الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الدكتور حسن حطيط

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

المؤلف:

الدكتور حسن حطيط


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
ISBN: 9953-75-031-9
الصفحات: ١٤٤

١
٢

٣
٤

٥
٦

إهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

سورة الأحقاف : ١٥

إلى والديّ ـ رحمهما‌الله ـ

مع حبي وامتناني وشكري وشوقي الكبير لهما ...

٧
٨

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم مجموعة متنوعة من المقالات والمحاضرات التي خطّها القلم عبر السنين القريبة الماضية ، ليعبّر عمّا كان يعتمر فيه من دهشة وذهول عند وقوفه أمام شعاع من أشعّة النور المنبعثة من آية من آيات القرآن الكريم.

ولقد نشرت بعض المجلّات المتخصّصة بعضا من هذه المقالات لكنها ظلّت بمجموعها تنتظر الظهور في كتاب يجمعها في محاورها الرئيسية في منظومة واحدة موحّدة لكي تؤدي هدفها المنشود في استقراء بعض من أسرار الإعجاز العلمي في القرآن أو بثّ عبق من عطره الأخّاذ المتألّق عبر الدهور والأجيال والمتجدّد بتجدّد الأزمان والآجال. ولقد كان لعملي في مجال الطبّ وتخصّصي في أمراض الأنسجة والخلايا الأثر الكبير في التركيز على بعض المواضيع الجديدة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والذي كثر الباحثون فيه والدارسون والمتخصصون والمستكشفون خاصة في مجال العلوم الفلكية والجيولوجية والمناخية والنباتية والحيوانية والبشرية ... ولقد حاولت عبر هذه الإضاءات طرق أبواب جديدة قلّ أو ندر طارقوها من قبل كعوالم الوراثة وموت الخلايا المبرمج والوقاية من السرطان والحركة

٩

الكونية للإنسان وغيرها من المواضيع التي ارتأيت توزيعها في محاور رئيسية أربعة تسبقها «افتتاحية ـ مدخل» تمهّد لها ، وتتبعها «خاتمة» تكون لها نهاية.

وتتوزّع المحاور على الشكل التالي :

ـ افتتاحية / مدخل : جدلية العلاقة بين العلم والإيمان «العلم والإيمان ... إلى أين؟».

ـ المحور الأول : إضاءات على الإعجاز العلمي في الخلق والتقويم.

ـ المحور الثاني : إضاءات على الإعجاز العلمي في الأمر والتقدير.

ـ المحور الثالث : إضاءات على الإعجاز العلمي في النهي والتحذير.

ـ المحور الرابع : إضاءات على الإعجاز العلمي في المقادير والآجال.

ـ الخاتمة : إضاءات على الإعجاز العلمي في علاقة الإنسان بالكون.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

الدكتور حسن يوسف حطيط

دبي ـ ١٧ ربيع الأول ـ ١٤٢٥ ه‍.

١٠

افتتاحية / مدخل :

جدليّة العلاقة بين العلم والإيمان

ـ «العلم والإيمان .. إلى أين؟»

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

فصّلت : ٥٣

١١
١٢

العلم والإيمان .. إلى أين؟

خلق الله العليّ القدير الكون ، وجعل فيه آيات باهرة وآثار دامغة ، تدلّ على إبداعه وتفرّده ووحدانيته ورحمته وجبروته وعظمته وأبديته وأزليته ، ثم جعل في الكون الواسع الرحب مخلوقات مادية ونباتية وحيوانية وبشرية وأخرى نجهلها وأخرى لم يصلنا ذكرها .. وجعل فيها آيات وعلامات ودلائل لتكون حجّة عليها وعلى غيرها في الخلق.

ولقد سأل الله تعالى الإنسان عبر أنبيائه ورسله وكتبه ووحيه أن يتأمل في السماوات والأرض وينظر في نفسه وجسمه وأعضائه ، ويتعرّف على أسرار الكون والخلق والطبيعة وأسرار الحياة والموت. ولقد وجد الإنسان في نفسه شعورا فطريا وميلا للتعرّف والتقصي والاستقراء والاستنباط والتأمل والتفكّر ، كما استفزّت الظواهر الطبيعية والكونية والتغيّرات الخارجيّة والداخلية الطارئة على جسمه ومحيطه ، كل هذه المشاعر والميول لتجعل من هذا الكائن البشري باحثا دائما عن الحقيقة وأسرار الأشياء. وهكذا نشأت العلوم وازدهرت وانقسمت وتفرّعت وتشعبت ، وتفتحت أبواب عند كل باب ، وأدّت المخارج إلى مداخل جديدة وانتقلت العلوم من محطة إلى محطات أخرى كثيرة لا يزال الإنسان يكتشف أسرارها ويسبر أغوارها.

وبرز للإنسان سؤال كبير عند كل محطة وعند كل باب وعند كل

١٣

محاولة لاستكشاف أسرار الأشياء وهو السؤال عن السبب الأول أو العلّة الأصلية أو مسبّب الأسباب أو علّة العلل ، ومن هو المسيّر للإرادات أو الإرادة الأولى والأخيرة والأقوى والأعظم.

صارت الظواهر والأحداث والمخلوقات تتحدث عن أنفسها وعن كيفية حدوثها وتطورها ووظائفها ونتائجها ، وصار الإنسان يقرأ الكون ويستشف منه التنظيم والإبداع والدقة والتناسق والتناغم والترابط والتكامل وغيرها من القوانين والنظم والمعايير والأسس التي بني عليها الكون وأنشئت الخلائق. وبعثت ظواهر التراتب والتسلسل والتضاد والتشابه والتزاوج والتناسل والشيخوخة والموت ، أسئلة كانت مصادر للقلق والحيرة والخوف من جهة ، ومباعث للدهشة والانبهار والمتعة والنشوة من جهة أخرى. ولقد تطوّرت هذه المشاعر والأحاسيس والأفكار عبر الحضارات والأجيال والقرون ، وخاضت آلاما وحروبا وضغوطا وانحرافات وضياعا ، حتى تمخّضت في القرون الأخيرة عن مسالك للنور والسعادة والبهجة والراحة والنشوة حينما راحت الأسئلة تلتقي بأجوبتها الواحدة تلو الأخرى ، بظلّ الأديان السماوية والتطوّر العلمي والتقني والعقلي والفلسفي ، وحينما اجتمع وتلاقى الإيمان الحقيقي بالعلم الحقيقي واتّحدا ليفتحا الآفاق على مصراعيها وينشرا النور والسعادة في العقول والقلوب على السواء!

العلم والإيمان في الحضارات القديمة :

أسّست الحضارات القديمة ومعتقداتها على ما كانت تستشفّه في انبهارها وخوفها ودهشتها أمام الظواهر الطبيعية كالبراكين والصواعق

١٤

والعواصف والنيران والرياح ، وأسبغت على هذه الظواهر ستارا من القداسة وألهتها ، وقدّمت لها القرابين والولاء وتعبّدت لها. كانت مشاعر الإيمان عند تلك الشعوب ساذجة حائرة مقتصرة على مشاعر الخوف ورجاء الخلاص من بطش تلك الظواهر أو من سيطرة الكواكب ، أو من غضب بعض المخلوقات الغربية ، وكانت تلك الشعوب تقدم أغلى ما عندها إرضاء لتلك النزعات البدائية. ثم قامت تلك الحضارات القديمة بتأليه أصنام بنتها هي لتسقط عليها حاجتها الفطرية لتقديس شيء عظيم يحميها مما تخافه وتتفاداه من أذى ، مطلقة العنان لعواطفها الساذجة ومكنونات نفوسها الخائفة ، كل ذلك من دون إدراك كامل لحقيقة الأشياء ومن دون معرفة صحيحة بآثار الأفعال ونتائجها ، ثم أخذت بعض الحضارات القديمة بتأليه بعض الأشخاص من الطغاة والحكام والسحرة والمشعوذين وأسقطت عليهم كل هالات التقديس ليزدادوا طغيانا وعبثا وتسلطا على الشعوب وأفكارها ومعتقداتها.

وتطوّر التقديس عند بعض الشعوب فقامت باختراع آلهة أسطورية خيالية متعدّدة ذات أسماء ووظائف وكيانات مختلفة ، وربطت أفعالها بما كانت تراه في السماء من نجوم وكواكب وأجرام ورياح وغمائم وأنوار ، وصارت تحيك الحكايا والأساطير حولها وتتبناها طقوسا وأعيادا واحتفالات ونذورا وقرابين في المواسم والفصول والمحطات الزمانية والمكانية.

العلم والإيمان في الأديان السماوية قبل الإسلام :

بعد ظهورها وانتشارها وقعت معظم الأديان السماوية قبل الإسلام في

١٥

شرك التضارب بين المؤسسات الدينية والمذاهب العلمية الباحثة عن حقيقة الأشياء ، واصطدم معظمها بإشكالية الصراع بين المصالح في تلك المؤسسات والمصالح العلمية وأساليبها المبنية على التجربة والحسّ والمنطق والعقل. أسّس كل ذلك لظهور مفهوم خاطئ أدّى إلى بروز فصل بين الدين والإيمان من جهة ، والعلم والعقل من جهة أخرى. وصارت المؤسسات الدينية وخاصة في العصور الوسطى تحارب وتكفّر العلماء الباحثين عن أسرار الخلق والطبيعة. ووصلت الأحوال بما سمّي بالعلماء «الزنادقة» أن أجبروا بطريقة أو بأخرى على الابتعاد عن الدين وفضائه الرحب ، فعاشوا حالات التشكيك والشك الدائم أمام السؤال الكبير الذي كان يواجههم : العلّة الأولى والأخيرة؟؟ وإزاء تلك الإشكالية ظهرت مجموعات من الباحثين العلميين نادت بعظمة الطبيعة وقدرتها الذاتية الخلاقة أو بقدرة الصدفة على تأسيس الكون عبر اجتماع احتمالات بعيدة والتقائها في نقطة ما تحوّل ما بعدها إلى حقائق أو بتأليه الإنسان وقدراته أو حتى بتأليه المادة والطاقة المستمدة منها ...

كل ذلك أدّى إلى تفاقم الصراع في العصور الوسطى ، وإلى انفصام العرى بين الشعور الديني والمنطق العقلي في بداية النهضة الصناعية في بلاد الغرب ، حيث بات من المستحيل ردم الهوّة الآن بين الجانبين.

ومن الأسباب العميقة لذلك الشرخ القديم ، وجود خلل واضح في القدرة على التآلف والتكامل والتناسق بين العقل وبين بعض المعتقدات المعروفة بالدوغما (أو المعتقدات المفروضة) التي ترفض المنطق في

١٦

أسسها ، كمفاهيم بنوة الخالق والتثليث وضعف الخالق أمام مخلوقاته والأساطير التي حيكت حول الرسل ومفاهيم أخرى يستحيل على العقل أن يتقبلها ويستسيغها.

العلم والإيمان في الإسلام :

جاء الإسلام حاملا مفاهيم إيمانية سامية ومتكاملة جعلت من العلم والإيمان بعدين موحدين يجتمعان في جبهة واحدة ضد الشرك والكفر والظلمات والجهل ، هي جبهة البحث عن الحقيقة. كما حضّ الإسلام على العلم والتعلّم والبحث والتأمل والسير في الأرض للنظر في آيات الخلق ، ودعا إلى إيمان خالص ذي عقلانية وعقلية منطقية هادفة وواضحة المعالم. وارتفع الإيمان الفطري في الإسلام وعبر التزاوج بين العلم والإيمان إلى أعلى درجات اليقين والتصديق والكمال. واستفاد الإنسان من التحفيز الدائم له للمعرفة واستقراء الآثار والدلائل والبراهين واستنباط النتائج ، عبر السير في الآفاق والنظر في نفسه ومحيطه والتأمل في الكون ، ليصل إلى نتيجة نهائية أكيدة وهي التزاوج والتآلف والتناغم بين الخطين الإيماني والعلمي في بوتقة متوازنة. وهكذا ، وبسبب كل ذلك ظهرت مدارس كثيرة ومتعددة عمادها علماء متدينون ورجال دين عالمون على مدى التاريخ الإسلامي ، وصار علماء الدين يبرعون في الطب والفيزياء والفلك والزراعة والرياضيات والكيمياء ، وصار رجال العلم التجريبي والحسّي يبرعون في الفقه والأصول وعلم الأخلاق والروحانيات والإلهيات ، على عكس ما كان يجري في أوروبا من تضارب وتطاحن وتنافس بين المؤسسات الدينية والمعاهد العلمية.

١٧

أما المساهم الأكبر والأعظم في ترسيخ وتوثيق عرى التزاوج بين العلم والإيمان في الإسلام ، فهو كتاب الله العزيز القرآن الكريم الذي حضّ بشكل لافت على العلم والمعرفة والتحقق والتأمل وسبر أغوار الكون وأسراره ، كما أورد في طيّاته إشارات صريحة وأوصاف بديعة ودلائل دامغة أدّت فيما أدّت إلى ظهور العلم الذي صار يعرف بالإعجاز القرآني.

تنوعت الأبحاث والدراسات في الإعجاز العلمي القرآني وتشعبت ، وبرزت بشكل خاص وباهر الدراسات الطبية والفلكية حيث أسهمت بشكل واضح في فهم بعض الآيات على ضوء المكتشفات العلمية الحديثة. كما أدهشت وحيّرت عقول العامة والخاصة في دقتها وبراعتها ووصفها المعجز لأمور لم تكتشف إلا في عصرنا الحاضر ، وبعد تطوّر المراصد الفلكية والمجاهر الإلكترونية والتقنيات المختصة.

وتطابقت هذه الإشارات واللطائف البديعة مع المصطلحات العلمية والأوصاف المستعملة حديثا في العلوم الفلكية والطبية الحديثة. وكأنما كان الهدف من ذلك لفت أنظار الإنسان دوما إلى نفسه ومحيطه الكوني ليتعرف على الأسرار البديعة ويكتشفها شيئا فشيئا ، وطورا فطورا حتى يشعر بعظمة خالقه في كل حين ومهما طالت فيه الأيام.

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت : ٥٣].

ولتوكيد ذلك نستعرض بعضا من الإعجازات العلمية المؤكدة والصريحة التي لم تظهر بحقيقتها المدهشة إلّا بعد مضي قرون من المعرفة

١٨

والبحث والتطوّر والنموّ في الوعي البشري والمنطق العقلي والتقنية العلمية ، والتي من المؤكد ستظل تدلي بدلوها الإعجازي في القرون القادمة لأن القرآن الكريم معجزة خالدة وإعجازه باق أبد الدهور :

١ ـ مراحل وأطوار خلق الجنين ومطابقة الوصف التفصيلي لما ورد في كتب علوم الأجنّة الحديثة ، ومقاربة الكلمات القرآنية للمصطلحات الحديثة الواردة في الكتب الطبية المعاصرة (بعد ظهور التشريح والمجهر والتقنيات الجديدة) :

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٤) [المؤمنون : ١٢ و ١٣ و ١٤].

٢ ـ مسئولية الذكر (المني) عن تحديد جنس الجنين (وهذا ما ثبت في عصرنا الحالي بعد ظهور علم الوارثة وعلم الخلايا وتطور المجهر الإلكتروني).

(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣٩) [القيامة : ٣٧ ـ ٣٩]. (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) (٤٦) [النجم : ٤٥ ـ ٤٦].

٣ ـ الطب الوقائي وأسسه ومفاهيمه المبنية على قواعد النهي عن مصادر العدوى والإسراف في الأكل والشراب والابتعاد عن المواد أو الأشربة المضرّة وغير النافعة وعدم تحميل الجسم ما لا طاقة له عليه ، وعدم الاقتراب من أسباب الأذى وانتقاله ونقله إلى الآخرين :

١٩

(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) [الإسراء : ٣٢] (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) [البقرة : ٢٢٢]. (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) [البقرة : ٢١٩]. (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) [الأعراف : ٣١]. (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) [البقرة : ١٧٣]. (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها) [البقرة : ٢٣٣]. (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) [الأنعام : ١٥١].

٤ ـ مبادئ علم الوراثة وأسسه المتعلقة بالخلق والحياة والموت وتحديد الجنس وتقدير عملية التخلّق والنمو والوظائف :

(مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) (١٩) [عبس : ١٩]. (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) (٤٦) [النجم : ٤٥ ـ ٤٦]. (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٥٤) [الفرقان : ٥٤]. (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) (١٤) [نوح : ١٤].

٥ ـ مبادئ نشأة الكون ونهايته وعالم المجرّات والكواكب ووصف السماوات وظواهرها الكونية ومعالمها المخفية والمرئية كل ذلك بأساليب ومصطلحات لا يمكن أن يفهمها الإنسان إلا إذا كان ضليعا بمكتشفات العصر الحديث (وبعضها من سنوات قليلة):

(خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) [لقمان : ١٠]. (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [الأنبياء : ٣٠]. (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٤٧) [الذاريات : ٤٧]. (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) [الأنبياء : ١٠٤]. (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (١) [البروج : ١]. (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) (١١) [الطارق : ١١]. (وَالسَّماءِ ذاتِ

٢٠