الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

كندس :

الكُنْدُس : نبات له وَرَق بين البَياض والخُضْرَة ، وعِرْقٌ داخلُه أصفر وخارجُه أسود ، وهو المستعمل. وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة. مُهَيِّج للقَىء اذا شُرِب منه ربع درهم الى نصفه مسحوقا مُنْقَعاً فى اللّبن الحليب. مُسْهِل للبلغم والمِرّة السّوداء الغليظة. واذا سُحِق وعُجِن بالخلّ وطُلِىَ به البَهَق أزاله لا سيّما الأسود. واذا سُحِق ونُفِخ فى الأنف عَطَّس وفتَح سُدَد المِصْفاة وأنارَ البَصَر وأزال الغَشْىَ ونقَّى الدِّماغ. وينفع المصروعين. ودرهمان منه قاتلٌ. ويعالَج بالقَىء. ويُشْرَب بالسّمن البقرىّ. والشّربة منه ربع درهم. وبدله وزنه جَوْز القَىء ورُبْعُه فُلْفُل.

كندل :

الكَنْدَلى ، والكَنْدَلاء : شجر الأسْرار ، وصَمْغُه الشُّورة ، وتجدهما فى محلِّهما.

كنعد :

الكَنْعَد : ضَرْبٌ من السَّمك.

كنن :

الكِنّ : ما يَرُدُّ الحَرَّ والبَرْد من الأبنية وغيرها. وكلّ شىء وقَى شيئا فهو كِنُّه والجمع الكِنَان وأكِنَّة. قال تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً) (٢٩). وكَنَ الشَّىءَ فى صدره : أخْفاه ، قال تعالى : (أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ) (٣٠) ، أى : أخْفَيْتُم. وقوله تعالى : (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ) (٣١) ،

٢٨١

أى : أغْطِيَة. والكانُون : الثَّقيل من النّاس ، والذى لا يَكْتُم سِرّاً ولا شيئا يَسمعه. قال أبو دهبل :

وقَدْ قَطَعَ الواشُونَ بَينى وبينَها

ونَحن الى أنْ يُوْصَلَ الحَبل أحْوَجُ

فليتَ كَوانِيْناً مِنَ أهْلى وأهْلِها

بأجْمَعِهِمْ فى لجّة البَحْرِ لَجّجُوا (٣٢)

والكانُونان : شهران يقَعان فى شِدّة بَرْدِ الشّتاء.

كهب :

الكُهْبَة : لون ليس بخالصٍ فى الحُمْرَة ، ولا يُقال فى غير الحُمْرَة.

كهكب :

الكَهْكَب : الباذنجان.

كهل :

الكَهْل ، لغةً : مَنْ وَخَطَهُ (٣٣) الشّيب أو جاوز الثّلاثين الى الأربعين ، أو من جاوز أربعة وثلاثين الى احدى وخمسين. وطبّا : من أربعين سنة الى ستّين. وتقدّم فى

(ش. ي. خ) ما يُغنى عن الاعادة. والجمع : كُهول وهى كَهْلَة. وفى التّنزيل : (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً) (٣٤) قال الفرّاء : أراد ومُكَلِّماً للنّاس فى المهد وكَهْلاً : وقيل انّه عطف الكَهْل على الصِّفَة ، أى : ويكلِّم النّاس فى المهد صَبيّا وكَهْلا.

٢٨٢

والكاهِل من الانسان : ما بين كَتِفَيْه. ونَبْت كَهْل ومُكْتَهِل : ظهَر نَوْرُه وتمّ طُوله.

كوع :

الكُوْعُ : طَرَف الزَّنْد الذى يلى الابهام كالكَاع. أو ما طرف الزَّندَين فى الذِّراعين مما يلى الرُّسْغ. وقيل الكُوْع طَرَف الزَّنْد الذى يلى الابهام ، والكاع طَرَف الزَّنْد الذى يلى الخنصر ، وهو الكُرْسُوع.

وطبّا : الكُوْع اسم للزّائدة الموصولة بالزَّنْد الأعلى والجمع أكْواع.

والأكْوَع : العظيم الكُوْع أو الذى التوَى رُسغاه وأقبلتْ احدى يديه على الأخرى. وقد كَوِع كَوَعاً فهو أكْوَع وهى كَوْعاء.

كوكب :

الكَوْكَب : النّجم ، وبَياض فى سَواد العين ، مَنَع الابْصار أمْ لمْ يمنعه. وما طال من النّبات. والغُلام المراهق الممتِلئ الحَسَنُ الوَجْهِ.

وكَوْكَب كلّ شىء : معظمه. وكَوْكَب الرَّوضة : نَوْرُها. وكَوْكَب الأرضِ : حَجَر الطَّلق (٣٥). وكلّ شىء يُضِىء ليلاً.

وأقْراص الكَوْكَب : أقراص يَنبت فيها كَوْكَب الأرض ، وهى تصلُح للمَعِدة للضّعيفة القابلة للفُضول من سائر الأعضاء. وتُزيل الجشَأ الحامض وتمنَع النّوازل ، وتَنفع وَجَع الأسنان وَضْعاً فى المتأكِلَة منها ، ومن وَجع الأذن ، ومن نَفْث الدّم وسَيلانه من أىّ عُضو ، سَقْياً بماء لسان الحمَل ، وتَشْفِى من السّعال المزمن ومن الحميّات الدّائرة ، سَقياً بماء المرزنجوش ، ومن السّموم المتأتّية من

٢٨٣

اللّدْغ والشَّراب ، سَقياً بماء السّدّاب. وأخْلاطُه على ما قاله شيخنا العلّامة : أنِيْسُوْن وسَاليوس وبَرْزَنْج ومَيْعَة وبَذْر كرفس مِنْ كلّ واحد ثمانية مَثاقيل وبذر خَشخاش ستّة مثاقيل أفْيون وزَعفران وقُسْط وكَوْكَب الأرض وهو الطّلق ، مِنْ كلّ واحد خمسة مَثاقيل ، وصِمْغ أحمر وسُنْبُل وطِين مختوم وقِشْر يَبْرُوْح (٣٦) من كلّ واحد أربعة مثاقيل ، تُبَلّ الصُّموغ بشَراب رَيحانىّ وتُدَقّ الأدوية وتُعْجَن بها وتُقَرَّص ، وَزْنَ نِصْفِ درهم وتجفَّف فى الظّلّ. ويُستعمل بعد ستّة أشهر وتبقَى قوَّتها الى سنتين.

كيد :

الكَيْد : المَكْر والخُبْث والقَىء. ومنه حديث قتادة : (اذا بلَغ الصّائم الكَيْدَ أفْطَر) (٣٧). والمريض يَكِيد نفسَه ، أى : يجود بها. وكاوَدَه الدّواء : اذا أخلف الظّنّ بالشّفاء. والكَيْد : الحَيْض.

كيلوس :

الكَيْلُوس ، لفظ سُريانىّ لجسم رطب سيّال شَبيه بماء الكَشْك (٣٨) الثّخين كائن عن الغِذاء فى المعدة. وهو فى الحقيقة غِذاء لم تتغيَّر صورته النّوعية بالكُلّيّة.

كيموس :

الكَيْمُوْس : لفظ سُريانىّ للخِلْط. وهو فى الحقيقة غِذاء تغيَّرت صورتُه الأولى بالكلّيّة ، متحلِّلا الى صورة أُخرى ، قبل أنْ يُدْفَع الى المِعَى.

٢٨٤

حواشي حرف الكاف

__________________

(١) تقدم ذكره فى مادّة (ثعلب) فينظر هناك.

(٢) لأميّة بن أبى الصّلت. وصدره : (من لم يمت عبطة يمت هرما) ديوانه ٦٨. واللسان (كأس).

(٣) اشارة سبقت العلم الحديث فى استخدامها لمعالجة السّيلان.

(٤) النّهاية ٤ / ١٣٩.

(٥) الخربق : زهر من الفصيلة الشّقريّة يستخرج منه الآن دواء للحمّى والالتهابات. ل ع م ٤ / ١ / ١٩٣.

(٦) النّهاية ٤ / ١٥٤.

(٧) النّصّ مع تغيير طفيف فى العين (كرسع).

(٨) هو الحسين بن أحمد بن خالويه النّحوىّ ، أخذ عن ابن دريد ومن طبقته. دخل حلب وكانت بينه وبين المتنبّى مناظرات. توفّى سنة ٣٧٠ للهجرة. ينظر فى ترجمته الفهرست ٨٤. نزهة الألباء ٢١٤. يتيمة الدهر ١ / ١٢٣. وفيات الأعيان ٢ / ١٨٧. بغية الوعاة ١ / ٥٢٩.

(٩) حىّ العالم : يطلق على أنواع من نبات معمّرة منها اسفنجيّات وشوكيّات وجوفيّات. ينظر ل ع م ٤ / ١ / ١٨٧.

(١٠) العدبة : نوع من الطّحلب.

(١١) النّهاية ٤ / ١٧٣.

(١٢) المجمل ٤ / ١٣٨. واللسان (كسر).

٢٨٥

__________________

(١٣) تنظر مادة (ماش) فى حرف الميم.

(١٤) وقد يسمّى الكشمش الرّيباس ، وتنظر حواشى (آذريون) فى حرف الهمزة.

(١٥) العين (كعب).

(١٦) لم يُذكر هذا النص فى (كعبر) من كتاب العين للخليل.

(١٧) العين (كفر).

(١٨) ديوان الأعشى.

(١٩) النهاية ٤ / ١٩٢.

(٢٠) ديوان القطامى ٦٩. والمقاييس ٥ / ١٨٨.

(٢١) ويروى : (كما دماءكم يشفى بها الكلب) ينظر ديوانه ٢ / ٧٨. واللسان (كلب).

(٢٢) قال ابن دريد : ما أدرى ما صحّته. فى الجمهرة ٣ / ١٦٩.

(٢٣) العين (كمأ).

(٢٤) روى انه (ص) قال : (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) فى النّهاية ٤ / ١٩٩. والطّبّ النّبوىّ ٢٧٩.

(٢٥) هو حمد (أو أحمد) بن محمّد ، أبو سليمان الخطّابىّ ، أخذ عن أبى عمر الزّاهد ومن فى طبقته. عرف برواية الحديث والأدب. توفّى فى سنة ٣٨٨ للهجرة فى مدينة بست ، من أفغانستان الحاليّة. ينظر فى ترجمته معجم البلدان ١ / ٤١٥. يتيمة الدّهر ٤ / ٣٣٤. معجم الأدباء ٤ / ٢٤٦. خزانة الأدب ١ / ٢٨٢. وفيات الأعيان ٢ / ٢١٤. بغية الوعاة ١ / ٥٤٦.

(٢٦) ينظر النّهاية ٤ / ٢٠٠.

٢٨٦

__________________

(٢٧) عيون الأنباء ٤٤٨.

(٢٨) هذه المادة لم تذكر فى الأصل ، فاستدركت من م.

(٢٩) النّحل ٨١.

(٣٠) البقرة ٢٣٥.

(٣١) الصّافات ٤٩.

(٣٢) الأنعام ٢٥.

(٣٣) اللسان (كنن).

(٣٤) فى الأصل : من خطّه. التوجيه من م.

(٣٥) آل عمران ٤٦.

(٣٦) الطّلق أو كوكب الأرض ، مرّ فى حرف الطّاء.

(٣٧) الأسماء السّابقة مرّت من قبل. أما اليبروح فهو اللّفّاح ، نبات من الفصيلة الباذنجانيّة. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ٢١٩.

(٣٨) نسبة الى الحسن فى النّهاية ٤ / ٢١٧.

(٣٩) الكشك : ماء الشّعير. كما فى اللّسان (كشك).

٢٨٧
٢٨٨
٢٨٩

حرف اللّام

ل

٢٩٠
٢٩١

لألأ :

اللُّؤْلُؤَة : الدُّرَّة ، والجمع : اللُّؤْلُؤ واللّالِئ. وهو يتولَّد فى الأصداف مُلْتَفّاً على جَوْهَر من غير جِنْسِه. وهو أنواع ، وأفضلُه الكبار النّقىّ البياض. وهو بارد يابس فى الثّانية ، مُلَطِّف يحفظ صحّة العَين ويجلو بياضها. ويقوِّى اللّثة ويصقل الأسنان ويجلوها ، وينفع الخفَقان ، أىَّ خفقان كان ، بالخاصّيّة التى فيه. ويقطع نَفْث الدَّم ، ويحفظ أجِنَّة الحوامل.

واذا حُلَّ الدُّرّ حتّى يصير ماءً رَجراجا وطُلِىَ به البَرَص أبرأه ، وأذهبه من أوّل مرّة. وحَلُّه بالزّئبق والنَّوشادِر والخلّ ، فانْ لم يُوْجَد فيُسْحَق الدُّرّ ويُحَلّ فى الماء مَغمورا به. ومَضَرَّتُه بالمثانة ، ويُصلحه العسل. والشّربة منه نصف درهم.

لأم :

أَلْأَمْتُ الجُرح : ألصقتَ جوانبه. وأَلْأَمْتُه بالدَّواء : عالجته. واللَّئِيم : معروف ، وفعله : اللُّؤْم. واللَّامَة : الدِّرع. واسْتَلْأَمَ الرَّجل : لبسَ دِرْعَه ، أى : لَأْمَتَه.

لبب :

اللُّبّ : السُّمّ ، أو خاصّ بسُمّ الحيّة. وخالصُ كلِّ شىء وخِياره. وقد غلب على ما يؤكَل داخله ويُرْمَى خارجه كالجَوز واللَّوز ونحوهما. والعَقْل. وعن الخليل (١) : لُبُ الرَّجُلِ : ما جُعِل فى قلبه من العقل. واللَّبَب : موضع المَنْحَر من كلّ شىء. وموضع القلادة من الصَّدر.

واللَّبْلاب : نبات معروف. وهو نوعان : كبير وصغير. والكبير منه ما ثَمرته بيضاء ومنه ما ثَمرته سوداء ومنه ما لا ثَمرة له. ولَبَّبَ الحَبُّ : صار له لُبّ أو

٢٩٢

جَرَى فيه الدَّقيق.

ورجل لَبُوبٌ ولَبيب : موصوف بالعَقْل. واللَّبيب : العاقل.

لبخ :

اللَّبَخ : شجر معروف ، وله ثمَر أخضر اللّون ، كالتّمر حلو ، وفيه كَراهة. وهو بارد يابس فى الثّانية. ينفع من الاسهال ، ويحبس الدَّم من أىِّ عضو كان. وثمرته تنفع من وجع الأسنان وبدله القَرَظ (٢).

لبن :

اللَّبَن : معروف ، قال جالينوس : إنّ اللَّبَن لا تزيد حرارته على برودته ولا برودته على حرارته. وقال شيخنا العلّامة : قوَّته فى الحرارة فى وسط الدَّرجة الثّانية. ودليل حَرارتِه حلاوتُه وقوّته فى الحرارة الرُّطوبة عند أوَّل حَلْبَة. ثمّ لا تزال تنقص حرارته على ممرّ السّاعات. والجيّد منه ما كان شديد البياض معتدل القَوام على استواء واذا قُطِّر منه على الظُّفر كان مجتمعا غير متبدِّد. وبالجملة فهو مركَّب فى أصل خِلقته تركيبا طبيعيّا من جواهر مختلفة فيها قُوى مختلفة وهى ثلاثة : سمنيّة وجبنيّة ومائيّة. أمّا السّمنية فهى قريبة من الاعتدال الى الحرارة والرُّطوبة ملائمة للبدن الصّحيح كثيرة المنافع. وأمّا الجنبيّة فهى باردة رطبة كثيرة التَّغذية قابضة. وأما المائيّة : فهى حارّة رطبة ملطِّفة للأخلاط الغليظة مرطِّبة للبدن مليئة. وكل لَبن كانت المائيّة فيه أكثر فهو غير سادِّ ولا يَتَجَبَّن فى المعدة الّا أنّه أقلّ غذاء وأشدّ تليينا للبطن. وما كانت الجبنيّة فيه أكثر فهو أكثر غذاء. غير أنّ الاكثار منه يُخاف منه السُّدَد. ولَبَن البَقر أغلظ

٢٩٣

الأَلْبَانِ وأكثرها جبنيّة وأقلّها مائيّة وأدسمها ، وبما فيه من الدَّسَم يتصلَّح به ما فيه من الغِلَظ. قال الطّبرىّ نقلا عن بعض كتب الهند أنّ لَبَن البقر أفضل الأَلْبَان ويُبطئ بالهَرَم وينفع من السّل والرَّبو والنِّقْرِس والحمَّى العتيقة ، وأنّ لبن الضَّأن أردأ الألبان وأغلظها. ولبن اللِّقاح أرَقّ الأَلْبان وأكثرها مائيّة وأقلّها دَسَماً وجبنيّة ، ولذلك هو أقلّ غذاء وأكثر اطلاقا للبَطْن. وينفع من الاستسقاء. ولبن الماعِز متوسِّط بين لبن البقر ولبن اللّقاح لأنّ ما فيه من الجواهر الثّلاثة المذكورة على الاعتدال. وفى الحديث عن ابن عبّاس ، رضى الله عنه ، قال : كان أحَبّ الشّراب إلى رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اللَّبَنَ. وقال ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (مَنْ سَقاهُ اللهُ لَبَنا فليَقُل اللهمّ بارك لنا فيه وزِدْنا منه ، فانّه ليس شىء يَجزى عن الطّعام والشّراب غير اللَّبَن) (٣). وقال ، عليه الصّلاة والسّلام : (عليكم بألْبَانِ البقر فإنّها شفاءٌ وسَمْنَها دواءٌ). وعن مليكة بنت عمرو أنّها وَصَفَتْ لامرأة مِنْ وَجَع بها سَمْنَ البقر ، وقالت : إنّ النّبىّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : (ألبانُها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء). تُريد المداومة على أكله.

واللَّبَن كثير الغِذاء جيّده مُخْصِبٌ للبدن مُرَطِّب له ، دافع عنه ضَرَرَ الأمراض اليابسة ، صالح للصَّدر والرّئة ، نافع من السُّعال اليابس وحُرْقَة البَول مُسَكِّن لحدّة الأخلاط ، دافع لغائلة ضرر جميع السُّموم. وينقِّى المعدة والأمعاء بالغسل. ويَزيد فى الدَّم والمنىّ ويهيّج الجماعَ. وجميع الألْبَان نافعة من الرَّمَد الكائن عن النَّوازل الحارّة مفردا ومضافا إلى بعض الشِّيافات السّادِجَة فيكون أقوَى فِعلا. ويُستعمل فى جلاء العين قُطورا وينفع من أورام الأجفان. وينوِّم مع شىء من دهن الورد وبياض البَيض ضمادا. واللَّبَن الحامض بارِد رطب فى

٢٩٤

الثّانية ، ينفع من حَرارة المعدة والكبد ، ومن الدّوْسنْطاريا ، ويهيّج الجماع فى الأبدان الحارّة بما فيه من التَّرطيب والنَّفْخ ، ويُشَهِّى الطّعام ويُسَمِّن البدن ويقطع الإسهال. والتَّلْبِينَة : غذاء يتَّخذ من ماء النّخالة مع لبن وعسل. وفى الحديث : (عليكم بالتَّلْبِينَة فو الذى نفسى بيده أنّها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم الوَسَخ عن وجهه بالماء) (٤).

واللُّبَان : اسم عربىّ للكُنْدُر بالفارسيّة. وهو صمغ معروف من ذَكَر وهو المستدير الصَّغير الصُّلب ومنه أُنثى وهو الكبير الهَشّ. وهو حارّ فى الثّانية يابس فى الأولى. مُنْضِج مُحَلِّل فيه جَلاء للبَصَر واذا خُلِط مع شحم البَطّ أبرأ القُروح العارضة عن حرق النّار ، أو بنطرون (٥) وغُسل به الرّأس أبْرأ من قروحه الرَّطبة ، واذا نُقِع قَدْر نِصْف أوقيّة وشُرِب منه فى كلّ يوم مع شىء من السُّكّر قُطورا نَفَع من زيادة البلغم والبَلادة والنّسيان نفعا بيّنا. وينفع من الخفَقان البارد. ويقطع النّسل والقَىء. ونصف درهم منه مع مِثله نانِخْواه يَنفع من الزَّحير. ومَضْغُه مع الصَّعْتَر ينفع من ثِقَل اللِّسان ومن السُّعال الرَّطب ويقوِّى القلب. ودُخانه ينفع من فَساد الهواء.

واللَّبَان : الصَّدر أو وسطه وما بين الثَّديين للانسان وغيره ، وقيل : هو خاصّ بالصَّدر من ذوات الحافر.

واللُّبْنَى : شجرة لها عَسل يقال له عَسل اللُّبْنَى وهو المَيْعَة السّائلة ، ويأتى ذكرها فى (م. ي. ع).

لتح :

اللَّتَح : الجُوع. وقد لَتِحَ فهو لَتْحان ، أى : جائع ، والأنثَى لَتْحَى. ورجل لِتْحٌ :

٢٩٥

حديد اللّسان ، حَسَن البَيان.

لثع :

الأَلْثَع : مَنْ يَرجع لسانُه الى الثّاء والعَين. وعلاجه علاج الألثغ ، وكذلك كلّ عَيْب فى النُّطق.

لثغ :

اللَّثَغ ، واللُّثْغَة : تحوُّل اللّسان من السّين الى الثّاء أو من الرّاء الى العين أو الى اللّام أو من الصّاد الى الفاء أو من حرف الى حرف أو تحرَّك الرّاء الى طَرَف اللّسان أو عدم النُّطق بها او ثِقَل اللّسان بالكلام.

قال أبقراط : اللُّثَّغ يعرض لهم الذَّرَب كثيرا. ويعنى باللُّثَّغ الذين لا يُفْحِصُون بالرّاء. والسّبب فى ذلك انّ الرُّطوبة مُستولية على أعضائهم العَصبيّة وعلى مِعَدِهم بمشاركة أدْمِغَتِهم أو بسبب يُبْس فى جانبٍ من الدِّماغ ولا يجب أنْ يُسْهِلوا الّا بِرِفْق.

وأمّا العلاج فيجب أنْ يُنَقَّى البدن بالأيارج الصّغيرة ثمّ بالأيارجات الكبيرة ثمّ يُفْصَد ناحية الرّأس بالأدوية الخاصّة به. وانْ ظُنّ أنّ مع الرُّطوبة غَلَبَة دَمٍ فُصِدَ عِرْق اللّسان.

وقول أبقراط" اللُّثَّغ يعتريهم خاصّةً اختلافٌ طويل" قال الرّازىّ : يعنى أنّهم مُسْتَعِدّون للاختلاف الطّويل وهو المسمَّى بالذَّرَب وانّما كان كذلك لأنّ اللّثغة فى غالب الأمر انّما تكون لرخاوة اللّسان لافراط ورطوبته وسطحه متّصل بسطح المعدة. وكونه رَطبا رِخوا اذا كانت المعدة كذلك. وذلك يُلْزِم الاستعداد للذَّرَب وخصوصا اذا كان الدّماغ رطبا فتكون النّوازل كثيرة فاذا

٢٩٦

نزلت الى المعدة أوْجَبَت الاسهال وكلّما كانت اللّثغة بحروف أكثر كان الاستعداد للذَّرَب أشدّ لأنّ ذلك انّما يكون لافراط الرّطوبة المُرْخِيَة.

والحروف التى يُلْثَغ فيها فى الغالب هى الطّاء والقاف والكاف والشّين والجيم واللّام والرّاء ، وأقلّها دلالةً على الذّرب هى اللّثغة بالرّاء. وقول أبقراط" اللُّثَّغ الذين لا يُفصحون بالرّاء" أى : انّ غيرهم يكون حالُه كذلك فكأنّه يقول انّ اللّثْغ يُوجب الاستعداد للذَّرب وانْ كان بالرّاء لوحده.

لثة :

اللّثات : اللّحم الذى على أُصول الأسنان ، جمع اللّثة.

لجأ :

اللَّجَأ : جمع لَجاءة ، وهى السّلحفاة البحريّة. ومرّ ذِكْرُها فى حرف السّين.

لجج :

اللَّجْلَجَة : التّردّد فى الكلام. وعَين مُلْتَجَّة : شَديدة السّواد.

وهو يُلَجْلِج بالدّواء : يَضَعُه فى فمهِ ولا يكادُ يُسيغه ، فلا يبتلعه.

وفى فؤادِه لجاجة : اذا خَفَق فؤادُه من جُوع أو دَاء أو غيرهما ممّا هو فى بابهما كالخوف والفَزع.

لحح :

اللَّحَحُ : التِصاق أجفان العَين من رَمَص أو كثرة دُموع. واللُّحوح : شِبْه خُبْز

٢٩٧

القَطائف يُصنع فى اليَمَن ، ويؤكل باللَّبن.

لحظ :

اللَّحاظ : مُؤَخَّر العَين. والمشهور فى لحاظ العين الكسر ، وهو مؤخّرها ممّا يلى الصُّدْغ. واللّحاظ : سِمَة تحتَ العين كالتَّلْحِيظ عن ابن الأعرابىّ أو مِيْسَم فى مُؤَخَّر العين الى الأذن ، وهو خطٌّ ممدود وربّما كان لحاظ واحد من جانب واحد عن ابن الأعرابىّ.

لحم :

اللَّحْم ، معروف. والجمع أَلْحُم ولُحُوم ولِحَام ولِحْمَان. وهو أكثر الأطعمة غذاء أشدّ قوّة ولذلك صار المغتذِى به من الحيوانات أشدّ قوّة وصَولة وقهرا. وأجودُه ما صَغُر حَيوانه واعتدل سِنّه وطاب رِيحه وحسن مرعاه وصَحّ جسمُه. وهو يقوِّى البدن ويُكَثِّر الدَّم ويزيد البدن نُضارة وتَسخينا ، ولذلك يُمنع عن المحرور من المرضَى ويُؤْمَر بالأخَفّ منه بحسب الحاجة لأنّ عامّة اللّحم يصير غذاء بخِلاف الحبوب والبُقول. وكلّه حارّ رطب. ويختلف بحسب اختلاف أنواع أجناسِه. ولحم الهَرِم بطىء الهضم قليل الغذاء كثير الزَّهْم. ولحم الصّغير جدّا كثير الفُضول قليل الغذاء ، الّا أنّه ينحدر سريعا عن المعدة. ولحم الأجنّة ردىء. ولحم المرضع كثير الرّطوبة. والوحشىّ أقلّ رطوبة من الأهلىّ لكثرة حركته. والرّاعى خَيْرٌ من العَلُوْف. وما له حَرَكة ورياضة خير من المربوط. والأسود ألذّ. والأحمر أجود. والأبيض أبطأ انحدارا. والمعتدل فى السّمن أفضل من غيره. والسَّمين أقلّ غذاء وأكثر فُضولا وأسرع نُزولا. ومُقَدَّم الحيوان خيرٌ من مؤخَّره. والجانب الأيمن أفضل من الأيسر لقُربه

٢٩٨

من الكَبِد واتّساعه من الغذاء. وما كان منه لاصقا بالعَظْم فهو ألذّ وأمْرَأ ممّا بَعُدَ عنه. وأفضله لحم الضّأن لقُرْبِه من الاعتدال ولمشاكلته لمزاج الانسان. ولحم العُجول يَتْلُوه فى جودة الغِذاء واعتدال الدّم المتولِّد عنه. ولحم البقر والجاموس بارد يابس بالقِياس الى لحم الضّأن. وقد ذكرنا كلَّ نوع منه مع حيوانه.

والمَلْحَمَة : الحرب. واللَّحيم : القتيل.

ولاحَمْت بين الشَّيئين : اذا لأمْتَ بينهما.

والشَّجَة المتلاحِمَة : التى تبلُغ اللَّحم.

لحى :

اللَّحْيَة : اسم لما ينبت من شَعَر على الخدَّين والذّقن ، والجمع لحى بالكسر ، ولُحًى ، بالضّمّ. قال سيبويه : والنّسبة لَحْوِيّ. واللَّحَى : منبتها وهما لَحْيَان وهما العظمان اللّذان فيهما الأسنان السُّفلى. الواحد لَحْيٌ.

لخخ :

اللَّخَخ : التصاق أجفان العين من رَمَص أو كثرة دُموع.

واللَّخْلَخَة : ضَرْب من الطِّيْب. والجمع لَخَالِخ.

صَنْعَتُه : يؤخذ من القَرنفل نصف رطل ومن العُود والسُّنبل من كلّ واحد ثلاثة أواقٍ ، يُسحق الجميع ويُعجن بدهن السّوسن ويُعمل فى جامٍ ويُبخَّر بعُود جيّد يوما وليلة ويبرَّد ويضاف الى ذلك صَنْدل نصف أوقيّة ومِسْك وعَنْبَر من كلّ واحد مثقال ، ويُخلط الجميع جيّدا ويُحفظ فى اناء من زُجاج.

٢٩٩

لخص :

اللَّخَصَة : شَحْمَة العَين من أعلى وأسفل ، ولحمة باطن المُقْلَة. والجمع : لِخَاص. واللَّخَص : غِلَظ الأجفان وكثرة لحمها خِلْقَةً.

وفى الحديث أنّه ، عليه‌السلام قَعَد لِتَلْخِيص ما التَبس على غيره (٦). أى لتبيينه وتَلْخِيصِهِ ، وهو التَّقريب والاختصار.

لخلخ :

اللَّخْلَاخ : ضَرْبٌ من الطِّيْب.

لدد :

اللَّدِيدَان : صَفْحَتَا العُنق دون الأُذنين والمُتَلَدِّد : العُنق.

واللَّدُود : ما يُصَبّ بالمسعط من الدّواء فى أحد شِقَّي الفم فيمرّ على اللَّديد ، ووجع يأخُذ فى الفم والحلق فيوضع عليه شيء من الأدوية ، ويُوضع على الجبهة شيءٌ من دمه.

وفى الحديث : (خَيْرُ ما تداويتم به اللَّدُود والحِجامة والمَشِيُّ) (٧). وفى الحديث أيضا : (أنّه لُدَّ فى مَرَضِه فلمّا أفاق قال لا يبقى فى البيت أحدٌ إلّا لُدّ) (٨). ففعل ذلك عقوبة لهم لأنّهم لَدُّوهُ بغير إذنه.

لدغ :

اللَّدْغ : اللَّسْع. ويُذْكَر فى بابه.

٣٠٠