أمثال القرآن

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

أمثال القرآن

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: معراج
الطبعة: ٢
ISBN: 964-6632-94-7
الصفحات: ٥٥٢

التي أسسها الأعداء لضرب الإسلام الخالص.

من المذاهب الموضوعة (فرقة البهائية الضالة) التي اتضح حالياً للجميع مكان تأسيس هذه الفرقة وشخصيات المؤسسين والمستفيدين من تأسيس هذه الفرقة. (١)

٢ ـ على المسلمين أن يكونوا كيّسين وأن لا تغرّهم الظواهر. ما أن تحصل فتنة فعلى المسلمين أن يتعرّفوا على متوليها ومموّليها والمستفيدين والمتضررين منها ؛ وذلك خوف الاغترار باولئك الذين ينوون تخريب البلاد باسم استعماره ، أو أسر المسلمين باسم تحريرهم أو سلب الدين عنهم باسم الدين نفسه.

وقد قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا المجال : «المؤمن كيّسٌ فطن حذرٌ». (٢)

__________________

(١) للمزيد راجع الكتابين (ارمغان استعمار) و (باى سخنان بدر) ـ بالفارسية.

(٢) ميزان الحكمة ، الباب ٢٩١ ، الحديث ١٤٤٩.

١٨١
١٨٢

المثل الثامن عشر :

الدنيا العابرة

يقول الله تعالى في الآية ٢٤ من سورة يونس :

(إنَّمَا مَثَلُ الحَياةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّماءِ فاخْتَلَطَ بِهَ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأكُلُ والنَّاسُ وَالأنْعَامُ حتَّى إذَا أخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وازّيَّنتْ وظَنَّ أهْلُهَا أنَّهُم قَادِرُونَ عَلَيْهَا أتَاهَا أمْرُنا لَيْلاً أوْ نَهَارَاً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدَاً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ كَذَلك نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

تصوير البحث

الحديث في المثل عن الحياة الدنيا العابرة ، والتذكير بها خوف أن يغتر الإنسان بظاهرها الخلّاب ويتعلّق بها ، فإنَّ الإنسان قد يفقد كل شيء في وقت يتصوّر أنّ كل شيء قد تهيّأ وأُعد لصالحه. ويدعو الله في نهاية الآية الإنسان للتفكير لعلّه ينقذه ويجد لنفسه من خلاله مخرجاً.

الشرح والتفسير

(إنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا) استخدمت عبارة (الحياة الدنيا) ما يقرب السبعين مرة في القرآن ، والدنيا قد تعني أحد المعنيين التاليين :

الف ـ أن تعني القرب ، ودنيا مؤنث (أدنى) ، وذلك باعتبار أن الحياة الدنيا أقرب قياساً للحياة الآخرة التي هي بعيدة نسبياً.

باء ـ أن يراد منها السافلة أو التافهة ، ومنها اطلاق (الدني) على الإنسان الساقط

١٨٣

والسافل. وباعتبار أنَّ الحياة الدنيا حياة تافهة وتفقد القيمة الكافية فهي حياة دنيا عكس ما عليه الحياة الآخرة فإنَّها عليا وتمتاز بالقيمة المتفوّقة.

هذا ، اضافة إلى أنَّه يستفاد من آيات قرآنية مثل الآية التالية : (وإنّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ) (١) أنَّ الحياة هي الحياة الآخرة فحسب ، أمّا الدنيا فهي لا تستحق من الحياة إلّا الاسم ، بل هي موت تدريجي!

على كل حال ، فإنَّ الحياة الدنيا إمّا أنّها حياة لا قيمة لها ، أو أنّها ليست حياة بالكلية.

(كَمَاءٍ أنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فاخْتَلَطَ بِهَ نَبَاتُ الأرْضِ) أي مثل هذه الحياة العابرة كمثل الماء الذي ينزل من السماء بقطراته الشفافة والفاقدة للون ، وباختلاطه بالأرض تنمو نباتات ومحاصيل متنوّعه.

المراد من الاختلاط في الآية هو تنوّع النباتات.

إنّ النباتات على ثلاثة أقسام :

١ ـ القسم الذي يشكل الأغذية للإنسان مثل الفواكه والخضروات والحبوب (مِمَّا يَأكُلُ النَّاسَ)

٢ ـ القسم الذي يشكل أغذية للحيوانات (مِمّا يَأكُلَ ... الأنْعَامُ) وهي قد تشترك ـ نوعاً ما ـ بين الحيوان والإنسان كالاشجار التي يفيد الإنسان من ثمارها ، والحيوان يفيد من أوراقها وغصونها. وقد تكون خاصة بالحيوانات مثل العلف.

٣ ـ القسم الآخر هو النباتات والأشجار التي تزيّن الطبيعة مثل الأزهار والحشائش الاخرى (حَتَّى إذا أخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وازيَّنت وَظَنَّ أهلُهَا أنَّهُم قَادِرُونَ عَلَيْها)

أي في الوقت الذي هطل فيه المطر وأثمرت الاشجار وحان الوقت لجني الثمار في هذا الوقت تحدث حادثة وتخلط كل حسابات الإنسان وتحول دون جنيه ثمار ما زرع. وهذا أمر مؤلم لمن تعلّق بالدنيا.

(أتَيها أمْرُنَا لَيْلاً أو نَهَارَاً) نعم ، في الوقت الذي يرى الإنسان أن الدنيا أقبلت عليه

__________________

(١) العنكبوت الآية ٦٤.

١٨٤

وكشفت عن وجهها الخلاب والخادع ، ويجد أنَّ كل شيء حسب ما يرام ، في هذا الوقت يصدر أمر الله بالعذاب ليلاً أو نهاراً لتتدمر بذلك كل الآمال والزحمات ، بحيث تبدو الدنيا لم تكن شيئاً مذكوراً.

إنّ كلمة «أمْرُنَا» في الآية الشريفة تدعونا للدقة والتأمل الوافر من حيث إنّها تضمُّ موارد ومصاديق كثيرة وتشمل كل أنواع العذاب الذي يصدر من الله.

نشير إلى بعض من تلك المصاديق.

١ ـ قد تؤمر مجموعة من الحيوانات تبدو كأنها ضعيفة مثل الجراد ، فتؤمر الجراد لتهجم على مزرعة بشكل كتلة ، لم تبقِ منها شيئاً إلّا أكلته أو دمرته ، كما يحصل ذلك بين الحين والآخر في بعض الدول.

٢ ـ وقد يلقى هذا الأمر على عاتق السموم من الرياح ، فيؤمر بتنفيذ مهمة العذاب الإلهي ، وهو عند ما يمرّ بشيء يسمّه ويجفّفه ، بحيث إذا مرّ من مزرعة أبدلها إلى رماد يذهب مع الريح.

٣ ـ وقد يتكفل بتنفيذ المهام الإلهية موجود هو أخطر من ريح السموم ، مثل الصاعقة (١) التي تدمّر كل شيء تصطدم به مثل الجبال والاشجار والانعام والناس ، أو مثل موجودات أخرى نشير إليها في البحوث المقبلة.

هناك نقطة مثيرة تضّمنتها عبارة (لَيْلاً أوْ نَهَارَاً) وهي أنَّ الإنسان لا خيار له غير التسليم والخضوع للعذاب الإلهي. ولا يفرق في ذلك الليل والنهار ولا يتصّور أن الإنسان سوف يخضع للعذاب في الليل باعتباره مسلوب القدرة آنذاك ، بل انَّ العذاب إذا نزل سيستسلم له الإنسان سواء كان نازلاً في الليل أو في النهار.

(فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدَاً كَأنْ لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ) أي عند ما يصدر أمر بالعذاب تتهدم ممتلكات الإنسان وتدمّر مزارعه في آن ، بحيث لا تبدو الأرض وكأنها كانت مزروعة قبل لحظات ، بل تبدّل إلى كومة من الرماد.

(كَذَلك نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) أي أنَّ اهداف هذا المثل لا يدركها إلّا الذين

__________________

(١) لقد مرَّ التعريف العلمي للصاعقة وفرقها مع الرعد والبرق في البحوث السابقة.

١٨٥

يتفكّرون فيه ، ولا يدرك غور هذه الآيات الإلهية إلّا بالتفكّر والتأمل الذي لا توجد عبادة أرفع مستوى منه. (١)

فلسفة المثل

لأجل استيعاب فلسفة المثل نشير هنا إلى ثلاث من خصائص الحياة الدنيا :

١ ـ الحياة الدنيا عابرة ولا ثبات ولا دوام فيها.

٢ ـ الحياة الدنيا جوفاء ، ظاهرها فاتن وباطنها خالٍ من المحتوى ، وقد تبلورت بوضوح في حياة بعض الناس الذين تجذبنا حياتهم من بعيد وتجعلنا نأسف على حياتنا ونتحسّر على حياتهم ، لكن عند ما نقترب لهم نحمد الله كثيراً على كون حياتنا ليست مثل حياتهم من حيث كثرة المساوىء والابتلاءات.

٣ ـ الحياة الدنيا تُغرُّ الإنسان وتخدعه.

وفي حديث للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أشار فيه إلى هذه الخصائص الثلاث : «الدّنيا تغر وتضر وتمر». (٢)

من هنا نستوعب فلسفة المثل في أنَّه من دونه لا يمكننا إدراك ماهية الحياة الدنيا. والإنسان من خلال المثل يدرك حقيقة الدنيا وماهيتها أفضل. ولذلك تمسك الله به إيضاحاً وبياناً.

تفسير وتطبيق للمثل المذكور

في الآية الشريفة شُبِّه الإنسان وحياته الدنيا بالمطر ، وبذلك يشير القرآن إلى قابليته وأهليته العالية ، فاذا فُعّلت هذه الأهلية لأمطرت عليه ثماراً من قبيل الابتكار والخلاقية المتنوّعة ، ولاستخدم كل طاقته في سبيل الحياة الأفضل ، ولنشط في مختلف المجالات ، ولاستهلك طاقات جمة في سبيل بلوغ الأهداف الخاصة. إلّا أنَّ حادثة تحصل فجأة تخيّب كل

__________________

(١) جاء ما يلي في ميزان الحكمة ، الباب ٣٢٥٣ ، الحديث ١٥٩٢٠ : «لا عبادة كالتفكّر في صنعة الله عزوجل».

(٢) بحار الانوار ٧ : ٩١١ ، وقد نقل هذا الحديث كأحد كلمات الإمام علي عليه‌السلام القصار في نهج البلاغة الكلمة ٣٨٥.

١٨٦

آماله وتدمّر كل ما جناه في حياته حتى هذه اللحظة ليبدو وكأنه لم يفعل شيئاً لحياته أبداً ولم يكن قد فعل وتحمّل لأجل ضمان المستقبل.

إنَّ هذه الحوادث هي (الأمر الالهي) ، وقد تتبلور في داخل جسم الإنسان ويسلّم لها الإنسان رغم ضعتها وصغرها. وعلى سبيل المثال قد تحصل جلطة في دم الإنسان تسري في الشرايين لتصل إلى القلب فتحدث سكتة فيه ، أو تصل إلى الدماغ فتحصل سكتة فيه أيضاً قد تتسبب في شل جزء من جسمه إذا لم تمته.

والأبسط من ذلك هو أن يأمر الله تعالى خلية من خلايا جسم الإنسان للتتكاثر بشكل غير متعارف وبتصاعد هندسي كأن تصبح الخلية خليتين والخليتان أربع خلايا والأربع ثمانية والثمانية ستة عشر وهكذا إلى أن تتبدّل فجأة إلى غدة سرطانية تنتشر في جميع بدنة شيئاً فشيئاً لتجعل من الإنسان قعيد البيت (فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كأنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ) فيبدو وكأنه قد مات منذ سنوات وآماله قد اندثرت منذ ذلك الحين.

وقد يلقى الأمر الإلهي في عهدة حادثة خارجية مثل الزلزلة أو الطوفان أو الاعصار أو الشهاب السماوي او غير ذلك.

هذا المثل وما شابهه من الحوادث التي شهدناها طوال عمرنا مرات عديدة بمثابة صافرة الانذار تحذرنا أن لا تغرّنا الحياة الدنيا ولا نتعلّق بها ولا نرتكب الجرائم لأجل بلوغ الأهداف الدنيوية الآنية.

من المناسب أن نفكر بعمق في هذه الآية الشريفة وفي أمثالها ، ونعدّها كالمصباح نستنير به الطريق.

خطابات الآية

١ ـ معرفة الله

إنّ الله بتشبيهه الحياة بقطرات المطر علمنا شيئاً من دروس المعرفة ، ورسّخ في قلوبنا الايمان بالله. الآية تعلّمنا أنَّ الله بواسطة هذا الماء الشفاف الذي لا لون له يستطيع أن يخلق ألواناً مختلفة.

١٨٧

إنّ الأرض تُسقى بماء واحد (يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحدٍ) ، (١) لكنّ الثمار والفواكه والاشجار تنبت متنوّعة ، فيخرج من هذا الماء أحلى الفواكه وأشدّها حموضة وأشد السموم مرارة ، وأجمل الأزهار و... هذه كلها من ماء واحد وتراب واحد. إنَّ قدرة الله عجيبة حقاً! لكن أسفاً للعادة لكونها تحجبنا وتمنعنا دون أن نفكر في هذا الكتاب الناطق لله.

٢ ـ كل ما في الكون مخلوق على أساسٍ من النظم

إنَّ الله جعل ماء المطر سبباً للبركة والعمران ، وهو بذاته إذا زاد عن حدّه المتعارف سبب الدمار والكوارث ، وإذا قلّ عن مقداره المتعارف سبّب الجفاف والقحط.

وهذا درس آخر للإنسان في أن يكون معتدلاً ومنتظماً في جميع مجالات حياته ويجتنب الإفراط والتفريط.

على الإنسان أنْ لا يفرط حتى في العداء والخصومة ، ولهذا فرض الإسلام آداباً للحرب وهي عبارة عن أوامر جميلة ولطيفة محذراً من خلالها المسلمين التفريط في العداء. وعليه ، فالمسلم يكون منتظما ومبرمجاً في جميع شؤونه.

٣ ـ قد تتبدّل النعمة إلى نقمة

أي قد يكون الشيء الذي يمنح الإنسان الحياة هو بذاته يكون سبباً لدمار الإنسان وموته ، وذلك بأمرٍ من الله تعالى. إن الماء يمنح الإنسان حياة في هذه الدنيا لكنّه قد يتبدل إلى سيل جارف وقاتل.

٤ ـ إذا جرى الماء كان سالماً وهنيئاً وذا طعم لذيذ

أمّا اذا ركد الماء تعفّن وتلوّث ويكون غير صالح للشرب. ففي هذه الحالة لا أنَّه لا يمنح الحياة فحسب ، بل يكون سبباً للتلوّث. إنَّ الاموال والثروات ذات نفس الخصلة هذه ،

__________________

(١) الرعد الآية ٤.

١٨٨

فيمكنها أن تنمّي اقتصاد البلاد إذا كانت جارية ويتداولها الناس ، إلّا أنها عند ما تحتكر وتركد في مكان واحد فقد تسبب السقم في اقتصاد البلد.

٥ ـ بعض النباتات سامة رغم جمالها

بعض النباتات تبدو زينة جميلة مثلما تبدو بعض الزهور لكنها في الواقع سموم قاتلة.

لهذا كان علينا أن لا نغتر بالظاهر وإن كان جميلاً ، بل علينا سبر الغور والتفكّر فيه لكشف الواقع ثم انتخاب المناسب.

وفي نهاية الآية وصية للتفكير ، ومدح للعلماء والمفكّرين.

يقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أعطوا أعينكُم حظها من العبادة».

قالوا : وما حظها من العبادة يا رسول الله؟ قال : «النظر في المصحف والتفكّر فيه والاعتبار عند عجائبه». (١)

فكّروا في آيات القرآن لكي لا تبتلوا بما ابتلى به النماردة والفراعنة وامثال ابو لهب كما فكروا من جهة اخرى بامثال سليمان وموسى وداود و... توقفوا وتأملوا في عجائب آيات القرآن.

لا تكتفوا بقراءة القرآن رغم ما لهذه القراءة ـ وبخاصة في شهر رمضان المبارك ـ من أجر وثواب جزيل ، بل لتقترن مع التدبّر والتأمّل.

__________________

(١) المحجة البيضاء ٢ : ٢٣١ ، تفسير البرهان ١ : ٣٣١ ، الحديث ١١.

١٨٩
١٩٠

المثل التاسع عشر :

الكافر والمؤمن

يقول الله تعالى في الآية ٢٤ من سورة هود :

(مَثَلُ الفَرِيْقَيْنِ كالأعْمَى والأَصَمّ والبَصِيْرِ وَالسَّميعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثلاً أفلا تَذَكَّرُونَ)

تصوير البحث

يقارن الله العظيم في هذا المثل بين الكافرين والمؤمنين ، ويشبِّه أحد الفريقين بالأعمى والأصم والآخر بالبصير والسميع ، وذلك لأنَّ الايمان والتقوى يورثان السمع والبصر ، أما اللجاجة والتعصب والكفر فيحجبان عن هذين الموهبتين الالهيتين.

إشارة إلى الآيات ما قبل آية المثل

الآيات التي تسبق آية المثل هذه تبيّن أحوال المؤمنين والكفار ، ومن الضروري إلقاء نظرة عليها لكي نتمكن من شرح الآيات وتفسيرها ببصيرة أكثر.

سيرة الكافرين

شرحت الآية ١٩ من سورة هود أحوال الكافرين حيث قالت : (الَّذِيْنَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ وَيْبغُونَها عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)

لقد بيّنت الآية ثلاثاً من خصال الكفّار :

١٩١

١ ـ الكفار يمنعون عن سبيل الله ويحولون دون دخول الآخرين في هذا السبيل.

٢ ـ الكفار يبغون الأعوجاج عن طريق الحق ، أو أنَّهم يريدون إظهاره معوجّاً ، مع أنه ـ حسب سورة الحمد ـ طريق مستقيم ولا إعوجاج ولا افراط ولا تفريط فيه بل هو متعادل ومتوازن.

٣ ـ الكفار ينكرون المعاد والحياة بعد الموت. ويبدو أن هذه القضية هي السبب الأساس في انحطاطهم ؛ وذلك لأنَّهم عند ما أنكروا المعاد سعوا في اظهار طريق الحق معوجاً ومنعوا من اهتداء الآخرين إلى هذا الطريق.

ثم يقول الله في الآية ٢٢ من نفس السورة : (لَا جَرَم أنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأخْسَرُونَ)

أي أنَّ الكفار الذين منعوا من اهتداء الناس إلى طريق الحق ، وأظهروه وكأنّه معوجاً ، وفي النهاية أنكروا المعاد ، إنّهم في المعاد أخسر من الجميع.

سيرة المؤمنين

الآية ٢٣ من سورد هود همّت بدراسة الفريق الثاني (المؤمنين) وقالت : (إنَّ الّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وأخْبَتُوا إلى رَبِّهِمْ أولئك أصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ)

بيّنت الآية الشريفة ثلاث خصال للمؤمنين :

١ و ٢ ـ الإيمان والعمل الصالح ، إنّ هذين الخصلتين ذكرتا معاً في كثير من الآيات القرآنية ، فهما لازم وملزوم ولا يمكن تفكيكهما ، (١) ولهذا كان إدعاء الإيمان بالنسبة للذين لا يعملون إدعاء خواء ، وهم غير مؤمنين في الواقع. ومن جانب آخر ، أنَّ الصادقين الذين يعملون صالحاً من دون إدعاء ، هم المؤمنون الحقيقيون ؛ وذلك لأنّهم ـ كما أشرنا سابقاً ـ بمثابة الغصون والاوراق لشجرة واحدة.

٣ ـ الخصلة الثالثة التي يحملها المؤمنون هي خصلة (الاخبات). إنَّ (الاخبات) جمع (خبت) والاخيرة تعني ـ في الاصل ـ الصحراء الواسعة والمستوية ، وقد اطلقت بعد ذلك على

__________________

(١) ذكرا معاً في ما يقارب من سبعين آية.

١٩٢

بعض خصائص الإنسان ، نشير هنا إلى ثلاث حالات منها :

الف ـ تستخدم في الإنسان ذي الروح المتواضعة ، فكما أنَّ الصحراء المستوية تتواضع أمام الماء وتسمح له بالسير في جميع بقاعها ، كذلك روح الإنسان المتواضع فإنَّها تستسلم للحق ببساطة.

باء ـ أنَّ مفردة (مخبتْ) كما تُطلق على الإنسان المتواضع تطلق كذلك على من سلّم نفسه لله تعالى ، أي كما أنَّ الأرض المستوية مستسلمة ، كذلك روح الإنسان المؤمن.

جيم ـ تطلق هذه المفردة على من اطمئنَّ بالله تعالى. الإنسان عموماً عند ما يخطو في الصحراء يخطو باطمئان ومن دون خوف وذعر ، عكس ما لو كان يمشي في جبال وأراضٍ وعرة ، فإنَّ خطاه ستقترن بالخوف والذعر ، وخطى الإنسان المؤمن في طريق العبودية تقترن بالاطمئنان.

وعلى هذا ، فالمؤمنون الذين يحملون هذه الصفات (الايمان والعمل الصالح والاخبات) هم اصحاب الجنة خالدين فيها ويتمتعون بنعمها.

الشرح والتفسير

(مَثَلُ الفَرِيْقَيْنِ كالأعْمَى والأصمِّ والبَصِيْرِ والسَّمِيع) بعد أن بيّن الله خصائص الفريقين في الآيات السابقة نعت هنا كلاً من الفريقين بصفات فقال : إن الكافر مثل الأعمى والأصمّ ، والمؤمن مثل البصير والسميع.

(هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أفَلَا تَذَكَّرُونَ) والسؤال هنا استنكاري أي أنَّ الفريقين لا يستويان فالأعمى ليس كالبصير والأصم ليس كالسميع ؛ كذلك المؤمن فهو غير الكافر وليس مثله.

المفروض بهذه المقارنة أن تثير مخاطبي الآية وتذكّرهم ، أليس كذلك؟!

لأجل الوقوف على عمق هذا المطلب واستيعاب آثار الايمان والقدرة اللامتناهية لرب العالمين ، نقوم في البداية بدراسة أهمية العين والاذن ودورهما في جسم الإنسان.

العين من أعظم آيات الله

لا شك أنَّ العين من أعظم الآيات الإلهية ، بل يمكننا القول : إنها أعجب آيات الله سخرها

١٩٣

تعالى في خدمتنا. إنّ العين ذات بناء معقد جداً ، والأعجب من ذلك أن البناء يتشكل من مواد بسيطة جداً ، فهي تتكون من مقدار قليل من الشحوم والعضلات ومقدار بسيط من السوائل.

إنَّ هذا يكفي للكشف عن قدرة الله تعالى ، فهو يستطيع بناء وسيلة معقدة من مواد بسيطة جداً.

للعين سبع طبقات ممتازة ومجزّأة ، وهي مستقلة عن بعضها البعض بالكامل وقد رتّبت بشكل لطيف جداً ، كما أنه تعالى جعل لكل طبقة وظائف خاصة.

لا يوجد في الدنيا كاميرا يمكنها التصوير تلقائياً مثل ما تعمل العين ، فهي تعمل دون حاجة إلى منظّم لعدستها ، فهي تنظم نفسها لتصوير أدنى وأقصى نقطة في أقل زمن ممكن. مع أن تنظيم العدسة للاماكن البعيدة في كاميرات التصوير يحتاج إلى وقت غير قصير نسبياً ، وقد يستدعي هذا الأمر ساعة من الزمن إذا أُريد تصوير لقطة حساسة.

كذلك الأمر بالنسبة لتنظيم النور ، فاذا كنا ـ مثلاً ـ في محيط مضيء ثم انطفأت الكهرباء فيه وساد الظلام ، فإنَّ بؤبؤة العين توسع نفسها لتتكيف مع المحيط وتتمكن من الرؤية.

وفي العين يوجد عضلات تتحرك في ست جهات تمكنها من الحركة إلى الأمام والخلف اضافة إلى الحركات الاربع أي اليمين واليسار والفوق والتحت.

ومن عجائب العين الاخرى هو السائل الذي يترشح منها ويسمى الدمع. إنَّ الدمع غذاء للعين كما أنَّه سائل لغسلها ولتطهير هذا البناء الدقيق والظريف من أي تعفن يحتمل حصوله.

من خصائص العين أنَّها هي بنفسها تقوم بترميم ما يطرأ عليها من اشكالات ونواقص.

هل هناك شيءٌ من مصنوعات الإنسان يحضى بهذه الخصائص؟ لننصف ونرى لو لم يكن هناك دليل وآية على اثبات الخالق غير هذه العين أليس ذلك بكاف؟ (١) كيف يمكن تصديق أن الطبيعة الفاقدة للأحاسيس والشعور يمكنها خلق جهاز بهذه العظمة؟

الاذن آية الله الاخرى

رغم أنَّ بناء الاذن قياساً للعين ليس بنفس الدرجة من حيث التعقد والظرافة ، إلّا أنَّه

__________________

(١) للمزيد راجع الأمثل ٢٠ : ١٩٨ ـ ٢٠٠.

١٩٤

يحكي كما هو حال العين عن قدرة الله تعالى. إنَّ الاذن تتكون من الجزء الخارجي والداخلي والوسط. والاقسام تقع في مناطق متجزءة عن بعضها الآخر ، ولكلٍّ وظائف خاصة ومستقلة. هناك عظام يشبه عملها عمل المضرب ، كما أنَّ هناك طبلة ترتعش بضربات المضرب ، والارتعاشات هذه عند ما تنتقل إلى الدماغ بواسطة الأعصاب تُفسَّر هناك. والعجيب في هذا كله أنَّ الاذن يمكنها تعيين جهة الصوت.

إنَّ العين والاذن نعمتان إلهيتان أنعمهما الله علينا ، وهما عجيبتان جداً ، وفي توصيفهما كتبت كتب كثيرة ، ولكلٍّ منهما من حيث الطبابة مختصون ، بل انَّ في العين لوحدها عدة تخصصات.

العين والاذن وسيلتان مهمتان للمعرفة

إنَّ أهمّ وسائل المعرفة عند الإنسان هي العين والاذن. إنّ الإنسان عند ما يولد يكون خلواً من أي علم (وَاللهُ أخْرَجَكُم مِنَ بُطُونِ أمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (١) والإنسان يحصل على العلوم بعد أن تنمو عنده حاسة السمع والبصر.

إنَّ العلوم التجريبية تنتقل للإنسان عبر حاسة البصر ، فالإنسان يبلغ النتائج المختلفة في المختبرات بعد ما يراها بعينه ، ورؤيته هذه هي التي تنقل النتائج إلى الذهن. أما العلوم النقلية ـ وبخاصة العلوم التي قدمت من الوحي الالهي ـ فهي تنتقل عبر حاسة السمع (الاذن). بالطبع أن العلوم العقلية تعتمد في الأساس على العلوم الحسية أي أنَّ الأشياء ما لم تر أولم تسمع فلا يتمكن العقل من إداركها ، وذلك لأنَّ أساس العلوم العقلية هو (تجريد) و (تعميم) المحسوسات ، ولهذا اذا كان هناك إنسان بالغ أصم وأعمى ـ وهو بالنتيجة أخرس ـ فان مستوى فهمه سيكون بمستوى فهم طفل عمره خمس سنوات حتى لو كان يحضى بدماغ بمستوى دماغ ابن سيناء ؛ لأنَّ هكذا انسان يكون فاقداً لعمودين أساسيين من أعمدة العلوم العقلية وهما البصر والسمع.

__________________

(١) النحل : ٧٨.

١٩٥

الكافر يفتقد وسائل المعرفة

وفقاً لما ذكرت الآية ، أنّ الكافر أعمى وأصم ، أي أنَّه يفقد وسائل المعرفة أو أنَّ هذه الوسائل مسلوبة منه ، لذلك لا يدرك شيئاً من نور الأيمان. أما المؤمن فهو ـ بفضل نور الإيمان ـ يتمتع بحاسة السمع والبصر بشكل كامل ، ويفيد من العلوم ، ووسائل المعرفة.

لماذا كان الكافر أعمى وأصم؟

الوصف المستخدم في الآية يفيد أنّ العمى والصم هما بسبب حاجب الكفر الذي يحول دون السمع والنظر (خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِم وَعَلَى أبْصَارِهْم غِشَاوَةٌ) (١)

إنَّ اللجاجة مع الله وعدم التسليم له والصفات الرذيلة الاخرى سببت عدم إدراك الكفار للحقائق.

يقول الإمام السجاد عليه‌السلام في دعائه العرفاني (أبو حمزة الثمالي) : «إنّك لا تُحْجَب عن خلقك إلّا أن تحجبه الأعمالُ دونك».

وعلى أساس هذا الدعاء ، فإنَّ أعمال الناس هي التي تحجب الإنسان عن الله. وفي بعض نسخ هذا الدعاء ذكرت مفردة (آمال) مكان أعمال ، وعلى هذه النسخة ، فإنَّ الآمال هي التي تحجب الإنسان عن الحقائق والمعارف الإلهية.

الإيمان عند ما يظهر في الإنسان فإنَّ حجب التعصب والجهل والغرور والكبرياء والأنانية تتلاشى لوحدها ، ويتضح للإنسان بعد ذلك كل شيء ، بل الله نفسه يهديه من الظلمات إلى نور الإيمان ، لذلك قال الله في الآية ٢٥٧ من سورة البقرة : (اللهُ وَلىُّ الِّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُورِ والّذِينَ كَفَرُوا أوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوت يُخْرِجُونَهُم مِنَ النُّوْرِ إلَى الظُّلُماتِ أُوْلئِكَ أصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ)

كيف يمكن إزالة الحجب؟

كيف يمكن أن يكون لنا عين واذن قرآنية؟ كيف يمكن أن يكون لنا عين ترى الحقيقة؟ وفقاً

__________________

(١) البقرة : ٧.

١٩٦

لما أقرَّته الآية الشريفة فإنَّ هذه الحجب تزال إذا أزلنا عن أنفسنا ستار الجهل والتعصب واللجاجة لنرى ما يرى أولياء الله.

ما علينا هو أن نكون مؤمنين.

لقد ذكرت علامات للمؤمن في روايات أهل البيت عليهم‌السلام ، ولأجل الاطلاع نأتي بنموذجين هنا :

علامات المؤمن

١ ـ يقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يؤمن عبدٌ حتّى يحب للناس ما يُحب لنفسه». (١)

٢ ـ في رواية اخرى يقول الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنَّ من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحقّ وإن ضرّك على الباطل وإن نفعك». (٢)

وحسب هذه الرواية فإنَّ الحقيقة والصدق من علائم المؤمن ، وهي تحمل في طيّاتها خطاباً للأحزاب والتكتلات السياسية في البلد بأن يقوم نشاطهم على الصدق والحقيقة وتجنّب الزيف. إنهم إذا بلغوا مرحلة يرجّحون فيها حديث عنصرهم الطالح على حديث العنصر الصالح للتكتل المنافس فذلك يعني أنّهم لم يدركوا حقيقة الايمان ، ودعواهم الايمان زيف لا أكثر.

اللهم ارزق جميع المسلمين الايمان الكامل.

__________________

(١) ميزان الحكمة ١ : ١٩٣.

(٢) بحار الانوار ٦٧ : ١٠٦.

١٩٧
١٩٨

المثل العشرون :

الذين يدعون من دون الله

يقول الله في الآية ١٤ من سورة الرعد :

(لَهُ دَعْوَةُ الحَقِّ والّذِيْنَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِه لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيءٍ إلّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إلى المَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إلّا فِي ضَلالٍ)

تصوير البحث

إنّ آية المثل درست قضية الدعاء والتوسّل ، وهي تسعى لتعليم الإنسان إلى مَن يمدّ يده؟ ثم مثَّلت أولئك الذين يطرقون أبواب المخلوقات دون خالقهم طالبين حاجاتهم بمن بسط يديه إلى الماء ....

سؤال :

قبل البتِّ بشرح وتفسير آية المثل ينبغي التساؤل عن سبب عدم التطرّق إلى بعض الأمثال التي جاءت قبل سورة الرعد ، مثل الآية الشريفة ٣٢ من سورة المائدة التي اعتبرت قتل النفس البريئة بمثابة قتل الناس جميعاً واحياء نفس بريئة بمثابة احياء الناس جميعاً. فإنّ فيها تشبيهاً وتمثيلاً نوعاً ما ، فَلِم لم تأت في البحث.

الجواب:

في القرآن امثال وتشابيه كثيرة ، لكن بحثنا في الامثال القرآنية لا التشابيه.

إنَّ التشبيه هو تنظير شيء بشيء كأن يقال : (إن حسن كالأسد). فهذا تشبيه وليس مثلاً ،

١٩٩

أما المثل فهو تجسيد وبيان لقصةٍ أو جماعة أو قضية أو مطلب عقلي ليس في متناول أذهان الناس ، كما لو أنَّ الله أراد بيان قضية الحق والباطل وهما قضيتان غير حسية مثّلهما بالمطر والسيل والزبد الذي يتجمع على الماء ، فيمثّل الحق بالماء والباطل بالزبد ، من حيث أنّ الزبد رغم ابهته وارتفاعه وظهوره إلّا أنه أجوف ويتلاشى بسرعة ... وبناءً على هذا الايضاح فقد حصلنا على معيار كلي للتمييز بين الأمثال والتشابيه.

البرق والسحب الثّقال

لأجل الاستيعاب الأفضل للمثل المذكور علينا شرح الآيات ١٢ و ١٣ من سورة الرعد باقتضاب.

يقول الله تعالى في الآية ١٢ من سورة الرعد : (هُوَ الَّذِي يَرُيْكُمُ البَرْقَ خَوْفَاً وَطَمَعاً وَيُنْشِأُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)

إنّ البرق من آثار عظمة الله تعالى ، فهو يزرع الأمل في نفس الإنسان كما يزرع الخوف والقلق.

إنّ البرق يبشّر الناس بهدية المطر الإلهية ؛ وذلك لأن الرعد والبرق يتسببان في نزول الكثير من المطر.

كيف يسبب البرق نزول المطر؟

اصطدام السحب التي تحمل شحنات كهربائية متضادة يوجد حرارة تقدّر بخمسة عشر ألف درجة سانتيغراد. إن هذه الحرارة تحرق الهواء المحيط بها وبذلك يقل ضغط الجو الأمر الذي يؤدي إلى هبوط المطر. من جانب آخر قد يتبلور البرق على شكل صاعقة فيحرق حينئذٍ ما يصطدم به من الغابات والقرى والاشخاص والحيوانات والمزارع ، وهذا هو الذي ينجم عنه خوف الإنسان.

(وَيُنْشِأُ السِّحَابَ الثِّقَالَ) قد يتصور كثير من الناس أنَّ السُّحُب لا تختلف ، وهي تعمل على وتيرة واحدة ، مع أنَّ الحقيقة شيء آخر ، وهي تختلف عن بعضها الآخر كثيراً.

٢٠٠