الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

فالاكتحال يَقْضِى على أخلاط العَين المتأتّية من الخارج كالتّراب والغبار والدُّخان ، وتبريد الرّأس لخفض الحرارة والحمَّى ، والسّعوط لا نزال الأخلاط التى تكون فى الأنف وتنفذ الى داخل العَين ، وأمّا التّسهيل فلافراغ الأخلاط التى تكون فى البدن ويتصاعد بُخارُها الى العين.

ومن علاجات العُيون أنْ يُهَيِءَ الطّبيب ثلاثة مياه : أحدها ماء قد طُبخت فيه حِلْبَة ، والآخر من كل نوع من المياه الثّلاثة بمقدار ما تقتضيه العِلّة ، وذلك أنّ تقدير ما كان لتلك المياه عند شدّة الوجع وغَلَبَتِه بنوعٍ ، وعند كثرة الوَسَخ فى قرحة وما أشبهها بنوعٍ ، وعند التَّقَوُّر فى قرحة عين بنوعٍ ، وينبغى جدّا تسكين نُتوء الغِشاء العِنَبىّ اذ الغالب فى أمراض العُيون نُتوؤه ، فطبيعتها الى الحرارة ، ويلزمها عِلاج يعود بها الى حَرارتها)(٨٥) الأصليّة فيبرِّدها بحسب الحاجة ونوع الدّاء.

٨١

حواشي حرف العين

__________________

(١) النّهاية ٣ / ١٦٨.

(٢) ن م ٣ / ١٦٨.

(٣) ديوان الهذليين ١ / ١١٧.

(٤) قال الخليل : اعتبط الرجل : مات فجأة من غير علّة ولا مرض. العين (عبط).

(٥) النّهاية ٣ / ١٧٦.

(٦) ن م ٣ / ١٧٥.

(٧) للبريق الهذلى. ديوان الهذليين ٣ / ٥٩.

(٨) هذه المادة من م.

(٩) النّهاية ٣ / ١٨٤.

(١٠) ن م ٣ / ١٨٥.

(١١) أبو جعفر أحمد بن محمد المعروف بابن النّحّاس ، من أفاضل أهل العلم ، أخذ عن الأخفش الأصغر ومن فى طبقته. له كتب منها معانى القرآن والكافى والمقنع وشرح المعلقات. توفى غرقا فى النّيل سنة ٣٣٨ للهجرة. ينظر بغية الوعاة ١ / ٣٦٢.

(١٢) اللسان (عجز).

(١٣) بلا عزو فى العين (عجف).

(١٤) النّهاية ٣ / ١٨٧.

(١٥) المجمل ٣ / ٤٥٠. اللسان (عجن) (كون) ، مع اختلاف طفيف فى

٨٢

الرّواية.

__________________

(١٦) العين (عجن).

(١٧) لأبى المهوّش فى اللسان (عجا).

(١٨) النّهاية ٣ / ١٨٩.

(١٩) المجمل ٣ / ٤٥٣. اللسان (عدل).

(٢٠) المجمل ٣ / ٤٥٤. اللسان (عدل).

(٢١) م : ونشطته.

(٢٢) العين (عدن).

(٢٣) النّهاية ٣ / ١٩٤.

(٢٤) ن م ٣ / ١٩٢.

(٢٥) قال الخليل : اعيرج : حيّة صمّاء لا تقبل الرقية ، وتطفر كما تطفر الأفعى وجمعه أعيرجات. العين (عرج).

(٢٦) العين (عرد).

(٢٧) للصّمّة بن عبدالله القشيرىّ. وهو مع آخر فى المجمل ٣ / ٣٧٨. واللسان (عرر).

(٢٨) المستقصى ٢ / ٢٠٢.

(٢٩) ديوان كعب ١٨. واللسان (عرض).

(٣٠) النّهاية ٣ / ٢٠٩.

(٣١) ن م ٣ / ٢٠٩.

(٣٢) ن م ٣ / ٢٠٨.

(٣٣) اللسان (عرف).

٨٣

__________________

(٣٤) ديوان عروة ٢٤. واللسان (عرف).

(٣٥) ديوان عروة ١٦.

(٣٦) العين (عرك). وبرواية قريبة فى اللسان (عرك).

(٣٧) المجمل ٣ / ٤٧٦. اللسان (عرم).

(٣٨) النّهاية ٣ / ٢٣٢.

(٣٩) طه ١١٥.

(٤٠) القوباء : مرض يشبه الجذام يخرج على الجلد. ينظر اللسان (قوب).

(٤١) م : الجمان.

(٤٢) للأعشى فى اللسان (عشر) ولم يذكر فى ديوان الأعشى.

(٤٣) النّهاية ١ / ٣٠٥.

(٤٤) ديوان زهير ٢٩.

(٤٥) النّهاية ٣ / ٢٤٢.

(٤٦) بلفظ : حتى مضى عشوة من اللّيل. فى النّهاية ٣ / ٢٤٢.

(٤٧) النّهاية ٣ / ٢٤٢.

(٤٨) شيئا ، من م.

(٤٩) هود ٤٣.

(٥٠) طه ١٨.

(٥١) مختلف فى عزوه لعبد ربه السلمى ولسليم بن ثمامة الحنفى ولمعقر بن حمار البارقى. ينظر مجمل اللغة ٣ / ٤٩٢. ومجمع الأمثال ١ / ٥٠٩. واللسان (عصو).

(٥٢) النّهاية ٣ / ٢٥٦.

٨٤

__________________

(٥٣) ديوان علقمة ١٣٢. والمجمل ٣ / ٣٨٢. والمقاييس ٤ / ٥٤.

(٥٤) النّهاية ٣ / ٢٦٥.

(٥٥) ديوانه ٣٣. أوضح المسالك ٢ / ٦١. أشعار الشعراء الستة ١ / ٥٢.

(٥٦) العين (عقد).

(٥٧) النّهاية ٣ / ٢٧٦.

(٥٨) قريب من هذه العبارة فى عيون الأنباء ٤٣٩.

(٥٩) الحج ٤٦.

(٦٠) أبو يوسف ، هو القاضى يعقوب بن ابراهيم. من أهل الكوفة وصاحب أبى حنيفة ، سكن بغداد وتولى فيها القضاء لهارون الرشيد. وقيل انّه كان قاضيا للمهدى والهادى أيضا. توفى حوالى سنة ١٨٠ للهجرة. ينظر وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٨. وفى حاشيته مصادر أخرى.

(٦١) النّهاية ٣ / ٢٨٢.

(٦٢) اللسان (عقم).

(٦٣) النّهاية ٣ / ٢٨٢.

(٦٤) مجمع الأمثال ٢ / ١٨٩.

(٦٥) العين (علل).

(٦٦) العين (عمد) ..

(٦٧) النّهاية ٣ / ٢٩٦.

(٦٨) آيتان النّور ٦١. فاطر ١٩.

(٦٩) يوسف ٣٦.

(٧٠) النّهاية ٣ / ٣٠٧.

٨٥

__________________

(٧١) النّساء ٢٥.

(٧٢) النّصّ والشّاهد فى العين (عند).

(٧٣) لعمرو بن عبد الحق ، أو ابن عبد الجن. ينظر المجمل ١ / ١٦٠. ومعجم الشعراء ٢٠٩. تاريخ الطبرى (ترجمة ابن عبد الجن) ٢ / ٣٣ ـ ٣٤.

(٧٤) ديوانه ٤٦. اللسان (عور).

(٧٥) اللسان (عور).

(٧٦) من م.

(٧٧) النّهاية ٣ / ٣٣٢.

(٧٨) ينظر صحيح البخارى / كتاب الطّب.

(٧٩) ينظر الترمذى / كتاب الطّب.

(٨٠) النّهاية ٣ / ٣٣٢.

(٨١) ينظر النّهاية ٣ / ٣٣١.

(٨٢) بلفظ : لا أتبع أثرا بعد عين. فى المستقصى ٢ / ٢٤٢.

(٨٣) النّهاية ٣ / ٣٣١.

(٨٤) برواية : تتهم. فى عيون الأنباء ٤٤٧.

(٨٥) هذا النّصّ من م.

٨٦

حرف الغين

غ

٨٧
٨٨

غبب :

الغِبّ من الحمَّى : التى تأخذ يوما وتترك يوماً. وأغَبَّت الحمَّى وغَبَّتْ ، بمعنًى.

وغَبّ الطّعام والتَّمر : بات ليلةً.

وغَبَ اللّحمُ : اذا أنتن.

والغَبَب : اللَّحم المتدلِّى تحت الحنك.

والغُبَّة : البُلْغَة من العيش. والغَبِيبَة : الرّائب من اللّبن.

غبر :

الغَابر : الماضى والباقى ، ضِدٌّ. وغُبْرُ المرَض : بقاياه. وغُبْرُ كلّ شىء : بقيّته. والغُبْرَة : لون الغُبار. والغَبْراء : الأرض ، لغُبْرَة لَوْنِها. وأُنثَى الحَجَل. ونبات يُعْرَف بالغُبَيْرَة. وهى شجرة معروفة سُمِّيت بذلك لأنّها غبراء اللّون ، ورقها وثمَرتها تخضرّ ثمّ تحمرّ حُمرة شديدة. ويقال لثَمَرتها ـ أيضا ـ الغُبَيْراء ، ولا تُذْكَر الّا مُصَغَّرَة ، وثَمرتها كالعُنّاب وهى باردة فى الأولى يابسة فى الثّانية قابضةٌ ، تَعْذُو عذاءً يسيرا ، وتُسَكِّن القَىْءَ ، وتمنع الصَّفراء عن الآنصباب الى المعدة ، وتُضْعِف الباهَ ، ووَرْدُها يُهَيِّجُه. ويصلحها السُّكّر. وبدلها النَّبق. والغُبيراء أيضا : شراب يتَّخَذ من الذُّرة يُسْكِر ، وفى الحديث : (ايّاكم والغُبَيْراء فانّها خَمْر الأَعَاجم) (١). قال ثعلب : هى خَمْر تُعْمَل من الغُبَيْراء من هذا الثَّمَر المعروف ، أى : هى مِثْل الخَمْر التى يتعارفها النّاس لا فضل بينهما فى التّحريم.

والغِبْر : الحِقْد.

وتَغَبَّر الدّواءُ : تغَيَّر لونُه أو طعمه أو رائحته.

وعِرْقٌ غَبِرٌ : يُعاوده النَّزْف من وقت لوقت. والغَبَر : فَساد الجرح.

٨٩

وعِلَّة غَبْراء : مُهْلِكَة.

وتَغَبَّرَتِ المرأةُ الرَّجُلَ : اذا استنزفت ماءه.

غبط :

الغِبْطَة : حُسْن الحال. والغَبط : كالحَسَد ، وليس به.

وفى الحديث : (اللهمّ غَبْطاً. لا هَبْطاً) (٢).

وغَبَطْتُ المريضَ : جَسَسْتَ نَبْضَه.

وأغْبَطَتْ عليه الحمَّى : دامت ولم تُقْلِع.

غبق :

الغَبُوق : ما يُشرب بالعَشىّ. وخَصّ به بعضُهم اللَّبن الذى يُشرب فى العَشىّ.

غبن :

المَغْبِن : الابط واحد الآباط. والرُّفْغ واحد الأرْفاغ وهى بواطن الأفخاذ والجمع مَغابِن.

غدد :

الغُدَّة : كلُّ عُقْدَة فى الجسد طافَ بها شحم. وكلّ قِطْعَة صُلْبة بين العَصَب.

وطبّا : هى جسم صُلْب يتولَّد عن فَضْل غليظ ، ويعقِّده البَرْد. والفرق بينها وبين السَّلَع أنّها لا تقبل الزِّيادة. قال الأصمعى : ومن أدواء الابل الغُدَّة. قال وهى طاعُونها.

٩٠

غدر :

الغَدْر : ضِدّ الوَفاء. والغَدير : القطعة من الماء يغادرها السّيل ، أى : يتركها.

والغَدْرَاء : الظُّلمة. والغَدِيرَة : دقيق يُحْلَب عليه لبن ثمّ يُحْمَى بالرَّضْف.

والغَديرَة : من النّبات. والغَديرة : الذُّؤابة.

غدو :

الغُدْوَة : البُكرة ، وهى ما بين صَلاة الفجر وطلوع الشّمس ، كالغداة ، والغُدَيَّة ، والجمع غُدُوات. والغَداء : طَعام الغُدْوَة ، والجمع أَغْدِيَة.

غذذ :

الغَاذُّ : عِرْق فى العَين يَسْقِى ولا ينقطع ، وهو اسم كالغارب والكاهل. وقال الخليل ، رحمه‌الله : غَذّ الجرحُ : اذا ورم (٣).

غذم :

الغَذَامَة : اللّبن الكثير. والغَذْم : نَبْت ، قال القطامي :

كأنّها بيضةٌ غرّاء خُدَّ لها

فى عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحُوذانَ والغَذْمَا (٤)

غذو :

الغِذاء : ما يكون به نَماء الجسم وقَوامه من الطّعام والشّراب ، وهو ما يُغْتَذَى به

٩١

مِنْ طَعام وشَراب. وهو عندنا : كلّ ما يزيد فى جوهر البدن وأقطارِه ، ولا يغيّر شيئا من كيفيّاته. بل انّ كيفيّات البَدن تغيِّره وتحيله الى مشابَهَتِها فيصير بدلاً لما يتحلَّل من بدن الانسان قبل وُروده عليه ويسمَّى طعاما. ويُسمّى غِذاء بالقوّة ، وبعد وروده واستحالته الى مشابهة الأعضاء يُسمَّى غذاءً بالفِعْل. والغِذاء منه لطيف ومنه كثيف ومنه معتدل. واللّطيف هو الذى يتولّد منه دَمٌ رقيق ، والكثيف هو الذى يتولّد منه دَمٌ ثَخين.

وكلّ واحد من الأقسام فامّا أن يكون كثير التّغذية ، وامّا أنْ يكون يَسِيرَ التَّغذية.

ومثال اللّطيف الكثير الغِذاء : الشَّرابُ وماءُ اللّحمِ ومُحُّ البَيْضِ المسخَّن أو النِّيْمْرَشْت فانّه كثير الغذاء لأنّ أكثر جوهره يستحيل الى الدّم.

ومثال الكَثيفِ القليل الغِذاء : الجُبن والقَديد والباذِنجان ونحوها ، فانّ الشّىء المستحيلَ منها الى الدَّم قليل.

ومثال الكَثيفِ الكثيرِ الغِذاء : البيضُ المسلوقُ ولحم البقر.

ومثال اللّطيفِ القليلِ الغذاءِ : الجُلّاب والبُقول المعتدلة القَوام والكيفيّة. ومن الثّمارِ التّفّاحُ والرّمّان ونحوها.

واعْلَمْ أنّ كلَّ واحدٍ من هذه الأقسام قد يكون رَدِيءَ الكَيْمُوْس (٥) وقد يكون محمود الكيموس.

فمثال اللّطيف الكثير الغذاء الحسَن الكَيموس صَفار البَيض والشّراب وماء اللّحم.

ومثال اللّطيف القليل الغذاء الحسَن الكَيموس الخَسّ والتّفّاح والرّمّان.

ومثال اللّطيف القليل الغذاء الرَّدىء الكَيموس الفِجْل والخَرْدَل وأكثر البُقول.

٩٢

ومثال اللّطيف الكثير الغِذاء الحسَن الكَيموس البَيض المسلوق ولحم الحَوْلىّ من الضّأن.

ومثال الكثيفِ الغذاء الرَّدىء الكَيموس القَديد.

ويجب أنْ يجتهدَ حافِظ الصّحّة فى أنْ لا يكون جوهرُ غذائه ، الأغذيةَ الدّوائيّة مثل البقول والفواكه ونحوها ، بحيث يقتصر عليه اولا يَغتذى بغيرها ، فانّ الملطِّفةَ مُحْرِقَةٌ للدّم والغَليظةَ مُبَلْغِمَةٌ مُثْقِلَة للبدن. بل يجب أنْ يكون الغِذاء مِنْ مثل اللّحم وخصوصا لحم الجداء والعجول الصّغيرة ، والحنطة المنقّاة من الشّوائب ، والشىء الحلو الملائم للمِزاج ، والشّراب الطّيّب الرّيحانىّ. ولا يلتفت الى ما سوى ذلك الّا على سبيل التّعالُج والتّقدُّم بالحفظ.

وأشبه الفواكه بالغذاء التِّين والعنب النّضيج الحلو جدّاً ، والتّمر فى بلاده. فان استُعملت هذه وحدث منها فضلٌ بادَرَ الى استفراغ ذلك الفَضْل. ويجب أن لا يؤكل الّا على شهوة ، ولا تُدافَع الشَّهوةُ اذا هاجتْ ولم تكن كاذبة كشهوة السُّكارى وأولِى التُّخَم. فانّ الصّبر على الجوع يملأ المعدة أخْلاطاً صَديديّة.

ويؤكل فى الشّتاء الطّعام الحارّ بالفِعْل ، وفى الصّيف البارد أو القليل السُّخونة ، ولا يبلغ الحرُّ والبردُ الى ما لا يُطاق.

واعْلَمْ أنّه لا شيء أردأ من شِبَع فى الخِصْب يتبعه جُوع فى الجَدب. والامتلاء من طعام أو شراب أردأ فى كلّ حال ، فكم من رجل امتلأ بافراط فاختنق ومات.

واذا وقع الخطأ فى تناول شىء من الأغذية ، فانْ كان باردا كالقِثّاء والقَرْع عُدِل بما يضادُّه كالثُّوم والكرّاث ، وبالعكس. وانْ كان سُدَدِيّاً عُدِلَ بما يُفتّح

٩٣

ويُسْتَفْرَغ ثمّ يُجَوَّع بعده تجويعا صالحا. وأضَرّ شىءٍ بالبدن ادخال غذاء على غذاء لم ينهضِم. ولا شَرّ من التُّخَمَة ، وخُصوصا التى عن أغذية رديئة. واذا عَرَضَتْ عن أغذية غليظة أورثت وَجَعَ المفاصل والرَّبْوَ والنِّقْرِس وصلابة الطّحال والكبد والأورام البلغميّة والسّوداويّة. واذا عَرَضَت عن أغذية لطيفة حَدَث عنها أورام حارّة رديئة.

غرب :

الغَرْب : خِلاف الشَّرْق. وعِرْق فى العَين لا ينقطع سَيْلُه. والدّمع حين يخرج. ووَتَرَة فى العين تَسيل وترقأ. ووَرَمٌ فى المآقى ومُقَدَّم العين ومُؤَخَّرُها.

والغَرْب : ناسور يحدث فى مُؤْق العَين الانسىّ وأكثره عُقَيْب خُراجِ وَرَمٍ يظهر بالموضع ثمّ ينفجر فيصير ناسورا. وربّما كان انفجاره الى خارج ، وربّما كان الى داخِلٍ يمنةً ويسرةً. وربّما كان انفجاره الى الجانبين جميعا. وكثيرا ما يصل انفجاره الى الأنف فيسيل اليه وقد بلغ خُبْث صَديده الى العظم فيفسده يُسَوِّدُه ثمّ يأكله. ويُفسد غضاريف الجفن ، ويملأ العَين.

ومن الأدوية المجرَّبة فى علاجه : الشِّياف والزّعفران بماء الهندباء البرّىّ. ومنها أنْ تَسْحَق الحلزون بجوفه وتخلط به مِرّاً وصَبِراً ويستعمل. ومنها وَدَعٌ مُحَرَّقٌ وزَعفران وهندباء يابس بماء السُّمّاق. ومن العجيب فيه ورق السّدّاب بماء الرّمّان يُجعل عليه.

ومن الأدوية البالغة أن يؤخذ زاج وصَبِر وقُشور الكُنْدُر مُحَرَّقا وتجعل فى الموق. والصَّبِر وحده مع قُشور الكُنْدُر أيضا.

والغَرَب : خراج يظهر فى المؤق ، وعائر مُنفجر. وسببه مادّة عفنة. وعلامته وَرَم

٩٤

فى الظّاهر وتَرجرج فى الغائر. ولا يخلو عن حَكّة وسَيَلانِ مِدَّةٍ فى المنفجِر الى الخارج ، وعند العَصْر فى المنفجِر الى الداخل. وربما أخذ الى جهة الأنف فأفسد عظامَه. وتُعرف المادة بلونها وقَوامها وفِعْلِها.

والغَرب أيضا : كثرة الرِّيق وحِدّة الأسنان والماء الذى يجرى عليها. وشجرة حِجازيّة يُتَّخَذ منها العطر ، والجمع غُروب.

والغَرَب : نوع من الشَّجر يقال هو من أنواع الصَّفصاف ، والخمر ، والذّهب والفضة أو الجام منها. والجمع أغراب.

والغُراب : الطائر المعروف ، سمِّى بذلك لسَواده. وهو أنواع منها الزّاغ وهو غراب الزّرع ، وهو أحمر المنقار والرِّجلين طيّب اللّحم لا يأكل الجِيَف. ومنها الأزرق وهو الذى يُحاكى ما يَسْمَع. ومنها الأبْقَع وهو غُراب البَين يُسمَّى بذلك لأنّ أهل الدّار اذا ارتحلوا وقع موضعهم يلتمس شيئا يأكله ، فحصل التَّشاؤم به لوقوعه فى منازلهم بعد رحيلهم.

ومنها الأعْصَم وهو الذى احدى رجليه بيضاء ، ومنه ما هو أبيض الجناحَين والرِّجلين والبَطْن. والجمع أغْرِبَة وغِرْبان.

والغُراب ، أيضا : قَذال الرّأس. يقال : شابَ غُرابه ، أى : شَعر قَذالِه. وقد يقال : طار غُرابه : اذا شاب رأسُه.

والغُراب : العُنقود الأسود من ثَمَر الأراك. والغُرابان : طرَفا الوركَين الأسْفلان اللّذان يليان الفَخِذَين. والغُرابان : مُقَدَّم الظّهر ومُؤَخَّره. وخُبْز الغُراب : أقراصٌ صغيرة رقيقة مستديرة عليها زَغَب لطيف. تكثرفى الهند. وسمِّيت بخُبْزِه لأنّها تقتله اذا أكلها. وهى حارّة يابسة مسخّنة مجفّفة ، تنفع الأمزجة الباردة الرّطبة والحارّة اليابسة. وسَيْفُ الغُرابِ : نوع من السَّرْمَق (٦). ورجل الغراب

٩٥

ضَرْب من هُزال الابل ، معروف. واذا ضاق على الانسان معاشُه قيل : عليه رِجْلُ غُرابٍ.

ورِجْل الغُراب أيضا : نبات يسمَّى بالبربريّة "إطْرِيلال" ومعناه رِجْل الطّير ، وقد يُسَمَّى بحِرْز الشَّياطين وهو كالشّبث فى جُمَّتِه وساقِه وأصلِه ، غير أنّ زهره أبيض ويَعقد حَبّاً كحَبّ البَقْدُوْنِس الّا أنّه أصْفَر وأميل الى الحمرة ، وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة ، يقتل الدُّود وينفع من المغَص ومن البَرص والبَهق ، مُجَرَّب. واذا استُعمل منه بعد تنقية البدن فى كلّ يوم درهم مع زبع درهم عاقِرْقَرْحا مسحوقا بشرابٍ أو عسل مدّة خمسة عشر يوما مُزاداً فى وزنه الى مثقالين ، مع كشف المواضع البَرِصَة فى شمس حارّة ، فانّه يخرج منها ماء أصفر بعدما تُنَفَّط ، وحيئنذ تُعالج بما يُدملها. ومثله نبات آخر يكثر فى بيت المقدس ، ورقه شديد الخضرة كورق الرّشّاد البستانىّ ، وعروقه ظاهرها يميل الى الصُّفْرَة ، وأصولُه مائلة الى الاستدارة. وهو حارّ فى آخر الأولى يابس فى آخر الثّانية ، ينفع من أوجاع المفاصل والنِّقْرِس.

والغُرابىّ : ضَرْب من التَّمر.

والإِغْرَاب : الإتيان بالغَريب ، والمبالَغة فى الضَّحك ، وبياض الأرفاغ ممّا يلى الخاصرة.

والغَرْب من الشّجر : ما أصابته الشَّمس بِحَرِّها عند أُفولها ، ونوع من التَّمر.

وصِبْغ : وشراب يُتَّخَذ من الرُّطَب لا يزال شاربه متماسكا ما لم تُصبه الرِّيح ، فاذا برز الى الهواء وأصابه الرّيح ذَهَب عقلُه.

والعَنقاء المُغْرِب وعَنْقاءُ مُغَرِبٍ : طائر ظيم يَبعد فى طيرانه ، كذا قيل ، والأظهر أنّه طائر معروف الاسم مجهول الجسم.

٩٦

قال الجاحظ رأس الأكَمَة فى أعلى الجبَل ، وأنْكَر أنْ يكون طائرا. وفى الحديث : (طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ) (٧). أى : ذهبت به الدّاهية.

والتَّغريب : أن تأتى ببنين بيض وبنين سُود.

والمُغْرَب : الصُّبح لبياضه. والمُغْرِب : ضَرْب من العنب بالطّائف ، وهو أجود العنب وأشدّه سوادا.

والشَّيخ الغِرْبيب ، أى : الذى سواده من الخِضاب.

وأغْرَب الرّجلُ فى مَنطقه : اذا لم يُبْقِ شيئا الّا تكلّم به.

وأغْرَب ـ أيضا ـ اشتدّ وَجَعُه من مرض أو غيره.

والغارِب : الكاهل وهو ما بين الكَتِفَين. ومن الخُفِّ : ما بين السّنام والعُنق.

ومنه قولهم فى الجاهليّة كنايةً عن الطّلاق : (حَبْلُكِ على غارِبِك)(٨) أى : خَلَّيْتُ سَبيلَكِ فاذْهَبِى حيثُ شئتِ.

غرد :

الغَرْد والغِرْد والغَراد والمُغْرُوْد : ضَرْب من الكَمْأة ، أو هو الصّغير أو الرّدىء منها. الواحدة : غَرْدَة.

وقال الفرّاء : ليس فى الكلام مَفْعُول ، بضم الميم ، الّا مُغرود لضَرْبٍ من الكَمْأة ، ومُعْفُور واحد من المعافير ، ومُنْحُور للمُتْخَم ، ومُعْلُوق لواحد المَعاليق.

غرر :

الغَرور : ما يُتَغَرْغَر به من الأدوية. والغُرَّة : بياض فى الجبهة. وغرّة الأسنان : بياضها ، وأوّلها. والغَرْغَرة : تردّد الرّوح فى الحلق ، وتَرديد الماء وغيره فيه من

٩٧

غير إساغة. وكَسْر قصَبة الأنف.

وولدت المرأة ثلاثة على غِرار واحد ، أى : بعضهم خلف بعض. والغَرَارَة : كالغَفْلة.

والغَرَار : النُّقصان فى صحَّة أو نَوم.

غرز :

الغَرَز : ضَرْب من أصغر الثُّمام ، الواحد بالهاء ، تنبت على شطوط الأنهار ، لورق لها. قال الخليل : وهى أنابيب مركّب بعضها فى بعض ، فاذا اجتذبتها خرجتْ من جوفِ آخر ، كأنّها عفاص أُخْرِج من مكحلة (٩).

والغَريزة : الطّبيعةُ ، والقَريحةُ ، والسَّجِيَّة من خَير أو شَرّ.

غرس :

الغَرْس : واحد الأَغْرَاس وهى جِلْدَة دقيقة تَخرج مع الولَد اذا خرج من بطن أُمّه. والغِرْس : ما يخرج من شارب الدّواء من رطوبات لزجة كالمخاط ، قال :

كلُّ جَنينٍ مُشْعَرٍ فى غِرْسِ (١٠).

غرض :

لحم غَرِيض : طرىّ.

والغَرْض : العِيْدان التى تُعْمَل منها الجبائر تُجبر بها كُسور العظام.

والمَغارِض : جوانب البطن أسفل الأضلاع ، واحدها : مَغْرِض.

وعِلَّة لا تُغَرَّض : لا يُوصل الى سببها بسهولة.

٩٨

وغَرضتْ صحّته : نقصت.

والغَرَض : الشَّوق ، قال ابن هرمة :

مَنْ ذا رسولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ

عنِّى عَلَيْه غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ

إنّي غَرضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِهَا

غَرَضَ المحِبّ الى الحَبيبِ الغائبِ (١١)

والإِغْرِيض : الأبيض من كلّ شىء.

غرق :

الغِرْقِئُ : القِشْرَة الملتَزقة ببياض البَيض. أو البياض الذى يؤكل. وهمزته زائدة لأنّه من الغَرَق.

والغَارِيْقُون : قِطَع بيض. يقال هو أُصول التِّين اذا تعفَّنتْ ، أو هى شىء يتكوّن من العُفونة فى بعض الأشجار المسوّسة ، أو شىء يتكوَّن على شجر الشَّربين ، أو على شجر النَّبُّوت. وأفضله الأبيض الهَشّ الخفيف. وهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية ، تِرْياق للسُّموم بالخاصّيّة ، مفتّح للسُّدد مُدِرٌّ للبول ، مُسَهِّل للبلغم والسّوداء ، مُقَوٍّ للقلب بالعَرَض ، نافع من السُّعال البلغمىّ المُزْمِن وخُصوصا مع رُبّ السُّوس ، ومن الاستسقاء وخُصوصا مع الأسارون ، ومن القُوْلَنج بأنواعه وخصوصا مع اليَسير من الجَنْدْبادِسْتَر ، ومِن الصَّرَع واليَرقان ، وحَصاة الكلية ، ووَجَع المفاصل والظّهر وخصوصا مع الزّراوَنْد ، ومن عِرْق النّسا وورم الطِّحال وخصوصا مع السّكنجبين.

ولذا فهو جيّد لجميع الأوجاع الباطنة الباردة حيث كانت ، وخصوصا مع

٩٩

الأنِيْسُون. والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ولا بأس بدُهْنِه مع دُهْن اللّوز بعد تصْفيته وباضافة يَسِيْرٍ من المصطكى لاصلاح مضرّته بالكلى. وبدله مِثْلاه بسْفانِيْج ، ومثله تِرْبِد ، ورُبْع مِثْلِه زَنجبيل. وبدله فى الأدوية التِّرياقيّة أُسْطُوخُوْدُس.

غرقد :

الغَرْقَد : شجر من العِضَاه. وعن أبى حنيفة الدّينورىّ : هو العَوْسَج اذا عَظُم. واحده غَرْقَده. ومنه قيل لمقبرة المدينة : بَقيع الغَرْقَد لكثرته فيها.

غرل :

الغُرْل فى حديث : (يُحْشَر النّاس يوم القيامة عُراةً حُفاةً غُرْلاً بُهْماً) (١٢). جمع أغْرَل : وهو الأَقْلَف ، والبُهْم : جمع بَهيم : وهو الذى لا يَختلط لونه بلون سواه ، أى : ليس فيهم شَىء من عاهات الدّنيا ، من البَرَص والعمَى والعَرج ونحوها ، وانّما هى أجساد صحيحة.

وقطع غُرْلتَه ، أى : قُلْفَتَه ، وذلك فى الخِتان.

والعَيش الأرْغَل : الرَّغيد.

غرم :

الغُرْمُ : أداء شىء لزِم من قِبَل نائبةٍ فى مال. والغَرام : العشق أو العذاب أو الشّرّ.

وأغْرَمتْه الأدواءُ ، وغَرَّمَتْه : لزِمتْه حتّى عَنَّتْه وأفنتْ مالَه وصحّته.

١٠٠