معجم البلدان - ج ٥

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٥

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦١

أبحنا حمى قوم وكان حماهم

حراما على من رامه بالعساكر

نَرْمَاسِير : مدينة مشهورة من أعيان مدن كرمان ، بينها وبين بمّ مرحلة ، وإلى الفهرج على طريق المفازة مرحلة.

نَرْمَقُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الميم ، وقاف ، وأهلها يسمونها نرمه : من قرى الريّ ، ينسب إليها أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي ، روى عن سهل بن عبد ربه السندي ، روى عنه محمد بن المرزبان الارمي الشيرازي شيخ أبي القاسم الطبراني.

نَرْيانُ : بالفتح ثم السكون ثم ياء ، وآخره نون : قرية بين فارياب واليهودية من وراء بلخ ، كذا رأيته.

نَرِيزُ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ثم ياء ساكنة ثم زاي : بليدة بأذربيجان من نواحي أردبيل ، ينسب إليها أحمد ابن عثمان النريزي ، حدث عن أحمد بن الهيثم الشعراني ويحيى بن عمرو بن فضلان التنوخي ، حدث عنه أبو الفضل الشيباني قال : كان حافظا ، وقد ذكره البحتري في شعره ، وينسب إليها أيضا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف النريزي المراغي ، كان من الأئمة المبرّزين مع زهد وورع ، انتقل إلى نيسابور وولي التدريس والإمامة بمسجد عقيل ، روى عن أبي عبد الله المحاملي وأبي القاسم بن بشران وغيرهما ، روى عنه أبو البركات البغدادي وأبو منصور الشحّامي وغيرهما ، توفي سنة ٤٩١.

باب النون والزاي وما يليهما

نَزّاعَةُ الشَّوَى : بالفتح ثم التشديد ، وبعد الألف عين مهملة ، من نزعت الشيء إذا قلعته ، والشوى ، بالشين المعجمة : اليدان والرجلان ، وقحف الرأس وأطراف الشيء يقال لها شوى ، وقيل : الشوى الشيء اليسير ، وما كان غير مقتل فهو شوى ، ونزاعة الشوى : موضع بمكة عند شعب الصّفيّ ، عن الحازمي.

نَزَعَةُ : بالتحريك ، وهو البقعة التي لا نبت فيها ، من النزع وهو انحسار الشعر عن الرأس ، والنزعة أيضا : الرّماة ، واحدهم نازع ، قال العمراني : النزعة نبت معروف واسم موضع.

نَزَلٌ : بالتحريك ، وآخره لام ، يقال : طعام قليل النزل أي الرّيع والفضل ، قال الخوارزمي : نزل اسم جبل.

نَزْوَةُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الواو ، والنزو : الوثب ، والمرّة الواحدة نزوة : جبل بعمان وليس بالساحل عنده عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الاسم فيها قوم من العرب كالمعتكفين عليها وهم خوارج إباضية يعمل فيها صنف من الثياب منمّقة بالحرير جيدة فائقة لا يعمل في شيء من بلاد العرب مثلها ومآزر من ذلك الصنف يبالغ في أثمانها ، رأيت منها واستحسنتها.

باب النون والسين وما يليهما

نَسَا : بفتح أوله ، مقصور ، بلفظ عرق النّسا ، قال ابن السكيت : هو النسا لهذا العرق ولا يقال عرق النساء ، وأنشد غيره :

وأنشب أظفاره في النسا

وأنشد للبيد :

من نسا الناشط إذ ثورته

فأما اسم هذا البلد فهو أعجميّ فيما أحسب ، وقال أبو سعد : كان سبب تسميتها بهذا الاسم أن المسلمين لما وردوا خراسان قصدوها فبلغ أهلها فهربوا ولم يتخلف بها غير النساء فلما أتاها المسلمون لم يروا بها

٢٨١

رجلا فقالوا : هؤلاء نساء والنساء لا يقاتلن فننسأ أمرها الآن إلى أن يعود رجالهن ، فتركوها ومضوا فسمّوا بذلك نساء ، والنسبة الصحيحة إليها نسائيّ وقيل نسويّ أيضا ، وكان من الواجب كسر النون : وهي مدينة بخراسان ، بينها وبين سرخس يومان ، وبينها وبين مرو خمسة أيام ، وبين أبيورد يوم ، وبين نيسابور ستة أو سبعة ، وهي مدينة وبئة جدّا يكثر بها خروج العرق المدينيّ حتى إن الصيف قلّ من ينجو منه من أهلها ، وقد خرج منها جماعة من أعيان العلماء ، منهم : أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي القاضي الحافظ صاحب كتاب السنن وكان إمام عصره في علم الحديث وسكن مصر وانتشرت تصانيفه بها وهو أحد الأئمة الأعلام ، صنّف السنن وغيرها من الكتب ، روى عن قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وإسحاق بن شاهين وإسحاق بن منصور الكوسج وإسحاق بن موسى الأنصاري وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وأحمد بن بكار بن أبي ميمونة وعيسى بن حماد ورغنة والحسن ابن محمد الزعفراني ، قدم دمشق فسمع هشام بن عمّار ودحيما وجماعة كثيرة يطول تعدادهم ، روى عنه أحمد ابن عمير بن جوصا ومحمد بن جعفر بن ملّاس وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو الميمون بن راشد وأبو الحسن بن خذلم وأبو بشر الدولابي وهو من أقرانه وأبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ النياموزي الطبراني وأبو سعيد الأعرابي وأبو جعفر الطحاوي وغيرهم ، وسئل عن مولده فقال : أشبه أن يكون سنة ٢١٥ ، وسئل أبو عبد الرحمن النسائي عن اللحن يوجد في الحديث فقال : إن كان شيء تقوله العرب ، وإن كان لغة غير قريش فلا تغيّر لأن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، كان يكلم الناس بكلامهم ، وإن كان مما لا يوجد في لغة العرب فرسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، لا يلحن ، وسئل أبو عبد الرحمن بدمشق عن فضائل معاوية فقال : معاوية لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل ، فما زالوا يدفعون في خصيته حتى أخرج من المسجد ، قال الدارقطني : فقال : احملوني إلى مكة ، فحمل إليها وهو عليل فتوفي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وكانت وفاته في شعبان سنة ٣٠٣ ، وقال أبو سعيد ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي إنه مات بفلسطين في صفر من هذه السنة ، وأبو أحمد حميد بن زنجويه واسمه مخلد بن قتيبة بن عبد الله وزنجويه لقب مخلد الأزدي النسوي وهو صاحب كتاب الترغيب وكتاب الأموال ، وكان عالما فاضلا ، سمع بدمشق هشام بن عمّار ، وبمصر عبد الله بن صالح وسعيد بن عفير ، وسمع بقيسارية وحمص وبالعراق يزيد بن هارون والنضر بن شميل وأبا نعيم وأبا عاصم النبيل وحج وسمع بمكة ، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيّان وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم ، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البنّاء : نسا مدينة بخراسان. ونسا : مدينة بفارس. ونسا : مدينة بكرمان ، وقال الرّهني : نسا من رساتيق بمّ بكرمان. ونسا : مدينة بهمذان.

وأبرق النساء : في ديار فزارة ، وقال الشاعر في الفتوح يمدّ نساء :

فتحنا سمرقند العريضة بالقنا

شتاء وأوعسنا نؤمّ نساء

فلا تجعلنّا يا قتيبة والذي

ينام ضحى يوم الحروب سواء

نِسَاحٌ : بالكسر ، وآخره حاء مهملة ، والنّسح والنّساح : ما تحاتّ عن التمر من قشره وفتات

٢٨٢

أقماعه ، وجمعه نساح ، ورواه العمراني بالفتح نصّا والأزهري قال بالكسر : وهو واد باليمامة ، قال نصر : نساح ناحية من جوّ اليمامة لآل رزان من بني عامر ، وقيل : واد يقسم عارض اليمامة أكثر أهله النمر بن قاسط ، وقال : نساح موضع أظنه بالحجاز ، قال عرقل بن الخطيم :

لعمرك للرّمان إلى بشاء

فحزم الأشيمين إلى صباح

أحبّ إليّ من كنفي بحار

وما رأت الحواطب من نساح

وحجر والمصانع حول حجر

وما هضمت عليه من لقاح

وذكره الحفصي في نواحي اليمامة وقال : هو واد ، وأنشد ، وقال السكري : نساح اسم جبل ، ويوم نساح : من أيام العرب مشهور ، وقيل : نساح موضع بملك.

النِّسَارُ : بالكسر ، وهو مثل القتال والضّراب والخصام ، من نسر البازي اللحم إذا نتفه بمنقاره ، وبه سمّي منقار الجوارح من الطير منسر ، قيل : هي جبال صغار كانت عندها وقعة بين الرباب وبين هوازن وسعد بن عمرو بن تميم فهزمت هوازن فلما رأوا الغلبة سألوا ضبّة أن تشاطرهم أموالهم وسلاحهم ويخلوا عنهم ففعلوا ، فقال ربيعة بن مقروم :

قومي فإن كنت كذّبتني

بما قلت فاسأل بقومي عليما

فدى ببزاخة أهلي لهم

إذا ملؤوا بالجموع القضيما

وإذ لقيت عامر بالنسا

ر منهم وطخفة يوما غشوما

به شاطروا الحيّ أموالهم

هوازن ذا وفرها والعديما

وقيل : النسار ماء لبني عامر بن صعصعة ، وقال بعضهم : النسار جبل في ناحية حمى ضرية ، وقال الأصمعي : سألت رجلا من بني غنيّ أين النسار فقال : هما نسران وهما أبرقان من جانب الحمى ولكن جمعا وجعلا موضعا واحدا ، وقيل : هو جبل يقال له نسر فجمع في الشعر ، وقيل : هي الأنسر براق بيض في وضح الحمى بين العناقة والأودية والجثجاثة ومذعار والكور وهي مياه لغني وكلاب ، والأكثر أنه جبل ، قال أبو عبيدة : النسار أجبال متجاورة يقال لها الأنسر وهي النسار وكانت به وقعة ، قال النّظّار الأسدي :

ويوم النسار ويوم النضا

ر كانوا لنا مقتوي المقتوينا

المقتوي : الخادم ، كأنه يقول : إنهم صاروا خدم خدمنا ، وقيل : القاوي الآخذ ، يقال : قاوه أي أعطه نصيبه ، وقال الشاعر :

وهم درعي التي استلأمت فيها

إلى أهل النسار وهم مجنّي

وقال بشر بن أبي خازم :

ويوم النّسار ويوم الجفا

ر كانا عذابا وكانا غراما

وسبت بنو أسد نساء كثيرة من نساء ذبيان فقالت سلمى بنت المحلق تعيّر جوّابا والطفيل وغيرهما :

لحى الإله أبا ليلى بفرّته

يوم النسار وقنب العير جوّابا

كيف الفخار وقد كانت بمعترك

يوم النسار بنو ذبيان أربابا؟

٢٨٣

لم تمنعوا القوم ، إذا شلّوا سوامكم ،

ولا النساء وكان القوم أحزابا

النَّسّاسَةُ : بالفتح ، وتشديد السين وبعد الألف سين أخرى مهملتين ، والنّسّ : السوق الشديد ، والنساسة : من أسماء مكة كأنها تسوق الناس إلى الجنة والرحمة ، والمحدث بها إلى جهنم.

نِسْتَرُ : بكسر النون ثم السكون ، وتاء مثناة من فوقها ، وراء ، كلمة نبطية : اسم لصقع بسواد العراق ثم من نواحي بغداد فيه قرى ومزارع.

نَسْتَرُو : بالفتح ثم السكون ، وتاء مثناة من فوقها ، وراء مضمومة ، وواو ساكنة : جزيرة بين دمياط والإسكندرية يصاد فيها السمك وعليها ضمان خمسين ألف دينار وليس عندهم ماء وإنما يأتيهم في المراكب فإذا لاحت لهم مراكب الماء ضربوا بوق البشارة سرورا ثم يأتي كلّ رجل بجرته يأخذ فيها الماء ويحملها إلى بيته يتقوّت به وقت عدمه ، وقيل : هي جزيرة ذات أسواق في بحيرة منفردة.

نَسْجَانُ : موضع في بلاد هوازن ، عن نصر.

نَسْرٌ : بالفتح ثم السكون ، وراء ، بلفظ النسر من جوارح الطير : موضع في شعر الحطيئة من نواحي المدينة ، ذكرها الزبير في كتاب العقيق وأنشد لأبي وجرة السعدي :

بأجماد العقيق إلى مراخ

فعنف سويقة فنعاف نسر

ونسر : أحد الأصنام الخمسة التي كان يعبدها قوم نوح ، عليه السّلام ، وصارت إلى عمرو بن لحيّ ، كما ذكرنا في ودّ ، ودعا القوم إلى عبادتها فكان فيمن أجابه حمير فأعطاهم نسرا ودفعه إلى رجل من ذي رعين يقال له معدي كرب فكان بموضع من أرض سبإ يقال له بلخع فعبدته حمير ومن والاها فلم تزل تعبده حتى هوّدهم ذو نواس ، وقال الحافظ أبو القاسم في كتابه : عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو محمد النسري الداورداني قدم دمشق وسمع بها أبا محمد بن أبي نصير ، روى عنه علي بن الخضر السلمي. والنسر : ضيعة من ضياع نيسابور ، هكذا ذكره في آخر كلامه ، وقال أبو المنذر : اتخذ حمير صنما اسمه نسر فعبدوه بأرض يقال لها بلخع ، ولم أسمع حمير سمت به أحدا ، يعني قالوا عبد نسر ، ولم أسمع له ذكرا في أشعارها ولا أشعار أحد من العرب ، وأظن ذلك لانتقال حمير ، وكان أيام تبّع ، من عبادة الأصنام إلى اليهودية ، قلت وقد ذكره الأخطل فقال :

أما ودماء مائرات تخالها

على قنّة العزّى وبالنسر عندما

وما سبّح الرحمن في كل بيعة

أبيل الأبيلين المسيح بن مريما

لقد ذاق منا عامر يوم لعلع

حساما إذا ما هزّ بالكفّ صمّما

نِسْعٌ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وعين مهملة ، والنسع المفصل بين الكفّ والساعد ، والنسع الريح الشمال ، والنسع سير مضفور من أدم تشد به الرحال : وهو موضع حماه رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، والخلفاء بعده ، وهو صدر وادي العقيق بالمدينة ، قال ابن ميادة يخاطب خليلين له :

وسيلا ببطن النسع حيث يسيل

نَسَفَانُ : بالتحريك ، يقال : نسف البناء إذا قلعه ، والنسف : القلع ، هذا هو الأصل في كل ما جاء فيه : من مخاليف اليمن ، بينه وبين ذمار ثمانية

٢٨٤

فراسخ ، ومنه إلى حجر وبدر عشرون فرسخا.

نَسَفُ : بفتح أوله وثانيه ثم فاء : هي مدينة كبيرة كثيرة الأهل والرستاق بين جيحون وسمرقند ، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم في كل فن ، وهي نخشب نفسها ، قال الإصطخري : وأما نسف فإنها مدينة ولها قهندز وربض ولها أبواب أربعة وهي على مدرج بخارى وبلخ وهي في مستواة والجبال منها على مرحلتين فيما يلي كش ، وأما ما بينها وبين جيحون فمفازة لا جبل فيها ، ولها نهر واحد يجري في وسط المدينة وهي مجمع مياه كش فيصير منها هذا النهر فيشرع إلى القرى ، ودار الإمارة على شط هذا النهر بمكان يعرف برأس القنطرة ، ولنسف قرى كثيرة ونواح ولها منبران سوى المدينة ، والغالب على قراها المباخس ، وليس بنسف ورساتيقها نهر جار غير هذا النهر وينقطع في بعض السنة ، ولها آبار تسقي بساتينهم ومباقلهم ، والغالب على نسف الخصب ، وقد خرج منها خلق كثير من العلماء ، منهم : أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش النسفي ، كان من جلّة العلماء وأصحاب الحديث الثقات ، كتب الكثير وجمع السّنّة والتفسير ، وحدث عن قتيبة بن سعيد وهشام بن عامر الدمشقي وحرملة بن يحيى المصري ، روى عنه كثير من العلماء ، ومات سنة ٢٩٤.

نَسْلٌ : بالفتح ثم السكون ، ولام ، وهو الولد ، والنسل أيضا : الإسراع في المشي ، والنسل : نسل الريش وغيره إخراجه من مكانه ، والنسل : واد بالطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية ، ورواه بعضهم بسل ، بالباء الموحدة ، ذكر في موضعه.

نِسْنَانُ : بالكسر ، وبعد السين نون أخرى ، وفي آخره نون ، باب نسنان : من أبواب الرّبض بمدينة زرنج وهي قصبة سجستان.

النُّسُوخُ : بالضم ، وسين مهملة ، وآخره خاء معجمة ، والنسخ : إبطال الشيء وإقامة غيره مقامه ، قال السكوني : وعن يسار القادسية في شرقيها على بضعة عشر ميلا عين عليها قرية لولد عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس يقال لها النسوخ من ورائها خفّان.

النُّسُوعُ : بالضم ، جمع نسع ، وقد ذكر آنفا ، وقد يضاف إليه ذو : وهو من أشهر قصور اليمامة ، بناه الحارث بن وعلة لما أغار على السواد وأمر كسرى النعمان بن المنذر بطلبه فهرب حتى لحق باليمامة وابتنى ذا النسوع وقال :

بنينا ذا النسوع نكيد جوّا ،

وجوّ ليس يعلم من يكيد

النُّسَيرُ : تصغير نسر : موضع في بلاد العرب كان فيه يوم من أيامهم ، وقال الحازمي : نسير تصغير نسر بناحية نهاوند ، وقال ثعلبة بن عمرو :

أخي وأخوك ببطن النسي

ر ليس به من معدّ عريب

وقال سيف : سار المسلمون من مرج القلعة نحو نهاوند حتى انتهوا إلى قلعة فيها قوم ففتحوها وخلّفوا عليها النسير بن ثور في عجل وحنيفة ، وفتحها بعد فتح نهاوند ، ولم يشهد نهاوند عجليّ ولا حنفيّ لأنهم أقاموا مع النسير على القلعة فسميت القلعة به.

نَسِيحٌ ونِسَاح : واديان باليمامة ، والله الموفق للصواب.

باب النون والسين وما يليهما

نَشَاسْتَجُ : ضيعة أو نهر بالكوفة كانت لطلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة المبشرة ، وكانت عظيمة كثيرة الدخل ، اشتراها من أهل الكوفة المقيمين

٢٨٥

بالحجاز بمال كان له بخيبر وعمرها فعظم دخلها حتى قال سعيد بن العاص وقيل له إن طلحة بن عبيد الله جواد : إن من له مثل نشاستج لحقيق أن يكون جوادا ، والله لو أن لي مثله لأعاشك الله به عيشا رغدا ، قال الواقدي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال : أول من أقطع بالعراق عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، قطائع مما كان من صوافي آل كسرى ومما جلا عنه أهله فقطع لطلحة بن عبيد الله النشاستج ، وقيل : بل أعطاه إياها عوضا عن مال كان له بحضرموت.

النَّشّاش : بالفتح ثم التشديد ، وتكرير الشين ، يقال سبخة نشاشة تنش من النزّ ، والقدر تنش إذا أخذت تغلي ، والنشاش : واد كثير الحمض كانت فيه وقعة بين بني عامر وبين أهل اليمامة ، قال :

وبالنّشّاش مقتلة ستبقى

على النّشّاش ما بقي الليالي

وقال القحيف العقيلي :

تركنا على النّشّاش بكر بن وائل

وقد نهلت منها السيوف وعلّت

نُشَاقٌ : بضم النون ، وآخره قاف ، فعال من نشقت الشيء إذا شممته : موضع في ديار خزاعة.

نِشْبُونَةُ : بالكسر ، وسكون ثانيه ، والباء موحدة ثم واو ، ونون : مدينة أظنها بالأندلس.

نَشْتَبْرَى : بالفتح ثم السكون ، وتاء مثناة من فوق ثم باء موحدة ، وراء مفتوحة مقصورة : قرية كبيرة ذات نخل وبساتين تختلط بساتينها ببساتين شهرابان من طريق خراسان من نواحي بغداد ، خرج منها جماعة ، منهم الملقب بالحافظ لا لأنه محدث أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن المعمّر بن الحسن بن عبيد الله النشتبرى ، تفقه على الشيخ أبي طالب المبارك بن المبارك ابن الخلّ أبي القاسم بن فضلان مدرّس بالمدرسة الشهابية بدنيسر ، وهو شيخ كبير نيف على التسعين سمع قليلا من الحديث.

نَشْكُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره كاف ، نشك عبّاد : قرية من قرى مرو ، ينسب إليها العبادي أبو منصور المظفر بن أردشير الواعظ ، ومولده سنة ٤٩١ ، وبعسكر مكرم كانت وفاته سنة ٥٤٦ ، هكذا يتلفظ أهل مرو بهذه القرية ، وأما المحدثون فيسمونها سنج عباد ، وقد ذكرت في موضعها.

نَشَم : بالتحريك : موضع ، عن نصر.

النَّشْناشُ : بالفتح ، وسكون ثانيه ثم نون أخرى ، وآخره شين ، فعلال من قولهم : نشنش الطائر ريشه إذا نتفه وألقاه ، والنشنشة العجلة : اسم واد في جبال الحاجر على أربعة أميال منها غربيّ الطريق لبني عبد الله بن غطفان ، قال أبو زياد : النشناش ماء لبني نمير ابن عامر وهو الذي قتلت عليه بنو حنيفة.

نُشُورُ : بالضم ، وآخره راء مهملة : من قرى الدينور ، ينسب إليها أبو بكر محمد بن عثمان بن عطاء النشوري الدينوري ، سمع الحديث من نفر كثير من المتأخرين ودخل دمياط ولم يدخل الإسكندرية وكان حسن الطريقة.

نَشُوءةُ : بالفتح ثم الضم ، وسكون الواو ، وهمزة ، وهاء جبل حجازيّ.

نَشَوَى : بفتح أوله وثانيه وثالثه ، والنسبة إليه نشويّ : مدينة بأذربيجان ، ويقال هي من أرّان تلاصق أرمينية وهي المعروفة بين العامة بنخجوان ويقال نقجوان ، قال البلاذري : النشوى قصبة كورة بسفرجان فتحها حبيب بن مسلمة الفهري في أيام عثمان

٢٨٦

ابن عفان ، رضي الله عنه ، وصالح أهلها على الجزية وأداء الخراج على مثل صلح أهل دبيل ، ينسب إليها جماعة ، منهم : حداد بن عاصم بن بكران أبو الفضل النشويّ خازن دار الكتب بجنزة ، روى عن أبي نصر عبد الواحد بن مسرة القزويني وشعيب بن صالح التبريزي ، سمع منه ابن ماكولا ، والمفرّج بن أبي عبد الله النشوي ، روى السلفي عن أبيه أبي عبد الله الحافظ النشوي المعروف بالمشكاني ، وكان أبو عبد الله أبو المفرج من حفاظ الحديث وأعيان الفقهاء يروي عن أبي العباس النبهاني النشوي ونظرائه من شيوخ بلده ، وأحمد بن الحجاف أبو بكر الآذري النشوي ، سمع بدمشق وغيرها أبا الدحداح وأبا السري محمد بن داود ابن نبوس ببعلبك ، وأبا جعفر محمد بن حسين بن يزيد وأبا عبيد الله محمد بن علي بن يزيد بن هارون بكفرتوثا ، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الواقفي بحرّان ، وأبا العباس بن وشا بتنيس وغيرهم ، روى عنه أبو العباس أحمد بن الحسين بن نبهان النشوي الصّفّار وعليّ ومحمد ابنا الحاج المريدان وأبو الحسن عبد الله وأبو صالح شعيب ابنا صالح ومحمد بن أحمد ابن كردان وأبو الفتح صالح بن أحمد المقري وأبو عبد الله محمد بن موسى المقري الآذريون.

نُشَيرٌ : تصغير نشر ضد الطيّ ، بطن النّشير : موضع ببلاد العرب.

باب النون والصاد وما يليهما

نِصَاعٌ : كأنه جمع ناصع ، وهو من كل لون خالصه ، وأكثر ما يقال في البياض : وهو موضع في قول الشاعر :

سقى مأزمي فخّ إلى بئر خالد

فوادي نصاع فالقرون إلى عمد

وجادت بروق الرائحات بمزنة

تسحّ شآبيبا بمرتجز الرعد

النُّصْبُ : بالضم ثم السكون ، والباء موحدة ، والنُّصب الأصنام المنصوبة للعبادة : وهو موضع بينه وبين المدينة أربعة برد ، وعن مالك بن أنس : أن عبد الله بن عمر ركب إلى ذات النصب فقصر الصلاة ، وقيل : هي من معادن القبلية.

النَّصْحاء : بالفتح ثم السكون ، كأنه تأنيث أنصح : موضع.

نَصْرَاباذ : معناه بالفارسية عمارة نصر : محلة بنيسابور ، ينسب إليها جماعة ، منهم : محمد بن أحمد بن عبد الله بن شهمرد أبو الحسن النصرآباذي من فقهاء الريّ ، سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس بن السرّاج وأبا القاسم البغوي وغيرهم ، وأحمد بن الحسن بن الحسين ابن منصور النصرآباذي أخو أبي الحسن ، سمع ابن خزيمة أيضا وجماعة غيره ، قال أبو موسى : وفي أصبهان نصراباذ وموضع بفارس ، ينسب إليها جماعة منهم : أبو عمرو محمد بن عبد الله النصرآباذي ، سمع أبا زهير بن معزا وعبد العزيز بن محمد الرازي ، روى عنه أبو حاتم وقال : لعلي لا أقدم بنصراباذ عليه كبيرا أحدا ، ومحلة بالريّ في أعلى البلد تنسب إلى نصر بن عبد العزيز الخزاعي وكان قد ولي الري في أيام السفاح ولم يزل واليا عليها إلى أن قتل أبو مسلم الخراساني فكتب المنصور إليه كتابا على لسان أبي مسلم بتسليم العمل إلى أبي عبيدة فأجاب فلما تسلّم العمل حبسه وكاتب المنصور بالأمر فأمر بقتله فقتله.

النَّصْرِيّةُ : بالفتح ثم السكون ، وراء ، وياء مشددة للنسبة ، وهاء التأنيث : وهي محلة بالجانب الغربي من بغداد في طرف البرّية متصلة بدار القزّ باقية إلى الآن

٢٨٧

منسوبة إلى أحد أصحاب المنصور يقال له نصر ، وقد نسب المحدثون إليها جماعة بالنصريّ ، منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارستان ، وأبو العباس أحمد بن علي بن دادا ، بدالين مهملتين ، الخبّاز النصري من أهل النصرية ، سمع من أبي المعالي أحمد بن منصور الغزّال وغيره ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ٦١٦.

النِّصْعُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وعين مهملة ، وهو النّطع ، والنصع أيضا : كل لون خالص البياض أو الصفرة أو الحمرة ، والنصع : جبل بالحجاز. وثبير النصع : جبل بالمزدلفة وعنده سدّ الحجاج يحبس الماء عن وادي مكة ، وقيل : النصع جبال سود بين ينبع والصفراء لبني ضمرة ، وقال مزرّد :

أتاني ، وأهلي في جهينة دارهم

بنصع فرضوى من وراء المرابد ،

تأوّه شيخ قاعد وعجوزه

حزينين بالصلعاء ذات الأساود

وقال الفضل بن عباس اللهبي :

فإنك وادّكارك أمّ وهب

حنين العود يتّبع الظرابا

تذكرت المعالم فاستحنّت

وأنكرت المشارع والجنابا

فباتت ما تنام تشيم برقا ،

تلألأ في حبيّ ، أين صابا

أبالبزواء أم بجنوب نصع

أم احتلّت رواياه العنابا؟

نَصِيبِين : بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح ، ومن العرب من يجعلها بمنزلة الجمع فيعربها في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء ، والأكثر يقولون نصيبين ويجعلونها بمنزلة ما لا ينصرف من الأسماء ، والنسبة إليها نصيبيّ ونصيبينيّ ، فمن قال نصيبينيّ أجراه مجرى ما لا ينصرف وألزمه الطريقة الواحدة مما ذكرنا ، ومن قال نصيبيّ جعله بمنزلة الجمع ثم ردّه إلى واحده ونسب إليه : وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان ، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ ، وبينها وبين الموصل ستة أيام ، وبين دنيسر يومان عشرة فراسخ ، وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها ، وقالوا : كان سبب فتحه إياها أنه حاصرها وما قدر على فتحها فأمر أن تجمع إليه العقارب فحملوا العقارب من قرية تعرف بطيرانشاه من عمل شهرزور بينها وبين سمرداذ مدينة شهرزور فرسخ ، فرماهم بها في العرّادات والقوارير وكان يملأ القارورة من العقارب ويضعها في العرّادة وهي على هيئة المنجنيق فتقع القارورة وتنكسر وتخرج تلك العقارب ، ولا زال يرميهم بالعقارب حتى ضجّ أهلها وفتحوا له البلد وأخذها عنوة ، وذلك أصل عقارب نصيبين ، وأكثر العقارب جبل صغير داخل السور في ناحية من المدينة ومنه تنتشر العقارب في المدينة كلها ، ذكر ذلك كله أحمد بن الطيب السرخسي في بعض كتبه ، وطول مدينة نصيبين خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة ، وعرضها ست وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة ، في الإقليم الرابع ، طالعها سعد الأخبية ، بيت حياتها إحدى عشرة درجة من الثور تحت اثنتي عشرة درجة وثمان وأربعين دقيقة من السرطان ، يقابلها مثلها من الجدي ، وقال صاحب الزيج : طول نصيبين سبع وعشرون درجة ونصف ، ونصيبين مدينة وبئة لكثرة بساتينها ومياهها ، وقد روي في بعض الآثار

٢٨٨

أن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، قال : رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت : يا جبرائيل ما هذه المدينة؟ قال : هذه نصيبين ، فقلت : اللهم عجّل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين! وسار عياض بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل الرّها ، قال : كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين الذين معه أصيبوا بالعقارب ، فكتب إليه يأمره أن يوظف على كل حيز من أهل المدينة عدّة من العقارب مسمّاة في كل ليلة ، ففعل فكانوا يأتون بها فيأمر بقتلها حتى قلّت ، وقال سيف : بعث سعد بن أبي وقّاص سنة ١٧ من الكوفة عياض ابن غنم لفتح الجزيرة ، وغير سيف يقول : إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة ، قال عند ذلك ابن عتبان :

ألا من مبلغ عني بجيرا :

فما بيني وبينك من تعادي

فإن تقبل تلاق العدل فينا

فأنسى ما لقيت من الجهاد

وإن تدبر فما لك من نصيب

نصيبين فتلحق بالعباد

وقد ألقت نصيبين إلينا

سواد البطن بالخرج الشداد

لقد لقيت نصيبين الدواهي

بدهم الخيل والجرد الوراد

وقال بعضهم يذكر نصيبين : وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر ، وقال آخر يذم نصيبين فقال :

نصيب نصيبين من ربها

ولاية كل ظلوم غشوم

فباطنها منهم ، في لظى ،

وظاهرها من جنان النعيم

وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان ، منهم : الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ ، قدم دمشق وحدث بها في سنة ٣٤٤ عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصوّاف ومحمد ابن خالد الراسبي البصري وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم ، روى عنه تمام بن محمد وأبو العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ولم يذكر وفاته ، ونصيبين أيضا : قرية من قرى حلب ، وتلّ نصيبين أيضا : من نواحي حلب. ونصيبين أيضا : مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم ، بينها وبين آمد أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حرّان ، ومن قصد بلاد الروم من حرّان مرّ بها.

النُّصَيْعُ : تصغير النصع الذي مرّ قبله : مكان بين المدينة والشام ، وقيل بالباء والضاد ، قال ذلك الحازمي.

نَصِيلُ : قال السكري : تصيل ، بالتاء بنقطتين فوقها : بئر في ديار هذيل ، ونصيل ، بالنون : شعبة من شعب الوادي ، وأنشد :

ونحن منعنا من نصيل وأهلها

مشاربها من بعد ظمء طويل

٢٨٩

بالنون والتاء ، والله أعلم.

باب النون والضاد وما يليهما

نَضَادُ : بالفتح ، وآخره دال مهملة ، من نضدت المتاع إذا رصفته : جبل بالعالية ، قال الأصمعي وذكر النير ثم قال : وثم جبل لغنيّ أيضا يقال له نضاد في جوف النير ، والنير : لغاضرة قيس ، وبشرقيّ نضاد الجثجاثة ، ويبنى عند أهل الحجاز على الكسر وعند تميم ينزلونه بمنزلة ما لا ينصرف ، قال :

لو كان من حضن تضاءل ركنه ،

أو من نضاد بكى عليه نضاد

وقال كثيّر يصرفه :

كأنّ المطايا تتّقي من زبانة

مناكد ركن من نضاد ململم

وقال قيس بن زهير العبسيّ من أبيات :

إليك ربيعة الخير بن قرط

وهوبا للطريف وللتلاد

كفاني ما أخاف أبو هلال

ربيعة ، فانتهت عني الأعادي

تظل جياده يجمزن حولي

بذات الرّمث كالحدإ الصوادي

كأني ، إذ أنخت إلى ابن قرط ،

عقلت إلى يلملم أو نضاد

ويقال له نضاد النير ، والنير : جبل ، ونضاد أطول موضع فيه وأعظمه ، قال ابن دارة :

وأنت جنيب للهوى يوم عاقل ،

ويوم نضاد النير أنت جنيب

ولهم في ذكره أشعار غير قليلة.

النُّضَارَاتُ : أودية من ديار بني الحارث بن كعب ، قال جعفر بن علبة وهو محبوس :

ألا هل إلى ظلّ النضارات بالضحى

سبيل وأصوات الحمام المطوّق

وسيري مع الفتيان كلّ عشيّة

أباري مطاياهم بأدماء سملق

نَضَدُون : بلد بنجد من أرض مهرة بأقصى اليمن.

نَضْلٌ : بالفتح ثم السكون ، من المناضلة وهو المراماة بالنشّاب ، قال الحازمي : موضع أحسبه بلدا يمانيّا.

النَّضِيرُ : بفتح النون ، وكسر الضاد ثم ياء ساكنة ، وراء مهملة : اسم قبيلة من اليهود الذين كانوا بالمدينة وكانوا هم وقريظة نزولا بظاهر المدينة في حدائق وآطام لهم ، وغزوة بني النضير لم أر أحدا من أهل السير ذكر أسماء منازلهم وهو مما يحتاج إليه الناظر في هذا الكتاب ، فبحثت فوجدت منازلهم التي غزاهم النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، فيها تسمّى وادي بطحان ، وقد ذكرته في موضعه فأغنى عن الإعادة ، وبموضع يقال له البويرة ، وقد ذكر أيضا في موضعه ، وكانت غزاة النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، لبني النضير في سنة أربع للهجرة ففتح حصونهم وأخذ أموالهم وجعلها خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان يزرع في أرضهم تحت النخيل فيجعل من ذلك قوت أهله وأزواجه لسنة وما فضل جعله في الكراع والسلاح ، وأقطع منها أبا بكر وعبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنهما ، وقسّمها بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار شيئا إلا رجلين كانا فقيرين سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الساعدي ، قال الواقدي : وكان مخيريق أحد بني النضير عالما فآمن برسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، وأوصى بأمواله لرسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ،

٢٩٠

فجعلها صدقة ، وهي الميثب والصافية والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، وهي مارية القبطية ، وكان رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، أخرج بني النضير على أن لهم ما حملت إبلهم إلا الحلقة والآلة ، والحلقة : هي الدروع ، وقال الزهري : كانت وقعة بني النضير على ستة أشهر من وقعة أحد.

باب النون والطاء وما يليهما

نَطَاعِ : بالفتح ، والبناء على الكسر مثل قطام وحذام ، يقال : وطئنا نطاع بني فلان أي دخلنا أرضهم ، وجناب القوم : نطاعهم ، قال العمراني : نطاع قرية من قرى اليمامة ، قال أبو منصور : ونطاع على وزن قطام ماءة في بلاد بني تميم وقد وردتها ، ويقال : شربت إبلنا من ماء نطاع ، وهي ركية عذبة الماء غزيرته ، وكانت به وقعة بين بني سعد بن تميم وهوذة بن علي الحنفي أخذت بنو تميم فيها لطائم كسرى التي أجارها هوذة بن علي الوارد من عند باذام والي كسرى على اليمن فكان بعدها يوم الصّفقة ، وقد أعربه ربيعة بن مقروم في قوله :

وأقرب منهل من حيث راحا

أثال أو غمازة أو نطاع

فأوردها ولون الليل داج

وما لغبا وفي الفجر انصداع

فصبّح من بني جلّان صلّا

عطيفته وأسهمه المتاع

إذا لم يجتزر لبنيه لحما

غريضا من هوادي الوحش جاعوا

وقال الحفصي : نطاع ، بكسر النون ، واد ونخيل لبني مالك بن سعد بين البحرين والبصرة.

النِّطَاقُ : بكسر أوله ، وآخره قاف ، والنطاق أن تأخذ المرأة ثوبا فتلبسه ثم تشدّ وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل : وهو اسم قارة معروفة منطّقة ببياض وأعلاها بسواد من بلاد بني كلاب ويقال لها ذات النطاق ، وقال أبو زياد : ذات النطاق قارة متصلة بنبر ، وقال ابن مقبل :

ضحّوا على عجل ذات النطاق فلم

يبلغ ضحاؤهم همّي ولا شجني

وقال أيضا :

خلدت ولم يخلد بها من حلّها

ذات النطاق فبرقة الأمهار

نَطَاةُ : بالفتح ، وآخره تاء ، علم مرتجل فيما أحسب ، قيل : هو اسم لأرض خيبر ، وقال الزمخشري : نطاة حصن بخيبر ، وقيل : عين بها تسقي بعض نخيل قراها وهي وبئة ، وقال أبو منصور : قال الليث النطاة حمّى تأخذ أهل خيبر ، قال : غلط الليث في تفسير النطاة ، ونطاة : عين ماء بقرية من قرى خيبر تسقي نخيلها وهي فيما زعموا وبئة ، وقد ذكرها الشاعر يصف محموما فقال :

كأنّ نطاة خيبر زوّدته

بكور الورد ريّثة القلوع

فظنّ الليث أنها اسم للحمّى وهي عين بها ، وقال كثير :

حزيت لي بحزم فيدة نجدي

كاليهوديّ من نطاة الرّقال

نَطَّحُ : اسم موضع على وزن بقّم ، ولم يجيء على هذا الوزن إلا عثّر موضع ، وخوّد موضع وقيل فرس ، وبذّر موضع ، وشلّم بيت المقدس ، وشمّر فرس ، وخضّم اسم العنبر بن عمرو بن زيد مناة بن تميم ، وسدّر لعبة للصبيان ، ونطّح اسم موضع ، ولم يجيء غيره

٢٩١

على هذا الوزن ، والله أعلم.

نَطْرُوح : أحد مخاليف الطائف.

نَطَنْزَةُ : بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة ، وزاي ، وهاء : بليدة من أعمال أصبهان بينهما نحو عشرين فرسخا ، إليها ينسب الحسين بن إبراهيم يلقب ذا اللسانين وأبو الفتح محمد بن علي النّطنزيّان الأديبان وغيرهما ، مات أبو الفتح محمد بن علي سنة ٤٩٧ في المحرم.

النَّطُوفُ : بالفتح ثم الضم ، وواو ساكنة ، وفاء ، قال أبو منصور : العرب تقول للمويهة القليلة نطفة ، ورأيت أعرابيّا شرب من ركية يقال لها شفية وهي غزيرة الماء فقال : إنها لنطفة عذبة ، والنّطف : القطر ، وموضع نطوف إذا كان لا يزال يقطر : وهو اسم ماء للعرب ، قال أبو زياد : النطوف ركية لبني كلاب ، وأنشد :

وهل أشربن ماء النطوف عشيّة

وقد علّقت فوق النطوف المواتح؟

وقال أمية بن أبي عائذ :

فضهاء أظلم فالنّطوف فصائف ،

فالنّمر فالبرقات فالأنحاص

باب النون والظاء وما يليهما

النَّظِيمُ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء ساكنة ، فعيل بمعنى مفعول كأنه منظوم : وهو شعب فيه غدر وقلات متواصلة بعضها ببعض من ماء الغدير ، قال الحفصي : من قلات عارض اليمامة المشهورة الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق ، قال مروان:

إذا ما تذكّرت النظيم ومطرقا

حننت وأبكاني النظيم ومطرق

وقال ابن هرمة :

أتعذر سلمى بالنوى أم تلومها

وسلمى قذى العين التي لا يريمها

وسلمى التي أمهت معينا بعينه ،

ولو لا هوى سلمى لقلّت سجومها

عفت دارها بالبرقتين فأصبحت

سويقة منها أقفرت فنظيمها

فعدنة فالأجزاع أجزاع مثغر

وحوش مغانيها قفار حزومها

النَّظِيمَةُ : تأنيث الذي قبله : موضع في شعر عدي :

وعدن يباكرن النظيمة مربعا

جزأن فلا يشربن إلا النقائعا

تصيّفنه حتى جهدن يبيسه ،

وآض الفرات قانطا ليس جامعا

باب النون والعين وما يليهما

نُعَاعَةُ : بالضم ، وتكرير العين ، قال الأصمعي : النعاعة بقلة ناعمة ، ونعاعة : موضع ، قال الأصمعي : ومن مياه بني ضبينة بن غنيّ نعاعة ، قال :

لا عيس إلّا إبل جماعه

موردها الجيئة أو نعاعه

إذ زارها المجموع أمس ساعه

نِعَافُ عِرْقٍ : جمع نعف ، وهو المكان المرتفع في اعتراض ، وعرق : موضع أضيف إليه موضع في طريق الحاجّ ، قال المتنخّل الهذلي :

عرفت بأجدث فنعاف عرق

علامات كتحبير النّماط

نَعَامٌ : بالفتح ، بلفظ اسم جنس النعامة من الحيوان : وهو واد باليمامة لبني هزّان في أعلى المجازة من أرض

٢٩٢

اليمامة كثير النخل والزرع ، قال أحمد بن محمد الهمذاني : أول ديار ربيعة باليمامة مبدأها من أعلاها أولا دار هزّان وهو واد يقال له برك وواد يقال له المجازة أعلاه وادي نعام واسم الوادي نفسه نعامة ، وقال الأصمعي : برك ونعام ماءان وهما لبني عقيل ما خلا عبادة ، قال الشاعر :

فما يخفى عليّ طريق برك

وإن صعّدت في وادي نعام

ومجمع سيلها بموضع يقال له إجلة ويقال له أيضا ملتقى الواديين ، وقيل : نعام موضع باليمن.

نَعَامَةُ : بالفتح ، بلفظ واحدة النعام ، ونعامة وظليم : موضعان بنجد ، قال مالك بن نويرة :

أبلغ أبا قيس ، إذا ما لقيته ،

نعامة أدنى دارها فظليم

بأنّا ذوو جدّ وأنّ قبيلهم

بني خالد ، لو تعلمين ، كريم

نَعَائِمُ : كأنه موضع قرب المدينة لقول الفضل بن عباس اللهبي :

ألم يأت سلمى نأينا ومقامنا

بباب دفاق في ظلال سلالم

سنين ثلاثا بالعقيق نعدّها ،

ونبت جريد دون فيفا نعائم

نَعْفُ سُوَيْقَةَ : قال الأحوص :

وما تركت أيام نعف سويقة

لقلبك من سلماك صبرا ولا عزما

نَعْفُ مَيَاسِرَ : قال ابن السكيت عن بعضهم : النعف ههنا ما بين الدوداء وبين المدينة وهو حدّ خلائق الأحمديين ، والخلائق : آبار.

نَعْفُ وَدَاعٍ : قرب نعمان ، قال ابن مقبل :

نعف وداع فالصفاح فمكة ،

فليس بها إلّا دماء ومحرب

نَعْلُ : بلفظ النعل التي تلبس في الرجل ، هي الأرض الصلبة ، ومنه قول الشاعر :

قوم إذا اخضرّت نعالهم

يتناهقون تناهق الحمر

وهي أرض بتهامة واليمن ، وقيل حصن على جبل شطب.

نُعْمَاباذُ : قال الكلبي : قرية بسواد الكوفة يقال لها نعماباذ ، فهي منسوبة إلى نعم سرّيّة النعمان قطيعة لها وبها سمّيت.

نَعْمَانُ : بالفتح ثم السكون ، وآخره نون ، هو فعلان من نعمة العيش وهو غضارته وحسنه ، وهو نعمان الأراك : وهو واد ينبته ويصب إلى ودّان ، بلد غزاه النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، وهو بين مكة والطائف ، وقيل : واد لهذيل على ليلتين من عرفات ، وقال الأصمعي : نعمان واد يسكنه بنو عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ، بين أدناه ومكة نصف ليلة ، به جبل يقال له المدراء ، وبنعمان من بلاد هذيل وأجبالها الأصدار ، وهي صدور الوادي التي يجيء منها العسل إلى مكة ، وقول بعض الأعراب فيه دليل على أنه واد ، وهو :

ألا أيّها الركب اليمانون عرّجوا

علينا فقد أضحى هوانا يمانيا

نسائلكم هل سال نعمان بعدنا

وحبّ إلينا بطن نعمان واديا

عهدنا به صيدا كثيرا ومشربا

به ننقع القلب الذي كان صاديا

ونعمان أيضا : واد قريب من الفرات على أرض

٢٩٣

الشام قريب من الرحبة ، قال أبو العميثل في نعمان الأراك :

أما والراقصات بذات عرق ،

ومن صلّى بنعمان الأراك

لقد أضمرت حبّك في فؤادي ،

وما أضمرت حبّا من سواك

أطعت الآمريك بصرم حبلي ،

مريهم في أحبّتهم بذاك

فإن هم طاوعوك فطاوعيهم ،

وإن عاصوك فاعصي من عصاك

أما تجزين من أيام مرء

إذا خدرت له رجل دعاك؟

قتلت بفاحم وبذي غروب

أخا قوم وما قتلوا أخاك

ونعمان : قرب الكوفة من ناحية البادية ، قال سيف : كان أول من قدم أرض العراق لقتال أهل فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين فنزلا أطد ونعمان والجعرانة حتى غلبا على الوركاء. ونعمان : حصن من حصون زبيد ، ونعمان : حصن في جبل وصاب باليمن من أعمال زبيد أيضا. ونعمان الصّدر : حصن آخر في ناحية النّجاد باليمن ، وفي كتاب الأترجة : نعمان بلد في بلاد الحجاز.

نُعْمانُ : بالضم ثم السكون ، معرّة النعمان وقد تقدم ذكرها ، قال المبرّد : النعمان الدم ولذلك سمي شقائق النعمان.

النُّعْمَانِيّةُ : بالضم ، كأنها منسوبة إلى رجل اسمه النعمان : بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفّة دجلة معدودة من أعمال الزاب الأعلى وهي قصبته وأهلها شيعة غالية كلهم ، وبها سوق وأرطال وافية ولذلك صبح الذهب يخالف سائر أعمال العراق ، وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب في كتاب ابن طاهر ، قال : والنعمانية أيضا قرية بمصر ، وفي كل واحدة منهما مقلع للطين الذي تغسل به الرءوس في الحمامات.

نَعْمايا : بالفتح ثم السكون ، وميم ، وبعد الألف ياء ، وألف : اسم جبل ، قال :

وأغانيج بها لو غونجت

عصم نعمايا إذا انحطّت تشد

نُعْمُ : بالضم ثم السكون ، وهو من النّعمة واللّين ، وأظنه نعمة لين ، وقد ذكرت في فرضة ، ونعم أيضا : من حصون اليمن بيد عبد عليّ بن عوّاض ، وموضع برحبة مالك بن طوق على شاطئ الفرات.

ودير نعم : موضع آخر ، قال بعضهم :

قضت وطرا من دير نعم وطالما

أو يكون مضافا إلى نعم المقدم عليه.

نِعْمَةُ : بالكسر ثم السكون ، يوم نعمة : من أيام العرب.

نُعْمِيٌّ : بالضم ثم السكون ، وكسر الميم ، وتشديد الياء : برقة نعميّ ، قال النابغة الذبياني :

أشاقك من سعداك مغنى المعاهد

ببرقة نعميّ فذات الأساود

قال الزمخشري : نعميّ واد بتهامة.

نَعْوَانُ : بالفتح ، يجوز أن يكون فعلان من نعى ينعى إذا نعوا ميتهم ، أو من النعو وهو شقّ مشفر البعير الأعلى ، ونعو الحافر : الفرجة في مؤخره ، ونعوان : واد بأضاخ.

نَعْوَةُ : من الذي قبله : موضع.

نُعَيْجٌ : بلفظ تصغير النّعج وهو السّمن ، يقال : نعجت

٢٩٤

بغلي نعجا أي سمنت : موضع في شعر الأعشى.

باب النون والغين وما يليهما

نَغَرُ : بالتحريك : اسم مدينة ببلاد السند ، بينها وبين غزنين ستة أيام ، تعدّ في أعمال السند.

النَّغْلُ : ماء ، قال زيد الخيل يصف ناقته :

فقد غادرت للطّير ليلة خمسها

جوارا برمل النّغل لمّا يشعّر

نَغُوبَا : بالفتح ثم الضم ، وسكون الواو ، وباء موحدة ، والقصر : اسم قرية بواسط ، سمي بها أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي يعرف بابن نغوبا ، كان لجدّه قرية يقال لها نغوبا وكان يكثر التردد إليها والذكر لها فقيل له نغوبا فلزمه ، وكان أبو السعادات فاضلا كثير الحفظ من الآداب والحكايات والأشعار ، سمع أبا إسحاق الشيرازي وأبا القاسم بن السري ، روى عنه أبو سعد السمعاني ، توفي بواسط سنة ٥٣٨ أو ٥٣٩.

نِغْيَا : بالكسر ثم السكون ثم ياء ، وألف : كورة من أعمال كسكر بين واسط والبصرة ، وفي كتاب الجهشياري : نغيا قرية قريبة من الأنبار ونسب إليها أحمد بن إسرائيل وزير المعتز ، ينسب إليها أبو الحسين محمد بن أحمد النغياني الكاتب ، كذا وجدت نسبه بخط بعض الأئمة بالنون كقولهم في صنعا صنعاني وفي بهرا بهراني ، وله صنّف محمد بن عبد الله بن تاج الأصبهاني كتاب الرسائل ، وكان أديبا جليلا ، مات في سنة ٣١٠.

باب النون والفاء وما يليهما

نِفَار : بالكسر ، من قولهم : نفرت الدابة نفارا : موضع في الشعر.

نَفْرَاءُ : بالفتح ثم السكون ، وراء ، وألف ممدودة : موضع جاء في الشعر ، عن الحازمي.

نِفَّرٌ : بكسر أوله ، وتشديد ثانيه ، وراء : بلد أو قرية على نهر النّرس من بلاد الفرس ، عن الخطيب ، فإن كان عنى أنه من بلاد الفرس قديما جاز فأما الآن فهو من نواحي بابل بأرض الكوفة ، قال أبو المنذر : إنما سمي نفّر نفّرا لأن نمرود بن كنعان صاحب النسور حين أراد أن يصعد إلى الجبال فلم يقدر على ذلك هبطت النسور به على نفّر فنفرت منه الجبال وهي جبال كانت بها فسقط بعضها بفارس فرقا من الله فظنّت أنها أمر من السماء نزل بها فذلك قوله عز وجل : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، وقال أبو سعد السمعاني : نفّر من أعمال البصرة ، ولا يصح قول الوليد بن هشام القحذمي وكان من أبناء العجم ، حدثني أبي عن جدّي قال : نفّر مدينة بابل وطيسفون مدينة المدائن العتيقة والأبلّة من أعمال الهند ، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال : نفّر كانت من أعمال كسكر ثم دخلت في أعمال البصرة ، والصحيح أنها من أعمال الكوفة ، وقد نسب إليها قوم من الكتّاب الأجلّاء وغيرهم ، قال عبيد الله بن الحرّ :

لقد لقي المرء التميميّ خيلنا

فلاقى طعانا صادقا عند نفّرا

وضربا يزيل الهام عن سكناته ،

فما إن ترى إلا صريعا ومدبرا

نَفَرٌ : بالتحريك ، بلفظ النفر وهم دون العشرة وفوق الثلاثة ، لا واحد له من لفظه ، ويقال ليلة النفر والنفر ، وذو نفر : موضع على ثلاثة أميال من السليلة بينها وبين الرّبذة ، وقد قيل خلف الربذة

٢٩٥

بمرحلة في طريق مكة ، ويروى بسكون الفاء أيضا.

نِفْزَاوَةُ : بالكسر ثم السكون ، وزاي ، وبعد الألف واو مفتوحة : مدينة من أعمال إفريقية ، قال البكري : وتسير من القيروان إلى نفزاوة ستة أيام نحو المغرب ، وبمدينة نفزاوة عين تسمّى بالبربرية تاورغي ، وهي عين كبيرة لا يدرك قعرها ، ولمدينة نفزاوة سور صخر وطوب ولها ستة أبواب وفيها جامع وحمّام وأسواق حافلة وهي كثيرة النخل والثمار وحواليها عيون كثيرة وفي قبلتها مدينة أزليّة تعرف بالمدينة عليها سور وبها جامع وسوق ، وبين مدينة نفزاوة وقابس ثلاثة أيام ، وبينها وبين قفصة مرحلتان ، وبينها وبين قيطون ثلاث مراحل ، ومن نفزاوة تسير إلى بلاد قسطيلية وبينهما أرض لا يهتدى إلى الطريق فيها إلا بخشب منصوبة وأدلّاء ، فإن ضلّ فيها أحد يمينا أو شمالا غرق في أرض دهشة تشبه الصابون في الرطوبة وقد هلكت فيها العساكر والجماعات ممن دخلها ولم يدر أمرها ، وتصل هذه الأرض السواخة إلى غدامس ، ويقال : نفزاوة من نواحي الزاب الكبير بالجريد.

نَفْزَةُ : بالفتح ثم السكون ، وزاي : مدينة بالمغرب بالأندلس ، وقال السلفي : نفزة ، بكسر النون ، قبيلة كبيرة منها بنو عميرة وبنو ملحان المقيمون بشاطبة ، ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن الفقيه النفزي أحد الأئمة على مذهب مالك وله تصانيف ، وأبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن النفزي الأندلسي ، سمع مشايخنا ودخل نيسابور وأصبهان وخرج من بغداد سنة ٦١٣ ودخل شيراز ، وأبو عبد الله محمد بن سليمان الميالسي النفزي وهو ابن أخت غانم بن الوليد بن عمرو بن عبد الرحمن المخزومي أبي محمد من الأندلس ، روى عن خاله ، مات في شوال سنة ٥٢٥ ، ومولده سنة ٤٣٤ ، قال أبو الحسن المقدسي : وأبو محمد عبد الغفور بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النفزي وله تصانيف ، مات في ربيع الآخر سنة ٥٣٩ ، وأبوه من أهل الرواية ، مات في سنة ٥٣٧.

نَفْطَةُ : بالفتح ثم السكون ، والطاء : مدينة بإفريقية من أعمال الزاب الكبير وأهلها شراة إباضيّة ووهبيّة متمرّدون ، وبين نفطة ومدينة توزر مرحلة وإلى مدينة نفزاوة مرحلة ، وبينها وبين قفصة مرحلتان ، ومن نفطة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد أبو القاسم النفطي يعرف بابن الصائغ ، سمع بالمغرب الفقيه الحافظ أبا علي الحسين بن محمد الصدفي وأبا عبد الله بن شيرين الفقيه القاضي وغيرهما ، ورحل إلى العراق وسمع أبا الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني وأبا بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم التركي ، قال الحافظ أبو القاسم : وأقام بدمشق مدة ثم توجّه إلى مصر قاصدا لبلده وأجاز لي جميع مسموعاته في ربيع الأول سنة ٥١٨.

نَفْنَفٌ : بتكرير النون والفاء ، والنونان مفتوحتان ، والنفنف الهواء وكلّ شيء بينه وبين الأرض مهوى ، والنفنف أسناد الجبل التي تعلوه منها وتهبط عنه منها : وهو اسم موضع بعينه في قوله :

عفا برد من أمّ عمرو فنفنف

نَفُوسَةُ : بالفتح ثم الضم ، والسكون ، وسين مهملة : جبال في المغرب بعد إفريقية عالية نحو ثلاثة أميال في أقلّ من ذلك ، وفيها منبران في مدينتين إحداهما سروس في وسط الجبل وبها خبز الشعير ألذّ من كل طعام ، والأخرى يقال لها جادو من ناحية نفزاوة ، وجميع أهل هذه الجبال شراة وهبيّة

٢٩٦

وإباضيّة متمرّدون عن طاعة السلاطين ، وطول هذا الجبل مسيرة ستة أيام من الشرق إلى الغرب ، وبين جبل نفوسة وطرابلس ثلاثة أيام ، وبينه وبين القيروان ستة أيام ، وبها قبيلة يقال لهم بنو زمّور لهم حصن يقال له تيرفت في غاية المنعة لا يقدر عليه أحد وفيه نحو ثلاثمائة قرية وعدة مدن ليس فيها منبر لأنهم لم يتفقوا على رجل يأتمون به ، وفي جبلهم نخل كثير وزيتون وفواكه ، ويجتمع مما حوله من القبائل إذا تداعوا ستة عشر ألف رجل ، وافتتح عمرو بن العاص نفوسة وكانوا نصارى ، ومن جبل نفوسة رجع عمرو ابن العاص بكتاب ورد عليه من عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه.

نَفِيسٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ، وسين مهملة ، قصر نفيس : على ميلين من المدينة ، ينسب إلى نفيس بن محمد من موالي الأنصار.

النُّفَيْعُ : تصغير النفع ضدّ الضّرّ : جبل بمكة كان الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم يحبس فيه سفهاء قومه ، عن نصر.

النُّفَيْعِيَةُ : من قرى سنجار قريبة منها ، ينسب إليها مسلم ومسلّم ابنا سلامة بن شبيب النفيعيّان ، فأما مسلم فيعرف بالنجم السنجاري وكان فقيها فاضلا أديبا له شعر حسن وصنف كتابا في الجدل أجاد فيه وقدم إلى حلب ومات بها أظن بعد الستمائة ، وأما مسلّم فكان ضريرا أديبا فقيها له معرفة تامة بالتفسير وقدم حلب مع أخيه.

النُّفَيْقُ : تصغير النّفق ، وهو جحر اليربوع وغيره : موضع.

نَفْيٌ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وتصحيح الياء ، بوزن ظبي ، من نفاه ينفيه نفيا إذا غرّبه وأبعده ، ونفي : ماء لبني غني ، قال امرؤ القيس :

غشيت ديار الحيّ بالبكرات

فعارمة فبرقة العيرات

فغول فحليّت فنفي فمنعج

إلى عاقل فالجبّ ذي الأمرات

قال : نفي ماء لغني ، وعاقل ماء لعقيل بالعالية ، والأمرات العلامات ، الواحدة أمرة ، قال خالد بن سعيد :

كأني بالأحزّة بين نفي

وبين منى على كتفي عقاب

باب النون والقاف وما يليهما

النِّقَابُ : بالكسر ، بلفظ نقاب المرأة الذي تستر به وجهها ، أو جمع نقب وهو الخرق في الجبل والحائط وغيره : موضع في أعمال المدينة يتشعب منه طريقان إلى وادي القرى ووادي المياه ، ذكره أبو الطيب فقال :

وأمست تخبرنا بالنقا

ب ووادي المياه ووادي القرى

النّقار : موضع في البادية بين التيه وحسمى في خبر المتنبي لما هرب من مصر.

نُقَارٌ : بالضم ، وآخره راء ، كأنه يكون في الجبال يجتمع إليه الماء ، والله أعلم : وهو موضع في ديار بني أسد بنجد.

نُقانُ : بضم أوله ويكسر ، وآخره نون : اسم جبل في بلاد أرمينية ، وربما قيل باللام في أوله ، وقد ذكر في موضعه ، والله أعلم.

نَقَائِعُ : بالفتح ، جمع نقيعة ، وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء : خبارى في بلاد بني تميم.

٢٩٧

النَّقَبَانَةُ : بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة ، وبعد الألف نون : ماءة لسنبس بأجإ أحد جبلي طيّء.

نَقْبُ : بالفتح ثم السكون ، وآخره باء موحدة : قرية باليمامة لبني عدي بن حنيفة. ونقب ضاحك : طريق يصعد في عارض اليمامة ، وإياه فيما أرى عنى الراعي :

يسوّقها ترعيّة ذو عباءة

بما بين نقب فالحبيس فأفرعا

ونقب عازب : موضع بينه وبين بيت المقدس مسيرة يوم للفارس من جهة البرية بينها وبين التيه ، وجاء في الحديث : أن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، لما أتى النقب ، وفي حديث آخر : حتى إذا كان بالشعب ، قال الأزرقي : هو الشعب الكبير الذي بين مأزمي عرفة عن يسار المقبل من عرفة يريد المزدلفة مما يلي نمرة ، قال ابن إسحاق : وخرج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في سنة اثنتين للهجرة فسلك على نقب بني دينار من بني النجار ثم على فيفاء الخبار : ونقب المنقّى : بين مكة والطائف في شعر محمد بن عبد الله النميري :

أهاجتك الظعائن يوم بانوا

بذي الزّيّ الجميل من الأثاث

ظعائن أسلكت نقب المنقّى

تحثّ إذا ونت أيّ احتثاث

على البغلات أشباه الجواري

من البيض الهراطلة الدّماث

نَقْبُونُ : بالفتح ثم السكون ، وباء موحدة ، وواو ساكنة ، ونون : من قرى بخارى ، والله أعلم.

نَقْجُوَانُ : بالفتح ثم السكون ، وجيم ، وآخره نون ، والنسبة نشويّ ، بعد النون شين معجمة ، وواو ثم ياء النسبة ، لا أدري لم فعلوا ذلك ، وسألت عنه بأذربيجان فلم أخبر بعلته : وهو بلد من نواحي أرّان وهو نخجوان.

نَقْدَةُ : بالفتح ثم السكون ، ودال مهملة ، وقد تضم النون ، عن الدّريدي : اسم موضع في ديار بني عامر ، وقرأت بخط ابن نباتة السعدي نقدة ، بضم النون ، في قول لبيد :

فأسرع فيها قبل ذلك حقبة

ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل

نَقَذَةُ : بالتحريك ، وذال معجمة : موضع ذكر في الجمهرة.

نُقْر : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، يقال : ما لفلان بموضع كذا نقر أي بئر ولا ماء : اسم بقعة شبه الوهدة يحيط بها كثيب في رملة معترضة مهلكة ذاهبة نحو جراد ، بينها وبين حجر ثلاث ليال ، تذكر في ديار قشير.

نُقْرَانُ : بالضم ، وآخره نون ، كأنه جمع نقر في الجبل : موضع في بادية تميم.

النَّقْرُ : بالفتح ثم السكون ، بلفظ نقر الدّفّ والرّحى : ماء لغني ، قال الأصمعي : وحذاء الجثجاثة النقر وهو ماء لغنيّ ولكنه اليوم سدم ، قال بعضهم :

ولن تردي مذعا ولن تردي زقا

ولا النّقر إلّا أن تجدّي الأمانيا

ولن تسمعي صوت المهيب عشية

بذي عثث يدعو القلاص التواليا

النَّقِرَةُ : يروى بفتح النون ، وسكون القاف ، ورواه الأزهري بفتح النون ، وكسر القاف ، وقال الأعرابي : كل أرض متصوّبة في وهدة فهي نقرة وبها سميت النقرة بطريق مكة التي يقال لها معدن النقرة ، وهذا هو المعتمد عليه في اسم هذه البقعة ،

٢٩٨

ورواه بعضهم بسكون القاف ، وهو واحد النّقر للرحى وما أشبهها ، وهو من منازل حاجّ الكوفة بين أضاخ وماوان ، قال أبو زياد : في بلادهم نقرتان لبني فزارة بينهما ميل ، قال أبو المسور :

فصبّحت معدن سوق النقرة

وما بأيديها تحسّ فتره

في روحة موصولة ببكره

من بين حرف بازل وبكره

وقال أبو عبيد الله السكوني : النقرة ، هكذا ضبطه ابن أخي الشافعي بكسر القاف ، بطريق مكة يجيء المصعد إلى مكة من الحاجر إليه وفيه بركة وثلاث آبار : بئر تعرف بالمهدي وبئران تعرفان بالرشيد وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس وماؤهن عذب ورشاؤهن ثلاثون ذراعا ، وعندها تفترق الطريق فمن أراد مكة نزل المغيثة ومن أراد المدينة أخذ نحو العسيلة فنزلها.

النَّقْرَةُ : بالفتح ثم السكون : جبل بحمى ضريّة بإقبال نضاد عند الجثجاثة ، وقيل : ماء لغنيّ ، كذا ضبطه الحازمي وجعله غير الذي قبله.

نَقَرَى : بالقصر ، كأنه يراد به الموضع المنقور أي المحفور : وهو اسم حرّة بالحجاز في بلاد بني لحيان ابن هذيل بن مدركة ، قال عمير بن الجعد القهدي ثم الخزاعي في يوم حشاش :

لما رأيتهم كأنّ نبالهم ،

بالجزع من نقرى ، نجاء خريف

أي كأن نبالهم مطر الخريف.

وعرفت أن من يثقفوه يتركوا

للضّبع أو يصطف بشرّ مصيف

أيقنت أن لا شيء ينجي منهم

إلا تغاوث جمّ كلّ وظيف

رفّعت ساقا لا أخاف عثارها ،

ونجوت من كثب نجاء خذوف

وإذا أرى شخصا أمامي خلته

رجلا فملت كميلة الخذروف

وقال مالك بن خالد الخناعي الهذلي يفتخر بيوم من أيامهم :

لما رأوا نقرى تسيل إكامها

بأرعن إجلال وحامية غلب

وقال أبو صخر الهذلي :

فلما تغشّى نقريات سحيله ،

ودافعه من شامه بالرواجب

وحلّت عراه بين نقرى ومنشد ،

وبعّج كلف الحنتم المتراكب

نَقْعَاء : بالفتح ثم السكون ، والمد ، والنّقاع من الأراضي : الحرة التي لا حزونة فيها ولا ارتفاع ، فإذا أفردت قيل أرض نقعاء ، ويجوز أن يكون من الاستنقاع وهو كثرة الماء فيها ، ومن النقع وهو الري من العطش : موضع خلف المدينة فوق النقيع من ديار مزينة وكان طريق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في غزوة بني المصطلق ، وله ذكر في المغازي ، وقال ابن إسحاق : هو ماء ، وقد سمّى كثير مرج راهط نقعاء راهط فقال :

أبوكم تلاقى يوم نقعاء راهط

بني عبد شمس وهي تنفى وتقتل

ونقعاء : قرية لبني مالك بن عمرو بن ثمامة بن عمرو ابن جندب من ضواحي الرمل. ونقعاء : موضع في ديار طيّء بنجد ، عن نصر.

٢٩٩

النَّقْعُ : بالفتح ثم السكون ، كل ماء مستنقع من ماء عدّ أو غدير ، ونهى النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، أن يمنع نقع البئر وهو فضل مائه ، والنقع : رفع الصوت بالبكاء ، والنقع : الغبار ، والنقع : القتل والنحر ، ومنه سمّ ناقع أي قاتل ، والنقع : موضع قرب مكة في جنبات الطائف ، قال العرجي يذكره :

لحيني والبلاء لقيت ظهرا

بأعلى النقع أخت بني تميم

فلما أن رأت عيناي منها

أسيل الخد من خلق عميم

وعيني جوذر خرق وثغرا

كلون الأقحوان وجيد ريم

حنى أترابها دوني عليها

حنوّ العائدات على السقيم

نُقَمٌ : يروى بضمتين وفتحتين وبفتحة وضمة ، مثل عضد ، وكله من نقم عليه ينقم : وهو جبل مطل على صنعاء اليمن قرب غمدان ، قال فيه زياد بن منقذ :

لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد

ولا شعوب هوى مني ولا نقم

ولا رأيت بلادا قد رأيت بها

عنسا ولا بلدا حلّت به قدم

إذا سقى الله أرضا صوب غادية

فلا سقاهنّ إلا النار تضطرم

وهي قصيدة في الحماسة.

نَقَمَى : بالتحريك ، والقصر ، من النقمة وهي العقوبة ، مثل الجمزى من الجمز : موضع من أعراض المدينة كان لآل أبي طالب ، قال ابن إسحاق : وأقبلت غطفان يوم الخندق ومن تبعها من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نقمى إلى جنب أحد ، ويروى نقم ، ولها نظائر ستة ذكرت في قلهى.

نُقْمَى : بالضم ثم السكون ، والقصر أيضا : واد ذكره والذي قبله معا أبو الحسن الخوارزمي.

نِقِنِّسُ : بكسر أوله وثانيه ، ونونه مشددة : من قرى البلقاء من أرض الشام كانت لأبي سفيان بن حرب أيام كان يتجر إلى الشام ثم كانت لولده بعده.

نَقْوَاء : بالفتح ثم السكون ، وفتح الواو ، وألف ممدودة ، والنقو : كل عظم من قصب اليدين والرجلين ، والجمع الأنقاء ، ونقواء فعلاء منه ، وقيل : كل عظم ذي مخّ ، سمي بذلك إما لكثرة عشبه فتسمن به الماشية فتصير ذات أنقاء وإما للصعوبة فيذهب ذلك : وهي عقبة قرب مكة قرب يلملم ، قال الهذلي :

أبلغ أميمة ، والخطوب كثيرة ،

أمّ الوليد ، بأنني لم أقتل

لما رأيت بني عديّ مرّحوا ،

وغلت جوانبهم كغلي المرجل

رفّعت ثوبي واجتبيت مطيّهم ،

أمّ الوليد ، أمرّ مرّ الأجدل

ونزعت من غصن تحركه الصّبا

بثنيّة النقواء ذات الأعبل

وأقول لما أن بلغت عشيرتي :

ما كاد شرّ بني عديّ ينجلي

نَقْوُ : بالفتح ثم السكون ، وتصحيح الواو ، وهو كالذي قبله : قرية بصنعاء اليمن ، والمحدثون يقولون نقو ، بالتحريك ، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي الصنعاني من نقو ، سمع إسحاق بن إبراهيم الدبري ، روى عنه أبو القاسم حمزة ابن يوسف السهمي ، وعبد السلام بن محمد النقوي الصنعاني ، روى عنه محمد بن أحمد بن الطيب أبو

٣٠٠