الماء - ج ٣

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٣

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

غرمل :

الغُرْمُول : الذَّكَر الضَّخْم الرّخْو. صفة مُستبشَعة لا علاج لها. أمّا رخاوته فربّما نفعتْ فيها الأدويةُ التى تُعين على الباه ، وذكرناها فى غير موضع بحسب ألفاظها.

غرنق :

الغُرْنُوق : الشّابّ الأبيض الطّويل الجميل. وطائر مائىّ طويل العُنُق أبيض اللّون والقوائم ، سُمِّي به لبياضه. وقيل الكركي ، وقيل هو طائر يُشبهه ويقال له أيضا : الغِرنِيق ، والجمع غَرَانِيق.

غزر :

الغَزير : الكثير من كلّ شىء. والغَزيرة من ذوات اللّبن : الكثيرة الدَّرّ.

غزز :

الغُزَّان : الشِّدْقان ، الواحد : غُزّ.

والإغْزاز : تعسُّر الحمل ، أَغَزَّت المرأة فهى مُغِزٌّ.

غزل :

الغَزال : ولد الظّبية الى أنْ يَقوَى ويطلع قرناه. والجمع غِزْلَة وغِزْلان ، والأنثَى غَزالة.

١٠١

غسق :

الغَسَق : ظُلمة أوّل اللّيل. وغَسَقَ اللَّيل : اشتدّت ظُلمَته. واللّبن انصبّ من الضَّرع والجرح : سال منه ماء أصفر. وغَسِقَتْ عينُه وغَسَقَت : أظْلَمَتْ وأدْمَعَتْ. والغاسِق : القمر اذا كُسِف لظُلمته أو الثّريّا اذا سقطتْ عند كثرة وجود الطّواعين والأسقام ، وقوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (١٣) ، قيل : المراد القَمر اذا دخل فى الكُسوف. وقال ابن عباس : أى من شَرّ الذّكَر اذا أنْعَض (١٤).

غشي :

الغَشْي : الإغماء : يقال : فلان غُشِي عليه غَشْياً وغَشَياناً : أُغْمِىَ عليه ، فهو مَغْشِيٌ عليه. والاسم الغَشْيَة.

والغَشْي : تعطيل جُلِّ القُوَى المحرّكة والحسّاسة لضعف القلب واجتماع الرُّوح كلّه اليه أو لاستفراغه. وسببه إمّا امتلاءٌ من مادّة خانقة للرّوح بالكثرة ، أو لاستفراغ مُحَلِّل لها ، أو لانعدام بديل لما يتحلّل ، أو وجع شديد ، أو ضعف فى البدن كلّه ، أو وصول قوَّة مضادَّة بالجوهر لمزاج الرُّوح مثل شَمّ الهواء الوَبائىّ ونتن الجِيَف ونُفوذ قُوَى السُّموم الى القلب.

والغَشْي الذى يقع فى ابتداء الحُميّات فهو عن أخلاط لزجة أو لذّاعة ، وقد يكون عن الدّماغ اذا حدثت به سُدَّة ، وعن المعدة لقُربها من القلب ، وقد يكون عن اختناق سُمِّى فى الرّحم ثمّ يصل الى القلب والدّماغ ، امّا عن كثرة المنىّ واحتباسه فى أوعيته واستحالته الى كيفيّة سمِّيَّة يرتفع عنها بُخار ردىء الى القلب والدِّماغ بتوسُّط الشَّرايين والأوردة ، وامّا عن احتباس دم الطَّمث

١٠٢

وكثرته فى الرّحم فيعرض عن المنى.

والكائن عن استفراغ الرّوح فامّا عن اسهال متتابع أو رُعاف أو نزف دم من عضو آخر كأفواه عُروق المقعدة أو الجراحة.

وأمّا الغَشْي الذى يعرض بعد الفَصْد فانّه لا يكون مُخيفا لأنّ القوّة الحيوانيّة معه قويّة.

وقد يسبّبه الوَجع لأنّه يوجبه لفرط تحليله للرّوح كما فى القُوْلنج وفى اللّذع المُفْرِط فى الأعضاء الحَسّاسة.

والغَشْىُ المستحكِم يتصَعِّب علاجُه جدّاً ، وخُصوصا اذا أدَّى الى اخضرار الوجه وانتكاس الرّقبة.

والعلاج :

ـ أمّا فى وقته فرَشٌّ الوجهِ بالماء البارد وتناول الموصوفات الطّبّيّة من الطّيوب والطّعام وسقى دواء المِسْك المذاب فى ماء التّفّاح أو ماء الورد ، ولِشَمّ الخيار خاصّيّة فيه مُجَرَّبَة وخُصوصا فى عِلاج الصّفراوىّ ، وتُنْطَل أطرافهم بالماء البارد ونواحى أعضائهم الرئيسة بماء الورد. وانْ كان السّبب السّمّ جُرّعَ ماء الورد المحكوك به حجر البادْزهر الحيوانىّ ودواء المِسْك المذاب فى ماء الورد. ـ وأمّا فى غير وقته فيُعالَج كلّ سببٍ بعلاجه.

وانْ كان هناك امتلاء فى فم المعدة فالقَىء جيّد جدّا ، أو فى غير فَمِها كما فى اختناق الرّحم فعلاجه :

ـ أمّا فى وقت النَّوبة فشَمّ الأشياء الكريهة كالجَنْدْبِيْدِسْتَر والقَطران والنّفط ونحوا لأجل تحليل البُخارات وتَسَفُّلِها ،

ـ وأمّا فى غير وقت النَّوبة فتنقية البدن بالحبوب والايارجات الكبار.

١٠٣

ـ وانْ كانت المرأة غير متزوّجة فتُزَوَّج.

ـ وإنْ كان عن استفراغٍ فسَقْي ماء اللّحم.

ـ أو عن بَرْد فسَقْي الماء المغلىّ فيه الزّنجبيل والقرنفل ونحوهما.

ـ أو عن حَرّ فسقي اللّبن الحامض المذاب بالماء البارد.

ـ وأمّا الذى يعرض لمن لم يَعْتَدْهُ ولأصحاب المعد الضّعيفة والأبدان التى تغلب عليها المِرَّة الصّفراء. وهؤلاء يجب أنْ يُسْقَوا قَبْلَ الفَصْد شيئا من الرُّبوب المقوِّية للمعدة والقلب.

ودَلْكُ الأطرافِ والمعدة وتسخينُهما بمثل دهن النّاردين ودهن الخَرْدَل نافع جدّاً. والحمّام جيّد لمن يعتريه الغَشْي عن هَيْضَة أو ذَرَب (١٥).

والغِشا ، والغِشاوة والغِشوة : الغِشاء.

وغِشاء كلّ شىء : ما تَغَشّاه ، كغِشاء البَصَر والقلب وغيرهما ، قال تعالى :

(وَعَلى أَبْصارِهِمْ شاوَةٌ) (١٦) وقُرِئ" غِشْوَةٌ" كأنّه رُدّ الى الأصل ، لأنّ المصادر كلّها تُرَدّ الى" فَعل" والقِراءة الجيّدة غِشاوَةٌ.

وكلّ ما كان مُشْتَمِلا على الشَّىء فهو مبنىّ على فِعالة نحو الغِشَاوَة والعِصاوة والعِمامة ، وكذلك أسماء الصّناعات لاشتمال الصّناعة على كلّ ما فيها كالخياطة والقِصارة ونحوهما.

وغِشيانُ الرَّجِل المرأةَ ، معروف ، والفِعْل منه غَشِيَها يَغْشَاها.

غصص :

الغُصَّة : شَجا يَعرض فى الحَرْقَدَة من ألَم نفسانىّ.

ويَغَصُ بالماء شاربُه ، مَثَلٌ لشدّة الألَم والحُزن.

١٠٤

غصن :

الغُصْن ، غُصْن الشَّجرة ، معروف. والجميع : غُصون وأغْصان وأغْصِنَة. الأخيره عن الخليل (١٧) رحمه‌الله.

غضب :

الغَضْب : الأسَد. والغَضَب : ضِدّ الرِّضَى وهو غَلَيان الدّم فى القلب وانبساط الرُّوح الحيوانىّ عند الانفعال النّفسانىّ طلَبا للانتقام.

وأمّا الرّوح الحيوانىّ فالقوّة التى اذا حصلت فى الأعضاء هيَّأتها لقبول الحسّ والحركة وأفعال الحياة. ويضيف الحكماء اليها حَركات الخوف والغضب لما يجدون فى ذلك من الانبساط والانقباض والعارِضَين للرّوح المنسوبَين الى هذه القوّة.

قال الفارابىّ : لَمّا اعتقدت الأطبّاء أنّ الرّوح الذى فى القلب صُورته هذه القوّة ورأوا ذلك الرّوح يعرض له عند الأحداث النّفسانيّة انبساط وانقباض ، أمّا الانبساط فكما عند الغَضَب والفرح ، وأمّا الانقباض فكما عند الخوف والغَمّ ، وقد ثَبت عندهم أنّ حركة كلّ روح انّما هى بتحريك القوّة التى هى صورتها ، فوَجَب أنْ تكون حركات الانفعال التى تعرض فى الرّوح عند الأحداث النّفسانيّة من أفعال هذه القوّة.

وأمّا فى الحقيقة فانّ مبدأ تلك الانفعالات هو من القُوَى النّفسانية وتأثير موقع الأفلاك والأجرام السّماويّة.

ونُقل عن أطبّاء اليونان أنّ كلّ واحد من الانفعالات التى تُسَمَّى بالأحداث النّفسانيّة فانّه يلزم حركةً من الرّوح الحيوانىّ وهذه الحركة امّا أنْ تكون الى

١٠٥

داخلٍ أو الى خارجٍ أو اليهما معاً. والتى الى داخل قد تكون دُفْعةً كما فى الرَّعب ، وقد تكون قليلا قليلا كما فى الغَمّ. والتى الى خارج قد تكون دُفْعَةً كما عند الغَضَب ، وقد تكون قليلا قليلا كما عند السّرور والفرح واللّذّة. والتى اليهما معا قد تكون الى الخارج أظْهَرَ كما عند الخجَل وقد تكون الى الدّاخل أظْهَر كما عند الهَمّ.

وذكر الفارابىّ أنّ حركة الرّوح فى الخجَل والهَمّ الى خارجٍ وداخلٍ ، لأنّ الخجل كيفيّة نفسانيّة تتبعها حركة الرّوح الى داخل البدن وخارجه ، لأنّه كالمركَّب من فزع وفرح ، فانّ النّفس تنقبض أوّلاً الى داخلِ الباطنِ لأجل الأمر المخجل فيصفرّ اللّون ثمّ يعود العقل فينبسط القَبْض بتحقير ذلك الأمر فيحمرّ اللّون. والهمّ كيفيّة نفسانيّة تتبعها حركة الرّوح الى داخل وخارج لحدوث أمرٍ يَتَصَوَّر منه خيرا أو شرّا ، اذْ هو مركَّب من رجاء وخوف فأيّهما غلَب على الفكر حرّك النّفس الى جهةٍ. فانْ غَلَب الخير المتوقَّع تحرّكت الى خارج وانْ غَلَب الشّرّ المنتظَر تحرّكت الى داخل.

والغَضُوب : الحيّة الخبيثة. والغَضْبَة : لحمة فى الجفن الأعلى خِلقةً. وجِلْدَة الرّأس والغُضاب والغِضاب : القَذَى فى العَين والجدري أو أىّ داء غيره يخرج بالبدن يشبهه. والغَضَب : ما بين الذّكَر الى الفخذ.

غضرف :

الغُضْرُوف : عُضْوٌ بسيط متوسِّط فى الصَّلابة واللِّين ، فالعَظْم أصلب منه وهو أصلب من باقى الأعضاء. وهو بارد يابس وله منافع منها أنّه متوسِّط بين العظام والأعضاء اللّينة لئلّا يتأذَّى ما هو لَيّن بما هو صُلْب.

١٠٦

غضض :

الغَضِيضُ : الطّري الذى لم يتغيَّر كالغَضّ. والغَضِيض : الطَّرْف الفاتر ، وفُتوره امّا خِلْقَةً وامّا حياءً. فالأوّل كقول كعب :

وما سُعاد غَداةَ البَين اذْ رَحَلُوا

الّا أغَنّ غَضيض الطَّرْف مَكْحُولُ (١٨)

والذى يكون حَياءً ، فكقوله ، تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) (١٩) والغَضَاض ، والغُضاض : العِرْنِين وما والاهُ من الوَجْه.

غضن :

الغَضْن : كلّ تَثَنٍّ فى الجلد أو غيره. والجمع : غُضُون. والمُغاضَنة : كسر العَينين لِريبة. والأَغْضَن : الكاسر عينَه خِلْقَةً أو عَداوة أو تكبّرا.

وأغْضَنَت الحمَّى : دامت.

وأَغْضَن الحبّ : دام.

غضي :

الغَضَا : شجر معروف وهو كثيرٌ بنَجْد واحدته غَضاة. والإغضاء : أدْنَى الجُفُون. وغَضَى الرَّجل وأغْضَى : اذا أطبق جفنيه على حدقتيه. ويقال : أغْضَى جفنيه على القَذَى اذا صَبر على الأذى.

ويقال : أَغْضَى اللّيل : اذا أظْلَم. وليلة غاضِيَة : شديدة الظُّلْمَة. ونار غاضِيَة : عظيمةٌ مُضيئة. وهو من الأضداد.

وتَغاضَيْت عن فلان : اذا تَغافلت عنه.

١٠٧

غطط :

الغَطِيط من النّائم : صوتُه الذى يَخْرُج مع نَفَسِه ، وهو تردُّد الصَّوت حيث لا يجد مَساغا.

غطى :

الغِطَاء : ما يُغَطَّى به. ويقال : فلان مُغَطَّى القِناع : اذا كان خامل الذِّكر. قال حسّان :

رُبَّ عِلْمٍ أَضَاعَهُ عَدَمُ المالِ

وجَهْلٍ غَطَى عليهِ النَّعِيْمُ (٢٠)

قال ابن الأعرابىّ : يُحكى أنّ حسّان صاح قبل النُّبوَّة ، فقال : يا بَنى قَيْلَة فجاء الأنْصار يُهْرَعُون اليه ، فقالوا : ما دهاك؟ فقال : قلتُ بيتاً أخاف أنْ أموت فيدَّعيه غيرى. قالوا : فأنْشِدْهُ لنا. فأنْشَدَهُم البيت المذكور.

وغَطَى فلان : اذا امتلأ شبابا ، غَطَى يَغْطِي غَطْياً ، فهو غَاطٍ. قال :

يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ معاً

وأخْطأتْهُ عُيونُ الجِنّ والحَسَدِ (٢١)

 غفت :

الغَافِت ، من الحشائش الشّائكة ورقه كورق الشَّهْدانَج وزهره كالنَّيلوفر ، وهو المستعمل وكذا عُصارته. وهو حارّ فى الأولى يابس فى الثّانية. وفيه جَلاء وقَبْض يَسيرٌ ومَرارةٌ شَديدة ، جيّد الابتداء لداء الثَّعلب وداء الحيّة. وعُصارته نافعة من الجرَب والحَكّة اذا شُربتْ بماء الشّاهْتَرَج والسّكنجبين. ومن أعراض

١٠٨

الاستسقاء. وحَشِيشَتُه نافعه من أوجاع الكَبد وسُدَدِها. ويُقوّيها. ومن أورامها وأورام المعدة ، ومن صَلابة الطّحال ، ومن الحميّات المزمِنة. وبدله وزنه أسَارون ونصف وزنه أفْسَنْتِيْن. وقد رأيتُ وَرَقَه وهو جافّ لونُه ما بين الخُضْرة والصُّفْرَة. والشّربة منه من درهم الى مثقال. وقيل أنّه يضرّ بالطِّحال ويُصلحه الأنِيْسُون. وقيل يضرّ بالأنثَيين ويُصلحه الورد.

غفر :

المَغَافِير : شَيء كالنّاطِف يُنضجه العُرْفُط وغيره ، حُلو يؤكل ، غير أنّ رائحته ليست بطيّبة. والواحد مِغْفَر ، وهو حارّ وفيه تحليل.

وصمغ الإجّاصة : المِغْفَار.

والغِفَارَة : ما يُشدّ عند الجرح لِيَقي من سَيلان الدَّم.

غفو :

الغَفْوَة : النَّومة الخفيفة ، وفى الحديث : (فغَفَوْتُ غَفْوَةً) (٢٢). أى : نِمت نَومة خفيفة. والغَفا : الشَّيء الرَّذْل. وقد أغْفَى الطَّعامُ : كثُرت نخالته.

غلث :

غَلَثَتْ صِحَّتُه : تَناوبتْ عليه عِلَلٌ مُختلفة مُتضادّة يَعْسُر علاجها.

غلس :

الغَلَس : ظُلْمَة آخِر اللّيل اذا اخْتَلَط بضوء الصّباح. وذَكروا أنّه أوّل الصُّبح

١٠٩

يَنتشر فى الآفاق ، وسَواد مختلط ببياض وحُمْرة.

وفى الحديث أنّه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان يُصَلّى الصُّبح بغَلَس (٢٣).

غلق :

الغَلْقَة والغِلْقَة : شَجرة مُرَّة جدّا تكثر فى الحبَشة والحجاز. لا تؤكل وانّما تُدْبَغ بها الجلود. والحبشة يطبخونها ويَسْقُون بمائها السِّلاح فلا يصيب أحداً الّا قَتله.

غلصم :

الغَلْصَمة : لحمٌ صفاقىّ لاصِق بالحنَك تحت اللهاة مُتَدَلّ مُنْطَبِقٌ على رأس القَصبة. وهى رأس الحلقوم. وهو الموضع النّاتِىء فى الحلق والجمع غَلاصم.

غلف :

الغُلْفَة : جِلْدَة الذَّكَر. وغُلام أَغْلَف : لم يُختن.

وغِلاف الكتاب ، معروف ، وهو جِلْدُه.

ويقال للحاجِم : أَغْلِفْ أَدَوَاتك ، أى : اجعلْ لها غِلافا ؛ وغَلِّفْ مثله.

غلل :

الغَلِيل : شدّة العطش وحرارته. وحرارة الحُبّ والحزن.

والغَلل : الماء الجارى. وأغَلّ الجازر والسّالخ : اذا تركا فى جِلْد الذّبيحة شيئا من اللّحم من غير عِلْم أصحابها.

١١٠

وفى الحديث : (لا إغْلال ولا إسلال) (٢٤). فالإغلال الخيانة. والاسلال : السّرقة. قال :

جَزَى اللهُ عنّا جَمْرَةَ ابْنَةَ نَوْفَلٍ

جَزاءَ مُغِلٍ بالأمانةِ كاذِبِ (٢٥)

وأدْواء مُغِلَّة : غامضة ، واحدها : داء غَالٌ.

وغَلَلَتُ الدّواءَ فى حُلقومه ، ووَجَرْتُه ، سَواء ، وذلك اذا أكرهتَه على تجرُّعه. وتَغلغَل الدّاءُ فى بدن فلان : اذا استشرَى فيه وانتشر.

والغَلِيل : النَّوى يُخلط بالقَتِّ تَعلفه النّاقة. قال علقمة :

سُلّاءة كعَصا النَّهْدِىّ غُلَ لها

ذُو فَيئةٍ مِنْ نَوَى قُرّانَ مَعْجُومُ (٢٦)

غلم :

الغُلْمَة : هَيجان شَهوة النِّكاح من الذَّكَر والأنثى. وفى الحديث : (خَيْرُ النّساء الغَلْمَاء على زوجها) (٢٧).

والغُلام : الطّارّ الشّارب.

غلى :

الغالِيَة : طِيْب معروف مُركَّب من مِسْك وعَنْبَر وعُود. ودُهْن طيّب الرّائحة كدهن البان. وهى حارّة المزاج. وشَمُّها ينفع من الصَّرَع والسَّكتة ويُسَكِّن الصّداع البارد. ويُفَرِّح القلب وينفع من أوجاع الرّحم الباردة. ويُدِرّ الطَّمْث حُمولا. وينفع من أوجاع الأذن الباردة اذا حُلّ فى دهن البان قُطورا. ويُقال

١١١

لكلّ شىء ارتفعَ : قد غَلا وتَغالى. ويُقال : غَلَت القِدْرُ تَغلي غَلْياً وغَلياناً ، ولا يقال غَلِيَت ، قال أبو الأسود :

ولا أقُوْلُ لقِدْرِ القَوم قَدْ غَلِيَتْ

ولا أقولُ لِبابِ الدّار مَغْلُوْقُ (٢٨)

 أى : يُقال مُغْلَق.

غمت :

الغَمْتُ : التُّخَمَة ، يقال : فلان غَمَتَهُ الطَّعامُ : اذا أكَله دَسماً فغَلَب على قلبه وثَقُل أُتْخِم منه.

غمر :

الغَمْر : الماء الكثير ، والغُمْر : الزّعفران أو الوَرس أو الكُرْكُم. والغَمَر : الزُّهومة من اللّحم. والغِمْر : الحِقْد والغِلّ والعَطَش. والجمع أغْمار. والغَمْرَة : الشِّدَّة. وغَمْرَة كلّ شىء : شِدَّتُه. والجمع غَمَرات. وغُمَر.

والغَمْرَة ، أيضا : ما تَطَّلِى به العروسُ من الوَرْس ونحوه ، وهى تمر ولبن يُطْلَى به وجه المرأة حتَّى تَرِقَّ بَشَرَتُها. والغَمِير : حَبُّ البهمَى السّاقط من سُنبله وقتَ يُبْسِه والجمع أغْمَار.

غمض :

الغُمْض والغَماض والغِماض والتَّغْمَاض والتَّغْمِيض والإغْماض : النَّوم. وقد يكون التَّغْمِيض من غير نَوم.

١١٢

غمم :

الغَمّ : الكَرْب على ما مَضَى سُمِّى بذلك لاشتماله على القلب كما سُمِّى السَّحاب غَيماً لأنّه يَغُمّ السَّماء ، أى : يَسترها.

والغَمم : سَيلان الشَّعَر حتَّى يغطّى الوجه والقفا ، قال هُدبة :

فلا تَنْكِحَنْ انْ فَرَّقَ اللهُ بينَنا

أغَمَ القَفا والوَجْهِ ليسَ بأنْزَعَا (٢٩)

وذكر لنا شيخُنا العلّامة ، أنّ للقلب آفتَين ، وهما الغَمّ والهَمّ. فالغَمّ يَعْرُض عنه النّوم ، والهَمّ يَعْرُض عنه السَّهَر. وذلك بأنّ الهَمّ فيه فِكْر فى الخَوف بما سيكون ، فمنه يكون السَّهر ، والغَمّ لا فِكْرَ فيه ، لأنّه انّما يكون بما قد مضى وانْقَضَى.

ولمّا كان القلبُ وعاءَ الدّم ، والغَمّ يُهَيِّج الحرارةَ الغريزيّة ، فتلك الحرارةُ تَعبث بوعاء الدّم هو القلب ، ولذلك كُرِهَ الغَمُ خَوْفَ العَوارضِ المكروهة التى تُهَيِّج الحرارة ، وتُسخِّن المزاج ، فينحلّ الدّم ، ويَنتقض تركيبُ الطّبيعة.

فالهَمّ فَناء القلب ، والغَمّ مرض القلب. فايّاك والغَمّ فإنّه ذَهاب الحياة ألا ترَى أنّ الحىَّ اذا غُمَ تَلَاشَى منه؟!

والتَّغَمْغُم : الكلام الذى لا يَبين. والغِمامة : ما تُشَدّ به الجراحات والكسور. والغَميم : لبن يسخَّن حتّى لغلظ. وغَمَّت عليه الحمَّى ، أى : دامت ، وهو امّا من الغَمّ ، وامّا من التّغطية ، كأنّها قد غَطَّتْهُ.

غمى (٣٠) :

الغَمَى ، والغِماء : الغِطاء. ويقال : غُمِي على المريض وأُغْمِي عليه : غُشِي عليه

١١٣

ثمّ أفاق ، كأنّ المرض ستَر عقله وغطّاه. وجمْع غِماء أغْمية.

ويقال : أغْمَى يومُنا وأغْمَت ليلتُنا : غُمّ هلالها اذا حال دون رؤيته غَيم ، كما يقال غُمَّ علينا. وأصل التَّغمية السّتر والتّغطية.

غندب :

الغُنْدُبة : لحمة صُلبة حوالى الحلقوم. والغُنْدُبَتان : عُقدتان فى أصل اللّسان ، أو هما اللَّوزتان ، والجمع غَنادب.

غنذ :

الغَانِذ : الحَلْق ومَخرج الصّوت.

غنج :

الغَنَج : الرِّياضة. والغِنَاج. وَجَع الصُّلْب والمفاصل.

غنن :

الغُنّة : صوت الخَيْشُوم من الأنف. وغَنَ الوادى وأغَنَ فهو مُغَنٍ. كثر ذُبابه لكثرة عُشبه حتّى يُسمع لأصواتها غُنَّة.

غني :

الغِنَى : ضِدّ الفَقْر ، واذا فُتِح مُدَّ ، وأمّا قول الشّاعر :

١١٤

سَيُغْنِيْنِى الذى أغناكَ عنِّى

فلا فَقْرٌ يَدومُ ولا غَنَاءُ (٣١)

 فانّه يُرْوَى بالكسر والفتح ، فمَنْ رواه بالكسر أراد مصدر "غانَيْتُ" ومن رواه بالفتح أراد الغِنَى نفسَه. والاسم الغُنْيَة والغِنْية.

والغَنِىّ من أسمائه تعالى ، لأنّه الذى يُغْنِى مَنْ يَشاء مِنْ عباده. وفى الحديث :

(ليس مِنّا مَنْ لمْ يَتَغَنَ بالقُرآن) (٣٢). قال أبو عُبيد : كان سُفيان بن عُيينة يقول : ليس مِنّا مَنْ لمْ يَسْتَغْنِ بالقرآن عن غيره.

والأَوْلَى أنْ يكون المراد تحسين الصّوت بالقرآن ، أو تحسين كلمات القرآن فى الأسماع. وذلك قولُه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (ما أذِنَ الله لشىء كاذْنِه لنبىّ يتغنَّى بالقرآن) (٣٣). وقوله ، عليه‌السلام : (زَيِّنُوا أصواتَكم بالقرآن) (٣٤). قال الأصمعىّ : الغِنَى من المال ، مقصورٌ ، ومن السَّماع ممدود ، وكلّ مَنْ رَفَع صوته ووالاه فصوتُه عند العرب غِناء. والغَانِيَة : هى المرأة التى غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحلىّ. وقيل هى الشّابّة المتزوِّجة. وقيل : هى الشّابّة الحسناء العَفيفة كان لها زوج أم لا. وقيل غير ذلك. والجمع : الغَوانى.

غهب :

الغَيْهَب : شِدّة سواد اللّيل ، قاله الخليل (٣٥). والرّجل الخفيفُ الضَّعيف. أو الغافِل ، أو البَليد. وفَرَس غَيْهَب : شديد السَّواد. والغَهَبُ : الغَفْلَة.

غوث :

المُغِيثُ الكبيرُ : مَعْجُونٌ أدخله الحَرَّاني إلى الأندلس. وكان يبيع الشّربة منه

١١٥

بخمسين ديناراً لأوجاع الجَوْف ، وقد ظلَّ تعديل أوزان مركّباته سِرّاً ، فلمّا مات الحرّانىّ تأدَّى لبعض المتطبّبين أن يعمله ، فكثرت أنواعه. وأكثرها لا يفيد ، وانّما هى أخلاط وأوْشابٌ. وقد استعضنا عنه بدَواء مُفْرَد مِنْ قِشْر الرّمّان اليابس وبعض اللّبوب ، وشُهِرَ ، والحمد لله.

غور :

الغار : الجُحْر الذى يأوِى اليه الوحش. وما خَلْفَ الفَراشة من أعلَى الفَم أو هو الذى بين اللَّحيين أو داخل الفَم. وشَجَرٌ عظيمٌ له حَبّ معروف يقع فى التِّرياق.

حارّ يابس فى الثّالثة ، ينفع من السُّموم كلّها ويفتح سُدَدَ الكبد ويسكّن المغَص. وينفع من وَجَع الطِّحال.

ومضرّته بالصَّدْر واصلاحه بالكَثِيرا. والشّربة منه درهم الى درهمين. ودهنه مُسَخِّن ينفع من النَّزلات الباردة.

والغاران : العَظْمان اللّذان فيها العينان.

وغار الماء غَوْراً : ذهب فى الأرض وسَفُلَ فيها.

وغَارَتِ الشّمس تَغُور غِيارا : غَرُبَتْ.

قال أبو دؤيب :

هَلِ الدَّهْرُ الّا لَيلةٌ ونَهارُها

والّا طُلوع الشّمس ثمّ غِيارُها (٣٦)

وغَوَّرَت العِلَّة : اذا تسرَّبت الى الأحشاء ، فيما لا تكون طبيعتها ذلك.

واسْتَغَارَت القَرْحَة : تورَّمت.

١١٦

غول :

الغُوْل : كلّ ما اغتالَ الانسانَ فأهلكه. ومَنْ يَتَلَوَّن ألوانا من السَّحَرَة والجِنّ ، وكلُّ ما زال به العقل ، والجمع : غِيْلان وأغْوُل.

والغَوْلان : حَمْض ، وقيل : نَبْت.

وغَالَه الدّاء يَغُوْلُه : اذا أهْلَكَه. وخافَ غائلةَ دائِه ، أى : شَرَّهُ.

والغَيْل : ارضاع المرأة ولدَها وهى حامل.

غيث :

الغَيْث : المطَر ، والكَلأ الذى ينبت به. وغاثَهم الله ، أَغَاثَهم : أنزل عليهم الغَيث ، ثمّ اتّسع فى كل خَير ورحمة ، ومنه الغِيَاث : وهو ما أَغَاثَك الله به.

غيد :

الغَيَد : النُّعومة.

والأَغْيَد : الوَسْنان المائل العُنق.

والغَيْدَاء : المرأة المتثنِّية من اللين.

والغادَة : الفتاة النّاعمة اللّيّنة.

غيظ :

الغَيْظ : الغَضَب ، وهو غَلَيان دَمِ القَلْب وانبساط العَصَب والرُّوح عن انفعال نفسانىّ. ولا علاجَ له الا بازالة سببه وذِكْرِ الله تعالى. قال ، عزّ مِنْ قائل : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (٣٧).

١١٧

غين :

الغَيْن : العَطَش.

وشَجَرة غَينَاء : كثيرة الوَرَق. والغَيْن ، جَمْعُه.

وغانَتْ نَفْسُه لِداء أو شراب : اذا غَثَتْ ، تَغِينُ.

غيى :

الغايَة : مَدَى كلِّ شىء. ويقال : هذا الشَّىء غايةٌ ، أى : انّه لا نظيرَ له. أُخِذَ مِنْ غاية الحرْب ، وهى الرّاية ، أو من غاية السَّبْق وهى قَصَبة تُنْصَب فى الموضع الذى تنتهى المسابقة اليه ليأخذها السَّابق.

١١٨

حواشي حرف الغين

___________________

(١) هذه رواية الهروىّ. وبلفظ (خمر العالم) فى النّهاية ٣ / ٣٣٨.

(٢) النّهاية ٣ / ٣٤٠.

(٣) ينظر العين (غذذ).

(٤) ديوان القطامى ٤١. واللسان (غذم).

(٥) تكرر ذكر الكيموس كثيرا. ومرّ شرحه فى حواشى مادة (اصطخيمون) فى حرف الهمزة.

(٦) السّرمق : نبات من الفصيلة السّرمقيّة التى تحتوى على السّلق والاسفاناخ وغيرهما. ينظر ل ع م ٤ / ٢ / ٢٨.

(٧) النّهاية ٣ / ٣٤٩.

(٨) المستقصى ٢ / ٥٦.

(٩) العين (غرز).

(١٠) لمنظور بن مرثد الأسدىّ. ينظر المعانى الكبير ١ / ٢٥١. تهذيب الألفاظ ٣٦٤. الصحاح ٢ / ٩٠٠.

(١١) ديوان ابن هرمة ٦٥. متخير الألفاظ ٨٨. المجمل ٤ / ٣٧.

(١٢) النّهاية ٣ / ٣٦٢.

(١٣) الفلق ٣.

(١٤) والأصوب من كلّ هذا ما قاله الخليل من أنّ الغاسق. اللّيل اذا غاب الشّفق. وما قاله الفرّاء من أنّ (الغاسق). اللّيل. و (إذا وقب) اذا دخل كلّ

١١٩

___________________

شىء وأظلم. ينظر العين (غسق). ومعانى القرآن للفراء ٣ / ٣٠١.

(١٥) حاشية الأصل : الذّرب : فساد المعدة.

(١٦) حاشية الأصل : الذّرب : فساد المعدة.

(١٧) البقرة ٧.

(١٨) العين (غصن).

(١٩) ديوان كعب ١٦. اللسان (غضض).

(٢٠) النّور ٣٠.

(٢١) ديوانه ٨٩. وبرواية (رب علم) فى رسالة الغفران ٥٤١.

(٢٢) لرجل من قيس وهو فى المجمل ٤ / ٤٧. واللسان (غطى).

(٢٣) النّهاية ٣ / ٣٧٦.

(٢٤) المصدر السابق ٣ / ٣٧٧.

(٢٥) ن م ٣ / ٣٨٠.

(٢٦) للنّمر بن تولب فى ديوانه ٢٨. وبرواية (حمزة ابنة نوفل) فى اللسان (غلل).

(٢٧) ديوان علقمة ١٣١. اللسان (غلل).

(٢٨) النّهاية ٣ / ٣٨٢.

(٢٩) ديوانه ١٢٣. واللسان (غلى).

(٣٠) ديوانه ٣٣. واللسان (غمم).

(٣١) هذه المادة من م. وبعضها موضعه فى (غمم).

(٣٢) اللسان (غنى).

(٣٣) النّهاية ٣ / ٣٩١.

(٣٤) ن م ٣ / ٣٩١.

١٢٠