معجم البلدان - ج ٤

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٤

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠١

هو اسم نهر بعينه في قول لبيد :

فتولّى فائزا مشيهم

كروايا الطبع همت بالطبع

طَبَنْذَا : بفتح أوله وثانيه ، وسكون النون ثم ذال معجمة ، والقصر : قرية إلى جنب إشني من أعمال الصعيد على غربي النيل ، وتسمى هي وإشني العروسين لحسنهما.

طُبْنَةُ : بضم أوله ثم السكون ، ونون مفتوحة ، وهي فيما أحسب عجمية ومثلها في العربية الطبنة لعبة للأعراب ، وهي خطة يخطونها مستديرة ، وجمعها طبن ، قال :

تغيّرت بعدي وألهتها طبن

والطّبنة : صوت الطنبور ، وطبنة : بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب فتحها موسى بن نصير فبلغ سبيلها عشرين ألفا وهرب ملكهم كسيلة ، وسورها مبني بالطوب ، وبها قصر وأرباض ، وليس بين القيروان إلى سجلماسة مدينة أكبر منها ، استجدها عمر بن حفص هزار مرد المهلبي في حدود سنة ٤٥٤ ، ينسب إليها علي بن منصور الطبني ، روى عنه غندر البصري ، روى عن محمد بن مخارق وكتب عنه غندر البصري ، وأبو محمد القاسم بن علي بن معاوية ابن الوليد الطبني له بمصر عقب ، حدث عن ابن المغربي وغيره ، وأبو الفضل عطية بن علي بن الحسين ابن يزيد الطبني القيرواني ، سافر إلى بغداد وسمع الحديث بها وله شعر حسن ، منه وهو معنى بديع جدّا :

قالوا التحى وانكسفت شمسه ،

وما دروا عذر عذاريه

مرآة خدّيه جلاها الصّبا ،

فبان فيها فيء صدغيه

وأبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني شاعر أديب لغويّ كان بالأندلس ، وهو القائل وقد رجع من المشرق وجلس وكثر عليه الجمع :

إني إذا حضرتني ألف محبرة

يقول شيخي ... (١) نادت بعقوتي الأقلام معلنة

هذي المفاخر لا قعبان من لبن

طَبِيرَةُ : بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة من تحت ، وراء : بلدة بالأندلس ، نسب إليها قوم من الأئمة ، منهم : صديقنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي الطبيري ، رحل إلى خراسان وسمع من مشايخنا وغيرهم ثم عاد إلى بغداد وانحدر إلى البصرة فمات بها في رمضان سنة ٦١٧.

باب الطاء والثاء وما يليهما

طَثْرَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وراء ، وهي في اللغة الحمأة والماء الغليظ ، والطثرة : خثور اللبن الذي يعلو رائبه ، وطثرة : واد في ديار بني أسد ، وأنشد ابن الأعرابي :

أسوق عودا يحمل المشيّا

ماء من الطثرة أحوذيّا

يعجل ذا القباضة الوحيّا

أن يرفع المئزر عنه شيّا

المشيّ والمشوّ ، مشدد الآخر : وهو الدواء المسهل ، والأحوذيّ : السريع النافذ الشهم من الناس وغيرهم.

طَثِيثَا : بالفتح ثم الكسر ، وبعدها ياء مثناة من تحت وثاء مثلثة أخرى ، والقصر ، والطثّ لعبة لصبيان الأعراب يرمون بخشبة مستديرة وأظنها تسمى الكرة : وهو موضع بمصر.

__________________

(١) ـ هكذا بياض في الأصل.

٢١

باب الطاء والحاء وما يليهما

طَحَا : بالفتح ، والقصر ، الطّحو والدّحو بمعنى : وهو البسط ، وفيه لغتان : طحا يطحو ويطحى ، ومنه قوله تعالى : وَالْأَرْضِ وَما طَحاها ، وطحا : كورة بمصر شمالي الصعيد في غربي النيل ، وإليها ينسب أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي ، وليس من نفس طحا وإنما هو من قرية قريبة منها يقال لها طحطوط فكره أن يقال له طحطوطيّ فيظنّ أنه منسوب إلى الضّراط. وطحطوط : قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات ، قال الطحاوي : كان أول من كتبت عنه العلم المزني وأخذت بقول الشافعي ، رضي الله عنه ، فلما كان بعد سنين قدم إلينا أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر فصحبته وأخذت بقوله ، وكان يتفقّه على مذهب الكوفيين ، وتركت قولي الأول فرأيت المزنيّ في المنام وهو يقول لي : يا أبا جعفر اعتصبتك ، يا أبا جعفر اعتصبتك! ذكر ذلك ابن يونس قال : ومات سنة ٣٢١ ، وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله ، ومولده سنة ٢٣٩ ، وخرج إلى الشام في سنة ٢٦٨.

طِحَابٌ : وهو مرتجل علم مهمل في لغة العرب ، وهو بكسر أوله ، وآخره باء موحدة : وهو موضع كانت به وقعة ويوم من أيامهم ، وهو يوم طحاب حومل وهو يوم مليحة.

طِحَالٌ : بالكسر ، والطحال معروف ، يجوز أن يكون جمع طحلة : وهو لون بين الغبرة والبياض في سواد قليل كسواد الرماد مثل برمة وبرام وبرقة وبراق ، وقال ابن الأعرابي : الطّحل الأسود ، الطحل : الماء المطحلب ، والطحل : الغضبان ، والطحل : الملآن ، وطحال : أكمة بحمى ضرية ، قال حميد بن ثور :

دعتنا وألوت بالنّصيف ، ودوننا

طحال وخرج من تنوفة ثهمد

وقال ابن مقبل :

ليت الليالي يا كبيشة لم تكن

إلا كليلتنا بحزم طحال

ومن أمثلتهم : ضيعت البكار على طحال ، يضرب مثلا لمن طلب الحاجة ممن أساء إليه ، وأصل ذلك أن سويد بن أبي كاهل هجا بني غبر في رجز له فقال :

من سرّه النّيك بغير مال

فالغبريّات على طحال

شواغر يلمعن للقفال

ثم إن سويدا أسر فطلب إلى بني غبر أن يعينوه في فكاكه فقالوا له : ضيّعت البكار على طحال ، والبكار جمع بكر : وهو الفتيّ من الإبل.

طَحْطُوطُ : ويقال لها طحطوط الحجارة : قرية كبيرة بصعيد مصر على شرقي النيل قريبة من الفسطاط بالصعيد الأدنى ، ومن هذه القرية الطحاوي الفقيه وإنما انتسب إلى طحا كما ذكرنا.

الطُّحَيّ : في قول مليح الهذلي :

فأضحى بأجراع الطّحيّ كأنه

فكيك أسارى فكّ عنه السلاسل

باب الطاء والخاء وما يليهما

طَخَارَانُ : آخره نون : محلة أظنها بمرو ، قال الفراء : حدثنا إبراهيم بن محمد التميمي قال : كتب إلينا أبو بكر بن الجرّاح المروزي قال : مات أبو يعقوب

٢٢

يوسف بن عيسى من سكة طخاران في محرم سنة ٢٣٠ وقيل ٢٢٩.

طَخارستان : بالفتح وبعد الألف راء ثم سين ثم تاء مثناة من فوق ، ويقال طخيرستان : وهي ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد ، وهي من نواحي خراسان ، وهي طخارستان العليا والسفلى ، فالعليا شرقي بلخ وغربي نهر جيحون ، وبينها وبين بلخ ثمانية وعشرون فرسخا ، وأما السفلى فهي أيضا غربي جيحون إلا أنها أبعد من بلخ وأضرب في الشرق من العليا ، وقد خرج منها طائفة من أهل العلم ، ومن مدن طخارستان : خلم وسمنجان وبغلان وسكلكند وورواليز ، قال الإصطخري : وأكبر مدينة بطخارستان طالقان ، وهي مدينة في مستو من الأرض وبينها وبين الجبل غلوة سهم.

طُخَامٌ : بالضم : جبل عند ماء لبني شمجى من طيّء يقال له موقق.

طَخْشُ : بالفتح ثم السكون ، وشين معجمة : قرية بينها وبين مرو فرسخان.

طَخِفَةُ : بالكسر ويروى بالفتح ، عن العمراني ، ثم السكون ، والفاء ، والطخاف السحاب المرتفع ، والطخف اللبن الحامض : وهو موضع بعد النباج وبعد إمّرة في طريق البصرة إلى مكة ، وفي كتاب الأصمعي : طخفة جبل أحمر طويل حذاءه بئار ومنهل ، قال الضبابي لبني جعفر :

قد علمت مطرّف خضابها

تزلّ عن مثل النّقا ثيابها

أنّ الضباب كرمت أحسابها ،

علمت طخفة من أربابها

وفيه يوم لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء ، ولذلك قال جرير :

وقد جعلت يوما بطخفة خيلنا

لآل أبي قابوس يوما مكدّرا

وكان من أمره أن الردافة ردافة ملوك الحيرة كانت في بني يربوع لعتّاب بن هرميّ بن رياح بن يربوع ، ومعنى الردافة أنه كان إذا ركب الملك ركب خلفه وإذا شرب الملك في مجلسه جلس عن يمينه وشرب بعده ، فمات عتاب وابنه عوف صغير فقال حاجبه : إنه صبي والرأي أن تجعل الردافة في غيره ، فأبت بنو يربوع ذلك ورحلت فنزلت طخفة وبعث الملك إليهم جيشا فيه قابوس ابنه وابن له آخر وحسان أخوه فضمن لهم أموالا وجعل الردافة فيهم على أن يطلقوا من أسروا ففعلوا فبقيت الردافة فيهم ، فقال الأحوص وهو زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن كلومي :

 كنت إذا ما مات ملك قرعته ،

قرعت بآباء أولي شرف ضخم

بأبناء يربوع ، وكان أبوهم

إلى الشرف الأعلى بآبائه ينمي

هم ملكوا أملاك آل محرّق ،

وزادوا أبا قابوس رغما على رغم

وقادوا بكره من شهاب وحاجب

رؤوس معدّ بالأزمّة والخطم

علا جدّهم جدّ الملوك فأطلقوا

بطخفة أبناء الملوك على الحكم

وقيل فيه أشعار غير ذلك ، وذكر ابن الفقيه في أعمال المدينة وقال في موضع آخر : وطخفة جبل لكلاب ولهم عنده يوم ، قال ربيعة بن مقروم الضّبّي :

٢٣

وقومي ، فان أنت كذّبتني

بقولي فاسأل بقومي عليما

بنو الحرب يوما ، إذا استلأموا

حسبتهم في الحديد القروما

فدى ببزاخة أهلي لهم ،

وإذ ملؤوا بالجموع الحريما

وإذا لقيت عامر بالنسا

ر منهم وطخفة يوما غشوما

به شاطروا الحيّ أموالهم

هوازن ذا وفرها والعديما

وساقت لنا مذحج بالكلاب

مواليها كلّها والصّميما

وقالت أم موسى الكلابية وقد زوّجت في حجر باليمامة :

لله درّي أيّ نظرة ناظر

نظرت ودوني طخفة ورجامها

هل الباب مفروج فأنظر نظرة

بعيني أرضا عزّ عندي مرامها

فيا حبّذا الدّهنا وطيب ترابها ،

وأرض فضاء يصدح الليل هامها

ونصّ العذارى بالعشيّات والضحى

إلى أن بدت وحي العيون كلامها

طَخُورَذُ : بالفتح ثم الضم ، وسكون الواو ، وراء ، وذال معجمة : من قرى نيسابور ، ينسب إليها أحمد ابن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الطوسي أبو نصر الطخورذي من أهل نيسابور ، سمع أبا عبد الله محمد ابن محمود بن أحمد بن القاسم الرشيد وحضر الطخورذي مجلس أبي المظفر موسى بن عمران الأنصاري فسمع منه ، ذكره في التحبير ، قال : كانت ولادته في أول يوم من المحرم سنة ٤٨١.

باب الطاء والدال وما يليهما

طَدَانُ : موضع بالبادية في شعر البحتري ، كذا ذكره الزمخشري ولا أدري ما صحته.

باب الطاء والراء وما يليهما

طُرَا : بضم أوله : قرية في شرقي النيل قريبة من الفسطاط من ناحية الصعيد.

طُرْآن : بالضم على وزن قرآن ، يقال : طرأ فلان علينا إذا خرج من مكان بعيد فجأة ، ومنه اشتق الحمام الطّرآني ، وقال بعضهم : طرآن جبل فيه حمام كثير إليه ينسب الحمام الطرآني ، وقال أبو حاتم : حمام طرآنيّ من طرأ علينا فلان أي طلع ولم نعرفه ، قال : والعامة تقول طوراني وهو خطأ ، وسئل عن قول ذي الرّمّة :

أعاريب طريّون عن كل قرية ،

يحيدون عنها من حذار المقادر

فقال : لا يكون هذا من طرأ ولو كان منه لكان طرئيون ، بالهمزة بعد الراء ، فقيل له : فما معناه؟

فقال : أراد أنهم من بلاد الطور يعني الشام ، كما قال العجاج : داني جناحيه من الطور فمرّ أراد أنه جاء من الشام.

طَرَابيَة : كورة من كور مصر من ناحية أسفل الأرض.

طَرابِيَةُ : بالفتح ، وبعد الألف باء موحدة ، وياء مثناة من تحتها خفيفة : من نواحي حوف مصر ، لها ذكر في الأخبار.

٢٤

طِرَانُ : آخره نون : موضع ذكر في الشعر ، عن نصر.

الطَّرَاةُ : جبل بنجد معروف ، قال الفرزدق :

في جحفل لجب كأنّ زهاءه

جبل الطّراة مضعضع الأميال

والطراة : موضع في قول تميم بن مقبل يصف سحابا :

فأمسى يحطّ المعصمات حبيّه ،

وأصبح زيّاف الغمامة أقمرا

كأنّ به بين الطراة وراهق

وناصفة السّوبان غابا مسعّرا

طَرَابُلُسُ : بفتح أوله ، وبعد الألف باء موحدة مضمومة ، ولام أيضا مضمومة ، وسين مهملة ، ويقال أطرابلس ، وقال ابن بشير البكري ، طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن ، وسماها اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن ، لأن طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة ، وقد ذكر أن أشباروس قيصر أول من بناها ، وتسمى أيضا مدينة إياس ، وعلى مدينة طرابلس سور صخر جليل البنيان ، وهي على شاطئ البحر ، ومبنى جامعها أحسن مبنى ، وبها أسواق حافلة جامعة وبها مسجد يعرف بمسجد الشعاب مقصود وحولها أنباط ، وفي بربرها من كلامه بالنبطية ، في قرارات في شرقيها وغربيها مسيرة ثلاثة أيام إلى موضع يعرف ببني السابري وفي القبلة مسيرة يومين إلى حدّ هوارة ، وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون أعمرها وأشهرها مسجد الشعاب ، ومرساها مأمون من أكثر الرياح ، وهي كثيرة الثمار والخيرات ، ولها بساتين جليلة في شرقيها وتتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير ، وداخل مدينتها بئر تعرف ببئر أبي الكنود يعيّرون بها ويحمق من شرب منها فيقال للرجل منهم إذا أتى بما يلام : لا يعتب عليك لأنك شربت من بئر أبي الكنود ، وأعذب آبارها بئر القبّة ، نذكرها في طرابلس فانه لم تكتب الألف وقد ذكر في باب الألف ما فيه كفاية ، وذكر الليث بن سعد قال : غزا عمرو بن العاص طرابلس سنة ٢٣ حتى نزل القبة التي على الشرف من شرقيها فحاصرها شهرين لا يقدر منهم على شيء فخرج رجل من بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو بن العاص متصيّدا مع سبعة نفر فجمعوا غربي المدينة واشتدّ عليهم الحرّ فأخذوا راجعين على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة ولم يكن في ما بين المدينة والبحر سور وكانت سفن البحر شارعة في مرساها إلى بيوتهم ففطن المدلجي وأصحابه وإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبّروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم وأقبل عمرو بجيشه حتى دخل عليهم فلم تفلت الروم إلا بما خفّ في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في المدينة ، وإنما بنى سورها مما يلي البحر هرثمة بن أعين حين ولايته على القيروان ، ومن طرابلس إلى نفوسة مسيرة ثلاثة أيام ، وفي كتاب ابن عبد الحكم : أن عمرو ابن العاص نزل على مدينة طرابلس في سنة ٢٣ من الهجرة فملكها عنوة واستولى على ما فيها ، قال : وكان من بسبرت متحصنين فلما بلغتهم محاصرة عمرو طرابلس واسمها نبارة ، وسبرت السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة ٣١ فهذا يدلّ على أن طرابلس اسم الكورة وأن نبارة قصبتها ، وقد ذكرنا أن طرابلس معناه الثلاث مدن وهذا يدل على أنها ليست بمدينة بعينها وأنها كورة ، وينسب إلى طرابلس الغرب عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي ، لقيه السلفي وأثنى عليه ، وهو القائل في كتب الغزّالي :

٢٥

هذّب المذهب حبر

أحسن الله خلاصة

ببسيط ووسيط

ووجيز وخلاصه

وسافر إلى بغداد ومات بها في سنة ٥١٠ ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسي ، كان له اهتمام بالتواريخ وصنّف تاريخا لطرابلس ، وكان فاضلا في فنون شتى ، أخذ عنه السلفي وسافر إلى الحج فأدركته المنية بمكة في ذي الحجة سنة ٥٢٢ ، وقال أبو الطيب يمدح عبيد الله بن خراسان الطرابلسي : لو كان فيض يديه ماء غادية عزّ القطا في الفيافي موضع اليبس أكارم حسد الأرض السماء بهم ، وقصّرت كلّ مصر عن طرابلس أيّ الملوك ، وهم قصدي ، أحاذره ، وأيّ قرن وهم سيفي وهم ترسي وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة يعرف بابن خراسان الطرابلسي :

أحبابنا! غير زهد في محبتكم

كوني بمصر وأنتم في طرابلس

إن زرتكم فالمنايا في زيارتكم ،

وإن هجرتكم فالهجر مفترسي

ولست أرجو نجاحا في زيارتكم

إلا إذا خاض بحرا من دم فرسي

وأنثني ورماح الخط قد حطمت

في كل أروع لا وان ولا نكس

حتى يظلّ عميد الجيش ينشدنا

نظما يضيء كضوء الفجر في الغلس

يفدي بنيك عبيد الله حاسدكم ،

بجبهة العير يفدى حافر الفرس

طَرَابُلُسُ الشّام : هي في الإقليم الرابع ، طولها ستون درجة وخمس وثلاثون دقيقة ، وعرضها أربع وثلاثون درجة.

طَرَابُنُش : اسم مدينة بجزيرة صقليّة ، ينسب إليها قوم ، منهم : سليمان بن محمد الطرابنشي شاعر ذكره ابن القطّاع ووصفه وقال : سافر إلى الأندلس ومدح ملوكها ، وأنشد له شعرا منه في صفة شمعة رومية :

ولا مسعد إلا مسامرة سخت

بدمع ولم تفجع ببين ولا هجر

تكون ، إذا ما حلّت الستر ، حلّة

على أنها لم تبلغ الباع في القدر

إذا أيقنت بالموت بادرت رأسها

بقطع فتستحيي جديدا من العمر

حكتني في لون وحزن وحرقة ،

وفي بهر برح وفي مدمع همر

طُرّاد : جمع طريد ، بضم أوله ، وتشديد ثانيه : اسم موضع في قول الأسود بن يعفر :

فقصيمة الطرّاد وقال أعرابيّ :

أيا أثلة الطّرّاد إني لسائل

عن الأثل من جرّاك ما فعل الأثل

أدمت على العهد الذي كنت مرّة

عهدناك أم أزرى بأفنانك المحل؟

ومن عادة الأيام إبلاء جدّة ،

وتفريق طيّات ، وأن يصرم الحبل

٢٦

طُرَارَبَنْد : بضم أوله ، وتكرير ثانية ثم باء موحدة مفتوحة ، ونون ساكنة ، ودال مهملة : مدينة من وراء سيحون من أقصى بلاد الشاش مما يلي تركستان وهي آخر بلاد الإسلام مما يلي ما وراء النهر ، وأهل تلك البلاد يسقطون شطر الاسم فيقولون طرار وأطرار ، وهي في الإقليم الخامس ، طولها سبع وتسعون درجة ونصف ، وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة.

طِرَازُ : في آخر الإقليم الخامس ، طولها مائة درجة ونصف ، وعرضها أربعون درجة وخمس وعشرون دقيقة ، قال أبو سعد : هو بالفتح ، ورواه غيره بالكسر ، وآخره زاي إجماعا : بلد قريب من إسبيجاب من ثغور الترك وهو قريب من الذي قبله ، وقد نسب إليه قوم من العلماء ، منهم : محمود بن علي بن أبي علي الطرازي ، فقيه فاضل مناظر صالح قارئ القرآن ، كتب الحديث عن أبي صادق أحمد ابن الحسن الزّندي البخاري ، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال : لي منه إجازة ، ومات سنة نيف وثلاثين وخمسمائة. وطراز أيضا : محلة بأصبهان نسب إليها أيضا ، ولعلّ التجار من أهل طراز سكنوها ، ينسب إليها أبو طاهر محمد بن أبي نصر إبراهيم بن مكي الطرازي لسكناه بها ويعرف بهاجر ، روى عن أبي منصور بن شجاع وأبي زيد أحمد بن علي ابن شجاع الصقلّي فيما ذكره أبو سعد في سنة ٥٠٧ ، وقال أبو الحسن بن أبي زيد يذكره :

ظبي أباح دمي وأسهر ناظري ،

من نسل ترك من ظباء طراز

للحسن ديباج على وجناته ،

وعذاره المسكيّ مثل طراز

مع طوق قمريّ ونغمة بلبل ،

وجمال طاووس وهمّة باز

طِرَاقُ : من قصور قفصة بافريقية في نصف الطريق من قفصة إلى فجّ الحمام وأنت تريد القيروان مدينة كبيرة آهلة بها جامع وسوق حافلة ، وإليها ينسب الكساء الطراقي كان يجهز إلى مصر ، وهي كثيرة الفستق.

طَرَائِفُ : بالفتح ، وبعد الألف همزة بصورة الياء ، والفاء ، وهو جمع طريف ، وهو الشيء المستحدث ، والنسب الطريف : الكثير الآباء ، والطرائف : بلاد قريبة من أعلام صبح وهي جبال متناوحة في شعر الفرزدق.

الطِّرْبالُ : بالكسر ، وبعد الراء باء موحدة مفتوحة ، وآخره لام ، قال ابن شميل : الطربال بناء يبنى علما للغاية التي يستبق الخيل إليها ومنه ما هو مثل المنارة ، وبالمنجشانية واحد منها ، وأنشد بعضهم فقال :

حتى إذا كنّ دوين الطّربال

بشّر منه بصهيل صلصال

مطهّر الصورة مثل التمثال

وقد قيل في الطربال غير ذلك ، والطربال : قرية بالبحرين.

طَرْجَلَةُ : بالفتح ثم السكون ، والجيم المفتوحة ، ولام : بليدة بالأندلس من نواحي ريّة.

طَرْحَانُ : موضع بينه وبين الصّيمرة التي بأرض الجبل قنطرة عجيبة ضعف قنطرة حلوان.

طَرْخَاباذ : بالفتح ثم السكون ، وخاء معجمة ، وبعد الألف باء موحدة ، وآخره ذال ، كأنه منسوب

٢٧

إلى طرخ اسم رجل أو غيره ، وأباذ بمعنى النسبة في كلام الفرس : قرية من قرى جرجان في ظنّ أبي سعد.

طِرَرَةُ : بالكسر ، والفتح ، وإظهار التضعيف ، جمع طرّة الوادي ، ومنه المثل : أطرّي فإنك ناعلة ، يضرب مثلا في الجلادة ، وأصله أن رجلا قاله لراعية له كانت ترعى في السهولة وتترك الحزونة ، أي خذي طرر الوادي أي نواحيه فإنك ناعلة أي في رجليك نعلان ، وطررة : اسم موضع.

طَرَسُوسُ : بفتح أوله وثانيه ، وسينين مهملتين بينهما واو ساكنة ، بوزن قربوس ، كلمة عجمية رومية ، ولا يجوز سكون الراء إلا في ضرورة الشعر لأن فعلول ليس من أبنيتهم ، قال صاحب الزيج : طول طرسوس ثمان وخمسون درجة ونصف ، وعرضها ست وثلاثون درجة وربع ، وهي في الإقليم الرابع ، وقالوا : سميت بطرسوس بن الروم بن اليفز بن سام ابن نوح ، عليه السلام ، وقيل : إن مدينة طرسوس أحدثها سليمان كان خادما للرشيد في سنة نيف وتسعين ومائة ، قاله أحمد بن محمد الهمذاني ، وهي مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم ، قال أحمد بن الطيّب السّرخسي : رحلنا من المصيصة نريد العراق إلى أذنة ومن أذنة إلى طرسوس ، وبينها وبين أذنة ستة فرسخ ، وبين أذنة وطرسوس فندق بغا والفندق الجديد ، وعلى طرسوس سوران وخندق واسع ولها ستة أبواب ويشقها نهر البردان وبها قبر المأمون عبد الله بن الرشيد جاءها غازيا فأدركته منيته فمات ، فقال الشاعر :

هل رأيت النجوم أغنت عن المأ

مون في عزّ ملكه المأسوس؟

غادروه بعرصتي طرسوس

مثل ما غادروا أباه بطوس

وما زالت موطنا للصالحين والزهّاد يقصدونها لأنها من ثغور المسلمين ثم لم تزل مع المسلمين في أحسن حال وخرج منها جماعة من أهل الفضل إلى أن كان سنة ٣٥٤ فان نقفور ملك الروم استولى على الثغور وفتح المصيصة ، كما نذكره في موضعه ، ثم رحل عنها ونزل على طرسوس وكان بها من قبل سيف الدولة رجل يقال له ابن الزّيّات ورشيق النسيمي مولاه فسلّما إليه المدينة على الأمان والصلح على أن من خرج منها من المسلمين وهو يحمل من ماله مهما قدر عليه لا يعترض من عين وورق أو خرثيّ وما لم يطق حمله فهو لهم مع الدور والضياع ، واشترط تخريب الجامع والمساجد ، وأنه من أراد المقام في البلد على الذمّة وأداء الجزية فعل وإن تنصّر فله الحباء والكرامة وتقرّ عليه نعمته ، قال : فتنصّر خلق فأقرّت نعمهم عليهم وأقام نفر يسير على الجزية وخرج أكثر الناس يقصدون بلاد الإسلام وتفرّقوا فيها ، وملك نقفور البلد فأحرق المصاحف وخرّب المساجد وأخذ من خزائن السلاح ما لم يسمع بمثله مما كان جمع من أيام بني أميّة إلى هذه الغاية ، وحدث أبو القاسم التنوخي قال : أخبرني جماعة ممن جلا عن ذلك الثغر أن نقفور لما فتح طرسوس نصب في ظاهرها علمين ونادى مناديه : من أراد بلاد الملك الرحيم وأحبّ العدل والنّصفة والأمن على المال والأهل والنفس والولد وأمن السبل وصحة الأحكام والإحسان في المعاملة وحفظ الفروج وكذا وكذا ، وعد أشياء جميلة ، فليصر تحت هذا العلم ليقفل مع الملك إلى بلاد الروم ، ومن أراد الزنا واللواط والجور في الأحكام والأعمال وأخذ الضرائب وتملّك الضياع عليه وغصب الأموال ، وعد أشياء من هذا النوع غير جميلة ، فليحصل تحت هذا العلم إلى بلاد

٢٨

الإسلام ، فصار تحت علم الروم خلق من المسلمين ممن تنصّر وممن صبر على الجزية ، ودخل الروم إلى طرسوس فأخذ كلّ واحد من الروم دار رجل من المسلمين بما فيها ثم يتوكل ببابها ولا يطلق لصاحبها إلا حمل الخفّ فان رآه قد تجاوز منعه حتى إذا خرج منها صاحبها دخلها النصراني فاحتوى على ما فيها ، وتقاعد بالمسلمين أمهات أولادهم لما رأين أهاليهنّ وقالت : أنا الآن حرّة لا حاجة لي في صحبتك ، فمنهنّ من رمت بولدها على أبيه ومنهنّ من منعت الأب من ولده فنشأ نصرانيّا ، فكان الإنسان يجيء إلى عسكر الروم فيودع ولده ويبكي ويصرخ وينصرف على أقبح صورة حتى بكى الروم رقّة لهم وطلبوا من يحملهم فلم يجدوا غير الروم فلم يكروهم إلا بثلث ما أخذوه على أكتافهم أجرة حتى سيروهم إلى أنطاكية ، هذا وسيف الدولة حيّ يرزق بميّافارقين والملوك كلّ واحد مشغول بمحاربة جاره من المسلمين وعطّلوا هذا الفرض ، ونعوذ بالله من الخيبة والخذلان ونسأله الكفاية من عنده ، ولم تزل طرسوس وتلك البلاد بيد الروم والأرمن إلى هذه الغاية ، وقد نسب إليها جماعة يفوت حصرهم ، وأما أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الطرسوسي فانه بغداديّ أقام بها إلى أن مات سنة ٢٧٣ فنسب إليها ، وممن نسب إليها من الحفّاظ محمد بن عيسى ابن يزيد الطرسوسي التميمي ثم السعدي ، رحّال من أهل المعرفة ، سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن وصفوان بن صالح وسمع بحمص ومكة ، وسمع عيسى بن قالون المقري بالمدينة ، وبالكوفة أبا نعيم ، وبالبصرة سليمان بن حرب ، وبميافارقين مسلما ومحمد ابن حميد الرازي ، روى عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو العباس الدّغولي وأبو عوانة الأسفراييني وهو غير متهم ، قال الحافظ أبو عبد الله : وكان من المشهورين بالطلب في الرحلة والكثرة والفهم والثبت ، ورد خراسان بعد ٢٥٠ ونزل نيسابور وأقام بها وكتب عنه من كان في عصره ثم خرج إلى مرو فأقام بها مدة وأكثر أهل مرو عنه بعد الستين ثم دخل بلخ فتوفي بها سنة ٢٧٦.

طرطايش : موضع بنواحي إفريقية.

طَرَسُونَة : بفتح أوله وثانيه ثم سين مهملة ، وبعد الواو الساكنة نون : مدينة بالأندلس بينها وبين تطيلة أربعة فراسخ معدودة في أعمال تطيلة كان يسكنها العمّال ومقاتلة المسلمين إلى أن تغلب عليها الروم فهي في أيديهم إلى هذه الغاية.

طُرُّش : بضم أوله ، وتشديد ثانيه وضمه أيضا ، وآخره شين معجمة : ناحية بالأندلس تشتمل على ولاية وقرى.

طُرُشِيز : بضم أوله وثانيه ، وشين معجمة مكسورة ، وياء مثناة من تحت ، وزاي ، لغة في طرثيث : وهي اليوم بيد الملاحدة قريبة من نيسابور ويسمونها ترشاش فلها ثلاثة أسماء ، وبينها وبين نيسابور ثلاثة أيام ، وهي ولاية كبيرة وقرى كثيرة.

طَرْطانش : بالفتح ثم السكون ، وتكرير الطاء ، وبعد الألف نون ، وآخره شين معجمة : ناحية بالأندلس من أقاليم أكشونية.

طَرْطَرُ : بالفتح ثم السكون ، وتكرير الطاء والراء ، علم مرتجل : وهي قرية بوادي بطنان ، وهو وادي بزاعة قرب حلب ، يسمونها طلطل ، باللام ، وقد ذكرها امرؤ القيس في شعره فقال :

فيا ربّ يوم صالح قد شهدته

بتاذف ذات التلّ من فوق طرطرا

وتاذف أيضا : قرية هناك.

٢٩

طَرَطُوسُ : بوزن قربوس : بلد بالشام مشرفة على البحر قرب المرقب وعكّا ، وهي اليوم بيد الأفرنج ، نسبوا إليها أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الخوّاص المقرئ الطرطوسي ، روى عن يونس ابن عبد الأعلى ، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد ابن يونس بن عبدوس النّسوي.

طَرْطَوَانْش : بالفتح ثم السكون ، وطاء أخرى ثم واو ، وبعد الألف نون ، وشين معجمة : من أقاليم باجة بالأندلس.

طَرْطُوشَةُ : بالفتح ثم السكون ثم طاء أخرى مضمومة ، وواو ساكنة ، وشين معجمة : مدينة بالأندلس تتصل بكورة بلنسية وهي شرقي بلنسية وقرطبة قريبة من البحر متقنة العمارة مبنية على نهر ابره ولها ولاية واسعة وبلاد كثيرة تعدّ في جملتها تحلّها التجار وتسافر منها إلى سائر الأمصار ، واستولى الأفرنج عليها في سنة ٥٤٣ وكذلك على جميع حصونها ، وهي في أيديهم إلى الآن ، وينسب إليها أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الأندلسي الطرطوشي ، كتب الحديث الكثير عن علي بن عبد العزيز ومحمد بن إسماعيل الصائغ وغيرهما ، وحدث ورحل في طلب العلم ، ومات بالأندلس سنة ٣٢٢ ، وأبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري الطرطوشي الفقيه المالكي ، مات في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة ٥٢٠ ويعرف بابن أبي رندقة هذا الذي نشر العلم بالإسكندرية وعليه تفقّه أهلها ، قاله أبو الحسن المقدسي في كتاب الرّقّيّات له وذكره القاضي عياض في مشيخة أبي علي الصّدفي فقال : محمد بن الوليد الفهري الإمام الورع أبو بكر الطرطوشي المالكي يعرف ببلده بابن أبي رندقة ، براء ونون ساكنة ودال مهملة وقاف مفتوحتين ، نشأ بالأندلس وصحب القاضي أبا الوليد الباجي وأخذ عنه مسائل الخلاف وكان تمسك إليها وسمع منه وأخذ ثم رحل إلى الشرق ودخل بغداد والبصرة فتفقه عند أبي بكر الشاشي وأبي سعد بن المتولي وأبي أحمد الجرجاني أئمة الشافعية ولقي القاضي أبا عبد الله الدامغاني وسمع بالبصرة من أبي علي التّستري والسعيداني وسمع ببغداد من أبي محمد التميمي الحنبلي وغيرهم ، وسكن الشام مدة ودرّس بها وبعد صيته وأخذ عنه الناس هناك علما كثيرا ثم نزل الإسكندرية واستوطنها ، قال القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فرو الصدفي : صحبته بالأندلس عند الباجي ولقيته بمكة وأخذت عنه أكثر السنن لأبي داود عن التستري ثم دخل بغداد وأنا بها فكان يقنع بشظف من العيش وكانت له نفس أبيّة ، أخبرت أنه كان ببيت المقدس يطبخ في شقف ، وكان مجانبا للسلطان استدعاه فلم يجبه ، وراموا النقص من حاله فلم ينقصوه قلامة ظفر ، وله تآليف وشعر ، فمن شعره في برّ الوالدين :

لو كان يدري الابن أيّة غصّة

يتجرّع الأبوان عند فراقه

أمّ تهيج بوجده حيرانة ،

وأب يسحّ الدمع من آماقه

يتجرّعان لبينه غصص الرّدى ،

ويبوح ما كتماه من أشواقه

لرثى لأمّ سلّ من أحشائها ،

وبكى لشيخ هام في آفاقه

ولبدّل الخلق الأبيّ بعطفه ،

وجزاهما بالعذب من أخلاقه

وطلبه الأفضل صاحب مصر فأقدمه من الإسكندرية

٣٠

إلى مصر وألزمه الإقامة بها وأذكى عليه أن لا يفارقها إلى أن قيّد الأفضل فصرف إلى الإسكندرية فرجع بحالته إلى أن توفي بها سنة ٥٢٠.

الطَّرْغَشَةُ : ماء لبني العنبر باليمامة ، عن الحفصي.

طَرْغَلَّةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وغين معجمة مفتوحة ، ولام مشدّدة مفتوحة : مدينة بالأندلس من أقاليم أكشونية.

الطَّرْفاء : نخل لبني عامر بن حنيفة باليمامة ، وإياها عنت بقولها :

هل زاد طرفاء القصب

بالقرب مما أحتسب؟

طَرَفَةُ : بالتحريك ، والفاء ، بلفظ اسم الشاعر ، مسجد طرفة : بقرطبة من بلاد الأندلس ، نسب إليه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مطرف الكناني الطرفي ، قال أبو الوليد الأنديّ : يعرف بالطرفي لأنه كان يلتزم الإمامة بمسجد طرفة بقرطبة ، له اختصار من كتاب تفسير القرآن للطبري وجمع بين الغريب والمشكل لابن قتيبة ، وكان من النبلاء الفضلاء ، روى عنه أبو القاسم بن صواب.

طَرَفٌ : بالتحريك ، وآخره فاء ، قال الواقدي : الطرف ماء قريب من المرقى دون النّخيل وهو على ستة وثلاثين ميلا من المدينة ، وقال محمد بن إسحاق : الطرف من ناحية العراق له ذكر في المغازي.

وطرف القدّوم ، بتشديد الدال وضم القاف ، قال أبو عبيد البكري : قدوم ثنية بالسراة ، مخفّف ، والمحدّثون يشدّدونه ، وقد ذكر في موضعه ، وقال عرّام : بطن نخل ثم الأسود ثم الطرف لمن أمّ المدينة تكتنفه ثلاثة أجبال أحدها ظلم ، وهو جبل شامخ أسود لا ينبت شيئا ، وحزم بني عوال ، وهما جميعا لغطفان.

طَرَقٌ : بالتحريك ، وآخره قاف ، والطّرق في لغتهم : جمع طرقة وهي مثل العرقة والصّفّ والرّزدق وحبالة الصائد ذات الكفف ، والطّرق أيضا : ثني القربة ، والطرق : ضعف في ركبتي البعير ، والطرق في الريش : أن يكون بعضها فوق بعض ، والطرق : موضع بينه وبين الوقباء خمسة أميال.

طَرْقُ : بسكون ثانيه ، وفتح أوله ، وآخره قاف : قرية من أعمال أصبهان قرب نطنزة كبيرة شبه بلدة ، بينها وبين أصبهان عشرون فرسخا ، ينسب إليها جماعة وافرة من أهل الرواية والدراية ، وقال أبو عبد الله الدّبيثي في ترجمة محمد بن ظفر بن أحمد ابن ثابت بن محمد الطّرقي الأزدي : إن طرق المنسوب إليها من نواحي يزد ولعلها غير التي بأصبهان ويجوز أن تكون بينهما فتنسب إلى هذه وهذه ، والله أعلم ، ومن متأخّريهم أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن الطيب بن طاهر بن عبد الله بن الهذيل بن زياد بن العنبر بن عمرو بن تميم الحافظ الطرقي الأصبهاني ، ذكره أبو سعد في التحبير ووصفه بالحفظ ولم يذكر وفاته وقال : كان حافظا فاضلا عارفا بطرق الحديث حريصا على طلبه حسن الخط كثير الضبط ساكنا وقورا سليم الجانب ، سمع أبا سعد محمد بن أبي عبد الله المطرّز وأبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني وأبا القاسم غانم بن محمد البرجي وأبا علي الحدّاد ، ومنهم أبو العباس أحمد ابن ثابت بن محمد الطرقي ، كان حافظا متقنا ، سمع بأصبهان أبا الفضل المطهّر بن عبد الواحد وأبا القاسم ابن اليسري وأبا علي التّستري وغيرهم.

٣١

طَرْقَلَةُ : بالفتح ثم السكون ، وقاف مفتوحة ، وبعدها لام : مدينة بالمغرب من نواحي البربر في البرّ الأعظم وهي قصبة السوس الأقصى.

طَرَّكُونَةُ : بفتح أوله وثانيه وتشديده ، وضم الكاف ، وبعد الواو الساكنة نون : بلدة بالأندلس متّصلة بأعمال طرطوشة ، وهي مدينة قديمة على شاطئ البحر ، منها نهر علّان يصبّ مشرقا إلى نهر ابره ، وهو نهر طرطوشة ، وهي بين طرطوشة وبرشلونة ، بينها وبين كلّ واحدة منهما سبعة عشر فرسخا. وطرّكونة : موضع آخر بالأندلس من أعمال لبلة.

الطِّرْمُ : بالكسر ثم السكون ، وهي فيما أحسب فارسية وافقت من كلام العرب الطرم مثله سواء الزّبد ، وفي لغة لبعض العرب العسل ، قال في الزبد : ومنهنّ مثل الشّهد قد شيب بالطّرم وهي قلعة بأرض فارس ، وبفارس بحدود كرمان بليدة يسمونها بلفظهم تارم وأحسبها هذه عرّبت لأن الطاء ليس في كلامهم ، وقال الأعزّ بن مأنوس اليشكري :

طرقت فطيمة انّ كل السّف

ر بات خيالها يسري

طَرْماجُ : موضع في قول أبي وجزة السعدي حيث قال :

كأنّ صوت حداها والقرين بها

ترجيع مغترب نشوان لجلاج

نعب الأشاهيب في الأخبار يجمعها ،

والليل ساقطة أوراقه داج

حتى إذا ما إيالات جرت برحا ،

وقد ربعن الشّوى عن ماء طرماج

طَرْمُ : بالفتح ثم السكون : ناحية كبيرة بالجبال المشرفة على قزوين في طرف بلاد الديلم ، رأيتها فوجدت بها ضياعا وقرى جبلية لا يرى فيها فرسخ واحد صحراء إلا أنها مع ذلك معشبة كثيرة المياه والقرى وربما سموها بلفظهم ترم ، بالتاء ، ولعلّ القطن الناعم الموصوف منسوب إلى أحد هذين الموضعين ، وهي الناحية التي كان هزمها وهسوذان المحارب لركن الدولة بن بويه ، فقال المتنبي يمدح عضد الدولة :

ما كانت الطرم في عجاجتها

إلا بعيرا أضلّه ناشد

تسأل أهل القلاع عن ملك

قد مسخته نعامة شارد

طَرْمِيسُ : من قرى دمشق ، قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي : الحسن بن يوسف بن إسحاق بن سعيد ، وقيل إسحاق بن إبراهيم بن ساسان أبو سعيد الطرميسي مولى الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وطرميس : قرية من قرى دمشق ، حدث عن هشام بن عمّار وهلال ابن العلاء الرقي وهلال بن أحمد بن سعر الزجاج ، قال : كذا وجدته بخط ابن أبي ذروان الحافظ سعر ، روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان وأبو بكر محمد بن مسلم بن محمد بن السّمط وعبد الوهاب الكلابي ، كتب عنه أبو الحسين الرازي ، قال : مات سنة ٣٢٣.

طُرَنْدَةُ : قال الواقدي : كان المسلمون نزلوا طرندة بعد أن غزاها عبد الله بن عبد الملك سنة ٨٣ وبنوا بها مساكن ، وهي من ملطية على ثلاث مراحل داخلة في بلاد الروم وملطية يومئذ خراب ، ثم نقل عمر بن عبد العزيز أهل طرندة إلى ملطية إشفاقا عليهم وخربت ، كما نذكره في ملطية ،

٣٢

طِرْنِيَانَةُ : بالكسر ثم السكون ثم نون مكسورة أيضا ، وياء مثناة من تحت ، وألف ، ونون : بلدة بالأندلس من كورة قبرة.

طُرْوَاخَا : بالضم ثم السكون ، وخاء معجمة : من قرى بخارى بما وراء النهر.

طَرُونُ : موضع بأرمينية ذكره البحتري في قوله :

ولا عزّ للاشراك من بعد ما التقت

على السفح من عليا طرون عساكره

والطرون أيضا : حصن بين بيت المقدس والرملة كان مما فتحه صلاح الدين في سنة ٥٨٣.

طُرَّةُ : مدينة صغيرة بافريقية ، بلفظ طرّة الثوب وهو حاشيته.

الطُّرَيبيل : مصغر : من قرى هجر.

طُرَيثيثُ : بضم أوله ، وفتح ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وثاء مثلثة ، تصغير الطرثوث : وهو نبت كالفطر مستطيل دقيق يضرب إلى الحمرة يؤبس ، وهو دباغ للمعدة ، منه مرّ ومنه حلو جعل في الأدوية ، قال الأزهري : طراثيث البادية ليست كالطراثيث التي تنبت في جبال خراسان التي عندنا فان لها ورقا عريضا ومنبته الجبال ، وطرثوث البادية لا ورق له ولا ثمر ومنبته الرمال وسهولة الأرض وفيه حلاوة وربما كان فيه عفوصة ، وهو أحمر مستدير الرأس كأنه ثومة ذكر الرجل ، وطرثيث : ناحية وقرى كثيرة من أعمال نيسابور وطريثيث قصبتها ، وما زالت منبعا للفضلاء وموطنا للعلماء وأهل الدين والصلاح إلى قريب من سنة ٥٣٠ ، فان العميد منصور بن منصور الزورآباذي رئيس هذه الناحية آباء وأجدادا لما استولى الباطنية الملاحدة على نواحي قهستان وزوزن ، كما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه ، خاف العميد غائلتهم لاتصال أعماله بأعمالهم فاستمد الأتراك لنصرته وحفظا للحريم والأموال ، وكان شديدا على الملاحدة مسرفا في قتلهم ، فجاء قوم من الأتراك لمعاونته فجروا على عادتهم في سوء المعاملة واستباحة ما لا يليق ولم تكن همّتهم صادقة في دفع العدوّ وإنما كان قصدهم بلوغ الغرض في تحصيل ما يحصلونه ، فرأى ثقل وطأتهم وقلة غنائهم فدفعهم عنه والتجأ إلى الملاحدة وصفت له ناحية طريثيث وقلاعها وأملاكها وضياعها ، وكان فقيها مناظرا حسن الاعتقاد شافعيّ المذهب إلا أن الضرورة الجأته إلى ما فعل ، ولما حضرته الوفاة أوصى إلى رجل شافعي المذهب في غسله وتجهيزه وأوصى إلى ابنه علاء الدين محمود بإظهار دعوته وإحياء معالم السنن ، فامتثل وصيته في شهور سنة ٥٤٥ وأمر بلبس السواد والخطبة بجامع طريثيث فخالفه عمه وأقاربه وكسروا المنبر وقتلوا الخطيب ، فكتب محمود إلى نيسابور يستمدّ أهلها ويستنصرهم في كشف هذه البلية وقتل الملاحدة فلم يجد مساعدا فقدم نيسابور وجرى أولئك على رأيهم وخلصت للملاحدة ، فهي في أيديهم إلى الآن ، وقد خرج من هذه الناحية جماعة من أهل العلم ، وأهل خراسان يسمون هذه الناحية اليوم ترشيش ، بشينين معجمتين وأوله تاء مثناة من فوق ، وحكى العمراني عن الأزهري ولم أجده أنا في كتاب التهذيب الذي نقلته من خطه ولعله من تصنيف له آخر ، قال : طريثيث قرية بنيسابور ، وأنشد :

كنت عن أهلي مسافر

بالطريثيث أساير

فإذا أبيض شاطر

يتغنّى وهو طائر

يا جيادا يا غضائر

٣٣

وقد نسبوا إلى طريثيث جماعة وافرة من أهل العلم والعبادة قبل انتقالهم إلى هذه البلية ، منهم : أبو الفضل شافع بن عليّ بن الفضل الطريثيثي ، سمع أبا الحسن محمد بن عليّ بن صخر الأزدي بمكة وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان الحافظ وغيرهما ، روى عنه وجيه بن طاهر الشحامي ، ومات بنيسابور في ذي الحجة سنة ٤٨٨ ، ومولده بطريثيث سنة ٤٦٠.

طَرْيانَةُ : حاضرة من حواضر إشبيلية ، ينسب إليها الفقيه عبد العزيز الطرياني ، كان نحويّا بارعا ، قرأ على أبي ذرّ مصعب بن محمد بن مسعود ، قرأ عليه صديقنا الفتح بن عيسى القصري مدرّس رأس عين.

الطَّرِيدَةُ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وهو في اللغة على وجوه ، الطريدة : الشيء المطرود ، والطريدة : المولودة التي تجيء بعدك في الولادة ، والطريدة : قصبة فيها حزّة توضع على المغازل والقداح إذا بريت ، والطريدة : الوسيقة وهو ما يسرق من الإبل ، والطريدة : العرجون ، والطريدة : اسم موضع.

طُرَيْفٌ : مصغر : موضع بالبحرين كان لهم فيه وقعة ، ذكره نصر.

طِرْيَف : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح الياء المثناة من تحت ، والفاء ، علم مرتجل لاسم موضع : ناحية باليمن.

طُرَيْفَةُ : يجوز أن يكون تصغير طرفة واحدة الطرفاء ، ويجوز أن يكون تصغير قولهم ناقة طرفة إذا لم تثبت على مرعى واحد وامرأة طرفة إذا لم تثبت على زوج وكذلك رجل طرف ، وطريفة : ماءة بأسفل أرمام لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ، وفي موضع آخر : الطريفة لبني شاكر بن نضلة من بني أسد ، قال الفقعسي :

رعت سميسارا إلى أرمامها

إلى الطّريفات إلى هضّامها

أحمد هضّام جوانب الأودية المطمئنة ، وقال الحفصي : الطريفة قرية وماء ونخل للأحمال وهم بنو حمل من بني حنظلة ، منهم المرار بن منقذ ، وقال نصر : الطريفة قفر يستعذب لها الماء ليومين أو ثلاثة بأسفل أرمام لجذيمة ، وقيل : لبني خالد بن نضلة بن جحوان ابن فقعس ، وقال المرار الفقعسي :

لعمرك إنني لأحبّ نجدا ،

وما أرأى إلى نجد سبيلا

وكنت حسبت طيب تراب نجد

وعيشا بالطّريفة لن يزولا

أجدّك لن ترى الأحفار يوما ،

ولا الخلق المبيّنة الحلولا

ولا الولدان قد حلّوا عراها ،

ولا البيض الغطارفة الكهولا

إذا سكتوا رأيت لهم جمالا ،

وإن نطقوا سمعت لهم عقولا

باب الطاء والزاي وما يليهما

طَزَرُ : بالتحريك ، قال الليث : الطزر البيت الصيفيّ ، قال أبو منصور : هو معرب وأصله تزر ، وقال ابن الأعرابي : الطزر الدفع باللكز ، يقال : طزره أي دفعه : وهي مدينة في مرج القلعة ، بينها وبين سابلة خراسان مرحلة ، وهي في صحراء واسعة وفيها إيوان عال بناه خسروجرد بن شاهان ولا أثر بها سواه وعن يمينها ماسبذان ومهرجان قذق نزلها النعمان بن مقرن وارتحل منها إلى نهاوند فواقع الفرس.

٣٤

طُزْعَةُ : بلدة على ساحل صقليّة مقابلة جزيرة يابسة.

طُزْيانُ : بالضم : من قرى ديار بكر ، منها أبو الفضل محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله المالكي الطزياني أظنه أجاز لغيث الأرمنازي ، قال ابن النجار : نقلته من خطه وضبطه في مسوداته.

باب الطاء والسين وما يليهما

طَسْفُونَج : قرية كبيرة في شرقي دجلة مقابل النعمانية بين بغداد وواسط وبها آثار خراب قديم ، قال حمزة : وأصلها طوسفون فعربت على طيسفون وطيسفونج ، والعامة لا يأتون إلا طسفونج ، بغير ياء ، وقد نسب إليها قوم ، وزعم أنها إحدى مدائن الأكاسرة.

باب الطاء والشين وما يليهما

طِشْكَرُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح كافه ، وآخره راء : حصن حصين في كورة جيّان من أعمال الأندلس لا يرتقى إلا بالسلاليم.

باب الطاء والغين وما يليهما

طَغَامَى : بالفتح ، وبعد الميم ألف مقصورة ، على وزن سكارى وصحارى ، والطغام أوغاد الناس : وهي قرية من سواد بخارى ، ينسب إليها أبو الحسن علي ابن إبراهيم بن أحمد بن عقّار الطغاميّ صاحب الأوقاف ، روى عن أبي سهيل سهل بن بشر وصالح بن محمد وغيرهما.

باب الطاء والفاء وما يليهما

الطَّفَافُ : ماء ، قال الأفوه الأودي :

جلبنا الخيل من غيدان حتى وقفناهنّ أيمن من صناف

وبالغرفيّ والعرجاء يوما ،

وأياما على ماء الطّفاف

طَفْرَاباذ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وراء ، وألف بعدها باء موحدة ، وآخره ذال معجمة : محلة بهمذان ، وفي التحبير : هبة الله بن الفرج أبو بكر الهمذاني الطفراباذي الجيلي المعروف بابن أخت محمد بن الحسين العالم الطويل من أهل همذان ، كان شيخا صالحا خيّرا سديد السيرة مكثرا من الحديث عمّر العمر الطويل حتى حدث بالكثير وانتشرت رواياته ، وكان يسكن بمحلة الطفراباذ في جوار أبي العلاء الحافظ ، وكان يقول الحافظ : هو أحب إليّ من كل شيخ بهمذان ، سمع أبا الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد وأبا القاسم يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن دكين القاضي وأبا الفضل محمد بن عثمان بن مرد بن القومساني وخلقا كثيرا غير هؤلاء ، سمع منه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي ، وكانت ولادته سنة ٤٥٢ ، وذكر أبو العلاء أنه سأله فقال : سنة ٤٥٣ ، ومات تاسع عشر شعبان سنة ٥٤٢.

طَفْرَجِيل : يمكننا أن نقول إنها كلمة مركبة من طفر بمعنى قفز وجيل بمعنى أمة ، ولكنه اسم أعجمي لبلد بالمغرب.

طَفِّرِ : قاع موحش بين باعقوبا ودقوقا من أعمال راذان ليس به ماء ولا مرعى ولا أثر ساكن ولا أثر طارق ، سلكته مرة من بغداد إلى إربل فكان دليلنا يستقبل الجدي حتى أصبح وقد قطعه.

الطَّفُّ : بالفتح ، والفاء مشددة ، وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق ، قال الأصمعي : وإنما سمي طفّا لأنه دان من الريف ،

٣٥

من قولهم : خذ ما طفّ لك واستطفّ أي ما دنا وأمكن ، وقال أبو سعيد : سمي الطف لأنه مشرف على العراق من أطفّ على الشيء بمعنى أطلّ ، والطف : طف الفرات أي الشاطئ ، والطف : أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها كان مقتل الحسين ابن علي ، رضي الله عنه ، وهي أرض بادية قريبة من الريف فيها عدة عيون ماء جارية ، منها : الصيد والقطقطانة والرّهيمة وعين جمل وذواتها ، وهي عيون كانت للموكلين بالمسالح التي كانت وراء خندق سابور الذي حفره بينه وبين العرب وغيرهم ، وذلك أن سابور أقطعهم أرضها يعتملونها من غير أن يلزمهم خراجا ، فلما كان يوم ذي قار ونصر الله العرب بنبيه ، صلّى الله عليه وسلّم ، غلبت العرب على طائفة من تلك العيون وبقي بعضها في أيدي الأعاجم ، ثم لما قدم المسلمون الحيرة وهربت الأعاجم بعد ما طمّت عامة ما كان في أيديها منها وبقي ما في أيدي العرب فأسلموا عليه وصار ما عمروه من الأرض عشرا ، ولما انقضى أمر القادسية والمدائن وقع ما جلا عنه الأعاجم من أرض تلك العيون إلى المسلمين وأقطعوه فصارت عشرية أيضا ، وقال الأقيشر الأسدي من قصيدة :

انّي يذكّرني هندا وجارتها

بالطفّ صوت حمامات على نيق

بنات ماء معا بيض جآجئها ،

حمر مناقرها صفر الحماليق

أيدي السّقاة بهن الدهر معملة ،

كأنما لونها رجع المخاريق

أفنى تلادي وما جمّعت من نشب

قرع القواقيز أفواه الأباريق

وكان مجرى عيون الطفّ وأعراضها مجرى أعراض المدينة وقرى نجد ، وكانت صدقتها إلى عمال المدينة ، فلما ولي إسحاق بن إبراهيم بن مصعد السواد للمتوكل ضمها إلى ما في يده فتولى عماله عشرها وصيّرها سواديّة ، فهي على ذلك إلى اليوم ، ثم استخرجت فيها عيون إسلامية يجري ما عمر بها من الأرضين هذا المجرى ، قالوا : وسميت عين جمل لأن جملا مات عندها في حدثان استخراجها فسمّيت بذلك ، وقيل : إن المستخرج لها كان يقال له جمل ، وسميت عين الصيد لكثرة السمك الذي كان بها ، قال أبو دهبل الجمحي يرثي الحسين بن علي ، رضي الله عنه ، ومن قتل معه بالطفّ :

مررت على أبيات آل محمد ،

فلم أرها أمثالها يوم حلّت

فلا يبعد الله الديار وأهلها ،

وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت

ألا إنّ قتلى الطفّ من آل هاشم

أذلّت رقاب المسلمين فذلّت

وكانوا غياثا ثم أضحوا رزيّة ،

ألا عظمت تلك الرزايا وجلّت!

وجا فارس الأشقين بعد برأسه

وقد نهلت منه الرماح وعلّت

وقال أيضا :

تبيت سكارى من أميّة نوّما ،

وبالطفّ قتلى ما ينام حميمها

وما أفسد الإسلام إلا عصابة

تأمّر نوكاها فدام نعيمها

فصارت قناة الدين في كفّ ظالم ،

إذا اعوجّ منها جانب لا يقيمها

٣٦

طَفِيلٌ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وآخره لام ، من الطّفل ، بالتحريك ، وهو بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب ، كأنّ هذا الجبل كان يحجب الشمس فصار بمنزلة مغيبها فعيل بمعنى فاعل مثل سليم بمعنى سالم وعليم بمعنى عالم ، وشامة وطفيل : جبلان على نحو من عشرة فراسخ من مكة ، وقال الخطّابي : كنت أحسبهما جبلين حتى تبينت أنهما عينان ، قلت أنا : فان كانتا عينين فتأويله أن يكون فعيلا بمعنى مفعول مثل قتيل بمعنى مقتول فيكون هناك يحجب عنهما الشمس فكأنهما مطفولان ، والمشهور أنهما جبلان مشرفان على مجنّة على بريد من مكة ، وقال أبو عمرو : قيل إن أحدهما بجدّة ، ولهما ذكر في شعر لبلال في خبر مرّ ذكره في شامة ، وقال عرّام : يتصل بهرشى خبت من رمل في وسطه جبيل صغير أسود شديد السواد يقال له طفيل ، وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة : ورخمة ماء لبني الدّئل خاصة وهو بجبيل يقال له طفيل وشامة جبيل بجنب طفيل.

طُفَيْلٌ : صغير طفل ، وادي طفيل : بين تهامه واليمن ، عن نصر ، وبوادي موسى قرب البيت المقدس قلعة يقال لها طفيل.

باب الطاء واللام وما يليهما

طَلا : بالفتح ، والقصر ، وهي عجمية : جبيل ، كذا وجدته في شعر الهذليين ، وفي غيره ظلا ، بالظاء المعجمة ، وقد كانت هناك واقعة ، ومن كلام العرب : الطلا الولد من ذوات الظّلف ، والطلا : الشخص ، والطلا : المطليّ بالقطران ، وطلا : قلعة بأذربيجان عجمية أصلها تلا لأنه ليس في كلام العجم طاء ولا ظاء ولا ضاد ولا ثاء ولا حاء ولا صاد خالصة ولا جيم خالصة.

طِلاح : من نواحي مكة ، قال جعدة بن عبد الله الخزاعي يوم فتح مكة :

أكعب بن عمرو! دعوة غير باطل

لحين له يوم الحديد متاح

أتيحت له من أرضه وسمائه

ليقتله ليلا بغير سلاح

ونحن الأولى سدّت غزال خيولنا ،

ولفتا سددناه وفجّ طلاح

خطرنا وراء المسلمين بجحفل

ذوي عضد من خيلنا ورماح

طَلالُ : موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال :

يفيدون القيان مقيّنات

كأطلاء النعاج بذي طلال

وصلب الأرحبية والمهارى

محسّنة تزيّن بالرجال

طَلاةُ : جبل معروف بنجد ، قال الفرزدق :

في جحفل لجب كأنّ شعاعه

جبل الطّلاة مضعضع الأميال

ويروى الطراة ، بالراء.

طَلَبَانُ : بالتحريك ، وآخره نون ، بلفظ تثنية الطلب : مدينة.

طَلَبِيرَة : بفتح أوله وثانيه ، وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ، وراء مهملة : مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة كبيرة قديمة البناء على نهر تاجه ، بضم الجيم ، وكانت حاجزا بين المسلمين والأفرنج إلى أن استولى الأفرنج عليها ، فهي في أيديهم إلى الآن فيما أحسب ، وكانت قد استولى عليها

٣٧

الخراب فاستجدّها عبد الرحمن الناصري الأموي ، ولطلبيرة حصون ونواح عدّة.

طِلْحَامُ : بالحاء المهملة ، قال ابن المعلّى الأزدي : طلحام بالحاء المهملة لا تلتفتن إلى الخاء المعجمة فليست بشيء ، قاله زيد في قول ابن مقبل :

بيض الأنوق برعم دون مسكنها ،

وبالأبارق من طلحام مركوم

طَلَحٌ : بالتحريك ، وهو مصدر طلح البعير يطلح طلحا إذا أعيا ، والطّلح أيضا : النعمة ، قال أبو منصور في قول الأعشى :

كم رأينا من أناس هلكوا ،

ورأينا المرء عمرا بطلح

قال ابن السّكيت : طلح ههنا موضع ، وقال غيره : أتى الأعشى عمرا وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طلح وكان عمرو ملكا ناعما فاجتزأ الأعشى بذكر طلح دليلا على النعمة وعلى طرح ذي منه ، قال أبو دؤاد الإيادي :

تعرف الدار ورسما قد مصح ،

ومغاني الحي في نعف طلح

قال : وذو طلح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة فقال يخاطب عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، لما أمر به أن يلقى في بئر لهجائه الزّبرقان في قصة مشهورة :

ما ذا تقول لأفراخ بذي طلح ،

حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

غادرت كاسبهم في قعر مظلمة ،

فاغفر عليك سلام الله يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه

ألقت إليك مقاليد النّهى البشر

لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها ،

لكن لأنفسهم كانت بك الأثر

فامنن على صبية بالرمل مسكنهم

بين الأباطح يغشاهم بها الفزر

أهلي فداؤك كم بيني وبينهم

من عرض دوّيّة يعيي بها الخبر

ويروى بذي أمر ، قال : فبكى عمر ، رضي الله عنه ، واستتابه وأطلقه ، وقال غيره : ذو طلح موضع دون الطائف لبني محرز ، وهو الذي ذكره الحطيئة ، وقيل : طلح موضع في بلاد بني يربوع ، وقيل : ذو طلح موضع آخر.

طَلْحٌ : بالفتح ثم السكون ، والحاء مهملة ، وهو شجر أمّ غيلان له شوك معوجّ ، وهو من أعظم العضاه شوكا وأصلبه عودا وأجوده صمغا ، والطلح في القرآن العظيم : الموز ، وقيل غير ذلك : وهو موضع بين المدينة وبدر ، وطلح أيضا : موضع بين اليمامة ومكة ، ويقال ذو طلوح.

طَلْحَةُ الملِكِ : اسم واد باليمن.

طَلْخاء : بالفتح ثم السكون ، وخاء معجمة ، والمدّ ، والطلخاء : المرأة الحمقاء ، قال :

فلم أر مثلي يوم طلخاء خرمل

أقلّ عتابا في السّداد وأشكعا

والطلخ : الغدير الذي يبقى فيه الدعاميص فلا يقدر على شربه فيجوز أن تكون الأرض طلخاء ، وطلخاء : موضع بمصر على النيل المفضي إلى دمياط.

طِلْخَام : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وخاء معجمة ، وهو في الأصل الفيل الأنثى ، وربما روي بالحاء المهملة ، قال لبيد :

٣٨

فصوائق إن أيمنت فمظنّة

منها وحاف القهز أو طلخامها

طَلَقَانُ : قرية بالزهراء فيها قبور جماعة من الصالحين ، سمع بها المجد بن النجار الحافظ.

طَلّ : بالفتح ، وهو المطر الصغير ، كذا عبّروا عنه : وهو قرية من قرى غزّة بفلسطين.

طَلَمَنْكَةُ : بفتح أوله وثانيه ، وبعد الميم نون ساكنة ، وكاف : مدينة بالأندلس من أعمال الأفرنج اختطّها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ، خرج منها جماعة ، منهم : أبو عمرو ، وقيل أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لبّ بن يحيى بن محمد المعافري المقرئ الطلمنكي ، وكان من المجوّدين في القراءة وله تصانيف في القراءة ، روى الحديث وعمّر حتى جاوز التسعين ، يروي عنه محمد بن عبد الله الخولاني.

طَلَمُويَةُ : بفتح أوله وثانيه أيضا ، والواو ساكنة ثم ياء مثناة من تحت : بليد بين برقة والإسكندرية.

طَلُوبُ : بفتح أوله ، وآخره باء موحدة ، فعول من الطلب ، وهو من أبنية المبالغة يشترك فيها المذكّر والمؤنّث بغير هاء ، ويقال : بئر طلوب بعيدة الماء وآبار طلب ، وطلوب : علم لقليب عن يمين سميراء في طريق الحاجّ طيّب الماء قريب الرشاء سموه بضد وصفه.

طَلُوبَةُ : مثل الذي قبله وزيادة هاء : اسم لجبيل جاء في شعر ابن مقبل.

طُلُوحٌ : بالضم ، وآخره حاء مهملة ، كأنه جمع طلح مثل فلس وفلوس ، ذو طلوح : اسم موضع للضباب اليوم في شاكلة حمى ضرية ، قال : ذو طلوح في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد ، قال جرير :

متى كان الخيام بذي طلوح ،

سقيت الغيث أيّتها الخيام

وقال أبو نواس :

جريت مع الصّبى طلق الجموح ،

وهان عليّ مأثور القبيح

وجدت ألذّ عادية الليالي

سماع العود بالوتر الفصيح

ومسمعة ، إذا ما شئت ، غنّت :

متى كان الخيام بذي طلوح؟

تمتّع من شباب ليس يبقى ،

وصل بعرى الغبوق عرى الصّبوح

وخذها من مشعشعة كميت ،

تنزّل درّة الرجل الشحيح

الطُّلْوية : من حصون صنعاء اليمن.

طَلْيَاطَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت ، وبعد الألف طاء أخرى : ناحية بالأندلس من أعمال إستجة قريبة من قرطبة ، ينسب إليها حماد ابن شقران بن حماد الإستجي الطلياطي أبو محمد ، رحل إلى المشرق وسمع بمكة من ابن الأعرابي ومحمد ابن الحسين الآجرّي وسمع بمصر وانصرف إلى الأندلس ، وتوفي بطليطلة ودفن بها سنة ٣٥٤ ، حدث عنه إسماعيل وابن شمر وغير واحد ، قاله ابن امريس.

طُلَيْطُلَةُ : هكذا ضبطه الحميدي بضم الطاءين وفتح اللامين ، وأكثر ما سمعناه من المغاربة بضم الأولى وفتح الثانية : مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالأندلس يتّصل عملها بعمل وادي الحجارة من أعمال الأندلس وهي غربي ثغر الروم وبين الجوف والشرق

٣٩

من قرطبة وكانت قاعدة ملوك القرطبيين وموضع قرارهم ، وهي على شاطئ نهر تاجه وعليه القنطرة التي يعجز الواصف عن وصفها ، وقد ذكر قوم أنها مدينة دقيانوس صاحب أهل الكهف ، قالوا : وبقرب منها موضع يقال له جنان الورد فيه أجساد أصحاب الكهف لا تبلى إلى الآن ، والله أعلم ، وقد قيل فيهم غير ذلك كما ذكر في الرقيم ، وهي من أجلّ المدن قدرا وأعظمها خطرا ، ومن خاصيتها أن الغلال تبقى في مطاميرها سبعين سنة لا تتغير ، وزعفرانها هو الغاية في الجودة ، وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للفارس ، وما زالت في أيدي المسلمين منذ أيام الفتوح إلى أن ملكها الأفرنج في سنة ٤٧٧ ، وكان الذي سلّمها إليهم يحيى بن يحيى بن ذي النون الملقب بالقادر بالله ، وهي الآن في أيديهم ، وكانت طليطلة تسمى مدينة الأملاك ، ملكها اثنان وسبعون لسانا فيما قيل ودخلها سليمان بن داود وعيسى بن مريم وذو القرنين والخضر ، عليهم السلام ، فيما زعم أهلها ، والله أعلم ، قال ابن دريد : طليطلاء مدينة وما أظنها إلا هذه ، ينسب إليها جماعة من العلماء ، منهم : أبو عبد الله الطليطلي ، روى كتاب مسلم بن الحجاج ، توفي يوم الأربعاء الثاني عشر من صفر سنة ٤٥٨ ، وعيسى بن دينار بن واقد الغافقي الطليطلي ، سكن قرطبة ورحل وسمع من أبي القاسم وصحبه وعوّل عليه وانصرف إلى الأندلس فكانت الفيتا تدور عليه لا يتقدمه في وقته أحد ، قال ابن الفرضي قال يحيى ابن مالك بن عائذ : سمعت محمد بن عبد الملك بن أيمن يقول : كان عيسى بن دينار عالما متفننا وهو الذي علّم المسائل أهل عصرنا ، وكان أفقه من يحيى ابن يحيى على جلالة قدر يحيى ، وكان محمد بن عمر ابن لبابة يقول : فقيه الأندلس عيسى بن دينار وعالمها عبد الملك بن حبيب وغالقها يحيى بن يحيى ، وتوفي سنة ٢١٢ بطليطلة وقبره بها معروف ، ومحمد بن عبد الله بن عيشون الطليطلي أبو عبد الله ، كان فقيها وله مختصر في الفقه وكتاب في توجيه حديث الموطّإ ، وسمع كثيرا من الحديث ورواه ، وله إلى المشرق رحلة سمع فيها من جماعة ، وتوفي بطليطلة لتسع ليال خلون من صفر سنة ٣٤١.

باب الطاء والميم وما يليهما

طَمَا : جبل أو واد بقرب أجإ.

الطَّمّاحِيّةُ : بالفتح ثم التشديد ، وبعد الألف حاء مهملة ، وياء النسبة ، يقال طمح ببصره إلى الشيء ارتفع ، وكل شيء مرتفع طامح ، ورجل طمّاح : شره ، والطمّاحيّة : ماء في شرقي سميراء نسب إلى رجل اسمه طمّاح.

طَمَارِ : بوزن حذام وقطام ، معدول عن طامر من طمر إذا وثب عاليا ، وطمار : المكان المرتفع ، يقال : انصبّ عليه من طمار مثل قطام ، عن الأصمعي وينشد :

فان كنت ما تدرين ما الموت فانظري

إلى هانئ في السوق وابن عقيل

إلى بطل قد عقّر السيف وجهه ،

وآخر يهوي من طمار قتيل

وكان عبيد الله بن زياد قد أمر بإلقاء مسلم بن عقيل ابن أبي طالب من سطح عال قبل مقتل الحسين بن عليّ ، رضي الله عنهما ، قال ابن السكيت : من طمار أو طمار ، بالفتح أو الكسر ، جعله مما لا ينصرف أيضا هذا هو المشهور ، وقال نصر : طمار قصر بالكوفة ، فجعله علما ، قال : وطمار جبل ،

٤٠