمع يا سيدي رسلان

وهو يشتمل على أنهار وأشجار ونواعير لها مع النسيم رشاش ، وغالب تلك الاراضي تزرع الخشخاش

وفيه يقول الموصلي :

وزهر خشخاش بدا احمرا

كانه في رونق وابتهاج

اقداح بلور وقد اترعت

من خمرة لم تختلط بالمزاج

ومن تشابيه ابن دمرداش قوله :

ولما بدا الخشخاش في الروض مزهرا

وقد نظرت شرزا اليه الحدائق

حكى قلعة ابراجها مستديرة

٢٤٨

مشرفة دارت عليها الصناحق

وقال منشئه البدري :

خشخاشنا الناشف في

قشر له لما حضر

حكى دبابيسا أتت

حملا بايد للتتر

والخشخاش بارد يابس ابيضه اصلح من اسوده يجلب النوم ويمنع النزلة وينفع السعال الحار والنوازل الى الصدر ومن نفث الدم ورطوبات المعدة خلطه غليظ وانفع ما اكل بالسكر أو العسل والاسود ردىء مخدر يورث السبات الا ان اجود الاسود المصري وهو ينقي الصدر. والله سبحانه وتعالى أعلم

ومن محاسن الشام (الوادي التحتانى) وهو شرقى (مرج الشيخ) وهو يشتمل على غياض ورياض ، فالرياض هى رياض السفرجل وفيه يقول القيراطي :

فؤادي الى بانات جلق مائل

ودمعى على انهارها يتحدر

فوافى الى زهر السفرجل شيقا

اذا ما بدا مثل الدراهم ينثر

غياض يفيض الماء في عرصاتها

فتزهو جمالا عند ذاك وتزهر

٢٤٩

ترى بردى فيها يجول كأنه

وحصباؤه سيف صقيل مجوهر

ومن رقيق شعر يحيى الخباز قوله :

زهر السفرجل بالجميل رأيته

قد فاق زهر اللوز في الاوصاف

هذاك ينثر للنديم دراهما

ونثار ذا بخفايف الانصاف

وهنا نكته لطيفة وهو ان الشيخ جمال الدين محمد ابن نباتة قدم الى دمشق في ايام السفرجل فاضافه الشيخ جمال الدين يوسف بن غانم في (الوادي التحتاني) لاجل رؤية زهر السفرجل فصادف نهار حر وقيظ شديد فانشد الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة المصرى :

قد اشبه الحمام منزل لهونا

فالماء يسخن والازاهر تحلق

فلذاك جسمى منشد ومصحف

عرق على عرق ومثلى يعرق

فاجابه الشيخ جمال الدين يوسف بن غانم يقول :

ما اشبه الحمام منزل لهونا

الا لمعنى راق فيه المنطق

فالدوح مثل قبابه والزهر كال

جامات فيه وماؤه يتدفق

٢٥٠

ومن الفوائد ان ازهار الفواكه لم يؤكل منها سوى زهر السفرجل لحلاوته وعطريته. وهو اصناف بدمشق : برزى. قصبي. سالمى. صينى. رقي. عباسى. تفاحى. ابو فروة. مجهول

قال ابن الجوزي : السفرجل بارد يابس ويقال رطب جيده البالغ الكبار ، يسر النفس ويدبغ المعدة ويقبض ويقوى ويمنع سيلان الفضول الى الاحشاء ويدر البول غير انه يحرك القولنج ان اكل قبل الطعام وان اكل بعده لين. ودفع مضرته بالرطب المعسل. والسفرجل المشوي اخف وانفع وطريقته ان يقور ويخرج حبه ويجعل فيه العسل ويطين خرمه ويودع الرماد. يتولد عنه خلط بارد وتوافقه الامزاج الصفراوية. وأما السفرجل فأشد تقوية للمعدة وأقل حبسا للطبيعة وكثرة اكله تولد وجع العصب وحبه ينفع من خشونة الحلق ويلين قصبة الرئة ولعابه يرطب يبسها

وبالاسناد عن طلحة بن عبيد الله قال : اتيت النبي

٢٥١

صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في جماعة من أصحابه وبيده سفرجلة يقبلها أو قال يقبلها (١) فلما جلست اليه وجاء بها نحوي قال «دونكها ابا محمد فانه يشد القلب ويطيب النفس ويذهب بطخاء الصدر» وقال ابو عبيد الطخاء أى سحاب وظلمة

وفي حديث آخر انه قال عليه الصلاة والسلام «اذا وجد احدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل»

وعن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كلوا السفرجل على الريق» انتهى

وفيه يقول ابن تميم وأحسن :

حاز السفرجل أوصاف الورى فغدا

على الفواكه بالتفضيل مشكورا

كالراح طعما وشم المسك رائحة

والتبر لونا وشكل البدر تدويرا

ومن أوصاف الطغرائى قوله فيه :

__________________

(١) لعله «يقلبها»

٢٥٢

وسفرجل عني المصيف بحفظه

فكساه قبل البرد خزا أصفرا

يحكي نهود الغانيات وتحتها

سرر لهن حشين مسكا أذفرا

ومن تشابيه الصنوبري قوله :

لك في السفرجل منظر تحظى به

وتفوز منه بشمه ومذاقه

يحكي لنا الذهب المصفى لونه

ونزيد بهجته على اشراقه

والشكل من أعلاه يحكي سفله

ثدى الكعاب الى مدار نطاقه

والشكل من سفلاه يحكي سرة

من شادن يزهو على عشاقه

وقال بعضهم :

حكى سفرجل دوح

حوى جميع المعاني

كأنه حين يبدو

على ذرى الاغصان

٢٥٣

رءوس أطفال روم

لطخن بالزعفران

وأما الغياض فهى غياض الحور ، وهو في علو السوارى خالص الاعتدال ورقه بوجهين أخضر وأبيض له مع النسيم حفيف لطيف بساق أبيض صقيل ترتاح الانفس اليه

وفيه يقول شهاب الدين المنصوري :

كأن الغصون المائلات عرائس

تثنين عجبا في ملابس اطلس

كأن قدود الحور حور وقد غدت

تشمر عن ساق لدى الحوض املس

وبه (غيضة السلطان) وحورها لا يستطيع الانسان أن يدخل فيما بينه لانضمامه ولئلا يضل عن الطريق كأنه سكب بقوالب من الشمع

وبهذا الوادي متنزه يقال له (ست الشام) وهو مرجة خضراء ما بين هذه الغياض وبها عين تجرى بماء بارد عذب

ابن حجة :

٢٥٤

نقول (ست الشام) لما غازلت

بعينها فأنعشت حياتي

وانشقت بمرجها وأبرزت

نثرا حلا لانه نباتي

خذني بغير ضرة فانني

بديعة في الحسن والصفات

واستجلني عروسة يتيمة

شامية وعش بلا حماة

ومن محاسن الشام ... وأوله منتهى (الوادي التحتانى) وآخره (البحرة) يقال انه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية تزرع الغلة والحبوبات وفي الغالب الشعير

وفيه يقول ابن ظافر الحداد :

كأن سنابل حب الحصيد

وقد شارفت حين إبانها

كنابيس مظفورة ربعت

وارخي فاضل خيطانها

ومن محاسن السلامى قوله :

يا حبذا سنبلة

تبدو لعين المبصر

كانها سلسلة

مظفورة من عنبر

و (البحرة) اليها ينصبّ ما يفضل من مياه أنهار دمشق ومنها صيدها من السماء والماء من الطيور والاسماك صيفا وشتاء

٢٥٥

ومن محاسن الشام (ضمير) وهي من القرى القديمة اتخذها اليونان

واليها ينسب البطيخ الضميري الاصفر ومن اصنافه السمرقندى ، والسلطاني ، والشمام

والبطيخ مشتق من التبطخ واسترخاء الجلد ولين الجسم تحت يد الغامز. ويقال فيه طبيخ وهي لغة فصيحة لانه من الطبخ وهو النضج الذي لا يتهيأ له التماسك وقد يكون لافراط الرطوبة المفسدة لجوهر الجسم ، قاله صاحب (معاياة العقل فى معاناة النقل) انتهى

وقال (جالينوس) البطيخ الاصفر في الثانية النضيج وجوهره جوهر لطيف وغير النضيج جوهره جوهر غليظ وفيهما جميعا قوة تقطع وتجلو ويدران البول ويصفيان ظاهر البدن وخاصة ان عمد الانسان الى بزرها فجففه ودقه ونخله واستعمله في الحمام ومعك به بدنه

وقال (ديسقوريدوس) قشره اذا وضع على العين سكن ورمها وان وضع على نوافيخ الصبيان نفعهم من

٢٥٦

الورم العارض في ادمغتهم. وبزر البطيخ اجلى من لحمه حتى انه ينفع الكلى التي يتولد فيها الحصى. والخلط المتولد من البطيخ خلط رديء

وقال (ابن الجوزي) في لفظة «رطب» يفتت الحصى وهل هو حار ام بارد فيه قولان ، جيده السمرقندي ، منفعته يجلو البشرة ويقطع الكلف والبهق الرقيق عن الجلد. وبزره اقوى جلاء من جلده. مضرته يرخى الجسد ويولد الريح ، رفعها بالسكنجبين الصرف. يصلح للامزاج المعتدلة والكهول في الخريف. وأضر ما اكل على الجوع لا سيما اذ انام الانسان عقبه على الجنب الايمن والمشي بعده صالح ، واذا اكثر منه ولد هيضة لانه سريع الفساد في المعدة سريع الاستحالة الى ما يصادفها

وقال (أرسطو) : اذا فسد فى المعدة البطيخ كان شبيه السم فليتقاياه ، وبزره الشربة منه ثلاثة دراهم ، فانه يزيد في الباه

وبالاسناد عن امية بن زيد العبسي ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان

٢٥٧

يحب من الفواكه العنب والبطيخ

(فائدة) عن ابي مسهر قال : كان ابي اذا بعثنى أشترى البطيخ قال يا بني اعدد الخطوط التى فيها فان تك فردا فخليق بها أن تكون حلوة

وفيه يقول المشد :

يا حسن اصفر بطيخ مذاقته

كالشهد ضيف بما ورد وكافور

مثل الدنانير في لون وفي زنة

وفي خشونة حبات وتدوير

ومن بديع الابيوردى قوله فيه :

من رأى اشباح تبر

ملئت من ريق نحله

فاجتليناها بدورا

وقطعناها اهله

ومن تفنن ابي طالب بن عبد السلام بن أكبر المأموني :

مخططة مثل الاكف كأنها

من الجزع كبرى لم ترض بنظام

لها حلة من جلنار وسوسن

مغمدة بالآس غب غمام

٢٥٨

تمازج فيها لون حب وعاشق

كساه الهوى والبين ثوب سقام

وابدى لها التحزيز تخضيب كاعب

غلامية ذات اعتدال قوام

رياضية مسكية عسلية

لها لون ديباج وعرف مدام

اذا فصلت للاكل كانت أهلة

وان لم تفصل فهي بدر تمام

والبطيخ المخطط الاصفر وهو المسمى في الشام بالشمام وفي مصر يسمونه اللفاح وهو نوع صغير مستدير مخطط بحمرة وصفرة على شكل الثياب العتابي وهو في طبعه ومزاجه متوسط بين البطيخين الا أنه أقل رطوبة من البطيخ الهندي وأغلظ من البطيخ الخفيقى ورائحته باردة طيبة مسكنة للحرارة جالبة للنوم ، ولأجل ذلك ظنت عامة المصريين انه نوع من اللفاح الذي هو ثمر اليربوح. والله تعالى أعلم

٢٥٩

وفيه يقول كشاجم :

للأنف والعينين في يربوحه

لون المحب وعطرة المعشوق

صفراء طيبة النسيم كأنها

بلورة محشوة بخلوق

ولأبي طالب فيه :

ومصفرة فيها طرائق خضرة

كما اخضر مجرى السيل من صيب المزن

كحقة عاج زينت بزبرجد

حكت قطع الياقوت في غلف القطن

وقال ابن المعتز فى اللفاح :

انظر الى اللفاح في شكله

وحسنه المبدع النقش

مثل عروس خضبت كفها

لم تعلق الحناء بالغش

وقال فيه ظافر الحداد :

اهدى الىّ الظبى لقاحة

قد ضمخت بالمسك والعنبر

كانما اللفاح في كفه

سبيكة من ذهب أحمر

ومن محاسن الشام (برزة) وهي من متنزهات دمشق التي يرحل اليها وهي شمال ضمير وبها مقام نبى الله

٢٦٠