إعجاز آيات القرآن في بيان خلق الإنسان

د. محمّد فيّاض

إعجاز آيات القرآن في بيان خلق الإنسان

المؤلف:

د. محمّد فيّاض


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٤١

وبعد تمام تسوية جسد آدم ، نفخ الله فيه الروح فصار بشرا سويا. فيقول جل جلاله ، (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) [الحجر : ٢٩]. ومفهوم هنا أن سجود الملائكة لآدم كان سجود تكريم لا سجود عبادة.

أين خلق آدم؟

يخبرنا الحديث النبوى الشريف أنه سبحانه وتعالى خلق آدم من تراب هذه الأرض وفيها. ولكن فى أى مكان فى هذا العالم ، هنا تتراوح أقوال المفكرين وظنونهم ، فمن قائل إنه خلق فى الهند ، ومن قائل إنه خلق فى بلاد النهرين. ولكن الحقيقة المؤكدة هى أن أحدا من الناس لم يشهد خلق آدم ، فكيف يتحدث البشر فيما لم يشاهدوه.

ولكن روى حديث نبوى يخبرنا أن الله تعالى خلق آدم على جبل عرفات. ففى الحديث الذى يرويه الإمام أحمد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان ، يعنى عرفة ، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قائلا : ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين».

جنة آدم

ينتهى بنا هذا الحديث النبوى الشريف ـ إذا صح ـ إلى حقيقة ساطعة هى أن الجنة التى أسكنها الله آدم وزوجه ، وأمر فيها الملائكة بالسجود لأبى البشر ، والتى وسوس فيها إبليس ، كانت حديقة فى الأرض لها أوصافها التى جاءت فى القصة. وهذا هو القول الذى ذهب إليه غالبية المفسرين ، واحتجوا فى ذلك بعدة أشياء منها أنه لو كانت جنة الخلد لما أكل آدم من الشجرة رجاء أن يكون من الخالدين ، وأن جنة الخلد لا كذب فيها وقد كذب فيها إبليس ، ثم إن من يدخل الجنة لا يخرج منها ، وآدم وامرأته قد خرجا منها. إضافة إلى ذلك ؛ فإن جنة الخلد لا يسمح الله

٢١

بالدخول فيها إلا بعد الحساب ، فهى دار جزاء لا دار امتحان. ولو كانت جنة آدم هى جنة الخلد لما خفى ذلك عن آدم ، وهو الذى علمه الله الأسماء كلها ، ولما خدع بقول إبليس له (يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [طه : ١٢٠].

وحيث إن هدفى من إيراد هذه المعلومات هو استيفاء كل جوانب قصة خلق آدم وحواء ، فيبقى أن أشير إلى نقطة أخيرة وهى ما الذى أكله آدم وزوجه. لقد أسكن الله آدم وزوجه الجنة وأمرهما بأن يأكلا رغدا حيث شاءا ، لكنه سبحانه وتعالى حرم عليهما شجرة معينة ، حرم عليهما أن يأكلا منها ، بل وحرم عليهما القرب منها مبالغة فى التحذير. وقد ذهب الناس مذاهب شتى فى تحديد هذه الشجرة ـ لا يقوم على أى منها دليل ـ فقيل الحنظلة ، وقيل النخلة ، وقيل الكافور ، وقيل التين ، وقيل السنبلة أو الكرمة ، وقيل هى نوع من أنواع الموز يصلح للطبخ يسمى «موز الفردوس» ، وقيل هى التفاح ولذلك سميت جوزة الحلقوم باسم «تفاحة آدم».

ولكن يبقى فى النهاية أن نؤكد أن أبرز ما يجب ملاحظته فى ختام قصة خلق آدم وحواء هو مبادرتهما بالتوبة ، حيث لم يترددا فى الاعتراف بذنبهما ، فقبل الله توبتهما لعلمه بصدق نيتيهما (١).

__________________

(١) يتفق هذا مع قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) [النساء : ١٧ ، ١٨]

٢٢

الفصل الثانى

تاريخ علم الأجنة

تمهيد

ليس معقولا ، ولا مقبولا ، أن نتحدث عن الأجنة كما وردت فى محكم كتاب الله الكريم ، دون أن نلقى بنظرة ، ولو سريعة ، على تاريخ علم الأجنة. ونحن هنا سنحاول أن نسلط أضواء عابرة على الجهود التى بذلها السابقون ، وهم يحاولون سبر أغوار الطبيعة وكشف مكنوناتها ، فى مجال الأجنة وكيفية تكونها.

وكغيره من العلوم وتاريخها ، فإن تاريخ علم الأجنة يرتبط بشكل أساسى بتاريخ العلوم عامة. صحيح أن هذا العلم يتناول بالتأصيل كل أشكال الحياة الراقية ، لكنه بنفس القدر يتصل بالتطور التاريخى للتفكير الفلسفى ، حتى إن عبارة «فيلسوف الطبيعة» كانت هى الوصف الذى يستخدمه العالم فى الإشارة لنفسه منذ القدم ، وكان الآخرون أيضا يستخدمونها فى الإشارة إليه.

٢٣

مراحل تاريخ علم الأجنة

اصطلح المتخصصون على تقسيم تاريخ علم الأجنة إلى ثلاث مراحل ، هى :

أولا : المرحلة الوصفية

تمتد هذه المرحلة قرابة خمسة وعشرين قرنا ، من القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن التاسع عشر ، وهى مرحلة اتفق العلماء على تسميتها بمرحلة «علم الأجنة الوصفى» ، حيث اقتصرت أدبيات هذه المرحلة الطويلة على وصف الملاحظات المتعلقة بظاهرة تطور الجنين ، مع محاولة تفسيرها بطرق متنوعة. وكان غياب المنطق أمرا طبيعيا مع انعدام وجود الأجهزة التى يمكن أن تساعد العلماء والدارسين على فهم حقيقة التطورات التى تمر بها حياة الجنين.

لكننا نقف بالإجلال والاحترام ـ فى هذا المجال ـ أمام حضارة مصر الفرعونية القديمة ، التى لم تترك واحدا من جوانب الحياة دون أن تقتحمه بالعلم والدراسة ، ومن بينها الحمل والولادة.

الحمل والولادة عند الفراعنة

كان حرص المصريين القدماء كبيرا على إنجاب الأطفال ، وكان حرص المصريات مضاعفا على الحمل ونجاحه. وكان المصريون القدماء يؤمنون بوجود الإله القادر. وفى نفس الوقت كانوا يقدسون بعض الحيوانات فى صورة معبودات نوعية يقدم كل منها خدمة معينة. كانت هناك المعبودة «تاويريت» على هيئة أنثى فرس النهر ، وترمز إلى الخصب البشرى كما تحمى الحوامل من الوضع المتعسر. وأيضا «أبيس» ،

٢٤

العجل المقدس ، ويرمز إلى القوة الجسدية والتفوق فى النسل. وكذلك «حقت» ، المعبودة التى ترسم برأس ضفدعة ، وكانت تساعد الحوامل فى الولادة. وكان هناك أيضا «خنوم» ، ويظهر فى هيئة رجل له رأس كبش ، وأمامه عجلة الفخار يشكل عليها الطفل قبل مولده. وكانت هناك «نيت» ، ونسب إليها أنها إلهة التناسل ، وأنها عظيمة الاهتمام بالحوامل. وكانت هناك أيضا «مسخنت» على هيئة سيدة يعلو رأسها نبات مائى ، وكانت معبودة للولادة.

وفى باب السحر والتمائم ، نذكر أن المصريين القدماء ـ وخصوصا النساء ـ كانت لهم رقى يتلونها عند الحمل والولادة. وكانت هناك علامة «عنخ» التى ترمز للحياة ؛ فضلا عن الجعران (وكان يأخذ صورة الإله رع كرجل يحل فيه الجعران محل رأسه) ، وكان رمزا للتجدد والخلود. ولكى تضمن المرأة الحامل الحصول على ولادة سهلة وطبيعية ، فقد كانت تستعين بتميمة تصور امرأة راقدة على سريرها فى هدوء وراحة شديدتين ، وإلى جوارها طفلها الذى وضعته فى يسر وبلا معاناة.

ومن بين أحد مظاهر السمو والرقى فى حضارة مصر الفرعونية ، يبرز وجود النساء الطبيبات. فهناك لوحة تصور الطبيبة «بسيشيت» Peseshet ، وتحمل ألقابا كثيرة منها «المشرفة على الأطباء» و «رئيسة الطبيبات» ، مما يفهم منه أننا أمام سيدة عظيمة المقام ؛ ومعها مجموعة من النساء يمارسن الطب كطبيبات مؤهلات ولسن مجرد قوابل (دايات). ولا شك أن عدد هؤلاء الطبيبات كان كبيرا من أجل مواجهة حاجة المجتمع إلى التكاثر والتناسل ، وكن يتمتعن بقدر كبير من الاحترام والتكريم باعتبار أنهن اللائى يتلقين المولود الجديد على أيديهن ، سواء كان هذا المولود لفرعون أم لوحدا من عامة الشعب. والجدير بالذكر هنا أن الطبيب الرجل (ويطلق عليه اسم «سونو») لم يكن يشارك إطلاقا فى عملية الولادة.

كان المصريون القدماء على معرفة تامة بماهية الإسهام الذى يؤديه الذكر فى عملية الحمل ، بل إن الأدب المصرى يعطى للرجل «الدور الجميل» Beau Role فى تلك العملية. لكنهم لم يعرفوا ما الذى يحدث «للبذرة» فى الداخل ، لكن المصريين القدماء تأكدوا من وجود نوع من العلاقة بين عدة أشياء مثل الخصيتين والقضيب والمنى وبين الحمل. وكان الرأى العلمى لديهم أن المنى ينبع من الحبل الشوكى

٢٥

(وهى نظرية استمرت تظهر وتختفى فى طب أوروبا فى القرن التاسع عشر). وربما يكون مرجع ذلك إلى الكهنة الذين كانوا يذبحون القرابين ، وكانوا يعتقدون بأن قضيب الثور يعتبر امتدادا لعموده الفقرى. ومن هنا كان اهتمامهم بالعظمة الموجودة فى آخر أربع أو خمس فقرات فى نهاية العمود الفقرى عند العجز باعتبار أنها المسئولة عن الحفاظ على منى الرجل ، ثم ارتبط هذا الاعتقاد بأسطورة تقطيع جسم «أوزوريس» ، ومن هنا جاء الاسم التقليدى لهذه العظمة وهوOs Sacrum أى «العظمة المقدسة».

ونتوقف عند محطات قد تكون عابرة لكنها ذات مغزى ومعنى فى بيان ما كان فى جعبة المصريين القدماء عن الحمل : (شكل ١)

مدة الحمل : عرف المصريون مدة الحمل ، بعكس ما يقول به البعض. ففى إحدى البرديات الطبية (وستكار) نجد «خوفو» يسأل الساحر «دجيدى» Djedi متى ستتم ولادة «ريدجدت» Reddjeddet فيجيبه قائلا : «سوف تولد فى الخامس عشر من أول شهر الشتاء ، وتلك فترة تتراوح بين ٢٧٥ و ٢٩٤ يوما». وهذه الفترة تحديدا هى التى تقول عنها بعض الروايات والأساطير إنها مدة حمل «إيزيس» فى «حورس» ونقرأ على أحد التوابيت ـ فى برلين ـ العبارة التالية : «أمك احتفظت بك حتى اليوم الأول من الشهر العاشر».

منع الحمل : قدم الطبيب المصرى القديم للبشرية أول وسيلة لمنع الحمل فى التاريخ ، بهدف مساعدة المرأة على ضبط الإنجاب ، فكان بذلك الإنجاز الرائع سابقا لأقرانه من أطباء عصرنا بأكثر من أربعة آلاف عام. ففى بردية (ايبرس) الطبية نجد الوصفة التالية لمنع الحمل :

وصفة ٧٨٣ : بدء الأدوية التى تجهز للنساء : علاجا لمنع الحمل لمدة سنة واحدة أو سنتين أو ثلاث سنوات : جزء (قا) من السنط ـ حنظل (ظرت) ـ بلح ـ يصحن ناعما مع (هن) من العسل ـ شعر بذرseed Wool يبلل به ويوضع على فرجها».

ويلاحظ أن هذه الوصفة تتضمن ما يمكن فهمه على أنه لبوس ، تستمر صلاحيته مدة تتراوح بين السنة وثلاث سنوات ، وهى فى المفهوم الطبى فترة كافية لأن تسترد المرأة صحتها وتستعيض ما فقدته فى آخر حمل لها من كالسيوم ومعادن وغيرهما.

٢٦

(شكل ١) صورة من إحدى البرديات الطبية الفرعونية لتصور قدماء المصريين عن تكوين الجنين داخل الرحم

فيما بعد الفراعنة

يذهب بعض الباحثين ، إلى أن اليونانيين القدماء هم أول من ربط العلم بالمنطق بفضل تعليلهم للملاحظات بالمنطق لا بالقوى السحرية الغامضة. ويرصد بعض الباحثين ظهور مفهوم أساسى خلال هذه المرحلة من تاريخ علم الأجنة يعرف ب «التغير المتعاقب» ، حيث هيمنت كتابات أرسطوطاليس وجالينوس.

ونتوقف قليلا عند أرسطو ، الذى أطلق عليه فلاسفة المسلمين لقب المعلم الأول ، والذى عاش فى القرن الرابع قبل الميلاد (٣٨٤ إلى ٣٢٢ ق. م.) وكان

٢٧

أرسطو أول من خصص جانبا من بحوثه لعلم الأجنة بناء على ملاحظاته على أجنة الطيور والحيوانات. صحيح أنه انزلق إلى عالم الخرافات والأساطير ، إلا أن ذلك لا يعيبه فقد كانت تلك أحوال عصره وزمانه ، والعالم ليس إلا محصلة ونتيجة لمعلومات عصره.

وقد لخص أرسطو فى بحثه عن الأجنة معتقدات أهل عصره ورأيه فيها ، واعتبرها تندرج تحت نظريتين (١) :

الأولى : وهى أن الجنين يكون جاهزا فى ماء الرجل فإذا دخل ماء الرجل الرحم انعقد ، ثم نما كما تنمو البذرة فى الأرض يستمد غذاءه من الرحم.

الثانية : أن الجنين يتخلق من دم الحيض حيث يقوم المنى بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتعقده وتحوله إلى جبنة. وليس للمنى دور فى إيجاد الولد قط ؛ وإنما هو دور مساعد مثل دور الأنفحة فى إيجاد الجبنة.

ومنذ عام ٢٠٠ بعد الميلاد ، وحتى القرن السادس عشر ، لم تسجل أية معلومات تذكر عن الأجنة فى المؤلفات العلمية فى الغرب ، ولو لا الكتّاب المسلمون الذين عكفوا على الترجمة لفقد العلم كثيرا من كنوز مؤلفات اليونانيين.

وانطلاقا من القرن السادس عشر تدافعت نشاطات البحث العلمى حول موضوعات الخلق والتكوين ، وأصبحت محل نقاش دائم ، وهو ما نستعرضه فيما يلى :

تبين بعض الرسوم ، خلال القرن السادس عشر ، كيف يتكون الجنين من كتلة دموية وبذرة ، وهذا المفهوم الخاطئ قال به أرسطو طاليس وانتقل على مر القرون ، وكان الاعتقاد السائد فى هذه الحقبة أن الجنين يتولد من دم الحيض.

والجدير بالذكر هنا أنه فى الوقت الذى سادت فيه هذه الفكرة عند جميع الأطباء إلى ما بعد اكتشاف المجهر ، كان علماء المسلمين يرفضون فكرة أن يتولد الجنين من دم الحيض ، مستندين إلى آيات قرآنية عديدة مثل قوله تعالى : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) [القيامة : ٣٧] ، والأحاديث النبوية التى رويت فى هذا المجال. وكان هذا

__________________

(١) خلق الإنسان بين الطب والقرآن ، د. محمد على البار

٢٨

واحدا من صور السبق للقرآن الكريم والسنة النبوية لما كان مستقرا عند أهل العلم من غير المسلمين.

وعند ما نستعرض صفحات التاريخ فإننا نجد أمامنا رسما ممتازا لتطور جنين دجاجة من أعمال «فابرسيويس» (١٦٠٤) ، وربما لجنين الدجاجة المتخلق يظهر بوضوح تام (وهى الفلقات التى تعرف اليوم أنها تحتوى على خلايا تولد الجزء الأكبر من الهيكل العظمى للجسم وعضلاته ، وهو رسم ل «مارسيللو مالبيجى» (١٦٧٢) ونشرت فى نفس الوقت تقريبا مجموعة أخرى من الرسوم ، منها بعض صور أجنة الدجاج وأخرى تظهر تخلق الجنين البشرى.

هنا تجدر الإشارة إلى أن فكرة الخلق التام للإنسان من أول مراحله كانت تسيطر فى تلك الفترة على أذهان العلماء ، حيث كانوا يعتقدون أن التخلق الإنسانى ليس إلا زيادة فى الحجم لصورة واحدة تتسع أبعادها بمرور وقت الحمل.

(شكل ٢) شكل يبين الحيوان المنوى

أما نقطة التحول الجذرية فتمثلت فى اختراع المجهر ، وهو الأداة التى توجت تقدم علم الأجنة الوصفى ، وفتحت الطريق أمام ظهور الحقيقة بأكملها. فقد أدى التطور إلى إعلان كل من «هام» و «فان لوفينهوك» اكتشاف الحوين المنوى (١) (شكل ٢) ، وتظهر صورة الحوين المنوى البشرى التى نشرت فى عام ١٠٧١.

ويبدو أن اكتشاف المجهر فى تلك الأثناء لم يكن كافيا لتوضيح تفاصيل تكوين الحوين المنوى ، وترتيبا على ذلك فقد قام العلماء بإكمال الصورة من خيالهم ، وعادوا إلى التعبير عن الفكرة

__________________

(١) الحوين تصغير كلمة الحيوان.

٢٩

السائدة لديهم وهى أن (الإنسان يكون مخلوقا تاما فى الحوين المنوى فى صورة قزم) (شكل ٣). ونجد تجسيدا لهذه الحقيقة فى الرسم الذى قدمه «هارتسوكر» للحوين المنوى (١٦٩٤) بعد اكتشاف الميكروسكوب بفترة. الخلاصة أن العلماء فى تلك الفترة لم يعرفوا بعد أن خلق الإنسان فى رحم أمه يمر بأطوار مختلفة الخلق والصورة.

ومن عجب أن نجد أن هذه الحقيقة تقررت فى القرآن الكريم والسنة المطهرة قبل ذلك بقرون عشرة. فالقرآن الكريم يقرر أطوارا لخلق الإنسان. فى مثل قوله تعالى : (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) [الزمر : ٦].

(شكل ٣) صورة من رسم العالم هارتسوكر حيوان منوى بهيئة مخلوق تام التكوين (سنة ١٦٩٤)

٣٠

وكان «مالبيجى» ـ الذى يعتبر أبا لعلم الأجنة الحديث ـ قد ظن أن بيضة الدجاجة غير المخصبة تتضمن شكلا مصغر الدجاجة ، وذلك إثر دراسته لبيضة دجاجة غير ملقحة عام ١٦٧٥. وبينما كان فريق من العلماء يرى أن الإنسان يخلق خلقا تاما فى بييضة المرأة ، كان فريق آخر يقرر أن الإنسان يخلق خلقا تاما فى الحوين المنوى. ولم ينته الجدل بين الفريقين إلا حوالى عام ١٧٧٥ ، عند ما أثبت «سبالانزانى» أهمية كل من الحوين المنوى والبييضة فى عملية التخليق البشرى.

هذا فى الوقت الذى نجد فيه أن هذه القضايا قد حسمت بشكل قاطع فى القرآن الكريم والسنة النبوية قبل ذلك بمئات السنين ، مؤكدين أن التخلق هو عملية مشتركة بين الذكر والأنثى. ومثال ذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) [الحجرات : ١٣].

ثانيا : علم الأجنة التجريبى :

لم تكتشف بييضة الثدييات إلا فى أواخر القرن التاسع عشر. واعتبارا من نهاية القرن التاسع عشر وحتى الأربعينيات من القرن العشرين ، بدأت المرحلة التاريخية الثانية ، وهى علم الأجنة التجريبى ، وذلك بكتابات «فون باير» و «داروين» و «هيجل». وكان «فون باير» عملاقا فى عصره فى هذا المجال ، فقد قفز بعلم الأجنة من التجارب والمشاهدات إلى صياغة المفاهيم الجنينية لا العكس.

كذلك تميزت المرحلة التاريخية الثانية بالبحث عن (الآليات). وبرز اسم «ويليهيلم روكس» فى هذا المجال ، وانتقلت الدراسة الجنينية من وصف الملاحظات إلى التدخل ومعالجة الكائنات الحية المتطورة.

وقد شغلت مسألة معرفة الآلية التى يحدث فيها التمايز بين الخلايا اهتمام الباحثين أمثال «ويلسون» و «تيودور» و «بوفيرى» و «هاريسون» ، وبدأ «أوتو واربورج» دراسات عن الآليات الكيميائية للتخلق ، ودرس «فرانك راترى ليلى» طريقة إخصاب الحوين المنوى للبييضة ، كما درس «هانس سبيما» آليات التفاعل النسيجى كالذى يحدث خلال التطور الجنينى ، ودرس «يوهانس هو لتفرتر»

٣١

العمليات الحيوية التى تظهر بعض الترابط بين خلايا الأنسجة فيما بينها وبين خلايا الأنسجة الأخرى.

ثالثا : مرحلة التكنولوجيا الحديثة :

وتمتد هذه المرحلة من الأربعينيات حتى يومنا هذا. وقد أدى تطور الأجهزة والتقنيات الحديثة إلى إحداث تأثير كبير على مجرى البحوث والدراسات ، حتى وصل الأمر إلى أن ما كنا نعرفه قبل أعوام قليلة أصبح يتغير كلية مع التقدم التكنولوجى المتسارع.

وعلى سبيل المثال فإن المجهر الإلكترونى ، وآلات التصوير المتطورة الأخرى ، وقياس الشدة النسبية لأجزاء الطيف ، والكمبيوتر ، ومجموعة وسائل الكشف عن البروتينات والأحماض النووية ، والكربوهيدرات المعقدة وعزلها وتحليلها ، يمكن أن تعتبر كلها عوامل تجعل علماء «الأحياء البيولوجى النمائى» اليوم فى وضع يسمح لهم بإجراء تجارب كانت تبدو قبل عقد من الزمن مجرد حلم خيالى. ويمكننا اليوم أن نجرى تحليلا دقيقا مفصلا لسطح الخلايا خلال تمايزها. ويمكننا أيضا أن ندرس دور النواة ، وجبلة الخلية (السيتوبلازم) ، والمنابت خارج الخلية باستخدام تهجين الخلايا وغرس النواة وغرس الجينات فى الرحم ، وغير ذلك من التقنيات. ويمكننا أن ننظر الآن إلى الأجنة بوضوح لم يكن يمكن تصوره فى زمن العالم «مالبيجى». ويمكننا أن ننظر داخل هذه الأقسام لنفهم آليات التمايز الطبيعى والشاذ وأيهما أفضل.

الخلاصة :

يدلنا استعراض تاريخ الأجنة على أن البشرية اهتمت بكشف أسرار التخلق البشرى. فاقتصرت الدراسات الأولى على استخدام الوصف التخيلى كنتيجة حتمية لقلة الوسائل التقنية المتقدمة آنئذ ، وبعد اختراع المجهر اتسمت الدراسات بدقة أكبر وإن ظلت تستخدم الوصف إلى جانب الأساليب التجريبية. ولم يتم

٣٢

التوصل إلى فهم أدق ووصف أشمل للتخلق الجنينى إلا فى هذا القرن وباستخدام الأجهزة الحديثة فقط.

اللافت للنظر هنا ، أنه قبل أربعة عشر قرنا من الزمان ، كانت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة تتضمن وصفا دقيقا ، شاملا ، صحيحا ، للتخلق البشرى ، مع بيان مفصل للتتابع المرحلى المضبوط لكل الفترات. مثل قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [المؤمنون : ١٢ ـ ١٤]

٣٣
٣٤

الفصل الثالث

آيات من القرآن الكريم

وأحاديث نبوية تتحدث عن مراحل التخليق البشرى

تمهيد

عند ما كنت أقرأ القرآن ، كانت تطالعنى عبر صفحاته كثير من المصطلحات والتعابير الفنية والعلمية التى نتداولها فى عملنا فى مجال طب النساء والحمل والولادة. وحيث إننى قد تصديت لموضوع كيفية بيان آيات القرآن الكريم لإعجاز الخلق الإلهى ، فقد رأيت من المفيد أن أحاول تجميع كل الآيات التى تتعرض لموضوع الخلق فى الأرحام ، لعل فى ذلك فائدة للقارئ والباحث. ولم يفتنى بالطبع أن أدرج فى هذا التجميع المبوب بعضا من الأحاديث النبوية الشريفة التى تعرضت للموضوع نفسه.

٣٥

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [المؤمنون : ١٢ ـ ١٤]

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) [الطارق : ٥ ـ ٧]

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) [الإنسان : ٢]

(قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) [عبس : ١٧ ـ ١٩]

(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) [النجم : ٤٥ ، ٤٦]

(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [البقرة : ٢٢٣]

(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) [الزمر : ٦]

(وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) [المؤمنون : ١٧]

(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [يس : ٧٧]

(وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) [مريم : ٩]

(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران : ٦]

٣٦

(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) [الإنسان : ١ ـ ٢]

(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار : ٦ ـ ٨]

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) [غافر : ٦٧]

(ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) [نوح : ١٣ ، ١٤]

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين : ٤]

(وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) [النساء : ١]

(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) [الفرقان : ٢]

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) [الفرقان : ٥٤]

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) [الروم : ٢١]

(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك : ١٤]

(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) [القيامة : ٣٧ ـ ٣٩]

(اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) [الرعد : ٨]

(وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [الليل : ٣ ، ٤]

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) [العلق : ١ ، ٢]

(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) [الحجرات : ١٣]

٣٧

(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) [النبأ : ٨]

(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) [الروم : ٥٤]

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر : ٤٩]

(أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) [الواقعة : ٥٨ ، ٥٩]

(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٢٠) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (٢١) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) [المرسلات : ٢٠ ـ ٢٣]

(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ) [القصص : ٦٨]

(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) [السجدة : ٧ ـ ٩]

(هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الحشر : ٢٤]

(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) [الحجر : ٨٦]

(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [النحل : ٤]

(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) [الكهف : ٣٧]

(الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) [الأعلى : ٢ ، ٣]

(وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) [فصلت : ٤٧]

(لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً) [الشورى : ٤٩ ، ٥٠]

(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات : ٤٩]

٣٨

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت : ٥٣]

(وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الذاريات : ٢٠ ، ٢١]

(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) [الحج : ٥]

(وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) [الأعراف : ١١]

(بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) [يس : ٨١]

(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) [فاطر : ١١]

(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم : ١١]

(وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) [البقرة : ٢٥٩]

(وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل : ٧٨]

(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) [المؤمنون : ٧٨]

(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) [الملك : ٢٣]

أحاديث نبوية شريفة

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها ، وخلق سمعها ، وبصرها وجلدها ، ولحمها وعظامها ، ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك». أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والطبرانى ، وجعفر الفريانى

«مر يهودى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت

٣٩

قريش : يا يهودى إن هذا يزعم أنه نبى ، فقال لأسألنه عن شىء لا يعلمه إلا نبى ، قال فجاء حتى جلس ثم قال : يا محمد مم يخلق الإنسان؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا يهودى من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة». مسند أحمد

فيما رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الصادق الصدوق قال : «إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون فى ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون فى ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد». صحيح مسلم ج ٤ ص ٢٠٣٦ ـ ٢٦٤٣.

٤٠