معجم البلدان - ج ٥

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٥

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦١

١
٢

ل

باب اللام والألف وما يليهما

لأى : بوزن لعا : من نواحي المدينة ، قال ابن هرمة :

حيّ الديار بمنشد فالمنتضى

فالهضب هضب رواوتين إلى لأى

لعب الزمان بها فغيّر رسمها

وخريقه يغتال من قبل الصبّا

فكأنها بليت وجوه عراضها ،

فبكيت من جزع لما كشف البلى

اللّاءةُ : بوزن اللاعة : ماءة من مياه بني عبس.

اللابُ : آخره باء موحدة ، جمع اللابة وهي الحرّة : اسم موضع في الشعر. واللاب أيضا من بلاد النوبة يجلب منه صنف من السودان منهم كافور الإخشيدي ، قال فيه المتنبي : كأنّ الأسود اللابيّ فيهم وصندل اللابيّ : والي إمارة عمان ، وكفر لاب ذكرت في الكاف.

اللّابَتَان : تثنية لابة وهي الحرّة ، وجمعها لاب ، وفي الحديث : أن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، حرّم ما بين لابتيها يعني المدينة لأنها بين الحرّتين ، ذكرتهما في الحرار ، قال الأصمعي : اللابة الأرض التي ألبستها الحجارة السود ، وجمعها لابات ما بين الثلاث إلى العشر فإذا كثرت فهي اللاب واللوب ، قال الرياشي : توفي ابن لبعض المهالبة بالبصرة فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزّيه وعنده بكر بن شبيب السهمي فقال شبيب : بلغنا أن الطفل لا يزال محيطا على باب الجنة يشفع لأبويه ، فقال بكر : وهذا خطأ فإن ما للبصرة واللوب لعلك غرّك قولهم : ما بين لابتي المدينة يعني حرّتيها ، وقد ذكر مثل ذلك عن ابن الأعرابي وقد ذكرته في هذا الكتاب في كثوة ، وقال أبو سعيد إبراهيم مولى قائد ويعرف بابن أبي سنّة يرثي بني أميّة :

أفاض المدامع قتلى كدا ،

وقتلى بكثوة لم ترمس

وقتلى بوجّ وباللّابتين

ومن يثرب خير ما أنفس

٣

وبالزابيين نفوس ثوت ،

وأخرى بنهر أبي فطرس

أولئك قوم أناخت بهم

نوائب من زمن متعس

هم أضرعوني لريب الزمان ،

وهم ألصقوا الرّغم بالمعطس

فما أنس لا أنس قتلاهم ،

ولا عاش بعدهم من نسي

لابَةُ : وضع بعينه ، قال عامر بن الطفيل : ونحن جلبنا الخيل من بطن لابة فجئن يبارين الأعنّة سهمّا

اللاتُ : يجوز أن يكون من لاته يليته إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم الشرّ ، ويجوز أن يكون من لات يليت وألت في معنى النقص ، ويقال : ريث أليت الحقّ أي أحيله ، وقيل : وزن اللات على اللفظ فعه والأصل فعله لويه حذفت الياء فبقيت لوه وفتحت لمجاورة الهاء وانقلبت الفاء وهي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه ، وقيل : أصلها لوهة فعلة من لاه السراب يلوه إذا لمع وبرق وقلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين : وهو اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزّى ، قالوا : وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجّاج في الزمن الأول ، وقيل : عمرو بن لحيّ الخزاعي حين غلبت خزاعة على البيت ونفت عنه جرهم جعلت العرب عمرو بن لحيّ ربّا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة لأنه كان يطعم الناس ويكسو في الموسم فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة وكسا عشرة آلاف حلة ، حتى إن اللّات كان يلتّ له السويق للحجّ على صخرة معروفة تسمى صخرة اللات ، وكان اللات رجلا من ثقيف ، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ : لم يمت ولكن دخل في الصخرة ، ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنيانا يسمّى اللات ، ودام أمر عمرو وولده بمكة نحو ثلاثمائة سنة ، فلما مات استمروا على عبادتها وخففوا التاء ، ثم قام عمرو بن لحيّ فقال لهم : إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر ، يعني تلك الصخرة ، ونصبها لهم صنما يعبدونها ، وكان فيه وفي العزّى شيطانان يكلمان الناس ، فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها بيتا وجعلت لها سدنة وعظمته وطافت به ، وقيل : كانت صخرة بيضاء مربعة بنت عليها ثقيف بنية وأمرهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بهدمها عند إسلام ثقيف ، فهي اليوم تحت مسجد الطائف ، وكان أبو سفيان بن حرب أحد من وكل إليه فهدمه ، وقال ابن حبيب : وكانت اللات لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة وكسوة وكانوا يحرّمون واديه فبعث رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه ، وكان سدنته آل أبي العاص بن أبي يسار ابن مالك من ثقيف ، وقال أبو المنذر بعد ذكر مناة : ثم اتخذوا اللات ، واللات بالطائف وهي أحدث من مناة ، وكانت صخرة مربعة وكان يهوديّ يلتّ عندها السويق وكانت سدنتها من ثقيف بنو عتّاب بن مالك وكانوا قد بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب تسمي زيد اللات وتيم اللات ، وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم ، وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن فقال : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ،) الآية ، ولها يقول

٤

عمرو بن الجعيد :

فإني وتركي وصل كأس لكالذي

تبرّأ من لات وكان يدينها

ولها يقول المتلمس في هجائه عمرو بن المنذر :

أطردتني حذر الهجاء ولا

واللات والأنصاب لا تئل

فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار ، وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجشمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفا من العود إليها والغضب لها :

لا تنصروا اللات إن الله يهلكها ،

وكيف نصركم من ليس ينتصر؟

إن التي حرّقت بالنار واشتعلت

ولم يقاتل لدى أحجارها هدر

إنّ الرسول متى ينزل بساحتكم

يظعن وليس لها من أهلها بشر

وقال أوس بن حجر يحلف باللّات :

وباللات والعزّى ومن دان دينها ،

وبالله ، إن الله منهنّ أكبر

وكان زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب يذكر اللات والعزّى وغيرهما من الأصنام التي ترك عبادتها قبل مبعث النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، وأنشد :

أربّا واحدا أم ألف ربّ

أدين إذا تقسّمت الأمور

عزلت اللات والعزّى جميعا ،

كذلك يفعل الجلد الصّبور

فلا عزّى أدين ولا ابنتيها ،

ولا صنمي بني عمرو أزور

ولا غنما أدين وكان ربّا

لنا في الدهر إذ حلمي يسير

عجبت ، وفي الليالي معجزات

وفي الأيام يعرفها البصير

وبينا المرء يفتر ثاب يوما

كما يتروّح الغصن المطير

وأبقى آخرين ببرّ قوم

فيربل منهم الطفل الصغير

فتقوى الله ربكم احفظوها ،

متى ما تحفظوها لا تبوروا

ترى الأبرار دارهم جنان ،

وللكفّار حامية سعير

وخزي في الحياة ، وإن يموتوا

يلاقوا ما تضيق به الصدور

لاحِجٌ : موضع من نواحي مكة ، قال :

أرقت لبرق لاح في بطن لاحج ،

وأرّقني ذكر المليحة والذكر

ونامت ولم أرقد لهمّي وشقوتي ،

وليست بما ألقاه في حبّها تدري

ولاحج : من قرى صنعاء باليمن.

لاذر : من مدن مكران ، بينها وبين سجستان ثلاثة أيام.

اللاذقيّة : بالذال معجمة مكسورة ، وقاف مكسورة ، وياء مشددة : مدينة في ساحل بحر الشام تعدّ في أعمال حمص وهي غربيّ جبلة بينهما ستة فراسخ ، وهي الآن من أعمال حلب ، قال بطليموس في كتاب الملحمة : مدينة لاذقية طولها ثمان وستون

٥

درجة وعشرون دقيقة ، وعرضها خمس وثلاثون درجة وستّ دقائق ، في الإقليم الرابع ، طالعها القوس عشرون درجة من السرطان : مدينة عتيقة رومية فيها أبنية قديمة مكينة ، وهو بلد حسن في وطاء من الأرض وله مرفأ جيد محكم وقلعتان متصلتان على تل مشرف على الربض والبحر على غربيها وهي على ضفّته ، ولذلك قال المتنبّي :

ويوم جلبتها شعث النواصي

معقّدة السبائب للطّراد

وحام بها الهلاك على أناس

لهم باللاذقية بغي عاد

وكان الغرب بحرا من مياه ،

وكان الشرق بحرا من جياد

وقال المعرّي الملحد إذ كانت اللاذقية بيد الروم بها قاض وخطيب وجامع لعباد المسلمين إذا أذّنوا ضرب الروم النواقيس كيادا لهم فقال :

في اللاذقيّة فتنة

ما بين أحمد والمسيح

هذا يعالج دلبة ،

والشيخ من حنق يصيح

الدّلبة : الناقوس ، والشيخ الذي يصيح : أراد به المؤذّن ، قال ابن فضلان : واللاذقية مدينة قديمة سمّيت باسم بانيها ، ورأيت بها في سنة ٤٤٦ أعجوبة وذلك أن المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة وينادي على كل واحد منهم ويزايدون عليها إلى دراهم ينتهون إليها ليلتها عليه ويأخذونهم إلى الفنادق التي يسكنها الغرباء بعد أن يأخذ كل واحد منهم من المحتسب خاتم المطران حجّة معه ويعقب الوالي له فإنه متى وجد إنسانا مع خاطئة وليس معه خاتم المطران ألزم خيانة ، ومن هذه المدينة ، أعني اللاذقية ، خرج نيقولاوس صاحب جوامع الفلسفة وتوفلس صاحب الحجج في قدم العالم ، وينسب إلى اللاذقية نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد الله المصيصي ثم اللاذقي الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري نسبا ومذهبا ، نشأ بصور وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا الفتح المقدسي الزاهد وعليه تفقّه وأبا النصر عمر بن أحمد بن عمر القصّار الآمدي ، سمع بدمشق والأنبار وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبأصبهان ، وكان صلبا في السّنّة ، أقام بدمشق يدرس في الزاوية الغربية بعد وفاة شيخه أبي الفتح المقدسي ، وكان وقف وقفا على وجوه البرّ ، وكان مولده باللاذقية في سنة ٤٤٨ ، ومات سنة ٥٤٢ ، وهو آخر من حدث بدمشق عن أبي بكر الخطيب ، وأسعد بن محمد أبو الحسن اللاذقي ، حدث بدمشق عن أبي عثمان سعد بن عثمان الحمصي وموسى ابن الحسن الصقلّي وإبراهيم بن مرزوق البصري وأبي عتبة البخاري ، روى عنه جمح بن القاسم المؤذّن وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي ، وكان قد ملكها الفرنج فيما ملكوه من بلاد الساحل في حدود سنة ٥٠٠ ، وهي في أيدي المسلمين إلى الآن ، وفي هذا العام في ذي القعدة من سنة ٦٢٠ خرج إليها العسكر الحلبي وأقام فيها إقامة مديدة حتى خرّبوا القلعة وألحقوها بالأرض خوفا من أن يجيء الأفرنج فينزلوا عليها ويحولوا بين المسلمين وبينها فيملكوها على عادة لهم في ذلك ، وقال أبو الطيب :

ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى

رضوى على أيدي الرجال تسير

خرجوا به ولكل باك خلفه

صعقات موسى يوم دكّ الطور

٦

والشمس في كبد السماء مريضة ،

والأرض راجفة تكاد تمور

وحفيف أجنحة الملائك حوله ،

وعيون أهل اللاذقية صور

لاذكِرْد : موضع بكرمان على فرسخ من جيرفت كانت فيه وقعة بين المهلّب بن أبي صفرة وقطريّ ابن الفجاءة الخارجي.

لارْجانُ : بعد الراء الساكنة جيم ، وآخره نون : بليدة بين الرّيّ وآمل طبرستان ، بينها وبين كل واحد من البلدين ثمانية عشر فرسخا ، ولها قلعة حصينة لها ذكر كثير في أخبار آل بويه والديلم ، ينسب إليها محمد بن بندار بن محمد اللارجاني الطبري أبو يوسف الفقيه قدم أصبهان.

لارِدَةُ : بالراء مكسورة ، والدال المهملة : مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتصل أعمالها بأعمال طرّكونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف ، ينسب إلى كورتها عدّة مدن وحصون تذكر في مواضعها ، وهي بيد الأفرنج الآن ، ونهرها يقال له سيقر ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو يحيى زكرياء ابن يحيى بن سعيد اللاردي ويعرف بابن الندّاف ، وكان إماما محدّثا ، سمع منه بالأندلس كثير ، ذكره الفرضي ولم يذكر وفاته ولكنه قال : ...

اللّارُ : آخره راء : جزيرة بين سيراف وقيس كبيرة فيها غير قرية وفيها مغاص على اللؤلؤ ، قيل لي وأنا بها : إن دورها اثنا عشر فرسخا ، ينسب إليها أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي طاهر ، يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الباقي الماوراءنهري ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

لارِزُ : بتقديم الراء وكسرها ثم زاي : قرية من أعمال آمل طبرستان يقال لها قلعة لارز ، بينها وبين آمل يومان ، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري ، روى الحديث ومات في سنة ٥١٨.

لاز : بالزاي ، من نواحي خواف من أعمال نيسابور ، وقال الرّهني : لاز من ناحية زوزن ، نسب إليها أبو الحسن بن أبي سهل بن أبي الحسن اللازي شاعر فاضل ، ومن شعره :

يشمّ الأنوف الشمّ عرصة داره ،

وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر

ومن قدماء أهل لاز أحمد بن أسد العامري وابناه أبو الحارث أسد وأبو محمد جعفر ، وكانوا علماء شعراء لا يشقّ غبارهم.

لاشْتَر : ناحية قرب نهاوند بينهما عشرة فراسخ وإلى سابرخواست اثنا عشر فرسخا ، وقد بسط الكلام فيها في باب الألف.

لاشكرد : بلدة مشهورة بكرمان بينها وبين جيرفت ثلاث مراحل.

لاعَةُ : بالعين مهملة : مدينة في جبل صبر من نواحي اليمن إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة ، ولاعة : موضع ظهرت فيه دعوة المصريين باليمن ، ومنها محمد بن الفضل الداعي ، ودخلها من دعاة المصريين أبو عبد الله الشيعي صاحب الدعوة بالمغرب ، وكان محمد بن الفضل المذكور آنفا قد استولى على جبل صبر وهو جبل المذرعة في سنة ٣٤٠ ودعا إلى المصريين ثم نزعه منه أسعد بن أبي يعفر.

لافِت : جزيرة في بحر عمان بينها وبين هجر ، وهي جزيرة بني كاوان أيضا التي افتتحها عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطّاب ومنها سار إلى فارس فافتتح بلادها ، ولعثمان بن أبي العاصي بهذه

٧

الجزيرة مسجد معروف ، وكانت هذه الجزيرة من أعمر جزائر البحر بها قرى وعيون وعمائر ، فأما في زماننا هذا فاني سافرت في ذلك البحر وركبته عدّة نوب فلم أسمع لها ذكرا.

لاكمالان : بفتح الكاف والميم ، وآخره نون : من قرى مرو ، وقد اشتهر عن أهلها سلامة الصّدر والبله وقلة التّصوّر حتى يضرب بهم المثل ، وقد جاء ذكرها في مناظرة ابن راهويه والشافعي في كرى رباع مكة فجوّزه الشافعي وقال : أما بلغك قول النبي ، صلّى الله عليه وسلّم : وهل ترك لنا عقيل من رباع؟ فلم يفهم إسحاق بن راهويه كلامه والتفت إلى من معه من أهل مرو فقال : لاكمالاني ينسب ، وفي رواية مالاني ، وهما قريتان بمرو ينسب أهلها إلى الغفلة ، فناظره الشافعي حتى فهّمه كلامه وأقام الحجة في قصة فيها طول ، فكان إسحاق بعد ذلك يقبض على لحيته ويقول : واحيائي من الشافعي! يعني ما تسرّع إليه من القول ولم يفهم كلامه.

اللؤلؤةُ : من قرى عشر من جهة القبلة في أوائل نواحي اليمن.

لامِجان : بكسر الميم ، وجيم ، وآخره نون : قرية بينها وبين همذان سبعة فراسخ.

لامِسُ : بالسين مهملة ، وكسر الميم : من قرى الغرب ، ينسب إليها أبو سليمان الغربي اللامسي من أقران أبي الخير الأقطع ، وقال أبو زيد : إذا جزت قلمية إلى البحر نحو مرحلة بان لك مكان وكان يعرف باللامس وهي قرية على شط بحر الروم من ناحية ثغر طرسوس كان فيه الفداء بين المسلمين والروم يقدمون الروم في البحر فيكونون في سفنهم والمسلمون في البرّ ويقع الفداء.

لامِشُ : بكسر الميم ، والشين معجمة : من قرى فرغانة ، وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم ، منهم من المتأخرين : أبو عليّ الحسين بن عليّ بن أبي القاسم اللامشي الفرغاني ، سكن سمرقند وكان إماما فاضلا فقيها بصيرا بعلم الخلاف ، سمع الحديث من أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم الحافظ القصّار وغيره ، ولد بلامش سنة ٤٤١ ، ومات بسمرقند في رمضان سنة ٥٢٢.

لامَغَان : بفتح الميم ، وغين معجمة ، وآخره نون : من قرى غزنة ، خرج منها جماعة من الفقهاء والقضاة وببغداد بيت منهم ، وقيل : لامغان كورة تشتمل على عدة قرى في جبال غزنة وربما سميت لمغان ، وقد نسب إليها جماعة من فقهاء الحنفية ببغداد ، منهم ممن رأيناه وأدركناه القاضي عبد السلام بن إسماعيل ابن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن اللامغاني أبو محمد القاضي الفقيه المتقن من أهل باب الطاق ومشهد أبي حنيفة ، سكن دار الخلافة بالمطبق تفقّه على أبيه وعمه ودرس بمدرسة سوق العميد المعروفة بزيرك وسمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن الوبني وغيره وناب عن القاضي أبي طالب عليّ بن عليّ البخاري في ولايته الثانية إلى أن توفي ابن البخاري ثم استنابه قاضي القضاة عليّ بن سليمان أيام ولايته بها ، وسئل عن مولده فقال في سنة ٥٢٠ بمحلة أبي حنيفة ، وتوفي في مستهل رجب سنة ٦٠٥ ، ودفن بمقبرة الخيزران بظاهر مشهد أبي حنيفة ، وينسب إليها عدّة من هذا البيت.

لانْجَش : بالنون ساكنة ، وجيم مفتوحة ، وشين معجمة : حصن من أعمال ماردة بالأندلس.

اللّانُ : آخره نون : بلاد واسعة في طرف أرمينية قرب باب الأبواب مجاورون للخزر ، والعامة

٨

يغلطون فيهم فيقولون علّان ، وهم نصارى تجلب منهم عبيد أجلاد.

لاوَجَه : بفتح الواو والجيم : مدينة.

لاوي : قرية بين بيسان ونابلس بها قبر لاوي بن يعقوب وبه سميت.

لاهِجُ : بكسر الهاء والجيم : ناحية في بلاد جيلان يجلب منها الإبريسم اللاهجي وليس بالجيد.

لاهُون : بلد بصعيد مصر به مسجد يوسف الصديق والسّكر الذي بناه لردّ الماء إلى الفيّوم.

لأْيٌ : بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، وياء ، وهو البطء في اللغة ، قال زهير :

وقفت بها من بعد عشرين حجّة ،

فلأيا عرفت الدار بعد توهّم

وهو موضع في عقيق المدينة ، قال معن بن أوس :

تغيّر لأي بعدنا فعتائده

فذو سلم أنشاجه فسواعده

باب اللام والباء وما يليهما

لِبّا : صوابه أن يكتب بالياء وإنما كتبناه هنا بالألف على اللفظ ، وهو بكسر أوله ، أنشد محمد بن أبان الأعرابي :

مررنا على لبنى كأنّ عيوننا

من الوجد بالآثار حمر الصنوبر

وردّ أبو محمد الأسود الغندجاني فقال : هذا الشعر لتميم بن الحباب أخي عمير بن الحباب السلمي ، قال : وصحّف في حرف منه وهو قوله مررت على لبنى وإنما هو لبّا : وهو بين بلد والعقر من أرض الموصل ، وأنشد الأبيات بكمالها :

جزى الله خيرا قومنا من عشيرة

بني عامر لما استهلّوا بحنجر

هم خير من تحت السماء إذا بدت

خدام النسا مسّته لم يتغيّر

هم برّدوا حرّ الصدور وأدركوا

بوتر لنا بين الفريقين مدبر

ومرّوا على لبّى كأنّ عيونهم

من الوجد بالآثار حمر الصنوبر

فبتنا لهم ضيفا علينا قراهم ،

وكان القرى للطارق المتنوّر

نحقّ قراهم آخر الليل بالقنا

وبيض خفاف ذات لون مشهّر

بقرنا الحبالى من زهير ومالك

لييأس قوم من رجاء التجبّر

لُبَابٌ : بالضم ، وتكرير الباء ، وهو في اللغة الخالص من كل شيء : وهو جبل لبني جذيمة ، وقال الأصمعي وهو يذكر جبال هذيل : ثم أودية واسعة وجبل يقال له لباب وهو لبني خالد.

اللبَّا : ذو اللبّا : صنم لعبد القيس بالمشقّر سدنته منهم بنو عامر.

لبابة : موضع بثغر سرقسطة بالأندلس ، ينسب إليها أبو بكر اللبابي من أدباء الأندلس ، قرأ عليه أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن عامر اللبابي.

لُبَاحٌ : بالضم ، وآخره حاء مهملة ، ولباح : موضع في شعر النابغة قال :

كأنّ الظعن حين طفون ظهرا

سفين البحر يمّمن القراحا

قفا فتبيّنا أعريتنات

توخّى الحيّ أم أمّوا لباحا

٩

كأنّ على الحدوج نعاج رمل

زهاها الذّعر أو سمعت صياحا

اللَّبّادِينَ : نسبة إلى عمل اللّبود من الصوف ، وهكذا يتلفّظ به العامّة ملحونا : وهو في موضعين أحدهما بدمشق مشرف على باب جيرون والثاني بسمرقند ويقال له كوي نمد كران ، ينسب إليها القاضي محمد ابن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعدي السمرقندي اللبّادي ، روى عن أستاذه أبي اليسر محمد ابن محمد البزدوي ، مات منتصف صفر سنة ٥١٥.

اللَّبَانُ : بلدة بأرض مهرة من أرض نجد بأقصى اليمن.

لَبَبٌ : موضع ، أنشد ابن الأعرابي :

قد علمت أني إذا الورد عصب

من السّقاة صالح يوم لبب

إذا نعى زوج الفتاة بالعرب

اللِّبَدُ : بكسر اللام ، وفتح الباء : موضع في بلاد هذيل ، قال أبو ذؤيب :

بنو هذيل وفقيم وأسد

والمزنيّين بأعلى ذي لبد

لَبْدَةُ : مدينة بين برقة وإفريقية ، وقيل بين طرابلس وجبل نفوسة وهو حصن من بنيان الأول بالحجر والآجرّ وحوله آثار عجيبة ، يسكن هذا الحصن قوم من العرب نحو ألف فارس يحاربون كل من حاربهم ولا يعطون طاعة لأحد ، يقاومون مائة ألف ما بين فارس وراجل ، كانت به وقعة بين أبي العباس أحمد ابن طولون وأهل إفريقية ، فقال أبو العباس يذكر ذلك :

إن كنت سائلة عني وعن خبري

فها أنا الليث والصّمصامة الذّكر

من آل طولون أصلي ، إن سألت ، فما

فوقي لمفتخر بالجود مفتخر

لو كنت شاهدة كرّي بلبدة إذ

بالسيف أضرب والهامات تبتدر

إذا لعاينت مني ما تبادره

عني الأحاديث والأنباء والخبر

لب : اسم مدينة بالأندلس من ناحية البحر المحيط.

لَبْشَمُون : بفتح أوله ثم السكون ، وشين معجمة ، وميم مضمومة ، وآخره نون : قرية بالأندلس.

لَبَطِيطُ : بفتح أوله وثانيه ، وكسر الطاء ، وياء ، وطاء أخرى : بالأندلس من أعمال الجزيرة الخضراء.

لَبْلَةُ : بفتح أوله ثم السكون ، ولام أخرى : قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة ، بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة أيام أربعة وأربعون فرسخا ، وبين إشبيلية اثنان وأربعون ميلا ، وهي برّيّة بحرية غزيرة الفضائل والثمر والزرع والشجر ولأدمها فضل على غيره ، ولها مدن ، وتعرف لبلة بالحمراء ، وقد ذكرت في بابها ، ومن لبلة يجلب الجنطيانا أحد عقاقير العطّارين ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو الحسن ثابت بن محمد اللبلي نزيل جيّان من بلاد الأندلس ، ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرّج النباتي في شيوخه ووصفه بالعلم والصلاح ، وأبو العباس أحمد بن تميم بن هشام بن حيون اللبلي ، سمع ببغداد وخراسان ، وهو في وقتنا هذا بدمشق ويعرف بالمحبّ ، مات اللبلي هذا في يوم الخميس السابع والعشرين من رجب سنة ٦٢٥ ، وكان رحل إلى خراسان وأصبهان وبغداد وسمع شيوخها وحصّل ، وجابر بن غيث اللبلي يكنّى أبا مالك ، كان عالما بالعربية والشعر

١٠

وضروب الآداب مشهورا بالفضل متديّنا ، استخلفه هاشم بن عبد العزيز لتأديب ولده وكان سبب سكناه قرطبة ، توفي في سنة ٢٩٩ ، قاله ابن الفرضي.

لُبْنَى : بالضم ثم السكون ثم نون ، وألف مقصورة ، قال الليث : اللبنى شجرة لها لثى كالعسل يقال لها عسل لبنى. ولبنى أيضا : اسم جبل ، قال زيد الخيل الطائي :

فلما أن بدت أعلام لبنى

وكنّ لنا كمستتر الحجاب

وبيّن نعفهنّ لهم رقيب

أضاع ولم يخف نعب الغراب

وقال أبو محمد الأسود : لبنى في بلاد جذام ، وأنشد :

حاذرن رمل أيلة الدّهاسا

وبطن لبنى بلدا حرماسا

والعرمات دسنها دياسا

قال أبو زياد : ولعمرو بن كلاب واد يقال له لبنى كثير النخل وليس لبني كلاب بشيء من بلادها نخل غيره وحوله هضب كثيرة وحوله أعراف بلدان كثيرة تسمى أعراف لبنى. ولبنى أيضا : قرية بفلسطين فيها قبض على الفتكين المعزّي وحمل إلى العزيز.

لُبنَانٌ : بالضم ، وآخره نون ، قال رجل لآخر : لي إليك حويجة ، فقال : لا أقضيها حتى تكون لبنانيّة ، أي مثل لبنان ، وهو اسم جبل ، وهو فعلان منصرف ، كذا قال الأزهري ، ولبنان : جبل مطلّ على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام ، فما كان بفلسطين فهو جبل الحمل ، وما كان بالأردن فهو جبل الجليل ، وبدمشق سنير ، وبحلب وحماة وحمص لبنان ، ويتصل بأنطاكية والمصّيصة فيسمى هناك اللّكّام ثم يمتدّ إلى ملطية وسميساط وقاليقلا إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق ، وقيل : إن في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم لسان الآخرين إلا بترجمان ، وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة وفيه من جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد ، وفيه يكون الأبدال من الصالحين ، وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بابن الخراساني الطرابلسي :

دعوني لقا في الحرب أطفو وأرسب ،

ولا تنسبوني فالقواضب تنسب

وإن جهلت جهّال قومي فضائلي

فقد عرفت فضلي معدّ ويعرب

ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا ،

فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب

وكيف التذاذي ماء دجلة معرقا

وأمواه لبنان ألذّ وأعذب!

فما لي وللأيام ، لا درّ درّها ،

تشرّق بي طورا وطورا تغرّب؟

لُبْنَانِ : بلفظ الذي قبله إلا أن هذا تثنية لبن : جبلان قرب مكة يقال لهما لبن الأسفل ولبن الأعلى وفوق ذاك جبل يقال له المبرك به برك الفيل بعرنة وهو قريب من مكة

اللُّبْنَتانِ : تثنية لبنة : موضع في قول الأخطل :

غول النّجاء كأنها متوجّس

باللّبنتين مولّع موشوم

لَبَنٌ : بالتحريك ، واشتقاقه معلوم : جبل من جبال هذيل بتهامة ، كذا نقلناه عن بعض أهل العلم ، والصحيح ما ذكره الحفصي. لبن من أرض اليمامة ،

١١

ولم يكن ذو الرمة يعرف جبال هذيل ، وهو واد فيه نخل لبني عبيد بن ثعلبة ، قال ذو الرمة : حتى إذا وجفت بهمي لوى لبن يصف حميرا اجتزأت من أول الجزء حتى إذا وجفت البهمى ، ووجيفها : إقبالها وإدبارها مع الريح.

لِبْنٌ : بالكسر ، بلفظ اللبن الذي يبنى به ، وفيه لغتان : لبن ، بسكون الباء ، وهو لفظ هذا الموضع ، ولبن ، بكسر الباء ، أضاة لبن : من حدود الحرم على طريق اليمن.

لُبْنُ : بالضم ثم السكون ، وآخره نون ، واللُّبن : الأكل الكثير ، واللَّبْن : الضرب الشديد ، ولبن : اسم جبل في قول الراعي : كجندل لبن تطّرد الصّلالا وفي شعر مسلم بن معبد حيث قال :

جلاد مثل جندل لبن فيها

خبور مثل ما خشف الحساء

ويؤنّث ، قال الأبيوردي : لبن هضبة حمراء في بلاد بني عمرو بن كلاب بأعلى الحلقوم وحربة ، وقال الأصمعي : لبن الأعلى ولبن الأسفل في بلاد هذيل ويقال لهما لبنان ، ولبنان : جبلان ذكرا آنفا ، والخبور : النوق الغزار وأصله من الخبر وهو المزادة ، ويوم لبن : من أيام العرب.

لُبْنَةُ : من قرى المهدية بإفريقية ، ينسب إليها أبو محمد عبد المولى بن محمد بن عقبة اللّخمي اللبني ، ولد بالمغرب وسكن مصر وشهر بها وناب عن قاضيها في الأحكام وكان يتعاطى الكلام ، قال السلفي : قال لي بمصر سمعت على عليّ بن خلف الطبري بالرّيّ وعلى غيره كثيرا من الحديث.

لَبْوَان : بالفتح ثم السكون ، وآخره نون : اسم جبل في قول ابن مقبل :

تأمّل خليلي هل ترى ضوء بارق

يمان مرته ريح نجد ففتّرا

مرته الصّبا بالغور غور تهامة ،

فلما ونت عنه بشعفين أمطرا

وطبق لبوان القبائل بعد ما

كسا الرّزن من صفوان صفوا وأكدرا

قال الأزدي : لبوان جبل يقال له لبوان القبائل ، والرَّزْنُ : ما صلب من الأرض ، يعني أن المطر عمّ هذا الموضع.

لَبُونُ : بلفظ قولهم ناقة لبون أي ذات لبن : اسم مدينة.

لَبِيرَى : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وسكون الياء المثناة من تحت ، والقصر ، هي البيرة التي تقدم ذكرها في باب الألف من نواحي الأندلس ، ينسب إليها بهذا اللفظ أبو الخضر حامد بن الأخطل ابن أبي العريض اللبيري الأندلسي ، رحل وسمع الحديث وروى عن الأعشى وابن المزين ومات بالأندلس سنة ٢٠٨ ، وأحمد بن عمر بن منصور اللبيري الأندلسي ، يروي عن يونس بن عبد الأعلى وغيره بالأندلس سنة ٣١٢ ، يعد في موالي بني أمية ، قاله ابن يونس ، وإياها عنى ابن قلاقس بقوله :

وتركت بقطس مع لبيرى جانبا ،

وركبت جونا كالليالي الجون

لُبَيْنَةُ : تصغير لبنة أو لبنى مرخم.

اللُّبَيَّين : بضم أوله ، وفتح الباء ثم ياء مشددة وأخرى خفيفة ساكنة ، ونون ، تثنية لبيّ ، ولبيّ تصغير لبْي من قولهم : لبي فلان من هذا الطعام يلبى

١٢

لبيا إذا أكثر منه ، قال ابن شميل : ومنه لبّيك كأنه استرزاق ، وهو قول تفرّد به : ماءان لبني العنبر ، قال جحدر اللّصّ :

تعلّمن يا ذود اللُّبَيّين سيرة

بنا لم تكن أذوادكنّ تسيرها

وقال زهير :

لسلمى بشرقيّ القنان منازل ،

ورسم بصحراء اللّبيّين حائل

باب اللام والتاء وما يليهما

لَتَنْكَشَةُ : بفتح أوله وثانيه ، ونون ساكنة ، وفتح الكاف ، وشين معجمة : مدينة بالأندلس من أعمال كورة جيّان ينقل منها الخشب فيعمّ الأندلس ، ولها حصون حصينة وبسيط كبير.

باب اللام والثاء وما يليهما

لَثْلَثٌ : قال أبو زياد : ومن جبال دماخ لثلث لبني عمرو بن كلاب.

لَثْجَةُ : اسم موضع فيه نظر ، بفتح اللام ، وسكون الثاء ، وجيم.

باب اللام والجيم وما يليهما

لَجَأ : بالهمزة ، والقصر ، من لجأ إليه يلجأ إذا تحصن به : اسم موضع.

لَجَاةُ : كذا هو في كتاب الأصمعي ، وقال : هو جبل عن يمين الطريق قرب ضرية وماؤها ضريّ بئر من حفر عاد. واللجاة : اسم للحرّة السوداء التي بأرض صلخد من نواحي الشام فيها قرى ومزارع وعمارة واسعة يشملها هذا الاسم.

لَجَمُ : بالتحريك ، وكلّ ما يتطير منه يقال له لجم : قلعة بإفريقية قريبة من المهدية حصينة جدّا.

اللُّجُمُ : جمع لجام ، وذات اللجم : موضع معروف بأرض جرزان من نواحي تفليس ، قال البلاذري : وسار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان إلى أرمينية فنزل على السِّيسجان فحاربه أهلها فهزمهم وغلب على ويص وصالح أهل القلاع بالسيسجان على خراج يؤدونه ثم سار إلى جرزان فلما انتهى إلى ذات اللّجم سرح المسلمون بعض دوابّهم وجمعوا لجمها فخرج عليهم قوم من العلوج فأعجلوهم عن الإلجام وقاتلوهم حتى أخذوا تلك اللجم ، ثم إن المسلمين كروا عليهم حتى استعادوها ، ثم سمّي الموضع ذات اللجم.

لُجُنْيَاتَه : بضم أوله وثانيه ، وسكون النون ، وياء ، وآخره تاء : ناحية من نواحي إستجة قريبة من قرطبة.

لَجّانُ : بتشديد الجيم : هو واد ، وروي بضم اللام أيضا.

اللَّجُّونُ : بفتح أوله ، وضم ثانيه وتشديده ، وسكون الواو ، وآخره نون ، واللجن واللزج واحد : وهو بلد بالأردنّ ، وبينه وبين طبرية عشرون ميلا ، وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا ، وفي اللجون صخرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد إبراهيم ، عليه السّلام ، وتحت الصخرة عين غزيرة الماء ، وذكروا أن إبراهيم ، عليه السّلام ، دخل هذه المدينة في وقت مسيره إلى مصر ومعه غنم له ، وكانت المدينة قليلة الماء ، فسألوا إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء كثير فاتسع على أهل المدينة ، فيقال إن بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء والصخرة

١٣

قائمة إلى اليوم. واللّجّون : مرج طوله ستة أميال كثير الوحل صيفا وشتاء. واللجون أيضا : موضع في طريق مكة من الشام قرب تيماء ، وسماه الراعي لجّان في قوله :

فقلت والحرّة الرّجلاء دونهم

وبطن لجّان لمّا اعتادني ذكري :

صلّى على عزّة الرحمن وابنتها

ليلى ، وصلّى على جاراتها الأخر

باب اللام والحاء وما يليهما

لُحَاءُ : بالضم ، وألفه تمدّ وتقصر ، والمقصور جمع لحية : وهو واد من أودية اليمامة كثير الزرع والنخل لعنزة ولا يخالطهم فيه أحد ، ووراء لحا بينه وبين مهب الشمال المجازة.

لَحْجٌ : بالفتح ثم السكون ، وجيم ، وهو الميلولة ، يقال : ألحجنا إلى موضع كذا أي ملنا ، وألحاج الوادي : نواحيه وأطرافه ، واحدها لحج : مخلاف باليمن ينسب إلى لحج بن وائل بن الغوث بن قطن ابن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان ومدينة ، منها الفقيه ابن ميش شرح التنبيه في مجلدين ، وسكن لحجا الفقيه محمد بن سعيد بن معن الفريضي ، صنف كتابا في الحديث سماه المستصفى في سنن المصطفى محذوف الأسانيد جمعه من الكتب الصحاح ، وقال خديج بن عمرو أخو النّجاشي بن عمرو يرثي أخاه النجاشي :

فمن كان يبكي هالكا فعلى فتى

ثوى بلوى لحج وآبت رواحله

فتى لا يطيع الزاجرين عن الندى ،

وترجع بالعصيان عنه عواذله

وقال ابن الحائك : ومن مدن تهائم اليمن لحج وبها الأصابح وهم ولد أصبح بن عمرو بن الحارث بن أصبح بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف ابن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر ، ومن لحج كان مسلم بن محمد اللحجي أديب اليمن له كتاب سمّاه الأترنجة في شعراء اليمن أجاد فيه ، كان حيّا في نحو سنة ٥٣٠ ، وقال عمرو ابن معدي كرب :

أولئك معشري وهم حبالي ،

وجدّي في كتيبتهم ومجدي

هم قتلوا عزيزا يوم لحج

وعلقمة بن سعد يوم نجد

لَحْظَةُ : بالفتح ثم السكون ، والظاء معجمة ، بلفظ اللحظة وهي النظرة من جانب الأذن : وهي مأسدة بتهامة ، يقال أسد لحظة كما يقال أسد بيشة ، قال الجعدي :

سقطوا على أسد بلحظة مش

بوح السواعد باسل جهم

لَحْفٌ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، والفاء ، واللّحف : الأغطية ، ومنه سمي اللّحاف الذي يتغطى به : هو واد بالحجاز يقال له لحف عليه قريتان جبلة والسّتارة ، وقد ذكرناهما في موضعهما.

لِحْفٌ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، ولحف الجبل أصله : وهو صقع معروف من نواحي بغداد سمي بذلك لأنه في لحف جبال همذان ونهاوند وتلك النواحي وهو دونها مما يلي العراق ومنه البند نيجين وغيرها وفيه عدة قلاع حصينة.

لَحُوظ : فعول من اللحظ وهو مؤخر العين : من جبال هذيل.

١٤

لَحْيَا جَمَلٍ : بالفتح ثم السكون ، تثنية اللّحي ، وهما العَظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذي لحي ، والجمع الألحي ، وجمل ، بالجيم : البعير ، وفي الحديث : احتجم النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، بلحي جمل : موضع بين مكة والمدينة ، وقد روي فيه لحي جمل ، بالفتح ، ولحي جمل ، بالكسر ، والفتح أشهر : هي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السّقيا ، وقد فسر في حديث الحكم بن بشّار في كتاب مسلم أنه ماء ، وقد ذكر في باب جمل عدة مواضع تسمى بهذا الاسم ، ولحي جمل عدة مواضع ذكرت في جمل.

لِحْيانُ : بكسر أوله : قال ابن بزرج : اللحيان الخدود في الأرض مما يخدّها السيل ، الواحدة لحيانة ، قال : واللحيان الوشل الصديع في الأرض يخرّ فيه الماء وبه سميت لحيان القبيلة وليس بتثنية اللّحي ، كله عن ابن بزرج ، واللحيان : ردهة لبني أبي بكر بن كلاب.

اللُّحْيَان : تثنية اللّحي ، مخفف من لحى جمع لحية : هو واديان ، بضم أوله.

لَحْيَانُ : بفتح أوله ثم السكون ، تثنية لحي العظم الذي يكون فيه الأسنان : وهو أبيض النعمان قصر كان له بالحيرة ، قال حاتم الطائيّ :

وما زلت أسعى بين خصّ ودارة

ولحيان حتى خفت أن أتنصّرا

لَحِيظٌ : بالفتح ثم الكسر ، وآخره ظاء معجمة : اسم ماء ، قال نصر : الخذيقة ماء لكعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب ثم لحيظ : وهو ثميد إزاءها ، قال يزيد بن مرحبة :

وجاءوا بالروايا من لحيظ

فرخّوا المحض بالماء العذاب

رخّوا : مزجوا ، وقيل لحيظ ردهة طيبة الماء.

باب اللام والخاء وما يليهما

اللُّخُّ : بالضم في شعر امرئ القيس حيث قال :

وقد عمر الروضات حول مخطّط

إلى اللُّخّ مرأى من سعاد ومسمعا

باب اللام والدال وما يليهما

لُدٌّ : بالضم ، والتشديد ، وهو جمع ألدّ ، والألدّ الشديد الخصومة : قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين ببابها يدرك عيسى بن مريم الدجال فيقتله ، قال المعلّى بن طريف مولى المهدي :

يا صاح إني قد حججت

وزرت بيت المقدس

وأتيت لدّا عامدا

في عيد ماري سرجس

فرأيت فيه نسوة

مثل الظباء الكنّس

ولدّ : اسم رملة يقتل عندها الدجّال ، ذكره جميل في شعره فقال :

تذكّر أنسا من بثينة ذا القلب ،

وبثنة ذكراها لذي شجن يصبو

وحنّت قلوصي فاستمعت لسجرها

برملة لدّ وهي مثنية تحبو

نسبوا إليها أبا يعقوب بن سيّار اللّدّي ، حدّث عن أحمد بن هشام بن عمّار الدمشقي ، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس ، سمع منه في حدود سنة ٣٦٠.

اللَّدْمان : تثنية اللدم ، وهو ضرب المرأة صدرها والرجل خبز الملّة يذهب عنه التراب : وهو اسم ماء معروف.

١٥

باب اللام والراء وما يليهما

لُرْتُ : موضع بالأندلس أو قبيلة ، قال السلفي : أنشدني أحمد بن يوسف بن نام اليعمري البيّاسي للوزير أبي الحسن جعفر بن إبراهيم اللّرتي المعروف بالحاج :

لم لا أحبّ الضيف أو

أرتاح من طرب إليه

والضيف يأكل رزقه

عندي ويشكرني عليه

اللُّرّ : بالضم ، وتشديد الراء : وهو جيل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان ، وتلك النواحي تعرف بهم فيقال بلاد اللّرّ ويقال لها لرستان ويقال لها اللّور أيضا ، وقد ذكرت في موضعها.

لُرْقَةُ : بالضم ثم السكون ، والقاف : وهو حصن في شرقي الأندلس غربي مرسية وشرقي المريّة بينهما ثلاثة أيام ، ينسب إليها خلف بن هاشم اللّرقي أبو القاسم ، روى عن محمد بن أحمد العتبي.

باب اللام والسين وما يليهما

لَسْعَى : بوزن سكرى : موضع ، قال ابن دريد : أحسبه يمد ويقصر.

لَسْلَسَى : بالفتح ثم السكون ، وفتح السين ، يقال : ةثوب ملسلس إذا كان فيه خطوط ووشي : وهو اسم موضع.

لَسْنُونَة : بالفتح ثم السكون ، ونونين بينهما واو : موضع.

اللِّسَانُ : من أرض العراق ، في كتاب الفتوح : وكان مقام سعد بالقادسية بعد الفتح بشهرين ثم قدم زهرة ابن حويّة إلى العراق ، واللسان : لسان البر الذي أدلعه في الريف عليه الكوفة اليوم والحيرة قبل اليوم ، قالوا : ولما أراد سعد تمصير الكوفة أشار عليه من رأى العراق من وجوه العرب باللسان ، وظهر الكوفة يقال له اللسان وهو فيما بين النهرين إلى العين عين بني الجراء ، وكانت العرب تقول أدلع البرّ لسانه في الريف ، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط وما كان يلي البطن منه فهو النّجاف ، قال عدي بن زيد :

ويح أمّ دار حللنا بها

بين الثّويّة والمردمه

بريّة غرست في السواد

غرس المضيغة في اللهزمه

لسان لعربة ذو ولغة

تولّغ في الريف بالهندمه

لَسِيسٌ : من حصون زبيد باليمن.

باب اللام والشين وما يليهما

لَشْبُونَةُ : بالفتح ثم السكون ، وباء موحدة ، وواو ساكنة ، ونون ، وهاء ، ويقال أشبونة ، بالألف : هي مدينة بالأندلس يتصل عملها بأعمال شنترين ، وهي مدينة قديمة قريبة من البحر غربي قرطبة ، وفي جبالها التبرات الخلّص ، ولعسلها فضل على كل عسل ، الذي بالأندلس يسمى اللّاذرني يشبه السكر بحيث أنه يلفّ في خرقة فلا يلوّثها ، وهي مبنية على نهر تاجه والبحر قريب منها ، وبها معدن التبر الخالص ويوجد بساحلها العنبر الفائق ، وقد ملكها الأفرنج في سنة ٥٧٣ ، وهي فيما أحسب في أيديهم إلى الآن.

باب اللام والصاد وما يليهما

لَصَافِ : بوزن قطام ، كأنه معدول عن لاصفة ، وتأنيثه للأرض أو البقعة يكثر فيها اللّصف ، قال

١٦

أبو عبيد : اللّصف شيء ينبت في أصل الكبر كأنه خيار ، وقال الليث : ثمرة شجرة تجعل في المرق ولها عصارة يصطنع بها الطعام ، ولصاف وثبرة : ماءان بناحية الشواجن في ديار ضبة ، قال الأزهري : وقد شربت منهما ، وإياهما أراد النابغة حيث قال :

بمصطحبات من لصاف وثبرة

يزرن إلالا ، سيرهنّ التّدافع

وقال أبو عبيد الله السكوني : لصاف ماء بالقرب من شرج وناظرة وهو من مياه إياد القديمة ، وقد صرفه الشاعر فقال :

إنّ لصافا لا لصاف فاصبري

إذ حقّق الرّكبان هلك المنذر

وقال أبو زياد : لصاف ماء بالدّوّ لبني تميم ، وقد بلغ مضرّس بن ربعيّ الأسدي أن الفرزدق قد هجا بني أسد فقدم البصرة وجلس بالمؤيد ينشد هجاءه الفرزدق فبلغ الفرزدق ذلك فجاءه حتى وقف عليه فقال له : من أنت؟ قال : أسديّ أنا ، قال : لعلك ضريس؟ قال : أنا مضرّس ، فقال له الفرزدق : إنك بي لشبيه فهل وردت أمك البصرة؟ فقال : لم ترد البصرة قط ولكن أبي ، قال الفرزدق : ما فعل معمّر؟ قال مضرّس : هو بلصاف حيث تبيض الحمّر ، فقال له الفرزدق : هل أنت مجيز لي بيتا؟ قال مضرس : هاته ، قال الفرزدق :

وما برئت إلا على عتب بها

عراقيبها مذ عقّرت يوم صوأر

فقال مضرّس :

مناعيش للمولى تظلّ عيونها

إلى السيف تستبكي إذا لم تعقّر

فنزع الفرزدق جبّته ورمى بها على مضرس وقال : والله لا هجوت أسديّا قط! أراد الفرزدق بقوله نهشل بن حرّيّ يهجو بني فقعس حيث قال :

ضمن القيان لفقعس سوآتها ،

إن القيان لفقعس لمعمّر

وأراد مضرس قول ابن المهوّس الأسدي يردّ عليه :

قد كنت أحسبكم أسود خفيّة

فإذا لصاف تبيض فيه الحمّر

فترفّعوا مدح الرائل فإنما

تجني الهجيم عليكم والعنبر

عضّت تميم جلد أير أبيكم

يوم الوقيط وعاونتها حضجر

وهي أبيات كثيرة.

لِصْبَيْن : بكسر أوله ، وهو في الأصل المضيق في الجبل : وهو موضع بعينه ، قال تميم بن مقبل :

أتاهنّ لبّان ببيض نعامة

حواها بذي اللّصبين فوق جنان

لَصَفُ : بالتحريك ، وتفسيره كالذي قبله : اسم بركة غربي طريق مكة بين المغيثة والعقبة على ثلاثة أميال من صبيب غربي واقصة.

لَصُوبُ : بلد قرب برذعة من أرض أرّان.

باب اللام والطاء وما يليهما

اللِّطَاطُ : بكسر أوله ، قال أبو زيد : يقال هذا لطاط الجبل وثلاثة ألطّة : وهو طريق في عرض الجبل ، وقال العمراني : اللطاط شفير نهر أو واد ، لم يزد.

لَطْمِينُ : بالفتح ثم السكون ، وكسر الميم ، وياء ، وآخره نون : كورة بحمص وبها حصن.

١٧

باب اللام والظاء وما يليهما

لظَى : بالفتح ، والقصر ، وهو من أسماء النار ، وذو لظى : اسم موضع في شعر هذيل ، وقيل : لظى منزل من بلاد جهينة في جهة خيبر ، قال مالك بن خالد الخناعي الهذلي :

فما ذرّ قرن الشمس حتى كأنهم

بذات اللّظى خشب تجرّ إلى خشب

باقيها في ذي دوران ، وقال أيضا :

كأنهم حين استدارت رحاهم

بذات اللّظى أو أدرك القوم لاعب

إذا أدركوهم يلحقون سراتهم

بضرب كما حدّ الحصير الشواطب

باب اللام والعين وما يليهما

لَعْبَاء : بالفتح ثم السكون ، وباء موحدة ، وألف ممدودة : اسم لسبخة معروفة بناحية البحرين بحذاء القطيف على سيف البحر فيه حجارة ملس سمّيت بذلك لأنها لعب فيها كل واد أي سال ، والنسبة إليها لعبانيّ كالنسبة إلى صنعاء صنعانيّ ، وتنسب إليها الكلاب ، قال مزرّد :

وعالا وعاما حين باعا بأعنز

وكلبين لعبانيّة كالجلامد

وقال المهلبي : قوله لعبانية يعني نوقا شبّهها في صلابتها بحجارة اللعباء. ولعباء أيضا : ماء سماء في حزم بني عوال جبل لغطفان في أكناف الحجاز ، وهناك أيضا السدّ وهو ماء سماء ، قال كثير :

فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى

مدى كل وحشيّ لهن ومستمي

وقالت ميّة بنت عتيبة ترثي أباها وهي أمّ البنين وقتل يوم خوّ ، قتلته بنو أسد :

تروّحنا من اللعباء عصرا ،

وأعجلنا إلاهة أن تؤوبا

على مثل ابن ميّة فانعياه

يشقّ نواعم الشعر الجيوبا

وكان أبي عتيبة شمّريا

ولا تلقاه يدّخر النصيبا

ضروبا باليدين إذا اشمعلت

عوان الحرب لا روعا هيوبا

وقيل : اللعباء أرض غليظة بأعلى الحمى لبني زنباع من عبد بن أبي بكر بن كلاب ، قال أبو زياد : وإياها عنى حميد بن ثور الهلالي بقوله :

إلى النير فاللعباء حتى تبدّلت

مكان رواغيها الصريف المسدّما

لُعْبَا : بالضم ثم السكون ، والباء موحدة ، فعلى من اللعب ، مقصور : هو موضع في ديار عبد القيس بين عمان والبحرين ، عن الحازمي

لَعْسٌ : بالفتح ثم السكون ، وآخره سين مهملة ، وهو العض في اللغة : اسم موضع.

لَعْلَعٌ : بالفتح ثم السكون ، واللعلع في لغتهم : السراب ، ولعلع : جبل كانت به وقعة لهم ، قال أبو نصر : لعلع ماء في البادية وقد وردته ، وقيل : لعلع منزل بين البصرة والكوفة ، وقال العزيزي : من البصرة إلى عين جمل ثلاثون ميلا وإلى عين صيد ثلاثون ميلا وإلى الأخاديد ثلاثون ميلا وإلى أقر ثلاثون ميلا وإلى سلمان عشرون ميلا وإلى لعلع عشرون ميلا ، وقال المسيّب بن علس الضّبعي :

١٨

بان الخليط ورفّع الخرق ،

ففؤاده في الحيّ معتلق

منعوا كلامهم ونائلهم

يوم الفراق ورهنهم غلق

قطعوا المزاهر واستتبّ بهم

يوم الرّحيل للعلع طرق

وإلى بارق عشرون ميلا وإلى مسجد سعد أربعون ميلا وإلى المغيثة ثلاثون ميلا وإلى العذيب أربعة وعشرون ميلا وإلى القادسية ستة أميال وإلى الكوفة خمسة وأربعون ميلا.

باب اللام والغين وما يليهما

لغابر : بعد الألف باء موحدة : هو موضع.

لُغَاطُ : بالضم ، وآخره طاء مهملة ، فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة : موضع ، عن العمراني ، ثم قال : وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي ، وقال الليث : لغاط ، بمعجمة ، اسم جبل من منازل بني تميم ، وقال أبو محمد الأسود : لغاط واد لبني ضبّة ، وقال الهرار بن حكيم الربعي :

والجوف خير لك من لغاط

ومن ألات وألي أراط

وسط محدّم من الأوساط

ومن جواد الشدّ ذي اهتماط

وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب : لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم ، وقال عقبة ابن قدامة الحبطي يمدح بني مازن :

وهم حصدوا بني سعد بن قيس

على القصبات بالبيض القصار

وردّوهم غداة لغاط عنهم

بأكباد وأفئدة حرار

وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي : لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض اليمامة ، وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير :

وعلا لغاط فبات يلغط سيله

ويثجّ في لبب الكثيب ويصخب

لُغْزُ : من نواحي اليمامة ، عن الحفصي.

لَغْوَى : في شعر عروة بن معروف الأسدي يعرف بابن حجلة :

أصاح ترى بريقا هبّ وهنا

يؤرّقني وأصحابي هجود

قعدت له ونحن بقاع لغوى ،

ودون مصابه بلد بعيد

باب اللام والفاء وما يليهما

لُفَاتُ : بضم أوله ، وآخره تاء مثناة : من ديار مراد ، قال فروة بن مسيك المرادي :

مررن على لفات وهنّ خوص

يبارين الأعنّة ينتحينا

فإن نهزم فهزّامون قدما ،

وإن نغلب فغير مغلّبينا

فما إن طبّنا جبن ولكن

منايانا ودولة آخرينا

كذاك الدّهر دولته سجال ،

يكرّ بصرفه حينا فحينا

اللُّفَاظُ : بالضم ، وآخره ظاء معجمة ، وقد روي بكسر أوله ، وأصله على الروايتين من لفظت الشيء

١٩

إذا ألقيته من فيك كلاما كان أو غيره : وهو ماء لبني إياد.

لَفَتُ : قيده القاضي عياض على ثلاثة أوجه : بفتح اللام وسكون الفاء عن أبي بحر ، ولفت ، بالتحريك ، عن القاضي أبي علي ، قال : وقيد غيرهما لفت ، بكسر اللام وسكون الفاء ، قال : وكذا ذكره ابن هشام في السيرة ، قال : وهي ثنية بين مكة والمدينة ، قلت : ولكل معنى في كلامهم ، أما لفت ، بالفتح ثم السكون ، فهو الصرف ، تقول : ما لفتك عن فلان أي ما صرفك ، وقيل : اللّفت اللّيّ عن جهته ومنه الالتفات ، وأما اللّفت فيقال : لفت فلان مع فلان كقولك صغاه ، ولفتاه : شقاه ، وأما المحرّك فيجوز أن يكون منقولا عن الفعل من قولهم : لفت فلان فلانا أي صرفه ثم استعمل اسما ، وقال : من روى لفت ، بالكسر ، هو واد قريب من هرشى عقبة بالحجاز بين مكة والمدينة ، قال كثير :

قصد لفت وهنّ متّسقات

كالعدوليّ اللاحقات التوالي

وقال أبو صخر الهذلي.

لأسماء لم تهتج لشيء إذا خلا

فأدبر ما اختبّت بلفت ركائب

وقال السكري : لفت مكان بين مكة والمدينة ، ويقال ثنية ، اختبّت من الخب. ولفت طلع : موضع آخر ، ذكر ابن هشام في السيرة في قصة الهجرة : بعد ثنية المرة لفتا ، بكسر اللام وسكون الفاء والتاء مثناة من فوقها ، قال الشيخ أبو بحر : لفت ، بكسر اللام ، ألفيته في شعر معقل الهذلي في أشعار هذيل وهو قوله :

لعمرك ما خشيت وقد بلغنا

جبال الجوز من بلد تهامي

نزيعا محلبا من آل لفت

لحيّ بين أثلة فالنّجام

قال أبو بحر : كذا هو في نسختي وهي نسخة صحيحة جدّا ، وكذلك ألفاه من وثقته وكلّفته أن ينظر لي في شعر معقل هذا في شعر هذيل مكسور اللام في نسخة أبي علي القالي المقروّة على الزيادي بن علي الأحول ثم قرأها على ابن دريد ، وقد اختلف القول في هذا الحديث فمنهم من قال لفت ومنهم من قال لقف وهما موضعان في الطريق بين مكة والمدينة ، قلت أنا : وفي كتاب السكري المقروّ على الرّمّاني لفت ، بكسر اللام ، وقال : هي عقبة بطريق مكة ، عن أبي عبد الله ، وقال الجمحي : هي ثنية جبل قديد.

لَفْتَوَانُ : بالفتح ثم السكون ، وتاء مثناة من فوق مفتوحة ، وآخره نون : قرية من قرى أصبهان ، ينسب إليها إبراهيم بن شجاع بن محمد بن ابراهيم أبو عبد الله بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أخو الحافظ أبي بكر محمد من أهل أصبهان ، سمع مع أخيه من الرئيس أبي عبد الله الثقفي وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد السمسار ، سمع منه أبو سعد وأبو القاسم ، وكانت ولادته في حدود سنة ٤٨٠.

لَفْلَفٌ : قال لفلف الرجل إذا اضطرب ساعده من التواء عرقه ، ولفلف إذا استقصى في الأكل ، ولفلف : جبل بين تيماء وجبلي طيّء ، وهو في شعر الهذلي قال :

وأعليت من طور الحجاز نجوده

إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف

لفوان : من مخاليف اليمن.

٢٠