الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

القَوِىّ يُقَوِّى فِعْلَه.

ويُقال نام الخلخال اذا انقطع صوتُه من امتلاء السّاق تشبيها بالنّائم كما يقال استيقظ اذا صَوَّت ، قال :

نامتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها

وجَرَى الازارُ على كَثيبٍ أهْيَلِ

فاستيقظتْ مِنْها قلائدُها التى

عُقِدَتْ على جِيْدِ الغَزالِ الأغْيَدِ (٦٧)

ونامت الرِّيح : سَكَنَتْ. ونام البَحر : هَدَأ.

والنُّوَمَة : الذى يَنام كثيرا ، والخامِلُ الذِّكْر والغافلُ والعاجِزُ عن الأمور.

نوى :

النِّيّة : الوجه الذى يُذْهَبُ فيه. والبُعْدُ كالنَّوَى فيهما. وقيل : انّ النّيّة والنَّوَى : الوجه الذى يَنويه المسافر ، وهى مؤنّثة.

والنِّىْءُ : اللّحم الذى لم يَنضج.

والنَّواة من العَدَد : عشرون ، وقيل عشرة. وقيل : هى الأوقيّة من الذَّهب ، وقيل أربعة دنانير. وفى الحديث أنّ عبدالرّحمن بن عوف تزوّج امرأةً من الأنصار على نَواة من ذَهَب (٦٨). قال أبو عُبيد : أى تزوّج امرأة على ذَهَب بخمسة دراهم ، ألا تراه قال" على نَواةٍ مِنْ ذَهَب؟ "

وقال المبرِّد : العَرَب تعنى بالنّواة خمسة دراهم. قال وأصحاب الحديث يقولون على نَواة من ذهب قيمتها خَمسة دراهم. قال وهو خَطَأ وغَلَط. والنَّواة : خمسة دراهم أو أقلّ من ذلك.

٤٤١

نيط / نوط :

النِّياط : الفؤاد ، وعِرْق مُتّصل بالقلب اذا قُطِع ماتَ صاحبُه ، وجمعه أنْوِطَة ونُوْطٌ. والنِّياط : عِرْق مُسْتَبْطِنُ الصُّلْبِ تحتَ المتن كالنّائط. والنّائط : عِرْقٌ ممتدّ فى الصُّلْب يعالَج المصفُور بقَطعه. قال العجّاج :

قَضْبَ الطّبيبِ نائطَ المصْفُوْرِ (٦٩).

القَضْبُ : القَطْع. والمصفُور : الذى فى بَطْنِه الماء الأصفر.

والتَّنوُّط : طائر سُمِّى تَنَوُّطاً لأنّه يُدْلِى خُيوطا من الشَّجرة ثمّ ينسج عشّه بها كقارورة الدّهن مَنُوْطاً بتلك الخيوط ، أى : متعلّقا بها ، والواحدة بالهاء.

نيل :

النِّيْل : معروف ، وهو النِّيْلَج ، والوَسْمَة. منه بستانىّ ومنه برّىّ ، حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية ، قابض يمنع النَّزْف ، ويُجفِّف ، ويجلو الكَلَف والبَهَق وينفع داءَ الثَّعلب ويُدْمِل الجراحات الرّديئة وينفع من كلّ ورم فى الابتداء ، ويُخْرِج الشَّوك.

واذا شُرِبَ منه قَدْر أربع شُعيرات مَحْلُوْلات سَكَّن هَيَجان الأورامَ والدَّم وأذْهَب العِشْقَ قبل تمكّنه.

وقال الرّازىّ : اذا شُرِب من النّيل الهندىّ أو الكرمانىّ درهمان فى أوقيّة وَرْدٍ مُرَبَّب نَفَع من الوَحْشَة والاغتمام وأذْهَب الخفَقان. ومضرّته بالطِّحال. واصلاحُه بِرُبّ السُّوس.

واذا حُلَّ بِخَلٍّ وطُلِىَ به قُروحُ الرّأس نَفَع منها. ويَقَع في الأكْحَال المقويّة للعَين ، المُنَشِّفَة للدّمع ، وبدله : المُقْلُ الأزرق.

٤٤٢

نيلوفر :

النِّيْلُوفَر : اسم فارسىّ معناه النِّيلىّ الأجنحةِ ، وقد عرَّبوه فقالوا اللِّينوفر ، كذا رأيته مَنقولا.

وهو رَيحان معروف يَنبت فى المياه الرّاكدة ، وله بَذْر أسود وأصْلٌ كالجزَر ، وألوانُه مُختلفة منها الأزرق والأحمر والأصفر والأغبر.

وهو بارد رَطب فى الثّانية.

والنِّيلوفر بجميع أجزائه بارد رطب فى الأولى الّا الأصل فانّه مُجَفِّف وفيه حَرارة يَسيرة. والبَذْرُ فيه تجفيف دون الأصْل ولا لَذْعَ فيه. واذا أُطْلِق فانّما يُراد به زَهْرُه ، ويراد منها الزّوْفَا ، وهى خيرٌ من جميع أجزائه وأبْرَد.

وهو وشَرابه مُبَرِّد مُليّن للطّبيعة صالح للسّعال ولأوجاع الجَنْب والرّئة والصَّدر الحارّة. وأصله الأسود اذا عُجِن بالماء وطُلِىَ به البَهَق مرارا أزاله ، أو بالزِّفْت أزال داءَ الثَّعلب. ومضرّته بالمثانة. ويُصْلِحُه السُّكَّر. وبدله البَنَفْسَج.

٤٤٣

حواشي حرف النون

__________________

(١) الاسراء ٨٣. فصّلت ٥١.

(٢) العين (نبت).

(٣) آل عمران ٣٧.

(٤) الخرّوب والخرنوب : شجر مثمر من الفصيلة القرنيّة ، معروف. ينظر ل ع م ٤ / ١ / ١٩٣.

(٥) النّهاية ٥ / ٥.

(٦) المجمل ٤ / ٣٧٦. اللّسان (نثر).

(٧) النّهاية ٥ / ١٧.

(٨) النّهاية ٥ / ٢٠.

(٩) فى الأصل : الجنين ، والتّوجيه من م.

(١٠) هى الكروياء. تنظر حواشى (أشن) فى حرف الهمزة.

(١١) الرّحمن ٦.

(١٢) الواقعة ٧٥.

(١٣) النّهاية ٥ / ٢٥.

(١٤) الأحزاب ٢٣.

(١٥) ديوان القطامى ٣٣. والمعانى الكبير ٢ / ٩٨٢. المجمل ٢ / ٢٨٢.

(١٦) ينظر المستقصى ١ / ١٩٦.

(١٧) النّهاية ٥ / ٣٠.

(١٨) النّهاية ٥ / ٣١.

٤٤٤

__________________

(١٩) ربّما كانت هذه أوّل اشارة فى تاريخ الطّبّ الى أنّ خلايا النّخاع تنقسم الى قسمين ، خلايا حسّيّة وخلايا حركيّة.

(٢٠) النّهاية ٥ / ٣٣.

(٢١) م : السعتر.

(٢٢) المنثور ، هو النّبات المعروف بالخيرىّ. جنس من الزّهور. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٤٤.

(٢٣) مختلف فى عزوه للعبّاس بن مرداس ، وكثيّر عزّة. ينظر الحماسة ٢ / ٢١. والعين (نزر). واللّسان (نزر) و (بغث).

(٢٤) آيتان : الأعراف ٤٣. والحجر ٤٧.

(٢٥) لقيس بن الخطيم فى ديوانه ١٧٣. واللّسان (نزف).

(٢٦) النّهاية ٥ / ٤٩.

(٢٧) ن م ٥ / ٥٠.

(٢٨) تنظر ، أيضا ، مادة (ليثرغس) فى حرف اللّام. والمصطلحات المذكورة فى علاج النّسيان ، مرت فى مواضع سابقة.

(٢٩) تنظر مادّة (رهش) فى حرف الراء.

(٣٠) النّهاية ٥ / ٦٤.

(٣١) هود ٥٦.

(٣٢) المجموع ١٣٢.

(٣٣) العين (نطس).

(٣٤) النهاية ٥ / ٧٥.

(٣٥) ن م ٥ / ٧٨.

٤٤٥

__________________

(٣٦) العين (نعج). واللّسان (نعج).

(٣٧) ديوان عدى ٨٧. واللّسان (نعس).

(٣٨) للرّاعى فى ديوانه ٢١٤. والمجمل ٤ / ٤١٨.

(٣٩) تنظر الحاشية ١٠٤ من حرف الباء.

(٤٠) النّهاية ٥ / ٨٦.

(٤١) اللّسان (نغى).

(٤٢) هو بضمّ الفاء وكسرها من (ينفث). ينظر اللّسان (نفث).

(٤٣) النّهاية ٥ / ٩٠.

(٤٤) ن م ٥ / ٥٦.

(٤٥) ن م ٥ / ٩٦.

(٤٦) ديوانه ٩٦. اللّسان (نفس).

(٤٧) ديوان أوس ٤٧. اللّسان (نفس).

(٤٨) النّهاية ٥ / ٥٥.

(٤٩) م ن ٥ / ٥٥.

(٥٠) اللّسان (نفس).

(٥١) النهاية ٥ / ١٠١.

(٥٢) مرّ فى (قبر) فينظر هناك.

(٥٣) فى الأصل : الوحدة. والتّوجيه من م. والوهدة. المنخفض من الأرض. ينظر المجمل ٤ / ٥٥٧.

(٥٤) فى الأصل : وحدة. التوجيه من م.

(٥٥) من م وحاشية الأصل.

(٥٦) الشّيرخشك : نبات. وسبق ذكره : ينظر حرف الشّين.

٤٤٦

__________________

(٥٧) مما عزى لحميد بن ثور فى المجمل ٤ / ٤٣٩. ولم نجده فى ديوانه.

(٥٨) العين (نمس).

(٥٩) م : منتبرة.

(٦٠) ديوانه ٦٦. اللّسان (نمو).

(٦١) ديوان الفرزدق ٤٦٧. وسرح العيون ٣٩٦.

(٦٢) برواية : (منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) فى النّهاية ٤ / ١٣٨.

(٦٣) الكتاب ٣ / ١٨٥. خزانة الأدب ٤ / ٤٦٩.

(٦٤) المائدة ٧٩.

(٦٥) آيتان : طه ٥٤. طه ١٢٨.

(٦٦) مختلف فى عزوه للحطيئة وعبيدالله الحرّ. وهو فى الكتاب ٣ / ٨٦. الخزانة ٣ / ٦٦٠. والانصاف ٥٨٣.

(٦٧) لطريح ، كما فى اللّسان (نوم).

(٦٨) النّهاية ٥ / ١٣١.

(٦٩) ديوان العجاج ٦٨.

٤٤٧

حرف الهاء

هـ

٤٤٨
٤٤٩

هبج :

التَّهَبُّج : وَرَمٌ بارِد عن رِيح فى داخِل جَوهر العضو فانْ لم تُداخله فهو النَّفْخَة. ويقال أصبح فلان مُهَبَّجاً ، أى : مُتَورّما. وسببُه ضَعْف القوّة الهاضمة فيصل الغذاء الى الأعضاء غير مُنْهَضِم فيتهيّج الوجه ويترهّل البدن ويفسد اللّون. وأكثرُ ضَعْفِها عن البَرْد وغلبَة الرُّطوبة. وعلاج ذلك بالمسخِّنات القابضة المتَّخذة من مثل العُوْد والمصطكى والأنيسون وبذر الرّازِيانج ونحوها.

هبد :

الهَبْد والهَبِيد : الحنظَل ، وقَصَرَه بعضُهم على شَحمه أو حَبّه.

هتر :

الهُتْر : ذَهاب العقل من كِبَر أو مَرض أو جُنون.

هتك :

الهَتْك : تَفرُّق اتّصالٍ يقع فى طرَف العَضَلة.

هجع :

الهُجُوع : النَّوم ليلا. والتَّهْجَاع : النَّوْمَة الخفيفة. والهُجَع : الأحمق ، كأنّه يَستنيم الى غيره.

هدب :

الهُدْب والهُدُب : شَعَر أشْفار العَين. قال الخليل (١) : ورَجُل أهْدَب : طويل أشْفار العينَين كثيرهما. وقال غيره : شُفْرُ العَين : مَنبت الهُدْبِ من حَرْفَى الجفن وجمعُه أشْفار.

٤٥٠

والهَدَب : أغْصان الأرطَى ونحوه. أو كلّ وَرَق ليس له عُرْض كالسّرْوِ ونحوه. وعن أبى حَنيفة : هو من النّبات ما ليس له ورق الّا أن له ما يقوم مقام الوَرَق. والهَدِب : الكَتِف. والهَدْبَة : طائر يُشبه الهامةَ الّا أنّه أصْغَر منها.

هدس :

الهَدَس : الآسُ عند أهل اليَمَن ونواحى عُمان.

هدهد :

الهُدْهُد : كلُّ ما يُهَدْهِد من الطّير. وطائر معروف. وهَدْهَدَته : صوتُه. ولحمه حارّ يابس ينفع من القولنجِ. ودَمُه ينفع من بياض العَين قُطورا. والهُدْهُد ، أيضا : الكثير الهَدير من الحَمام.

هدى :

الهُدَى : الرَّشاد ، وهو ضِدّ الضَّلال. وقال ابن جنّى ، قال اللّحيانىّ : الهُدَى مُذَكَّر. قال : وقال الكسائىّ : يُؤَنِّثه بعض بنى أسد ، فيقول هذه هُدىً مُستقيمة.

والهادِى من أسمائه تعالَى. والهادِى أيضا ، والهادِية : العُنق لتقدُّمها ، ومن كلّ شىءٍ : أوله وما تقدَّم منه ، ولهذا قيل : أقلبتْ هَوادى الخيل : اذا بَدَتْ أعناقُها لأنّها أوّل شىء من أجسادها. وفى الحديث : (طَلَعَتْ هَوادِي الخَيل) (٢). يعنى أوائلها. وهَوادي اللّيل : أوائلُه ، لتقدُّمها. والهادي : الدّليل لأنّه يتقدّم القوم.

٤٥١

والهَدِيَّة : ما أتحفتَ به صاحبك ، يقال : أهْدَيْتُ له واليه. وفى التّنزيل : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ) (٣).

والمِهْدَى : الاناء الذى يُهْدَى فيه كالطَّبق ونحوه. ولا يقال للطَّبق مِهْدَى الّا مع ما يُهْدَى.

والمِهْدَاء : المرأة اذا كانت تَهْدِي لجاراتها. واذا كانت كثيرة الإهداء.

والهِدَاء : أنْ تجيء هذه بطعامها وهذه بطعامها فيأكلا فى موضع واحد.

هذى :

الهَذَيان : كلام غير معقول ، تقول هَذَى يَهْذِى هَذْياً وهَذَياناً : تكلَّم بكلام لا يُعْقَل. وهَذَى : اذا هَدَر بكلام لا يُفْهَم ، وهو نوع من المالِينخوليا يُسَمَّى باختلاط العقل ، والهَذَيان تَسميةٌ له باسم عَرَضِه الملازم وهو آفة فى الأفعال الفكريّة بحسب التّغيّر والتَّشويش لا النُّقصان والبُطلان. وسببه :

ـ امّا فى الدِّماغ ، خاصّة بَطْنه الأوسط الذى هو مَحَلّ القوّة الفكريّة وذلك امّا لامتلائه من السَّوداء المحترقة عن نفسها ، وعلامته أنْ يكون مع غَمّ وظَنّ سىّء. وامّا من السّوداء المحترقة عن الصَّفراء ، وعلامته أنْ يكون مع طَرَب وضَحِك وامتلاء فى العُروق. وامّا من المِرّة الصّفراويّة وعلامته أنْ يكون مه التهاب وحرارة فى الرّأس وضَجَر واضطراب وصُفرة لون. وامّا من البلغم المتعفِّن وعلامته أنْ يكون مع رَزانةٍ ورَفْعٍ حواجب الأعين بالأيدى فى كلّ وقت ، لما يندفع من تلك المادّة الى ناحية الحاجِب ولا يتحلَّل ويقف هناك فيحدث عنها ثقل ، وأنْ تَثْقُل رؤوسهم فيحصل لهم السّبات لأنّ الحرارة العَرَضِيّة حيث كان معها رُطوبة تُرْخِى الأعصاب. وامّا من حَرّ ويبس بلا

٤٥٢

مادّة تغلب على الدِّماغ ، وعلامته السَّهَر وعدم الثّقل.

ـ وامّا بسبب عُضو آخر كالمعدة والرّحم ، وعلامته ضرر ذلك العُضْو.

ـ وامّا بسبب البدن كلّه كما فى الحميّات.

أمّا العلاج فبالحنقن والايارجات ، واستعمال الأغذية الجيّدة والمرطِّبات وشَمّ الرّوائح الطّيّبة.

هرد :

الهِرْد : النَّعامة. والهُرْد : الكُرْكُم وهو عُروق صُفْر يُصْبَغ بها ، وتُسَمَّى بعروق الصَّبّاغين.

هرر :

الهِرّ : السِّنَّور ، والجمع هِرَرة ، والأنثى هِرّة ، جمعها هِرَر.

وهَرَّهُم الدّاء : اذا دَهَمَهُم ، فابتعد النّاس عنهم خشية العَدْوَى. قال :

أرَى النّاسَ هَرّونى وشُهِّرَ مَدْخَلِى

وفى كلِّ مَمشىّ أرْصَدَ النّاسُ عَقْرَبا (٤)

أى : بَعُدُوا عنّى كأنّ الدّاء قد هَرَّنى فخافوا أنْ يُصيبهم دائى.

وشرابٌ هُرْهُوْرٌ : أكْثِر ماؤه.

وقال ابن دريد (٥) : الهُرار : العِنَب المتساقط قبل أنْ يُدْرِك.

والهُرار : داء يأخذ الابل ، وناقة مَهْرُورَة ، منه. وهَرَّ الشّىء : يَبس وتَقَحَّل. قال :

رَعَيْنَ الشبرقَ الرَّيّان حتّى

اذا ما هَرَّ وامْتَنَع المذاقَا (٦)

٤٥٣

هرس :

الهَرَس : طَرَفٌ من الجنون. والهَرْس : الدَّقّ.

هرم :

الهَرَم والهَرْمَة : أقْصَى الكِبَر ، وفى الحديث : (تَرْك العَشَاء مَهْرَمَة) (٧). أى : مَظنّة الهَرَم.

هزب :

الهَوْزَب : النّسر ، يُسَمَّى بذلك لطُول عُمُره. والهَازِبيُ : نوع من السَّمك.

هزر :

الهَزار : العَندليب ، فارسىّ مُعرَّب. وقد تقدَّم ذِكْرُه.

هزل :

الهُزال : نقيض السّمن ، وسببه امّا قلّة الغذاء وامّا لَطافته جدّاً وامّا ضعف القوّة المتصرِّفة فيه وامّا عِظَم الطّحال لمزاحمته للكَبِد فيُوهى قوَّتها ، أو ديدانٌ ، أو انسداد المسامّ عن أكْلِ طِين ونحوه ، أو تحليلٌ كثيرٌ عن رياضة قويّة ، أو هُموم كثيرة. وعلاج كلِّ سبب بازالته.

ومن المسمِّنات : الشّرابُ الغَليظ والطّعام الجيّد الكَيْمُوْس الذى يتولّد عنه دَمٌ متين ، كالرّزّ باللّبن واللّحم المشوىّ لما يحتبِس فيه من قوّة اللّحم فيولِّد دما صُلْباً. ولحمُ البَطّ والدّجاج مُسَمِّنان. واللُّبوب بالسُّكَّر. والحمّام بعد انحدار الطّعام عن المعدة ، ونِعْمَ المسمِّن الحمّام لأكثر الناس. ومنها الزِّفْت يُسْتَعْمَل لُطوخا اذا كان سائلا أو مُذابا فى دُهن بانْ يُستعمل على جِلْدَة تُدْنَى من النّار حتّى يَذوب ثمّ تُلْصَق وتُرْفَع اذا جَمَد فانّه يُنّ ه القوَّة الجاذبة ويَجْذِب الغِذاء

٤٥٤

الى العُضْوِ ويحبسه فيه. يُستعمل فى الصيف مرّة فى اليوم وفى الشّتاء مرّتين فى اليوم. ومَنْ كَره الزِّفت استعملَ بدله دُهْناً مُسَدِّداً مع حرارة ما.

وذكر شيخنا تلك الأدوية فقال : يُؤخذ اللَّوز والبُنْدُق والحبّة السّوداء والفُسْتُق والشَّهْدانج وحَبّ الصّنوبر الكبار تُعْجَن بعَسَل وتُعمل على هيئة الجَوز ، يؤخذ منها كلّ يوم خَمْس جوزات ويُشرب عليه شرابٌ فانّ هذا يُحَسِّن اللّون ويُسَمِّن ويقوِّى على الباه.

وأيضا يُؤخذ مَكّوْك (٨) دَقيقِ سَمِيْدٍ وخَمْس أواقِ أنْزَروت يُلَتّان بسمن البَقَر لتّاً رَوِيّاً ، يتَّخذ منه أقراص وتؤكل بالغَداة والعَشِىّ. أو يؤخذ من الكَثيرا وبَزْر الخَشْخاش والجَوز جَنْدَم والبَهْمَن والكبر والكَهْرَبا والزَّرْنَبات والمغات ، من كلّ واحدٍ ثلاثة دراهم ونصف ، يُدَقّ ويُقْلَى فى السّمن ويُلْقَى عليه وزن مَنَوَين من سَويق الحنطة ، ويُؤخذ كلّ يوم من الجميع الى ثلاثين دِرْهماً ويُطبخ منه حَسْو بلَبن وسَمْن وسُكَّر يُتَعَشَّى ويُسْتَحَمّ بعده.

ومنها للمحرورين يُؤخذ حمّص ويُنْقَع فى لبن البقر يوماً وليلة ، ويؤخذ من الرّزّ المغسول الأبيض ومن بَذْر الخَشخاش المدقوق ومن الحنطة والشّعير مَهْرُوْسَين ومن الخبز السَّمِيْد المجفَّف والسُّكّر الأبيض ، من كلّ واحد وزن ثلاثين درهما ، ومن الموز المقشَّر وزن خمسين درهما ، يُخلط الجميع ويُطبخ منه كلّ يوم وزن ثلاثين درهما بلَبنٍ حَليبٍ أو دُهْن وسِمْن ويُشْرَب ويُسْتَحَمّ بعده.

ومنها للمبرودين حُرْف أبيض ، دَقيق حُمُّص ، دقيق باقلاء ونانخواه ، من كلّ واحدٍ جُزْءٌ ، وكمّون كرمانىّ وفُلْفُل ، من كلّ واحد نصف جزء ، يُسْحَق ويُعْجَن ويُخْبَز فى التَّنُّور ويجفَّف ويُخلط بمثله خُبز سَمِيْد مُجَفَّف ويتَّخذ منه

٤٥٥

كلّ يوم حساء بلَبن أو يُجعل فى مَرَقهِ فَرّوج سَمين يُتَعَشَّى على الطّعام. واعْلَمْ أنّ السّمن المفرِط قَيْدٌ للبَدَن عن الحركة ، ضاغِط للعُروق ضَغْطاً لا تَسْلُك معه الرُّوح والنَّسيم سلوكا طبيعيّا.

ولذلك يحدُث لهم ضيق نَفَس وخَفَقان ويَعْرُض لهم الفالَج والسَّكْتَة والذَّرَب والموت فَجأة.

والأدوية المفرَدة المدِرَّة للطّمث بقوّة تُعين على التَّهْزِيل مثل الجنْطِيانا ونَور السّدّاب والزَّراوَنْد المُدَحْرَج والفِطْراسالِيون والجَعْدَة.

وللسَّنْدَرُوْس قوّة مُهْزِلَة جدّا ضِدّ قوّة الكهربا.

واللُّك له فى ذلك خاصّيّة عجيبة جدّا.

وكذلك بَذْر الكَرَفْس والمِرْزَنجوش اليابس والبُوْرَق ، من كلّ واحد ربع جزء ومن اللُّكّ جزء.

الشّربة كلّ يوم مثقال.

ومن الأدوية المُهَزِّلَة التّرياق وملح الأفاعى ، ودَواء الكُرْكُم والكَمُّونى.

هشش :

الهَشّ من كلّ شىء : ما فيه رخاوة ولِين.

هشم :

الهاشِمة : شَجَّة تَهْشِم العَظْم.

ورَجُلٌ مُتَهَشِّم : ضَعيف البدن ، تُسْرِع فيه الأمراض.

واهْتَشَمَه الدّاءُ : أنْحَلَه وأضْواهُ.

٤٥٦

هضم :

الهَضْم : تغيُّر الغِذاء الى ما يَصْلُح أنْ يصير جزءا من أجزاء البدن. والهَضُوم ، أربعة : أوّلها ابتداؤه فى الفم وتمامه فى المعدة ، وثانيها من الكبد ، وثالثها فى العُروق ، ورابعها فى بقيّة الأعضاء. وفَضْلُ انتهاء الهَضْم الأوّل فى المعدة يندفع من طريق الأمعاء. وفَضْلُ الهَضْم الثّانى وهو من الكبد يندفع أكثره فى المِعَى وباقيه من جهة الطّحال والمرارة. وفضل الهضمَين الباقيَين يندفع بالتّحلل وبالعَرَق وبالفَضَلات التى يخرج بعضها من منافذ مَحسوسة كالأنف أو غير مَحسوسة كالمسامّ أو الذى يخرج عن الطَّبع كالأورام المنفجرة ، أو بما ينبت من زوائد البدن كالشَّعَر والظُّفْر.

والهَضُوم والهاضُوم : كلّ دواءٍ هَضَم طعاماً ، أى : أعان على هَضْمِه كالجوارشنات.

هفو :

الهَفْوَة : السَّقْطَة والزَّلَّة.

وهَفَا القلبُ يَهْفُو : اذا تعلَّق بشىء فذهب اثْرَه.

والهَفْوُ : الجوع. رَجُل هافٍ : جائع.

هلب :

الهُلْب : الشَّعَر كلُّه أو ما غَلُظ منه. وقيل : هو الشَّعَر النّابت على جَفْن العين ، أو شَعَر الذَّنَب خاصَّةً.

والهَلَب : كثرة الشَّعَر.

٤٥٧

هلج :

الإهْلِيْلَج : فارسىّ مُعَرَّب. وهو أنواع :

ـ منها الكابُلّي وهو أفضلها ، بارد يابس فى الأولى ، قال بعضهم وفيه حَرارة. يُقَوِّى الدِّماغ والعَقْل والحفظ ويَحْفَظ الحاسّات كلّها ينفع جميع آلات الغِذاء ويُسْهِلُ البلغم والسّوداء.

ـ ومنها أصْفَر ، وأفضلُه الممتلئ الوَزِين. وهو بارد فى الأولى يابس فى الثّانية يقوِّى المعدة ويدبغها ويُسْهِل الصّفراء ويقلِّل البلغم.

ـ ومنها الهِنْدِىّ وأفضله الصُّلْب الوَزين. وهو بارد فى الأُولى يابس فى آخرها يقوِّى المعدة ويُصَفِّى اللَّون ويُسْهِل السّوداء.

وهو بأنواعه يُبطىء بالشّيب. والشّربة منها كلّها مُفْرَدَةً من ثلاثة دراهم الى خمسة ، ومَنْقُوْعَة أو مطبوخة من خمسة الى تسعة. ونقيعُها أفضل وأقوى اسهالا من جِرْمِها ومن مَطْبُوخِها. وكلّها تُسْهِل بالعَصْر. وقيل خاصّيّته بعينها فى العَصْر. ومضرّتها أنّها تُهْزِل البدَن. ويُصْلِحُها السُّكَّر والعسل أو دُهن اللّوز.

وأمّا الأدوية التى يَبْطُل فِعْلُها بالممازجة فمثل دَوائين يفعلان فِعلا واحدا لكنْ بقوَّتين متضادَّتين أو كالمتضادَّتين فاذا اجتمعا فان اتّفق أنْ كان أحدُهما أسبقَ الى فِعْلِه فَعَلَ فِعْلَه ، وانْ لم يَسْبِقْ أحدُهما الآخرَ تَمانعا ، مثل البَنَفْسَج والهَلِيلَج فانّ البَنَفْسَج يُسْهِل بالتّليين والهَلِيْلَج يُسْهِل بالعَصْر والتّكثيف ، فاذا وَرَدَ على المادَّة فِعْلاهما تَباطَلا ، وانْ سَبَق الهَلِيْلَج فعَصَر ، ثمّ وَرَدَ عليه البَنَفْسَج لمْ يَكُنْ لأحدِهما فِعْلٌ ، وانْ سَبَقَ البَنَفْسَج فَلَيَّن ثمّ وَرَدَ عليه الهَلِيْلَج وعَصَرَ ، كان الفِعْلُ أكثرَ قُوَّةً.

٤٥٨

هلم :

الهُلام : طعام يُتَّخَذ من لحم عِجْلٍ بجِلْدِه ، أو مَرَق السُّكْباج المبرَّد المصفَّى من الذُّهْرَة (٩).

هلن :

هِلْيَوْن : نَبْت معروف ، وله ثَمَر حارّ رطب فى الثّانية مُحَرِّك للجماع ، مُفَتِّح لسُدَد الكَبِد ، مُدِرّ للَّبن والبَول والطَّمْث. والشّربة منه من درهمين الى مِثقالين وبدله الحرشف.

همج :

الهَمَج : الجَراد. والهَمَج : الجُوع ، قال :

قَدْ هَلَكَتْ جَارَتُنَا مِنَ الهَمَجْ. (١٠)

وجارية هَمَجَة : مَهْزُوْلَة.

وهَمَجَهُ الدّاء : أنْحَلَه. والهَامِج : المهزول يموج بعضُه فى بعض.

وقال الحارث :

يَتْرُكُ ما رَقَّحَ مِنْ عَيْشِهِ

يَعيشُ فيهِ هَمَجٌ هَامِجٌ (١١)

همد :

الهُمُود : الموت ، حَكاه الخليل (١٢) ، رحمه‌الله.

والهامِد من الشَّجَر : اليابِسُ.

٤٥٩

همم :

الهَمُ : الحُزْن. والهَمّ : حَرَكَة نَفسانيّة تتبعها حركة الرُّوح والحرارة الغريزيّة الى داخل البدن وخارجه أيضا لحدوث أمرٍ يُتَصَوَّر منه خَيْرٌ يَقَع أو شَرّ يُنْتَظَر ، فهو مُرَكَّب من رَجاء وخَوف فأيّهما غَلَب على الفِكْر تحرّكت النَّفس الى جهته ، فانْ غَلَب الأوّل تحرَّكت الى الخارج ، وانْ غَلَب الثّانى تحرّكتْ الى الدّاخل ، فلذلك قيل : انّه جهاد فكرىّ. والفرق بينه وبين الغَمّ انّ الشّرّ وقَع فى الغَمّ ومُنْتَظَر فى الهَمّ. وقيل : انّ الهَمّ التّفكّر فى مَكروه يَخاف الانسان حدوثه ويرجو فَواته ، فهو مُرَكَّب من خَوف ورجاء. والغَمّ لا فِكْرَ فيه لأنّه انّما يكون فيما مَضَى.

هنا :

الهَنِيءُ من الطَّعام : الحميد السَّائغ. والهِنَاء : القَطِران. وفى الحديث : (لئنْ أُزَاحِمُ جَمَلاً قد هُنِئَ) بقَطِران أحَبُّ الىَّ مِنْ أنْ أُزَاحِمَ امرأةً عَطِرَةً) (١٣). قوله : هُنِئَ ، أى : طُلِىَ بالقَطِران.

هندب :

الهِنْدَب والهِنْدَباء والهِنْدِباء ، قال الأزهرىّ وأكثر البادية يقولون هِنْدَب ، وكلٌّ صحيح. وقال أبو حنيفة : واحد الهِنْدِباء : هِنْدِباءة.

وهى من البُقول المعروفة ، منها برّىّ. وهو بارد رطب فى الأولى. وبالجملة هى من البُقول التى تختلف حالُها طَبْعاً وطَعْماً بحسب حالِ الهَواء والزَّمان. وهى تُقَوِّى المِعدة والكبد وتُطفِىء لهيبَهما. وتَفْتَح سُدَد المعدَة والكَبِد

٤٦٠