معجم البلدان - ج ٤

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٤

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠١

معاذ أخي أبي نواس قال : قدم أبو نواس إلى البصرة من سفر له فقال : قد اشتقت إلى كناركّ ، موضع بقراب البصرة ، قال الصولي : كذا في الخبر وإنما هو بقرب البصرة ، وكان السلطان قد منع منه لأشياء كانت تجري فيه مما ينكرها ، فمضى مع إخوان له وقال :

أنا بالبصرة داري ،

وكناركّ مزاري

إن فيها ما تلذّ ال

عين من طيب العقار

وغناء وزناء

ولواط وقمار

قال : فوجّه إليه والي الناحية قال : قد أبحتها لك فلست أعرض لأحد أن يفارقها.

كِنَاسٌ : بكسر أوله : موضع من بلاد غنيّ ، عن أبي عبيد ، قال جرير :

لمن الديار كأنها لم تحلل

بين الكناس وبين طلح الأعزل؟

الكُنَاسَةُ : بالضم ، والكنس : كسح ما على وجه الأرض من القمام ، والكناسة ملقى ذلك : وهي محلة بالكوفة عندها واقع يوسف بن عمر الثّقفي زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، وفيها يقول الشاعر :

يا أيها الراكب الغادي لطيّته ،

يؤمّ بالقوم أهل البلدة الحرم

أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم ،

أو كنت من دارهم يوما على أمم

انّا وجدنا قفيرا في بلادكم

أهل الكناسة أهل اللؤم والعدم

أرض تغيّر أحساب الرجال بها

كما رسمت بياض الرّيط بالحمم

كِنَانَةُ : خيف بني كنانة : مسجد منى بمكة وشعب بني كنانة بين الحجون وصفيّ السباب.

كِنَاوَه : بالكسر ، وفتح الواو : اسم قبيلة من البربر في أرض الغرب ضاربة في بلاد السودان متصلة بأرض غانة والأرض تنسب إليهم.

كُنْبُ : بالضم ثم السكون ، وآخره باء موحدة ، وهو عجميّ واشتقاقه من العربي أنه جمع كنب وهو غلظ يعلو اليد من العمل : وهو اسم لمدينة أشروسنة بما وراء النهر.

كَنْبَانِيَةُ : بفتح الكاف ، وسكون النون ، وباء موحدة ، وبعد الألف نون مكسورة ، وياء خفيفة : ناحية بالأندلس قرب قرطبة ، ينسب إليها محمد بن قاسم بن محمد الأموي الجاحظي الكنباني ، ذكر في جالطة بأتمّ من هذا.

كَنَبُوتُ : بفتح أوله وثانيه ، وضم الباء الموحدة ، وآخره تاء ، وأصله كالذي قبله : هي قرية بالبحرين لبني عامر بن عبد القيس.

كُنْتَدَةُ : بلدة بالأندلس كانت بها وقعة مشهورة بين المسلمين والفرنج في سنة ٥١٤ استشهد بها أبو الحسن محمد بن حشون بن فيره الصفدي يعرف بابن سكرة أندلسيّ ، وفيره : اسم للحديد بالبربرية ، ومولده بعد ٤٥٠.

كِنْثِيلُ : بالكسر ثم السكون ، وثاء مثلثة مكسورة ، وياء مثناة من تحتها ، ولام : جبل لهذيل.

كَنْجَرُوذ : بالفتح ثم السكون ، وجيم ثم راء بعدها واو ساكنة ، وذال معجمة : قرية على باب نيسابور.

٤٨١

كُنْجَرُسْتاق : عمل كبير بين ناحية باذغيس ومرو الروذ ومن هذه الناحية بغشور وبنج ده ، قال الإصطخري : وأكبر مدينة بكنج رستاق ببنة وكيف ، قال : وببنة أكبر من بوشنج ، وبين هراة وببنة مرحلتان وإلى كيف مرحلة وإلى بغشور مرحلة.

كَنْجَكان : بالفتح ثم السكون ، وجيم مفتوحة ، وكاف ، وآخره نون : قرية كانت بأعلى مدينة مرو خربت وقد نسب إليها.

كَنْجَةُ : بالفتح ثم السكون ، وجيم : مدينة عظيمة وهي قصبة بلاد أرّان ، وأهل الأدب يسمونها جنزة ، بالجيم والنون والزاي. وكنجة : من نواحي لرستان بين خوزستان وأصبهان.

كَنْدَاكِين : بالفتح ثم السكون ، ودال مهملة مفتوحة ، وكاف أخرى مكسورة ، وياء مثناة من تحت ساكنة ، ونون : من قرى الصّغد على نصف فرسخ من الدّبّوسية ، قد نسب إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن أبي نصر بن الأشعث من أولاد القضاة ، مات ببخارى في سنة ٥٥٢ ، وقد روى الحديث.

كَنْدانج : بالفتح ثم السكون ، ودال ، وبعد الألف نون ، وجيم : من قرى أصبهان.

كُنْدُ : بالضم ثم السكون : من قرى سمرقند ، ينسب إليها أبو المحامد بن عبد الخالق بن عبد الوهاب بن حمزة بن سلمة الكندي ، قال أبو سعد : هو من أهل الصّغد ، وكند إحدى قراها ، عرج ، كان فقيها عالما ، ذكره أبو سعد في شيوخه ، ومات في سنة ٥٥١.

كَنْدُ : بالفتح : من نواحي خجندة ، وتعرف بكند بادام وهو اللوز لكثرته بها ، وهو لوز عجيب خفيف القشر يتقشّر إذا فرك باليد.

كُنْدُران : بالضم ثم السكون ثم الضم ، وراء ، وآخره نون : من قرى قاين طبس ، ينسب إليها أبو الحسن علي ابن محمد بن علي بن إسحاق بن إبراهيم الكندراني القائني ، ولد بهراة وسكن سمرقند وأصله من قاين ، روى عنه الإدريسي ، وتوفي بعد ٣٥٠.

كُنْدُر : مثل الذي قبله بنقص الألف والنون : موضعان أحدهما قرية من نواحي نيسابور من أعمال طريثيث ، وإليها ينسب عميد الملك أبو نصر محمد بن أبي صالح منصور بن محمد الكندري الجرّاحي وزير طغرلبك أول ملوك السلجوقية ثم قتل سنة ٤٥٩ ، وقد ذكرت قصته في كتابي المبدإ والمآل ومعجم الأدباء. وكندر أيضا : قرية قريبة من قزوين ، ينسب إليها أبو غانم الحسين وأبو الحسن علي ابنا عيسى بن الحسين الكندري سمعا أبا عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السّلمي الصوفي وكتبا تصانيفه ولهما في جامع قزوين كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق المعروف بالعثماني.

كَنْدَسَرْوَان : سينه مهملة ، وآخره نون : من قرى بخارى.

كُنْدُلان : آخره نون : من قرى أصبهان.

كِنْدَة : بالكسر ، مخلاف كندة : باليمن اسم القبيلة.

كَنْدُكِين : بالفتح ثم السكون ، ودال مضمومة مهملة ، وكاف أخرى مكسورة ، وياء مثناة من تحت ، ونون : من قرى سمرقند ثم من قرى الدّبّوسية والصّغد ، منها أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي نصر بن الأشعث الكندكيني ، كان والده قاضي كندكين ، سمع القاضي أبا الحسن على بن عبد الملك بن الحسين النسفي ، سمع منه أبو سعد السمعاني وابنه أبو المظفر وغيره ، وكانت ولادته سنة ٤٤٨ أو قبلها بسنة.

٤٨٢

كُنْدُوَان : بالضم ، وبعد الدال واو : من نواحي مراغة تذكر مع كرم ، يقال كرم وكندوان.

كندير : اسم جبل في قول الأعشى :

زعمت حنيفة لا تجير عليهم

بدمائهم وبأنها ستجير

كذبوا ، وبيت الله يفعل ذاكم

حتى يوازي حرزما كندير

كِنَّرُ : بالكسر ، وتشديد ثانيه وفتحه ، وآخره راء : قرية كبيرة من بغداد من نواحي دجيل قرب أوانا ، وكان الوزير علي بن عيسى يقول : لعن الله أهل كنّر وأهل نفّر ، وهما بالعراق ، ينسب إليها من المتأخرين أبو الذخر خلف بن محمد بن خلف الكنّري المقري ، سكن الموصل من صباه وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدّب وغيره وروى عنهم ، سمع منه ابن الرّسّي.

كَنْسَرْوَان : بالفتح ثم السكون ، وسين مهملة ، وراء ساكنة ، وآخره نون.

كَنْزَةُ : واد باليمامة كثير النخل ، قال أبو زياد الكلابي : كان رجل من بني عقيل نزل اليمامة وكان يحبل الذئاب ويصطادها ، فقال له قوم من أهل اليمامة : إن ههنا ذئبا قد لقينا منه التباريح يأكل شاءنا فإن أنت قتلته فلك من كل غنم شاة ، فحبله ثم أتاهم به يقوده حتى وقفه عليهم ثم قال : هذا ذئبكم الذي أكل شاءكم فأعطوني ما شرطتم ، فأبوا عليه وقالوا : كل ذئبك ، فتبرّز عنهم حتى إذا كان بحيث يرونه علّق في عنق الذئب قطعة حبل وخلّى طريقه وقال : أدركوا ذئبكم ، وأنشد:

علّقت في الذئب حبلا ثم قلت له :

الحق بقومك واسلم أيها الذيب

إمّا تعودنّه شاة فيأكلها

وإن تتبّعه في بعض الأراكيب

إن كنت من أهل قرّان فعد لهم ،

أو أهل كنزة فاذهب غير مطلوب

المخلفين بما قالوا وما وعدوا ،

وكلّ ما لفظ الإنسان مكتوب

سألته في خلاء كيف عيشته ،

فقال : ماض على الأعداء مرهوب

لي الفصيل من البعران آكله ،

وإن أصادفه طفلا فهو مصقوب

والنخل أعمره ما دام ذا رطب ،

وإن شتوت ففي شاء الأعاريب

يا أبا المسلّم أحسن في أسيركم ،

فإنني في يديك اليوم مجنوب

ما كان ضيفك يشقى حين آذنكم ،

فقد شقيت بضرب غير تكذيب

تركتني واجدا من كل منجرد

محملج ومزاق الحيّ سرحوب

فإن مسست عقيليّا فحلّ دما

بصائب القدح عند الرمي مذروب (١)

المصقوب : الذي قد ذهب به ، وأبو المسلّم : الذي صاد الذئب ، والمنجرد : يعني ذئبا آخر ، والمزاق : السريع من الخيل والذئاب ، والسرحوب : الطويل ، والمذروب : السهم.

كُنْطِي : بالضم ثم السكون ، وكسر الطاء المهملة ، وسكون الياء : أرض للبربر بالمغرب بقرب من دكّالة وهي حزن من الأرض.

كَنْعانُ : بالفتح ثم السكون ، وعين مهملة ، وآخره نون ، قال ابن الكلبي : ولد لنوح سام وحام ويافث

__________________

(١) ـ في هذه الأبيات إقواء.

٤٨٣

وشالوما وهو كنعان وهو الذي غرق ودال لا عقب له ، ثم قال : الشام منازل الكنعانيين ، وأما الأزهري فقال : كنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تضارع العربية ، وهذا مستقيم حسن : وهو من أرض الشام ، قال بعضهم : كان بين موضع يعقوب بن كنعان ويوسف بمصر مائة فرسخ ، وكان مقام يعقوب بأرض نابلس وبه الجبّ الذي ألقي يوسف فيه معروف بين سنجل ونابلس عن يمين الطريق ، وكان مقام يعقوب ، عليه السّلام ، في قرية يقال لها سيلون ، وقال أبو زيد : كان مقام يعقوب بالأردنّ ، وكل هذا متقارب ، وهو عجميّ وله في العربية مخارج ، يجوز أن يكون من قولهم : أكنع به أي أحلف ، أو من الكنوع وهو الذل ، أو من الكنع وهو النقصان ، أو من الكانع وهو السائل الخاضع ، أو من الكنيع وهو المائل عن القصد ، أو من الأكنع والكنيع وهو الذي تشنّجت يده وغير ذلك.

كَنَفَى : بفتح أوله وثانيه ثم فاء مفتوحة أيضا ، بوزن جمزى ، يجوز أن يكون من الكنف وهو الجانب والناحية ، والكنف : الرحمة ، والكنف : الحاجر ، ويقال لها كنفى عروش ، بضم العين ، وآخره شين معجمة ، كأنه جمع عرش : موضع كانت فيه وقعة أسر فيها حاجب بن زرارة أسره الخمخام بن جبلة ، وقال فيه شاعرهم :

وعمرا وابن بنته كان منهم

وحاجب فاستكان على صغار

كَنْكارُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح الكاف الأخرى ، وراء.

كِنْك : بالكسر ثم السكون ، وآخره كاف أيضا : اسم واد في بلاد الهند.

كِنْكِوَر : بكسر الكافين ، وسكون النون ، وفتح الواو : بليدة بين همذان وقرميسين وفيها قصر عجيب يقال له قصر اللصوص ذكر في القصور ، وهي الآن خراب. وكنكور أيضا : قلعة حصينة عامرة قرب جزيرة ابن عمر معدودة في قلاع ناحية الزّوزان وهي لصاحب الموصل ، ينسب إلى كنكور همذان جباخ ابن الحسين بن يوسف أبو بكر الصوفي الكنكوري شيخ الصوفية بها ، سمع أبا بكر يحيى بن زياد بن الحارث ابن يوسف الحارثي ، سمع من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي النسفي ، وكان إماما فاضلا ورعا متديّنا مشتغلا بالفتوى والتدريس ، توفي في يوم الاثنين ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة ٥٥١ ، من كتاب ابن نقطة.

كَنٌّ : بالفتح ثم التشديد ، مصدر كننت الشيء إذا جعلته في كنّ أكنّه كنّا : اسم جبل. وكنّ أيضا : من قرى قصران.

كِنَنٌ : جبل باليمن من بلاد خولان العالية عال يرى من بعد ، وقال الصليحي يصف خيلا :

حتى رمتهم ، ولو يرمى بها كنن

والطّود من صبر لانهدّ أو مادا

كَنْوَنُ : بالفتح ، والسكون ، وواو ، ونون أخرى : من محالّ سمرقند.

كِنْهَلُ : بالكسر ثم السكون ، والهاء تفتح وتكسر ، وآخره لام : علم مرتجل لاسم ماء لبني تميم ، ويوم كنهل قتل فيه عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي الهرماس وعمر بن كبشة الغسّانيّين والى بينهما ، وقال جرير :

٤٨٤

طوى البين أسباب الوصال وحاولت

بكنهل أسباب الهوى أن تجذّما

كأنّ جبال الحيّ سربلن يانعا

من الوارد البطحاء من نخل ملهما

وقال غيره :

إن لها بكنهل الكناهل

حوضا يردّ ركّب النواهل

وقال الفرزدق في أيام كنهل وكان في أيام زياد ابن أبيه في الإسلام :

سرى من أصول النخل حتى إذا انتهى

بكنهل أدّى رمحه شرّ مغنم

لعمري ، وما عمري عليّ بهيّن ،

لبئس الذي أجرى إليه ابن ضمضم!

كَنَّةُ : بالفتح ثم التشديد : موضع بفارس.

كُنَيْبٌ : تصغير كنب ، وهو غلظ يعلو اليد من العمل : وهو موضع في ديار فزارة لبني شمخ منهم ، وقال النابغة الذبياني :

زيد بن بدر حاضر بعراعر ،

وعلى كنيب مالك بن حمار

الكُنَيزَةُ : بالضم ثم الفتح ، وبعد الياء زاي ، تصغير كنزة للمرّة الواحدة من كنزت المال وغيره إذا أحرزته : موضع قرب قرّان من بلاد العرب باليمامة ، قال الرياشي : كان ذئب يأتي أهل قرّان فيؤذيهم في ثمارهم فجاءهم صائد فقال : ما تعطونني إن أخذته؟ قالوا : شاة من كل قطيع ، قال : فذهب فجاء به وقد شدّه فكبّروا وجعلوا يتضاحكون منه فأحس منهم بالغدر فقطع حبله فوثب الذئب ناجيا فوثبوا عليه ليقتلوه فقال : لا عليكم ، إن وفيتم لي رددته ، فخلوه ليردّه فذهب وهو يقول :

علّقت في الذئب حبلا ثم قلت له :

الحق بأهلك واسلم أيها الذيب

إن كنت من أهل قرّان فعد لهم ،

أو الكنيزة فاذهب غير مطلوب

سألته كيف كانت خير عيشته ،

فقال : ماض على الأعداء مرهوب

النخل أرعى به ما كان ذا رطب ،

وإن شتوت ففي شاء الأعاريب

كَنَنُ : بالتحريك : جبل من أعمال صنعاء على رأسه قلعة يقال لها قيلة لبني الهرش.

الكَنيسَةُ : بلفظ كنيسة اليهود : بلد بثغر المصّيصة ويقال لها الكنيسة السوداء ، وهي في الإقليم الرابع ، طولها ثمان وخمسون درجة ونصف وربع ، وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة ، سميت السوداء لأنها بنيت بحجارة سود بناها الروم قديما ، وبها حصن منيع قديم أخرب فيما أخرب منها ، ثم أمر الرشيد ببنائها وإعادتها إلى ما كانت عليه وتحصينها وندب إليها المقاتلة وزادهم في العطاء.

كُنَيْكِرُ : تصغير كنكر : قرية بدمشق قتل بها علي بن أحمد بن محمد البرقعي الملقب بالشيخ القرمطي أميرهم سنة ٢٩٠ ، وكان أديبا شاعرا ، ومن شعره :

أيا لله ما فعلت برأسي

صروف الدهر والحقب الخوالي

تركن بلمّتي سطرا سوادا ،

وسطرا كالثّغام من التوالي

فما جاشت لطول البأس نفسي

عليّ ولا بكت لذهاب مالي

٤٨٥

ولكني لدى الكربات آوي

إلى قلب أشدّ من الجبال

وأصبر للشدائد والرزايا ،

وأعلم أنها محن الرجال

فإن وراءها أمنا وخفضا

وعطفا للمذيل على المذال

فيوما في السجون مع الأسارى ،

ويوما في القصور رخيّ بال

ويوما للسيوف تعاورتني ،

ويوما للتفنّق والدلال

كذا عيش الفتى ما دام حيّا ،

دوائر لا يدمن على مثال

باب الكاف والواو وما يليهما

الكَواثِلُ : جمع كوثل وهو مؤخر السفينة : اسم موضع في أطراف الشام مرّ به خالد لما قصد الشام من العراق ، وقال ابن السّكّيت في قول النابغة :

خلال المطايا يتّصلن وقد أتت

قنان أبير دونها فالكواتل

الكواتل ، بالتاء : من نواحي أرض ذبيان تلي أرض كلب.

كُوَارُ : بالضم وآخره راء : من نواحي فارس بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ ، ينسب إليها الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكواري ، حدث عن عبد الرحمن بن أبي العباس الجوّال ، روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

كُوَّار : إقليم من بلاد السودان جنوبيّ فزّان افتتحه عقبة بن عامر عن آخره وأخذ ملكه فقطع إصبعه ، فقال له : لم فعلت بي هذا؟ فقال : أدبا لك ، إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب! وفرض عليه ثلاثمائة وستين عبدا.

الكَوَاشَى : بالفتح ، وشينه معجمة : قلعة حصينة في الجبال التي في شرقي الموصل ليس إليها طريق إلا لراجل واحد ، وكانت قديما تسمّى أردمشت وكواشى اسم لها محدث.

الكَوافر : جمع كافرة ، تأنيث الكافر من الكفر وهو التغطية : موضع في شعر الشمّاخ.

كُوَاكِبُ : بضم الكاف الأولى ، وكسر الثانية : جبل بعينه معروف تنحت منه الأرحية ، وقد تفتح الكاف ، عن الخارزنجي ، وقال في عدّ مساجد النبي ، صلّى الله عليه وسلّم : بين المدينة وتبوك ومسجد بطرف البتراء من ذنب كواكب ، وقال أبو زياد الكلابي وهو يذكر الجبال التي في بلاد أبي بكر بن كلاب فقال : الكواكب جبال عدّة تسمى الكواكب.

كَوَال : اسم نهر معروف بمرو الشاهجان عليه قرى ودور ، منها قرية حفصاباذ وغيرها ، ولذلك يقال له كوال حفصاباذ.

كُوبَان : بالضم ، والباء موحدة ، وآخره نون ، يقال له جوبان ، بالجيم : من قرى مرو. وكوبان أيضا : من قرى أصبهان ، قال ابن مندة : من ناحية خان لنجان كبيرة ذات حوانيت وأهل كثير.

كُوبانَان : من قرى أصبهان ، قال ابن مندة : محمد ابن الحسن بن محمد الوندهندي الكوباناني ، حدث عن أبي القاسم الأسداباذي ، حدث بقريته في سنة ٤٢٣.

كُوبَنْجَان : بضم الكاف ، وبعد الواو الساكنة باء موحدة مفتوحة ، ونون ساكنة ، وجيم ، وآخره نون : من قرى شيراز بأرض فارس ، ينسب إليها

٤٨٦

عثمان بن أحمد بن دادويه أبو عمر الصوفي الكوبنجاني ، سمع بأصبهان من أصحاب أبيّ المقري ومن سعيد القيّار ، وكان من عبّاد الله الصالحين ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

كُوبَيان : وربما قيل لها كوكيان : من قرى كرمان ، فيها وفي قرية أخرى يقال لها بهاباذ يعمل التوتيا الذي يحمل إلى أقطار الدنيا ، أخبرني بذلك رجل من أهل كرمان.

كَوْتَم : بفتح الكاف ، وتاء مثناة من فوقها بعد واو ساكنة : بليدة من نواحي جيلان ، ينسب إليها هبة الله بن أبي المحاسن بن أبي بكر الجيلاني أبو الحسن أحد الزّهّاد العبّاد المدققين النظر في الورع والاجتهاد ، قدم بغداد وله اثنتا عشرة سنة في سنة ٥١١ ، ومات في جمادى الآخرة سنة ٥٨٣ ، روى الحديث وسمعه.

كَوْثَرٌ : بالفتح ثم السكون ، وثاء مثلثة مفتوحة ، وهو فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير ، والكوثر : الكثير العطاء ، وقوله تعالى : إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ، روى عبد الله بن عمر وأنس بن مالك عن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، أنه قال : الكوثر نهر بالجنة أشدّ بياضا من اللبن وأحلى من العسل حافّتاه قباب الدّر المجوف ، وأصله كما ذكرنا فوعل من الكثرة والخير ، وكوثر : قرية بالطائف وكان الحجّاج بن يوسف معلّما بها ، وقال الشاعر :

أينسى كليب زمان الهزال

وتعليمه صبية الكوثر؟

وقال ابن موسى : كوثر جبل بين المدينة والشام ، وقال عوف القسري يخاطب عيينة بن حصن الفزاري :

أبا مالك! إن كان ساءك ما ترى ،

أبا مالك! فانطح برأسك كوثرا

أبا مالك! لولا الذي لن تناله

أثرن عجاجا حول بيتك أكدرا

كُوثٌ : بلد باليمن ، قال الصليحي يصف خيلا :

ثم استمرّت إلى كوث تشبهها

من قاحل الشوط المبروّ أعوادا

كُوثَى : بالضم ثم السكون ، والثاء مثلثة ، وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم ، قال نصر : كوّث الزرع تكويثا إذا صار أربع ورقات وخمس ورقات وهو الكوث ، وكوثى في ثلاثة مواضع : بسواد العراق في أرض بابل وبمكة وهو منزل بني عبد الدار خاصّة ثم غلب على الجميع ، ولذلك قال الشاعر :

لعن الله منزلا بطن كوثى

ورماه بالفقر والإمعار

لست كوثى العراق أعني ولكن

كوثة الدار دار عبد الدار

قال أبو المنذر : سمي نهر كوثى بالعراق بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح ، عليه السّلام ، وهو الذي كراه فنسب إليه ، وهو جد إبراهيم ، عليه السّلام ، أبو أمه بونا بنت كرنبا بن كوثى ، وهو أول نهر أخرج بالعراق من الفرات ثم حفر سليمان نهر أكلف ثم كثرت الأنهار ، قال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني : كنا روينا عن الكلبي نونا ، بنونين ، وحفظي بونا ، بالباء في أوله ، وكوثى العراق كوثيان : أحدهما كوثى الطريق والآخر كوثى ربّى وبها مشهد إبراهيم الخليل ، عليه السّلام ، وبها مولده ، وهما من أرض بابل ، وبها طرح إبراهيم في النار ، وهما ناحيتان ، وسار سعد من القادسية في سنة عشر ففتح كوثى ، وقال زهرة بن جؤيّة :

٤٨٧

لقينا بكوثى شهريار نقوده

عشيّة كوثى والأسنّة جائره

وليس بها إلا النساء وفلّهم

عشيّة رحنا والعناهيج حاضره

أتيناهم في عقر كوثى بجمعنا

كأنّ لنا عينا على القوم ناظره

وقال أبو منصور : حدثنا محمد بن إسحاق السعدي عن الرّمادي عن عبد الرزّاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال سمعت عبيدة السلماني يقول سمعت عليّا يقول : من كان سائلا عن نسبنا فإننا نبط من كوثى ، وروي عن ابن الأعرابي أنه قال : سأل رجل عليّا أخبرني عن أصلكم معاشر قريش ، فقال : نحن من كوثى ، قال ابن الأعرابي : واختلف الناس في قول عليّ ، عليه السّلام ، نحن من كوثى فقال قوم : أراد كوثى السواد التي ولد بها إبراهيم الخليل ، وقال آخرون : أراد بقوله كوثى مكة ، وذلك أن محلة بني عبد الدار يقال لها كوثى فأراد أننا مكّيون من أم القرى مكة ، قال أبو منصور : والقول هو الأول لقول عليّ ، عليه السّلام ، فإننا نبط من كوثى ، ولو أراد كوثى مكة لما قال نبط ، وكوثى العراق هي سرّة السواد ، وأراد ، عليه السّلام ، أن أبانا إبراهيم ، عليه السّلام ، كان من نبط كوثى وأن نسبنا ينتهي إليه ، ونحو ذلك قال ابن عباس : نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى والأصل آدم ، والكرم : التقوى ، والحسب : الخلق ، وإلى هذا انتهت نسبة الناس ، وهذا من عليّ وابن عباس تبرّؤ من الفخر بالأنساب وردع عن الطعن فيها وتحقيق لقول الله عز وجل : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وقد نسب إليها كوثيّ وكوثانيّ ، فمن الثاني أبو منصور بن حمّاد بن منصور الضرير الكوثاني ، روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني ، سمع منه الحافظ أبو القاسم الدمشقي.

كُوثَابَه : مدينة بالروس ، قالوا : هي أكبر من بلغار ، قال الإصطخري : الروس ثلاثة أصناف : صنف منهم قريب إلى بلغار وملكهم مقيم بمدينة تسمى كوثابه ، وصنف أعلى منهم يسمون الصلاوية ، وصنف يسمون الأرباوية وملكهم مقيم بأربا ، والناس يبلغون بالتجارات إلى كوثابه ، وأما أربا فإنه لم يذكر أحد من الغرباء أنه دخلها لأنهم يقتلون كلّ من وطئ أرضهم من الغرباء وإنما ينحدرون في الماء للتجارة ولا يخبرون أحدا بشيء من أحوالهم ، ويحمل من بلادهم السمور الأسود والرصاص ، وقد شرحنا حال الروس في موضعه بأتمّ شرح.

كُود : بالضم ، وآخره دال مهملة ، وهو كود أثال ، وقد تقدم ذكر أثال : علم مرتجل لاسم موضع قتل فيه الصميل بن الأعور الضبابي ، فقال ذو الجوشن الضبابي :

أمسى بكود أثال لا براح له

بعد اللقاء وأمسى خائفا وجلا

هكذا ضبطه الحازمي ، وقال غيره : كود ، بالفتح ، مصدر كاد يكود كودا ، ماء لبني جعفر ، وقيل : جبل ، وأنشد :

مثل عمود الكود لا بل أعظما

والعمود : هضبة عظيمة حذاء الكود ، ولا أدري أهو الأول أم غيره ، فإن كان واحدا فالرواية الأخيرة أحب إليّ لأنها داخلة في التصريف ، والأول إن لم يكن جمعا لكادة مثل فارة وفور ولابة ولوب وإلا فهو مرتجل والمشتق أكثر استعمالا.

٤٨٨

كَوْذَب : بالفتح ثم السكون ، والذال معجمة ثم باء موحدة ، بوزن جوهر : موضع.

كُورَدَاباذ : بالضم ، وبعد الواو الساكنة راء ، ودال ، وألف ، وباء موحدة ، وآخره ذال معجمة : قرية على باب نيسابور.

كُورَانُ : بالضم ، وآخره نون : من قرى أسفرايين.

كَوْرُ : بالفتح ثم السكون ، والكور : الإبل الكثيرة العظيمة ، وكور العمامة ، وكور : أرض باليمامة ، حكاه الأزهري عن ابن حبيب ، وقال غيره : كور جبل بين اليمامة ومكة لبني عامر ثم لبني سلول منهم.

والكور أيضا : أرض بنجران ، قال ابن مقبل :

تهدى زنابير أرواح المصيف لها

ومن ثنايا فروخ الكور تأتينا

كُوَرُ دِجْلَةَ : إذا أطلق هذا الاسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر كله يقال له كور دجلة.

كُورُ شَنْبه : موضع بنواحي همذان كانت فيه وقعة بين سنجربركيارق وأخيه محمد ابني جلال الدولة ملك شاه.

كُورٌ : بالضم ثم السكون ثم راء ، والكور : كور الحداد ، وقيل هو الزّقّ وكور الرحل ، والكور : بناء الزنابير ، وكوير وكور : جبلان معروفان ، وقيل : ثنية الكور في أرض اليمن كانت بها وقعة لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم.

كُوزَا : قلعة بطبرستان ، قال الأبيّ يصفها : تناطح النجوم ارتفاعا وتحكيها امتناعا حتى لا يعلوها الطير في تحليقها ولا الغمام في ارتفاعها فتحتفّ بها السحائب ولا تطلّ عليها وتقف دون قلّتها ولا تسمو إليها.

كُوزكُنَان : بالضم ثم السكون ، وزاي ثم ضم الكاف ، ونون ، وآخره نون : قرية كبيرة من نواحي تبريز ، بينها وبين أرمية وبين تبريز مرحلتان ، ومعناها صنّاع الكيزان ، بتقديم وتأخير ، تتبين منها بحيرة أرمية رأيتها.

كَوْساءُ : بفتح أوله ثم السكون ، وسين مهملة ، وألف ممدودة ، والكوس : مشي الناقة على ثلاث ، والكوس جمع أكوس ، وكوساء : موضع في قول أبي ذؤيب الهذلي :

إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت

كواهية الأخرات رثّ صنوعها

كُوسِين : قال الحافظ أبو القاسم : ريّان بن عبد الله أبو راشد الأسود الخادم مولى سليمان بن جابر حدث عن الفضل بن زيد الكوسيني بكوسين ، قلت : أظنها من قرى فلسطين.

كُوشَانُ : مدينة في أقصى بلاد الترك وملكها كان والمستولي عليها ملك التغزغز ، وكانوا أشدّ الناس شوكة وملكهم أعظم ملوك الترك ، وأما الآن فلا أدري كيف حالهم ، وقد نسب بهذه النسبة محمد ابن عبد الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد الله ، روى عن أبي محمد السرخسي وعتّاب ، وكان منقطعا على العبادة ، مات سنة ٤١٣ ، ولا أدري إلى أي شيء ينسب.

كُوعَةُ : بالضم ثم السكون ، والكوع والكاع طرف الزّند الذي يلي أصل الإبهام : اسم موضع.

كُوفَا : بالضم ، وبعد الواو فاء ، وألف مقصورة : مدينة بباذغيس من نواحي هراة.

كُوفانُ : بالضم ثم السكون ، وفاء ، وآخره نون : موضعان ، يقال : الناس في كوفان من أمرهم أي

٤٨٩

في اختلاط ، وقال الأموي : إنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة ، والكوفان : الدّغل من القصب والخشب ، والكوفان : الاستدارة ، وقد ذكرنا غير ذلك في الكوفة ، قالوا : وكوفان اسم أرض وبها سميت الكوفة ، قلت : كوفان والكوفة واحد ، وقال علي بن محمد الكوفي العلوي المعروف بالحمّاني :

ألا هل سبيل إلى نظرة

بكوفان يحيا بها الناظران

يقلّبها الصبّ دون السدير

حيث أقام بها القائمان

وحيث أناف بأرواقه

محلّ الخورنق والماديان

وهل أبكرنّ ، وكثبانها

تلوح كأودية الشاهجان

وأنوارها مثل برد النبيّ

ردّع بالمسك والزعفران

وقال أبو نواس وقدم الكوفة واستطابها وأقام بها مدة وقال :

ذهبت بها كوفان مذهبها

وعدمت عن أربابها صبري

ما ذاك إلا أنني رجل

لا أستخفّ صداقة البصري

وكوفان أيضا : قرية بهراة ، ينسب إليها الكوفاني شيخ أحمد بن أبي نصر بن أبي الوقت ، وينسب إلى كوفان هراة أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني شيخ الصوفية بهراة ، قال أبو سعد : سافر إلى العراق والحجاز ودخل مصر وسمع فيها من عبد الرحمن بن عمر النحاس الذي حدث عنه أبو الوقت السجزي ، وكان شيخا عفيفا حسن السيرة ، توفي بهراة بشهر ربيع الأول سنة ٤٦٤ ، وقد حكى عنه أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ في بعض مصنفاته.

كُوفَدُ : ناحية بين بلاد الطّرم وبلاد الديلم.

كُوفَنُ : آخره نون : بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد أحدثها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون ، منها أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي العلوي الأديب الشاعر صاحب النجديات والعراقيات والتصانيف في الأدب ، وعلي بن محمد بن علي الصوفي أبو القاسم النيسابوري يعرف بالكوفني ، روى الحديث عن جماعة وروي عنه ، وكان صدوقا ، مات في طريق مكة سنة ٤٧٠ ، وعبد الله بن ميمون بن عبد الله المالكاني الكوفني فاضل فحل صاحب قريحة ، ولي القضاء بأبيورد ونواحيها وما كان بخراسان في زمنه قاض أفضل منه ، سمع بمرو أبا بكر السمعاني وتفقّه عليه وبنيسابور أبا بكر الشيروي ، قال أبو سعد : كتبت عنه بمرو وكان قد صار نائبي في المدرسة النظامية بمرو وقد كان أقام بمرو الروذ مدة ثم انصرف إلى أبيورد وتوفي بها في ذي القعدة سنة ٥٥١.

الكُوفَةُ : بالضم : المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسمّيها قوم خدّ العذراء ، قال أبو بكر محمد ابن القاسم : سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب : رأيت كوفانا وكوفانا ، بضم الكاف وفتحها ، للرميلة المستديرة ، وقيل : سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم : قد تكوّف الرمل ، وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف ، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثان ، وهي في الإقليم الثالث ، يتكوّف تكوّفا إذا ركب بعضه بعضا ، ويقال : أخذت الكوفة من الكوفان ، يقال : هم في

٤٩٠

كوفان أي في بلاء وشر ، وقيل : سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد ، من قول العرب : قد أعطيت فلانا كيفة أي قطعة ، ويقال : كفت أكيف كيفا إذا قطعت ، فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ، وقال قطرب : يقال القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم ، قال أبو القاسم : قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة ، وقال آخرون : سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها ، وقال ابن الكلبي : سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت مهرة موضعها وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسمّيت به ، فهذا في اشتقاقها كاف ، وقد سمّاها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال :

إن التي وضعت بيتا مهاجرة

بكوفة الجند غالت ودّها غول

وأما تمصيرها وأوّليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في السنة التي مصرّت فيها البصرة وهي سنة ١٧ ، وقال قوم : إنها مصّرت بعد البصرة بعامين في سنة ١٩ ، وقيل سنة ١٨ ، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : لما فرغ سعد بن أبي وقّاص من وقعة رستم بالقادسية وضمّن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه ، وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجرد إلى إصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها فقسّمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج بها سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حوّلهم ، فحوّلهم إلى سوق حكمة ، ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة ، فنقضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك ، فكتب إليه : إن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحرا وعليك بالريف ، فأتاه ابن بقيلة فقال له : أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقّة؟ قال : نعم ، فدلّه على موضع الكوفة اليوم وكان يقال له سورستان ، فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر غاليا فرمى بسهم قبل مهبّ القبلة فعلم على موقعه ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي وفيما حوله ، ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك ، وقال ابن عباس : كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصا من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدّقوا بها فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم ، فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللّبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف ، فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجرّ فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب الآجرّ من مراد والخزرج ، وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم ، فخط على أربعين ألف إنسان ، فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاء بالآجرّ وجاء بأساطينه من الأهواز ،

٤٩١

قال أبو الحسن محمد بن علي بن عامر الكندي البندار أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال : سمعت بشر ابن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية وكان صاحب خير وفضل وكان ينزل دمشق ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن ، أخبرني بذلك سنة ٢٦٤ ، وقال الشعبي : كنّا نعدّ أهل اليمن اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف ، وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهيّاج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة : اختر لي مكانا من القرية ، قال : ما بين الماء إلى دار الإمارة ، فاختط لثقيف في ذلك الموضع ، وقال الكلبي : قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين ، فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة فقال محمد بن عمير العطاردي : الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرّها فهي بريّة مريئة مريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور وإذا هبّت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترنجه ، ماؤنا عذب وعيشنا خصب ، فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي : نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم بريّة وأعدّ منهم في السرية وأكثر منهم ذرّيّة وأعظم منهم نفرا ، يأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد ، فقال الحجاج : يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا ، فقال : هات غير متّهم فيهم ، فقال : أما البصرة فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حليّ ، وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاء لا حليّ لها ولا زينة ، فقال عبد الملك : ما أراك إلا قد فضّلت الكوفة ، وكان عليّ ، عليه السلام ، يقول : الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء ، والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز ، وكان سلمان الفارسي يقول : أهل الكوفة أهل الله وهي قبّة الإسلام يحنّ إليها كلّ مؤمن ، وأما مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة ، روى حبّة العرني قال : كنت جالسا عند عليّ ، عليه السّلام ، فأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس ، فقال ، عليه السّلام : كل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد ، يعني مسجد الكوفة ، فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته وهي نازلة من كذا ألف ذراع ، وفي زاويته فار التنور وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم ، عليه السّلام ، وقد صلى فيه ألف نبيّ وألف وصيّ ، وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين ، وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق ، وفيه مسير لجبل الأهواز ، وفيه مصلّى نوح عليه السّلام ، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ووسطه على روضة من رياض الجنة وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرّجس وتطهّر المؤمنين ، لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا ، وقال الشعبي : مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفزة ، وقال زادانفرّوخ : هو تسعة أجربة ، ولما بنى عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال : يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض مثله وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد ، وقال عبد الملك بن عمير : شهدت زيادا وطاف بالمسجد فطاف به وقال : ما أشبهه بالمساجد

٤٩٢

قد أنفقت على كل أسطوانة ثماني عشرة مائة ، ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر ، وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة :

لعمرك! ما من مسجد بعد مسجد

بمكة ظهرا أو مصلّى بيثرب

بشرق ولا غرب علمنا مكانه

من الأرض معمورا ولا متجنّب

بأبين فضلا من مصلّى مبارك

بكوفان رحب ذي أواس ومخصب

مصلّى ، به نوح تأثّل وابتنى

به ذات حيزوم وصدر محنّب

وفار به التنور ماء وعنده

له قيل أيا نوح في الفلك فاركب

وباب أمير المؤمنين الذي به

ممرّ أمير المؤمنين المهذّب

عن مالك بن دينار قال : كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال :

يا حبّذا مقالنا بالكوفة

أرض سواء سهلة معروفه

تعرفها جمالنا العلوفه

وقال سفيان بن عيينة : خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة ، ومعما قدّمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحسناء من ذامّ ، قال النجاشي يهجو أهلها :

إذا سقى الله قوما صوب غادية

فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا

التاركين على طهر نساءهم ،

والنائكين بشاطي دجلة البقرا

والسارقين إذا ما جنّ ليلهم ،

والدارسين إذا ما أصبحوا السّورا

ألق العداوة والبغضاء بينهم

حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا

وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريّان وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها ، ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطمّاح الكوفة فاستوبلتها فقالت :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

وبيني وبين الكوفة النّهران؟

فإن ينجني منها الذي ساقني لها

فلا بدّ من غمر ومن شنآن

وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ، ومن المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل في طريق الجادّة ، ومن الكوفة إلى مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاجّ إلى معدن النّقرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سليم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة ، ومن حفّاظ الكوفة محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي ، سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله ابن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجرّاح وخلقا غيرهم ، وروى عنه محمد بن يحيى الذّهلي وعبد الله بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان الثوري وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن ماجة القزويني وأبو عروة المراي وخلق سواهم ،

٤٩٣

وكان ابن عقدة يقدّمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول : ظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث ، وكان ثقة مجمعا عليه ، ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ٢٤٣ ، وأوصى أن تدفن كتبه فدفنت.

كُوفِيَاباذقان : بعد الفاء ياء مثناة من تحت ، وألف ، وباء موحدة ، وألف ، وذال معجمة ، وقاف ، وألف ، وآخره نون : من قرى طوس.

كَوْكَبان : بلفظ تثنية الكوكب الذي في السماء ، ولم يرد به التثنية وإنما هو بمنزلة فعلان ، كوكبان فوعلان كقولهم حرّان من الحرّ وولهان من الوله وعطشان من العطش ، فهو من كوكب كل شيء معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب كذا ، أو من الكوكب وهو شدة الحرّ ، وفي الذي بعده زيادة في الشرح ، وكوكبان : جبل قرب صنعاء وإليه يضاف شبام كوكبان وقصر كوكبان ، وقيل : إنما سمي كوكبان لأن قصره كان مبنيّا بالفضة والحجارة وداخله بالياقوت والجوهر ، وكان ذلك الدّرّ والجوهر يلمع بالليل كما يلمع الكوكب فسمي بذلك ، وقيل إنه من بناء الجنّ.

كَوْكَبٌ : ذكر الليث كوكب في باب الرباعيّ ذهب إلى أن الواو أصلية ، وهو عند حذاق النحويين من باب وكب صدر بكاف زائدة ، وقال أبو زيد : الكوكب البياض في سواد العين ذهب البصر أم لم يذهب ، والكوكب من السماء معروف ويشبه به النور فيسمى كوكبا ، ويقال لقطرات الجليد التي تقع على البقل بالليل كوكب ، والكوكب : شدّة الحرّ ، وكوكب كل شيء : معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب العيش ، وغلام كوكب إذا ترعرع وحسن وجهه ، والكوكب : الماء ، والكوكب : السيف ، والكوكب : سيّد القوم ، وكوكب : اسم قلعة على الجبل المطل على مدينة طبرية حصينة رصينة تشرف على الأردن افتتحها صلاح الدين فيما افتتحه من البلاد ثم خربت بعد.

كَوْكَبَى : بالفتح على وزن فوعلى : موضع ذكره الأخطل في قوله :

شوقا إليهم ووجدا يوم أتبعهم

طرفي ، ومنهم بجنبي كوكبى زمر

الكَوْكَبِيَّة : منسوبة : قرية ، وفي المثل : دعوة كوكبية ، وذلك أن واليا لابن الزبير ظلم أهل قرية الكوكبية فدعوا عليه دعوة فلم يلبث أن مات فصارت مثلا ، قال : فيا ربّ سعد دعوة كوكبيّة

كَوْمَحٌ : بالحاء مهملة : جبل في ديار أبي بكر بن كلاب وليس بضخم جدّا وعنده ماء يسمى الكومحة ، عن أبي زياد الكلابي.

كَوْكُ : بكافين الأول مفتوح ، والواو ساكنة : قرية رأيتها كبيرة عامرة بينها وبين شهرستان خراسان مرحلة ، وهي من أعمال نسا وآخر حدودها.

كُولان : بالضم ، وآخره نون : بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر.

الكَوْلَةُ : حصن من نواحي ذمار باليمن.

كَوْمَخَان : بلفظ التثنية ، الكماخ : الكبر والعظمة ، والكومخان : مكانان ذوا رمل ، وفي رواية الأسدي الكومحان ، بالحاء مهملة ، وقال ابن مقبل يصف سحابا :

أناخ برمل الكومخين إناخة ال

يماني قلاصا حطّ عنهنّ مكورا

٤٩٤

كُوكُو : وهو اسم أمة وبلاد من السودان ، قال المهلبي : كوكو من الإقليم الأول ، وعرضها عشر درج ، وملكهم يظاهر رعيته بالإسلام وأكثرهم يظاهر به وله مدينة على النيل من شرقيه اسمها سرناة بها أسواق ومتاجر والسفر إليها من كل بلد متصل وله مدينة على غربي النيل سكنها هو ورجاله وثقاته ، وبها مسجد يصلّي فيه ، ومصلّى الجماعة بين المدينتين ، وله في مدينته قصر لا يسكنه معه أحد ولا يلوذ فيه إلا خادم مقطوع ، وجميعهم مسلمون ، وزيّ ملكهم ورؤساء أصحابه القمصان والعمائم ويركبون الخيل أعراء ، ومملكته أعمر من مملكة زغاوة ، وبلاد الزغاوة أوسع ، وأموال أهل بلاده الأموال المواشي ، وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها الملح.

كُول : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، ولام ، باب كول : محلة بشيراز.

كَوْمَل : من حصون اليمن.

كَوْمَلاذ : من قرى همذان فيما أحسب أو لقب رجل نسب إليه ، وينسب إليه صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد ابن العباس بن الأحنف بن قيس التميمي الكوملاذاني هو وأبوه من الأئمة والعلماء والحفّاظ ، روى أحمد أبو الحسين عن محمد بن حيّويه ومحمد بن الحسين بن الفرج وغيرهما كثير ورحل إلى العراق فسمع من خلق من أهلها ، ويروي عنه ابنه صالح وخلق لا يحصى عددهم ، وكان ابنه صالح بن أحمد من الحفّاظ وله تاريخ لهمذان ، وسمع الكثير ورواه وصنف ، وكان من الأبدال ، له كرامات ، ومات لثمان بقين من شعبان سنة ٣٨٤ ، ومولده سنة ٣٠٣.

كَوْمٌ : بفتح أوله ويروى بالضم ، وأصله الرمل المشرف ، وقال ابن شميل : الكومة تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان ويكون من الحجارة والرمل ، والجمع كوم ، وهو اسم لمواضع بمصر تضاف إلى أربابها أو إلى شيء عرفت به ، منها : كوم الشّقاف قرية على شرقي النيل بأعلى الصعيد كانت عندها وقعة بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين وبين قوم من بني حنيفة عرب فقتل منهم العادل في غزاته على ما قيل ستين ألفا وذلك لفساد كان منهم. وكوم علقام ويقال كوم علقماء : موضع في أسفل مصر له ذكر في حديث رويفع. وكوم شريك : قرب الإسكندرية كان عمرو بن العاص أنفذ فيه شريك بن سمي بن عبد يغوث بن حرز الغطيفي أحد وفد مراد الذين قدموا على رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، كان على مقدمة عمرو وفتح مصر فكثرت عليه الروم بهذا الموضع فخافهم على أصحابه فلجأ إلى هذا الكوم فاعتصم به ودافعهم حتى أدركه عمرو بن العاص وكان قريبا منه فاستغرّهم فسمي كوم شريك بذلك ، وشريك بن سمي هذا هو جد أبي شريك يحيى بن يزيد بن حمّاد بن إسماعيل ابن عبد الله بن يزيد بن شريك.

كوميد : قلعة في جبل طبرستان.

كُومِين : من نواحي كرمان ، قال الإصطخري : إذا قصدت من جيرفت تريد هرمز تسير إلى لاشكرد ثم تعدل منها على يسارك إلى كومين ، ومن كومين إلى نهر راغان ومن نهر راغان إلى منوجان مرحلتان ومن منوجان إلى هرمز مرحلة. وكومين أيضا : قرية بين الري وقزوين.

كونجان : بعد الواو الساكنة نون ، وجيم ، وآخره نون : من قرى شيراز.

كُوهَك : كأنه تصغير كوه : وهو الجبل بسمرقند باب من أبوابها يعرف بباب كوهك ، وبين سمرقند

٤٩٥

وبين أقرب الجبال إليها نحو من مرحلة خفيفة إلا أنه يتصل بها جبل صغير يعرف بكوهك يمتد مرحلة إلى سمرقند وهو مقدار نصف ميل في الطول ومنه أحجار بلدهم والطين المستعمل في الأواني والزجاج والنورة وغير ذلك.

كُوهِيار : بالضم ، وكسر الهاء ، وياء مثناة من تحت ، وآخره راء : من قرى طبرستان.

كُوَيرٌ : تصغير كور : جبل بضريّة.

الكُوَيْرَةُ : تصغير كارة : جبل من جبال القبليّة.

كويلح : موضع في قول حزام بن الحارث الضبابي :

ونحن جلبنا الخيل من نحو ذي حسا

تغيّب أحيانا ومنها ظواهر

إذا أسهلت خبّت وإن أحزنت مشت ،

وفيهن عن حدّ الإكام تزاور

دفعن لهم مدّ الضحى بكويلح

فظلّ لهم يوم بنسّة فاخر

الكُوَيْفَةُ : تصغير الكوفة التي تقدم ذكرها يقال لها كويفة ابن عمر ، منسوبة إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب نزلها حين قتل بنت أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة العبادي ، وهي بقرب بزيقيا.

باب الكاف والهاء وما يليهما

كُهَال : من حصون اليمن ، وهو كهال بن عدي بن مالك بن زيد بن نبت بن حمير بن سبا وإليه تنسب مصنعة كهال.

كَهَاتان : موضع بالشام ، قال عدي بن الرقاع :

أبلغا قومنا جذاما ولخما

قول من عزّهم إليه حبيب

كان آباؤكم إذا الناس حرب

وهم الأكثرون كان الحروب

منعوا الثغرة التي بين حمص

والكهاتين ليس فيها عريب

الكَهْرَجانُ : بالفتح ثم السكون ، وراء ثم جيم ، وآخره نون : موضع بفارس فوق نقيل صيد في بلاد مذحج.

كُهَك : بالضم ثم الفتح ، وآخره كاف أيضا : مدينة بسجستان ، وربما سموها تير كهك من أعمال الرّخج قرب بست.

الكَهْفُ : المذكور في كتاب الله عز وجل ، استوفيت ما بلغني فيه في الرقيم ، وذات الكهف : موضع في قول عوف بن الأحوص :

يسوق صريم شاءها من جلاجل

إليّ ودوني ذات كهف وقورها

وقال بشر بن أبي خازم :

يسومون الصّلاح بذات كهف

وما فيها لهم سلع وقار

الكَهْفَةُ : بلفظ واحدة الكهف ، وهو علم مرتجل : ماءة لبني أسد قريبة القعر.

كَهْلانُ : جبل بناحية الغيل من صعدة ، عن ابن المبارك ، وأنشد :

ودار بكهلان لشبل أخيهم

دعامة عزّ من تلاع الدعائم

كُهَيْلَةُ : بلفظ تصغير كهلة : موضع في بلاد تميم ، قال الفرزدق :

نهضن بنا من سيف رمل كهيلة

وفيها بقايا من مراح وعجرف

٤٩٦

وقال الراعي :

عميريّة حلّت برمل كهيلة

فبينونة تلقى لها الدهر مربعا

باب الكاف والياء وما يليهما

كَيْخَارَان : بالفتح ثم السكون ، وخاء معجمة ، وراء ، وآخره نون : موضع بفارس.

كَيْدَمَةُ : بالفتح ، والدال مهملة ، والميم : موضع بالمدينة وهو سهم عبد الرحمن بن عوف بن بني النضير.

كِيرَانُ : مدينة بأذربيجان بين تبريز وبيلقان ، أخبرني بها رجل من أهلها ، في بلاد العرب موضع يقال له كيران ، وقال شاعر :

ولما رأيت أنني لست مانعا

كران ولا كيران من رهط سالم

كِيرٌ : بلفظ كير الحداد وهو الجلدة التي ينفخ بها الكور الذي يوقد فيه ، قال السيرافي : وكير جبلان في أرض غطفان ، قال عروة بن الورد :

سقى سلمى ، وأين محلّ سلمى؟

إذا حلّت مجاورة السرير

إذا حلّت بأرض بني عليّ

وأهلك بين إمّرة وكير

ذكرت منازلا من آل وهب

محلّ الحيّ أسفل ذي النقير

كيرداباذ : بالراء ثم دال مهملة ، وألف ، وباء موحدة ، وآخره ذال معجمة : من قرى طريثيث.

كيركابان : مدينة بولاية قصدار كان بها مقام المتغلّب على تلك النواحي.

كِيز : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، والزاي ، وبعض يقول كيج ، بالجيم : من أشهر مدن مكران وبها كان مقام الوالي ، وبينها وبين تيز خمس مراحل ، وهي فرضة مكران وبها نخيل كثيرة ، وبينها وبين قيربون مرحلتان.

كَيْسَبُ : قرية بين الري وخوار الري.

كَيْسُومُ : بالسين المهملة ، وهو الكثير من الحشيش ، يقال : روضة أكسوم ويكسوم ، وكيسوم فيعول منه : وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط ولها عرض صالح وفيها سوق ودكاكين وافرة وفيها حصن كبير على تلعة كانت لنصر بن شبث تحصّن فيه من المأمون حتى ظفر به عبد الله بن طاهر فأخرجه ثم أحدث بعد فيها مياها وبساتين ، وفي ذلك يقول عوف بن محلّم يمدح عبد الله بن طاهر :

شكرا لربك يوم الحصن نعمته ،

فقد حماك بعزّ النصر والظّفر

فاعرف لسيفك يوم الحصن وقعته ،

فإنه السيف لم يترك ولم يذر

حللت من فتح كيسوم ، فداك أبي ،

مثواك في الحفر بين الوحل والمطر

كِيش : هو تعجيم قيس : جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأن أهلها فرس ، وقد ذكرتها في قيس ، وتعد في أعمال عمان ، وقد نسب المحدثون إليها إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي قاضيها ، كان من أهل البصرة ، يروي عن الحسن وأبي المتوكل وغيرهما ، روى عنه يحيى بن سعيد ووكيع وعبد الرحمن بن المهدي وكان ثقة ، وليس بالمكّيّ.

كَيْفُ : مدينة كانت قديمة بين باذغيس ومرو الروذ ، وكانت قصبة تلك الولاية قريبة من بغشور معدودة في مرو الروذ ، فتحها شاكر مولى شريك بن الأعور

٤٩٧

من قبل عبد الله بن عامر في سنة ٣١ في أيام مرو الروذ.

كيفانه : مدينة بالسند ، بينها وبين البحر نحو فرسخين وبينها وبين قامهل أربع مراحل ، وبينها وبين سندان نحو خمس مراحل.

كيلاهجان : ناحية في بلاد جيلان أو طبرستان.

كِيلَكى : بالكسر ، والقصر : اسم أحد الطبسين.

كِيلُ : بالكسر ، والسكون ، ولام ، وهي الكال التي ذكرها ابن الحجاج في قوله : لعن الله ليلتي بالكال وقد تقدم ذكرها ، نسبوا إليها أبا العز ثابت بن منصور ابن المبرك الكيلي ، حافظ ثقة ، سمع مالك بن أحمد البانياسي ومحمد بن إسحاق الباقرحي ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي وغيرهم وجمع أجزاء من تصنيفه ، سمع منه أبو المعمّر الأنصاري ، وتوفي في سنة ٥٢٨.

كِيلِين : بالكسر ثم السكون ، وكسر اللام ، وآخره نون : من قرى الري على ستة فراسخ منها قرب قوهذ العليا فيها سوق يقال لها كيلين ، ينسب إليها أبو صالح عباد بن أحمد الكيليني عن منصور بن العباس ، روى عن محمد بن أيوب.

كيمارَج : بالراء المفتوحة ، والجيم : كورة من نواحي فارس.

كَيماك : آخره كاف أيضا : ولاية واسعة في حدود الصين وأهلها ترك يسكنون الخيام ويتبعون الكلأ ، وبين طراربند آخر ولاية المسلمين وبينها أحد وثلاثون يوما بين مفاوز وجبال وأودية فيها أفاع وحشرات غريبة قتّالة.

انتهى المجلد الرابع ـ حرف الطاء والظاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف

٤٩٨

فهرس مجلد الرابع

حرف الطاء

حرف العين

باب الطاء والالف وما يليهما

٣

باب العين والالف وما يليهما

 ٦٤

باب الطاء والباء وما يليهما

 ١٢

باب العين والباء وما يليهما

٧٣

باب الطاء والثاء وما يليهما

 ٢١

باب العين والتاء وما يليهما

 ٨٢

باب الطاء والحاء وما يليهما

 ٢٢

باب العين والتاء وما يليهما

 ٨٢

باب الطاء والحاء وما يليهما

 ٢٢

باب العين والجيم وما يليهما

 ٨٦

باب الطاء والدال وما يليهما

٢٤

باب العين والدال وما يليهما

 ٨٨

باب الطاء والراء وما يليهما

٢٤

باب العين والذال وما يليهما

 ٩١

باب الطاء والزاي وما يليهما

 ٣٤

باب العين والراء وما يليهما

 ٩٢

باب السين وما يليهما

 ٣٥

باب العين والزاي وما يليهما

 ١١٦

باب الطاء والشين وما يليهما

 ٣٥

باب العين والسين وما يليهما

 ١٢٠

باب الطاء والفاء وما يليهما

 ٣٥

باب العين والشين وما يليهما

 ١٢٥

باب الطاء واللام وما يليهما

 ٣٧

باب العين والصاد وما يليهما

 ١٢٨

باب الطاء والميم وما يليهما

 ٤٠

باب العين والظاء وما يليهما

 ١٣٠

باب الطاء والنون وما يليهما

 ٤٢

باب العين والفاء وما يليهما

 ١٣١

باب الطاء والواو وما يليهما

 ٤٤

باب العين والقاف وما يليهما

 ١٣٣

باب الطاء والهاء وما يليهما

 ٥١

باب العين والكاف وما يليهما

 ١٤١

باب الطاء والياء وما يليهما

 ٥٢

باب العين واللام وما يليهما

 ١٤٤

حرف الظاء

باب العين والميم وما يليهما

 ١٤٩

باب الظاء والألف وما يليهما

 ٥٧

باب العين والنون وما يليهما

 ١٥٩

باب الباء وما يليهما

 ٥٧

باب العين والواو وما يليهما

 ١٦٤

باب الظاء والراء وما يليهما

 ٥٩

باب العين والياء وما يليهما

 ١٧١

باب الظاء والفاء وما يليهما

 ٦٠

باب الظاء واللام وما يليهما

 ٦١

باب الواو وما يليهما

٦٣

باب الظاء والهاء وما يليهما

 ٦٣

باب الظاء والياء ومايليهما

 ٦٣

٤٩٩

حرف الغين

حرف الفاء

باب الغين والالف وما يليهما

 ١٨٢

باب الفاء والالف وما يليهما

 ٢٢٤

باب الغين والباء وما يليهما

 ١٨٤

باب الفاء والياء وما يليهما

 ٢٣٤

باب الغين والثاء وما يليهما

 ١٨٧

باب الفاء والجيم وما يليهما

 ٢٣٥

باب الغين والجيم وما يليهما

 ١٨٧

باب الفاء والحاء وما يليهما

 ٢٣٦

باب والدال وما يليهما

 ١٨٧

باب الفاء والخاء وما يليهما

 ٢٣٧

باب الغين والذال وما يليهما

 ١٨٨

باب الفاء والدال وما يليهما

 ٢٣٨

باب الغين والراء وما يليهما

 ١٨٩

باب الفاء والذال وما يليهما

٢٤١

باب الغين والسين وما يليهما

 ٢٠٣

باب الفاء والراء وما يليهما

 ٢٤١

باب الغين والشين وما يليهما

 ٢٠٤

باب الفاء والزاي وما يليهما

 ٢٦٠

باب الغين والصاد وما يليهما

 ٢٠٥

باب الفاء والسين وما يليهما

 ٢٦٠

باب الغين والضاد وما يليهما

 ٢٠٥

باب الفاء والشين وما يليهما

 ٢٦٦

باب الغين والطاء وما يليهما

 ٢٠٧

باب الفاء والصاد وما يليهما

 ٢٦٧

باب الغين واللام وما يليهما

 ٢٠٧

باب الفاء والضاد وما يليهما

 ٢٦٧

باب الغين والميم وما يليهما

 ٢٠٨

باب الفاء والطاء وما يليهما

 ٢٦٧

باب الغين والميم وما يليهما

 ٢٠٨

باب الفاء والعين وما يليهما

 ٢٦٨

باب الغين والنون وما يليهما

 ٢١٥

باب الفاء والغين وما يليهما

 ٢٦٨

باب الغين والواو وما يليهما

 ٢١٦

باب الفاء والقاف وما يليهما

 ٢٦٨

باب الغين والياء وما يليهما

 ٢٢١

باب الفاء واللام وما يليهما

 ٢٧٠

باب الفاء والميم وما يليهما

 ٢٧٦

باب الفاء والنون وما يليهما

 ٢٧٦

باب الفاء والواو وما يليهما

 ٢٧٩

باب الفاء والهاء وما يليهما

 ٢٨١

باب الفاء والياء وما يليهما

 ٢٨١

٥٠٠