الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

___________________

(٣٦) ن م ٣ / ٣٩١.

(٣٧) العين (غهب).

(٣٨) ديوان الهذليين ١ / ٢٤. المجمل ٤ / ٢٣.

(٣٩) الرّعد ٢٨.

١٢١
١٢٢

حرف الفاء

ف

١٢٣
١٢٤

فاد :

الفُؤاد : القَلْب لِتَفَؤُّدِهِ ، أى : تحرُّقه وتوقُّده. وغِشاوة القلب وحبَّته وسُوَيْداؤه ، مُذَكَّر ، والجمع أَفْئِدَة.

قال سيبويه : يُكَسَّر على غير ذلك وفى الحديث : (أتاكُم أهلُ اليَمَن هم أرقّ قُلوبا وألْيَن أَفْئِدَةً) (١).

قال الهَروىّ : كأنّ القلب أخَصّ من الفُؤَاد. وقيل هما قريبان من السَّوداء. وكَرَّر ذكرهما لاختلاف اللّفظَين تأكيدا.

والمَفْؤُود : الذى أُصيب فُؤَادُه بوجَع فيتقيّأ منه. وفَأَدْتُه : أصَبْتَ فُؤَادَه ، وهو مَفْؤُودٌ ومُفْتَأَدٌ.

ووَجَع الفؤادِ : وَجَع يعرض لفَم المعدة ويسمَّى وجع الفُؤَاد على سبيل التَّجوُّز لِقُرْبِ هذا الموضعٍ من القلب. ومجاورته له بحيث لا يفرِّق كثير من الناس بينهما فى الآلام. واذا شكا اليك عامّىّ فؤاده فاعْلَمْ أنّه يريد به فَمَ المعدةِ. ومِنَ النّاس مَنْ يُسَمِّى فم المعدةِ الفُؤادَ والقلبَ ، كما أنّ مِنَ النّاس مَنْ جَرَى فى كلامه" فَمُ المعدةِ" وهو يُشير الى القلب اشتراكا فى الاسم أو ضَعْفاً فى التّمييز. وهؤلاء هم الأقدمون جدّاً من الأطبّاء. وأما أبقراط فكثيرا ما يُسمِّى فمَ المعدةِ فؤاداً ، بحسب تأويله.

فار :

الفَأر ، والفَار تخفيفاً : حَيوان معروف. والجمع فِئْران. والفَأْرَة له وللأنثى. وقيل الفَأر للذّكر والأنثى ، كما قالوا للذّكر والأنثَى من الحَمَام حمامة.

وفَأْرَة المِسْك : فافِجَتُه ، أى : وِعاؤه. والفَأر المِسْك قيل لأنّه من الفار يكون.

١٢٥

والفُوارَة والفِيْرَة : حُلْبَة وتمر يُطبخ للنَّفساء.

فاس :

الفَأس مِنَ الرّأس : حرف القَمَحسدُوَة المشرف على القَفا ، ومن الفم : طَرفه الذى فيه الأسنان.

فأفأ :

الفَأفَأة : كثرة تردُّد الفاء فى الكلام ، وهو فَأْفَأٌ وفَأْفَاء ، يُقصر ويُمدّ ، وهى فَأْفَاءَة. وسيأتى ذكرها فى (ل ث غ).

فتخ :

الفَتَخ : استرخاء المفاصل ولِينها وعُرْضُ الكَفّ والقَدَم وطولهما ، وباطن ما بين العضد والذّراع.

فتر :

الفَتَر : الضَّعف. أَفْتَره الدّاء : أضْعَفه ، وكذلك أفْتَره السُّكْر. وماء فاتر : بين الحارّ والبارد. وطَرْف فَاتِر : فيه فُتُور ليس بحادّ النَّظر.

فتق :

الفَتْق ، لغةً : الشَّقُّ ، يقال فَتَق فلانٌ الشّىء يَفتقُه ، بكسر التّاء وضمّها ، فَتْقاً :

١٢٦

شَقَّه. طِبّاً ما يأتى بيانه.

وهو عِلَّة فى الصِّفاق بأنّ ينحلَّ الغِشاء ويقع فيه شَقٌّ ، ولا بُرْءَ له الّا ما يحدث للصّبيان نادرا. وذلك امّا لِثِقَل يسبّبه الثّرت. أو انتفاخ الأمعاء أو حركة عنيفة فى المشى أو حمل شىء ثقيل. وأكثر حدوث هذه العلّة امّا من حركة رديئة مُفْرِطة من وَثْبَة أو صرخة أو سعال شديد لا سيّما بعقب الغِذاء ، أو حمل شىء ثقيل ، أو ضربة تقع على البطن فتَهْتِك الصِّفاق أو من ريح نافخة اللبطن والأمعاء فتمدِّد الصِّفاق وتخلخله وتهتكه. وعلامتهٌ زيادةٌ تظهر وتحسّ بين الصِّفاق الدّاخل وبين المراقِّ ، ويزداد ظُهورها عند الحركة وحَصْرِ النَّفَس ، وتَغيب عند الاستلقاء والغَمْز عليها. ولا بُرْءَ لهذه العلّة الّا ما يحدث للصّبيان فى النّادر.

وتُعالَج على كلّ حال لئلّا تزيد. وتَرْك الحركات القويّة والنّهوض دُفْعَةً ، والجماع خاصّة بعَقِب الطّعام وترك المنفّخات من البُقول والفواكه الرّطبة ، والحذر من طُول الجلوس فى الحمّام. ويُسْقَى الكَمّون ونحوه ممّا يكسر الرّيح ، وبادامة الشَّدّ بالرَّفائد لا بالأكَر فانّها تُوَسِّعُه. واذا سَلَك النّافذ تأدَّى الى الخصيتَين فسُمَّىَ" أُدْرَة" وقَيْلَة ، وما سوى ذلك يسمَّى بالاسم العامّ.

وقد يكون الفَتْق لاتّساع المجريَين اللَّذين فوق الأنثَيين أو لانخراق ما بينهما فينفذ الى كيس الأُنثيين امّا ثرب وامّا حجاب وامّا مِعىً وخصوصا الأعور ، أو ريح غليظة ويسمَّى أدْرَة. وربّما لم ينزل الى الكيس بل احتبس فى احدى الأنثيَين. وكذلك كلّ ما ليس فى الكيس فيسمَّى بالاسم العام وهو الفَتْق. وسَمَّى بعضُهم جميع ما ينزل فى الكيس أُدْرَة وقَيْلَة ولم يفرِّق بينهما.

وأكثر أُدْرَة الخصية وتَهَتُّك صَلابتها وصَلابات الصَّفَن يقع فى الشُّرْب فانّه قد

١٢٧

يَعْرِض أنْ يتَّسع الثُّقبان لضيْقِهما أو يتخرَّقا وما يليهما مِنْ رُطوبة أو ارتخاء أو بمعونة صَرْخَة أو حرَكة أو سَقْطَة أو امساك مَنىّ متحرِّك ، ومنعه عن التَّدفُّق أو صُعود المرأة على الرّجل أو اتْعاب نَفْس فى الجماع وخصوصا على الامتلاء ، وكذلك الجماع على التُّخَمَة ، واجتماع الرّيح والبراز فى البطن.

وعلامة الفَتْق نزولا الثّرب أو الحجاب او المعى وخصوصا الأعور ، انّ كان الفَتْق فى جهته ، لأنّ أحد طرفَيه سائب ، أو رُطوبات تنصبّ من دفع الطّبيعة أو تتولّد عنها لبَرْدِها. وربّما حدث لها غشاء خاصّ.

وربّما نفع علاج الحديد ، وربّما نبت هناك لحم ، وربّما غَلُظ الصَّفَن.

وقد يتأتَّى من ورم وسمن فيشبه الأدْرَة ويسمى أُدْرَة اللّحم ، وربّما كان كذلك فى الأرْبِيَة.

وقد تنفخ فيه العُروق ويسمَّى أُدْرَة الدَّوالى.

وقد يسترخِى الصّفاق استرخاء شديدا من غير فَتْق فيستطيل ويُشبه الأُدْرَة أيضا.

وربّما وقع الفَتْق فوق الخصيتين وحَصَل عند الأُرْبِيَة وما فوقها وفوق السُّرَّة وفى الحالبَين. والذى يقع فوق السرة قليل نادر بالقياس الى غيره لأنّ ذلك الموضع مُدْعَم بالعَضَل ، وما تحته يُوافى أطراف العضل.

وقد يَعْرُض للسُّرَّة نُتوء وهو من قَبيل الفَتْق أيضا.

وما كان مِنَ الفَتْق فوق السُّرَّة فهو ردىء الأعراض وانْ كان قليل التَّزَيُّد ولا يؤلم فى الأوّل لأنّ المندفع فيه المِعَى الدّقاق ، وهى مُتزاحمة متضاعفة ، ويَحْتَبِس الثُّفل ويُتَقَيّأ ، ويكون من جنس" ايْلاوس" ويُسبِّب قَلقا وكُرْبَة ، ولكن ما كان تحت السُّرَّة أشدّ قبولا للاتّساع وأذْهَبَ فى الازدياد ، ولا يُؤلم

١٢٨

فى الأوَّل.

واعْلَمْ أنّ قَيْلَة المِعَى والثَّرب مرض قويٌّ عَسِر ، مهما كانت القَيْلَة صغيرة وقليلة الماء.

أمّا العلامة المشترَكة للفُتُوق فزيادةٌ تظهر بين الصِّفاق الدَّاخل وبين المراقّ ويزداد ظُهورها عند الحركة وحَصْر النَّفَس. وما كان لاتّساع المجرَى فعلامته أنّه يظهر قليلا قليلا فى الصَّفَن من غير حركة عَنيفة ولا صَيْحَة وغير ذلك يكوِّن أُدْرَة الخصية. وأما الذى فوق ذلك فهو لانخراقٍ لا مَحالةَ ، ولا يمنع منه التّجفيف.

وعلامة المعوىّ النّافذ فى الشّقّ فعَوْدُه بسرعة عند الاستلقاء ، واحتباس القَرْقَرَة وخصوصا عند الغَمْز.

وأمّا الثّرْبِىّ فيدلّ عليه حدوثه قليلا قليلا ويكون الى العُمق مع الاستواء فى الموضع. ولا يُحَسّ فى تلك الأدْرَة بقرقرة. وغالبا ما يكون صغير الحجم فى العُمق ، وربّما خرج بأسره. وهو عَسِرُ البُرْءِ ليس كقَيْلَة المِعَى لكنّ مَسَّهُ مُخالف لمسِّ قيلة المِعَى وكذا الماء والرّيح.

ورُجوع الأُدْرَة فى المعوىّ والثّربىّ أعْسَر من الرِّيحىّ.

وقَيْلَةُ الماءِ تُعرف بالمسّ وبتَمَدُّد الصَّفَن وبالملامسة ، وهذا أيضا لا يرجع ولا يدخل.

وقَيْلة الرّيحىّ معروفة ، فانّ الانتفاخ الرِّيْحِىَّ ظاهر ، والرِّيْحِىّ يعود بأدْنَى دَفْع وقلّة وَجَع. وقد يرجع فى الحال. وو لا يُسرع الاستلقاءُ فى رُجوعه ، فانّ حُكْمَه فى الاستلقاء وغير الاستلقاء مُتشابه اذْ لا ثقل له ولا انْزلاق.

ويختلف فى المعوىّ فهو عند الاستلقاء أسهلُ قليلا ، وقد تَعْرض منه أوجاعٌ بما

١٢٩

يمدِّد الصَّفَن وبما يَعْصُر الأُنْثَيَين.

واللّحمىّ علامته أنْ يكون فى نَفْس الصَّفَن لا فى داخله مع صَلابة وغِلَظ واختلافٍ شَكْلٍ.

واذا كان الورم صُلْباً سُمِّى" بورس".

وأمّا أُدْرَة الدَّوالى فتُعْرَف من العُروق الممتلئة ومن الالتواء العُنقودىّ فيها ومن استرخاء الأنثَيين وتمنع الحركة.

وما كان فى الشّرايين فانّ الكَبْسَ بالأصابع يمدِّده وما لم يكن فيها بل فى الأوردة فلا يتمدَّد بالكَبْس.

المعالجات :

أمّا التَّدبير الكُلِّي لأصحاب الفَتْق فهو ترك الامتلاء وترك الحركة الكثيرة والوَثْبة والنُّهوض دُفْعَةً والجماع. وشَرّ هذه الأحوال ما كان على الامتلاء. ويجب أنْ تُترك الأغذية النّافخة ولا يُسْتَكْثَر من شُرب الماء ، وأنْ يُهجر طول الجلوس فى الحمّامات. واذا أكل استلقَى ، ويُشَدّ فَتْقُه عند الجلوس ، وعند الجماع خاصة. ويكون جماعُه على خِفَّة من بطنه.

ولْيُعْلَمْ أنّ الغَرض فى علاج الفَتْق هو التحام الشّقّ انْ أمكن لئلّا يزداد ، وتجفيف ما استرخى واتّسع ، ورَدّ النّازل منه انْ كان ثِرْباً أو معىً ، وتحليل المجتمِع منه انْ كان ماءً أو رِيحا ، ومَنْع مادّته التى تمدّده ، وانْ لم تحلّل دُبِّر اخراجه ثمّ الحام الشّقّ أو حفظه لئلّا يزداد ، وذلك بالأدوية المقوّية والمُغَرِّيَة التى فيها قَبْض.

وكلّما كان الشَّقّ أقلّ كان الالحام أسهل. وربما استعين فيه بالكَىّ وتخفيفه بالأدوية المحلّلة. ورَدُّ النّازل بالشَّدِّ والرِّباطات.

١٣٠

وأمّا تحليل المجتمِع فبالضّمادات الاستشفائيّة وما يشبهها. ومنع مادّته بالاستفراغ وتقليل الغِذاء. واخراجه بالأدوية المُعَرِّقَة بقوَّةٍ وبِعَمَل الحديد. والرّفادة : مُثَلَّث يُتَّخَذ من الكُرْباس (٢) وغيره ، ثمّ يُحْشَى ويُحاط بكلّ زاوية منه ما يُربط به. وأكثر ما يُتَّخذ دائرة من الخشب توضع على الفَتْق وتربط عليه ، وهى رديئة لأنّها تُوَسِّعُه.

وأمّا الكلام على تشريح الثَّرِب والصِّفاق فشرح كلّ واحدٍ منهما فى مَحَلِّه. وأدْوِيَة فِتاق : اتُّخذت من أخلاط على غير دراية.

والفِتاق : طعام يُفْتَق ، أى : يُخلط بدهن الزَّنبق ونحوه كى تَفوح رِيحه. حكاه الخليل (٣).

فتك :

الفَتْك : القَتْل. والغَدْر.

وفى الحديث : (الايمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ) (٤).

وفَتَكَتْ بهم الأدواءُ والعِلَل : أفْنَتْهُم.

والفَاتِكَات والفَواتِك : المهلِكات من أمراضٍ وغيرها.

فتل :

فَتَلَهُ المتطبِّب ، أى : خادَعه وخَدَعَه ، وذلك فيمن لم يُحسن الصَّنعة ، ولم يكن له دُستور فيها.

والفَتِيل : الشّقّ يكون فى النواة ، وهو السَّحاة.

والفَتْلَة : نَوْر العِضاه.

والفَتْلاء : العَبْلَة الضّخمة الذّراعَين والسّاقَين.

١٣١

فتن :

الفَتّانات : الأوبئة المهلِكة. والفَتَّان : الشّيطان. والفِتْنَة : الابتلاء.

والعَيش فَتْنان ، أى : لَونان. قال أبن أحمر :

والحَىُّ كالميتِ ويبقى التُّقَى

والدَّهر فَتْنَان ، فحُلْوٌ ومُرّ (٥)

فتى :

الفَتَاء : الشَّباب. والفَتَى : الشّابّ من كلّ شىء ، والسَّخِىُّ ، والفَتِىُ الكامل مِنَ الرِّجال. والجمع فِتْيان. والفَتاة والفَتيّة : الشّابّة والجمع فَتيات.

وقيل الفَتاء : المصدر من الفَتِىّ السِّنّ ، قال الشّاعر :

اذا عاشَ الفتَى مائتين عاما

فقدْ ذَهَبَ اللّذاذةُ والفَتاءُ (٦)

والفَتَى : العَبْد. والفتاة : الأمَة.

وأفْتاهُ فى الأمر : أبانه له ، وأفْتَى : أحْدَث حُكما. وفى الحديث : (الإثم ما جال فى النَّفس وتردَّد فى الصِّدر وان أفْتَاك النّاسُ وأفْتَوْك) (٧). أى : وإنْ جعلوا لك فيه رُخْصَة وجَوازا.

فثأ :

انْفَثَأَتِ الحمَّى : زالت ، أو انكسرت حِدَّتُها.

ويقال لكلّ شىء انكسرت حِدَّته ، انْفَثَأَ ، وفَثأه غيره. قال الخليل ، رحمه‌الله. فَثَأَت الشّمسُ الماءَ : كَسَرَتْ مِنْ بَرْدِه (٨).

١٣٢

فثر :

الفَاثُور : ما يُسمِّيه العوامّ فى العراق" الطّسْتْ خَان" ، ويسمَّى فى الشّام الخِوان المتَّخَذ من الرُّخام.

فجل :

الفُجْل والفُجُل : نبات معروف ، واحدته فُجُلَة وفُجْلَة. وأقوى ما فيه بذره ثمّ قشره ثمّ ورقه ثمّ لحمُه. ودُهْنُه فى قوَّة دهن الخِرْوَع. والبرّىّ يشاركه فى أفعاله الّا أنّه أقوى. وهو حارّ فى الأولى رَطْبٌ ، وبذره حارّ فى الثّالثة.

وقال شيخنا العلّامة : هو مُوَلِّد للرِّياح ، وبذرُه محلِّل لها وفيهما تلطيف قَوِىٌّ. ومَسلوقه أكثر تعذيةً لمفارقته الدَّوائيَّة. وغذاؤه بلغمىّ قليل ، وفيه جوهر سريع الى التَّعَفُّن. وورق الربيعىّ بمنه اذا سُلِقَ وأُكِل بالزَّيت غذّى أكثر من الأصْل. وينفع بذرُه من النَّمَش ، والكَلَف ، والبَهَق الأسود وهو مع الكُنْدُس طَلاءً ، وخُصوصا فى الحمّام ، ومن القُوَباء ووَرَم الطّحال مع الخلّ ضِمادا. وينفع من وَجَع المفاصل ومن الاختناق العارِض من الفطر القتّال. ويزيد فى اللّبن.

وعُصارته ودُهنه نافعان من الرِّيح فى الأذن جدّاً. والمطبوخ منه صالح للسُّعال العَتيق والكَيْمُوْس الغليظ المتولِّد فى الصَّدر. وإنْ طُبِخ مع السُّكُنْجُبِيْن وتُغُرغِرَ به نفع من الخَنّاق. وهو بعد الطّعام يلين البطن ويُنَفِّذ الغذاء وقَبْلَه يُطْفِئه ولا يَدَعْهُ يستقرّ ، يُسَهِّل القَىء ، وخُصوصا قشره بالسُّكنجبين. وإنْ أُكِل بعد الطّعام هَضَمَه ، وخاصّه ورقه. وماءُ ورَقِه يفتح سُدَد الكبد ، ويُزيل اليَرَقان. قال بعضُهم : وَرَقُه يَهْضِم وجِرْمُه يُغْشِى ، وبذرُه يحلِّل النَّفْخ من البطن ، ويُسَهِّل خروج الطّعام ، ويُشَهِّى ، ويُذْهِب وَجَع الكبد ، وماؤه جيّد

١٣٣

للاستسقاء. وهو ينفع من نَهْش الأفعَى والعقرب. وبذرُه ينفع من السُّموم والهَوام. واذا وُضِع مَشْدُوْخُه أو ماؤه على عَقْرَب ماتتْ. وانْ لدَغت العقربُ مَنْ أكَلَه لم تَضُرَّه. وهو مُرَكَّب مِنْ جَوْهَر غليظ أرضىٍّ عَسِرِ الهَضْم ، ولا يَنْهَضِم.

وقول الشّيخ العلّامة أنّه حارّ فى الأولى رَطْب ، ففيه مَقال ، أمّا حرارتُه فظاهرةٌ لحَرافة طعمه وتَفتيحه وتَنفيذه لغَلَبة الجزء النّارىّ الذى فيه ، وضَعْف الجزء الأرضىّ البارد. وأمّا أنّه رطب فممّا لا يصحّ لأنّ الأرضيّة شديدة اليُبوسة ، والنّاريّة يابسة ، فلذلك يجب أنْ يكون يابِساً. وقد قال جالينوس : انّ الفجل يُسَخِّن فى الدَّرجة الثّالثة ، ويُجَفِّف فى الثّانية. وأمّا البرّىّ فهو أقوى فى الأمرَين جميعا.

قال بعضهم : وأُوْقِيّة من عصير أغْصانه بلا وَرَق اذا شُربت على الرِّيق فَتَّتَت الحَصاة ، صغارها وكبارها من المثانة ، مُجَرَّب.

واذا قُوِّرَ رأسُ فُجْلَة وفُتِّر فيها دُهْنُ وَرْد وقُطِّر فى الأذن أبْرأ وجعَها سريعا ، مُجَرَّب.

فجن :

الفَيْجَن : السَّدَاب ، وتقدّم. قال ابن دريد : ولا أحسبها عربيّة صحيحة.

وأفْجَن الرَّجل : دامَ على أكلِه.

فحج :

الفَحَج : تَباعُد ما بين السّاقَين.

١٣٤

فحا :

الأفْحاء : أبازِيْرُ الطّعام ، واحدها فَحَا ، كالحسَا والقَفا والوَعا ، وقد يُكْسَر. وفى الحديث : (مَنْ أكَل فَحا أرضِنا لمْ يَضرّه ماؤها). هو تَوابل القِدْر كالفُلْفُل والكَمُّون ونحوهما. وقيل هو البَصل. وفَحْوَى الكلامِ وفَحاه : معناه.

فخت :

الفاخِتة ، واحدة الفَواخِت ، وهى نوع من الحَمام المطوَّق ، ولحمها حارّ ياس ينفع المفلوجين. وفَخَتَت الفاخِتة : صَوَّتَت.

فخذ :

الفَخِذ : ما بين السّاق والوَرك ، وفيها لغات تُذكر فى (ك ب د). والجمع أفخاذ. قال سيبويه : ولم يُجاوزوا به هذا البناء. ويجمع غالبا على أفخاذ فى القِلّة والكثرة. وجاء فيه بناءان آخران كنُمور ونَمِر أى فُخوذ وفَخِذ. وهى عظم ليس فى البدن أعظم منه ، مُحَدَّب من الأمام مُقَعَّر من الخَلف وله فى أعلاه زائدة مُستدبِرة تسمَّى بالرُّمّانة تدخل فى حُقّ الوَرِك ، وفى أسفله زائدتان تسمَّيان بالجَوزتَين تدخلان فى نُقْرَتَى القَصبة العُظْمَى من السّاق.

فدر :

فَدَر فُدُوراً : اذا عَجَز عن الجماع أو أعيا. وهو مذكور فى موضعه.

والفِدْرَة : قطعة من اللّحم المطبوخ البارد.

١٣٥

فدع :

الفَدَع : عِوَج فى الرُّسْغ ، خِلْقَهً بحيث تنقلب منه اليد أو الرِّجْل الى انْسِيِّها ، وقد يكون فى المفاصل كلّها.

فدغ :

الفَدْغ : الشّقّ.

والذَّبْح بالحجَر : فَدْغٌ.

وفَدَغْتُ القَرْحَة : اذا فتحتَها قَبْلَ أوانِ نضجِها.

فدم :

الفَدْم : العِيُّ عن الحُجَّة والكلام مع ثِقَل ورَخاوة وقِلّة فَهْمٍ.

وفى الحديث : (مُفَدَّمَة أفواهُهم بالفِدام) (٩). قال الهَروىّ : يعنى أنّهم مُنِعُوا الكلامَ حتّى تتكلّم جوارحهم تَشبيها بالفِدام الذى يُجعل على الابريق. والفِدام والفَدام والفَدّام : شيء تشدّه العَجَم والمجوس على أفواهها عند السَّقي ، والمِصفاة. وابْرِيْقٌ مُفَدَّم : عليه مِصفاة ، والسّافى مُفَدِّم ، والابريق الذى يَسقى منه مُفَدَّم ومَفْدُوْم. وأنشد الخليل ، رحمه‌الله :

مُفَدَّمَة قَزّاً كأنّ رِقابَها

رِقابُ بَناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ (١٠)

فربن :

الفَرْبَيُوْن : صَمْغ معروف. حارّ يابس فى الرّابعة. وأجْوَدُه الصّافى الحادّ الرّائحة

١٣٦

الأصفر اللّون. وتبقَى قوّته الى سِتِّ سنين ثمّ تضعُف قليلا الى العاشرة. وهو دواء أكَّالٌ مُحْرِق يُخرج الماءَ الأصفرَ بقوّةٍ ، والبلغمَ اللَّزج من الوَركين والظّهر ، ولذلك ينفع من عِرْق النِّسا ومن أوجاع المفاصل الباردة ومن الفالج والخدَر واللِّقْوَة (١١) والقُولنج وبَرْد الكلى ، ومن لسع الهوامّ طلاءً فى بعض الأدهان. ويُسقط الأجنّة شربا لازلاقه لها مع الرُّطوبات التى تُخرجها. وهو يَضُمُّ فَمَ الرَّحم جدّاً حتّى يمنع الوِلادة ، ويُسقط الجنين حُمولا لتجفيفه رُطوبات الرّحم ، ويَضُرّ المحرورين. والشّربة منه قيراطان واصلاحه بالصّمغ والكَثيرا. واذا اسْتُعْمِل مع المُقْل والأشَقّ والسَّكْبِيْنَج كان أقوَى فِعلاً لجميع ما ذكرنا مِنْ مَنافعه. وبدله الجَنْدبِيْدِسْتَر أو الحِلْتِيْت.

فرج :

الفَرْج : العَورة والشَّعَر. والأفْرَج : الذى لا تلتقى الْيَتاه لعِظَمِهِما. ورجل أفْرَج الثّنايا : أفْلَجُها. والفَرُّوْج والفُرُّوج : فَرْخ الدّجاج ، ولحمه سريع الانهضام والدّم المتولّد منه متوسّط بين اللّطيف والغليظ مُلَيّن للطّبيعة ، وهو بارد رطب باعتدال. وهو صالح للنّاقهين ، ومضرّته بالكبد الحارّة. واصلاحه بما يُرَطِّب ، وبدله الدّرّاج.

فرح :

الفَرَح : انبساط الرُّوح الحيوانىّ عند الانفعال النّفسانىّ ، طلَباً لملاقاة ما تُحِبّ. والمُفَرَّح : دواء معروف.

وسمعت الشّيخ يقول : الأدوية التى تُفَرِّح :

١٣٧

ـ امّا أنْ تُفَرِّح بشىء من العِلل المعروفة مِثْل تأثُّر الرُّوح بالشَّراب ، أو تنويرها باللّؤلؤ والابرِيْسَم ، أو جمعها ومنعها عن أنْ يُسرِع اليها التّحليل بالكابلى والكهربا والبَسْد (١٢).

أو تعديل مزاجها بالتّسخين بالدَّرْوَنْج (١٣) أو بالتّبريد بماء الورد والكافور ، أو تقوية مزاجِها بالملائمة الطّبيعيّة بالعقاقير الطّيّبة الرّائحة والحلوة كلسان الثَّور وحَجَر اللّازورد أو اجتماع أسبابٌ مِنْ هذه كما فى البَسْد والدّرونج ولسان الثّور ،

ـ وامّا أنْ تُفَرِّح بخاصّيّة مجهولة كالياقوت أو بخاصّيّة مقارِنة لشىء ممّا ذُكِر كالمِسْك والعَنْبَر فانّهما يُفَرِّحان بالخاصّيّة وبالرّائحة الملائمة للرّوح. ورُبّ التّفّاح بالخاصّيّة.

واذا كان مزاج الرّوح حارّا جدّا فُرِّح مع الخاصّيّة المجهولة بعِلَّة معلومة وهى التّبريد ، وكالدَّرونج فانّه يُفَرِّح بالخاصّيّة.

واذا كان مزاج الرّوح باردا فُرِّح مع الخاصّيّة بتعديل مِزاج الرّوح وتسخينها.

والأدوية القلبيّة التى هى الكَاوَرْس والأصول :

ـ فامّا قريبة من الاعتدال وهى الياقوت والفَيْرُوْزَج والذّهب والفضّةولسان الثّور ،

ـ وامّا حارّة وهى كالدَّرْوَنْج والجَدْوار والمِسْك والعَنْبَر والزّرنْباد والابريسم والزَّعفران والسّبَهْمَنان (١٤) وهما علاجان ظاهرا النّفع ، والقرنفل عجيب جدّا ، والقاقُلّة والكَبابة (١٥) وورق الأُتْرُجّ والسّادَج الهِندىّ والرّاسَن.

ـ وامّا باردة وهى كاللّؤلؤ والكَهْرَبا والبَسْد والكافور والصَّنْدَل والورد والطّباشير والطّين المختوم والتّفّاح والكُزْبُرَة اليابسة.

١٣٨

فرخ :

الفَرْخ : ولد الطّائر. هذا هو الأصل ، وقد استُعمل فى كلّ صغير من الحيوان والنّبات.

والفَرْخ : مُقَدَّم الدِّماغ.

وأفْرَخ الدّاء : بانَت علاماته ، وتوضَّحت ماهيّتُه.

وأفْرَخَت عنه الحمَّى : سَكَنَتْ ، وتَركت على جِلده بُثورا.

فرد :

الفَرْد : الذى لا نَظير له ولا مَثيل.

والفَرْد : الجانب الواحد من اللّحى ، كأنّه يُتَوَهَّم مُفردا.

والفَريدة : الجوهرة النّفيسة كأنّها مُفْرَدَةٌ فى نوعها.

وعِلّة فارِدَة : لم يَكن بها عَهْدٌ من قبل.

والفارِدَة ، أيضا : ما استعصَى علاجها ، وكأنّها بَهْمَاء لا تُعْرَف.

والفَريد : الجاوَرْس ، وهو الشَّذْر ، الواحدة فَريدة.

فردس :

الفِرْدَوْس : البستان الذى يجمع كلش ما يكون فى البساتين. فارسىّ مُعرَّب. والفَرْدَسة : أن يَصرع الدّاءُ المريضَ فيشفى به على الهلاك.

فرزج :

الفَرْزَجَة : دواء ركَّبه أبقراط يُسْقِط الجَنين.

١٣٩

فرس :

الفَرَس : واحد الخيل. الذَّكر والأنثَى فى ذلك سواء. وحكى ابن جنِّى فى الأنثى فَرسة والجمع أفراس.

والفَرْسَة بالفتح عن أبى عبيدة وبالكسر عن غيره : رِيْح الحَدَب لأنّها تقوِّس الظَّهْر ، أى : تحدِّبه. والأطبّاء يقولون : رياح الأفْرِسَة ، وهو الخطأ. وقيل هى قَرْحَة تكون فى الحدَب. وعن الجوهرى : هى رِيح تأخذ فى العُنُق فتَفْرسُها. وعن أبى زيد هى قَرحة تكون فى العنق فتفرسها ، أى : تدقُّها.

والفَرَاس : تمر أسود.

والفَرْس : دَقّ الأدوية وأخلاطها.

وفَرَسَتْهُ الحُمَّى : نَهَكَتْهُ.

وانْفَرَس جِلْدُه من القُوَباء : اذا تَفَسَّر وتَشَقَّق. ويُعالَج باسْهال الطّبيعة ، والضّمادات لطوخا ، ممّا يُذكر فى أبوابه.

والفِرْس : نَبْت.

فرسك :

الفِرْسِك : ضَرْب من الخَوْخ. أملس أحمر ومنه أصفر. وخصائصه مثل خصائص الخوخ.

فرسن :

الفَراسْيون ، قال ديقوريدوس : نبْت ذو أغصان كثيرة مَخرجها من أصل واحد وعليه زَغَب يَسِيْرٌ ولونه أبيض وأغصانه مربّعة وله ورق فى قَدْر اصبع الابهام

١٤٠