الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

ودق :

الوَدْقَة والوَدَقة : نُقْطَة حمراء تَخرج فى العَين من دَمٍ تَشْرَق به ، أو لحمة تَعْظُم فيها أو مَرَض تَرِمُ منه.

وقال شيخنا العلّامة : هى نُقطة فى العَين من دم يَبْقَى فيها شَرَقُه ، ولحمة تعظُم فيها. وهى مرض ليس بالرَّمَد ، تَرِمُ منه الأذُن وتشتدُّ منه حُمْرَة العَين. والجمع وَدَق.

وأُراها بَثْرَة جاسِيَة حادّة ، وسببها خَلْط حادّ قليلٌ وتكون بلَونه. وقد تتعدَّد وتصير حول الاكليل كاللّؤلؤ المنظوم. وأكثر ما تقعُ فى مُنْتَهَى الأمراض الحادّة اذا تحلَّل لطيفُ المادّة وبَقِى كثيفُها. وربما كانت لِضَرْبَة.

هى وَرَمٌ صغير صُلْب عن دَمٍ كثيف أو بَلْغَم غليظ يَحدث فى الاكليل وفى الملتَحِمَة. ويكون واحدا أو كثيرا. وربّما انتظمَ على حافّة الاكليل. والدّموىّ لونُه الى الحمرة ، والبلغمىّ الى البياض.

وقال الرّازىّ : هى نُتوء فى الملتحِمَة ، شِبْهُ بَثْرَة بيضاء كأنّها شَحْمَة. والفرق بينعا بين المُوْسَرْج أنّه يحدُث فى القَرَنيّة ، وهى تحدُث فى الملتَحِمَة من غير أنْ تحرقها ، وربّما أحرقتها ، وهذا غير مَعْهُودٍ فيها. وسببُها فضولٌ غليظة حَصلت فى الملتحمة فمَدَّتْهَا.

وعلاجُها

فَصْدُ القِيْفَال ، وغَسْل العَين بطَبيخ الأفتِيْمُوْن وحَبّ الأيارِج ، والتّكَحُّل بالشِّياف الأحمر اللَّيِّن ، وتَنويم العليل مُرْفَد العَين بالرّفائد المبتلّة بماء الورد ، وربّما رَجَعَتْ بالرَّفائد ، فانْ لمْ تَرجع ، وقَاحَتْ ، تُشَيَّفُ بالشِّياف الأبيض وبِشياف الأبار والكُنْدُر.

٤٨١

ودك :

الوَدَكُ : الدَّسَم ، أو دَسَم اللَّحْم بخاصّة. والوَدِيكَة : دَقيقٌ يُساط بشَحْم.

ودى :

الوَدْي والوَدِي ، والأوّل أفصح : الماء الرَّقيق الأبيض الذى يخرج من الانسان اثْر البَول.

ورب :

الوَرَب : ما بين الضِّلْعَين. ووَرِبَ الجَوُّ : فَسَدَ. وعِرْقٌ وارِبٌ : فاسِد.

ورخ :

الوَرْخ : شَجَر شَبيه بشَجَر المَرْخ فى نَباته غير أنّه أغبر وله وَرَق رقيق كورق الطَّرْخُوْن أو أكبر.

ورد :

الوَرْد : نَوْر كلِّ شجرةٍ ، وزَهْرُ كُلّ نَبْتٍ. لكنّه اذا أُطْلِق أُرِيدَ به الوَرْد المعروف ، والأحمر منه بخاصّة. وهو أنواع : أحمر وأبيض ، ويوجدان كثيراً ، وأصفر وأسْود.

وهو حامض [قَابِضٌ] مُرَكَّب القُوَى. وحَلاوته ومَرارته دليلان على حرارته. وقَبْضُه وعُفوصته دليلان على بُرودته واشتهر أنّه بارد فى الأولى يابسٌ فى أوّل الثّانية.

٤٨٢

وهو مُرَكَّب من قُوَى حارّة لَطيفةٍ وباردةٍ غَليظةٍ تَغْلِب الحرارةُ عليه ، ويَفْعَل بكيفيّتها جميعاً. ووُصِفَ بأنّه بارد فى الأولى ويابس فى أوَّل الثّانية.

وهو مُرَكَّب من جَوهر مائىّ وأرضىّ. وفيه حَرارةٌ وقَبْضٌ ومَرارةٌ وقَليلُ حَلاوةٍ. والقوَّة المُرّة تَثْبُت فيه ما دام طَرِيّاً ، فاذا يبس قَلَّتْ مرارتُه ، ولذلك يُسْهِل رَطْبُه إذا شُرِب منه وزن عشرة دراهم.

وهو مُفَتِّح للسُّدَد ويُسَكِّن حَرَكَة الصّفراء ويُسَكِّن الصُّداع. وشَمُّه يُعَطِّس حارَّ الدِّماغ. وهو جَيّد للكبد والمعدة. ويُقَوِّى مُرَبَّبُه بالعَسَلِ المعدةَ. ويُعين على الهَضْم. ودُهْنُه يُطْفِىءُ التهابَ المعدةِ. وشُرْبُه نافعٌ لمن فى معدته استرخاءٌ. والنَّوم على المفروش منه يَقطع شهوة الباه. والطّرىّ ربّما أسْهَلَ. ووَزْنُ عَشرة دراهم من يابسه لا يُسْهِل ، غير أنّ دُهْنَه يُسْهِل.

واعْلَمْ أنّ وَرْدَ نَصيبين يُسْهِل بخاصيّتِه وكذلك البغدادىّ والفارسىّ. وأمّا اليَمَنىّ والعُمانىّ والمغربىّ ، فانْ أسْهَل فقد يكون إسْهالُه بالعَصْر.

وماؤه بارِدٌ رَطْبٌ ولا يَخْلو من حَرٍّ لَطيف مُقَوٍّ للدِّماغ والقَلْب والمعدة ، مُزِيْل للغَشْى ، مُنَشِّط للنَّفْس ، مُسَكِّن للصُّداع والخفَقان الحارَّين ، نافِعٌ لنَفْثِ الدّم ، لكنّه يَضُرُّ شَهوةَ الباهِ ، ويُسْرِعُ الشَّيْبَ.

والوِرْدُ : من أسماء الحمَّى. وعن الأصمعىّ : يوم الحمَّى اذا أخذت صاحبَها.

والوَرِيدان : عِرقان فى العُنق. وعن أبى زيد : هُما عِرْقان بين الأوداج وبين اللِّيْتَين ، قال : وهما من البَعير الوَدَجان. وقال الفرّاء : الوَرِيدُ : عِرْقٌ بين الحلقوم والعِلباءَين ، والجمع أَوْرِدَة.

(وبَنات وِرْدَان : دَوابُّ معروفة توجد فى الأماكن الرَّطبة كثيرا)(١٨).

ووَرْدُ الرُّمّان ، هو الجُلَّنار ، فارسىّ. وهو بارد فى الأولى يابس فى الثّانية. قاطِعٌ

٤٨٣

لنَفْث الدَّم والاسهال. وينفع من قُروح الأمعاء والكُلَى. ويُقَوِّى الأسنان المتحرِّكة ، ويَقطع دَمَ اللَّثَة. وقد يضرّ بآلات التَّنفُّس. ويُصْلَح بدُهْن اللَّوز ، وبدله أقْماعُ الرُّمّان.

وردينج :

الوَرْدِيْنَج : العِلَّة الثّانية مِنْ عِلَل الطَّبقة الشَّبكيّة فى الصِّغار ، وفى الكبار اليَنَع ، وهو وَرَمٌ مُجاوِزٌ للحَدّ فى العَظْم يربو فيه البَياض على الحدَقة فيغطّيها. وسببه أنْ يتَّسِع فَمٌ من أفواه العُروق المتَّصلة بالطَّبقة الشَّبكيّة فتقذف الدّم الكثير. وقد يكون الوَرْدِينَج من انفجار عِرْقٍ دَقيقٍ يتَّصل بالمُلْتَحِمَة أو بالجفن ، وعلامته تورُّم بياضِ العين وانتفاخ أجفانها وانقلابها حتّى تمتنع عن التَّغميض وتَنْشَقّ من داخلها ، ويخرج منها دَمٌ. وكثيراً ما يعرض للصِّبيان لكثرة موادِّهم وضَعْف أعينهم. وهو عن المادَّة الحارَّة والبلغميّة والسّوداويّة. وعلاجُه الفَصْدُ وتليين الطّبيعة فى دَفَعَات مُتَفَرِّقَات ، وأنْ يُكتحَل بالذَّرورات والشِّيافات الرّادعة والمحلِّلة ، ويُضَمَّد بقُشور الفُسْتُق والعَدَس والحُضَض وشَحْم الرُّمّان والهِنْدِباء المقطّر عليها دُهْنُ الوَرْد.

ورس :

الوَرْس : نَباتٌ كالسِّمْسِم لا يُزرع إلّا فى اليَمَن ، يمكث فى الأرض عِشْرين سنة يُوْرِقُ فى كلّ سَنة ، ويُثْمِر حَبّاً كالماش ، فيُنْفَض عند جَفافه ويُؤخذ ما يُلْقَى منه ويُحَبَّب كالزَّعْفَران المسحوق. وأجودُه الحديثُ. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، نافِعٌ من الكَلَف والسَّعفة الحكّة طَلاءً ، ومن البَهَق الأبيض شُربا مِنْ

٤٨٤

دِرْهَم الى مِثْقال. وقد يضرُّ الرِّئة. ويُصْلِحُه العَسَل. ولُبْسُ الثَّوب المُوَرَّس مُقَوٍّ على الباه.

ورش :

الوَرَشان : ذَكَر القُمارَى ، ويُسَمَّى : ساقَ حُرٍّ ، وذلك لصَوْتِه. وهو حارٌّ يابِسٌ ، والأنثَى وَرْشانةٌ ، والجمع : وِرْشانٌ ، ووَراشِين.

والوَرْشان ، أيضا : حِمْلاقُ العَين الأعلَى.

ورشكين :

وَرْشَكِيْن : اسْمٌ ركَّبْتُه الفُرْس من وَرْ ، وهو الصَّدْر بلسانهم ، وأشْكِيْن ، وهو الكَسْر عندهم ، فالوَرْشَكِيْن العِلَّة التى يَجِب أنْ يُكْسَر عليها الصَّدْر ، وهى لا تَسْتَحْكِمُ بإنسان إلّا أهْلَكَتْهُ. وأمّا مَنْ نَهَض عنها من قَريبٍ ، فلا يُؤمَنُ عليه من النّكسة سَنةً ، إلّا أنْ تَقْذِفَ الطّبيعةُ مِنْ دَمه ما كان فاسدا مُحترِقا ، وذلك امّا بالرُّعاف وامّا من أسفله.

ورق :

الوُرْقَة : سُمْرَة ، وهى لون بين السّواد والغُبْرَة كلون الرَّماد. والوَرْقاء : الحَمامة ، سُمِّيَت بذلك للَونها.

والوَرْقاء : شَجَرة معروفة تَسْمُو فوق القامَة ، لها وَرَقٌ مُدَوَّر واسِع دَقيق ناعم تأكله الماشيةُ كلّها. وهى غَبْراء السّاق خَضْراء الوَرَق لها حَبٌّ أغْبَر مثل الشَّهْدانَج تَلْتَقِطُه الطَّير ، تَنبت فى الأدوية وفى القِيعان.

٤٨٥

والوَرْقاء : صِفَةٌ للنَّفْس الوَرِيقَة ، قال شيخنا العلّامة فى كلمته المشهورة :

هبطت اليك من المحل الأرفع

ورقاء ذات تعزز وتمنع (١٩)

وهى كلمةٌ مَسْتَجادَة أثْبَتُها لك هاهنا ، كما سَمعتها من فِيْهِ :

هَبَطَتْ اليكَ مِنَ المَحلِّ الأرْفَعِ

وَرْقاءَ ذَاتَ تَعَزُّزٍ وتَمنُّعِ

مَحْجُوبَة عَنْ كُلِّ مُقْلَةِ عَارِفٍ

وهى الّتى سَفَرَتْ ولَمْ تَتَبَرْقَعِ

وصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ اليكَ وربّما

كَرهتْ فِراقَك وهى ذاتُ تَفَجُّعِ

أَنِفَتْ ومَا أَنِسَتْ فلمّا واصَلَتْ

أَلِفَتْ مُجاوَرَةَ الخَرابِ البَلْقَعِ

وأظُنُّها نَسِيَتْ عُهوداً بالحِمَى

ومَعاهِداً (٢٠) بفِراقِها لَمْ تَقْنَعِ

حتّى اذا اتّصَلَتْ بِهاءِ هُبوطِها

فى مِيْمِ مَرْكَزِها بِذاتِ الأَجْرُعِ

عَلِقَتْ بَها ثَاءُ الثَّقِيْلِ فأصْبَحَتْ

بَينَ المَعالِمِ والطُّلولِ الخُضَّعِ

تَبْكِى اذا ذَكَرَتْ دِياراً بالحِمَى

بمدامِعٍ تَهْمِى ولَمّا تَقَطَّعِ

وتَظَلُّ سَاجِعَةً عَلَى الدِّمَنِ الّتى

دَرَسَتْ بِتَكرارِ الرِّياحِ الأرْبَعِ

٤٨٦

اذْ عَاقَها الشَّرَكُ الكَثِيفُ وسَدَّها

قَفَصٌ عَنِ الأوْجِ الفَسِيحِ الأرْيَعِ

حتّى اذا قَرُبَ المَسِيرُ إلَى الحِمَى

ودَنَا الرَّحِيلُ الَى الفَضاءِ الأوْسَعِ

سَجَعَتْ وقَدْ كُشِفَ الغِطاءُ فأَبْصَرَتْ

مَا لَيس يُدْرَكُ بالعُيونِ الهُجَّعِ

وغَدَتْ مُفارِقَةً لِكُلٍّ مُخَلَّفٍ

عَنْها ، حَلِيفِ التُّرْبِ غَيْرِ مُشَيَّعِ

فكأنَّها (٢١) بَرْقٌ تَأَلَّقَ فى الحِمَى (٢٢)

ثُمَّ انْطَوَى فَكَأَنَّهُ لَمْ يَلْمَعِ

ورك :

الوَرْك والوَرِك : العَظْم الذى بين العَجُز والفَخِذ ، مؤنَّثة.

وعند العَجُز عَظْمان يَمنة ويَسرة يتَّصلان فى الوَسَط بِمفْصَلٍ مُوْثَق ، وهما كالأساس لجميع العِظام العُلْوِيَّة ، والحامِل النّاقِل للعِظام السُّفْلِيَّة. وكلُّ واحد منهما يَنْقَسِم الى أربعة أجزاء ، فالذى يَلِى الجانِبَ الوَحْشِىَّ يُسَمَّى الحُرْقُفَة وعَظْمُ الخاصِرة ، والذى يَليه من أمامه يُسَمَّى عَظْم العَانة ، والذى يَليه من الخَلْف يُسَمَّى عَظْم الوَرِك ، والذى يَلى أسفله الانْسِىَّ يُسَمَّى حُقّ الفَخِذ وفيه التَّقعير الذى يَدْخُله رأسُ الفَخِذ المحدَّب. والجالينوس تَقسيم آخَر لعِظَام الوَرِك.

٤٨٧

ورل :

الوَرَل : دابّة معروفة ، وهى كالضّبّ. ولحمه حارّ يابسٌ فى الثّالثة. يَجْذِبُ الشَّوْكَ ضِماداً. واذا شُدّ على عُضْوٍ سَمَّنَهُ لِقُوَّة جَذْبِه. وثُفْلُه يَنفع من بَياض العين ويَجْلُو الكَلَفَ والبَرَص والقُوَباء ، ضِمادا. قال الرّازىّ : وشَحْمُه اذا دُلِكَ بهِ الذَّكَرُ دَلْكاً شَديدا فانّه يَعْظُم. وبَدَل شَحْمِه شَحْمُ السَّقَنْقُوْر.

ورم :

الوَرَم : النُّتوء والانتفاخ يَحْدُث فى العُضْوِ عن فَضْل مادَّةٍ تُمَدِّدُه وتَملؤه. وتقدَّم فى (خ. ر. ج) ما يُغنى عن الاعادة.

ورى :

الوَرَى : قَرْح شَديد يَكون فى الجَوف يُقاءُ منه القَيْحُ والدَّم. قُلْتُ ويكون فى الآلات الهاضمة ، وفى آلات التَّنَفُّس ، فان كان فى آلات التّنفّس فهو السِّلُّ وتقدّم الكلام عليه مُفَصّلاً. والعَرَب تقول وَرَاهُ الله ، أى : رَماه بذلك الدّاء. والوَرَى : داءٌ يصيبُ الانسان فى جَوفه. ومنه يقال : (سَلَّطَ الله عليه الوَرَى وشَرّ ما يُرَى فإنّه خَيْسَرَى). وخَيْسَرَى فَيْعَلَى من الخُسران. ورَواه ابن دريد خَنْسَرَى ، من الخَناسير وهى الدَّواهى.

وقال الأصمعىّ : لا يُعْرَف الوَرَى من الدّاء ، بفتح الرّاء ، انّما هو الوَرْى باسكان الرّاء ، فصُرِفَ الى الوَرَى بفتحها ، عن الاتباع.

وقال أبو العبّاس ثعلب : الوَرْى : المصدر. والوَرَى : السّمّ. والوَرَى : الخَلْق. تقول العرب : ما أدْرِى أىّ الوَرَى هو ، أى : الخَلْقِ هو (٢٣)!

٤٨٨

وفى الحديث : (لَئِنْ يمتلِئ صَدْرُ أحدِكم قَيْحاً حتّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَه مِنْ أنْ يَمتلِئَ شِعْراً) (٢٤). هو من الدَّاء المتقدِّم ذِكْرُه.

وزز :

الوَزُّ : لُغَةٌ فى الإوزّ ، وتَقَدّم فى بابه.

وزغ :

الوَزَغَة : سامّ أبْرَص ، وتقدَّم فى (ب. ر. ص) والجمع : وَزَغ وأوْزاغٌ. وبه شَبّه رسولُ الله (ص) الحَكَم بنَ هِشام لأنّه كان يتجسّس عليه.

وسم :

الوَسْمَة : وَرَق النِّيل ، وتقدّم فى النّون.

وسن :

الوَسَن والسِّنَة : أوَّل النَّوم ، وهو نُعاس يبدأ فى الرّأس فاذا غَلَب على الجوارح فهو نَوْم.

وسوس :

الوَسْوَسَة : حَديث النَّفس ، يقال : وَسْوَسَتْ اليه نَفْسُه وَسْوَسَةً ووسواساً ، وفلان مُوَسْوِسٌ : اذا تَوَهَّم غير الحقيقة ، وكان كثير الشَّكَ ، كأنْ يتوهَّم فى نفسه المرَض ، وهو فى حال الصّحّة. والوسْواس علاجُه بعض علاج المالِنْخُوليا ، ومرّ فى بابه فى حرف الميم.

٤٨٩

وشع :

الوَشْع : زَهر البقول ، وشَجَر البان. والجمع الوُشْع. وأَوْشَعَ الشّجرُ والبقلُ : أخْرَج زَهْرَه واجتمعَ على أطْرافِه.

وصب :

الوَصَب : كالمرض. وأوْصَبَه اللهُ : أمْرَضَه. والوَصْب : ما بين البنصر الى السّبابة. والمُوَصَّب : الكثير الأوْصَاب.

وصد :

الوَصِيد : فِناء الدّار. والنّبات المتقارِب الأُصول. وداءٌ وَصيد : قارٌّ لا يُرجَى بُرؤه.

وصع :

الوَصْع والوَصَع : طائر أصْغَر من العُصفور ، والصّغير من العصافير. وفى الحديث : (إنّ العَرْشَ على مَنْكِب إسْرافيل وإنّه لَيتواضَع لله حتّى يَصير مِثْلَ الوَصَع) (٢٥). والجمع وِصْعَان.

وصل :

الوُصْلَة : الاتّصال ، وتَفَرُّق الاتّصال. وهو فَصْل ما مِنْ شَأنْهِ أنْ يكونَ متَّصِلا. والأوْصَال : المفاصل.

٤٩٠

وضح :

الوَضَحُ : البَياض من كلِّ شَىء. والهلال فى حديث عمر : (صُوموا من الوَضَح إلى الوَضَح) (٢٦). أى : من الهلال ، بدليل بقيّته : (فإنْ خَفِىَ عليكم فأتموا العدّة ثلاثين يوما).

والوَضَح : البَرَص ، فى الحديث : (جاء رَجُل بكَفّه وَضَحَة) (٢٧). أى : بَرَص. وفى الحديث : (غَيِّروا الوَضَحَ) (٢٨). فالوَضَح ، هاهنا : الشَّيب ، والمعنَى : اخْضِبُوه.

والوَضَح : اللَّبن ، وسُمِّىَ بذلك لبياضِه ، وصِغارُ الكَلأ وَضَحٌ.

قال أصمعىّ : وأكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ فى الكَلأ للنّصىّ والصِّلّيان الصَّيفىّ الذى لم يأتِ عليه عامٌ فيَسْوَدّ.

والواضِحَة : الأسنان التى تَبدو عند الضَّحِك ، صِفَة غالِبة.

والمُوَضِّحَة : الشَّجَّة التى تُبْدِى عن وَضَح العَظْم ، أى : عن بَياضه.

وفى الحديث الأمر (بصِيام الأواضِح) (٢٩).

أى : الأيّام البِيْض ، وهى ثالث عَشَر ورابع عَشَر وخامس عَشَر.

وضر :

الوَضَر : وَسَخُ الدَّسَم ، واللَّبن ، وما تَشُمُّه من رائحة طَعامٍ فاسِدٍ.

قال :

سَيُغْنِى أبا الهِنْدِىّ عَنْ وَطْبِ سالِم

أباريقُ لَمْ يَعْلَقْ بها وضَرُ الزُّبْدِ (٣٠)

والوَضَر : بقيّة الهِناء وغيرِه.

٤٩١

وطأ :

الوَطِيئَة : تمر يُخْرَج نَواه ويُعْجَن بلَبن ، والأقِطُ بالسُّكّر. وتمر وأقِطٌ يُعْجَنان بسَمْن.

وطوط :

الوَطْواط : الخفّاش ، وجمعه وَطَاوِيط. وقد تقدَّم ذِكْرُه فى حرف الخاء.

وعد :

الوَعْد والعِدَة فى الخَير ، والايعاد والوَعِيدُ فى الشّرّ. فإذا أرادوا الوَعِيدَ من الوَعْدِ ، قالوا أوْعَدْتُه بالشَّرّ. وقالوا : وَعَدْتُ الرَّجُل خَيراً ووَعَدْتُه شَرّاً ، وإذا لم يذكروا الخيرَ قالوا وَعَدْتُه. وإذا لم يذكروا الشّرّ قالوا أوعدته. قال عامر بن الطُّفَيل :

وإنّى وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ

لأُخْلِفُ إيْعادِى وأُنْجِزُ مَوْعِدى (٣١)

ولله دَرّ شيخِنا العلّامة إذْ جَمَعَ بين الوَعْد والوَعيد ، فقال :

الشَّيْبُ يُوْعِدُ والآمالُ واعِدَةٌ

والمرءُ يَغْتَرّ وَالأيّامُ تَنْصَرِمُ

نَعوذ بالله من الغُرور.

وعل :

الوَعْل والوَعِل : تَيْسُ الجَبل ، وهو الأرْوَى والأنثَى أَرْوِيَة. وهو حارّ المزاج يُوَلِّدُ

٤٩٢

أخْلاطا سَوداويّة ، ويُضِرّ بالمحرورين. والجمع أوْعالٌ ووُعُول.

وعى :

الوَعْي : حِفْظُ القَلْبِ الشَّىْءَ ، يُقال : وَعَى الشَّىْءَ يَعِيهِ وَعْياً : فَهِمَهُ وحَفِظَه ، فهو واعٍ. وفُلان أوْعَى مِنْ فُلانٍ ، أى : أفْهَمُ وأحْفَظ.

والوِعَاء : ظَرْفُ الشَّىْءِ ، والجمع أوْعِيَة. ويُقال لصَدْرِ الرَّجُل وِعَاء ، على التّشبيه بذلك ، قال عَبيد بن الأبرص :

الخيرُ يَبْقَى وإنْ طالَ الزَّمانُ بهِ

والشَّرّ أخْبَثُ ما أوْعَيْتَ مِنْ زادِ (٣٢)

والوِعاءُ : الجَوف ، فى الحديث : (والجَوف وما وَعَى) (٣٣).

أى : ما جَمَع من الطّعام والشّراب.

وغر :

الوَغِير : لحم يُشْوَى على الرَّمْضاء. واللَّبن تُرْمَى فيه الحجارة المحمّاة ثمّ يُشْرَب ، واللّبن يُغْلَى حتّى يَنضج ، وربّما جُعِل فيه السّمن.

وفض :

الوَفْضَة : النُّقْرَة التى تحت الأنف.

وفى :

الوَفاء : ضِدّ الغَدْر. وقال الكسائىّ وغيره : وَفَيْتُ بالعَهْدِ وأوْفَيْتُ به سَواء. وكلُ

٤٩٣

شىءٍ بَلَغ تمامَ الكَمال فقد وَفَا وتَمّ. والوَفاة : الموت ، وتُوُفِّىَ فلانٌ وتَوَفّاه الله : قَبَضَ رُوحُه. وقيل تُوُفِّى الميت ، أى : اسْتَوْفَى مُدَّتَه التى وُفِّيَتْ له.

وقب :

الوَقْبَة : النُّقْرَة التى فيها العَين. وكلُّ نُقْرَةٍ فى الجَسَد.

وقذ :

الوَقِيذُ : الشَّديد المرض الذى قد أشْرَف على الموت ، كالموقُوذ.

وقر :

الوَقْر : بُطْلان السَّمْع. والوَقْر : الصَّدْع فى السّاق ، والوَقْرُ : أيضاً : كالنُّقْطَة فى العَين وغيرها.

وقص :

الوَقَصُ : قِصَرُ العُنُق. ووَقَصَهُ الدّاءُ : أهلكَه. ووَقَصْتُه وَقصاً : غَمَزته غَمْزاً شديداً ، فإذا كان الوَقْص فى الرّأس فربّما انْدقَّت منه العُنُق. ودواءٌ يَقِصُ الدّاءَ وَقْصاً ، كأنّه يقضى عليه لساعتِه ، وهى التِّرْياقات الواقصةُ.

وقل :

الوَقْلُ : شَجَر المُقْل ، وقيل بل اليابِس من ثَمَرِه.

٤٩٤

وقى :

الوَقَا والوِقا والوِقاية والوَاقية : كلُّ ما وَقَيْتَ به شَيئا. وفى الحديث : (مَنْ عَصَى الله لمْ تَقِهِ مِنْهُ وَاقيةٌ الّا بإحداثِ تَوْبَة) (٣٤). وفى التّنزيل العزيز : (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) (٣٥) أى : مِنْ دَافِع. ووَقاه الله : حَفِظَه. وقوله تعالَى : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (٣٦) أى هو أهلٌ أنْ يُتَّقَى عِقابُه وأهْلٌ أنْ يَعْمَلوا بما يؤدِّى الى مغفرته. وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُ اتَّقِ اللهَ) (٣٧) أى : دُمْ على تَقوَى الله.

والأوقيّة : زِنَةُ سبعة مثاقيل وزِنَة أربعين درهما. وفى الحديث : (ليسَ فيما دون خَمْس أواقٍ من الوَرَقة صَدَقة) (٣٨). وورد فى غير هذه الرّواية : (لا صَدَقَةَ فى أقلّ مِنْ خَمْسِ أواقٍ). وكانت الأوقيّة قديما أربعين درهما. وهى فى غير الحديث نِصْفُ سُدسِ الرّطل ، وهو جُزء من أثنى عشر جُزءاً ، ويَختلف باختلاف البلاد.

وقال الجوهرىّ : الأُوقيّة فى الحديث اسم لأربعين دِرْهماً ، أفْعُوْلَة ، والألِفُ زائدةٌ.

والأوقيّة طبّاً : عَشرة دراهم وخَمْسَة أشباعِ الدِّرهم. والجمع الأواقىّ والأواقى. والأواقِى ، أيضاً : جَمْعُ واقِيَة. قال مُهلهل :

ضَرَبَتْ صَدْرَها الىَّ وقالتْ

يا عَدِيّاً لَقَدْ وَقَتْكَ الأَوَاقِى (٣٩)

وأصلُها وَوَاقِى لأنّه فَواعل الّا أنّهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأولى ألِفا. والأوَاقى : جمع واقِيَةٍ ، وهى الحافِظة. الأصل : واقِى ، فأُبْدِلَت الواوُ الأولى هَمْزَة.

٤٩٥

وكت :

الوَكْتَة : الأثر اليَسير فى الشّىء مِنْ غَير لَونه. وهى فى العَين نُقطة حمراء فى بياضِها. وربما صارتْ وَدْقَة أو نُقطة بيضاء فى سوادها.

وكع :

الوَكَع : اقبال الابهام على السّبابة حتّى يُرَى أصله خارجا كالعُقْدَة. وربّما كان فى ابهام اليَد. ومَيَلان فى صَدْر القَدَم نحو الخنصر. قال الشّاعر :

أحْصَنُوا أمَّهُم من عَبْدِهم

تلكَ أفعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ (٤٠)

وله :

الوَلَهُ : شِدَّة الحزن والتّحيّر من شِدّة الوجْد ، وفى الحديث : (لا تُوَلَّهُ والدةٌ على ولدِها) (٤١). أى : لا يُفَرَّق بينهما. قالوا وكل أنثَى فارقت ولدَها فهى والِهٌ.

وهج :

الوَهَج والوَهْج الوَهَجان والتَّوَهُّج : حَرارة الشّمس والنّار من بعيدٍ. والمُتَوَهِّجة من النِّساء : الحارّة المتاع.

وهم :

الوَهْم : مِنْ خَطرات القلب. وتَوَهَّم القلبُ الشَّىْءَ : تَخيَّله وتمثّله ، كانَ فى

٤٩٦

الوُجود أمْ لمْ يَكُنْ.

وهن :

الوَهَن : الضّعف فى العمل والأمل. وكذا الضّعف فى العَظْم ونحوه.

والواهِنَة : رِيْحٌ تأخذ فى المنكبين وفى الأخدَعين عند الكِبَر. وهى مَرَض يأخذ فى عَضُد الرَّجل. ولا يأخُذ النِّساء ، انّما يأخذ الرِّجال. ويُعَلِّقون عليها شيئاً من الخَرز ، يقال له خَرَز الواهِنة.

وقيل : الواهِنَة : القُصَيْرَى والمراد بها ، هاهنا : أعلا الأضْلاع عند التّرقوة ، وقيل فَقَرَة فى القَفا ، وقيل العَضُد.

٤٩٧

حواشي حرف الواو

__________________

(١) فصل المقال ٢٣٧.

(٢) العين (وأم).

(٣) تنظر الحاشية ١٠٢ من حرف الحاء.

(٤) الميعة ، وتسمّى الميعة السائلة ، جنس شجر طبىّ ، ويتّخذ للزّينة ، وهو الرّاتينج أيضا. ومرّ ذكره. وينظر ل. ع. م. ٤ / ٣ / ١٣٦.

(٥) مرّ فى الحاشية ١٣٤ من حرف الحاء.

(٦) الأكمؤ ؛ جمع كمأة ، نبات معروف. والعساقل ، نبت. والبيت فى اللّسان (وبر).

(٧) المطفّفين ٣.

(٨) النّهاية ٥ / ١٤٩.

(٩) المغاث : نبات ينبت برّيّا فى الموصل وجبال فارس. وله جذور غلاظ ، هى المستعملة فى الطّبّ. وينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٢٥.

(١٠) بقريب من هذا اللفظ فى العين (وثأ).

(١١) النّهاية ٥ / ١٥٢.

(١٢) لقيس بن الخطيم ، كما فى ديوانه ١٤. والمجمل ٤ / ٥٠٩.

(١٣) عاقرقرحا : بمعنى الجذر العريان فى السّريانية. وهو نبات من الفصيلة المركّبة له استعمالات طبّيّة. ينظر ل ع م ٤ / ٢ / ١٦٩.

(١٤) أمّ وجع الكباد ، أو نبات الشّيخ : عشب من الفصيلة القرنفليّة ، ينبت فى أوربا وبلاد البحر الأبيض المتوسط. وسمّى بذلك لأنّ النّاس استعملوه فى

٤٩٨

أوجاع الكبد. ل ع م ٤ / ٤ / ٥٧.

__________________

(١٥) العين (وحش).

(١٦) النّهاية ٥ / ١٦٥.

(١٧) ن م ٥ / ١٦٨.

(١٨) من م.

(١٩) عيون الأنباء ٤٤٦. ومخطوطة قصيدة فى النفس ، مكتبة باريس الوطنية ، رقم ١٩٣٠. ورقم ١٦٢٠.

(٢٠) برواية (ومنازلا) فى عيون الأنباء ٤٤٦.

(٢١) (فكأنه) فى عيون الأنباء ٤٤٦. ومخطوطة قصيدة فى النفس.

(٢٢) (بالحمى) فى عيون الأنباء ٤٤٦.

(٢٣) ينظر المستقصى ٢ / ٣١٢.

(٢٤) النّهاية ٥ / ١٧٨.

(٢٥) النّهاية ٥ / ١٩١.

(٢٦) النّهاية ٥ / ١٩٥.

(٢٧) النّهاية ٥ / ١٩٦.

(٢٨) النّهاية ٥ / ١٩٦.

(٢٩) النّهاية ٥ / ١٩٦.

(٣٠) لابن عبد القدوس فى الشعر والشعراء ١٥٦ ـ ٤٣٠ (ط ليدن) ١٩٠٢.

(٣١) ديوانه ٩٦. وبرواية محرّفة فى اللّسان (وعد).

(٣٢) ديوانه ٤٥. المجمل ٤ / ٥٣٨. اللّسان (وعى).

٤٩٩

__________________

(٣٣) النّهاية ٥ / ٢٠٧.

(٣٤) النّهاية ٥ / ٢١٧.

(٣٥) الرّعد ٣٤.

(٣٦) المدّثّر ٥٦.

(٣٧) الأحزاب ١.

(٣٨) برواية قريبة فى النّهاية ١ / ٨٠.

(٣٩) اللّسان (وقى).

(٤٠) بلا عزو فى اللّسان (وكع).

(٤١) النّهاية ٥ / ٢٢٧.

٥٠٠