الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مع الله في السماء

سعيد صلاح الفيومي

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مع الله في السماء

المؤلف:

سعيد صلاح الفيومي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة القدسي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٢

لقانون اينشتين : الطاقة ـ الكتلة المتحولةX مربع سرعة الضوء.

وهذه الطاقة الهائلة سوف تعمل على استمرار التفاعل النووى الاندماجى لمدة خمسة آلاف مليون سنة أخرى ، ويبلغ طول نصف قطر الكرة الشمسية (٠٠٠ ، ٦٩٥ كيلومتر) وتبلغ كتلتها (٤٢٢ ، ٣٣٣) قدر كتلة الأرض ، ومتوسط كثافتها يقرب من مرة ونصف مرة قدر كثافة الماء ، وتدور الشمس حول نفسها ، والدورة الكاملة للشمس تستغرق (٢٧ يوما) فى المتوسط ، والضغط فى مركز الشمس يبلغ عدة بلايين ضعف الموجود على الأرض ، ودرجة حرارة سطح الشمس الخارجى (٦٠٠٠ درجة مئوية) ، وفى مركز الشمس تصل درجة الحرارة إلى (٢٠ مليون درجة مئوية) وهى القدر المطلوب لحدوث التفاعلات الاندماجية النووية.

ولنرى آيات القرآن الكريم :

(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ...) (٥) (يونس)

(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (١٦) (نوح)

وبهذا يفرق القرآن بين الضياء والنور ، أى بين الشمس السراج الوهاج الذى يضيئ بذاته ، وبين القمر الذى ينير لنا بالانعكاس.

حركة الشمس :

تتحرك الشمس فى الفضاء وتجر معها بالجاذبية كواكبها التى تدور حولها ، ولقد تمكن العلماء باستخدام ظاهرة (دوبلر) من تحديد سرعة هذه الحركة للشمس ومعها النظام الشمسى بحوالى ١٩ كيلومتر فى الثانية فى الفضاء الكونى نحو نقطة فى كوكبة هرقل ، وهو نجم النسر ، وهذه النقطة تدعى علميا مستقر الشمس ، وهكذا ثبت علميا باستخدام أحدث آلات الرصد ومقاييس الطيف بأن للشمس جريا حقيقيا فى الفضاء محدد المقدار والاتجاه.

قال تعالى : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ

٢١

وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) (٢) (الرعد)

وقال تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٣٨) (يس)

أليس هذا هو ما ثبت فعلا بالدليل القاطع بأن للشمس جريا حقيقيا فى الفضاء محدد المقدار والاتجاه مما يثبت بالدليل القاطع أن القرآن الكريم من عند الله ، وأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ونلخص ما وصل إليه العلم من اكتشاف تحركات حقيقية لنجم الشمس :

١ ـ الشمس تجرى بسرعة ١٩ كم / ث نحو نجم النسر.

٢ ـ تدور الشمس حول نفسها مرة كل ٢٧ يوما فى المتوسط.

٣ ـ الشمس تجرى ومعها مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة ٢٢٠ كم / ث حول مركز مجرتنا سكة التبانة ، وتكمل الدورة كل ٢٥٠ مليون سنة.

وبهذا فإن الشمس تسبح فى فلك دائرى خاص بها حول مركز المجرة ، ويشير القرآن الكريم أيضا لهذه الحركة الدورانية بقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٣٣) (الأنبياء)

(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠) (يس)

أى أن لكل جرم سماوى مدار خاص به فمدار الشمس حول المجرة ، ومدار القمر حول الأرض ، ومدار الأرض حول الشمس.

البقع الشمسية :

درس العلماء ظاهرة البقع الشمسية التى تظهر على سطحها ، والتى يتراوح قطر البقعة منها بين ألف كيلومتر إلى مائة ألف كيلومتر.

وتظهر فى دورات منتظمة حيث يتدرج عددها من حد أدنى إلى حد أقصى ، ثم إلى حد أدنى خلال فترة قدرها ١١ عاما تقريبا.

٢٢

وتحدث بالقرب من هذه البقع انفجارات شمسية على هيئة لمعان مفاجئ يبلغ عرضها على السطح عشرات الألوف من الكيلومترات ، والتى تتوهج فى بضع ثوان ، وتشمل سحب هائلة من المادة المقذوفة من سطح الشمس ، وتبدو كألسنة اللهب وتبعث بأشعة فوق بنفسجية ، وأشعة سينية وأشعة كونية.

وهذه الانفجارات تحدث بضع مرات فى العام ، وتسمى الشمس فى هذه الحالة بالشمس الغاضبة.

بداية النهاية للشمس :

الإشعاع الشمسى الآخذ فى الإزدياد ببطء وسيزيد ألف مرة عند ما تتحول الشمس فى شيخوختها إلى عملاق أحمر ، حيث ينتفخ سطحها وتبتلع كوكب عطارد والزهرة والقمر ، ويصل إلى سماء الغلاف الجوى للأرض ، ويتحول لونها إلى اللون الأحمر ، وتقضى بذلك على كل مظاهر الحياة على الأرض.

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١) (التكوير)

(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (٦) (التكوير) سجرت بمعنى : اشتعلت.

(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) (٣٧) (الرحمن) ، أى إذا انشقت السماء فكانت حمراء كالزيت المحترق.

(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) (١٠) (القيامة)

مما يشير إلى اختفاء القمر فى باطن الشمس عند انتفاخها إلى العملاق الأحمر ، وإلى رغبة الإنسان عندئذ فى الفرار من شدة الحرارة بالقرب من سطح الأرض ، مما يؤدى إلي تفجير البحار ، واشتعال البحار نظرا لتحلل الماء إلى عنصريه هيدروجين قابل للاشتعال ، وأكسجين مساعد علي الاشتعال.

* * *

٢٣

المجموعة الشمسية

تقع الشمس فى مركز المجموعة ، وتسبح حولها كواكب عطارد والزهرة والأرض ، والمريخ ، والكويكبات (كوكب متحطم) والمشترى وزحل ، وأورانوس ، ونبتون وبلوتو ، واكتشف مؤخرا سنة ٢٠٠٤ الكوكب الأخير * والذى تنبأ به أينشتين.

تدور هذه الكواكب حول الشمس فى نظام بديع ومدارات محددة ، وسرعة دورانية منتظمة ، وتدور جميعها فى اتجاه واحد حول الشمس عكس حركة عقارب الساعة ، ويتبع كل الكواكب أقمار باستثناء عطارد والزهرة ، وهذه الأقمار تدور حول كوكبها عكس حركة عقارب الساعة.

وترتبط الكواكب بالشمس والأقمار بكواكبها بقانون الجاذبية العام ، الذى يسيطر على أجرام الكون جميعا.

قال الله تعالى : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ..) (٢) (الرعد)

وكل كوكب ينجذب نحو الشمس بقوة الجاذبية ، ويتأثر فى الوقت نفسه بقوة مضادة تدعى القوة الطاردة المركزية الناشئة عن الدوران فى فلكه ، وتتساوي القوتان كأنهما كفتا ميزان.

قال الله تعالى : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥) (الرحمن)

(وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (٧) (الرحمن)

زمن دوران الكواكب حول الشمس :

دورة الكواكب حول الشمس هى عام هذا الكوكب ، ودورانه حول نفسه هى يوم الكوكب فعام عطارد يعادل ٨٨ يوما أرضيا ، والزهرة عامها يعادل ٢٢٥ يوم ، والمريخ يعادل عامين أرضيين ، والمشترى اثنا عشر عاما ، وزحل ٥ ، ٢٩ عام ،

٢٤

وأورانوس ٨٤ عام ، ونبتون ١٦٥ عام ، وعام بلوتو يعادل ٢٥٠ عاما من أعوام الأرض ، وبهذا فإن الزمن نسبي وليس مطلقا ، ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (٤٧) (الحج)

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤) (المعارج)

الفرق بين النجوم كالشمس ، والكواكب والأقمار :

نستطيع رؤية بعض الكواكب بالعين المجردة فى السماء ، وكذلك القمر لأنها جميعا تعكس ضوء الشمس ، فهى غير مضيئة بذاتها وبهذا تبدو منيرة فى السماء ودون أن ينبعث منها حرارة ، أما الشمس فهى مضيئة ذاتيا وتبعث بأشعتها الضوئية والحرارة لأنها جسم ملتهب.

قال الله تعالى : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٦) (الصافات)

وقال : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ ..) (٥) (الملك)

وقال : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ..) (٥) (يونس)

وقد فرق الله سبحانه بين الشمس الملتهبة المصدرة للضوء ، وزين السماء بمصابيح هى النجوم الملتهبة المصدرة للضوء كالمصابيح ، أما الكواكب والقمر فهى غير مضيئة وإنما منارة بانعكاس الضوء عليها. الشمس ضياء والقمر نور.

عطارد

اقرب الكواكب إلي الشمس ويبعد عنها حوالى ٥ ، ٥٧ كيلومتر ، عامه يعادل ٨٨ يوما أرضيا ، ويومه ٥٩ يوما أرضيا.

درجة حرارة الجانب المقابل للشمس ٢٢٠؟؟ ٥ م ، والبعيد ٢٧؟؟ ٥ م.

له غلاف جوى ضئيل ، حجمه يعادل حوالى ٧ خ من حجم الأرض ، وكتلته ٤ خ من كتلة الأرض ، غير صالح للحياة ، وليس له أقمار.

٢٥

الزهرة

بذلت عدة محاولات للوصول إلى كوكب الزهرة منذ عام ١٩٦١ م.

أمكن الوصول إلى كوكب الزهرة بواسطة السفينة الفضائية السوفيتية (فينوس ٤) فى ١٢ يونيه ١٩٦٧ م ، وأطلقت مجسا وصل إلى سطح الزهرة بواسطة مظلة واقية ، وظل يرسل إشاراته إلى الأرض ٩٠ دقيقة.

كما وصلت السفينة الأمريكية (ماريز) فى ١٤ يونيه ١٩٦٧ م ، وأرسلت العديد من المعلومات ، وآخر المحاولات (فينوس ٨) التى لمست كبسولة سطح الزهرة لثانى مرة فكانت ٢٧ مارس ١٩٧٢ م ، وظلت ترسل إشاراتها لمدة ٥٠ دقيقة.

والزهرة أو فينوس على اسم آلهة الجمال هى أكثر الكواكب تألقا ، ولمعانا ، وهى توأم الأرض لأن حجمها يساوي تقريبا حجم الأرض ، وكثافتها ٨٠ خ من كثافة الأرض ، وكتلتها ٨١ خ من كتلة الأرض ، وسنتها تعادل ٢٢٥ يوما أرضيا ، ويوم الزهرة يعادل ٢٤٣ يوما أرضيا ، أى أن يوم كوكب الزهرة أكبر من السنة.

وتمر الزهرة أمام الشمس مرة كل ١٠٠ سنة تقريبا ، وكان آخر مرور لها سنة ١٨٨٢ م ، وموعد مرورها الآن يونية ، ٢٠٠٤

كوكب الزهرة ليس لها أقمار ، وتحيط بها سحب كثيفة تجعل له جوا كثيفا ، وضغطا جويا ٩٠ ضعف الضغط الجوى علي الأرض ، وهى كوكب ساخن جدا متوسط درجة حرارته ٤٥٠؟؟ ٥ م (٢٠٠ ـ ٧٠٠؟؟ ٥ م) ، لأن السحب الزجاجية تسمح للحرارة بالمرور إلى سطح الكوكب ، ولكنها لا تسمح بتسربها.

مكونات غلافه الجو ٩٧ خ ثانى أكسيد الكربون ـ ٢ خ نتروجين ـ ١ ، خ أكسجين وقليل من بخار الماء أقل من ١ خ.

الكوكب غير صالح للحياة ، ومن المحتمل أن يتم هبوط الإنسان على سطح الزهرة فى الفترة من ٢٠٢٣ إلى ٢٠٣٠.

٢٦

المريخ

يبدو لون المريخ للعين المجردة أصفر مائلا إلى البرتقالى الداكن ، ومن هنا كان اسمه الكوكب الأحمر ، ولذلك يحمل اسم إله الحرب عند الرومان (مارس) وهو رابع كواكب المجموعة الشمسية ، ويتم دورته حول الشمس فى ٦٨٧ يوما و ٢٣ ساعة و ٣٧ دقيقة ، أى أن سنته تعادل تقريبا عامين من أعوام الأرض ، واليوم المريخى ٢٤ ساعة ، ٣٧ دقيقة ، ويبلغ حجم المريخ حوالى ١٤ خ من حجم الأرض ، وكتلته حوالى ١١ خ من كتلة الأرض ، وجاذبيته ثلث جاذبية الأرض ، ودرجة حرارة نهاره ١٢ ٥ م ، ودرجة حرارة ليله ٦٢ ٥ م تحت الصفر.

يدور حوله قمران فوبوس (الرعب) على بعد ٦١٠٠ كيلومتر ، وديموس (الفزع) على بعد ٧٠٠ ، ٢٣ كيلومتر ، وقطر كل منها ١٠ ، ١٥ كيلومتر على التوالى.

لقد تعاقبت منذ عام ١٩٦٢ برامج الفضاء الأمريكية فايكنج ، والسوفيتية مارس ، ونقلت صور من سطح المريخ أوضحت أن سطح المريخ يتماثل فى كثير من الملامح مع سطح القمر ، وقد تبين وجود فوهات بركانية ضخمة تحيط بها كميات ضخمة من المواد المنصهرة.

وغلافه الجوي رقيق جدا يحتوى علي نسبة ضئيلة من الأكسجين ، وآثار من بخار الماء علاوة على ثاني أكسيد الكربون والنتروچين.

ويعتقد العلماء أن الحياة ولو كانت فى صورة بسيطة جذا إذا لم تكن موجودة على المريخ فإنها قد تنشأ مستقبلا إذا تغيرت الظروف المحيطة بالمريخ.

المشترى

عملاق كواكب المجموعة الشمسية ، وأطلق عليه اسم جوبيتر كبير آلهة

٢٧

الأساطير اليونانية ، كتلته تعادل ٣١٧ مرة قدر كتلة الأرض ، وقوة جاذبية المشترى ٢٦٧ مرة قدر جاذبية الأرض.

غلافه الجوى كثيف يحتوى على غازات سامة من الميثان والنشادر والهيدروجين ، سنته تعادل تقريبا ١٢ عاما أرضيا ، ويومه ١٠ ساعات أرضية.

يدور حوله ١٥ قمرا ، درجة حرارته ١٢٠ ٥ م تحت الصفر ، كثافته مثل كثافة الماء ١ جم / سم ٣ ، مما يدل على أنه مكون من عناصر خفيفة ، أرسلت عدة سفن فضاء لدراسة سطحه (بايونير ، وفويجر) اثبتت أن المشتري يصدر موجات راديوية قوية مما يؤكد وجود جسيمات مشحونة تحيط به بفضل مجاله المغناطيسى القوى ، ولا توجد حياة على هذا الكوكب بسبب برودته الشديدة وجوه السام.

زحل

كوكب عملاق حجمه ٧٦٠ مرة قدر حجم الأرض ، وكتلته تعادل ٩٥ ضعف كتلة الأرض ، وكثافته (٧١٥ ، ٠ جم / سم ٣) كثافة الماء (١ جم / سم ٣) أى يتكون من عناصر خفيفة ، عامه يعادل ٥ ، ٢٩ سنة أرضية ، ويومه ١٠ ساعات أرضية ، ودرجة حرارة سطحه ١٢٠ ٥ تحت الصفر.

يدور حوله أربعة عشر قمرا أكبرها تيتان وهو أكبر من كوكب عطارد ، تدور حوله حلقات ثلاث تعطيه منظرا جميلا ، لا توجد به حياة لأن جوه سام ، وبرودته شديدة.

أورانوس

كتلته قدر كتلة الأرض ١٥ مرة ، وعامه ٨٤ سنة أرضية ، ويومه ١١ ساعة ، ودرجة حرارة سطحه ١٨٠ ٥ م تحت الصفر.

له خمسة أقمار ، لا توجد عليه حياة لجوه السام وبرودته الشديدة.

٢٨

نبتون

كتلته تزيد قليلا عن ١٧ مرة قدر كتلة الأرض ، وعامه يعادل ١٦٥ سنة أرضية ، ويومه ١٦ ساعة أرضية ، كثافته ٤ ، ١ جم / سم ٣ ، درجة حرارة سطحه ٢٢٠ ٥ م تحت الصفر ، يدور حوله قمران ، لا توجد عليه حياة.

بلوتو

كتلة ١٨ ، ٠ من كتلة الأرض ، عامه يعادل ٢٤٨ سنة أرضية ، يومه يعادل ٦ أيام أرضية ، ليس له غلاف جوى ، درجة حرارته ٢٢٠ ٥ م تحت الصفر ، ليس له أقمار ، ولا توجد عليه حياة.

الكوكب *

اكتشف ١٥ مارس سنة ٢٠٠٤ ، عامه ٤٦٤ سنة أرضية ، كتلته تعادل ٢٨٥ قدر كتلة الأرض ، تنبأ بوجوده العالم الفلكى (جوزيف برادى) بحساباته على الحاسب الإلكتروني ، وبهذا يكون عدد كواكب المجموعة الشمسية إحدى عشر كوكبا.

هل هذا تفسير آخر لرؤيا سيدنا يوسف عليه‌السلام؟

(إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) (٤) (يوسف)

الكويكبات

توقع العلماء وجود كوكب بين المريخ والمشترى ، وبعد تطور التلسكوبات أمكن رؤية مجموعة من الأجرام غير المنتظمة الشكل فى مكان توقعهم ، هذه

٢٩

الأجرام تدعى الكويكبات ، وتدور فى حزام واحد حول الشمس ، أى أنه كوكب تحطم إلى مجموعة من الكواكب الصغيرة (كويكبات) كان هذا الكوكب يدور فى يوم ما حول الشمس بين المريخ والمشترى ، وعدد هذه الكويكبات (٠٠٠ ، ٢١ كويكب) ، وكل كوكب له مداره الخاص حول الشمس ، والكويكبات غير منتظمة الشكل مما يدل على أنها حطام كوكب انفجر نتيجة لجذب المريخ الضعيف له ، وجذب المشترى الكبير له ، فانشطر بينهما إلى هذه الشظايا ، ويعتقد أن قمرى المريخ فوبوس وديموس كويكبان تم أسرهما بجاذبية المريخ ويدوران حوله.

الشهب

الشهب جسيمات تتكون من الصخر أو الحديد المخلوط بالنيكل ، تأتي كل يوم بالملايين إلى جو الأرض ، حيث تحتك بالجو فتتوهج محدثة خطا ناريا كالسهم ، وتتبخر وتتلاشى ، ولهذا فالغلاف الجوى يحمى الأرض من شر هذه الشهب ، كما يحميها من الأشعة فوق البنفسجية ، والأشعة الكونية وغيرها القادمة من الفضاء.

وصدق الله العظيم : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) (٣٢) (الأنبياء)

(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (٢) (سبأ)

(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) (٨) (الجن)

والحرس الشديد قد تشير إلى الأشعة الكونية ، والأشعة فوق البنفسجية ، وأشعة جاما ، وأشعة * وجسيمات المادة المضادة (البوزيترون المضاد للإلكترون والبروتون السالب المضاد للبروتون الموجب).

٣٠

النيازك

جسيمات كبيرة تتكون من مواد صخرية كثيفة ومعدنية لها أصل كوكبى تشق طريقها عبر الغلاف الجوى دون أن تحترق تماما.

ومن النيازك الشهيرة التى وصلت إلى مصر نيزك قرية النخلة البحرية بمركز أبو حمص محافظة البحيرة ، ونيزك القنطرة ، ونيزك إسنا ، ونيزك الصحراء الغربية ، وفى أمريكا نيزك هوبا الذى كتلته ٦٠ طن ، والذى حفر فوهة كبيرة فى أريزونا قطرها ١٢٠ متر.

وقد تكون الحفرة والتى قطرها حوالى ١٠ كيلومترات والتى نشأت عن انفجار مروع وأدت إلي احتراق منطقة هائلة فى سيبيريا ناشئة عن نيزك لم يعثر على شظاياه.

المذنبات

أجرام سماوية تدور حول الشمس تتكون من نواة أو رأس صلبة تتجمع فيها مواد هشة من غازات الميثان والنشادر وثانى أكسيد الكربون ، وجسيمات صخرية دقيقة ، وعند ما تقترب النواة من الشمس أثناء دورانها حولها فإن جزءا من كتلتها يتبخر صانعا ذيلا طويلا من الدخان يبلغ طوله مئات الملايين من الكيلومترات.

ولقد تم تسجيل عدد كبير من المذنبات وأشهرها مذنب هالى الذى يعود مقتربا من الشمس كل ٧٦ سنة أرضية ، وآخر ظهور له كان عام ١٩٨٦ م.

يعتقد العلماء أن المذنبات بقايا الكوكب المتحطم.

* * *

٣١

الأرض

فى بداية القرن السادس عشر بعد أن أجبرت محاكم التفتيش (جاليليو) على التراجع عن أقواله عن دوران الأرض قامت بحرق (جيوردانو برونو) الذي نادي بأن الأرض تدور.

ولكن الفلكى البولندى (نيقولا كوبرنيق) في القرن السادس عشر يقول : بالرغم من أن الفكرة تبدو غير معقولة إلا أننى بدأت أعتقد أن الأرض تتحرك ، والواقع أن الفكرة في حد ذاتها كانت مفاجأة ، ولم يكن المؤمنون فى الغرب يستطيعون تصور ما يخالف الكنيسة التى كانت تقول أن الأرض وما عليها من البشر هى مركز الكون ، وكانت تتهم كل من يناصر رأيا آخر بالهرطقة.

وبالرغم من أن العالم الفيزيائى الشهير (جاليليو) كان متشبعا بنظريات كوبر نيق ، وبملاحظاته الخاصة بالمنظار الفلكى الذى اخترعه إلا أنه اضطر أمام محاكم التفتيش أن ينكر دوران الأرض ، وحين خرج من أمام المحكمة دق برجليه على الأرض وقال بالرغم من ذلك فهى تدور.

إن الأرض تدور حول نفسها مرة كل ٢٣ ساعة ، و ٥٦ دقيقة ، و ٤ ثوان (يوم) ، وتدور الأرض حول الشمس فى مسار دائرى (الدورة الكاملة هى السنة) ، وتتبع الأرض الشمس فى جريانها فى الفضاء ، وفى دورانها حول المجرة ، ورغم هذه التحركات فإننا نرى الأرض ثابتة مستقرة ساكنة ، بينما فى الواقع تتحرك بسرعة.

فسرعة دورانها حول نفسها ١٦٧٠ كيلومتر / ساعة.

وسرعة دورانها حول الشمس ٠٠٠ ، ١٠٧ كم / ساعة.

وسرعة دورانها تابعة للشمس حول مركز المجرة ٠٠٠ ، ٧٩٥ كم / ساعة.

والأرض كرة ، أقرب ما تكون للشكل البيضاوى ، فقد أثبت العلم الحديث أن

٣٢

الأرض ليست كروية تماما ، وتأكد ذلك عند ما وصلت صور الأرض المأخوذة بالأقمار الصناعية ، وسفن الفضاء حيث تبين أن الأرض مفرطحة عند قطبيها تفرطحا بسيطا مما يعطى شكل البيضة.

ما ذا لو صارح القرآن الناس منذ ١٤٠٠ سنة بهذه الحقائق العلمية الحديثة بكروية الأرض ، وهم يرونها مسطحة ، وبحركات الأرض وهم يحسبونها ساكنة ، فكان من الحكمة البالغة والإعجاز العلمى والبلاغة فى الأسلوب أن ينبه الله سبحانه وتعالى الناس إلى هذه الحقائق الكونية على قدر عقولهم بالإشارة وليس بصحيح العبارة فى آيات قرآنية من غير مخالفة للحقائق العلمية بحيث يفهمون نصوص الآيات بقدر ما تيسر لهم من العلم فى كل زمان حتى إذا تقدم العلم كما هو حالنا الآن وجدوا فى معانى القرآن ما يكشف عن تلك الحقائق وهذا إعجاز فى الأسلوب فضلا عن المعنى.

(يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) (الزمر)

إن الآية الكريمة تشير إلى كروية الأرض بدليل كروية غلافها الجوى ، بنهاره أو ليله ، وكذلك تشير إلى عملية التبادل بين النهار والليل نتيجة دوران الأرض حول نفسها ، وأن الليل والنهار موجودان فى نفس الوقت حول الكرة الأرضية منتصف الأرض المواجه للشمس يكون نهارا ، والنصف الآخر يكون ليلا ، ولن يسبق إحداهما الآخر.

فعند ما تدور الأرض حول نفسها يصبح النهار ليلا ويصبح الليل نهارا ، وهكذا يتعاقبان كما فى قوله تعالى : (.. وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠) (يس)

أى أن الليل والنهار يسبحان فى فلك ألا وهو فلك الأرض ، أو بالأدق فلك غلافها الجوى الذى يدور بدورانها مرة كل يوم حول محورها.

(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها ..) (٧) (ق)

٣٣

الأرض على إطلاقها مددناها أى : بسطناها ، ومعنى ذلك أن أى أرض نراها أمامنا ممدودة أي مبسوطة ، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية ، فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو على شكل هندسى آخر غير كروى فإننا نصل فيها إلى حافة.

ولذلك فالشكل الهندسى الوحيد الذى يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة فى كل بقعة فيها هو الشكل الكروى ، فإذا بدأنا من أى نقطة محدودة على سطح الكرة الأرضية وظللنا نسير حتى نعود إلى نقطة البداية فإننا نظل نرى الأرض دائما أمامنا منبسطة أي ممدودة ، وتذهب الدقة العلمية فى القرآن إلى أن الأرض ليست كروية تماما. انظر إلى قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣٠) (النازعات)

أى جعلها كالدحية أى كالبيضة.

فقطر الأرض عند خط الاستواء أكبر من قطرها عند القطبين بمقدار (٤٣ كيلومتر) ، أى أن الأرض أقرب إلى الشكل البيضاوى.

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ..) (٤١) (الرعد)

لقد أثبت علم الجيولوجيا أن الأرض مفرطحة عند قطبيها بسبب أنه عند نشأتها كانت القوة الطاردة المركزية الناشئة عن الدوران أكبر ما يمكن عند البطن (خط الاستواء) وتقل حتى تصل إلى الصفر عند القطبين ، وقد ظل التشكيل مستمرا حتى بردت الأرض وأصبح القطر عند القطبين أقل من القطر عند خط الاستواء.

وكذلك عرف أن سرعة انطلاق جزئيات الغازات المغلفة للكرة الأرضية إذا ما جاوزت قوة الجاذبية الأرضية لها ، فإنها تنطلق خارج الكرة الأرضية ، وهذا يحدث بصفة مستمرة فتكون الأرض فى نقص مستمر لأطرافها.

(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (٤٥) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) (٤٦) (الفرقان)

٣٤

هذه الآية دليل قوى على دوران الأرض حول نفسها لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولا أو قصرا.

وهذا الدوران رحمة من الله فلولاه لظلت الشمس مسلطة علي نصف الأرض ، بينما يظل النصف الآخر ليلا دائما ، مما يؤدى إلى هلاك البشر من شدة الحر أو البرد.

دوران الأرض حول الشمس :

تدور الأرض حول نفسها يوميا من الغرب إلى الشرق ، فتبدو الشمس كأنها تتحرك من الشرق إلى الغرب ويحدث تنقل ظاهرى للشمس بين النجوم أثناء السنة.

وإذا تابعنا منظر النجوم فى السماء لوجدناه متغيرا على مر الليالى أثناء السنة ، مما يؤدى إلى رؤية مجموعات مختلفة من النجوم تدعى البروج وذلك بسبب دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام كامل.

والأرض وما عليها تدور حول الشمس كل عام أى كل ٢٥ ، ٣٦٥ يوم ، أى كل سنة أرضية ومدارها ليس دائريا تماما ، ومتوسط بعد الأرض عن الشمس فى هذا المدار ١٥٠ مليون كيلومتر.

وسرعة دوران الأرض حول الشمس ٦ ، ٢٩ كم / ساعة.

وتتعادل قوة جذب الشمس للأرض مع القوى المركزية الطاردة الناشئة عن دوران الأرض حول الشمس ، فتستقر الأرض فى مدارها دون أن تقع على الشمس أو تفلت بعيدا عنها وصدق الله تعالى :

(اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ..) (٢) (الرعد)

(وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (٧) (الرحمن)

(وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٤٠) (يس)

فهذه العمد الغير مرئية هى فى القوى المتوازنة المؤثرة فى دوران الأرض فى فلكها.

٣٥

ولقد أشار القرآن الكريم إلى حركة الأرض السنوية حول الشمس بآية كريمة صريحة الدلالة على الحركة انتقالية للأرض فى قوله تعالى : (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (٨٨) (النمل)

والسحاب لا يتحرك بذاته ولكن بحركة الريح.

كذلك الجبال لا تتحرك بذاتها ولكنها تتحرك بحركة الأرض حول الشمس ، لننظر إلي هذا التشبيه الرائع ، صنع الله الذى اتقن كل شىء.

ما ذا يحدث إذا قلت أو زادت السرعة التى تدور بها الأرض حول الشمس؟

إذا قلت السرعة تتغلب قوة جذب الشمس وتندفع الأرض وما عليها لتسقط على الشمس ، وإذا أسرعت الأرض لتغلبت القوة الطاردة المركزية وابتعدت الأرض عن الشمس واندفعت بعيدا عنها ليتجمد كل من عليها أو تقع أسيرة نجم آخر عملاق يبتلعها.

أليس هذا صنع الله الذى أتقن كل شىء!.

ومحور دوران الأرض حول الشمس مائل ، وينتج عن هذا الميل أن الشمس تشرق وتغرب فى أى مكان على الأرض فى مواقع مختلفة أثناء العام.

(فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) (٤٠) (المعارج)

هذه الآية توضح تعدد المشارق والمغارب بالنسبة للمكان الواحد ، أو بالنسبة لتعدد الأماكن واختلاف وقت الشروق والغروب فيها.

وميل المحور الوهمى للأرض على مستوى فلكها حول الشمس يؤدى إلى تتابع الفصول : (شتاء ـ ربيع ـ صيف ـ خريف) ، ولو لا ميل هذا المحور للأرض حول الشمس لاختفت الفصول وتساوى الليل والنهار فى جميع بقاع الأرض.

وصدق الله تعالى الذى أتقن كل شىء : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٠) (آل عمران)

(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) (فاطر)

٣٦

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ..) (٢٩) (لقمان)

وهذه الآيات تدل على أن الله يدخل الليل فى النهار والعكس ، بطول ساعات أحدهما ، وقصرها فى الآخر باختلاف فصول السنة ، واختلاف عرض المكان ، فطول نهار الصيف عند خط عرض ٤٠ يصل إلى ١٥ ساعة ، وشتاء يصل إلى ٩ ساعات ، وعند خط عرض ٦٣ يصل طول النهار ٢٠ ساعة ..

وعند الدائرة القطبية يصل النهار إلى ستة شهور متواصلة.

(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً) (٩٠) (الكهف)

ولقد وصل ذو القرنين إلى مناطق فى الأرض لا تغيب عنها الشمس فترة طويلة ، أى لا يتعاقب عليها الليل والنهار كباقى أجزاء الكرة الأرضية ، بل تظل مشرقة عليها لفترة طويلة لا يسترها الظلام.

فالشمس تغيب عن القطب الشمالى مدة ٦ شهور ، وعن القطب الجنوبى ٦ شهور ، وتطلع على كل منهما ٦ شهور متصلة.

كسوف الشمس وخسوف القمر :

من الظواهر الطبيعية الناتجة عن دوران الأرض حول الشمس ودوران القمر حول الأرض ظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر.

فإذا جاء القمر بين الشمس والأرض فى لحظة ما أثناء دورانه فإنه سوف يحجب ضوء الشمس عن الأرض ، وذلك فى حالة وجود الأجرام الثلاثة على خط مستقيم واحد ، وتسمى هذه الظاهرة بكسوف الشمس حيث يدخل جزء من سطح الأرض مخروط ظل القمر ، وتبدو الشمس للناظرين من هذا الجزء كما لو كانت قرصا معتما.

وأما إذا جاء القمر فى الناحية الأخرى أى عند ما تقع الأرض بين الشمس والقمر على خط مستقيم واحد فإن القمر سوف يدخل كله فى مخروط ظل الأرض ،

٣٧

وعندئذ يستطيع كل من على الأرض ممن اكتمل عندهم القمر بدرا أن يرى الخسوف الكلى للقمر.

لقد جاء المسلمون إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : إن الشمس قد انكسفت حزنا لموت ابنه إبراهيم؟

فرد عليهم صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائلا : «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولكنهما آيتان من آيات الله» وصدق الله العظيم.

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) (١٩١) (آل عمران)

القشرة الأرضية :

يتراوح سمك القشرة الأرضية بين ثلاثين وخمسين كيلومتر فى مناطق القارات وحوالى ستة كيلومترات تحت قاع المحيطات.

وأغلب سطح القشرة الأرضية مغطى بالماء ، بينما اليابسة حوالى ٢٩ خ من سطح القشرة الأرضية المكون للقارات.

وقد دلت الدراسات الجيولوجية على أن هناك ثورات چيولوچية حدثت فعلا منذ حوالى ٤٠ مليون سنة ، أدت إلى ظهور جبال الهيمالايا ، والألب.

كما أن البراكين التى حدثت قديما فى نفس الحقبة التاريخية فى أماكن شتى أدت إلى تكوين طبقات البازلت السميكة الموجودة فى كثير من الأماكن كما فى مصر والهند.

ولقد هدأت معظم هذه البراكين ولم يتبق منها على سطح الأرض سوى ٣٠٠ بركان فقط ، أغلبها يخمد تارة ، ويثور تارة أخرى.

من أشهر البراكين بركان فيزوف بالقرب من نابولى فى أيطاليا ، الذى ثار ثورة عظمى فى أواخر عصر الرومان ، حيث تفجرت من فوهته كميات هائلة من الحمم

٣٨

التى غطت مدينة بومبى ، وأهلكت من فيها ، ويشير القرآن الكريم لمثل هذه الثورات.

(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ). (٤) (الحجر)

(وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) (١١) (الأنبياء)

طبقات الأرض

١ ـ القشرة الأرضية :

تبدأ القشرة بصخور رسوبية على سطح الأرض ، تليها طبقة من الجرانيت ثم طبقة من البازلت.

والقشرة عند قاع المحيطات تتكون من صخور البازلت فقط.

والقشرة تحتوى على نسبة كبيرة من السليكا (الرمل) ٧ ، ٢٧ خ ، والألومنيوم ٨ ، ٧ خ ، والأكسجين ٣ ، ٤٧ خ.

وتتراوح كثافة صخور القشرة من ٧ ، ٢ جم / سم ٣ إلى ٣ ، ٣ جم / سم ٣.

٢ ـ الرداء (الغلاف):

يصل عمق الرداء تحت القشرة إلى حوالى ٣٠٠٠ كم ، تتكون من صخور أكثر شبها بالسائل الكثيف اللزج ، وتتكون من أكاسيد الغازات الثقيلة كالحديد ، وكثافة هذا السائل ٣ ، ٣ جم / سم ٣ إلى ٥ ، ٥ جم / سم ٣.

٣ ـ القلب (النواة):

تمتد بعد الرداء إلى مركز الأرض ، وهى حوالى ٣٤٠٠ كيلومتر ، تتكون من سائل ثقيل متوسط كثافته ٧ ، ١٠ جم / سم ٣ ، ثم تزداد الكثافة إلى أن تصل إلى ١٦ جم / سم ٣ عند المركز.

يتكون معظم القلب من الحديد والنيكل ، وتصل درجة الحرارة إلى ٥٠٠٠ ٥ م.

٣٩

حدوث الزلازل :

عند ما تتزحلق طبقة من القشرة الأرضية بالنسبة لطبقة أخرى تحتها تحدث الزلازل التى تؤدى إلى تصدعات عنيفة فى القشرة الأرضية ، كما حدث قديما حين تحركت القارات وأزيحت عن بعضها بدليل تطابق تعاريج سواحل قارية كثيرة متقابلة.

وكما حدث ويحدث فى الزلازل المدمرة التى تدمر مدن كاملة ، ويصبح أعلى الأرض أسفلها ، وأسفلها أعلاها ، وكما سيحدث بإذن الله يوم القيامة.

(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (٢) (الزلزلة)

وكلمة أثقالها تشير بالتأكيد إلى خروج الحديد والنيكل من باطن الأرض بقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ ..) (٢٥) (الحديد)

قال العالم (استروخ) من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء : (المعدن الوحيد الذى يحير العلماء هو الحديد) ، فذرات الحديد لها تكوين مميز ، حيث أن الألكترونات والبروتونات والنيترونات فى ذرة الحديد لكى تتحد تحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة فى مجموعتنا الشمسية.

ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض ، ولا بد أنه عنصر غريب ، وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها (وأنزلنا الحديد).

وأما عبارة فيه بأس شديد ومنافع للناس ، فتقدم أى أمة يقاس بكمية الحديد المستخدم فيها ، فالحديد وسبائكه المتنوعة تمتاز بخواص متعددة ومتفاوتة الدرجات فى مقاومة الحرارة ، والشد ، والصدأ ، وفى تقبل المغناطيسية وغيرها ، لذلك كان أنسب الفلزات لصناعة الأسلحة وجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة.

كما أن للحديد منافع جمة للكائنات الحية إذ تدخل مركبات الحديد فى تكوين الكلوروفيل اللازم لعملية البناء الضوئى التى ينشأ عنها تكوين البروتوبلازم ، ويدخل الحديد في تركيب بروتونات النواة ، وهو أحد مكونات الهيموجلوبين.

٤٠