مغني الأديب - ج ١

جماعة من أساتذة الأدب العربي في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة

مغني الأديب - ج ١

المؤلف:

جماعة من أساتذة الأدب العربي في الحوزة العلميّة بقم المقدّسة


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات نهاوندي
الطبعة: ١
ISBN: 964-6388-18-3
ISBN الدورة:
964-6388-18-3

الصفحات: ٢٩١
الجزء ١ الجزء ٢

في الصفات ، لا تقول : «ما مررت بأحد إلّا قائم» نص على ذلك أبو علي وغيره. والثاني عام وهو اقترانها بالواو.

الحادي عشر : واوضمير الذكور ، نحو : «الرّجالُ قامُوا» وقد تستعمل لغير العقلاء إذ نُزِّلوا منزلتهم ، نحو : (يا أيُّها النمل ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) (الّنمل /١٨) وذلك لتوجيه الخطاب إليهم.

الثاني عشر : واو علامة المذكرين في لغة طيّئ أو أزد شنوءة أو بَلْحارث : ومنه الحديث النبوي : «يَتَعاقبونَ فيكم ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنّهار» (١) وهي عند سيبويه حرف دالّ على الجماعة كما أن التاء في «قالت» حرفٌ دالّ على التأنيث ، وقيل : هي اسم مرفوع على الفاعلية ، ثم قيل : إن ما بعدها بدل منها ، وقيل : مبتدأ والجملة خبر مقدم.

وقد تستعمل لغير العقلاء إذا نزلوا منزلتهم. قال أبو سعيد : نحو : «أكلُوني البراغيث» ؛ إذ وصفت بالأكل لا بالقرص. وهذا سهومنه ؛ فإن الأكل من صفات الحيوانات عاقلة وغير عاقلة ، وقال ابن شجري : عندي أن الأكل هنا بمعنى العُدوان والظلم ، وشبه الأكل المعنوي بالحقيقي.

وقد حمل بعضهم على هذه اللغة : (وَأسَرُّوا النَّجْوىَ الّذينَ ظَلَمُوا) (الأنبياء/٣) وحملها على غير هذه اللغة أولى؛ لضعفها ، وقد جُوّزَ في «الّذينَ ظَلَمُوا» أن يكون بدلاً من الواو في «وأسرّوا» أو مبتدأ ، خبره إما «أسَرُّوا» أو قول محذوف عامل في جملة الاستفهام ، أي : يقولون : هل هذا؟ وأن يكون خبراً لمحذوف ، أي : هم الذين ، أو فاعلاً بـ «أسَرّوا» والواو علامة كما قدمنا ،

__________________

١ ـ المـوَطأ ١/ ١٧٠.

٢٨١

أو بـ «يقول» محذوفاً ، أو بدلاً من واو (استَمَعُوهُ) (١) (الأنبياء/٢) وأن يكون منصوباً على البدل من مفعول «يأتيهم» أو على إضمار «أذم» أو «أعني» وأن يكون مجروراً على البدل من «الناس» في (اقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ) (الأنبياء/١) أو من الهاء والميم في (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) (الأنبياء/٣)؛ فهذه أحد عشر وجهاً.

الثالث عشر : واو الإنكار ، نحو : «آلرجُلوه» بعد قول القائل : قام الرجل ، والصواب : ألّا تعدَّ هذه؛ لأنها إشباع للحركة ، بدليل : «آلرجُلاه» في النصب ، و «الرّجُليه» في الجر ، ونظيرها : الواو في «مَنُو» في الحكاية ، وواو القوافي كقول جرير :

٣١٨ ـ مَتى كان الخيامُ بِذي طُلُوح

سُقِيتِ الغَيثَ أيّتها الخِيامُو (٢)

الرابع عشر : واوالتذكر كقول مَن أراد أن يقول : «يقوم زيد» فنسيَ «زيد» ، فأراد مدَّ الصوت ليتذكر ، إذ لم يرد قطع الكلام : «يقُومُو» والصواب : أن هذه كالتي قبلها.

الخامس عشر : الواو المُبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها كقراءة قنبل : (وَإلَيْهِ النُّشُورُ وَأمِنْتُمْ) (الملك /١٥ و ١٦) (قالَ فِرعَوْنُ وَامَنْتُمْ بِهِ) (الأعراف/١٢٣) والصوابُ : ألّا تعد هذه أيضاً؛ لأنها مُبدلة ، ولو صح عدُّها لصحّ عدُّ الواو من أحرف الاستفهام.

__________________

١ ـ (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) (الأنبياء /١ ـ ٣).

٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣١١.

٢٨٢

(وا)

على وجهين :

أحدهما : أن تكون حرف نداء مختصّاً بباب النُّدبة ، كقول الرباب زوجة الإمام الحسين (عليه السلام) :

٣١٩ ـ واحسيناً فلا نسيتُ حسينا

أقصدتْه أسِنّةُ الأعداء (١)

وأجاز بعضُهم استعماله في النداء الحقيقي.

والثاني : أن تكون اسماًلـ «أعجب» وقد يقال : «واهاً» كقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «واهاً واهاً والصبرُ أيمن» (٢) و «وَي» كقوله (٣) :

٣٢٠ ـ ويْ كَأنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحـْ

ـبَبْ وَمَن يَفْتَقِرْ يَعِشْ ضُرِّ

وقد تلحق هذه كافُ الخطاب كقول عنترة بن شداد :

٣٢١ ـ ولقد شفي نفسي وأبرأ سقمها

قيلُ الفوارس وَيْكَ عَنْتَرُ أقْدِمِ (٤)

وقال الكسائي : أصل «ويك» : «ويلك» ؛ فالكاف ضمير مجرور ، وأما (وَيْ كَأنَّ الله) (القصص /٨٢) فقال أبوالحسن : «وَيْ» اسم فعل ، والكاف حرف خطاب ، و «أنّ» على إضمار اللام ، والمعنى : أعجب لأن الله ، وقال الخليل : «وَيْ» وحدها كما قال (٥) :

٣٢٢ ـ وَيْ كأنْ مَن يكن له نشب يُحْـ

ـبَبْ ومنْ يفتقِرْ يعشْ عيش ضُرّ

و «كأنّ» للتحقيق.

__________________

١ ـ أدب الطف : ١/ ٦١.

٢ ـ عوالم العلوم : ١١/٢٨٦.

٣ ـ نسبه السيوطي إلى سعيد بن زيد الصحابي ، ونُسبَ أيضا إلى أنبيه بن الحجاج وزيد بن عمر وبن نفيل. شرح شواهد المغني : ٢/٧٨٦ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/ ١٤٤.

٤ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٨١.

٥ ـ تقدم برقم ٣٢٠.

٢٨٣

حرف الألف

ذكر لها تسعة أوجه :

أحدها : أن تكون للإنكار ، نحو : «أعمراه» لمن قال : لقيت عمراً.

الثاني : أن تكون للتذكر كـ «رأيت الرّجُلا» وقد مضى أن التحقيق ألّا يُعدَّ هذان.

الثالث : أن تكون ضميرالاثنين ، نحو : «الزيدان قاما».

الرابع : أن تكون علامة الاثنين كقول عمرو بن ملقط :

٣٢٣ ـ اُلْفِيَـتا عَيْناكَ عندَ القَفا

أوْلى فأوْلى لك ذا واقِيَهْ (١)

الخامس : الألف الكافّة كقول حُرْقة بنت النعمان :

٣٢٤ ـ فبينا نَسوسُ الناسَ والأمر أمرُنا

إذا نحنُ فيهمْ سوقةٌ ليس تُنصفُ (٢)

وقيل : الألف بعضُ «ما» الكافة. وقيل : إشباع ، و «بين» مضافة إلى

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٣٣١.

٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٧٣.

٢٨٤

الجملة ، ويؤيده ، أنها قد اُضيفت إلى المفرد في قول أبي ذؤيب :

٣٢٥ ـ بينا تعانُقِهِ الكُماةَ وَرَوْغِهِ

يوماً اُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ (١)

السادس : أن تكون فاصلة بين الهمزتين ، نحو : (ءَ أنْذَرتَهُمْ) (يس/١٠) ودخولها جائز لا واجب ، ولا فرق بين كون الهمزة الثانية مسهلة أو محققة.

السابع : أن يكون فاصلة بين النونين : نون النسوة ونون التوكيد ، نحو : «إضرِبنانّ» وهذه واجبة.

الثامن : أن تكون لمدّ الصوت بالمنادى المستغاث ، أو المتعجب منه ، أو المندوب ، كقوله (٢) :

٣٢٦ ـ يا يزيدا لآمل نَيْلَ عِزّ

وغِنىً بَعْدَ فاقة وَهَوانِ

وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «فَيا عجباً للدّهر ، إذا صِرتُ يُقْرَنُ بي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمي ، ولم تكن لَه كسابِقتي» (٣) وقول زينب الكبرى (عليها السلام) : «يا حسيناه ، يا حبيب رسول الله يا ابن مكةَ ومنى» (٤).

التاسع : أن تكون بدلاً من نون ساكنة وهي إما نون التوكيد أو تنوين المنصوب.

فالأول : نحو : (لَنَسْفعاً) (العلق/ ١٥) (وَلَيَكُوناً) (يوسف / ٣٢).

والثاني : كـ «رأيت زيدا» في لغة غير ربيعة.

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٩١.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٩١ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/١٥٨. لم يسمّ قائله.

٣ ـ نهج البلاغة : ك ٩/٨٤٦.

٤ ـ الاحتجاج : ج ١ ـ ٢ / ٣٠٧.

٢٨٥

ولايجوز أن تعد الألف المبدلة من نون «إذنْ» ولا ألف التكثير كألف «قبعثَرى» ولا ألف التأنيث كألف «حُبلى» ولا ألف الإلحاق كألف «أرْطى» ولا ألف الإطلاق كالألف في قول خالدبن معدان لما شاهد رأس الإمام الحسين (عليه السلام) :

٣٢٧ ـ ويكبّرون بأن قُتِلتَ وإنّما

قَتَلُوا بك التكبير والتَهليلا (١)

ولا ألف التثنية كـ «الزيدان» ولا ألف الإشباع الواقعة في الحكاية ، نحو : «مَنا» أو في غيرها في الضرورة كقوله : (٢)

٣٢٨ ـ أعوذُ بالله منَ العقرابِ

الشائلات عُقَد الأذنابِ

ولا الألف التي تبين بها الحركة في الوقف وهي ألف «أنا» عند البصريين ، ولا ألف التصغير ، نحو : «ذيّا واللَّذَيّا» ؛ لأنهن أجزاء الكلمات لاكلمات.

__________________

١ ـ البداية والنهاية ٥ ـ ٦ / ٢٣٣.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/ ٧٩٥ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/١٦٨. لم يسمّ قائله.

٢٨٦

حرف الياء

الياء المفردة : تأتي على ثلاثة أوجه؛ وذلك أنها تكون ضميراً للمؤنثة ، نحو : «تقومين وقومي» ، وحرفَ إنكار ، نحو : «أزيدنيهْ» وحرفَ تذكار ، نحو : «قدي».

وقد تقدم البحث فيهما والصوابُ : ألاّ يُعدّا كما لاتعدياء التصغير ، وياء المضارعة ، وياء الإطلاق وياء الإشباع ، ونحوهُنَّ؛ لأنهن أجزاء للكلمات ، لاكلمات.

(يا)

حرف موضوع لنداء البعيد حقيقة أو حكماً ، وقد ينادى بها القريب توكيداً. وقيل : هي مشتركة بين القريب والبعيد. وقيل : بينهما وبين المتوسط ، وهي أكثر أحرف النداء استعمالاً ، ولهذا لايقدر عند الحذف سواها ، نحو : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) (يوسف /٢٩) ولاينادى اسم الله عزوجل والاسمُ المستغاثُ و «أيها وأيتها» الإ بها ، ولا المندوب إلا بها أو بـ «وا» وليس نصب المنادى بها ، ولا بأخواتها أحرفاً ، ولابهن أسماء لـ «أدعو» متحملة لضمير الفاعل ،

٢٨٧

خلافاً لزاعمي ذلك بل بـ «أدعو» محذوفاً لزوماً ، وقول ابن الطراوة : النداء إنشاء ، و «أدعو» خبر ، سهوٌ منه ، بل «أدعو» المقدر إنشاء كـ «بعتُ وأقسمتُ».

وإذا ولي «يا» ما ليس بمنادى كالفعل في (ألا يا اسْجُدُوا) (النّمل / ٢٥).

والحرف في نحو قوله تعالى : (يا لَيْتَني مَعَهُمْ فَأَفُوز) (النساء/ ٧٣) وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يا رُبَّ كاسية في الدُّنيا عارية في الآخرة» (١). والجملة الاسمية كقوله (٢) :

٣٢٩ ـ يا لعنةُ الله والأقوام كلهم

والصّالحين على سِمعانَ من جارِ

فقيل : هي للنداء والمنادى محذوف ، وقيل : هي لمجرد التنبيه؛ لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وقال ابن مالك : إن وليها دعاء كهذا البيت أو أمر نحو : (ألا يَا اسْجُدُوا) (النَّمل / ٢٥) فهي للنداء؛ لكثرة وقوع النداء قبلهما ، نحو : (يا آدَمُ اسْكُنْ) (البقرة/ ٣٥) (يا نُوحُ اهبِطْ) (هود/ ٤٨) ونحو : (يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَينا رَبُّكَ) (الزّخرف / ٧٧) وإلا فهي للتنبيه. والله سبحانه وتعالى أعلم.

يتلوه الجزء الثاني واوله :

«الباب الثاني في تفسير الجمل ...»

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٢/ ٦٢.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/ ٧٩٦ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/ ١٧١. لم يسمّ قائله.

٢٨٨

مسرد الألفاظ

المقدّمة

٣

إلى

٣٩

الخطبة

٧

أم

٤١

الهمزة المفردة

٩

أما

٤٦

آ

١٥

أمّا

٤٨

أجَلْ

١٥

إمّا

٥١

إذْ

١٦

أنْ

٥٣

إذا

٢٠

إنْ

٦١

إذ ما ـ إذاً

٢٦

أنّ

٦٥

أل

٢٩

إنّ

٦٦

ألا

٣٣

أو

٧٠

ألاّ

٣٥

أي

٧٤

إلاّ

٣٦

أيْ ـ أيا

٧٥

٢٨٩

أيمن ـ أيُّ

٧٦

على

١٢٣

الباء المفردة

٧٩

عن

١٢٧

بَجَل ـ بَلْ

٨٧

عند

١٣٠

بَلْهَ

٨٨

عَوْضُ

١٣٢

بلى

٨٩

غير

١٣٣

بَيْدَ

٩٠

الفاء المفردة

١٣٦

التاء المفردة

٩١

في

١٤١

ثَمًّ ـ ثُمّ

٩٣

قد

١٤٤

 جَلَلْ

٩٧

الكاف المفردة

١٤٩

جَيْرِ

٩٨

كأنّ

١٥٢

حاشا

٩٩

كَأيِّن

١٥٤

حتّى

١٠٠

كذا

١٥٥

حيث

١٠٦

كلّ

١٥٦

خلا

١٠٩

كلّا

١٦٣

رُبّ

١١١

كلاوكلتا

١٦٥

السين المفردة ـ سَوْفَ

١١٥

كم

١٦٦

سواء

١١٦

كي

١٦٨

سيّ

١١٧

كيف

١٧٠

عدا ـ عسى

١١٩

اللام المفردة

١٧٣

عَلُ

١٢٢

لا

١٩٢

٢٩٠

لات

٢٠٠

متى

٢٤٣

لعلّ

٢٠٢

مذُ ومُنذُ

٢٤٤

لكنْ

٢٠٥

مع

٢٤٥

لكنَّ

٢٠٦

مَنْ

٢٤٧

لم

٢٠٧

مِنْ

٢٥٠

لمّا

٢٠٨

النون المفردة

٢٥٨

لن

٢١١

نعم

٢٦٣

لو

٢١٢

الهاء المفردة

٢٢٦

لولا

٢٢٢

ها ـ هل

٢٦٧

لوما ـ ليت

٢٢٥

هو

٢٧١

ليس

٢٢٦

الواو المفردة

٢٧٢

ما

٢٢٩

وا

٢٨٣

ماذا

٢٣٢

الألف

٢٨٤

الياء الفردة ـ يا

٢٨٧

٢٩١