مغني الأديب - ج ٢

جماعة من أساتذة الأدب العربي في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة

مغني الأديب - ج ٢

المؤلف:

جماعة من أساتذة الأدب العربي في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات نهاوندي
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
964-6388-18-3

الصفحات: ٢٠٧
الجزء ١ الجزء ٢

قال بعض في المثال المذكور : إنها لا تطلق حتى تقدم المؤخر وتؤخر المقدم ، وذلك لأن التقدير حينئذ : إن شربت فإن أكلت فأنت طالق. وهو حسن.

بيان مقدار المقدر

ينبغي تقليله ما أمكن لتقل مخالفة الأصل ، ولذلك كان تقدير الأخفش في «ضربي زيداً قائماً» : ضربه قائماً ، أولى من تقدير باقي البصريين : حاصل إذا كان أو إذ كان قائماً ; لأنه قدر اثنين وقدروا خمسة ، ولأن التقدير من اللفظ أولى. وضعف قول بعضهم في (وَاُشرِبُوا فِي قُلُوبِهمُ الْعِجْلَ) (البقرة / ٩٣) : إن التقدير : حب عبادة العجل ، والأولى تقدير الحب فقط.

ينبغي أن يكون المحذوف من لفظ المذكور مهما أمكن

فيقدر في ضربي زيداً قائماً : ضربه قائماً ، فإنه من لفظ المبتدأ وأقل تقديراً ، دون «إذ كان ، أو إذا كان» ويقدر «إضرب» دون «أهن» في «زيداً اضربه».

فإن منع من تقدير المذكور معنى أو صناعة قدر مالا مانع له.

فالأول : نحو : «زيداً اضرب أخاه» يقدر فيه «أهن» دون «اضرب» فإن قلت : «زيداً أهن أخاه» قدرت «أهن».

والثاني : نحو : «زيداً امرر به» تقدر فيه : «جاوز» دون «امرر» ; لأنه لايتعدى بنفسه ، نعم إن كان العامل مما يتعدى تارة بنفسه وتارة بالجار نحو : «نصح» في قولك : «زيداً نصحت له» جاز أن يقدر : «نصحت زيداً» بل هو أولى من تقدير غير الملفوظ به.

١٤١

إذا دار الأمر بين كون المحذوف مبتدأ وكونه خبراً فأيهما أولى؟

قال الواسطي : الأولى : كون المحذوف المبتدأ؛ لأن الخبر محط الفائدة وقال العبدي : الأولى كونه الخبر؛ لأن التجوز في أواخر الجملة أسهل ، نقل القولين ابن إياز.

ومثال المسألة : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (يوسف / ١٨) اي : شأني صبر جميل ، أو صبر جميل أمثل من غيره.

ولو عرض ما يوجب التعيين عمل به / كما في «نعم الرجل زيد» على القول بأنهما جملتان؛ اذ لا يحذف الخبر وجوباً إلّا إذا سد شيء مسده ، ومثله : «حبذا زيد» إذا حمل على الحذف.

وجزم كثير من النحويين في نحو قول أميرالمؤمنين عليه السلام : «فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد»(١) و «وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه»(٢) بأن المحذوف الخبر ، وجوز ابن عصفور كونه المبتدأ ، ولذلك لم يعده في ما يجب فيه حذف الخبرح لعدم تعينه عنده لذلك قال في نحو «أيمن الله لأفعلن» : والتقدير إما : قسمي أيمن الله ، أو أيمن الله قسم لي ، انتهى.

ولو قدرت : أيمن الله قسمي ، لم يمتنع؛ إذ المعرفة المتأخرة عن معرفة يجب كونها الخبر ، على الصحيح.

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ٢٣٤ / ٧٨١. والضمير من «فوق» عائد إلى «عدو الله».

٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٣٦ / ٤١٧.

١٤٢

إذا دار الأمر بين كون المحذوف فعلا والباقي فاعلا

وكونه مبتدأ والباقي خبراً ، فالثاني أولى

; لأن المبتدأ عين الخبر ، فالمحذوف عين الثابت ، فيكون الحذف كلا حذف فأما الفعل فإنه غير الفاعل.

اللهم إلا أن يعتضد الأول برواية اُخرى في ذلك الموضع ، أو بموضع آخر يشبهه ، أو بموضع آت على طريقته.

فالأول : كقول نهشل بن حرّي :

٤٢٧ ـ ليُبك يزيد ، ضارع لخصومة

ومختبط مما تُطيح الطوائح (١)

فيمن رواه مبنياً للمفعول ; فإن التقدير : يبكيه ضارع ، ولايقدر المرفوع مبتدأ حذف خبره ; لأنه قد ثبتت فاعليته في رواية من بنى الفعل فيها للفاعل.

والثاني : كقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ وَالاَْرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) (الزخرف / ٨٧) فلا يقدر : «ليقولن هوالله» بل «خلقهم الله» ; لمجي ذلك في شبه هذا الموضع ، وهو : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّموات وَالاَْرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف / ٩) وفي مواضع آتية على طريقته ، نحو : (قالَتْ : مَنْ أَنْبَأكَ هذا قالَ : نَبَّأنِيَ الْعَلِيمُ الخَبِيرُ) (التحريم / ٣) ، (قالَ مَنْ يُحْيِى الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ : يُحْيِيهَا الَّذي أَنْشَأَها) (يس / ٧٨ و ٧٩).

إذا دار الأمر بين كون المحذوف أولا أو ثانياً ، فكونه ثانياً أولى

وفيه مسائل :

__________________

١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٢٩٦.

١٤٣

منها : نحو : «مقول ومبيع» والمحذوف منهما واو مفعول ، والباقي عين الكلمة ، خلافاً للأخفش.

ومنها : نحو : «إقامة واستقامة» والمحذوف منهما ألف الإفعال والاستفعال ، والباقي عين الكلمة ، خلافا للأخفش أيضاً.

ومنها : نحو : «زيد وعمرو قائم» ومذهب سيبويه أن الحذف فيه من الأول ; لسلامته من الفصل ، ولأن فيه إعطاء الخبر للمجاور ، مع أن مذهبه في نحو قول عبدالله بن رواحة :

٤٢٨ ـ يا زيدَ زيدَ اليعملات الذُبَّل

تطاول الليل هُدِيتَ فانزل (١)

أن الحذف من الثاني ، قال ابن الحاجب : إنما اعترض بالمضاف الثاني بين المتضايفين ; ليبقى المضاف إليه المذكور في اللفظ عوضاً مما ذهب وأما هنا فلو كان «قائم» خبراً عن الأول لوقع في موضعه ; إذ لا ضرورة تدعو إلى تأخيره إذ كان الخبر يحذف بلا عوض ، نحو : «زيد قائم وعمرو» من غير قبح في ذلك ، انتهى.

وقيل أيضا : كل من المبتدأين عامل في الخبر ، فالأولى إعمال الثاني ; لقربه ، ويلزم من هذا التعليل أن يقال بذلك في مسألة الإضافة.

تنبيه

الخلاف إنما هو عند التردد ، وإلا فلا تردد في أن الحذف من الأول في قول عمرو بن امرئ القيس :

__________________

١ ـ تقدم برقم ٣٧٣.

١٤٤

٤٢٩ ـ نحن بماعندنا ، وأنت بما عنـ

دك راض ، والرأي مختلف (١)

ومن الثاني في قوله تعالى : (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الاِْنْسُ وَالجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ) (الإسراء / ٨٨); إذ لو كان الجواب للثاني لجزم ، فقلنا بذلك في نحو : (فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ) (الواقعة / ٨٨ و ٨٩).

وجواب الثاني في هذا الكلام من حيث المعنى هو الشرط الأول وجوابه ، كما أن الجواب من حيث المعنى في «أنت ظالم إن فعلت» ما تقدم على الشرط ، بل قال جماعة : إنه الجواب في الصناعة أيضاً.

وقد تكلف بعضهم في البيت ، فزعم أن «نحن» للمعظم نفسه ، وأن «راض» خبر عنه ، ولايحفظ مثل : «نحن قائم» بل يجب في الخبر المطابقة ، نحو : (وَإِنّا لَنَحْنُ الصّافُّونَ ، وَإِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (الصافات / ١٦٥ و ١٦٦) ، وأما (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (المؤمنون / ٩٩) فافرد ثم جمع ; فلأن غير المبتدأ والخبر لايجب لهما من التطابق ما يجب لهما.

ذكر أما كن من الحذف يتمرن بها المعرب

حذف الاسم المضاف : (وَجآءَ رَبُّكَ) (الفجر / ٢٢) ، (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) (النحل / ٢٦) أي : أمره ; لاستحالة الحقيقي.

ومن ذلك ما نسب فيه حكم شرعي إلى ذات ; لأن الطلب لا يتعلق إلا بالأفعال ، نحو (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) (النساء / ٢٣) أي : استمتاعهن.

ومن ذلك : ما علق فيه الطلب بما قد وقع ، نحو : (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة / ١)

__________________

١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٣٠٠.

١٤٥

(وَأوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ) (النحل / ٩١) فإنهما قولان قد وقعا فلايتصور فيهما نقض ولا وفاء ، وإنما المراد الوفاء بمقتضاهما ، ومنه : (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) (يوسف / ٣٢) ; إذ الذوات لا يتعلق بها لوم ، والتقدير : في حبه ; بدليل (قَدْ شَغَفَها حُبّاً) (يوسف / ٣٠) ، أو في مراودته ; بدليل : (تُراِودُ فَتاها) (يوسف / ٣٠) ، وهو أولى ; لأنه فعلها بخلاف الحب.

تنبيه

إذا احتاج الكلام إلى حذف مضاف يمكن تقديره مع أول الجز أين ومع ثانيهما فتقديره مع الثاني أولى ، نحو : (اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ) (البقرة / ١٩٧) ونحو : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ) (البقرة / ١٧٧) فيكون التقدير : الحج حج أشهر ، والبر بر من آمن ، أولى من أن يقدر : أشهر الحج أشهر ، وذا البر من آمن ; لأنك في الأول قدرت عند الحاجة إلى التقدير ، ولأن الحذف من آخر الجملة أولى.

حذف المضاف إليه

يكثر في ياء المتكلم مضافاً إليها المنادى ، نحو : (رَبِّ اغْفِرْلِي) (الأعراف / ١٥١) وفي الغايات ، نحو : (للهِ الاَْمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) (الروم / ٤) أي : من قبل الغلب ومن بعده ، وفي «أي وكل وبعض» و «غير» بعد «ليس» وربما جاء في غير هن ، نحو : (فَلا خَوْف عَلَيْهِمْ) (المائدة / ٦٩) فيمن ضم ولم ينون ، أي : فلا خوف شيء عليهم.

حذف اسمين مضافين

(فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج / ٣٢) أي : فإن تعظيمها من أفعال ذوي

١٤٦

تقوى القلوب ، (قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ) (طه / ٩٦) أي : من أثر حافر فرس الرسول.

حذف ثلاث متضايفات

(فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ) (النجم / ٩) أي : فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين ، فحذفت ثلاثة من اسم «كان» وواحد من خبرها ، كذا قدره الزمخشري.

تنبيه

للقاب معنيان : القدر ، وما بين مقبض القوس وطرفيها وعلى تفسير الذي في الآية بالثاني فقيل : هي على القلب ، والتقدير : قابي قوس ، ولو اُريد هذا لأغنى عنه ذكر القوس.

حذف الموصول الاسمي

ذهب الكوفيون والأخفش إلى إجازته ، وتبعهم ابن مالك ، وشرط في بعض كتبه كونه معطوفاً على موصول آخر ، ومن حجتهم : (آمَنّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (العنكبوت / ٤٦) ، وقول حسان :

٤٣٠ ـ أمن يهجو رسول الله منكم

ويمدحه وينصره سواء (١)

أي : «والذي اُنزل» ، «ومن يمدحه».

__________________

١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٣٠٦ ، السيرة النبوية : ٤ / ٦٦.

١٤٧

حذف الصلة

يجوز قليلاً؛ لد لالة صلة اُخرى ، كقوله : (١)

٤٣١ ـ وقند الذي واللات عندك إحْنَةٌ

عليك ، فلا يغررك كيد العوائد

أي : الذي عادك ، أو دلالة غير ها كقول عبيد بن الأبرص :

٤٣٢ ـ نحن الاُلى فاجمع جمو

عك ثم وجههم إلينا (٢)

أي : نحن الُالى عرفوا بالشجاعة.

حذف الموصوف

قوله تعالى : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرفِ) (الصافات / ٤٨) أي : حور قاصرات ، (وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ ، أَنِ اعْمَلْ سابِغات) (سبأ / ١٠ و ١١) أي : دروعاً سابغات.

واختلف في المقدر مع الجملة في نحو : «منا ظعن ومنا أقام» فبعضهم يقدرون موصوفاً ، أي : فريق ، والكوفيون يقدرون موصولا ، أي : «الذي» أو «من» والأول أقيس ; لأن اتصال الموصول بصلته أشد من اتصال الموصوف بصفته ; لتلازمهما.

__________________

١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٣١٠. لم تقف على قائله.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٢٥٨.

١٤٨

حذف الصفة

(تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْء) (الأحقاف / ٢٥) اي : سلطت عليه ; بدليل (ما تَذَرُمِنْ شَيء أَتَتْ عَلَيْهِ إلاّ جَعَلَتْهُ كالرّمِيمِ) (الذاريات / ٤٢) ، (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) (البقرة / ٧١) أي : الواضح ، وإلا كان مفهومه كفراً.

حذف المعطوف

ويجب أن يتبعه العاطف ، نحو : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) (الحديد / ١٠) أى : ومن أنفق من بعده ، دليل التقدير : أن الاستواء إنما يكون بين شيئين ، ودليل المقدر : (أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرِجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا) (الحديد / ١٠). ونحو : (وَلَهُ ما سَكَنَ) (الأنعام / ١٣) أي : وما تحرك ، وإذا فسر «سكن» بـ «إستقر» لم يحتج إلى هذا.

حذف المعطوف عليه

(اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) (البقرة / ٦٠) أي : «فضرب فانفجرت» وزعم ابن عصفور أن الفاء في (فَانْفَجَرَتْ) هي فاء «فضرب» وأن فاء (فَانْفَجَرَتْ) حذفت ; ليكون على المحذوف دليل ببقاء بعضه ، وليس بشيء ; لأن لفظ الفاءين واحد ، فكيف يحصل الدليل؟ وجوز الزمخشري ومن تبعه أن تكون فاء الجواب ، أي : فإن ضربت فقد انفجرت ، ويرده أن ذلك يقتضي تقدم الانفجار على الضرب مثل : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) (يوسف / ٧٧) إلا أن قيل : المراد «فقد حكمنا بترتب الانفجار على ضربك».

١٤٩

حذف المبدل منه

قيل في (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ) (النحل / ١١٦) ، وفي (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ) (البقرة / ١٥١) : إن «الكذب» بدل من مفعول (تصف) المحذوف ، أي : لما تصفه ، وكذلك في «رسولا» بناء على أن «ما» في «كما» موصول اسمي ، ويرده أن فيه إطلاق «ما» على الواحد من اُولي العلم ، والظاهر : أن «ما» كافة ، وأظهر منه أنها مصدرية ، لإبقاء الكاف حينئذ على عمل الجر ، وقيل في «الكذب» : إنه مفعول إما لـ (تقولوا) والجملتان بعده بدل منه ، أي : لا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم من البهائم بالحل أو الحرمة ، وإما لمحذوف ، أي : فتقولون الكذب ، وإما لـ (تصف) على أن «ما» مصدرية والجملتان محكيتا القول ، أي : لا تحللوا وتحرموا لمجرد قول تنطق به ألسنتكم ، وقرئ بالجر بدلا من «ما» على أنها اسم ، وبالرفع وضم الكاف والذال جمعاً لـ «كذوب» صفة للفاعل. وقيل في «لا إله إلا الله» : إن اسم الله تعالى بدل من ضمير الخبر المحذوف.

حذف حرف العطف

بابه الشعر ، كقول الحطيئة :

٤٣٣ ـ إن امرأ رهطه بالشام ، منزله

بَرمل يَبرين جار شدّ ما اغتربا (١)

أي : ومنزله برمل يبرين ، كذا قالوا ، ولك أن تقول : الجملة الثانية صفة ثانية ، لامعطوفة. وحكى أبو زيد : «أكلت خبزاً لحماً تمراً» فقيل : على حذف الواو ، وقيل : على بدل الإضراب ، وحكى أبو الحسن : «أعطه در هماً در همين ثلاثة» وخرّج على إضمار «أو» ويحتمل البدل المذكور ، وقد خرج على ذلك (وَلا عَلَى

__________________

١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٣٢٦.

١٥٠

الَّذِينَ إِذا مآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ) (التوبة / ٩٢) أي : وقلت ، وقيل : بل هو الجواب ، و (تَوَلَّواْ) (التوبة / ٩٢) جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : فما حالهم إذ ذاك؟ وقيل : (تولوا) حال على إضمار «قد» وأجاز الزمخشري أن يكون (قلت) استئنافاً ، أي : إذا ما أتوك لتحملهم تولوا ، ثم قدر أنه قيل : لم تولوا باكين؟ فقيل : (قُلْتَ لا أَجِدُ مآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) (التوبة / ٩٢) ثم وسط بين الشرط والجزاء.

حذف «أن» الناصبة

هو مطرد في مواضع معروفة ، وشاذ في غيرها ، نحو : «خذ اللص قبل يأخذَك» و «مُرهُ يحفرَها» ولابد من تتبعها.

وإذا رفع الفعل بعد إضمار «أن» سهل الأمر ، ومع ذلك لا ينقاس ، ومنه : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) (الزمر / ٦٤).

حذف نون التوكيد

يجوز في نحو : «لأفعلن» في الضرورة كقول عبدالله بن رواحة :

٤٣٤ ـ فلا وأبي لنأتيها جميعاً

ولو كانت بها عرب وروم (١)

ويجب حذف الخفيفة إذا لقيها ساكن ، نحو : «اضرب الغلام» بفتح الباء ، والأصل : اضربن ، وقول الأضبط بن قريع :

٤٣٥ ـ ولا تهين الفقير علك أن

تركع يوماً والدهر قد رفعه (٢)

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٣٢.

٢ ـ تقدم برقم ١٢٥.

١٥١

وإذا وقف عليها تالية ضمة أو كسرة ، ويعاد حينئذ ما كان حذف لأجلها فيقال في «اضربُن يا قوم» : اضربوا ، وفي «اضربِن ياهند» : اضربي ، قيل : وحذفها في غير ذلك ضرورة كقوله : (١)

٤٣٦ ـ اضربَ عنك الهموم طارقها

ضربك بالسيف قَونَسَ الفرس

وقيل : ربما جاء في النثر ، وخرج بعضهم عليه قراءة من قرأ (أَلَمْ نَشْرَحَ) (الشرح / ١) بالفتح ، وقيل : إن بعضهم ينصب بـ «لم» ويجزم بـ «لن» ، ولك أن تقول : لعل المحذوف فيهما الشديدة ، فيجاب بأن تقليل الحذف والحمل على ما ثبت حذفه أولى.

حذف نوني التثنية والجمع

تحذفان للإضافة ، نحو قوله تعالى : (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ) (المسد / ١) وقول حسان في علي عليه السلام :

٤٣٧ ـ فيارَب انصرناصريه لنصرهم

إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا (٢)

ولشبه الإضافة ، نحو : «لا غلامي لزيد» و «لا مكرمي لعمرو» إذا لم تقدر اللام مقحمة ، ولتقصير الصلة ، نحو : «الضاربا زيداً ، والضاربوا عمراً». وللام الساكنة قليلا ، نحو : (لَذآئِقُوا الْعَذاب) (الصافات / ٣٨) فيمن قرأه بالنصب ، وللضرورة ، نحو قول تأبط شراً :

__________________

١ ـ قال السيوطي : «قيل : قاله طرفة بن العبد ، وقال ابن بري : إنه مصنوع عليه» شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٣٣.

٢ ـ الغدير : ٢ / ٣٩.

١٥٢

٤٣٨ ـ هما خطتا إما إسار ومنة

وإمادم ، والقتل بالحر أجدر (١)

فيمن رواه برفع «إسار ومنة» وأما من خفض فبا لإضافة ، وفصل بين المتضايفين بـ «إما» فلم ينفك البيت عن ضرورة.

حذف التنوين

يحذف لزوماً لدخول «أل» ، نحو : «الرجل» وللإضافة ، نحو : «غلامك» ولشبهها ، نحو : «لا مال لزيد» إذا لم تقدر اللام مقحمة ، فإن قدرت فهو مضاف ، ولمانع الصرف ، نحو : «فاطمة» وللوقف في غير النصب ، وللاتصال بالضمير ، نحو : «ضاربك» فيمن قال : إنه غير مضاف ، ولكون الاسم علماً موصوفاً بما اتصل به واُضيف إلى علم ، من «ابن وابنة» اتفاقاً ، أو «بنت» عند قوم من العرب.

ويحذف لالتقاء الساكنين قليلا كقول أبي الأسود الدؤلي :

٤٣٩ ـ وألقيّه غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا (٢)

وإنما آثر ذلك على حذفه للإضافة لإرادة تماثل المتعاطفين في التنكير.

واختلف لم ترك تنوين «غير» في نحو : «قبضت عشرة ليس غير» فقيل : لأنه مبني كـ «قبل وبعد» وقيل : لنية الإضافة وإن الضمة إعراب وغير متعينة ; لأنها اسم «ليس» لا محتملة لذلك وللخبرية ، ويرده أن هذا التركيب مطرد ، ولا يحذف تنوين مضاف لغير مذكور باطراد ، إلا إن أشبه في اللفظ المضاف ، نحو : «قطع الله يد ورجل من قالها» فإن الأول مضاف إلى المذكور ، والثاني لمجاورته له مع أنه المضاف إليه في المعنى كأنه مضاف إليه لفظاً.

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٧٥.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٣٤.

١٥٣

حذف «أل»

تحذف للإضافة المعنوية ، وللنداء ، نحو : «يا رحمن» إلا من اسم الله تعالى ، والجمل المحكية ، قيل : والاسم المشبه به ، نحو : «يا الخليفة هيبة» وسمع : «سلامُ عليكم» بغير تنوين ، فقيل : على إضمار «أل» ويحتمل كونه على تقدير المضاف إليه ، والأصل : سلام الله عليكم ، وقال الخليل في «ما يحسن بالرجل خيرِ منك أن يفعل كذا» : هو على نية «أل» فى «خير». ويرده أنها لا تجامع «من» الجارة للمفضول ، وقال الأخفش : اللام زائدة ، وليس هذا بقياس ، والتركيب قياسي ، وقال ابن مالك : «خير» بدل وإبدال المشتق ضعيف والأولى أن يخرج على قوله : (١)

٤٤٠ ـ ولقد أمر على اللئيم يسبني

فمضيت ثُمَّتَ قلت لايعنيني

حذف لام الجواب

وذلك ثلاثة :

حذف لام جواب «لو» ، نحو قوله تعالى : (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) (الواقعة / ٧٠) ، وقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام : «ولو دل مخلوق مخلوقاّ من يفسه على مثل الذي دللت عليه عبادك منك كان موصوفاً بالإحسان (٢)» وحذف لام «لقد» يحسن مع الطول ، نحو : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها) (الشمس / ٩).

وحذف لام «لأفعلن» يختص بالضرورة كقول عامر بن الطفيل :

__________________

١ ـ تقدم برقم ٣٥٩.

٢ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الخامس والأربعون : ٣٠١.

١٥٤

٤٤١ ـ وقتيل مُرّة أثأرَنّ ، فإنه

فِرغ ، وإنّ أخاكم لم يُثأر (١)

حذف جملة القسم

كثير جداً ، وهو لازم مع غير الباء من حروف القسم ، وحيث قيل : «لأفعلن» أو «لقد فعل» أو «لئن فعل» ولم يتقدم جملة قسم فثم جملة قسم مقدرة ، نحو : (لاَُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) الآية (النمل / ٢١) ، (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) (آل عمران / ١٥٢) ، (لَئِنْ أُخْرِجُوا لايَخْرُجُونَ مَعَهُمْ) (الحشر / ١٢) واختلف في نحو : «لزيد قائم» ونحو : «إن زيداً قائم ، أو لقائم» هل يجب كونه جواباً لقسم أولا؟

حذف جواب القسم

يجب إذا تقدم عليه أو اكتنفه ما يغني عن الجواب ، فالأول نحو : «زيد قائم والله» ومنه : «إن جاءني زيد والله أكرمته». والثاني نحو : «زيد والله قائم» ، فإن قلت : «زيد والله إنه قائم ، أو لقائم» احتمل كون المتأخر عنه خبراً عن المتقدم عليه ، واحتمل كونه جواباً وجملة القسم وجوابه الخبر.

ويجوز في غير ذلك ، نحو : (وَالنّازِعاتِ غَرْقاً) (النازعات / ١) الآيات ، أي : لتبعثن ; بدليل ما بعده ، وهذا المقدر هو العامل في (يَوْمَ تَرْجُفُ) (النازعات / ٦) أو عامله «اُذكر» وقيل : الجواب (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً) (النازعات / ٢٦) وهو بعيد ; لبعده.

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني ٢ / ٩٣٥.

١٥٥

حذف جملة الشرط

هو مطرد بعد الطلب ، نحو قوله تعالى : (فَاتَّبِعُونِ ُحْبِبْكُمُ اللّهُ) (آل عمران / ٣١) أي : فإن تتبعوني يحببكم الله ، وقول أمير المؤمنين عليه السلام : «تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه» (١) و «يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا» (٢).

وجاء بدونه ، نحو : (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيّاىَ فَاعْبُدُونِ) (العنكبوت / ٥٦) أي : فإن لم يتأت إخلاص العبادة لي في هذه البلدة فإياي فاعبدون في غيرها.

وحذف جملة الشرط بدون الأداة كثير كقول الأحوص :

٤٤٢ ـ فطلّقها فلست لها بكفء

وإلا يعلُ مفرِقك الحُسام(٣)

أي وإن لا تطلقها.

حذف جملة جواب الشرط

وذلك واجب إن تقدم عليه أو اكتنفه ما يدل على الجواب ، فالأول نحو : «هو ظالم إن فعل» وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المرائي : «يحرص في العمل لله إذا كان عنده أحد ، ويكسل إذا كان وحده»(٤).

والثاني نحو : «هو إن فعل ظالم» (وَإِنّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ) (البقرة / ٧٠) ومنه : «والله إن جاءني زيد لأكرمنه».

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ح ٣٨٤ / ١٢٧٢.

٢ ـ تحف العقول : ١١٩.

٣ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٧٦٧.

٤ ـ تحف العقول : ٢٣.

١٥٦

ويجوز حذف الجواب في غير ذلك ، نحو : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِي نَفَقاً فِي الاَْرْضِ) (الأنعام / ٣٥) الآية ، أي : فافعل. (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) (الرعد / ٣١) الآية ، أي : لما آمنوا به ; بدليل : (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ) (الرعد / ٣٠) ، والنحويون يقدرون : لكان هذا القرآن ، وما قدرناه أظهر. (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ) (الأحقاف / ١٠) قال الزمخشري : تقديره ألستم ظالمين ; بدليل : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) (الأحقاف / ١٠) ويرده أن جملة الاستفهام لاتكون جواباً إلا بالفاء مؤخرة عن الهمزة ، نحو : «إن جئتك أفما تحسن إلي» ومقدمة على غيرها ، نحو : «فهل تحسن إلي».

تنبيه

التحقيق : أن من حذف الجواب مثل : (مَنْ كانَ يَرْجُو لِقآءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآت) (العنكبوت / ٥) ; لأن الجواب مسبب عن الشرط ، وأجل الله آت ، سواء اُوجد الرجاء أم لم يوجد ، وإنما الأصل : فليبادر بالعمل فإن أجل الله لآت. ومثله : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَولِ) (طه / ٧) أي : فاعلم أنه غني عن جهرك (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ) (طه / ٧). (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) (فاطر / ٤) أي : فتصبر (فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) (فاطر / ٤).

حذف الكلام بجملته

يقع ذلك باطراد في مواضع :

أحدها : بعد حرف الجواب ، يقال : «أقام زيد؟» فتقول : نعم ، و «ألم يقم زيد؟» فتقول : «نعم» إن صدقت النفي و «بلى» إن أبطلته.

الثاني : بعد «نعم وبئس» إذا حذف المخصوص وقيل : إن الكلام جملتان ، نحو : (إِنّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ) (ص / ٤٤).

١٥٧

الثالث : بعد حروف النداء في مثل : (يالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) (يس / ٢٦) إذا قيل : إنه على حذف المنادى ، أي : يا هؤلاء.

الرابع : بعد «إن» الشرطية كقول ابن الخطاب ـ لما اعترض عليه بأن في الدار فاطمة (عليها السلام) ـ : «وإن» ، (١) أي : وإن كانت في الدار فاطمة أحرقنّها على من فيها.

الخامس : في قولهم : «افعل هذا إمّالا» أى : إن كنت لا تفعل غيره فافعله.

حذف أكثر من جملة في غير ما ذكر

قالوا في قوله تعالى : (فَقَلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها ، كَذلِكَ يُحْيِى اللهُ الْمَوْتى) (البقرة / ٧٣) : إن التقدير : فضربوه فحيي فقلنا : كذلك يحيي الله. وفي قوله تعالى : (أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) (يوسف / ٤٥) الاية ، : إن التقدير : فأرسلون إلى يوسف لأستعبره الرؤيا فأرسلوه فأتاه وقال له : يا يوسف. وفي قوله تعالى : (فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِاياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ) (الفرقان / ٣٦) : إن التقدير : فأتياهم فأبلغاهم الرسالة فكذبوهما فدمرناهم.

تنبيه

الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة ، وذلك بأن يجد خبراً بدون مبتدأ أو بالعكس ، أو شرطاً بدون جزاء أو بالعكس ، أو معطوفاً بدون معطوف عليه ، أو معمولا بدون عامل ، نحو : (لَيَقُولُنَّ اللهُ) (العنكبوت / ٦١) ونحو :

__________________

١ ـ في الإمامة والسياسة في ص ١٩ : إن أبابكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها فقيل له : يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة فقال : «وأن».

١٥٨

(قالُوا خَيْراً) (النحل / ٣٠) ونحو : «خير عافاك الله» ، وأما قولهم في نحو : (سَرابِيلَ تَقِيكُم الْحَرَّ) (النحل / ٨١) : إن التقدير : والبرد ، ونحو : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَىَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (الشعراء / ٢٢) : إن التقدير : ولم تعبدني ، ففضول في فن النحو ، وإنما ذلك للمفسر ، وكذا قولهم : يحذف الفاعل ; لعظمته وحقارة المفعول أو بالعكس أو للجهل به أو للخوف عليه أو منه ونحو ذلك ، فإنه تطفل منهم على صناعة البيان ، ولم نذكر بعض ذلك في الكتاب جرياً على عادتهم ، بل لأن وضعه لإفادة متعاطي التفسير والعربية جميعاً.

١٥٩
١٦٠