الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

وأَلْمَاس لا تُؤثّر فيه نار ولا حديد. ولا يكسره إلّا الرَّصاص وبه يُسْحَق ثمّ يوضع فى رؤوس المثاقِب. وهو بارِد يابس فى الرّابعة ، وامساكه فى الفم يكسر الأسْنان. ونصف درهم منه قاتِلٌ بالتَّقطيع.

موه :

هو الماء ، وعَقدنا له فَصْلاً فى أوّل الكتاب ، بما لا يُحوج الى اعادة.

ميب :

المَيْبِه : اسم فارسىّ مركَّب من" مَى وبِهْ" وهو شرابٌ من السّفرجل.

ميد :

المَيْد : ما يُصيب الانسان من الغَثيان عن دُوارٍ أو سُكْرٍ أو رُكوبِ بَحْر. والمائِدة : خوان عليه طعام. أو الطّعام نفسه وان لم يكن خوان.

مير :

المِيرَة : الطّعام يَمتارُه الانسان. وهى ، أيضا : جَلْب الطّعام للبيع.

ميع :

المَيْعَة : عِطْرٌ معروف. سُمِّيَت بذلك لميَعانها ولذلك اذا أُطلقت فانّما يراد المَائِعَة. وهى صِمْغ يسيل من شجرةٍ كالمشمش. وقِشْرُ الشَّجرة هو المَيْعَة

٣٨١

اليَابِسة والسّائلة. تعيش كثيرا وأجودُها الشّقراء الدَّسِمَة. وهى حارّة فى الأولى يابسة فى الثّانية ، مُسَخِّنَة مُلَيِّنَة مُنَضِّجَة تنفع من السُّعال والزُّكام ومن الرّياح الغليظة ومن السُّموم ولذلك تقع فى التِّرياقات. وتدرّ البول والطّمث ادرارا صالحا. واذا شُرِب مِثقالان منها بثلاث أواقِ ماءٍ حارٍّ أسْهَل البلغم بلا أذىّ. ومضرّتها بالأمزجة الحارّة ، واصلاحها بالمبرّدات. وقل مضرّتها بالرِّئة ويُصلحها المصطكى. وبدلها المَرّ أو الكُنْدُر. واليابسة قريبة منها فى الطّبع الّا أنّها فى القوّة قابضة تُسْقِط الأجنّة حَمْلاً ، وتقطع رائحة العُفونة كيف كانت ، وتنفع من الوَباء بُخورا.

ميل :

المِيْل : المِرْوَد ، وقَدْرُ مُنْتَهَى مَدِّ البَصَر. والمَيْل : التّوجّه الى جهة. قال الشيخ : الجِسم له فى حال تحرُّكه مَيْلٌ يتحرَّك به. يُريد اثبات المَيْل وهو الذى يُسَمِّيه المتكلِّمون اعتماد الجسم أو تحرّكه ، وانّما يتحرّك بتوسُّطٍ ، ولمّا كان المَيْلُ السّببَ القريبَ للحركةِ بوجهِ ما كان مُنْقَسِما الى أقسامها فمنه ما يَحْدُث من طبائع المتحرِّك وينقسم الى ما تُحدثه الطّبيعة كمَيْل الحجَر عند هُبوطه ، والى ما تحدثه النّفس كمَيْل النّبات عند بروزه من الأرض وميل الحيوان عند اندفاعه الارادىّ الى جهةٍ ، ومنه ما يَحدث من تأثيرِ فاسدٍ من خارجٍ كمَيْل السَّهم عند انفصاله عن القَوس.

والمِيْل تقوله العامّة لما يُكْتَحَل به ، وانّما هو المُلْمُوْل. وقد قال الجوهرىّ : مِيْل الكُحْلِ ومِيْلُ الجِراحة ومِيْلُ الطَّريق.

٣٨٢

حواشي حرف الميم

__________________

(١) الثّعالبى ، أبو منصور عبدالملك بن محمّد. من تاليفه : يتيمة الدّهر ، وفقه اللّغة ، وسحر البلاغة ، وكثير غيرها. ولد سنة ٣٥٠ وتوفى سنة ٤٢٠ للهجرة. ينظر العبر للذّهبى ٣ / ١٧٢. نزهة الألباء ٢٤٩. وفيات الأعيان ٣ / ١٧٨.

(٢) تنظر المادّة فى حرف الهمزة.

(٣) النّصّ بقريب من هذا اللفظ فى العين (مأج).

(٤) اللّسان (مأق).

(٥) ن م (مأق).

(٦) م : سريع الأثر.

(٧) النّهاية ٤ / ٢٩٧.

(٨) بلا عزو فى العين (مجع). واللّسان (مجع).

(٩) تنظر مادّة (خرنباش) فى الخاء ، ومادة (مرر) الآتية.

(١٠) العين (مخخ). واللّسان (مخخ).

(١١) النّهاية ٤ / ٣٠٥.

(١٢) ن م ٤ / ٣٠٧.

(١٣) الاسراء ٣٧.

(١٤) غافر ٧٥.

(١٥) المستقصى ٢ / ١٨٣.

٣٨٣

__________________

(١٦) يريد السّلوى المذكورة فى قوله تعالى (وأنزلنا عليكم المنّ والسّلوى). البقرة ٥٧. وينظر طه ٨٠. والأعراف ١٦٠.

(١٧) النّهاية ٤ / ٣٢٠.

(١٨) العين (مرق).

(١٩) المقاييس ٥ / ٣١٣. اللّسان (مرن).

(٢٠) اللّسان (مزر).

(٢١) العين (مزر). المجمل ٤ / ٣٢٥. اللّسان (مزر).

(٢٢) برواية :

كأنّ فاها ثغب بارد

فى رصف تحت ظلال الغمام

فى ديوانه ١٨٥. وكما هنا فى اللّسان (مزز).

(٢٣) لعمرو بن قميئة فى ديوانه ٧٩. واللّسان (مزن).

(٢٤) العين (مزن).

(٢٥) العين (مسح). واللّسان (مسح).

(٢٦) ويروى : (وأنت مسيخ كلحم الحوار). وهو فى الاشتقاق ٤٩١. المجمل ٤ / ٣٢٧. اللّسان (مسخ).

(٢٧) وتوضع فى (أسك) عادة ، فاذا كانت من غير همز أصبحت من (مسك).

(٢٨) فى الأصل (ويقال). ولم تذكر فى م. والتوجيه يقتضيه السياق.

(٢٩) الانسان ٢.

(٣٠) النهاية ٤ / ٣٣٣.

٣٨٤

__________________

(٣١) م : الأربعة. وكلّ يقال. فالأصبع تذكّر وتؤنّث. والتأنيث أكثر.

(٣٢) العين (مشق).

(٣٣) النّهاية ٤ / ٣٣٥.

(٣٤) حقّها أن تكون فى (صطر) وتنظر (سطر) فى حرف السين.

(٣٥) اللّسان (مصل).

(٣٦) مجموع أشعار العرب ٨٠.

(٣٧) بلفظ : أحمق من ماطخ الماء. فى المستقصى ١ / ٨٤.

(٣٨) النّهاية ٤ / ٣٤٤.

(٣٩) النهاية / ٣٤٥.

(٤٠) وثيت يده : كسرت. المجمل ٤ / ٥٠٥.

(٤١) م : النفخ. والنفج : انتفاج الجوف والخاصرتين ، من ريح أو غيرها. ينظر اللّسان (نفج).

(٤٢) تنظر مادة (منن).

(٤٣) الوجع نبت يتّخذ لمعالجة وجع الكبد خاصّة. ويسمّى نبات وجع الكبد أيضا. ينظر اللّسان (وجع).

(٤٤) النّهاية ٤ / ٣٤٩.

(٤٥) الأنفال ٣٥.

(٤٦) النّهاية ٤ / ٣٥٤.

(٤٧) قال الخليل : يقال ماء ملح ، ولا يقال ماء مالح. العين (ملح).

(٤٨) العين (ملط).

٣٨٥

__________________

(٤٩) شعر أبى دؤاد ١٩٠.

(٥٠) عيون الأنباء ٤٥٠.

(٥١) القلم ٣.

(٥٢) النّهاية ٤ / ٣٦٨. اللّسان (منى).

(٥٣) اللّسان (منى).

(٥٤) القيامة.

(٥٥) النّهاية ٤ / ٣٦٧.

(٥٦) الحج ٥٢.

(٥٧) اللّسان (منى).

(٥٨) م : غضاريف.

(٥٩) القود : قتل القاتل ، أو قتل برىء بجريرة مذنب من عشيرته أو أهله. ينظر اللّسان (قود).

(٦٠) من حاشية م. وعن الألماس وفوائده واستطباباته ينظر الشّفاء لابن سينا (مخطوطة مكتبة باريس الوطنية برقم ٥٩٢) والطّبّ المنصورىّ لأبى بكر الرّازىّ (مخطوطة فى المتحف البريطانى برقم ٣ / ٤٥).

٣٨٦
٣٨٧

حرف النّون

ن

٣٨٨
٣٨٩

نارنج :

النّارَنج : ثمر معروف ، مُعَرَّب نارنْك. قِشْرُه حارّ يابس فى الثّانية. واذا جُفِّف وشُرب منه وزن درهمين بماء حارّ حلَّل المغص.

وهو رطب وفيه دُهن. واذا شُمِّس ثلاثة أسابيع قام مقام دهن النّارْدِيْن ، ونفَع من نهش الهَوام الباردة السُّمّ.

وشرابُه يابس فى الثّالثة ينفع من التهاب المعدة الحارّة وينفع سُدَد الكبد ، الّا أنّه يضرُّها. ويصلحه السُّكّر. وأكْلُه يقمَع الصّفراء وينفع من الخُمَار. وزَهر شجرته حارّ فى الثّانية يابس فى الأولى ، يقوِّى الدّماغ شمّاً ، ويَحُلّ الرّياح شربا ، ويدرّ الطّمث حَمْلاً. ويُسْتَقْطَر منه ماء زكىُّ الرّائحة عَطِرٌ ، وهو حارّ مع يبس.

وماؤه ينفع من الصُّداع والخفَقان الباردَين وغيرهما من الأدواء الباردة ، ويقوِّى ، ويفتح السُّدَد. ومضرّته بالصَّدر والعَصَب ، ويُصلحه العَسَل ، وبدله الأترجّ.

نأى :

النّأي : البُعْدُ والمُفارقة ، وفى التّنزيل : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ) (١) أى : أعرضَ عن عبادته ودعائه.

نبب :

الأُنْبُوبة ، من القَصَب والقَناة : كَعْبُها أو ما بين العُقْدَتَين.

وأَنَابِيب الرّئة : مَخارج النَّفَس ، على التّشبيه بذلك.

٣٩٠

نبت :

النَّبْت : اسم لكلّ ما أَنْبَتَهُ الله من الأرض. قال الخليل (٢) : والنَّبات فِعْلُه ويجرى مجرى اسمه ، يقال : أنْبَت الله النّبات إِنْبَاتا. وقال الفرّاء : النَّبَات اسم يقوم مقام المصدر. قال تعالى : (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) (٣).

ونَبَتَ البقلُ وأنْبَتَ بمعنًى. وأنكر الأصمعىّ أنْبَتَ بمعنى نَبَتَ ، وقال : لا يقول ذلك عربىّ.

والمَنْبِت : موضع النّبات وهو أحد ما شَذَّ من هذا الضَّرْب وقياسُه فتح الباء.

والنَّبتة : الواحدة من النّبات. والنَّبْتة : وحاله التى ينبت عليها.

واليَنْبُوت : الخرُّوب (٤).

نبث :

النَّبِيث : ضَرْبٌ من سَمَك البحر عن ابن الأعرابىّ. وفى حديث أبى رافع : أطيب طعام أكلتُ بالجاهليّة نبيثة سبع. أراد لحما دَفَنَه السَّبُع لوقت حاجته فى موضعٍ فاستخرجه أبو رافع وأكله ، فانْ صحّ هذا فلا بدّ أنّه عاش معلولاً.

نبج :

الأنبَج والأنبِج : ثَمَر شَجر هندىّ يربَّب بالعسل ، وهو يُشبه الخوخ مُجَوَّف الرّأس يُجلب الى العراق ، وفى جوفه نواة كنواة الخوخ ، ومنه اشتُقّ اسم الأَنْبِجَات وهى المربّبات من الأدوية.

والأَنْبِج كثير بأرض العرب من نَواحى عُمان يغرس فيها. والعُمانىّ منه له لونان أحدهما ثمرته كهيئة اللّوز لها طعم حلوٌ ، والآخر كهيئة الاجّاص يبدو

٣٩١

حامِضا ثمّ يحلو اذا أينَع. ولهما عُجْمَة ورِيْح طيّبة ، ويُكْبَس الحامض منهما وهو غَضّ حتّى يُدْرِك فيكون كأنّه الموز فى رائحته وطعمه ، ويعظم شجره حتّى يكون كشجر اللّوز وورقه كورقه فاذا أدرك فالحلو أصفر ، والمرُّ أحمر. وقال الدَّينورىّ : الفرق بين الأنبِجات والمربَّبات أنّ الأنبِجات تلك التى اختلطت عند التّربيب بالعَسل واتُّخِذَت به كالأزهار ، والمربّبات التى لم تُتَّخَذ به كالفَواكه.

نبح :

النُّبّاح : الهُدْهُد الكثير الجَلَبة. والنُّبَاح : صوت الأسد يَنْبَح نُباح الجرو والنَّبَّاح : صَدَف بِيض صغار يكثر فى مكّة ، يُجعل فى القلائد يزعُمون أنّهم يدفعون به العَين. الواحدة نَبّاحة. والنَّبْحاء : الظّبية كثيرة الصّياح.

نبخ :

النَّبْخ والنَّبَخ : الجُدَرِىّ ، وكلُّ ما يَتَنَفَّط ويمتلئ ماء. وأصل البَردىّ ، ويؤكل فى القَحْط. وخُبْزَة أُنْبُخانيّة ، قيل : ليِّنة هشَّة مُختمِرة ، والهَمْز زائد.

نبذ :

النَّبْذ : الطَّرْح ، وضَرَبان العِرْق ، نَبَذَ العِرْق : ضَرَب ، لغة فى نَبَض. والنَّبيذ : ما يُعْمَل من الأشربة من التَّمر والزَّبيب والعَسَل والحِنْطة والشّعير وغير ذلك. يقال : نَبَذْتُ التَّمر : اذا تركت عليه الماء ليصير نَبيذا ، صُرِف مِنْ مفعول الى فعيل ، سواء كان مُسكرا أم غير مسكر. ويقال للخمر المعتصَر من العنب نَبيذ

٣٩٢

كما يقال للنَّبيذ خمرا.

والنَّبيذ اسم عربىّ بمعنى مَنبوذ. وهو نَقِيعٌ مُشْتَدّ مُسْكِر ، يتَّخذ من أشياء كثيرة أفضلها نَبيذ الزّبيب وهو حارّ رطب يقوِّى المعدة واذا أُضيف اليه العسل كان مُدِرّا ، مُزيلا للرّياح مهيِّجا للباه. وقال بعض الأطبّاء : والقانون الكُلّىّ فى عمل الأنبذة أنْ يُطْرَح على الجزء ثلاثة أجزاء من الماء ويُطبخ حتّى يذهب ثلثاه أو نصفه أو ثلثُه ثمّ يُصَفَّى ويُترك حتّى يشتدّ. ومرّ فى (خ. م. ر) ما فيه كفاية.

نبر :

النَّبْرَة : وَسَط النُّقْرَة فى ظاهر الشَّفة العليا ، والوَرَم فى الجسد. وانْتَبَر الجرحُ : ارتفع وورم ، وفى الحديث : إنّ الجُرْح يَنْتَبِرُ فى رأس الحَوْل (٥). أى : يَرِمُ. وكلّ مُرْتَفِعٍ مُنْتَبِرٌ.

نبض :

النَّبْض : وضعيّة مؤلَّفة من انبساط الشَّرايين لتعديل الرُّوح الحيوانىّ بالنّسيم ومن انقباضها لاخراج الفَضلات الدُّخانيّة.

قال بعض المتقدّمين : والحركة خروج الشّىء من القوّة الى الفعل على سبيل التّدريج.

وهذا التَّعريف تَعريفُ تَنبيهٍ على الحركة وليس بِحَدّ حقيقىّ ، والحَدّ الصّحيح لها هو أنّها كمالٌ أوّل لما هو بالقوّة.

وقال شيخنا العلّامة : والكَمَال ينقسم الى أوّلٍ وثانٍ وذلك باعتبارين أوَّلهما أنْ يكون الشَّىء الذى يخرج من القوّة الى الفعل لا يكون من شأنه أن يَخرج

٣٩٣

بتَمامِه دُفْعَةً فيُسمَّى ما يخرج فيه الى الفعل قبل خُروج تمامه كَمالا أوّلا ، وكَمالُه الذى يخرج من القوّة الى الفعل لا يكونُ من شأنه أنْ يَخرج بتَمامه دُفْعَةً فيسمَّى ما يخرج فيه الى الفعل قبل خُروجه بتَمامه كَمالاً أوّلاً ، أيضا. وكماله الذى يتوخّاه ويقصده بعد تقدير خُروجه الى الفعل يكون من شأنه أنْ يخرج بتمامه دُفعة ، فان كان حصوله لذلك الشّىء يجعله نوعا غير ما كان قبل الحصول فيُسمَّى مثل ما سبق : كمالا أوّلاً. وما يصدر عنه بعد تَنوّعهٍ من حيث هو ذلك النّوع يُسَمَّى كمالا ثانيا. وبهذا الاعتبار تُعَرَّف النَّفْس بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعىّ ذى حياة بالقوّة.

فالنَّبض علامة الحياة ، وتوقُّفه علامة الموت اذا صاحبته بُرودة واصفرار واستمرّ يوما كاملا.

وذكرنا من قبل أنّه لا يصحّ دفن صاحب السّكتة الّا بعد انقضاء يومٍ من سَكتة نَبْضِه.

نبع :

النَّبْع : شجر جَبلىّ يُتَّخَذ منه القِسىّ والسِّهام ، وعُوْدُه وزِينٌ أصفر ، واذا تقادم احْمَرّ.

قال المبرّد : وهو والشّريان والشَّوحط شجرة واحدة لكنُ تختلف أسماؤها باختلاف مَنابتها فما كان منها فى قُلَّة الجبل فهو النَّبْع وما كان فى سَفْحِه فهو الشِّريان وما كان فى الحَضيض فهو الشَّوْحَط. ولا نارَ فى النَّبع ولذلك يُضرب به المثَل فيقال لو اقتدح فلان بالنَّبْع لأورَى نارا ، اذا وُصِف بجودة الرّأى والحذق فى الأمور.

٣٩٤

نبق :

النَّبْق والنَّبِق والنِّبْق : حمل السِّدْر ، الواحدة نبقة. منه رَطب وهو بارد رطب فى الأولى مُوَلِّد للبلغم ، والحلو منه أقلّ بردا وفيه قَبْض للطّبيعة. ومنه يابس وهو بارد يابس فى الأولى يُسَكِّن هَيَجان الصَّفراء ويقوِّى المعدة ويحسِّن الطّبيعة ونزف الحيض وخاصّة سَوِيقُه. قال بعضهم : وأجود نَبْق نَبْق بهجر فى بقعة واحدة وهو أشدّ النّبق حلاوة.

نتح :

النَّتْح : العَرَق ، وخروجُه من الجلد.

نثر :

النَّثْرَة : الخَيْشُوم وما والاه ، وطَرَف الأنف عن ابن الأعرابىّ. وبه يُسَمَّى النَّجْم الذى يقال له : نَثْرَة الأسد ، لأنّها تُشبه طرف أنفه.

والنَّثْرَة : الفرجة تحت وترَة الأنف. والنَّثْر : الرُّعاف.

وأنْثَرَه : أرْعَفَه بالدَّم. قال :

انّ عليها فارِسا كعَشَرَه

اذا رأى فارسَ قومٍ أنْثَرَهْ (٦)

نجب :

النَّجيب : معروف. وفى الحديث : (انّ الله يُحِبّ التّاجر النَّجيب الكريم) (٧).

والنَّجَب : لحاء الشَّجر وقِشْر عُروقها أو قِشْرُ ما صلب منها.

٣٩٥

نجح :

المُنْجِح : من أدوية العَين. يُسَكِّن الوَجَع من يومه ، ويُحَلِّل الوَرَم.

نجذ :

النَّواجذ : أقصَى الأضراس ، وهى أربعة ، وتُسَمَّى بضِرْس الحُلم ، لأنّها تنبت بعد البلوغ ، أو كمال العقل. وقيل : هى التى تلى الأنيابَ أو الأضراسَ كلّها. وفى الحديث ، أنّه (ص) ، ضَحِك حتّى بدتْ نَواجِذُه (٨). والأشهر أنّها أقْصَى الأسنان. والواحد منها ناجِذ ، وهو مُذَكَّر ، ولا يجوز تأنيثه.

نجر :

النَّجَر : عَطَشٌ يُصيب الانسان عن شرب اللّبن الحامض فلا يَرْوَى من الماء.

والنَّجِيرَة : لبن حليب يُخلط به طحين أو سمن ، أو ماء وطحين ويُطبخ رقيقا دون العَصيدة وفوق الحَسْوِ.

والأنجرة نَبات له بَذْر برّاق على شكل العَدَس وهو المستعمَل والمراد عند الاطلاق. وورق صغير مُشْرِف ، وشَوك دقيق وزهرة صفراء. ويُسَمَّى هذا النّبات ، أيضا : بالقَرِيص والحريق لأنّ ورقه اذا أصاب عُضوا من البَدَن أوْرَثَه حَكّة وتَقريصا وحُرْقَة. وبَذره حارّ فى أوّل الثّالثة يابس فى أوّل الثّانية ، يَفْتَح سُدَد المِصْفاة بقوَّة ويزيل الرّبو وينقِّى الصّدر وينفع من وجع الجنبَين (٩) ويفتّت حَصاة الكلَى والمثانة اذا لُعِق بالعسل. ويهيِّج الباه ويفتح فم الرّحم اذا شُرِب بالنّبيذ.

قال جالينوس وهو يُطْلِق البطن باعتدال ويحلّل لا من طَريق أنّه يُسْهِل

٣٩٦

كالأدوية المُسْهِلَة. ويُخرج البلغم. والشّربة منه من مثقال الى مثقالين. ويضرّ بالحلق والأمعاء. ويُصلحه الكَثيرا والصّمغ العربىّ. وبدله القُرْدُمانا (١٠).

نجل :

النَّجَل : سَعَة العَين وحسنها. نَجِلَ فهو أنْجل. والنَّجِيْل : نبات معروف ، وهو الثَّيَّل ، وتقدّم فى (ث. ي. ل).

نجم :

النَّجْم : ما طلع من نجوم السّماء ، وما نَبت على وجه الأرض على غير ساق.

والشَّجر : كلّ ما له ساق. قال تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (١١) قيل : المراد سُجود ظِلالِهما أو دَوَران ظِلِّهما.

والنَّجْم : الثُّريّا ، اسم لها خاصّة.

والعرب تزعم أنّ بين غُروبها وطُلوعها أمراضا ووباء وعاهات تحصل فى النّاس والابل والثّمار. ومُدَّة مَغيبِها نيّف وخمسون سنة. وأمّا قوله تعالى : ? فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ? (١٢) فقد قيل أنّ المراد بها نُجوم القرآن لأنّه أُنزل مُنَجَّماً.

والنَّجْمَة : واحدة النَّجْم. والمَنْجِمان والمِنْجَمان : العَظْمان الشّاخصان من ناحِيتَى القَدَم ، وهما الكعْبان.

نجو :

النَّجَاء : الخَلاص والسَّلامة من الشَّىء الذى يُكْرَه. والنَّجْوُ : ما يَخرج من

٣٩٧

البَطْن من رِيْح وغائط. ونَجا فلان وأنْجَى : أحْدَث. وشَرب دواءً فما أَنْجَاه ، أى : ما أقامه. وقال الزّجّاج : يُقال ما أَنْجَى فلانٌ شيئا وما نَجا منذ أيّام ، أى : لم يأتِ الغائط. والغائِط : المطمئنّ الواسع من الأرض ، وكناية عن العذرة. والنَّجْوَى : السّرّ بين اثنين. وفى الحديث : (لا يَتناجَى اثنان دون الثّالث) (١٣).

نحب :

النَّحَب : أشَدّ البكاء والسُّعال ، يقال : نَحب البعيرُ : اذا أخذه السُّعال والموت. قال تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) (١٤) قيل معناه قُتِلوا فى سبيل الله فأدركوا ما تمنَّوا وذلك قضاء النَّحْب.

وقال الفرّاء : قَضَى نَحْبَه ، أى : أجَلَه ، والنَّفَس عن أبى عبيدة ، والنَّوم عن أبى عمرو.

نحر :

النَّحْر : أعلا الصَّدْر ، وموضع القِلادة منه ، مُذَكَّر ، والجمع نُحور. والنّاحرتان : عِرْقان فى النَّحْر كالنَّاحِرَين ، وضِلْعان من أضلاع الزَّور. وقال ابن الأعرابىّ : النَّاحِرَتان : التّرقوتان من النّاس وغيرهم.

والنِّحْر والنِّحْرِير : الحاذِق الماهر العاقل المجرِّب ، وقيل : النِّحْرِير : الفَطِن المُتقِن البصير بكلّ شىء.

نحز :

النُّحاز : داء يُصيب الرِّئة ، قال القطامىّ :

٣٩٨

ترَى منهُ صُدورَ الخيلِ زَوْراً

كأنّ بها نُحازا أو دُكاعا (١٥)

والنَّحِيزَة : الطّبيعة. ونَحَزْتُ بَدَنَه : نَخَسْتَه. ونَحَزْت الجرحَ. شَقَقْتَه.

والنُّحاز : السُّعال.

نحف :

النَّحافة : القُضافة ، وهى : الهُزال.

نحل :

النَّحْل : ذُباب العَسَل ، وتقدَّم الكلام على العَسَل.

ونَحَل الجسمُ نُحولا ، فهو ناحِل ، وأنْحَلَه الهَمّ : هَزله.

نحم :

النُّحام : طائر فى قَدْر صِغار الإوَّز يأوى الى المياه ، حارّ رطب كثير الدُّهنيّة ولونه ما بين بياض وحُمرة وسواد ، يحرِّك الباه ويزيد فى المنىّ.

نحو :

النَّحْوُ : القَصْد نَحْوَ الشَّىء. قال ابن السّكّيت : يُقال نَحا نَحْوَه اذا قَصَدَه. ونحا الشَّىءَ يَنْحَاه ويَنْحُوه اذا حَرَّفَه ، ومنه سُمِّي النّحوىّ لأنّه يُحَرِّف الكلام الى وجوه الاعراب. والنِّحْى والنَّحْى : الزِّقّ الذى فيه السّمن خاصّة ، ومنه المثَل المشهور :

(أشْغَل من ذاتِ النَّحْيَين)(١٦).

٣٩٩

نخب :

النُّخْبَة : المختار من الشَّىء ، والعَضَّة والقَرْصَة. وفى الحديث : ما أصابَ المؤمن مِنْ مَكروهٍ فهو كفّارة لخطاياه حتّى نُخْبَة النَّمْلة اذا عَضَّتْ) (١٧). وفى حديث أُبَىّ : (لا تُصيب المؤمنَ مُصيبة دَعْرَةٍ ولا عَثْرَة قَدَمٍ ولا اختلاج عِرْق ولا نُخْبَة نملة الّا بِذَنْبٍ ، وما يَعفو الله عنه أكثر) (١٨). ورُوِىَ بالخاء والجيم ، وهى بالجيم أيضا : القَرْصَة ، مِنْ نَجب العُوْدَ اذا قَشَرَه.

نخر :

المَنْخَر والمَنْخِر : الأنف. والنَّخير : الصَّوت من الأنف. ونُخْرَتا الأنفِ : خَرْقاه. والنّخوري : الواسع جوف الاحليل. ونَخِرَت العِظامُ : تَفتّتَتْ. يقال عَظم نَخِر. والنُّخار : داء يُصيب العظام تتفتّت منه ، ولا يُرجى شفاؤه.

نخع :

النُّخاعَة : النُّخامة التى تخرج من أصْل الفم مما يلى النُّخاع. والنّخاع بتثليث النّون : خيط أبيض ينحدر من البَطْن المؤخَّرِ من الدِّماغ الى داخل عظم الرَّقبة ثمّ يمتدّ فى فقار الصُّلْب الى أنْ يبلغ عَجْبَ الذَّنَب ، وهو رَسول الدِّماغ وخليفته فى مَجْرَى الصُّلْب ، ونِسْبَتُه الى الدِّماغ كنِسْبَة نهر عظيم جارٍ من عَين عظيمة ، ونسبة الأعصاب النّابتة منه كنسبة الجداول من النّهر ، وكلّما بَعُد عن الدّماغ دَقَّ فاذا وصل الى آخر الفَقَرات انتهَى الى غاية الدِّقة. وهو بارد رطب يَسقى العظام كلّها المخَّ ويعطى ما يُجاوره حسّاً وحركةً (١٩) ويتشعَّب منه شُعَب فى الجِسم.

٤٠٠