الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

تَنصيف. واذا كان الفالَج بمعنى الاسترخاء مطلقا فقد يكون منه ما يَعُمّ الشّقّين جميعا سوى أعضاء الرّأس التى لو عَمَّها كان سَكْتَة كما يكون منه ما يختصّ باصبع واحدة. ومعلوم أنّ بُطلان الحِسّ والحركة بسبب أنّ الرُّوح والاحساس المتحرِّك امّا محتبس عن النُّفوذ الى الأعضاء ، وامّا نافذ لكنّ الأعضاء لا تتأثّر به لفساد المزاج. والمزاج الفاسد امّا حارّ وامّا بارد وامّا رطب وامّا يابس. ويُشبه أنْ يكون الحارّ لا يمنع تأثير الحِسّ فيه ما لم يبلغ الغايةَ كما يُرَى فى أصحاب الذُّبول والدِّقّ فانّهم مع حرارتهم لا تبطل حَركتهم وحِسَّهم. واليابس أيضا قريب الحُكْم منه. والمزاج الذى يمنع عن الحِسّ والحركة فى الأكثر هو البَرْد والرّطوبة. فالفالج فى الأكثر احتباس الرُّوح. وهو امّا عن انسداد وامّا عن تفرُّق اتّصال عَرَضِىّ. والانسداد امّا لانقباض المسامّ وامّا لامتناعٍ متأتٍّ من خِلْط سادٍّ وامّا لأمر جامع لهما وهو الوَرَم. وذلك الخِلْط يَسُدّ امّا لكثرته كالدَّم والبلغم والسَّوداء وامّا لِغِلَظِه كالبلغم والسّوداء وامّا لِلزُوْجَتِه كالبلغم وهو الأكثر. ولمّا كان النُّخاع كالدِّماغ فى انقسامه الى قسمين ، وانْ كان الحِسّ لا يميّز ذلك ، كانت الآفة التى ينشأ عنها الفالَج اذا حَصلتْ فى أحد شِقَّى بطون الدّماغ كانت السَّكْتَة ، وان كانت عند مَنبت النُّخاع فُلِج البدن كلّه باستثناء أعضاء الوَجْه. وانْ كانت فى شِقّ من مَنبت النّخاع عَمَّت الشّقّ كلّه دون الوجه. وانْ لم يقع فى النُّخاع بل فى العَصَب حَدَث استرخاء يخصّ ذلك العَصَب. وقد يكون الشّقّ السّليم مشتعِلا كأنّه نار وكان الآخر باردا كأنّه فى ثلج.

وعِلاجُه :

يجب أنْ يكون قَصْدُك فى أمراض العَصَب الخمسة أعْنِى الخَدَر والتَّشَنُّجَ

١٦١

والرَّعْشَة والفالَج والاختلاج قَصْد مآخِر الدِّماغ ، ولا تَعْجَل باستعمال الأدوية القويّة فى أوَّل الأمر بل أخِّر ذلك الى الرّابع أو السّابع ، فانْ كانت العِلّة قويّة فالى الرّابع عشر. وفى هذا الوقت يُقْتَصَر على أشياء الطّبيعة ممّا يُلَيّن ويُنضِّج ويُسَهِّل. والحُقْن لا بأس بها فى هذا الوقت. ثمّ اسْتَفْرِغْ بالمستفرِغات القويّة. وأمّا تدبير غِذائهم فانّه يجب أنْ يَقتصر المفلُوج ـ فى أوّل ما يظهر عليه الدّاء ـ على ماء العَسل وما يُشبهه فى فاعليّته يومين أو ثلاثة ، فان احتملت القوّة فالى الرّابع عشر ، وان لم تحتمل غَذَوْتَه بلحوم الطّير الخفيفة. واجتهد فى تجويعه ثمّ اطعامه الأغذية اليابسة ثمّ تُعَطِّشُه تعطيشا طويلا وينفعه التّنفّل بلُبّ حَبّ الصّنوبر لِخاصّيّة تأثيره فيه. والماءُ خيرٌ له من الشَّراب لأنّه يُنَفِّذ الموادّ فى الأعصاب. والكثير منه ربّما حَمُضَ فى أبدانهم فصار خَلًّا والخَلّ من أكثر الأشياء ضَرراً بالعَصَب.

فلح :

الفَلَح : شَقٌّ فى الشَّفة السُّفْلَى. ورَجُل مُتَفَلِّحُ الشَّفةِ واليَدين والرِّجْلَين : أصابه فيها تشقُّق.

فلذ :

الفِلْذ : كَبِد البَعير. والجمع أفْلاذ. والفِلْذَة : القِطْعَة من الكَبِد.

والفُولاذ من الحديد : خالِصُه المُنَقَّى.

والفالُوذ : نَوع من الحلوَى يُتَّخذ امّا من السُّكَّر وامّا من العسل وامّا من النّشا فارسىّ معرّب. قال يعقوب ، لا يقال الفَالُوذَج.

١٦٢

وهو صالح للصّدر والرّئة كثير الغذاء ، ثقيل على المعدة. والمتَّخَذ بالسُّكَّر ودُهن اللّوز معتدل صالح لمن قد نَهك بدنُه. وادمانه يورث السُّدد فى الكبد. ويُصلحه السُّكُنْجُبِين والعسل ، موافق للمشايخ والمبرودين من غير اصلاح.

فلسف :

الفَيلسوف : يونانيّة ، أى : مُحِبُّ الحِكْمَةِ. أصله" فيلو" أى : المُحِبّ و" سوفا" أى الحكمة. والاسم الفَلْسَفَة مركَّبة. وفى بعض الأقوال : الفلسفة اثْبات واجب الوجود فى العِلْم والعَمَل بقدر الطّاقة البشريّة لتحصيل السّعادة الأبديّة.

فلفل :

الفُلْفُل والفِلْفِل : حَبّ هندىّ معروف. وشَجرة الفُلْفُل لها ثَمَر يكون فى ابتداء ظهوره طويلا شبيها باللُّوبياء ، وهو الدّار فُلْفُل ، فى جَوفه حَبٌّ صغار ، منه ما يبتدِئ نُضْجاً ، وهو الفُلْفُل الأسود ، وما يُجْتَنَى غَصّاً وهو الفُلْفُل الأبيض. والأسود أشدُّ حَرافةً من الأبيض ، والأبيض أضعف لأنّه لم يُدْرِك ، وأفضلُه الأسْوَد الوَزِين الممتلقئ الحديث. أمّا أصول الفلفل فكالقُسَط ، وأمّا ثمرته فهى أوّل ما تَطلع دار فلفل ، ولذلك هو أرطب من الفلفل المستحكِم فاذا طالت به المدّة تأكَّل وتفتَّت. وأمّا ثمرته الفَجَّة فهي الفلفل الأبيض ، وهى أحَذّ وأشَدّ حَرافة من الأسود ، لأنّه من قَبْلٍ نضجه صار كأنه احترق ويبس. وهو حارّ يابس الى الرّابعة موافق للأصحّاء.

والأبيض أصلح للمعدة وأشدّ تقوية لها. ويُوضع فى الكُحْل فيجلو البَصَر. وفى التّرياق ، وكلاهما يقطع البلغم مَضْغاً بزبيب الجَبل. وينفع من الخُنَاق

١٦٣

تحنيكاً مع العَسَل ، وينقِّى الرّئة ، ويُسَخِّن العَصَبَ والعَضلات تسخينا عجيبا ، ويُزيل المغص والنَّفخ لعْقاً. وكثيره وقليلُه مُطْلِقٌ ويُحْدِر الجنين ، وبعد الجماع يُفسد الزَّرْع بقوّة.

وقد يُظَنّ أنّه اذا احتملته المرأة بعد الجماع مَنَع الحَبَل.

وأمّا الدّار فلفل ، فهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية ، مُزيل للأمراض الباردة ، يهضم ويمرِئ ، ويُقوِّى المعدة ، ويَزيد فى الباه ، ويُشبه أثر الزّنجبيل لأنّه حارّ رطب مِثله ، هاضِم للطّعام طارد للرّياح من المعدة والأمعاء ، مُقَوٍّ على الجماع. وبدل الفلفل ودار فلفل الزّنجبيل ، والشّربة منهما من نصف درهم الى درهم. ومضرّتهما بالكبد واصلاحهما بما فيه تَبريد وترطيب.

وفُلْفُلُ الماء : نبات يَنبت فى المياه له ساق ذاتُ عُقَد وأغصان طوال وروق كورق النَّعْنَع الّا أنّها أكبر وأطول وأكثر نُعومة ، وله ثَمَر فى عَناقيد. وطَعْمُ الوَرقِ والثَّمَرِ حِرِّيف كالفُلْفُل ، وطبعهما الحرارة واليُبوسة فى الدَّرجة الثّانية. وعُروقه دقاق كالأسارون ، لونُها الى الغُبْرَة والخُضرة ، ومذاقها حارّ ورائحتها طيّبة ، وثمرتها كحَبّ الأترجّ لونا وحجما ، وهى حارّة يابسة فى الثّالثة ، تنفع من القولَنْج والنِّقْرِس وأوجاع الكِلْيَة الباردة.

فلق :

الفَلِيق : عِرْق يَنتأ فى العُنُق.

وعِرْق فى العَضد يجرى فى العَظْم الى الكِتف.

والفليق : ضَرْب من الخوخ ينفلق عن نَواه.

والمفَلَّق منه : المفلَّج أى : المشقَّق.

١٦٤

فلك :

الفَلَك : مَدار النُّجوم. وفَلْكَة اللّسان : الهَنَة التى على رأس أصْلِه. وفَلْكَة الزَّوْرِ : جانبُه. والفَلِك : الجافِى المفاصِل ، ومَنْ به وَجَعٌ فى فَلْكَة رُكْبَتِه ، ومَنْ له إلْيَةٌ مُستديرةٌ. والافْلِيْكَتان : لحمتان تَكتنفان اللّسان. والفُلك : السَّفينة.

فنج :

الفَنَج : حيوان يُتّخذ من جلده الفِراء الطّيّب الرّائحة. لحمه معتدل صالح لجميع النّاس كبيرهم وصغيرهم. وهو مُعرّب" فَنَك".

فند :

الفَنَد : فَساد العَقْل مِنْ هَرم أو مرض. والفَانِيْد : ضَرْب من الحلواء معروف.

مُعَرَّب" بانِيْد" وأفضله الشَّحْريّ ، نِسبةً الى الشَّحْر يوضع فيها شىء من القَنْد.

والفَنَد : الظُّلْم. والفَنَد : الكَذِب.

قال النّابغة :

الّا سُليمان اذْ قال الالهُ له

قُمْ فى البَرِيَّة فاحْدُدْها عَنِ الفَنَدِ (٤٩)

 أى : امْنَعْها من الظُّلم والعُدوان والباطِل.

فنك :

الفَنِيك : مُجْتَمِع اللَّحيين فى وسط الذّقن أو طرفها عند العَنْفَقَة.

والفَنَك : حَيوان تقدّم ذِكْرُه فى (ف. ن. ج).

١٦٥

فنن :

الفَنّ : النَّوع. والجمع : أفْنَان وفُنون. والفَنّ : العَناء ، تقول منه : فَنَّنَتْهُ العِلّة : أعْيَته وأضرّته ضررا بليغا. والفَنَن : الغُصْن. وشَجرة فَنْوَاء : ذات أغصان.

فني :

الفَناء : ضِدّ البَقاء. فَنِي يَفْنَى وفنَى يَفْنَى. والفَنَا : عِنَب الثَّعلب. وفى الحديث : (فيَنبتون يومَ القيامة كما يَنبت الفَنَا) (٥٠). هو شَجر عِنَب الثّعلب لأنّه سريع النّبات والثَّمر. وقيل نَبْت آخر ، قال زهير :

كأنّ فُتاتَ العِهْنِ فى كلّ مَنزلٍ

نَزلت به حَبّ الفَنا لم يُحَطَّمِ (٥١)

فهج :

الفَيْهَج : الخَمْر ، أو الصّافى منها ، فارسيّ معرَّب.

فهد :

الفَهْد : معروف والأُنثَى فَهْدَة. وفى المثل (أنْوَمُ مِنْ فَهْد)(٥٢) لكثرة نَومه. وفى حديث أمّ زرع فى زوجها : (إنْ دَخل فَهَد وإنْ خرج أسد) (٥٣). أى : انْ دخل فهو كالنّائم لسُكونه وحُسْن خُلُقِه وانْ خرج فكالأسَد لشجاعته.

فهر :

الفَهِيرَة : مَخِيضٌ يُلْقَى فى الرَّضف ، فاذا غَلا ذُرَّ عليه الدّقيق وأُكِل.

١٦٦

فهق :

الفَهْقَة : مُرَكَّب الرّأس فى العُنُق ، وهى أَوْلَى (٥٤) فَقرات العُنُق التى تلى الرّأس.

وتَفَهَّق الجرح : اذا اتّسع.

وتَفَهَّق فلان : امتلأ جوفُه طعاما فتقيّأ مُتَجَشِّئاً.

وانْفَهَقت الطَّعنة ، اذا كانت نافذة شديدة.

وانْفَهَقَت العَينُ : انقلعت وسال محجرها دَماً.

وانْفَهَقَت عينُ الماء : اذا سال منها مياه عذبة غزيرة.

فهم :

الفَهْم : الشّعور بمعانى الأشياء. وهو أيضا : مَعرفة الشّىء بالقلب. وقال تعالَى :

(فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ) (٥٥).

فوت :

الفَوْت : الفُرَج التى بين الأصابع. والجمع : أفْوَات.

وتَفَاوَتَت حالة المريض : اختلفتْ قوّة وضعفا ، مرّة هكذا ، ومرّة بعكس ذلك.

ومات مَوْتَ الفَوَات : اذا مات فجاءة.

وطبيب لا يُفْتاتُ عليه ، أى : حاذق بالصّنعة ، لا يُعْمَل بِخلاف ما يراه.

فوتنج (٥٦) :

الفَوْتَنْج : نَبْت ، ومنه برّىّ ونهرىّ وجبَلىّ. ويُسَمَّى البرّىّ منه بالنّبطيّة :

١٦٧

المَشْكَطْرامْشِيْع أو المَشْكَطْرَامْشِيْر.

وهو مُعَرَّب" بوتنك" بالفارسيّة. وهو الحَبَق ، بالعربيّة. وأنواعه ثلاثة :

ـ برّىّ وورقه مستدير كالصّعْتَر ، وفيه غُبْرَة خفيفة ومَرارة يسيرة. ومنه نوع ناعم الورق فيه بياض وزَغَب قليل ولا زَهر له ولا ثَمَر ، وهذا هو المعروف بالمَشْكَطْرامْشِيْع.

ـ ونهرىّ وفى ورقه حَرافة وحَرارة بيّنة ومرارة يسيرة.

ـ وجبلىّ وورقه كورق الزُّوْفا ، وله بزر كأنّه رؤوس متكاثفة ، واكليل ليس بمستدير.

وهى حارّة يابسة فى الثّالثة. تُخْرج الفُضول الغليظة من الصّدر ، وتليّن الطّبيعة وتنفع من قلّة الشّهوة وضَعْف المعدة والمغَص والهَيضة والفُواق واليَرقان والاستسقاء ونهش الهوامّ. ويقتل الأجنّه والدّود. ويدرّ الطّمث شربا بالعسل. وأىّ نوع منها سُحِق وزُرع فى البساتين صار نعناعا ، ويسمَّى فَوْتَنْجاً بُستانيّا. والشّربة منه من درهم الى درهمين. ومضرّته بالكلَى والباه ويُصلحه رُبّ السُّوس ، وبدله : الجَعْدَة (٥٧).

فور :

الفَوْر : الوَقْت. والفُور : الظِّباء. وعن يعقوب : لا واحدَ لها من لفظها.

وفارَت القِدْر تَفور فَورا وفَورانا اذا غَلَتْ. وفار العَرَق فَوَرَانا : هاجَ ، ونَبَع. وفَارَ العِرْق : ضَرَب.

وفار المِسْك يَفور فُوَاراً ، وفَوَرَانا : انْتَشَر. وفَارَتُهُ ، بلا هَمْز : رائحتُه. وبالهَمْز : نافِحَتُه. والفَار : عَضَلُ الانسان.

١٦٨

فوز :

الفَوْز : الظَّفر بالخَير والنّجاة من الشّرّ. وقد قيل أنّه من الأضداد. فَوَّز اذا نجا ، وفوّز اذا هَلَك ، وسُمِّيت المَفَازَة من أحدهما ، تفاؤلاً بالسّلامة. والصّحيح غير هذا ، ولا أحقُّ التّضادّ فيه.

فوص :

فاصَت العِلّة عن المعالِج : اذا راوغته ولم يستطع التّحايل للقضاء عليها.

فوف :

الفُوف : البَياض الذى فى أظفار الأحْداث ، ويُقال الفَوْف ، أيضا.

والفَوْف : القِشْرَة التى على حَبّة القلب ، وعلى الفؤاد. وكلُّ قِشْرٍ فَوْف.

فوفل :

الفَوْفَل والفَوْفَل : نَخلة كنخل النّارْجِيْل تحمل عناقيد فيها ثَمَر كثمر جَوْز بوّا وطعمُه فيه مرارة ما ، منه أحمر ، ومنه أسود. وهو بارد يابس فى الثّالثة ، قابض نافع من الأورام الحارّة ، ومن التهاب العَين طلاءً ، مُطَيِّب للنَّكهة ، ويقوِّى اللّثّة والأسنانَ والقلبَ والمعدةَ والكبدَ. ومضرّته بالرّئة ، ويُصلحه الصّمغ وبدله الصَّنْدَل الأحمر.

فوق :

الفُواق والفُؤاق : الرّيح التى تخرج من المعدة. وهو حركة تحصُل فى فم المعدة

١٦٩

مُرَكَّبَة من تشنُّج انقباضىّ ثمّ تمدُّد انبساطىّ. وقد يحدث عُقَيْبَ القَىء المُؤْذِى لِفَم المعدة أو لتركه خِلْطا قليلا فيه. وسببه :

ـ امّا بَرْدٌ لتكثيفه ، وعلاجه بماء يُسَخَّن بمثل طَبيخ الزَّنجبيل فى ماء العسل.

ـ وامّا حَرٌّ لتجفيفه ، وعلاجه بما يُبَرِّد بمثل ماء الشّعير بدهن اللّوز.

ـ وامّا رطوبة لَزِجَة لثقلها ، وعلاجها بالقَىء أوّلاً ثمّ بمطبوخ ما صِفَتُه :

افْسَنْتِيْن وأسارُون ودارصينى وفُلْفُل وسُنْبُل ونَعْنَع من كلّ واحد مثقال ، وبَذْر خَشخاشٍ ومَصْطَكِى وأنِيْسُون وبَذْر شمر من كلّ واحد نصف مثقال ، يُغْلَى الجميع ويصفَّى ويُجْلَى بشراب سُكُنْجُبِيْن ويُشْرَب فيُحْدِث تشنُّجا.

وهذا يكون فى أواخر الحميّات المحرِّكة والاستفراغات المجفِّفة. وهو ردىء.

وعلاجه بما يرطِّب أو يُيَبّس بمثل شُرْب اللّبن الحليب وماء الشّعير.

ـ وامّا مادّة حادّة لِلَذْعِها ، وعلاجُها الاخراج بمثل مطبوخ الفاكهة.

ـ وامّا ريح غليظة لتَمديدها ، وعلاجها بمثل الكمّون.

ـ وامّا امتلاء من طعام ثقيل ، وعلاجه بالقَىء أوّلاً ثمّ بالاسهال ثانيا.

وللحركات المزعجة تأثٍير عجيب فى تسكين الفُواق المادّىّ وكذلك العُطاس والقَىء ، ودونهما حَبْسُ النَّفَس بقدر الطّاقة. وممّا يُحْدِثُه الاكثار من أكل السَّفَرْجَل المُرّ.

فوم :

الفُوم : قيل الثُّوم. وقال ابن جِنّى وغيره لا اختلاف فى أنّ الفُوْم الحِنْطَة وسائر الحبوب التى تُخْتَبَز ، ومَنْ قال أنّ الفُومَ الثُّوْمُ فانّ هذا لا يُعرف ، ومُحالٌ أنْ يَطلب القومُ طعاما لا بُرَّ فيه ، وهو أصْل الغذاء.

١٧٠

فون :

الفَاوَانِيا : عود الصَّلِيْب ، على المشهور. ومرّ الكلام عليه فى (صلب).

والفَيْنَة : الحِين والسّاعة. تقول : لقِيْتُه الفَيْنَة بعد الفَينة ، وانْ شئت حذفت اللّام فقُلت لقيته فَينةً بعد فَينةٍ مثل لقيته العَذْرَى والنَّذْرَى. قال أبو زيد : وهذا ممّا اعْتَقَبَ عليه تَعريفان ، تعريف العَلميّة والألف واللام وفى الحديث : (ما مِنْ مَولود الّا له ذَنْب قد اعتاده الفَينةَ بعد الفَينة). وفى رواية : (ما مِنْ عَبْد مؤمن الّا له ذَنْب يعتاده الفينة بعد الفينة) (٥٨). أى : الحِين بعدَ الحِين.

والأفْيُون : معروف. ويُتَّخَذ من الخَشْخَاش الأسود على طريقين :

أحدهما : أنْ تُجمع رؤوس الخَشخاش وأوراقُه ويعصران ، ثمّ تُؤخذ تلك العُصارة فتُسْحَق على صُلابة سَحْقاً محكما ، ثمّ تَقَرَّص وتجفَّف.

وثانيهما : أنْ يُشْرَط رأسُ الخَشْخَاش شَرْطاً مستديرا لا يبلغ الى جِرْمِها ثم يُشْرَط من جانب هذا الرّأس شَرْطٌ آخر طولىّ مستقيم إلى آخِر الخَشْخاشة ثمّ يؤخَذ ما يخرج من ذلك فيُسْحَق ويُقَرَّص. وهذا أجود. والمشهور أنّ هذا المعمول على الوجه الثّانى هو لَبَن الخشخاش ، وليس ذلك بحَقّ لأنّ هذا الأفيون دُهنِىّ ولذلك يَشْتَعِل اذا قُرِّب من لَهَب النّار ، واللّبن ليس كذلك. ومَن تأمَّله عَلِم أنّ جوهره من جوهر الصُّموغ لا من جوهر الألبان. ولمّا كان هذا الدّواء صِمْغاً ففيه دُهْنِيّة وهَوائيّة وحرارة وأرضيّة ومائيّة يسيرة. وأفضله ما كان وزِيناً حادّ الرّائحة هَشّاً سَهْل الانحلال فى الماء وفى الشّمس ويَشتعل بسهولة ، وشُعْلَتُه نَيِّرة. ولمّا كان ثير اليُبوسة والأرضيّة وَجَبت شدّة يبوسته وبَرْدِه المتأتّية من كثرة الأرضيّة الباردة فيه.

وأمّا الحارّة فهى فيه قليلة جدّاً وكذلك الهوائيّة لقوَّة برده ، وهو ممّا يُحْمَد

١٧١

للأخْلاط ، مُغَلِّظ للأرواح ، ولقوَّة بسه وبرده هو شَديد المنافاة لمزاج الرُّوح والحياة ولذلك هو سُمٌّ قاتل.

وهو بارد يابس فى الرّابعة ينفع السُّعال المزمِن ويحبس الاسهال ويسكّن الأوجاع طلاء مع دُهن الورد وشُربا. وينفع من الزَّحير شربا واحتقانا واحتمالا ويسكّن وجع الأذن مع دُهن اللّوز والزَّعفران والمَرّ تقطيراً. والشّربة منه قدر دانَق مُصْلَحاً بالفُلْفُل. ودرهمان منه سُمّ قاتل. ويَعْرُض عنه ثِقَل فى الرّأس وبَرْد فى الأطراف وظُلْمَة فى البَصَر وعَرَق بارد. وعلاجُه بالقَىء باللّبن الحامض والأدْهان بالمياه الحارّة.

فوو :

الفُوَّة : عروق معروفة تُصبغ بها الثّياب وغيرها. حارّة يابسة فى الثّانية وأجودها الشّديدة الحمرة السّالمة من السُّوس. وهى مُدِرَّة للبَوْل والطّمث مُسْقِطَة للجَنين مُخْرِجَة للمَشيمة شربا بماء مَطبوخها بالعَسل وحُمولا بعد دَقِّها به. وتَفتح السُّدَد التى فى الكبد والطّحال وتنفع من اليَرقان والفالج الذى لا حَرَكة فيه ولا حِسّ. ومن عِرْق النِّسا واسترخاء الأعضاء شُربا بماء العسل. وتنفع من البَهَق الأبيض والبَرَص طلاء بالخلّ. والشّربة منها من درهمين الى ثلاثة. والاكثار منها يُبِيْل دَماً. ويُصلحها بزر لسان الحَمَل. وبدلها السَّليجة الحمراء (٥٩).

والفُوْ : نَبات يشبه الكرفس العظيم الورق ويسمّيه بعضهم سُنْبُلاً بَرّيّاً ، وله ساق فى غِلَظ الاصبع يرتفع نحو الذّراع ، أملس ناعم يميل لونه الى الزُّرقة ، مُجَوَّف ذو عُقَد ، وله زهر كزهر النّرجس وفى بياضه زُرقة وله أصل فى أسفله

١٧٢

شُعَب معوجّة يميل لونُها الى الحمرة طيّب الرّائحة كرائحة السُّنبل. واذا أُطْلِق فالمراد به هذا الأصْل. وهو حارّ فى الثّالثة يابس فى الثّانية يقع فى الأدوية التّرياقيّة ، ويدرّ الطّمث والبَوْل اذا شُرِب ماء طبيخه أو استعمل بنفسه. وينفع من وَجَع ذات الجَنْب والصّدر ومن داء الثَّعلب. وفيه قوّة مُفتِّحة لسُدَد الكبد والطّحال. والشّربة منه من مثقال الى درهمين. ومضرّته بالكلَى ويصلحه رُبّ السُّوس أو الرّازيانج والعسل.

فيق :

الفائق : الجبّار من كلّ شىء. وعَظْم رقيق فى العُنق ، فى موصل العُنق بالرّأس. وقال أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد ، رحمه‌الله : الفائق : داء يأخذ الانسان فى عَظْم عُنُقِه المُوْصِل لجُمجُمته ، واسم ذلك العظم : الفائق (٦٠).

والفاق : الزّيت المطبوخ. وطائر مائىّ طويل العنق.

والفُوَاق ، تقدّم فى (ف وق).

فيل :

الفِيل : حَيوان معروف. والجمع : أَفْيَال ، والأنثى : فِيْلَة ، وصاحبه فَيَّال. والعَاج نابُه ، وتقدّم فى (عوج).

ولحمُه ردىء وَخْمٌ ثقيل على المعدة ، بطىء الهَضْم. والفائِل : اللّحم الذى على خُرْبَة الوَرِك. وعِرْق فى الفخذ.

وقال الأصمعىّ : فى الوَرِك الخُرْبَة وهى نُقرة فيها لحم لا عظمَ فيها وفى تلك النُّقرة الفائل. قال : وليس بين تلك النُّقرة وبين الجوف عَظْم انّما هو جلد

١٧٣

ولحم.

وقال غيره : الفائلان مُضَيْغَتان مِنْ لَحم ، أسفلهما على الصَّلَوَين مِنْ لَدُن أدنى الحَجَبتَين الى العُجْب مُكْتَنِفَتا العُصْعَص ، مُنحدرتان فى جانبَى الفخذين. والخُرْبَة : داءُ الفِيْل ، زيادة فى القَدَم والسّاق حتّى تُشبه رِجْل الفِيْل. وسببه كثرة الدّم السّوداوى. والمستحكِم منه لا يَزول ، وغيره يُعالَج بالفَصْد واستفراغ السَّوداء.

والأفِيل : الضَّعيف الرّأى ، الجبان الذى لا هِمَّة له.

ولله دَرّ شيخنا العلّامة ابن سينا ، اذْ لم نجد غيرَه من جمعهما فى شِعْر ، فقال يخاطب أحَدَ حُسّادِه وشانئيه :

فأَمَّا أنْ أرُعْكَ بغَيْرِ قَصْدٍ

فَقِدْماً رَوَّعَ الفِيْلُ الأَفِيْلا (٦١)

١٧٤

حواشي حرف الفاء

__________________

(١) النّهاية ٣ / ٤٠٥.

(٢) الكرباس : نوع من الرّباطات يتّخذ من القطن. ينظر اللسان (كربس).

(٣) بلفظ : (يخلط بدهن الزئبق) فى العين (فتق).

(٤) النّهاية ٣ / ٤٠٩.

(٥) برواية (فنان) فى ديوان ابن أحمر ٦٤. وكما هنا فى المجمل ٤ / ٧٨. واللّسان (فتن).

(٦) للربيع بن ضبع الفزارى. وهو فى المجمل ٤ / ٧٨. واللسان (فتو).

(٧) النّهاية ٣ / ٤١١.

(٨) العين (فثأ).

(٩) بلفظ : (مفدّمة أفواهكم ..) فى النّهاية ٣ / ٤٢١.

(١٠) لأبى الهندى فى العين (فدم).

(١١) اللّقوة : داء يأخذ فى الوجه يعوجّ منه الشدق. كما فى المجمل ٤ / ٢٨٥. واللسان (لقو).

(١٢) البسّد : لفظة فارسية بمعنى المرجان. ينظر القاموس الذّهبى ١١٤.

(١٣) اسم دواء بالفارسية ، وهو (دروند) ، ايضا. م س ٢٦٤.

(١٤) السّبهمنان : فارسى ، وهو نوع من الأدوية يصنع من أخلاط شتى من الأعشاب. ينظر نوادر الطّبّ (مخطوط مكتبة ليدن برقم ١٣٠٢).

(١٥) الكبابة ، فارسىّ : ثمار نبت من الفصيلة الفلفلية ، شجيرة دائمة الخضرة ،

١٧٥

ورقها أملس لمّاع. منها كبابة هنديّة ، وكبابة صينيّة ، وحبّ العروس ، وهى عطريّة الرّائحة وطعمها حرّيف ، وتستعمل اليوم لتطهير المجارى البوليّة ، لأنّها تحتوى على زيت طيّار وراتنج. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ٥٧.

(١٦) تنظر الحاشية ١٠٤ من حرف الباء.

(١٧) الحراق : شمراخ النّخلة يؤخذ من الفحل فيدسّ فى الطّلعة. ويستعملونه لا يقاد النار أيضا. ينظر اللسان (حرق).

(١٨) الاكليل ، وجمعها أكاليل ، وهى أغصان لنبتة سهليّة من الفصيلة الورديّة تتخّذ لتزيين. ل ع م ٤ / ٣ / ٧٦.

(١٩) تنظر الحاشية ٦٥ من حرف السّين.

(٢٠) هو النّاردين. ومرّ فى الحاشية ٣٤ من حرف التّاء.

(٢١) ديوان الأعشى ١١٧. المقاييس ٤ / ٤٨٨.

(٢٢) بلا عزو فى المجمل ٤ / ٨٩. والمقاييس ٤ / ٤٨٩. واللسان (فرض).

(٢٣) البقرة ٦٨.

(٢٤) الجمهرة ٢ / ٣٨٢.

(٢٥) النّهاية ٣ / ٤٣٧.

(٢٦) فصل المقال ١٠. ومجمع الأمثال ٢ / ١٣٦.

(٢٧) بلفظ (فسيح ...) فى النّهاية ٣ / ٤٤٥.

(٢٨) الجمهرة ٢ / ٢٤.

(٢٩) تنظر الحاشية ٤٠ من حرف الباء.

(٣٠) بلا عزو فى اللّسان (فصص).

(٣١) اللسان (فطر).

١٧٦

__________________

(٣٢) اللسان (فطر).

(٣٣) العين (فطس).

(٣٤) من م.

(٣٥) النّهاية ٣ / ٤٦١.

(٣٦) وكذا ورد فى النّهاية ٣ / ٤٦١.

(٣٧) م : فقرات.

(٣٨) العين (فقع).

(٣٩) الرّحمن ٦٨.

(٤٠) الأحزاب ٧.

(٤١) م : يونس النّحوىّ. ومرّت ترجمته فى حواشى (ذمم).

(٤٢) الواقعة ٦٥.

(٤٣) الطّور ١٨.

(٤٤) يس ٥٥.

(٤٥) النّصّ بما هو قريب من هذا اللّفظ فى العين (فكه).

(٤٦) النّهاية ٣ / ٤٦٨.

(٤٧) ديوان عبيد ١٥. اللّسان (فلج).

(٤٨) ديوان الأعشى ١٢٨. (فلج).

(٤٩) ديوان النّابغة ١٣. جمهرة أشعار العرب ١٤. المعرب ١٩١. شرح شواهد المغنى ٧٤.

(٥٠) النّهاية ٣ / ٤٧٦.

(٥١) ديوان زهير ١٢. والبيت من معلقته.

١٧٧

__________________

(٥٢) المستقصى ١ / ٤٢٦.

(٥٣) النّهاية ٣ / ٤٨١.

(٥٤) م وحاشية الأصل : وأول.

(٥٥) الأنبياء ٧٩.

(٥٦) تنظر مادة (حبق) فى حرف الحاء. فقد ذكر هناك أيضا.

(٥٧) الجعدة : بقل برّىّ من الفصيلة الشّفويّة ، ويطلق على أصناف أخرى من الجنس نفسه. ل ع م ٤ / ١ / ١١٧.

(٥٨) النّهاية ٣ / ٤٨٦.

(٥٩) تنظر الحاشية ٥٢ فى مادة (أسر) من حرف الهمزة.

(٦٠) ذكر الخليل هذا النّصّ فى (فأق) من كتاب العين.

(٦١) لابن سينا فى عيون الأنباء ٤٥١.

١٧٨

حرف القاف

ق

١٧٩
١٨٠