الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

والطِّحال والكلَى ومَجارِيها. وتُسَكِّن أوجاعَ الكَبِد الحارّة بالطَّبْع ، والباردة بالخاصّيّة. وتُطْفِىء حِدَّة الدّم ، وتُسَكِّن هَيَجان الصَّفراء.

والبُستانىّ منها اذا دُقَّ وعُصِر شُرِب بعد غَلْيِه ونَزْعِ رَغْوَتِهِ بسُكُنْجُبِين فَتَح السُّدَد وأزال اليَرقان والعُفونة والحُمَيّات المتطاوِلة.

وورقُها نافع للأورام الحارّة والبُثور الملتهِبة ضمادا. ويقطع سَيلان اللُّعاب أكلا بالملح عند الاستيقاظ من النّوم صباحاً. ويَقبض الطّبيعة أكلا بالخلّ. وماؤها يقطع نَفث الدّم ويُسَكِّن العَطَش. ومع الاسْفِيْداج له فِعْلٌ عجيبٌ فى تَبريد ما يُراد تبريده طَلاء. وفيها جزء لَطيف مُفَتِّح يَزول بالغَسْل.

وسمعتُ شيخَنا العلّامة يقول : وجَوهرُها مُرَكَّب من مادّة أرضيّة مائيّة باردة كثيرة ومن مادّة لطيفة قليلة ، فيكون تُبريدُها بالمادة الأولى وتفتيحها للسُّدَد وتنفيذُها أكثر بالمادّة الأخرى. وجُلّ هذه المادّة اللّطيفة مُنْبَسِطَة على سطحها قد تَصَعَّدَتْ اليه وانْفَرَشَتْ عليه ، فاذا غُسِلَت تحلَّلت فى الماء ولم يَبْقَ منها شىءٌ يُعْتَدُّ به ، ولذلك نَهَى عن غَسْلِها ، وقد فَصَّل الكلام عليها فى رسالته عن الهِندباء.

وأمّا بذرُها فهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية ولا يَخْلُو من بُرودة ، ينقِّى الكبد ويفتح سُدَدها ويَنفع من اليَرَقان السُّدَدِىّ ومن الحمَّى الصَّفراويّة. والشّربة منه من درهمين الى خمسة.

وأمّا أصلها فهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية. قَوِىّ التّنقية والتّفتيح. ينفع من وَجَع المفاصل ومن الاستسقاء ويُدِرّ البَول. والشّربة مِنْ مَسحوقه من درهم الى ثلاثة ، ومن مَطبوخه من خمسة الى خمسة عشر ، مُصْلَحاً بالسُّكَّر. والشّربة من ماء الهندباء من أربعين درهما الى سِتّين. قال بعضُهم وتَضُرّ

٤٦١

أصحابَ السُّعال. واصْلاحُها بالسُّكَّر. وبدلها الشَّاهْتْرُج.

ويُسَمَّى الهِندباء البرّىّ : الطَّرْخَشْفُوْق ، وقد ذُكِر فى بابهِ.

هوع :

الهَوْعُ والهُوَاع : القَيءُ بلا تكلُّف. وقد هاعَ فُلان يَهُوعُ هَوْعاً وهُواعاً : قاء بلا تكلُّف له. والتَّهَوُّع : التَّقَيءُ بتَكلُّف ، ومنه حديث علقمة : (الصّائم إذا ذَرَعَه القَيءُ فليُتِمَّ صَوْمَه وإذا تهوَّع فعليه القَضاء) (١٤). سبب الهُواع والقَيء والغَثيان امّا خِلْط صَفراوىّ وامّا رطوبة مُرْخِيَة وامّا فَساد الغذاء. وعِلاجُها تَنقية المعدة وتَقويتها. أمّا تنقيتها فبالقَىْء بالماء الحارّ مع السُّكُنْجُبِينْ والمصطكِى وبالرُّبوب المتَّخذة من الحصرم والسّفرجل والرِّيباس وحُمّاض الأترجّ ، فانّها مُقَوِّية للمعدة ونافعة لها جدّا ، وبخاصّةٍ اذا كانت الطّبيعة ليّنة. وقد تقدّم فى الكلام على القَيء ما يُغنى عن الاعادة.

هوم :

الهَوامّ : الحَيّات وكلُّ ذى سُمّ يقتل سُمُّه ، وأمّا ما يَسُمُّ ولا يَقْتل فهو السَّوامُّ لأنّها تُسَمِّمُ ولا تَبْلُغ أن تَقْتُل كالعَقْرب والزُّنبور. قال شَمِر : ومنها القَوامّ كالفأر والقُنفد فهذه ليست بهَوَامَ ولا سَوامَّ ، والواحدة من هذه كلِّها هامَّة وسامَّة وقامَّة. وسُمِّيَتْ هامّة لأنّها تَهِمُّ أى : تَدبّ. وفى حديث عبدالله بن عبّاس عن النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (انّه كان يُعَوِّذ الحسَن والحسين بقوله : أعِيْذُكُما بكلماتِ الله التّامّة مِنْ كُلِّ شَيطانٍ وهَامّة ومِنْ شَرّ كُلِّ عَينٍ لامّةٍ ومِنْ شَرِّ كُلِّ سامَّة ، ويقولُ هكذا كان ابراهيمُ يُعَوِّذُ اسماعيلَ واسحاق) (١٥).

٤٦٢

والعَين اللّامة : التى تُصِيْبُ بِسُوْء.

والهامَة : الرّأس ، أو هى وَسَطُه ، ومِنْ كُلّ شىء من ذَوات الرُّوح. والجمع هامٌ. وطائر من طَير الليل يألف المقابر وهو الصَّدا. وفى الحديث : (لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَر) (١٦). قيل انّ العرب كانت تعتقد بخروج هامَةٍ من هامَةٍ القَتيل وهى تصيح : اسْقُونِي ، حتّى يُقتل قاتلُه ، فنفاه الاسلام ونهاهم عنه. والهُيّام : العُشّاق الذين اخْتَلّ نظامُهم. والهائم : المتحيِّر.

هوى :

الهَواء : الجَوّ ، وهو ما بين السَّماء والأرض. والهواء جِسْم بَسيطٌ ، حارّ رطب. أمّا حرارته فلأنّه لو لم يكن حارّا لم يكن خَفيفا لأنّ البرد يُوْجِب الثّقل والكَثافة ، فانْ قِيْلَ أنّه يبرِّد الماءَ وبخاصّة عند المبالغة فى دَفْعِه ، ومُبَرّدُ الباردِ باردٌ ، أُجيب بأنّ تبريد الماء المعلّق فى الجوّ انّما هو بِعَوْدِه الى بَرْدِه الطّبيعىّ لضَعْف العامِل المسخِّن له هنالك.

وأمّا رُطوبته فلأنّه يقبل الأشْكال ويتركُها بسهولة. فانْ قيل أنّه لو كان رطبا لَمَا جفّف الأجسام الرَّطبة اذا عُلِّقَتْ فيه ، أجيب بأنّ تجفيفه لرطوبة تلك الأجسام انّما هو بتبخيره الأجزاء المائيّة التى فيها ، بحرارته الأصليّة.

والهَوَى : العِشْقُ ، وهو فى الخير والشّرّ. وممّا عُرِّف به أنّه محبّة الانسان الشّىءَ وغلبتُه على قلبه. وقوله تعالى : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) (١٧) أى : نَهاها عن شَهواتها وما تَدعوه اليه من المعاصى.

قال بعضُهم ومتى أُطْلِق الهَوَى لم يكن الّا مَذْمُوماً حتّى يُنْعَتَ بما يُخرجه عن ذلك. والله أعلم.

٤٦٣

هيض :

الهَيْضَة : الحَرَكَة مُفْرِطَة من الموادّ الفاسدة غير المُنْهَضِمَة الى الانفصال عن المعدة والأمعاء بالقَىْء والاسهال معاً. وهى علّة حادّة سريعة الانفصال. وسببها امّا تغيُّر الطَّعام وفسادُه الى المرارة والى البُرودة أو امتلاء العُروق النّافذة من الكبد الى الأعضاء بالأخْلاط فلا تجدُ مَسْلكا فيندفِع اللَّطيفُ بالقَىء والكَثيفُ بالاسهال. ومن علاماتها الجشَأ المتغيِّر والغَثيان والاحساس بثقل فى المعدة وجَوفها. وعلاجُها القىء بالماء الحارّ وحده أو مع قليل من البُوْرَق أو الملح والكَمّون ، هذا انْ كان الطّعام بَعْدُ قريبا من الأعلَى ، والّا أُتْبع بما يحدره ممّا يُلَيِّن الطّبيعة بِقَدْرِ الحاجة. ويجب أنْ لا يَقِيْءَ بما فيه ارخاءٌ للمعدة كالأدهان ، ولا بما فيه تَغذية كالسُّكُنْجُبِين. ويجب أيضا أنْ يراعَى ما يخرج. فما استمرَّ خروج الطّعام والكيلوس لم يَجُزِ الحَبْس ، وانْ تَغيَّر عن ذلك وَجَبَ الحبس بمثل شراب السَّفَرْجَل وشراب الرُّمّان المُرّ وبالرُّبوب القابضة اللَّطيفة الحموضة المطيَّبة بالطِّيْب وبماء النّعناع.

واعْلَمْ أنّ القَىء يُمنع بالقَىء والاسهال يُمنع بالاسهال ، والقَىْءُ يُمنع بالاسهال ، والاسهال يُمنع بالقىء ، نَصَّ على ذلك أبقراط وغيرُه وقالوا أنّه قد جُرِّبَ كثيراً. والله أعلم.

هيف :

الهَيْف : رِيْح حارّة تَهُبُّ مِنْ قِبَلِ اليَمَن وهى النّكباء التى تجرى بين الجنوب والدَّبور. والهَيْف : كلُّ ريح ذات سموم ، تُعَطِّش الحيوانَ وتُنَشِّف النّبات. والهَيَف : دِقَّة الخصر وضُمُور البَطْن. ورَجُل هَيُوفٌ : لا يَصْبِرُ على العَطَش.

٤٦٤

هيل :

الهَيُولَى : المادّة القابِلَة لكلّ صُورة ، وقولهم : لا تَنفكّ عن الهَيُولَى ، أى : لا تَنفكّ عن الصُّورة ، وهَيْل بَوّا : اسم للقَاقُلَّة الصّغيرة والاطْرفيل الصَّغير.

٤٦٥

حواشي حرف الهاء

__________________

(١) ينظر العين (هدب).

(٢) النّهاية ٥ / ٢٥٥.

(٣) النّمل ٣٥.

(٤) للأعشى. وهو فى ديوانه ٤١. والعين (هرر) واللّسان (هرر).

(٥) الجمهرة ١ / ٨٩.

(٦) المقاييس ٦ / ٨. واللّسان (هرر).

(٧) النّهاية ٥ / ٢٦١.

(٨) المكوك : طاس يشرب به. وهو مكيال أيضا. ومر فى (مكك).

(٩) الذّهرة ، لغة : السّواد. ينظر المقاييس ٢ / ٣٦٢. واللّسان (ذهر).

(١٠) المجمل (بذج).

(١١) للحارث بن حلزة اليشكرى. وهو فى المجمل ٤ / ٤٨٨. واللّسان (همج).

(١٢) العين (همد).

(١٣) النّهاية ٥ / ٢٧٧.

(١٤) النّهاية ٥ / ٢٨٢.

(١٥) ينظر م ن ٤ / ٢٧٢.

(١٦) مرّ فى (عدو).

(١٧) النّازعات ٤٠.

٤٦٦

حرف الواو

و

٤٦٧
٤٦٨

وقي :

الوَاقِ : نَوع من طُيور الماء ، أسود وفى رأسه شعرات طويلة شديدة البياض ، ولون بدنه يميل الى السّواد وفيه بياض. وهو حارّ المزاج يابِسُهُ يَصْلُح للأمزجة الباردة. واصلاحه للمحرورين بالفواكه الحامضة تؤكل بعده.

وأم :

المُواءَمَة : المُوافَقَة والمُباهاة. وفى المثَل : (لولا الوِئام لهلَك الأنام)(١) ويُرْوَى (... لَهَلَكَ اللّئام) أى : لولا مُوافقة النّاس بعضهم بعضا فى الصُّحبة لوقعت الهلكة. وكان أبو عُبيد يقول : انّ اللئام لا يأتون الجميل من الأُمور على أنّها أخلاقهم وانّما يفعلونها مُباهاةً وتشبُّها بأهل الكرم فلولا ذلك لهلكوا.

وواءَمَ الدّواءُ المعلولَ : نَفَعَهُ وأزالَ عِلَّته.

والوِئام : المُوافقة فى كلّ شىء.

وذكر الخليل ، رحمه‌الله أنّ التَّوأم مأخوذ من الوَأْم ، والتَّوأم ، عنده ، على تقدير فَوْعَل ، ولكنّهم استقبحوا الواوَين فاستخلفوا مكان الواو الأولى تاءً (٢)

وبأ :

الوَبَأ والوَباء : الطّاعون ، وكلّ مرض عامّ. يُجمع أَوْبِئاً وأَوْبَاء وأَوْبِئةً. وهو تَغَيُّرٌ يَعْرِض لجوهر الهواء فيستحيل الى الرَّداءة ويَسْرِى فى الأبدان بالاستنشاق كَسَرَيان السُّمّ. وأمّا التَّغييرات الخارجة عن المجرَى الطّبيعىّ التى تعرض للهواء ، فهى امّا لاستحالةٍ فى جوهره ، وامّا لاستحالةٍ فى كيفيَّته. فأمّا الذى لا استحالةَ فى جَوهره فهو أكثرها رداءَةً ، وهذا هو الوَباء. وهو تَعَفُّن يَعْرُض فى

٤٦٩

الهواء يُشْبِه تَعَفُّنَ الماء المستنقِع الاجِن. ولسنا نعنى بالهواءِ الهواءَ البسيطَ ، لأنّه لا يَعْفُن ، ولأنّه ليس هو الذى يحيط بنا ، وانّما نعنى بالهواءِ الجسمَ المبثوث فى الجوّ ، وهو جِسْمٌ ممتزِج من الهواء الحقيقىّ ومن الأجزاء المائيّة البخاريّة ومِنَ الأجزاء الأرضيّة المتصعِّدة فى الدُّخان والبُخار ، ومن أجزاء نارّيّة. وانّما تقول له هواءً كما تقول لماءِ البحار ماءً وانْ لم يكن ماءً صِرْفاً بسيطا بل ممتزِجا ، ولكنّ الغالبَ فيه الماءُ. وهذا الهواء اذا تغيَّر فى جوهره عَفَّنَ الأخلاط ، وابتدأ بتعفين الخَلط المحصور فى القلب لأنّه أقرب اليه وصولا منه الى غيره.

وأمّا الذى لاستحالةٍ فى كيفيّته فهو أنْ يَخْرُجَ فى الحرّ أو البرد الى كيفيّة غير مُحْتَمَلَةٍ حتّى يفسد له الزَّرع والنَّسل ، وذلك امّا باستحالةٍ مُجانِسَةٍ كمَعْمَعَة القَيْظ اذا اشتدّ ، وامّا باستحالةٍ مُضادَّةٍ كزَمْهَرَة البَرْدِ فى الصَّيف لعُروضِ عارضٍ. وهذا الهواء اذا تغيَّر فى كيفيَّته الى الحرارة فانّه انْ سَخنَ شديدا أرْخَى المفاصِلَ وقَلَّلَ الرُّطوبات فزادَ فى العَطَش ، وحَلَّلَ الرُّوحَ فأسْقَطَ القُوَى ومَنَعَ الهَضْمَ بتحليل الحارِّ الغريزىّ ، وصَفَّر اللّون ، وسَخَّن القلبَ سُخونة غير غَريزيّة ، وسبَّب عُفونة الأخلاط ومَيْلَها الى التَّجاويف والى الأعضاء الضَّعيفة ، وربّما نَفَع أصحابَ الأمراض الباردة ، وأمّا الهواءُ الباردُ فانّه يحصر الحارّ الغَريزىَّ داخِلاً ، ما لم يُفْرِط افْراطاً يتوغَّل به الى الباطِن فانّ ذلك مُمِيْتٌ. وقال شيخنا العلّامة : اعْلَمْ بأنّ المخصوصَ باسم الوَباء هو تغيُّر أخلاط الهواء. ومن الأطبّاء مَنْ يُسَمِّى الثّانىَ وَباءً ، أيضا.

والوَباء يُفسد الأشجار والنّبات فتفسد مُعْتَلِفاتُها من الماشية فتُفْسِدُ آكليها مِنَ النّاس. وأكثرُ ما يعرض الوباء فى آخِر الصَّيف والخريفِ.

وقال الرّازى : واذا وَقَع الوَباء فى الرّبيع كان أرْدأ داءٍ ، لأنّ هواءَ الرَّبيع أوْفَقُ

٤٧٠

للحَيوان بالاسْتنشاق. فاذا فَسد كان فساده أكثر. وكما أنّ الماء لا يَعْفُن فى حال بَساطته ، بل لما يُخالطه من أجسام أرضيّة خَبيثة تمتزج به ، ويُحْدِث للجُمْلَة كيفيّةً رديئةً ، كذلك الهواءُ لا يَعْفُن فى حال بَساطته ، بل لما يخالطه من أبخرة تمتزج به ، فيُحْدِث للجُمْلة كيفيّة رديئة من مواضع بَعيدة فيها أجسام مُتَعَفِّنة. وربّما كان المسبِّب قريبا من الموضع ، وربما حَدثت عفونات فى باطِن الأرض فافسدت الماءَ والهواء.

والحُمَيّات الوبائيّة من الهواء الكَدر الرَّطب.

ومَبْدأ التّغييرات هَيئات مِنَ الفَلَك تُوجِبه ايجابا لا نَشْعُر نحن بوجهِه. وإنَّ قوما قد ادَّعَوا فيه ما هو غير مَنْسُوْبٍ الى شَبيهه. فوجَب أن تَعلم أنّ السَّبب الأوَّل البعيد أشكالٌ سماويّة ، والقَريب أحوالٌ أرْضِيّة. واذا أوْجَبَت القُوَى الفعّالة السّماويّة والقُوَى المنفَعِلَة تَرطيبا شديدا للهواء برفع أبخرةٍ وأدْخِنَةٍ اليه وبثّها فيه وتعفّنها بحرارة ضعيفة ، وصار الهواء بهذه المنزلة ، ووصل الى القلب أفْسَدَ مِزاجَ الرُّوح الذى فيه ، وعَفَّنَ ما يحويه من رطوبة ، وحَدثت حرارة خارجة عن الطّبع وانتشرتْ فى البدن ، فكانت الحمَّى والوَبائيّة ، وعَمَّتْ خَلْقاً من النّاس لهم فى أنفسهم خاصيَّة استعداد. واذا كان الفاعِلُ وَحْدَه ولم يكن المنفعِل مُسْتَعِدّاً لم يَحْدُث فِعْلٌ وانْفِعالٌ. واستعدادُ الأبدان لما نحن فيه من الانفعال أنْ تكون ممتلئةً أخلاطاً رَديئةً ، فانّ النَّقيَّة لا تكاد تنفعل من ذلك. والأبدانُ الضَّعيفة أيضا ، مُنْفَعِلَةٌ منه ، مثل التى أكْثَرَت الجماعَ ، والأبدانُ الواسعةُ المسامّ ، الرَّطبة الكثيرة الاستحمام.

واعْلَمْ أنّ عُروض الوباء مَشروط باستعداد البدن عن امتلاءٍ به ، وقبول موادِّه للتّعَفُّن. فاذا كان البدن نقيّاً من ذلك أو كان مِزاجه مُضادّاً للكيفيّة الحاصلة

٤٧١

للهواءِ لم تَحْصُلْ منه حالةٌ مَكروهةٌ ، ولولا ذلك لَلَزِمَ عُمومُ الآفةِ والموت لجميع الأبدان عند حُصول الوباء ، ولا شكّ أنّ الأمرَ بخِلافه.

وممّا يدلّ على الوَباء من الأشياء التى تجرَى مجرَى الأسباب أنْ تكثر الرُّجوم والشُّهُب فى أوائل الخريف ، واذا دام الجَنوب والتَّكدُّر أيّاماً ثمّ يصفو ، ثمّ يحدث بَرْدُ ليلٍ وحَرُّ نهارٍ مع سُكون الرِّيح فقد جاء الوباء. واذا لم يكن الصَّيف شديد الحرارة وكان شديد الكُدْرَة مُغَيِّراً للأشجار ، وكان قد سَلَفَ فى الخريف شُهُبٌ ونيران ونَيازك فهو علامة الوباء. واذا رأيتَ الهواء يتغيَّر فى اليوم الواحد مرّاتٍ كثيرةً ، ويصفو يوماً وتَطْلُع الشَّمسُ صافيةً فى يومٍ وتَنْكَدِرُ يوماً ، فاعْلَمْ بانّ وَباءً سيحدث.

وعِلاج أصحاب الحمَّى الوبائيّة بالفَصْد والاسهال بحسب المادَّة ويَجِب أنْ تُبَرَّد بيوتُهم وتُصْلَح أهْوِيَتُها.

أمّا تبريد بيوتِهم فبأنْ تحَفَّ بالرّياحين الباردة وأنْ تُرَشَّ مِراراً بالماء البارد ويحسُن الرّشّ بماء الورد ، وشَمّ ماء الورد بالخلّ. والصَّنْدَلُ جيّد. واستعمال أقراصِ الكافور والرُّبوب الباردة ، والماء المربَّب بماء الورد. وقليلُ الخلّ بالماء جيّد أيضا. واستعمالُ الماء البارد الكثير دَفْعَةً نافعٌ جدّاً.

وأمّا الماء القليل المتتابع فربّما هيَّج حرارةً. فانْ حصل بَرْد فى الأطرافِ وسَهَر وارتفاع الصَّدْرِ ونُزوله ، فلا بدّ من دِثار يجذب الحرارة الى الخارج. واذا سَقَطَت الشَّهوة فعليك بالغذاء الجيّد.

وأمّا اصلاح الهواء فهو امّا بحسَب الأصحّاء وامّا بحسَب المرضَى.

أمّا الأوّل بالغَرَضُ فيه تَطييبُ الهواءِ ومنعُ عُفونته بمثل العُوْدِ والعَنْبَر والمِسْك والقِسْط الحلو (٣) والمَيْعَة (٤) واللّادَن والمسطكِى والأشَنة والسَّعْد والاذْخِر

٤٧٢

والأسارُوْن شَمّاً وبُخورا. وقد يُتَّخَذ منها مُرَكَّباً. ويُرَشّ البيتُ بالخلّ المذاب فيه الصّندل.

وأمّا الثّانى فيبخَّر بالصَّنْدَل والكافور وقُشور الرّمّان والآس والتّفّاح والسَّفَرْجَل والطَّرْفاء.

وأمّا التَّحَرُّزُ من فساد الهواء فهو باخراج الرُّطوبات العَفِنَة عن البدن وجوبا ، ويُمال التَّدبير الى التَّخفيف من كلّ وجهٍ الّا الرِّياضة فيجب تَرْكُها ، وكذا الحمّام. ويُصْلَح الهواءُ بما ذكرناه. وليكن الغذاء ذا حُموضة قليلة. وممّا ينفع منه التِّرياقُ والمَثْرُوْدِيْطُوْس (٥) ويُتناول فى بعض الأوقات من هذا. وسُقْطُرِى جُزآن ، مُرَطَّباً فى جُزْءِ زَعْفَران أو نِصْف جُزْء. والشّربة نصف درهم بماء بارد.

وبر :

الوَبَر : صُوْفُ الابل. والوَبَر ، أيضا : ما يُغْطِّى جلد الأرانب والثّعالب. وبنات أوْبَر : أوَّل نبات الكَمْأة ، واحدها ابن أوْبَر. وأنشد ابن الأحمر :

ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أكْمُؤاً وعَساقِلاً

ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَناتِ الأوْبَرِ (٦)

أى : جَنَيْتُ لكَ ، كقوله تعالَى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) (٧) والعَساقِيل : ضَرْبٌ من الكَمْأَة. والألف واللّام فى الأوبر زائدة.

والوَبَرُ : مِنْ أيّام العجوز السّبعة. ودُوَيِبَّة أصغر من السِّنَّوْر غَبْراء وبيضاء حَسَنة العَينين ، وذَنَبُها قَصير تكثر فى الصّحراء ، وأرض الحجاز ، والأنثى وَبْرَةٌ ، والجمع وُبُورٌ. وهو المسمَّى بغَنَم بنى اسرائيل. والعَرَب تأكلُه لأنّه يَرْعَى البُقُوْل.

٤٧٣

وبراقش :

أبُو بَرَاقِش : طائر صَغير كالقُنفذ له رِيش أغبر اللّون ، وأوطه أحمر وأسفله أسود ، واذا هِيْجَ تغيَّر لونه ألوانا. ويكثر فى العِضَاهِ. ثَقيل العَجُز تَسْمَع له حَفيفاً اذا طار. قيل أنّ لحمه ينفع المبرودين ويُعين على الباه.

وبل :

الوَابِلَة : طَرَفُ العَضُد فى الكَتف ، وطَرَف الفَخِذ فى الوَرِك ، والجمع أوابِل. وداء وَبِيلٌ : شديد النّازلة ، صَعْب المعالجة.

والوَبِيْلُ : الرَّجل لا يُصْلِحُ شيئاً توَلَّى اصْلاحَه. وضَرْبٌ وَبِيلٌ : شديد. والوابِل : المطَر الكثير.

وتد :

الوَتَد والوَتِد : الهَنَةُ النّاشِزَة فى مُقَدَّم الأذن كالثُّؤْلُوْل تَلِى أعلا العارِض من اللّحية.

وتر :

الوَتِيرَة : الحاجِز بين الشَّيئين ، وغُضَيْرِيْفٌ فى أعلا الأذن ، وجُلَيْدَةٌ بين السَّبّابة والابهام. وما بين كلِّ اصبعين كالوَتَرَة. والوَرْدَة الحمراء أو البيضاء. ونَوْر الوَرْد.

والوَتَرة : حَرْفُ المَنْخِر. والعِرْق الذى بين الذَّكَر والأُنثيين. وعَصَبَةٌ تحت اللّسان. وعَصَبَةٌ بين أسفل الفَخِذ وبين الصَّفَن. وفى حديث زيد : (فى الوَتَرَةِ

٤٧٤

ثُلثُ الدِّيَة) (٨). يعنى الحاجِزَ بين المنخرين ، وهى الوُتَيْرَة أيضا.

والوَتَر : عُضْوٌ شَبيهٌ بالعَصَب فى لَونه ولمسِه وبياضِه ولِينهِ فى الانعطاف وصلابته فى الانفصال ، نابِتٌ من طرَف العَضَل. بارد يابس وله مَنافع ، منها أنّه ينجذب عند تقلُّص العَضَلة ، فينقبض العُضْوُ المراد تحريكه ، ويَسْتَرْخِى عند انبساطها.

وتن :

الوَتِيْنُ : عِرْقٌ فى القلب اذا انقطعَ ماتَ صاحبُه. وقال الأصمعىّ : هو عِرْقٌ أبيض غَليظ كأنّه قَصَبَة. والجمع أوْتِنَةٌ ووُتُنٌ.

واعْلَمْ أنّ جميع ما فى البدن من الأوردة والشّرايين تتفرَّع من عِرْقَين :

ـ أحدهما من الجانِب ، ويُعْرَف بالبابِ ، ومنه ينجذب صَفْوُ الكَيْلُوْس من المعدة.

ـ والآخر المعروف بالأجْوَف والوَتِين ومنه ينجذب الغذاء الى القلب والى سائر الأعضاء ، ومن شُعَبِه عِرْقٌ يأتى الى التَّجويف الأيمن من تجويفَى القلب ثمّ منه الى الرِّئة وقد صار ذا طَبقتين كالشَّرايين. ولذلك يُسَمَّى بالوريد الشِّريانىّ. وقد تقدَّم ذِكْرُه فى (ع. ر. ق) بما يُغْنِى عن الاعادة.

وثأ :

الوَثْءُ : زَوال زائدةِ العَظْمِ عن مَوضعها زَوالا غير تامّ. قال الأزهرىّ : هو شِبْهُ الفَسْخ فى المِفْصَل ، وهو فى اللّحم كالكَسْر فى العظم.

والوَثْأَة : وَصْمٌ يُصِيبُ اللّحم ولا يبلغ العَظْم ، وتوجُّع فى العَظْم بلا كَسْر.

٤٧٥

وبهِ وَثْءٌ ، ولا تَقُلْ وَثْي. وعلامتُه أن يُرَى فى المفصَل تَقعيرٌ قليل ونُتوء من الجانب الآخر مع تمكّن المفصل من بعض الحركات. وعلاجُه أنْ يُدْهَن المحلّ بدُهْن الوَرْد ويُنشر عليه الآس المسحوق أو يُضَمَّد بالوَرْد والمَغاث (٩) والماش والصَّنْدَل ، مع صُفْرَة البَيض. وانْ كان معه وَرَمٌ ضُمِّدَ بالماش مع بياض البَيض.

وقال الخليل (١٠) : الوَثْءُ والوَثْأَة : أنْ يُصِيْبَ العَظْمَ وصْمٌ لا يَبْلُغ الكَسْرَ. وقد وَثِئَتْ رِجْلُ فلانٍ : أصَابها ذلك.

وجأ :

الوِجاء : رَضُّ عُروق الخصيتين بين حَجَرين حتّى يَنْفَضِخا. وفى الحديث :

(عليكم بالباءَة فمَنْ لم يَستطع فعليه بالصَّوم فإنّه له وِجاء) (١١). أى : انّ الصَّوم يقطع النِّكاح كما يقطعه الوِجاء.

والوَجِيئة : تَمر يُدَقّ حتّى يُخْرَج نَواه ، ثمّ يُبَلُّ بلَبن أو سَمْن حتّى يلزَم بعضُه بعضا ويؤكل.

وجب :

الوَجْبَة : الأَكْلَة فى النَّهار أو اللّيلِ.

ووَجَبَ المريضُ : اذا مات ، أو سَكَنَتْ حَركتُه كالميّت. والقَتيل واجِبٌ. قال :

أطَاعَتْ بَنُو عَوْفٍ أميراً نَهاهُمُ

عَنِ السَّلْمِ حتّى كان أوَّلَ واجِبِ (١٢)

ووَجَبَت المُرْضِع : اذا تعقَّد لبنُها فى ثديها ، ويُعالَج بحَسَب سَببه ، وتَنقية البَدَن

٤٧٦

بالأيارْجَات والأغذية الجيّدة الكَيْمُوْس ، وتليين الطّبيعة ، جيّد فيه.

ووَجَبَ القلبُ وُجوباً : خَفَقَ واضطربَ.

ووَجَبَ العَقْدُ : حَقَّ ، وحانَ أوانُ أدائهِ.

وجج :

الوَجُ : أُصُولٌ بِيْضٌ مُعَقَّدَة معروفة ، ويقال له عُود الرِّيح. قال الأزهرىّ : لا أدرى أعَربىّ هو أم لا؟ وقال غَيرهُ : هو فارسىّ مُعَرَّب.

وهو حارٌّ يابس فى الثّالثة : وفى طعمه حَرارة ومَرارة يَسيرة جيّدة لثِقَل اللِّسان. نافِع من وَجَع السّنّ والكبد الباردَين ، ومن جميع أمراض العَصَب الباردة. ويَجلو بَياض العين ، وينفع من النِّسيان واللّقْوة. ومن صلابة الطّحال. ومن المغَص والفَتْق ، لتحليلِه الرِّيْحَ ويَزيد فى البَاه ، ويُدِرّ البَولَ والطَّمْث.

والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ومَضَرَّتُه بالكُلَى. ويُصْلِحُه الوَرْد. وبَدله شَيْطَرْج أو عاقِرْقَرْحا (١٣).

وجر :

الوَجُور والوُجُور : الدَّواء يُوْجَر فى الفم ، أى : يُجْعَل فيه ، وقَيَّدَه الجوهرىّ بقوله : فى وَسَط الفَم. والظّاهر عُموم الفم. يُقال منه : وَجَرْتُه الدّواء وَجْراً : جَعَلْتَه فيه. وتَوَجَّرَ الرَّجلُ الدَّواءَ : بَلَعَهُ شَيئا بعد شَىء. والماءَ : شَربه مُتَكَرِّهاً.

وجع :

الوَجَع : إدراك المُنافِى مِنْ حَيْثُ هو مُنافٍ ، أو إدْراكُه بالقوَّة اللّامِسَة.

٤٧٧

ولَفْظُ الوَجَعِ كالمُرادِف للألم. وأظُنّ أنّ الفَرْقَ بينهما أنّ الوَجَع : ما كان الشُّعور به بحاسَّة اللَّمْس ، والألم : ما كان الشُّعور به بحاسَّة أخرَى. ويُشْبِهُ أنْ يكونَ قَوْلُ النّاس : أوْجَعَنِى قَلْبِى على فُلانٍ حينَ ضُرِبَ ، أو أوْجَعَ فُلانٌ السَّائلَ ، يُريدون ذلك كلَّه. والوَجَعُ الحقيقىُّ انّما يُطْلَق على ما يُدْرَك بحاسّة اللَّمْس ، وأنّ ما يَحْصُل فى العين ونَحْوِها من الانفعالاتِ القَوِيَّة المخالِفة التى تُحَسُّ بغَير اللَّمْس يُقال لها : ألَمٌ لا وَجَع.

والجمع ، أوْجاعٌ ووِجاعٌ ، وقد وَجِعَ فُلانٌ يَوْجَع فهو وَجِعٌ ، من قَوْمٍ وَجِعِين ، وَهُنّ وَجَاعَى ووَجِعات. وفلان يَوْجَع رأسُه ، فإن جِئْتَ بالهاء قلت يَوْجَعُه رأسُه. وأنا يَوْجَعُنِى. وضَرْبٌ وَجِيعٌ ، أى : مُوْجِع كأليمٍ بمعنَى مُؤْلِم. وتَوَجَّعَ فُلانٌ : تَفَجَّع أو تَشَكَّى الوَجَعَ.

وأُمُ وَجَعِ الكبدِ (١٤) : بَقلة من دِقِّ البَقْل تحبّها الضّأن ، لها زَهرة غَبْراء ووَرَق صَغير أغبر. سُمِّيَتْ بذلك لأنّها شِفاء مِنْ وَجَعِ الكبد.

وجن :

الوَجْنَة : ما ارْتَفع من الخدَّين للشِّدق والمَحْجر. وقيل ما انحدر من المحجر ونَتأ من الوجه. وقيل ما نَتأ من لحم الخدَّين بين الصُّدْغَين وكَتِفَى الأنف. وقيل غير ذلك. والمعنَى واحدٌ. وسُمِّيَت وَجْنَةً لنُتوئها وغِلَظِها.

وجه :

الوَجْه : المُحَيّا. وذُو الوَجْهَين : هو الذى اذا لَقِىَ غيرَه لَقِيَهُ بخِلاف ما فى قَلْبِه.

٤٧٨

وحش :

الوَحْشُ : حيوان البَرّ ، مؤنَّث ، والجمع : وُحُوش. والجانب الوَحْشِىّ : الجانب الأيمن من كلِّ شىء ، عن الخليلِ (١٥) وغيره.

ويقال للمُحْتَمِى لِشُرْبِ الدَّواء : قد تَوَحَّش ، أى : خَلا بطنُه. وكذا يقال للجائع. وتَوَحَّشْ للدَّواءِ ، أى : أخْلِ جَوْفَكَ مِنَ الطَّعام ، للدَّواء.

وباتَ فُلانٌ وَحْشاً : اذا لم يَطْعَمْ شيئا ، فهو مُتَوَحِّش.

وحشيزك :

الوَحَشِيْزَك : نَوع من الشِّيْح يَنبت فى أرمينيّة ، رأيتُ مَنْ يَتَّخِذُه للتَّسْمِين.

وحص :

الوَحْص : البَثْرَة تخرُج فى وجه الجارية الحسناء.

وحم :

الوَحَم : شِدَّة شَهْوَة الحُبْلَى لشَىء تأكله. والاسم الوِحام. وعندنا أنّ الوَحَم : شَهْوَة الأطعمة الرَّديئة الكيفيّة. وسببه خَلْط رَدىء بالمعدة. وعلاجُه تَنقيتُها بالقَىء واستعمال الجوارِشْنات المقوّية لها.

وخف :

الوَخِيفَة : طعام يتَّخذ من أقِطٍ مَطْحُون يُذَرّ على ماءٍ ثمّ يُصَبّ عليه السّمن

٤٧٩

ويُضْرَب بعضُه ببعض ثمّ يؤكل ، وقيل بل تَمر يُلقَى على الزُّبْد ويؤكل.

ودج :

الوَدَجان : عِرْقان غَليظان عن يمين ثغرة النّحر ويسارها. واذا قُطِعا ، أو أحدهما مات صاحبهما ، ويَعْسر جدّا علاج قطعهما ، ولذا قيل لهما : عِرْقا الرُّوح.

ودد :

الوُدّ الوِداد : الحُبّ. وعن أبى زَيد : الوُدّ : الحُبّ يكون فى جميع مَداخل الخير. وفى الحديث : (عليكم بتعلُّم العربيّة فانّها تدلُّ على المروءة وتَزيد فى المودَّة) (١٦). أى : مَوَدَّة المشاكَلَة.

وخم :

التُّخَمَة : فَساد الطّعام فى المعدة لعدم هَضْمِه. وهى من الوَخامة. وطعام مَتْخَمَة : يُتْخَمُ منه.

ودع :

الوَدَع والوَدْع : خَرَز بِيْض يخرج من البحر فى بطنه شقّ كشقّ النّواة ، وفى جوفها دُوَيِّبَة كالعَلَقَة ، الواحدة وَدَعَة ، والجمع وَدَعات. والمُحَرَّق منه يَجْلُو البَهَق والقُوَباء طَلاءً ، وبياضَ العين كُحلاً. وكانوا يُعلّقونه لدَفْع العين ، وفى الحديث : (مَنْ يُعَلِّق وَدَعَةً لا ودَع الله له) (١٧). الدَّعَه : الخَفْض والسَّعَة فى العَيْش.

٤٨٠