الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

وهو يزيد فى الباه ويُسَمّن البدَن الّا أنّه ثقيل على المعدة وفيه قَبْض للطّبيعة.

قلقطر :

القُلْقُطار : الزّاج (٥٦).

قلقل :

القِلْقِل : نبت له حَبّ أسود ، حَسَن الشّمّ ، مُحَرّك للباه جدّا ، لا سيّما اذا كان مَدقوقا بسِمْسِم ثمّ يُعجن بعَسَل. ويقال له القُلْقُلان والقُلاقُل. وهما نَباتان آخران. وعِرْق هذا الشّجر المغات ، ومنه المثل : (دَقُّك بالمِنْحازِ حَبّ القِلْقِل)(٥٧) ويَغلطون به فيقولون : الفُلْفُل. والمِنْحاز : الهاوَن.

وشَجَرُه أخضر يقوم على ساق. ومَنابتُه الأُكَم دون الرّياض ، وله حَبّ كحَبّ اللّوبياء ، طيّب يؤكل ، والسّائمة حَريصة عليه.

وحبّ القُلْقُل ، والقُلْقُلان والقُلاقُل ، واحد. قال الأصمعىّ : والعامّة تقوله بالفاء ، وهو تَصحيف ، وانّما هو بالقاف ، وهو أصلب ما يكن من الحبوب. ورَوَى علىّ بن حمزة الكسائىّ :

أدُقّ فى جارِ اسْتِها بمعوَلِ

دَقّك بالمِنْحازِ حَبَ القُلْقُلِ (٥٨)

وقيل : هو حَبّ الرّمّان الجبلىّ. وهذا الحبّ حارّ رطب فى الثّانية يُحَرّك الباه كما تقدّم. وخِلْطُه ليس بِرَدِىء والاكثار منه مُتْخِم. واصلاحه قَلْيُه.

والشّربة منه من نصف أوقيّة الى أوقيّة.

وبَدله النّارجيل.

٢٢١

قلى :

القِلَى : البُغْض. فان فَتحتَ القاف مَدَدْتَ ، تقول : قَلاه يَقْلِيه قِلىً وقَلاء : أبغضه وكرهه غاية الكراهة فتركه. وقيل : قَلاه فى الهَجْر وقَلِيَه فى البغض.

قمح :

القَمْح : البُرّ. وهو حارّ فى الأولى مُعتدل فى الرُّطوبة واليُبوسة. والقَمِيحَة : اسم لما يُقْمَح ، أى : يُسْتَفّ بمقدار لُقمة القَمْح ، وجمعها قَمَائِحُ. وقَمَح الشّىءَ واقْتَمَحَه : سَفَّه. والاقْتِماح : أخْذُك الشّيء فى راحتك ثمّ تَقْتَمِحُه في فِيْك. والاسم القُمْحَة : والقُمَّحان ، والقُمُّحان : الدَّريرة أو الزّعفران أو زَبَد الخمر ، قال النّابغة :

اذا فُضَّتْ خَواتُمه عَلاها

يَبِيْس القُمّحانِ من المدامِ (٥٩)

قال بعضهم : لا أعلم أحدا ذَكَر القُمّحان غير النّابغة.

وشهرا قِماح وقُماح : الكانونان ، سُمّيا بذلك لأنّ الابل تَقامَح فيهما عن الماء فلا تَشربه لكراهية شُرب الماء لكلّ ذى كَبِد لشدّة بردهما. والْقِمْحَانَة : ما بين القَمَحْدُوَة ونُقْرَة القَفا.

واقتمَحت الدّواء وقَمَحْتُه : اذا ألقَيته فى فَمِك براحَتِك.

وشَربت حتّى أقْمَحْتُ ، أيك ارتويت جِدّا.

والقُمْحان : الوَرس ، أو الزّعفران.

والابل القِماح : التى تَرفع رأسَها عند شُرب الماء.

قال بشر بن أبى خازم :

٢٢٢

ونحنُ على جَوانبها قُعودٌ

نَغضّ الطّرف كالابل القِماحِ (٦٠)

قمحد :

القَمَحْدُوَة : الهَنَة النّاشزة القَفا التى تقع على الأرض اذا استلقَى الانسان. (وعن أبى زيد : هى ما أشْرَف على القَفا من عَظْم الرّأس ، والجمع قَماحِد ، وقالوا : قَمَاحِيد وقَمَحْدُوات)(٦١).

قمد :

قال ابن دريد : القُمْد أصْلُ بِناء القُمُدّ ، وهو الشّديد (٦٢).

وبَدَن قُمُدّ : قوىّ شديد.

والأقْمَد : الطّويل. وامرأة قَمْدَاء.

وقَمَدَتْهُ العِلّة : أهْلكته. فكأنّها سُمّيت بذلك لشدّتها.

قمر :

القُمْر : لون الى الخضرة ، أو بياض فيه كُدرة.

والقَمَر ، يكون فى اللّيلة الثّانية من الشّهر. وقيل : يُسمَّى القمر لليلتين من أوّل الشّهر هِلالا ولليلَتين من آخره ، وما بين ذلك فهو قَمَر. وهو مشتقّ من القُمر. والقُمْر : ضوء القَمَر. ووجهٌ أقْمَر : مُشَبَّه بالقَمَر. وأقْمَر الرّجل : ارتقبَ طُلوعه. وتَقَمَّر الأسد : تَطَلَّب الصّيد فى اللّيلة القَمْراء. والقَمَر : تحيّر البَصَر من الثّلج. وقَمِر الرّجل ، يَقمر قَمرا : حار بصرُه فى الثّلج فلم يُبصر. وهو القُمور. وعلاجُه بالنّظر الى اللّون الأسود.

٢٢٣

ويقال للذى تَقبَّضَت قُلْفَته حتّى بدا رأسُ ذَكَرِه : عَضَّه القَمَر. قيل وهو من يولَد فى القَمَر أو فى العقرب. وهو مَشؤوم.

والأقْمَر : الأبيض الشّديد البَياض والأُنثى قَمْراء.

وأقْمَر الثّمَر : اذا تأخَّر نضجُه حتّى يدركه البَرْد فتَذهب حلاوتُه وطعمُه. والقُمْرِىّ : ضَرْب من الحَمام حَسَن الصّوت والأنثى قُمْرِيّة. والذَّكَر ساقُ حُرّ والجمع قُمارَى. وهو حارّ يابس نافع لمبرودين ضارّ بالمحرورين. وقَمارِ : مَوضع بالهند منه العُود القُمارىّ ، واليه يُنْسَب.

قمس :

قَمَس المريضُ : انتكستْ صحّته ، وعادت اليه عِلَّتُه.

والقَامُوس : وسط البحر ولجّته وقعره ، وعن أبى عُبيد : هو أبعد موضع فى البحر غَوراً.

وقَمَسَ الولدُ فى البطن : اضطربَ.

قمم :

القِمَّة : أعلا الرّأس ، وقِمَّة كلّ شىء : أعلاه ، ووسطه أيضا.

وقَمْقَم عَصَبُه ، أىّ : تجمّع.

والقُمَامَة : كُناسة البيت.

قنب :

القِنَّب : شَجرة ، منها بُستانيّة ، وهذه لها قُضبان فارغة وبَذْر مُستدير ، وهو

٢٢٤

الشّهدانج. ولها وَرَق مُفَرِّح. والاكثار منه مُسْكِر. وهى تفعل أوّلاً بالجزء الحارّ التّفريحَ والبَشاشةَ والشَّهوة الكلبيّة واذا فارقها الجزء الحارّ فعلت الأجزاء الأرضيّة الخدَر والكسلَ والبلبلةَ والقَراقرَ والنّفخَ لما فيها من الرّطوبة اللّزجة. ومنها برّيّة وهذه مُتكاثفة العِيدان وبذرها قليل ولها ورق يُطْحَن. وهو أيضا مُفرّح. والاكثار منه قاتل باليُبْس والتّبريد. وعلاجه بالقَىء بالسّمن والماء الحارّ ثمّ تنقية المعدة باستعمال شراب الحُمّاض.

قنّبيط :

القُنَّبِيط : نَوع من الكُرْنُب ، وبذره مُفْسِد للمنىّ اذا احتملته المرأةُ بعد الجماع.

قنبل :

القنْبِيْل : شَىء يُشبه الرّمل تعلوه صُفرة مع حُمرة. والغالب عند الكثير من النّاس أنّه أحد الأمْنان السّاقطة من السّماء ، وسُقوطه بأودية اليَمن. وهو حارّ يابس فى الثّانية ، وفيه تحفيفٌ وتَنشيف للقُروح الرّطبة والبُثور التى تطلع فى رؤوس الأطفال وفى وجوههم ، وهى السّعفة ، وذلك اذا دُهِنَت بدُهْن الورد ونُثِر القَنبيل عليها. وقيل هو تُرْبَة حمراء تَشوبها صفرة. واذا شُرِب مسحوقه أسْهَل وأخْرَج الدّودَ وحَبَّ القَرْع. والشّربة منه من درهم الى مِثقال. ومَضَرّته بالأمعاء ، ويُصلحه الكُثيرا. وبدله الشِّيح الخراسانىّ.

قند :

القَنْد : عَسَل قَصَب السُّكّر اذا جَمد ، ومنه يُتَّخَذ الفانيد (٦٣) فارسىّ معرّب.

٢٢٥

وهو السّكّر الذى لم يتمّ تصفيته. وهو أكثر حِدّة من السُّكّر النّقىّ. والقِنْدِيد : الوَرْس الجيّد والخمر. وقال ابن جنّى : هو عصير عِنَب يُطبخ ويُجعل فيه أفواهٌ من الطّيْب ثمّ يُعتَّق ويطيّب بالزّعفران.

قنس :

القِنْس : أعلا الرّأس. والقَنَس : الرّأس (الراسن) ، بلغة الفُرس. والجَناح ، بلغة الأندلس. وعِرْق جناح فى كلام العامّة. وهو نبات له ساق ووَرَق وأصْل طيّب الرّائحة ، يُقلع فى الصّيف ، وهو المستعمَل. وهو حارّ يابس فى أوّل الثّانية. وفيه رُطوبة فَضْلِيّة ، ينفع من جميع الآلام والأوجاع الباردة من المالنخوليا. والمعالجة باخراجه الخِلْطَ المتعفّن من المِعَى ، ومِنْ وَجَع الظّهر ، ومن المفاصل الباردة. وفيه جَلاء بالغ ، وتليين للبطن ، وتَفريح ، وتقوية للقلب والمعدة ، وتنقية للصّدر والرّئة. وبالعسل جيّد للسّعال البارد وعُسْر النَّفَس الانتصابىّ. ويُذهب الحزنَ والغيظَ لتفريحه ، ويُبْعِد الآفات عن الآلات الهاضمة لتقوية المعدة. والشّربة منه من درهم الى درهمين. وبدله الوَجّ.

وقانِسَة الطّير : قابِضَتُه.

والقِنَّسْرُ ، والقِنَّسْرِىّ : الكبير السّنّ ، حكاه الخليل (٦٤) رحمه‌الله ، وأنشد :

أطَرَباً وأنتَ قِنَّسْرِىّ (٦٥)

قنص :

القانِصة للطّائر : معروفة. وهى غَليظة بطيئة الانهضام. واذا انهضمتْ غَذّتْ غذاءً كثيرا. وأفضلها قَوانِص الدّجاج المسمَّنة ثمّ قَوانِص الأوزّ.

٢٢٦

قنغر :

القَنْغَر : شجر كالكِبْر الّا أنّه أغلظ شَوكا وعُودا ، وثمره كثمرته ، والابل تحرص عليه.

قنفذ :

القُنْفُذ : حيوان معروف ، والانثى قُنْفُذَة. ويقال للرّجل النّمّام قُنْفُذُ لَيلٍ ، لأنه لا ينام كالقُنْفُذ ويقال للموضع الذى تحت الرّأس القُنْفُذَة.

قنن :

القِنَّة : صِمْغ معروف ، وهو نوعان خَفيف أبيض ووَزِيْن يميل الى صُفرة. وأجْوَد الوزينِ الشَّبيهُ بالكُنْدُر الذى يُدَبّق والنَّقىّ من الخشب. حارّ يابس فى آخر الثّانية مُدِرّ للبول والطّمث مُحَلِّل للأورام الباردة مع بعض الأدهان المسخِّنة ضمادا. مُزيل للرّياح مع ماء العَسَل شربا. نافع من الاعياء والكُزاز والسَّدَر (٦٦) والصُّداع البارد مع بعض الأدهان المسخِّنة طلاء. ومن وَجَع الأذن الباردة قُطورا. ومن الصَّرَع واختناق الرَّحم شَمّاً. ومن وَجَع السّنّ المتأكِّلة اذا وُضِع شىء من فيها. وهو تِرياق من السِّهام المسمومة ومن جميع السُّموم ، ومن السُّعال البارد والرّبو. ويُفتّت الحصَى اذا شُرِب مع ماء العسل. ويُخرج الأجنّة الميّتة مع ما ذُكِر.

ودُخانه يطرد الهَوامّ ، ويُخرج المَشِيْمَة.

والشّربة منه نصف درهم الى درهم. ومَضَرَّتُه بالرّأس. ويُصلحه البارد الرّطب. وبدله السّكْبِيْنَج أو الأشَقّ.

٢٢٧

قنو :

القَناة : الرّمح والقَنوات جمعه ، والقَناة من الرماح ما كان أجوف كالقَصَبة.

والقِنْوُ : العِذْق بما عليه.

والمُقاناة فى العِلاج : تدبير الأدوية فلا يُعارِض بعضُها بعضا حين يتناولها المريض واحدا بعد الآخر.

وقانَيْتُ الدّواء : خَلطته.

وهذا الدّواء لا يُقانى فلانا : اذا لم يُوافقه.

قهب :

الأقْهَب : الأبيض الكَدِر ، أو بَياضٌ بحُمرة أو حُمرة الى غُبْرة أو غُبْرَة الى سَواد ، ولونه القُهْبَة. والأقْهَبان الفيل والجاموس للَونهما. والقَهْبَى : ذَكَر الحَجَل. والقُهَيْب : طائر فيه بياض وخضرة يكون بتِهامة وهو نوع من الحجل.

قهقر :

القَهْقَر : الغُراب الشّديد السّواد.

قهو :

القَهوة : الخمر ، سُمِّيَت بذلك لأنّها تُقْهِى شاربَها عن الطّعام ، أى : تذهب بشَهوته. (وتُطلق الآن على ما يُشرب من الحَبّ المعروف بالبُنّ ، ومِنْ قِشْرِه وتقدّم الكلام على ذلك مفصَّلاً)(٦٧).

والعَيش القاهى : الرّفيه.

٢٢٨

قوب :

القُوْب : الفَرْخ ، سُمّى بذلك لانقياب البَيضة عنه. والقُوْبِىّ : المولَع بأكل القُواب وهى الفراخ. والقَابِيَة والقَابَةُ : البَيضة. وفى المثل (تَخَلَّصَتْ قَائِبَة أو قابَة من قُوْب)(٦٨) أى : بَيضة من فرخ ، يُضرب مثلا لمن انفصل من صاحبه. والمُتَقَوِّب : المتقشّر ، والقُوْبَة والقُوَبَة : خُشونة تحدث فى ظاهر الجلد مع تغيّر لونه ، وحكاك كثير. قال ابن الأعرابىّ : والواحدة قُوباء.

وقال ابن السِّكّيت : ليس فى الكلام فعْل مضموم الأوّل ساكن العَين ممدود الآخر الّا الخُشّاء وهو العَظْم الناتِىء وراء الأذن ، والقُوْبَاء ، والأصل فيهما خُشَشاء وقُوبَاء. قال فى الصّحاح : وأصل الخشّاء : الخششاء على فُعَلاء ، فادغم ، وأصل القُوبَاء : القُوَباء ، بالتّحريك فسُكِّنَت الواو استثقالا للحَركة عليها.

وسببها دم حادٌّ يخالطه امّا مِرَّة سوداء أو بلغم مالح وهى السَّلْعَة اليابِسة. ومنها الواقعة ومنها السّاعية ومنها الحَدِبَة ومنها المزمِنة. وعلاجها الفَصْد والاستفراغ بمثل مطبوخ الأفتيمون. والأطلية بمثل دُهْن الحنطة للحَديثة وبمثل الخلّ والنّشادِر للمُزْمِنَة.

قوت :

القُوْت : ما يمسك الرَّمَق من الرِّزق.

واقْتَتْ للنّار ، أى : ضَعْ لها وَقُودا ، قال الشّاعر :

فقلتُ له ارفعها اليك وأحْيِها

بِروحِكَ واقْتَتِهْ لها قِيْتَةً قَدْرا (٦٩)

٢٢٩

قود :

القَوْداء : الطّويلة الرّأس من الثّنايا.

والأقْوَد : الذى يُقْبِل بوجهه على مُحَدِّثة لا يكاد ينصرف عنه.

والقَوَد : الخيل.

والقَوَد : طُول العنق خِلْقَةً ، والأنثى قَوداء ، والذَّكَر أقود.

قور :

تَقوَّر جِلْدُه : اذا تيبّس وقَحل من داء يحلقه. واقْوَارَّ ، مثله.

قال ابن دريد : القَورَاء : الواسعة (٧٠).

قوق :

القُوْق : طائر مائىّ طويل العنق ، وهو القَاق المتقدِّم.

قوقس :

المُقَوْقَس : طائر مُطَوَّق طَوقا سوادٍ وبياض كالحَمام. ولَقب للأقباط.

قول / قيل :

المِقْوَل : اللّسان.

والقائلة : نِصْف النّهار ، قال الخليل : والقَيلولة : نَوْمَة نِصْف النّهار (٧١). ومنه قالَ قَيْلاً وقائِلةً وقَيلولة ومَقالا ومَقِيلا. وتَقَيَّل : نام فيه ، فهو قائل ، والجمع قِيلٌ

٢٣٠

وقِيال. والقَيلولة عند العرب ، والمَقِيْل : الاستراحة نِصْفَ النّهار اذا اشتدّ الحَرّ وانْ لم يكن مع ذلك نَومٌ. والدّليل على ذلك قولُه تعالَى : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (٧٢) وقوله ، عليه‌السلام : (ما مُهاجر كمَنْ قالَ) (٧٣) أو (ما مُهَجِّر). أى : ليس من هاجَر عن وطنه كمَنْ أقام به عند القَائِلَة.

يُقال : قال فلان يَقيل قَيْلاً وقائلةً وقَيْلُوْلَةً ومَقيلا : استراحَ نِصْفَ النّهار ، نامَ أم لمْ يَنَمْ. والقَيُول : اللّبن الذى يُشرب فى القائلة ، وهو اسم كالصَّبُوْح والغَبُوْق. والقِيْل : الأُدْرَة. وتقدّم الكلام عليها فى (ف. ت. ق).

قولنج :

القُوْلَنْج ، والقَوْلَنْج : مَرَض معَوىّ مؤلم يَعْسُر معه خُروج الثُّفْل والرِّيح وهو فى الحقيقة اسم لما كان السّبب فيه فى الأمعاء الغِلاظ لبَرْدِها وكثافتها لكثرة شَحْمِها. فانْ كان فى الأمعاء الرِّقاق فالاسم المخصوص به" ايلاوُس".

وأسبابه كثيرة ، وأكثرها بَلْغَم أو رِيْح. وممّا يُهَىّء الأمعاءَ للقُوْلَنْج وخُصوصا القَرْع ، والفَواكه الرّطبة وخُصوصا العِنَب وشرب الماء عليها والحركة عليها. والجماع ، وحبس الرّيح ، ووصول بَرْد شديد الى الأمعاء ، فيُبَرِّدُها ويُكَثِّفُها.

وممّا يُهَىّء الأمعاء لاحتباس الثُّفْل فيها أكْل البيض المشوىّ والكُمَّثْرَى والسَّفَرْجَل القابِض والسَّوِيْق والفَتيت والجاوَرْس والأرُزّ ونحوها. والمُجامَعة الكثيرة وخُصوصا على طعام غليظ. ومُدافَعةُ التَّبَرُّز قد تُوقِع فيه.

وكلّ قولنج من خِلْط غليظ أو من أثْفال فانّ الأعور يمتلئ من مادّته أوّلاً ثمّ يتأدَّى الى غيره. وما لم تُستفرغ المادّة التى فى الأعور لا يَقَع تمامُ البُرْء.

٢٣١

وأسْلَمُه ما لا يَكون الاحتباس فيه شَديدا ويكون الوَجَع مُنَتَقِّلاً ، وأرْدَأُه ما يكون الوجع فيه شَديدا والقَىء مُتَدارِكاً والعَرَق باردا والأطراف بارِدة. واذا أدَّى الى الفُواق المتدارك والى الاختلاط والكُزاز واحْتَبَس كلُّ ما يخرجُ قَتَل. وسببه :

امّا بَلغم وعلامتُه تقدُّم سُقوط الشّهوة والتُّخَم وشدّة الاحتباس وخُروج البَلْغَم فى الثّفل قبل حدوثه. وعِلاجه أوّلاً بتحمُّل الشّيافات المُسْهِلة ثمّ بالحُقَن الحادّة ثمّ بعد اسهالها يُسْقَى المسهِلات السّريعة الاجابة.

وامّا ريح ، وسببه رياح غليظة مُحْتَقِنَة وعلامته القَراقر وانتقال الوجع وشدّته وخروج الجَشأ. وعلاجه بالشِّيافات وبالحُقَن المشمَّلة والتّكميد بالجاوَرْس والملح المسخَّنين وتدليك البَطن بالأدْهان الحارّة الكاسرة للرّيح كدهن السّدّاب والياسمين.

قال البيرونىّ : ومن علاجاته المجرّبة : ذَرْق الحَمام والمِلح يُدافان فى الماء شُربا واحتقانا.

قوو :

القُوّة : ضِدّ الضّعف ، والجمع قُوَى بالضّمّ وقد يُقال بالكسر. وتكون فى البَدَن والعَقْل. والقُوَى : العَقْل. وقَوّى الله ضَعْفَك ، أى : أبدلك مكان الضّعف قوّة. والقُوّة : القُدْرَة ، وهى كون الحيوان بحيث يَصدر عنه الفِعْل اذا شاء ولا يصدر عنه اذا لم يَشأ وضدّه يسمَّى العَجْز.

واعلم أنّ شيخنا العلّامة وصَفَ القوّة والأفعال فقال : انّ القُوَى والأفعال يُعْرَف بعضُها من بعض اذا كان لكلّ قوّة مبدأُ فِعْلٍ ما ، وكلّ فعل انّما يصدر

٢٣٢

عن قوّة. وذلك أنّ القوّة سببٌ فاعلٌ للفِعْل ، والفِعْلُ مُسبِّب لها ، وكلّ واحد منهما يصلح أنْ يكون مُعَرِّفاً للآخر ، لكنّ تعريف الفعل بالقوّة تعريف حَدّى والعِلْم المأخوذ منه كَمّىّ ، وتعريف القوّة بالفعل تعريف رَسْمىّ والعلم المأخوذ منه آنِىّ. فالجهة مُختلفة. وبهذا يندفع ما ظُنّ أنّهما من التّسلسل الباطل لأنّه جعل كلَّ واحدٍ منهما مَوقوفا على الآخر لكنّهما مختلفان.

والحقّ أنّ القوّة عِلّة فاعِليّة لأفعال بَدَنِ الانسان ، والأفعال عِلّة غائيّة له وكلتاهما خارجٌ عن ماهيّته. وكذا المِزاج خارجٌ عن ماهيّته بخلاف الخمسة الباقية من الأمور الطّبيعية فانّها مُقَوِّماتٌ لماهيّته. وبهذا الاعتبار تكون أجناسا وفُصولاً ، وبحسب الوجود الخارجىّ تكون مادّة وصُورة.

فالقوّة مبدأ جسمانىّ للفعل. والطّبيب اذا عالج بدنه فانّه ب" نفسِه" يعالج بدَنَه. والنَّفس أو قُواها مبدأ لتغيّر البدن ، وهما مُتغايران فى الحقيقة ، وانْ كان الطّبيب المعالِج لنفسه ، يشتمل على النّفس والبدن وأجناسِ الأفعال الصّادرة عنهما.

وأجناس القُوى ثلاثة : جِنْس القُوَى النّفسانية ، وجنس القُوَى الطّبيعيّة ، وجنس القوى الحيوانيّة. وكثيرٌ من الفلاسفة وعامّة الأطبّاء ، وخُصوصا جالينوس ، يَرى أنّ لكلّ واحد من القُوَى عُضوا رئيسا هو معدنها وعنه تَصدر أفعالها ، حيث أنّ القوّة النّفسانيّة مَسْكَنُها ومَصْدَرُ أفعالِها الدّماغُ ، وأنّ القوّة الطّبيعيّة لها نوعان ، نَوع غايتُه حفظ الشّخص وتدبيرُه وهو المتصرِّف فى أمر الغذاء ليغذو البدن الى نهاية بقائه وينمّيه الى نهاية نُشوئه ، ومَسْكَنُ هذا النَّوعِ ومَصدرُ فعلِه الكبدُ. ونَوع غايته حفظ النّوع وهو المتصرِّف فى أمر التّناسل ليفصل من أمشاج جَوهر البَدَن جَوْهَرَ المنىّ ثمّ يُصَوِّرُه باذْن خالقه ، ومَسْكَن

٢٣٣

هذا النَّوع ومصدرُ أفعالهِ هو الأُنثَيان. والقوّة الحيوانيّة هى التى تُدَبِّر أمر الرُّوح الذى هو مُرَكَّب الحِسّ والحركة وتُهَيِّئُه لقبولهِ ايّاها اذا حصل فى الدِّماغ. وتجعله بحيث يُعطى ما تَنشأ فيه الحياة ، ومَسكن هذه القوّة ومصدرُ فعلِها القَلْبُ.

وأمّا أرسطوطاليس فيرَى أنّ موضع جميع هذه القُوَى القلب الّا أنّ لظهور أفعالها الأوّليّة هذه المبادِئ المذكورة.

قيأ :

القَيء : ما يخرج من المعدة عن طريق الفَم. يقال : قاءَ فلان ، يَقِيءُ قيأً.

واسْتَقَاءَ وتَقَيَّأ. تَكَلّف القَيءَ. فى الحديث : (لو يعلم الشّارب قائما ما ذا عليه لاستقاءَ ما شَرِبَ) (٧٤).

وفى الحديث أيضا : (مَنْ ذَرَعَهُ القَيْءُ) (٧٥). أى : غَلَبَهُ. وقوله : تقيّأ ، أى : تكلّف وتعمَّد.

ويُروَى : (الصّائم اذا ذَرَعَهُ القَيْءُ فليتمّ صَوْمَه واذا تَهَوَّع فعليه القَضاء) (٧٦). قوله : تهوَّع ، أى : تَفَعَّل القَيءَ وخَرَج منه شىء فعليه القَضاء ، وانْ تَفَعَّلَ ولم يخرج منه شىء فلا قَضاء.

والقَيْءُ والهَوْع : حركةٌ من المعدة على نَحْوٍ يندفع منها شىء ممّا فيها من طريق الفَم. والتَّهَوّع منهما : أن يقترِن المندفِع بالحركة الكائنة من الدّافع. والغَثَيان هو حالةٌ للمعدة كأنّها تتقاضَى بهذا التّحريك كثيرا أو قليلا من المادّة بحسب ما ترفضه طبيعتُها ، وما خالف شهوتَها.

وتَقَلُّب النَّفْس يقال للغَثيان اللّازم. وقد يقال لذَهاب الشَّهوة.

٢٣٤

والقَيْءُ منه حادُّ مُقْلِق ، ومنه ساكنٌ. واذا حَدَثَ تَهَوُّع فقد حَدَث شىء يُحْوِج فمَ المعدةِ الى قَذْف شىء من أقرب الطّرق. وسببُه كيفيّة مُؤْذِيَة لها : ـ امّا عن مادّة مُتَشَرِّبَة بها أو مَصْبُوْبَة اليها تُفْسِد الطّعام ، وهى امّا صفراويّة وامّا رُطوبة رَديئة مُتعفِّنة كما يَعرض للحوامل ، وامّا غير رَديئة لكنّها مُرْهِلَة لفم المعدة.

ـ وامّا رطوبة غليظة مُتَشَنِّجَة أو كثيرة مُثْقِلَة.

ومن الغَثيان ما كان علامة رديئة فى مِثْل الحُمَيَّات الوَبائيّة. واذا كثُر بالنّاقهين أنْذَر بنُكْسٍ ، ولكنّه فى غيرهم نافعٌ للحميّات ايجادُه ، ولأورام الكبد التى فى الجانب المقعَّر. واذا كان بالمعدة أو الأحشاء الباطنة أورامٌ فهى مُحْدِثَةٌ للقَيْء. وفى استعمال القَيء باعتدالٍ مَنْفَعَة عظيمة لكنّ ادمانه ممّا يُوْهِن قوّة المعدة كثيرا. وغالبا ما يكون المحموم قد عَرَض له تشنُّج أو صَرَع فيقذف قَيئا أسود اللّون فيتخلّص. وكثيرا ما يُخَلِّص القَيْءُ من الفُواق المبرِّح. ومَن استعمله باعتدالٍ صانَ به كُلاه ، وشفَى انفجار العُروق من الأوردة والشَّرايين. ويُستحبّ أنْ يُستعمل فى الشّهر مرَّتين فى يومين مُتواليين ليَتدارك الثّانى ما قَصر عنه الأوّل. وأفضل أوقاته بعد الحمّام وبعد أنْ يُؤكل قبله.

والمعدة الضّعيفة كلّما اغتذتْ عَرَض لها غَثيان ولا تقدر على امساك ما نالته بل تدفعه. وأنتَ تعلم انّ من المُضْعِفَات الوجعُ الشّديد والغَمّ والصّوم والجوع الشّديد ، فهو أيضا من أسباب القَيْء لادخال ضعفٍ على المعدة. ومَنْ تواترت عليه التُّخَم فانّه يَؤول أمرُه أنْ يقذف كلّ ما أكلَه.

وأردأ القَيْء ما يكون معه دَم الّا ما كان فَضْلاً مُندفعا عن الطّحال ونحوه. وحَركة الدشم اذا خَرَجت عن الواجب أنْذَرَت بالهَلاك ويَليه قَيْءٌ أسود ،

٢٣٥

والقَيْء المختلِف الألوان. ومن النّاس من لا يزال يَشْتهى الطّعام وكلّما يَتَمَلَّى منه يَقذفه ويُعاوِد ، ولا يزال ذلك دَيدنه وهو يعيش عيشة الأصِحّاء كأنّ ذلك له طبيعة.

وأسْلَم القَيْء المختلِط المتوسِّط فى الغِلَظ والرِّقَّة. ومن أخلاطٍ كالبلغم والصّفراء.

فأمّا القَيْء المتدارِك فى المرض وانحلال القُوَى فدليل شَرّ. والأخْضَر الكَمِد ونحوه يدلّ على جُمود الحرارة وموت القُوّة.

وعلامة القَيْء الغثَيان والتَّهَوُّع.

وأمّا فى القيْء الدّموىّ ، فهو امّا من المعدة أو المريء عن انفجار عِرْق أو وَرَم غير ناضج. أو رُعاف سالَ من المعدة ، أو أنْ يَنْصَبّ اليها دَمٌ من الكبد ونحوه ، أو عَرضتْ أورامٌ فى المعدة.

ولذا يدخل التَّقْيِىء فى بعض العلاجات ، قَيءُ شىء يَسيرٍ من الدّم يسبّب راحةً ومنفعة. وذلك اذا انصبَّ فَضْلُ الطّحال أو الكبد الى المعدة. والذى عن الطّحال أسْوَد عَكِر ، ولا يكون مع هذين وَجَع. وقد يقذف الانسان قطعة لحم ، وسببه لحم زائد ، وتدفعه الطّبيعة. وكلُ قيْءٍ مع حُمَّى فهو رَدىء. وأمّا اذا لم يكن مع حُمَّى فربّما لم يكن رَديئا.

العِلاج :

أمّا علاج القَيْء فما كان منه عن فَساد الغذاء فباصلاحه وتجويده وتَقوية المعدة ، وما كان منه عن مادّة رديئة أو أكثر فباستفراغها بالقَيْء بمثل الماء الحارّ وحده أو مع سُكُنْجُبِيْن أو بماء الفِجْل والعَسَل ، وجَذْبُ المادّة الهائجة الى الأطراف نافعٌ جدّا فى حَبْس القَيْء بأنْ تُشَدّ الأطراف ، وهو نافع فى تَسكين

٢٣٦

القَيْء بما يَجذبُ الفضول. وتبريدها نافع فى تَسكين القَيء السّريع الحادش بما يُبَرِّد. وكذلك تَبريد المعدة ، وممّا يجذبه أنْ يؤخذ من المسك والعُود الخام والقَرنفل أجزاء سَواء ، وتُسْقَى بماء التّفّاح ، واجْتَهِدْ ما أمكنك فى تَنويمهم فانّه هو الأصل. وممّا يمنعه ماء اللّحم الكثير الأبزار بالكُزْبُرَة اليابسة وقد صُبّ فيه شَرابٌ ريحانىّ وفُتِّتَ فيه خُبز.

واذا كانت الطّبيعة يابسة فلا تحبسه بما يجفِّف من القَوابض الّا بقدر معتدل ، وأطْلِق الطّبيعة ثم اقْدِمْ على الرُّبوب. والغَثيان اذا آذَى ولم يصحبه قَىء فأعِنْهُ بأكل الطّعام ثُمّ بالقَيء ، لأنّ الامتلاء يُسْهِل القَيء ويُخرج معه الخِلْط الفاعل له ، ثمّ قَوِّ المعدة بدُهن النّارْدِيْن (٧٧) وبِرْبّ الحصرم والرِّيباس.

والمستعدّ للقيء بعد الطّعام تُضَمَّد معدته بالأضْمِدَة القابضة ويُسْقَى رُبّ الرّمّان الذى نقع فيه النَّعنع انْ كان به حَرارة وعطش ، وانْ كان به بَرْد فيُعطَى من هذه الأجزاء : قَرنفل وأشَنَة ودارْصِيْنِىّ ومَصْطَكِى ، من كلّ واحد أربعة دراهم مع أفيون وجَنْدْبِيْدِسْتَر ، من كلّ واحد قيراط. واذا لم يكن استمساك من الطّبيعة فعليك بالرُّبوب المتَّخذة من الحصرم والرّيباس وحُمّاض الأترجّ. وللكافور خاصيّةٌ فى منع القَيء والغثَيان الحارَّين سقيا فى الرّبوب وشمّاً وطلاء على المعدة.

دواء نافع من الغثيان :

كُزْبُرَة وسَدَاب يابِسَين مُتساويَين يُشرب منهما أو بِخَمْر ممزوج انْ أحسّ بحُموضة ، أو بماء بارد انْ أحسّ بلَذْع. واذا خِفْتَ من تَواتر القَىء وكثرته كيف كان فى غير الحميّات الشّديدة الحرارة وسُقوطِ القوّة ، جَرَّعْتَ العليلَ ماءَ اللّحم المتَّخَذ من الفراريج وأطْراف الجدْى والحِملان مع الخبز المسحوق

٢٣٧

وماء التّفّاح وقليل من شَراب.

وممّا ينفع الغثَيان والقَىء أغذية من القِباج والفراريج مُحمَّضة بماء الحصرم وحُمّاض الأترجّ والسُّمّاق وماء التّفّاح الحامض ، مَقْلُوّة. وما ينفع منهما مَضْغ المصطكِى والكنْدُر والعُود والنَّعْنَع والسّدّاب اليابس يُسْقَى منه. والقَرنفل اذا سُحِق كالكحل وذُرّ على حُسْوَة مُتَّخَذَة من القمح فانّه يُسَكّن فى وقته. وكذلك اذا شُرِبَ بماءٍ باردٍ أو طُبخ فى ماء وسُقِى سُلاقته ، وخُصوصا للصّبيان ، والأجْوَد أنْ يُذَرّ عليه مصطكى.

وأمّا علاج قَيء الدَّم فانْ كان عن امتلاء فانْقِصْهُ فربّما احتيج بعد استفراغ رطلين من الدّم الى فَصْدٍ ضَيّق ، واذا لَحَّ فارْبِط الأطرافَ ربطا شديدا وخصوصا فيما كان عن شُرب دواء.

ومن الأدوية المجرَّبة فى منع قَىء الدّم الشّديد : الأقاقيا وبَذْر الورد والطّين المختوم والجلّنار والأفيون وبذر البطّيخ والصّمغ العربىّ ، يُعجن بعُصارة لسان الحمَل. والشّربة من نصف مثقال الى درهم.

والمرجِع فى أوزان هذه الأجزاء الى رأى الطّبيب بحسب ما يراه.

ومن العلاج السّهل أنْ يؤخذ من العَفص والجلّنار من كلّ واحد جُزءا ويُسْقَى منهما وزن مِثقالين مع قيراط أفيون بماء لسان الحمَل.

قيح :

القَيْح : المِدَّة الخالصة التى لا يُخالطها دَمٌ. وهو استحالة المادّة قَيْحاً. وسبب القَيح فِعْل الحرارة الغريزيّة والطّارئه فى المادّة المجتمِعة فى العضو الوارِم بحيث لا يُحَلّلان المادّة مع كون المادّة قابلة له. وانّما قلنا ذلك لئلّا يَرِدَ النَّقْضُ بأورام

٢٣٨

النِّقْرِس ، وبالأورام التى لا تتحلَّل ، وبأمثال السَّرَطان.

فانْ كانت الطّارئة أقوَى من الغريزيّة كان لونُ القَيْح كَمِداً ، وجِرْمُه مُخْتَلِفَ القَوام قليلَ المقدار ، وان كانت بالعكس خفّ اللّون وكثُر المقدار.

قيد :

القَيْد : معروف. وقُيود الأسنان : عُمورها ، وهى الشُّرَف الماثلة بين الأسنان شُبِّهَت بالقُيود.

قير :

القَار : الزِّفْت. وشَجَر مُرٌّ. قال بشر بن أبى خازم :

يَسومون الصّلاح بذاتِ كَهْفٍ

وما فيها لهم سَلَعٌ وقَارُ (٧٨)

والقارِيَة : طائر يأكل العِنَب والزّيتون. وعن الكسائىّ : هى طيور خُضر. وعن ابن الأعرابىّ : هى طائر مَشؤوم عند العرب ، قال : وهو الشِّقِرّاق.

قيض :

القَيْض : قِشْر البَيضة الأعلى اليابس. وانقاضَت البَيضة : انشقَّت.

وانقياض الجُرح ، معروف ، وهو انفتاحه مرّة أُخرَى ، قُبَيْل بُرئه. ويقال : قَيَظ.

قيظ :

القَيْظ : صَميم الصّيف. والجمع أقْياظٌ وقُيُوظ.

٢٣٩

حواشي حرف القاف

___________________

(١) ينظر النّهاية ٢ / ١٥٤.

(٢) ديوان جرير ١٤٨.

(٣) العين (قبل).

(٤) الفصفصة : التّمرة. ينظر المجمل ٤ / ٥٦.

(٥) المجمل ٤ / ١٤٣. المقاييس ٥ / ٥٦. اللّسان (قتل).

(٦) النّهاية ٤ / ٢٢.

(٧) الأحزاب ٥٢.

(٨) البيت فى المجمل ٤ / ١٥١. واللّسان (قذف).

(٩) ذكرت هذه المادة مع السّرسام فى حرف الشّين أيضا.

(١٠) النّهاية ٤ / ٣٦.

(١١) م. ن ٤ / ٣٥.

(١٢) الحرف هو الثّفاء ، ويسمى الرشاد أيضا. نبت معروف. ل ع م ٤ / ١ / ١٥٢.

(١٣) الأنعام ٩٨.

(١٤) ديوانه ٧٦. المقاييس ٥ / ٧٠.

(١٥) للشمرخ الحميرى. وهو فى المجمل ٤ / ١٥٣. المقاييس ٥ / ٧١. وتنظر الجمهرة ٢ / ٣٤٧.

(١٦) فى الأصل : بأصابعك. التّوجيه من م وحاشية الأصل.

(١٧) فى الأصلين : القرصعة ، والتّوجيه من حاشية ل.

٢٤٠