آيات الأحكام - المقدمة

آيات الأحكام - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٢

١

كلمة المحشي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

اما بعد : فيقول العبد خويدم الفقهاء ابن محمّد محمّد باقر المدعوّ ب (شريف زاده گلپايگاني) : إنه لما يسر الله لي سبحانه وتعالى ـ وله الفضل والمنّة ـ الفراغ عن تعاليقي على كنز العرفان للفاضل المقداد ، وقد برز إلى الطبع بتمامه في مجلدين وعلى مسالك الافهام للفاضل الجواد ، وقد نشر منه مجلّدان ، وسيبرز إلى الطبع المجلّدان الآخران ـ إن شاء الله تعالى ـ كنت أتمنّى التوفيق مرّة أخرى لأن أتبرك بخدمة شيء من كتب آيات الأحكام ، من تصانيف أصحابنا وعلمائنا الإمامية أجزل الله لهم الأجر فإنّ الاشتغال بها من أفضل الطاعات ، وأولى ما ينفق فيه نفائس الأوقات.

فعثرت على كتاب آيات الأحكام للعالم الجليل القدر العلّامة الخبير الرجاليّ الكبير السيّد الأجل الأكمل المولى محمّد بن علىّ بن إبراهيم الأسترآبادي المتوفى سنة ١٠٢٨ أعلى الله مقامه الشريف ، فوجدته كتابا لم ينسج على منواله ، ولست مبالغا لو قلت إنّ هذا الكتاب أو في ما يتناقله قرّاء التفسير والفقه وأجمعها لمذاهب الفقهاء والمفسرين لآيات الأحكام ، والمتفوقين في علوم الأدب والقراءة ، وأتمها لبيان

٢

وجوه الأدب ، وشواهدها وتعليلاتها ، وكيفية الاستدلال بالآيات ، لاستفادة الأحكام ودلائلها الواضح ظاهره ، الكثيرة كنوز وذخائره ، البحر المحيط بما في كتب التفسير فيما يتعلّق بآيات الأحكام ، مع تحقيقات خصّ بها عن غيره.

فيه دقائق ونكات قلّ من تفطن بها ، ومع ذلك خلصت معادن ألفاظه من حيث الإسهاب ، وخلت نقود معانيه عن زيف الإيجاز وهرج الاطناب ، فبرز بروز الإبريز (١) من معنى وجيز تمشّت في المفاصل عذوبته ، وفي الأفكار رقته ، وفي العقول حدّته ، يكفى للقارئ مراجعة الكتاب لتصديق ما ذكرناه ، والمثل بالفارسيّة معروف :

«مشگ آن است كه خود ببويد

 نه آن كه عطار بگويد»

فلله درّ مصنّفه.

فأحببت ان أقدم على نشره وأن أعمل فيه مثل ما عملته في الكتابين المتقدّمين فعرضت نشره على صهري العزيز الحاج آقا مرتضى معراج محمدي وهو حفيد العالم الألمعىّ ، والفاضل اليلمعي ، العلامة الجليل القدر المرحوم المبرور آية الله الآخوند ملا محمّد تقي الگلپايگاني الگوگدى ، الذي كان من أعاظم تلامذة المحقق الخراساني ـ أعلى الله مقامه ـ يعرف كلّ من تتلمذ على المحقق المذكور مقامه النبيل في العلم والعمل ، والزهد والتقوى ، وقد استوطن في أواخر عمره الشريف ب (سلطان آباد أراك) وتوفي بها ونقل جسده الشريف الى قم ودفن في المقبرة الواقعة بالجنوب الغربي من القبة المطهرة المعروفة ب (قبرستان نو) وله في الضلع الشرقي من المقبرة بقعة يزوره الأعلام والأتقياء أعلى الله مقامه الشريف.

وعلى أىّ فتقبّل صهري الاقدام على نشره وبذل نفقته ، مع علمه بقلّة طلاب أمثال هذا الكتاب ، وبطوء عود رأس ماله الذي ينفق في طبعه ـ آجره الله ، وجعل عاقبة أمره خيرا من أولاه ، وزاده الله بسطة في الرزق والتوفيق لإعمال البرّ وأعزه الله وبارك في عمره ، وأنال الله ثواب هذا الاقدام الشريف (لنشر هذا الكتاب) روح جدّه طاب ثراه ، وجعل الله الجنة مثواه.

وانى لا هدى ثواب عملي في إحياء هذا السفر القيم وبيان ما لاح لي في مواضع

__________________

(١) ـ يعنى الحلي الصافي من الذهب.

٣

منه يحتاج الى البيان أو الشرح وإخراج أحاديثه حسب ما يقتضيه المقام ، إلى والديّ أسكنهما الله بحبوحة جنانه ، ورحمها الله كما ربّيانى صغيرا ، وجزاهما بالإحسان إحسانا وبالسيّئات غفرانا ، وإلى أساتذتى الذين أتعبوا أنفسهم في تعليمي وتربيتي وتقويمي على الملّة القيمة جزاهم الله عنّى أحسن الجزاء ، وإلى أصحابي وأصدقائي الذين يحضرون مجلسي ، وهم الذين استثاروا همّتى ، وأوقدوا نارها حتّى وفّقت لهذا العمل الشريف.

فها أنا أشرع فيما أردت مستعينا بالله متوكلا عليه ، ومادا أكف الضراعة والافتقار إليه أن يسبغ علىّ واسع جوده وكرمه ، وأن يسامحني فيما قصرت في خدمته ، إنّه الجواد الكريم الرؤف الرحيم.

٤

التعريف بالمؤلف :

قد ضاق وقتنا عن التكلّم في حقه كما هو حقّه ، حيث برز الكتاب إلى النشر ، ولعلّنا نتكلّم في حقه بوجه أبسط تقدمة المجلد الثاني ، ونكتفي الان بذكر مصادر ترجمته ، مع نقل بعض ما فيها.

فانظر نقد الرجال للسيد العالم العلامة آقا مير مصطفى التفرشي أعلى الله مقامه الشريف ص ٣٢٤ الرقم ٥٨١ وفيه : «محمّد بن عليّ بن كيل الأسترآبادي مدّ الله تعالى في عمره وزاد الله في شرفه ، فقيه متكلّم ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبادها وزهادها ، حقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقا لا مزيد عليه ، كان من قبل من سكّان عتبة العلية الغروية على ساكنها من الصلوات أفضلها ، ومن التحيات أكملها ، واليوم من مجاوري بيت الله الحرام وساكنيها ، وله كتب جيدة منها كتاب الرجال حسن الترتيب ، يشتمل على جميع أقوال القوم قدس الله أرواحهم من المدح والذم إلا شاذا ومنها آيات الأحكام انتهى.

وتسمية جدّه بكيل من خواص كتاب النقد ، وكلّ من عنونه جعل جده إبراهيم ، نعم في جامع الرواة ج ٢ ص ١٥٦ ينقل ترجمة المؤلف عن النقد ولذا جعل عليه رمز (س) كما هو دأبه فيما ينقله عن النقد ولذا عنون جده بكيل كما في النقد. وكذا في تكلمة الرجال للعلامة المحقق الشيخ عبد النبيّ الكاظمي المتوفى ١٢٥٦ ج ٢ ص ٤٤٧ حيث إن الكتاب بمنزلة الشرح والتعليقة على النقد ففيه أيضا عنوان جدّ المؤلف

٥

بكيل وترى في بقيّة المصادر اسم جده إبراهيم.

فانظر أمل الأمل ج ٢ ص ٢٨١ الرقم ٨٣٥ ط بغداد بتحقيق السيد أحمد الحسيني ففيه : «ميرزا محمّد بن على بن إبراهيم الأسترآبادى ، كان فاضلا عالما محققا مدقّقا ثقة عارفا بالحديث والرجال ، له كتاب الرجال الكبير والمتوسط والصغير ، ما صنّف في الرجال أحسن من تصنيفه ، ولا أجمع ، إلا أنه لم يذكر المتأخرين ، وله أيضا شرح آيات الأحكام ، وحاشية التهذيب ، ورسائل مفيدة ، نروى عن شيخنا زين الدّين بن محمّد بن الحسن ابن الشهيد الثاني عن أبيه عنه ، وعن شيخنا عن مولانا محمّد أمين عنه.

وذكره صاحب سلافة العصر وذكر أكثر مؤلفاته ، وأثنى عليه ، وذكر أنه توفي بمكّة سنة ١٠٣٦ ثمّ نقل ما في النقد وقد تقدم.

أقول : الموجود في النسخة المطبوعة من سلافة العصر ص ٤٩١ أنه توفي بمكّة لثلاثة عشر خلون من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين بعد الالف فما نقله في الأمل عن سلافة العصر من أن وفاته سنة ١٠٣٦ لعلّه من سهو النسخة الّتي كانت عند صاحب الأمل ، أو من سهو طابع الأمل.

وفي لؤلؤة البحرين ط النجف بتحقيق السيد محمّد صادق بحر العلوم ص ١١٩ الرقم ٤٥ : «الميرزا محمّد بن على بن إبراهيم الأسترآبادي وكان فاضلا محقّقا مدققا عابدا ورعا وله كتب الرجال الثلاثة الكبير والأوسط وهما الموجودان الان ، والصغير لم أقف عليه ، وله أيضا كتاب شرح آيات الأحكام ، وحاشية على التهذيب ، وله رسائل متعددة.

توفّى رحمه‌الله بمكّة المشرفة لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة من سنة ثمان وعشرين بعد الالف ، والميرزا محمّد المذكور يروى عن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ علىّ بن عبد العالي الميسي ـ نسبة إلى ميس بكسر الميم ثمّ الياء المثناة من تحت ثمّ السين قرية من قرى جبل عامل ـ وهو ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ نور الدين أبى القاسم على بن تاج الدين عبد العالي فاضل فقيه من علماء دولة الشاه

٦

طهماسب الصفوي في درجة الشهيد الثاني تلميذ أبيه ، كما سيأتي إن شاء الله.

والعجب من صاحب كتاب أمل الأمل مع كون هذا الرجل من أفاضل علماء جبل عامل نسي ترجمته في الكتاب» انتهى ما أردنا نقله عن اللؤلؤة.

قلت ولم ينس صاحب الأمل ترجمة الرجل ففي ج ١ ص ٢٩ الرقم ٧ من طبع بغداد ترجمة الرجل بعنوان الشيخ إبراهيم بن على بن عبد العالي الميسي فراجع.

وقال السيد محسن أمين في ج ٥ من أعيان الشيعة ط مطبعة الإنصاف بعد عنوانه في ص ٣١٢ ترجمة الشيخ ظهير الدين ابى إسحاق إبراهيم ابن الشيخ نور الدين على بن ابى القاسم تاج الدين عبد العالي العاملي الميسي بالرقم ٢٠١ «ونسخة الأمل التي كانت عند صاحب اللؤلؤتين وعند صاحب الرياض كان ساقطا منها اسمه فظنا ان صاحب الأمل لم يذكره ، وهو موجود في نسخة الأمل بخط المؤلف وجميع النسخ» وفيه تخطئة صاحب اللؤلؤة كسر الميم من ميس واستصوب فتح الميم ، قلت : لم أجد ذكر البلدة في معجم البلدان ، ولا في معجم ما استعجم ، ولا في اللباب ، ولا في تاج العروس ، حتّى يتيسر لي الحكم بصحة كسر الميم أو فتحها ، وفي الروضات ط إسماعيليان ج ١ ص ٢٩ الرقم ٤ وكذلك ج ١ منه ط الاخوندى بتحقيق سماحة الحجة السيد محمّد على الروضاتي الذي لم يطبع منه الّا مجلد واحد في ص ٧٥ الرقم ٤ عند ترجمة الشيخ ظهير الدين ابى إسحاق إبراهيم بن الشيخ نور الدين على بن عبد العالي المشتهر بابن مفلح العاملي الميسي أن عندنا نسخة الأصل التي هي بخطّ المصنف (صاحب الأمل) وغيرها من نسخ الكتاب ، وفي جميعها الوصف منه رحمه‌الله لصاحب العنوان. ثم نقل ما في الرقم ٧ من الأمل.

وانظر أيضا ترجمة المؤلف في الروضات ط الحاج السيد سعيد ص ٥٩٩ وط إسماعيليان ج ٧ ص ٣٦ الرقم ٥٩٦ وفيه نقل تاريخ وفاته عن الأمل عن سلافة العصر ١٠٢٦ مع انك قد عرفت انه نقله عن السلافة سنة ١٠٣٦ وان في النسخة المطبوعة من السلافة ١٠٢٨ وان هذا سهوا من صاحب الأمل أو طابع الأمل.

وفي الروضات وكان معظم أخذ هذا الشيخ وروايته عن الشيخ البارع المتقن

٧

المتقدم ذكره التقديسى ظهير الدين ابى إسحاق إبراهيم بن الشيخ على بن عبد العالي العاملي الميسي ، بل لم نتحقق الى الان روايته عن غير هذا الشيخ فيما رأيناه من كتب الإجازات والاخبار ، بخلاف الرواية عنه ، فإنّها لجماعة من الكبراء والأخيار ، منهم المولى محمّد أمين الأسترآبادي المتقدم ذكره الطويل ، ومنهم صاحب الترجمة الآتية المدرك لبركات صحبته على التفصيل (يريد الشيخ الجليل محمّد بن الشيخ حسن ابن شيخنا الشهيد الثاني المشتهر اسمه بالزين).

قلت : ولكنه كثيرا ما ينقل في هذا الكتاب (آيات الأحكام) عن المحقق الأردبيلي ، ويعبّر عنه في أوائله بشيخنا المحقّق دام ظله ومن أواسطه بشيخنا المحقق قدّس الله روحه ، فيعلم أنه تتلمذ على المحقق الأردبيلي ، وشرع كتابه هذا في زمان حياته وأتمه بعد وفاته ، وقد أشرنا إلى مواضعه في زبدة البيان ط المرتضوي فيما نقله عنه.

وانظر أيضا ترجمته في خلاصة الأثر للمحبّى ج ٤ ص ٤٦ وفيه : إن صيته بالفضل التام شائع ذائع ، وكان وفاته بمكة لثلاث عشرة خلون من ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين والف.

قلت قد عرفت أن وفاته كان في ذي القعدة فلعله من سهو طابع خلاصة الأثر.

وانظر أيضا الكنى والألقاب للمحدّث القمي ط محمّد الكتبي ج ٣ ص ١٩١ وفيه أنه مدفون في المعلى عند سيدتنا خديجة الكبرى رضي الله تعالى عنها.

وترى ترجمته في الذريعة ج ١ ص ٤٣ بالرقم ٢١٩ وص ٢٤١ بالرقم ١٢٧٧ وج ٤ ص ٤٢٠ بالرقم ١٨٥٢ وج ١٣ ص ٥٦ بالرقم ١٧٨ وفي الموضع الأول أنه ترجمه كل من تأخر عنه مع اطرائه وعبر عن كتابه هذا في نقد الرجال بآيات الأحكام ، ولكن في أمل الأمل ولؤلؤة البحرين عبر عنه بشرح آيات الأحكام ، وقريب منه ما في الموضع الرابع ، ونقل عن السلافة في الموضع الثالث كون وفاته سنة ١٠٢٨ فهو أيضا مؤيد لما قدمنا من أن نقل غير ذلك عن السلافة كان من السهو ، وذكر في الموضع الثاني تاريخ وفاته ثالث عشر ذي الحجة سنة ١٠٢٨ وقد عرفت عن غير واحد انه كان في ذي القعدة.

وانظر أيضا ترجمة المؤلف في الإعلام للزركلى ج ٧ ص ١٨٦ والفوائد الرضوية

٨

ص ٥٥٤ وهدية الأحباب ص ١٧٢ وريحانة الأدب ج ٢ ص ٤٢٤ بالرقم ٧٩٠ وخاتمة المستدرك ص ٤١٠ وتذييل السيد محمّد صادق بحر العلوم على رجال السيد بحر العلوم ج ٣ ص ٢٨٦ وص ٢٨٧ وتنقيح المقال للمامقانى ج ٣ ص ١٥٩.

وترى ترجمته أيضا في الفوائد المدنية ص ١٧ وفيه : «وآخر مشايخي في فن الفقه والحديث والرجال وهو مولانا العلامة المحقق والفيلسوف المدقق ، أفضل المحدثين واعلم المتأخرين بأحوال الرجال وأورعهم ، الميرزا محمّد الأسترآبادي ، المجاور بحرم الله ، المدفون عند خديجة الكبرى ، وقد استفدت منه في مكّة المعظمة من أوائل سنة خمس عشرة بعد الألف إلى عشر سنين وأجاز لي أن أروى عنه جميع ما يجوز له روايته قدس‌سره ، فقد عرضت عليه ما سنذكره من اختيار طريقة القدماء وردّ طريقة المتأخرين فاستحسنه وأثنى علىّ» انتهى كلامه.

وردّ جملته الأخيرة السيد نور الدين علىّ بن السيّد على بن أبى الحسن أخو السيد صاحب المدارك في الشواهد المكية المطبوعة بهامش الفوائد المدنية ، وعندي من الكتاب نسخة مخطوطة نفيسة كتبت من نسخة المؤلف في زمان حياته ، وتاريخ الكتابة فيها ١٠٦٢ وقال ما حاصله : أنه لو كان ما ادعاه من استحسان المؤلف نظر صاحب الفوائد المدنية مثنيا على مؤلّفه حقا ، لما أتعب نفسه بتحقيقه في أحوال الرجال ونقل القدح فيهم.

قلت : وما أفاده صاحب الشواهد المكية حق لا ريب فيه ، وأنت ترى في غير موضع من كتابه هذا آيات الأحكام يحكم بصحّة بعض الروايات الواردة في إحدى الكتب الأربعة ويقبلها ، ويحكم بضعف بعضها ويرد الحديث لأجل ضعف السند ، ويتردّد في الحكم عند ما كان أحد رجال الحديث المضبوط في إحدى الكتب الأربعة ممن كان يتردّد في حقه ، فكيف يمكنه استحسان آراء صاحب الفوائد المدنية الأمين غير المأمون من كون ما في الكتب الأربعة متواترا مقبولا وسائر آرائه والثناء عليه.

بل المؤلف أيضا كان ممن تبع العلامة الحلي ـ قدس‌سره ـ وتابعيه ، وسلك على منوالهم ، فلا يشتبه على القارئ كون المؤلف من جهة معروفيته بالاسترآبادى أخباريا ناهجا منهج محمّد أمين الأسترآبادي ، ولا تغفل عن ذلك وقد عبرنا عن الأمين

٩

بغير المأمون لما هو واضح من كون استحسان المؤلف أفكاره والثناء عليه افتراء محضا والعجب أن صاحب الروضات أيضا تقبله بقبول حسن عنه.

انظر ترجمة الأمين الرقم ٢٣ ص ٣٠٨ ط الاخوندى والرقم ٣٣ ط إسماعيليان ص ١٢٠ وص ٣٣ ط الحاج السيد سعيد يستظهر منه قبوله هذه الجملة من الأمين غير المأمون مع أن كتاب المصنف منهج المقال وهذا الكتاب آيات الأحكام يناديان بأعلى الصوت كذب ما نسبه الأمين اليه فدقق النظر ثمّ دقق النظر حتّى يتبين لك صدق ما بيناه ، وأن المؤلف ناهج منهج العلامة وتابعيه.

وكتب المؤلف من مصادر كتاب بحار الأنوار صرّح بذلك في ج ١ ص ١٠ وص ١٦ ط كمپانى وج ١ ص ٢٢ وص ٤١ ط الاخوندى ويظهر من صاحب البحار في الموضع الأول (ص ١٠ ط كمپانى و ٢٢ ط الاخوندى) أن رجاله الصغير الذي قال في اللؤلؤة لم أقف عليه كان عند المجلسي ، وفي الموضع الثاني (ص ١٦ ط كمپانى و ٤١ ط الاخوندى) اطرء المؤلف وأثنى عليه وقال «والسيد الأمجد ميرزا محمّد قدس الله روحه من النجباء الأفاضل ، والأتقياء الامائل ، وجاور بيت الله الحرام إلى أن مضى إلى رحمة الله وكتبه في غاية المتانة والسداد». انتهى وترى في تفسير الآيات الواقعة في البحار في كثير ممّا يتعلق بالأحكام نقل كلام عن المؤلف ، وانما كان ذلك لمكان السداد والمتانة في نظراته ، ولذا جعل العلامة البهبهاني فوائده وإنظاره في الرجال تعليقة على منهج المقال.

والمؤلف من مشايخ الإجازة للعلامة المجلسي ووالده قدس‌سرهما يظهر ذلك من مراجعتك الإجازة بالرقم ٩٠ ج ١١٠ ص ٣٢ الى ص ٣٧ ط الإسلامية من الأمير شرف الدين علىّ الشولستاني وفيه التعبير عن المؤلف بشيخنا العلامة قدوة العلماء المتبحرين وسند الفضلاء المحقّقين ، جامع المعقول والمنقول ، العاجز عن ادراك كمالاته العلية أولوا الألباب والعقول المؤيد من الله الأوحد ميرزا محمّد بن الأمير السعيد الكبير علىّ الأسترآبادي صاحب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال قدس الله روحه ونور ضريحه.

١٠

وانظر أيضا ص ١٥٧ وص ١٥٨ من المجلّد المذكور من البحار عند شرح العلامة المجلسي قدس‌سره أجازته لبعض تلامذته.

ومن عجيب الاشتباه ما وقع في تذييل ص ١٢٥ ج ١١٠ ط الإسلامية في الإجازة بالرقم ١٠٢ وهو من محمّد مؤمن بن دوست محمّد الحسيني الأسترآبادي فشرح في الذيل هو السيد الأجل إلى أن قال السيد محمّد بن على بن إبراهيم الأسترآبادي صاحب منهج المقال الى آخر ما قال. وهذا اشتباه فان السيد محمّد مؤمن هذا غير مؤلف الكتاب وكتاب منهج المقال ، بل صهر المصنف على كريمته استشهد بالحرم الشريف الإلهي سنة ١٠٨٨ ترى ترجمته مفصلا في شهداء الفضيلة للعلامة الأمين قدس‌سره ط قم الطباطبائي من ص ١٩٩ ـ إلى ـ ص ٢٠١ وترى قصة شهادته في خلاصة الأثر للمحبّى عند ترجمة صاحب وسائل الشيعة ج ٣ ص ٤٣٢ و ٤٣٣ ونقلها في خاتمة المستدرك ص ٣٨٨ عن خلاصة الأثر ، وترى ترجمته في أمل الأمل ج ٢ ص ٢٩٦ ط بغداد باختصار ، وذكره في قصص العلماء في مواضع متعددة ، ولكنه لم يذكر فيما خصه بترجمته ص ٢٤٣ ط ١٣١٣ إلا كونه من تلامذة السيد نور الدين المتقدّم ذكره صاحب الفوائد المكية ، وعلى أى فما في تذييل البحار اشتباه حصل من عدم الدّقة.

وقال في نخبة المقال ص ٩٣ في حق المؤلف

والأسترآبادي فاضل سني

 له الرجال فوته (حيّ رضي)

١٠٢٨ ثمّ المؤلف سرده العلامة المجلسي فيمن رأى القائم عليه‌السلام انظر ط كمپانى ج ١٣ ص ١٤٨ وط الإسلامية ج ٥٢ ونقله في خاتمة المستدرك ص ٣٩٠ وكذا المحدث النوريّ في النجم الثاقب ص ٩٨ من الباب السابع القصة بالرقم ٦٦ ط حاج ميرزا محمّد بتهران سنة ١٣٠٨ والمحدّث القمي في تتمة المنتهى ط ١٣٧٣ ص ٤١٦ وفيه أيضا إطراء المؤلف فليراجع.

واطرءه أيضا في الروضة البهية للحاج سيد شفيعا المطبوعة سنة ١٢٨٠ وليس في الكتاب رقم الصفحات حتى أبينها وترجمه بعد ترجمة الأمين الأسترآبادي.

١١

ثم إنه اختلف في سيادة المؤلف وشنع المحدث النوري في خاتمة المستدرك ص ٤١٠ على صاحب الروضات حيث تردّد في سيادته ، بل ادعى ان سيادته من جهة الانتساب بالأم إلى موالينا السادة ، والظاهر أن الحق مع المحدث النوري مع ملاحظة ما سمعته مما تلوناه عن الأعلام يعبرون بما يستفاد منه جليا سيادته ، والله أعلم بحقيقة الحال.

الى هنا ننهى المقال في ترجمة المؤلف المستحق للاجلال ، وأنا العبد ابن محمّد محمّد باقر المدعو ب (شريف زاده گلپايگاني) عفى عنه.

١٢

كلمة المصحح :

بسمه تعالى

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الغرّ الميامين.

وبعد فمن منن الله عزوجل على هذا العبد المسكين أن وفّقني لخدمة الدين والعلم وإحياء تراث المذهب بتصحيحها وتحقيقها وتنقيحها وإخراجها بصورة رائقة نفيسة ومنها هذا الجزء من كتاب تفسير آيات الأحكام للمولى الأجلّ العلامة الخبير الرّجالي الكبير المولى محمّد بن على بن إبراهيم الأسترآبادي رضوان الله عليه بما علّق عليه المحقق البارع سماحة الحجة الشيخ محمّد باقر شريف زاده مد ظله.

وهذا الجزء الذي نقدّمه إلى القراء الكرام هو الشطر الأول من المجلّد الأول من أصل المؤلف ، وعندنا منه نسخة نفيسة مكتوبة في حياة المؤلف وعليها حواش كثيرة مكتوبا في آخرها «منه مد ظله العالي» ولما كان أكثرها مباحث أدبية ووجدنا القارئ الكريم في غنى عنها بمراجعة سائر التفاسير ، اكتفينا من تلك الحواشي بنقل ما كان لها مساس بآيات الأحكام وموضوعها ، لئلا يكبر حجم الكتاب.

وهذه النسخة لخزانة كتب العلامة الحجة آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دامت بركاته العالية ، ترى صورتها الفتوغرافية في الصفحات التالية.

وعندنا من المجلد الأول صورة بالميكروفيلم أيضا أخذت من نسخة نفيسة بالخط الجيد وكانت النسخة في خزانة مكتبة المرحوم آيت الله زاده المازندراني وقد أخرجت من إيران بعد موته ، وهذه الصورة أيضا لخزانة كتب العلامة المرعشي دام ظله تفضّل بإرسالها مع النسخة الأولى منذ سنة وله الشكر والمنّ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.

واما المجلد الثاني من أصل المؤلف ، فمنه نسخة بطهران في مدرسة سپهسالار تحت الرقم ٢٠٥٣ أخذنا صورة فتوغرافية منها وسيقف القارئ الكريم في ابتداء الجزء الثالث على صورها الفتوغرافية إن شاء الله تعالى.

جمادى الثانية عام ١٣٩٤ ه‍ محمد الباقر البهبودى

١٣

١٤

١٥