الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

بالضّياء والظّلام على الدّوام.

وسأل الاسكندر بعض الحكماء عن أيّهما أسبق اللّيل أم النّهار؟ فقال : هما فى دائرة واحدة والدّائرة لا يُعرف لها أوّل ولا آخِر. وان اعتُبِر وجودُهما بالاضافة الى العالَم فلا يخلو امّا أنْ يكون الاعتبار بالاضافة الى العالم العُلْوِىّ وهو من الفَلَك المحيط الى مُقَعَّر فَلَك القَمَر أو بالاضافة الى العالَم السُّفْلِىّ وهو من مُقَعَّر فَلَك القَمَر الى كُرَة الأرض. فانْ كان بالاضافة الى العالَم العُلوىّ كان ذلك باطلا اذ العالَم العُلوىّ لا ليلَ فيه ولا نَهار اذْ لا ظلام يتَعاقب عليه. فيُسمَّى نُوره نَهارا. بل الأجرام العُلْوِيّة أجسام شفّافة مُضيئة نَيِّرة بطبعها أو بانعكاسٍ عن غيرها على الدَّوام ، وانْ كُنّا نَرَى الشَّمس والقمر يُكْسَفان عندنا فانّما ذلك الحائل يَحُولُ بين أبصارنا فى هذا العالَم وبين نُوْرَيْهِما والّا فهما فى عالمهما على وَتيرة واحدة من النّور والضّياء لا تبديل لها ولا تَغيير الى أنْ يشاء العزيز القدير. وان اعتُبِر وُجود اللّيل والنّهار الى هذا العالَم السُّفْلِىّ كان اعتبارا حَقّاً الّا أنّه يجب أنْ تكون أسماءُ اللّيل والنّهار ـ هاهنا ـ دالّة على النُّور والظُّلمة ، كما قال الخليل أنّ اللّيل عند العرب الظّلام ، والنّهار الضّوء ، حتّى لا يكون مَدلول اسْمَى اللّيل والنّهار على ما نفهمه نحن الان من تَعاقُب الضّياء والظّلام عندنا. فانْ كان ذلك كذلك كان اللَّيل مُتَقَدِّما على النّهار بالطَّبع والذّات ، على رأى المتشرّعين والفلاسفة. أمّا الفلاسفة فانّهم متّفقون على أنّ جميع أجرام العالم شفّافة منيرة أو قابلة للنّور مؤدّية له ما خلا كرة الأرض فانّها كثيفة لذاتها مظلمة بطبعها ، وأنّ الظّلام الموجود فى العالم انّما هو منها ، وأنّ ذلك ذاتىّ فيها لا عارض لها بل هو ملازم لها ملازمة الظّلّ للشّخص ، والنّور للشّمس ، والضّياء فيها انّما هو عرضىّ لها طار على الظّلام

٣٢١

الذّاتىّ الملازم فما قابله ضوء الشّمس انزاح الظّلام عنه الى الجهة الأخرى التى تظلّ مظلمة حتّى تقابل الشّمس فينزاح ظلامها الى الجهة التى كانت مضيئة ، هكذا على الدّوام. وهذا هو الذى عليه أهل العلم.

وأمّا المتشرّعون فانّهم على اختلاف عللهم متّفقون على تقديم اللّيل على النّهار فى الوجود ، ثمّ ذكروا أدِلّة يطول ذكرها.

وأمّا مذهب العرب فانّهم متَّفقون على تقديم اللّيل على النّهار ، وعلى ذلك يؤرِّخون فيقولون لخمس بَقِيْنَ من الشّهر ، وبدايته بالهِلال ، فيكون أوّله على ذلك اللّيل. وفى الحديث : (صُوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) (٣٣). وفيه : (مَنْ صام رَمضان وأتْبَعَه ستّاً من شوّال كان كصِيام الدَّهر) (٣٤). فقال ستّاً ولم يقل ستّة ، فدَلّ على أنّه (ص) جَعل بداية الشّهر اللّيل. وانّما أراد بالصّيام الأيّام اذ الليل لا يُصام. واستدلّ جماعة عل ذلك بقوله ، تعالَى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) (٣٥) أى يَسْلَخ النّهار عن اللّيل بغروب الشّمس فتظهر الظُّلْمَة بدليل قوله بعده : (فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) (٣٦) قال الفرّاء : أى داخلون فى اللّيل لأنّ الأصل الظُّلمة والضَّوء عارض.

والمَلِيلَة (٣٧) : حَرارة حُمَّى الدِّقّ ، وفى الحديث : (لا تزال المَلِيْلَة والصُّداع بالعَبْد) (٣٨). وفى المثَل : (ذَهَبَت البَلِيْلَةُ بالمَلِيْلَة)(٣٩). البَلِيلَة : الصّحّة. والمُلُول : المِكْحال ، وهو المِرْوَد الذى يُكتحل به.

ليى :

اللِّياء : اللُّوبياء. قال ابن الأعرابىّ : وقيل هو شَىء يؤكل كالحمُّص وهو شديد البَياض يكثر فى الحجاز ، وينبت فى اليَمَن وعُمان. وهو قَدْرُ الحمُّص وعليه

٣٢٢

قُشور رِقاق. يُفْرَك من قِشْرِه ويُؤكل. وربّما أُكِل بالعسل. ويقال للمرأة اذا وُصِفت بالبياض كأنّها اللِّياء. وفى الحديث : (انّ رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أكل لياء ثمّ صلَّى ولم يَتوضأ) (٤٠). واحدتها لية.

واللِّيَا أيضا : سمكة يتَّخذ من جلدها التِّرَسَة الجيّدة فلا يؤثّر فيها شَىء ولعلّ اللِّيا فى الحديث هذا النَّوع من السَّمَك.

٣٢٣

حواشي حرف اللام

__________________

(١) العين (لبب).

(٢) القرظ : نبات معروف. ومنه كانوا يستخرجون الدّواء المعروف بالأقاقيا. وأشهر ما كانوا يستعملون القرظ فى دباغة الجلود. المجمل ٤ / ١٥٤. ل ع م ٤ / ٣ / ١٤.

(٣) بلفظ قريب من هذا فى الطّبّ النّبوىّ ٢٩٩.

(٤) الطّبّ النّبوىّ ٩٥.

(٥) النّطرون هو ملح البارود ، ويعرف كيمياويا بنترات البوتاس ، يحصل على الصّخور الكلسيّة وعلى جدران الأبنية الرّطبة. واستعملوه كثيرا لصناعة البارود. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٥٩.

(٦) النّهاية ٤ / ٢٤٤.

(٧) النّهاية ٤ / ٢٤٥.

(٨) ن م ٤ / ٢٤٥.

(٩) القانون واحد من أشهر كتب ابن سينا.

(١٠) الأدوية القلبية لابن سينا أيضا.

(١١) المغانصة : ضيق الصّدر. كما فى اللسان (غنص).

(١٢) لأبى خراش الهذلىّ فى ديوان الهذليين ٢ / ١٤٩. واللّسان (لذع).

(١٣) ديوانه ٦٤. واللسان (لذع).

(١٤) النّهاية ٤ / ٢٤٨.

(١٥) الخنازير : قروح صلبة تحدث فى الرّقبة. اللسان (خنز).

٣٢٤

__________________

(١٦) الجمهرة ٣ / ١٠٦.

(١٧) ديوانه ١ / ٣٢. العين (لعس).

(١٨) الجمهرة ٣ / ١٤٩.

(١٩) البقرة ٢٢٥. والمائدة ٨٩.

(٢٠) المؤمنون ٣.

(٢١) ينظر فيه الطّبّ النّبوىّ ١٢.

(٢٢) النّهاية ٤ / ٢٦٨.

(٢٣) عيون الأنباء ٤٤٧.

(٢٤) العين (لمع).

(٢٥) المقاييس ٥ / ٢١١. اللسان (لمع).

(٢٦) النّجم ٣٢.

(٢٧) النّهاية ٤ / ٢٧٢.

(٢٨) ن م ٤ / ٢٧٢.

(٢٩) ن م ٤ / ٢٧٤.

(٣٠) النّهاية ٤ / ٢٧٦.

(٣١) تنظر مادة (سرسم) أيضا.

(٣٢) بعبارة قريبة فى العين (ليل).

(٣٣) رواه البخارى فى كتاب الصّوم. وانظر المسند ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٦.

(٣٤) رواه مسلم فى كتاب الصّيام. وانظر المسند ٣ / ٣٠٨ ـ ٣٢٤.

(٣٥) يس ٣٧.

(٣٦) يس ٣٧.

٣٢٥

__________________

(٣٧) حقّها أن تكون فى (ملل) فهى أقرب لمعانيها.

(٣٨) النّهاية ٤ / ٣٦٢.

(٣٩) اللسان (ملل).

(٤٠) النّهاية ٤ / ٢٨٦.

٣٢٦
٣٢٧

حرف الميم

م

٣٢٨
٣٢٩

مارستان :

المارَسْتان : دار المريض ، كذا نطقت به العَرَب ، وأصله بالفارسيّة بِيْمارَسْتَان ، ومعناه : موضع المريض ، لأنّ (بيمار) مريض ، و (أستان) الموضع. وأوّل من وضع للمريض دارا أبقراط.

ماش :

الماش : اسم فارسىّ لحَبّ صغير مأكول معروف ، وهو الكَشْرُ عند أهل مكّة. وهو بارِد يابس فى الأولى معتدلٌ فى الرُّطوبة. والخِلْط المتولِّد منه محمود لا سيّما اذا قُشِر وطُبخ بدُهن اللَّوز. ينفع المحمومين وأصحاب النَّزلات الحارّة وخُصوصا اذا طُبخ مع الخسّ. ويُلَيِّن الطَّبيعة ولا سيّما اذا طُبخ بماء القُرْطُم. واذا طُبخ بقِشْرِه وحُمِّض بماء الحصرم أو السُّمّاق عَقَل الطّبيعة وسَكَّن الحرارة. واذا طُبِخ بالخلّ نفع من الجرَب المتقرِّح. والضّماد بدَقيقه يُقَوِّى الأعضاء الواهنة لا سيّما اذا عُجِنَ بالشَّراب مع الزَّعفران.

مالنخوليا :

المالَنْخُوْلِيا : اسم لنَوع من الجُنون. وهو لفظ يونانىّ ، معناه الخِلْط الأسود. وهو سبب هذا المرض فسُمِّىَ باسم سببه.

وسمعتُ الثَّعالبىّ (١) يقول : المالَنْخُوْليا : ضَرْبٌ من الجنون ، وهو أنْ يَحدث بالانسان أفكارٌ رديئة ويغلبه الخوف والحزن. وربّما صَرَّح بتلك الأفكار ونطق بها ، وخَلَّط فى كلامه.

وطِبّاً : تَغيُّر الظُّنونِ عن المجرَى الطّبيعىِّ الى الفَساد لسُوء مزاجٍ مادّىّ يُوْحِش

٣٣٠

النَّفْسَ ويُفزعها بظُلْمَته من داخلها كما تُوحشها الظُّلمة وتفزعها من الخارج.

وسببه فى الأكثر :

ـ امّا سوداء وعَلامَتها الهَمّ والفِكَر والخَوف والفَزَع والبُكاء والتَّخيّلات الرَّديئة وحُبّ الوَحْدَة والظُّلمةِ. وعلاجها الفَصْد بشروطه. واستفراغ السّوداء بمطبوخ الأفْتِيْمُوْن بعد الانضاج وتَرطيب البَدَن بالأغذية والأشربة ، وتقوية الدّماغ والقَلْب بالمفرِّحات المعتدلة.

ـ وامّا صفراء لم يشتدّ احتراقها ، وعلامتُها البَهر والاضطراب والصِّياح وكثرة الغَضب وصُفْرَة اللّون ، وعلاجها تنقية البدَن بمطبوخ الاهْلِيْلَج (٢) وتعديله بالأغذية والأشربة الباردة الرّطبة.

ـ وامّا دَمٌ لم يشتدَّ احتراقه. وعلامته الضَّحك وحُمْرَة العين وعِظَم النَّبض مع سُرْعَةٍ. وعلاجه الفَصْد وتنقية البدَن بمطبوخ الفاكهة وتَرطيبه.

ـ وامّا بَلْغَم لم يشتدَّ احتراقه وهو نادر. وعلامته الكَسَل والسُّكون. وعلاجه تنقية البدن بالحبوب والايارجات.

ومواضع الأسباب المذكورة :

ـ امّا فى الدّماغ نفسه.

ـ وامّا متوجِّهة اليه من البدن كلّه.

ـ وامّا من عُضْوٍ مخصوص.

وعلامة الذى فى الدِّماغ نفسه افراطٌ فى الفِكْرَة ودَوام الوَسواس والنّظر الدّائم الى الشَّىء الواحد ، والى الأرض.

وعلامة الذى بمشاركة البَدَن كلِّه احتباس ما كان يُسْتَفْرَغ عادة. وتَقَدُّم استعمال أغذية يتولَّد عنها ذلك الخِلْط.

٣٣١

وعلامة ما كان عن عُضْو مخصوص فهو انْ كان من الطّحال فعلامته كثرة الشَّهوة مع قلَّة الهضم ، ونَفخ الطّحال. وأكثر مَنْ به مالَنْخُوْليا فانّه مَطْحُوْل. وانْ كان من المعدة فعلامته زيادة العِلّة عند الأكل وعند التُّخَمَة. وانْ كان من المَراقّ فعلامته ثقل فيها وانجذاب الى أعلا وتَهَوُّع لازم وفَساد هضم وجَشَأ حامض.

العلاج العام :

يجب أنْ يُفَرَّح صاحبُ هذه العِلَّة ، وأن يُرَطَّب هواء مَسكنه ، وأنْ يُشَمَّم الرَّوائح الطّيّبة. وأنْ يتجنّب القَديد والعَدَس والباذنجان. وأنْ يُمسح رأسُه بماء الخَشْخَاش للتّنويم ، فانّه من أوفق علاجاته. وملاك الأمر استفراغ المادّة مع التّرطيب وتقوية القلب وتَفريحه بحسب المزاج.

وقال بعض الأطبّاء : أنّ المالَنْخُوْلِيا قد تحصل عن الجنّ ، ونحن من حيث صنعة الطّبّ لا نلتفت الى ذلك ، ونقول أنّ سببها استحالة المزاج بالهَمّ الى السَّوداء ، أو غَلَبة الصّفراء ، أو الدّم الغليظ ، أو البَلْغَم كما ذَكَرنا.

ماج :

مَؤُجَ الماءُ : مَلُحَ. والمُؤوجَة : الملوحة. والمُؤوج : مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ ، والسَّلْعَة تَمُوجُ بين الجلد والعظم. حكاها الخليل (٣) رحمه‌الله.

مأق :

المَأقَة : شِبْه الفُواق يَعْتَرِى الانسان عند البُكاء كأنّه نَفَس يتقلَّع من الصَّدْر. ومَؤْق العَين ومَأْقُها : طرفها الذى يلى الأنف ، والجمع آمَاق ، كما فى قول

٣٣٢

الخنساء :

تَرَى آماقَها الدَّهْرَ تَدْمَعُ (٤)

وتجمع أَمْآق ، كما فى قوله :

فارَقْتُ لَيْلَى ضَلَّةً

فنَدِمْتُ عند فِراقها

فالعَينُ تَذْرِى دَمْعَها

كالدُّرِّ من أَمْآقِها (٥)

ويُترك هَمْزُها ، فيقال : مُوْق ، والجمع : أمْوَاقٌ ، الّا فى لغةٍ مَنْ قَلَبَ ، فقال : آمَاق.

متروديطوس :

مِتْرُوْدِيْطوْس : دواء مُقَبِّضٌ للطّبيعة جدّا (٦). ويقولونه ، بالثّاء : مِثْرُوْدِيْطُوْس ، أيضا ، كلمة عن اليونانيّة.

متك :

المُتْكُ : الأُتْرُجّ. وعِرْقُ أسفلِ الكَمَرَة. قال ثعلب : زَعموا أنّه مَخْرَج المنىّ.

والمُتْك : عِرْقٌ فى باطِن الذَّكَر عند أسفل جَوفه ، وعِرْقٌ فى بَظر المرأة.

مثن :

المثَانة : مُسْتَقَرّ البَول. وموضعها بين الدُّبُر والعانة. وهى عضو مركَّب من رِباط كثير وعَصَب يسير طويل مستدير ، طرفاه أضيق من وسطه. ذات طبقَتين

٣٣٣

الباطِنَة أصْلَب من الخارِجة. والبَول يَجِىْءُ اليه من الكُلْيَتَين ثمّ يندفع عنه الى الاحليل أو الفَرْج. ومَثِنَ الرَّجلُ : لا يَسْتَمْسِك بوله. هو أَمْثَن وهى مَثْناء.

مجج :

المُجَاج : الرِّيْق تمجُّه من فِيْك. واللَّبَن لأنّ الضَّرْع يمجُّه. والعَسل لأنّ النَّحل تمجُّه. وفى الحديث : (انّه كان يأكل القِثّاء بِالمُجَاج) (٧). أى : العسل ، ويقال له مُجَاج النَّحل. ومُجاج المُزْن : المطَر. ومُجَاج العِنَب : ما سال عن عَصيره. ومُجَاج الجراد : لُعابه. والمَجَاج : العُرْجُون.

والمَجّ : حَبٌّ كالعَدَس الّا أنّه أشدّ منه استدارةً ، وهو" الماش" بالفارسيّة ، ومرّ ذِكْرُه فى (م. ا. ش).

مجع :

المَجِيع : أكل التَّمر باللَّبَن معاً أو أكل التّمر ثمّ يُشرب عليه اللَّبن.

أنشد بعضهم :

انّ فى دارِنا ثَلاثَ حَبالَى

فَوَدِدْنَا أنْ لَوْ وضَعْنَ جَميعا

جارَتِى ثمّ هِرَّتِى ثمّ شَاتِى

فاذا ما وَضَعْنَ كُنَّ رَبيعا

جارَتِى للخَبيصِ والهِرّ للفارِ

وشاتِى اذا ما اشتَهينا مَجِيعَا (٨)

والمَجِع : الرَّدىء من الأدوية وغيرها.

٣٣٤

والمَجِع : المتطبّب الذى لا دِراية له بصَنْعَة الطّبّ.

مجن :

الماجِنُ ، عند العرب : الذى يرتكب القَبائح الرَّديئة والفضائح المخزية ولا يُبالى بعَذْل عاذِلٍ ولا تقريعِ قارعٍ. والمُجُون : خَلْط الجِدّ بالهزل.

محح :

المُحّ : خالِص كلّ شىء. وصُفْرَة البَيض. والمُحُ والمُحَّة : صُفْرَة البَيض. وانّما يريدون فصّ البيضة لأن المُحَ جوهرٌ ، والصُّفرة عَرَض. ولا يُعَبَّر بالعَرَض عن الجوهر الّا أنْ تكون العرب قد سَمَّت البيض صُفْرَة وهذا ممّا لا أعرفه ، وانْ كانت العامّة قد أولعت به.

ويقال لبياض البَيض الذى يؤكل : الأحّ ولصُفرته المُحّ.

محز :

الماحُوز ، وهو المَرْماحُوْز ، وهو المرّ الجبلىّ ، ويُذْكَر فى بابه (٩).

محض :

المَحْض : اللَّبَن الخالص ، حُلْواً كان أم حامِضا. وطبّاً هو الدّواء الخالص غير المَشوب بما ليس من صِفَته.

محق :

المَحْق : النُّقصان وذَهاب البَرَكة. والمَحَاق آخِرُ الشَّهر أو ثلاث ليالٍ من آخره أو أنْ يَسْتَتِر القمرُ ليلَين فلا يُرَى غُدْوَةً ولا عَشِيَّة.

وقال ابن الأعرابىّ : سُمِّي المَحَاق مَحَاقا لأنّ القمر طَلَع مع الشَّمس فمَحَقَتْهُ

٣٣٥

فلمْ يَرَهُ أحَد.

وأمْحَقَه الدّاءُ : أهْلَكَه. وأمْحَقَهم الله ، تعالى ، بذُنوبهم : أهْلَكَهم وأبادهم.

محو :

المَحْوَة : المَطْرَة تَمحو الجدْب. والرّيح الدّبور لأنها تمحو السّحاب ، وتمحو الأثر.

ويقال فى الرّيح مَحْوَة ، بلا لام ، فهى مَعْرِفَة لا تتصرَّف ولا تدخلها الألف واللّام.

ومَحْوَة : ريح الشمال ، لأنها تفرِّق السَّحاب وتَذْهَب به ، والجَنوب تجمعُه.

مخخ :

المُخّ : نِقْىُ العَظْمِ والدّماغ.

والمُخّ : جِسْم ليّن ودَسم بارِد رطب ، وأكْلُه عند العرب عارٌ ، وكأنّه عندهم شَرّ ، هو وشَحْم العين.

وقال الرّاجز :

ما دام مُخٌ فى سُلامَى أو عَيْنْ (١٠).

والمُخّ : خالِص كلّ شىء ، وفى الحديث : (الدُّعاء مُخّ العبادة) (١١). أى : خالِصها.

مخض :

المَخِيض : اللّبن الذى قد مُخِضَ وأُخِذَ زُبده.

والمَخَاض : وَجَع الوِلادة ، وهو الطَّلَق.

٣٣٦

مدد :

التَّمَدُّد : مرض آلِيٌّ يمنع القوَّة المحرِّكة عن قبْض الأعضاء التى من شأنها أنْ تَنقبض لأنّها فى العَضَل والعَصَب. وهو ، فى الحقيقة ، ضدّ التَّشنُّج ، وداخلٌ فى جِنْس التَّشَنُّج دخول الأضداد فى جنس واحد واعتزاؤهما الى سبب واحد يقع وقوعا مُتضادّا ، الّا أنّ التَّشَنُّج يكون الى جهة واحدة. واذا اجتمع تشنُّجان فى جهتين متضادَّتين صارا تمديداً ، كمن يعرض له التّشنُّج من الأمام والخلْف معا فيعرض له من الحركتين المتضادَّتين فى أعضاء بدنه أنْ تمدَّد. ولمّا كان هذا التّمدُّد تَشَنُّجاً مضاعفا وَجَب أنْ يكون أكثرَ من التَّشَنُّج البسيط حِدّةً ، فيكون دَبيبه أسرع. وقد يكون هذا المضاعف ليس من تشنُّجَين بل من تمدُّدين لأنّه فى العَضَل والعَصَب ، أىْ دُوْنَ الوَتَر لأنّ عُروض التَّمدُّد لآفة فيه قليل جدّا. وهو ضدّ التّشنُّج لأنّ ما يعرض عنه التَّمدُّد وهو عدم الانقباض ضدّ ما يعرض عنه التَّشَنُّج وهو عَدَم الانبساط. والجِنْس الذى يدخل فيه التَّمدُّد والتَّشَنُّج هو بُطلان الحركة الارادية الّا أنّها فى التّمدّد بُطلان الحركة الانقباضيّة ، وفى التّشنّج بطلان الحركة الانبساطيّة. واعتزاؤهما الى سبب واحد لأنّ التّمدّد يُشارك التّشنّج فى السَّبب الفاعل لهما كما أنّ الضّدَّين مشتركان فى الاعتزاء الى سبب واحد كالحرارة مثلا اذا تعلَّقت بجسم رطب سَوَّدَتْه واذا تعلَّقت بجسم يابس بيّضته ، وكالماء البارد والملاقِى لظاهر البدن فانّه يُبَرِّد بذاته ويُسَخِّن بالعَرَض لتكشيفه المسامّ وانسدادها فتحتقن الأبخرة الحارّة. وكذا السَّقْمُوْنِيا اذا فعلتْ فى البَدَن بكيفيّتها سخَّنته وانْ فعلتْ فيه بصورتها النَّوعيّة فأسهلتْ منه الخَلط الحارّ برَّدتْه. ولمّا كان هذا التّمدّد تَشَنُّجاً مُضاعَفا وَجَبَ أنْ يكون أكثرَ من التّشنّج البسيط حِدّةً ، لأنّ احتمال الطَّبيعة

٣٣٧

لنوعٍ واحد أكثر من احتمالها لنَوعَين. وقد يكون هذا المضاعف ليس من تَشَنُّجَين بل من تمَدُّدَين هذا اذا عَرَض للعُضْو سببٌ يَجذبه طولاً فى طَرَفه وسبب آخر يجذبه طُولاً فى طرفه الاخر. فكأنّه حادِثٌ عن تشنُّجات. ولذلك ينبغى أنْ يكون أكثرَ من التّمدُّد الكائن من تَشنُّجَين حِدّةً. واذا علمتَ هذا فاعْلَمْ أنّ أسباب التّمدّد كأسباب التّشنّج وأنّ علامات أنواع ذاك كعلامات أنواع هذا ، وأنّ معالجاته كمعالجات أنواعه. وقد تقدَّم فى (ش. ن. ج).

والمِدَّة : ما يَجتمع فى الجرح من القَيْح.

والمُدّ : مِكيالٌ ، وهو رطلان عند أهل العراق أو رطل وثُلث عند أهل الحجاز أو ملءُ كَفّ الانسان المعتدل اذا مَلأهما ومَدَّ يَدَه بهما. وبه يُسَمَّى مُدّاً ومنه (سبحان الله مدادَ كلماته)(١٢).

مدن :

مَدْيَن : قيل هو اسم أعجمىّ ، فانْ اشْتَقَقْتَه من العربيّة فالياء زائدة ، وقد يكون مَفْعَلاً وهو أظهر.

مدى :

المَدَى : الغاية. ومَدَى البَصَرِ : مُنتهاه .. يقال : أرْضٌ قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ، ومَداه ، حكاهما ابن السِّكّيت. والمُدْية ، مثلَّثة الميم : الشَّفْرَة : والجمع : مُدىً ومُدَيات ، ومِدىً. والمُدَى : مِكيال ، وهو غير المُدّ ، ويَسَعُ جَريباً ، والجريب يسع خَمْسَةً وأربعين رطلاً ، وقيل غير هذا.

٣٣٨

مذح :

مَذَحَتْ فَخذاه : اذا كانتا مُلتويتين تَسْحَجُ احداهما الأُخرى عند المشى.

وتمذَّح : سَمِن وغَلُظ.

مذر :

دواءٌ مَذِرٌ : فاسد أو ضارٌّ. والتّمذُّر : الخُبْث فى النَّفس. ومَذرت البيضة : فسدت. ومَذرت معدته : فسدت.

والأمْذَر : الذى سَهُلَتْ طبيعتُه ، فأكثر من الاختلاف الى الخلاء.

مذل :

المَذِيل : المريض الذى لا يَتقارّ من شدّة الوجع والألم.

والمَذِل : الذى لا يَقْوَى على ضَبْط نفسه ، من بَوْل أو غائط أو غَيْظ ، وهو ممّا يُطْلَق على أمراض البدن والنَّفْس.

والإمْذِلال : الاسترخاء والفَتْرَة فى عُموم البدن أو فى الذَّكَر خاصة.

مذى :

المَذْي : ماء رَقيق لزج يخرج عند الملاعبة أو تذكُّر الجماع أو ارادته ، وقد لا يُحَسّ بخروجه. وقيل : يكون فى الشّتاء أبيضَ ثخينا ، وفى الصَّيف أصفر رقيقا.

والمِذاء ، فِعال للمُبالغة ، فى كثرة المَذْى ، من مَذَى يَمذِى لا مِنْ أمْذَى يُمذِى ، وهو الذى يكثر مَذْيُه.

٣٣٩

ويُقال : أمْذَى شَرابَه : زادَ فى مِزاجه حتّى رَقَّ جِدّا ، وذهبت شِدَّتُه وحِدَّتُه والماذِيُ : العَسَل الأبيض.

والماذِيَّة : الخمر. قال الأصمعىّ : سُمِّيَتْ ماذِيَّة لسهولتها فى الحَلْق.

مرأ :

المَرِيء : مَجْرَى الطّعام والشّراب الى المعدة ، وهو مؤلَّف من لحم وطبقات غشائيّة تستبطنه ، مَرِنَة اللّيف ليسهل بها الجذب فى الازدراد. ويعلوه غشاء من لِيْف مُستعرض ليسهل به الدَّفع الى المعدة ، وفيه لحميّة ظاهرة ، وموضعه على الفقار الذى فى العُنق على الاستقامة لوقايتة ، وينحدر معه عَصَبان من الدّماغ ، واذا جاوَز الفَقَرة الرّابعة الصّدريّة تَنَحَّى يَسيراً الى اليمين ثمّ انحدر على الفَقَرات الثَّمانى الباقية ، حتّى اذا وافَى الحِجاب ارتبط به يَسيراً ، ثمّ اذا جاوزه مال الى اليسار ، ثمّ يَسْتَعْرِض بعد النُّفوذ فى الحجاب ، وينبسط مُتَوَسِّعا فَماً للمعدة. والمَرِيء جِنْس من المعدة يَسْعَى اليها بالتّدريج فى اتّساعه وتركيبه ، وطبقَتاه كطبقتَى المعدة ، وأغشيته أشبه شىء بأغشيتها. وآخره لحمىّ غليظ عُرْضِىّ اللّيف أكثر لحميّة ممّا للمعدة. وجَمْع المَرِيء : أَمْرِئَة.

ويقال : طعام مَرِيءٌ هَنِيءٌ : أى : جيّد العاقبة. ويقال : أَمْرَأَنِي الطَّعام ، بالألف عند الانفراد ، وهَنَأنى ومَرَأَني للازدواج.

والمَرْء ، مثلّثة الميم : الانسان أو الرَّجل ولا يُجمع من لفظه ، وقيل : مَرْؤُونَ.

والمَرْءُ والمُرْء : الرَّجل ، والضّمّ لغة. فانْ لم تأتِ بالألف واللّام قلت : امرِؤ وامْرَآن والجمع رجال من غير لفظه ، والأنثى امرأة ، وفيها لغة أخرى : مَرْأَة. قال الكِسائىّ : سمعت امْرَأَة من فُصحاء العرب تقول : أنا امرؤ أريد الخير.

٣٤٠