قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أسرار التكرار في القرآن

أسرار التكرار في القرآن

أسرار التكرار في القرآن

تحمیل

أسرار التكرار في القرآن

101/359
*

٨٤ ـ قوله : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) (١٣) وبعده : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) (٤١) ، لأن الأولى فى أوائل اليهود ، والثانية فيمن كانوا فى زمن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أى : حرفوها بعد أن وضعها الله مواضعها ، وعرفوها وعملوا بها زمانا (١).

٨٥ ـ قوله : (وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) «١٣ ، ١٤» كرّر لأن الأولى فى اليهود ، والثانية فى حق النصارى ، والمعنى : لم ينالوا منه نصيبا. وقيل : معناه : ونسوا نصيبا. وقيل : معناه : تركوا بعض ما أمروا به.

٨٦ ـ قوله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ ..) (١٥) ثم كرّرها (٢) فقال : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) (١٩) ، لأن الأولى نزلت فى اليهود حين كتموا صفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآية الرجم (٣) من التوراة ، والنصارى حين كتموا بشارة عيسى بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) فى الإنجيل ، وهو قوله : (يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ) (١٥). ثمّ كرّر فقال : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (١٨) فكرّر : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ) ، أى :

__________________

(١) قال الإسكافى : «عن» فى كلام العرب موضوع لما عدا الشيء ، وكان اليهود يعدلون بالكلم تأويله الذى له ، وتنزيله الذى جاء عليه إلى غيره مما هو باطل ، و «عن» فى هذا الموضع تقترب من معنى «بعد» ، إلا أن الأصل فى هذا المكان أن يستعمل «عن» ، لأن «بعد» قد تكون لما تأخر زمانه بأزمنة كثيرة ، و «عن» لما جاوز الشيء صار ملاصقا زمنه لزمنه.

وأما الآية الثانية : فهى فى قوم من اليهود أخبر الله عنهم بأنهم يسمعون ليكذبوا ، فهم يسمعون مع نية التحريف ، وهذا يكون بعد زمان منفصل عن السماع. (درة التنزيل ص ٩٢).

وقيل : المراد ما ذهب إليه المفسرون ، وهو أن قوما أرسلوا هؤلاء إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى قصة زان محصن ، فقالوا لهم : إن أفتاكم محمد بالجلد فحدوه ، وإن أفتاكم بالرجم فلا تقتلوه.

انظر (البخارى فى الحدود ٤ / ٢٥١ ومسلم فى الحدود ٤ / ٢٢).

(٢) فى ب : ثم كرر.

(٣) أخرج الحاكم فى المستدرك ٤ / ٣٥٩ عن ابن عباس : «من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب» ، وهو قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ).

(٤) فى ب : عليهما‌السلام.