اللّباب في علوم الكتاب - ج ١٣

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي

اللّباب في علوم الكتاب - ج ١٣

المؤلف:

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2298-3

الصفحات: ٦٤٠

عباس : يردونها كأنّها إهالة (١). وقيل : إنّ الله ـ تعالى ـ يجعل النار الملاصقة لأبدان المؤمنين بردا وسلاما كما جاء في الحديث المتقدم (٢) ، وكما في حق إبراهيم ـ عليه‌السلام (٣) ـ ، وكما في حق (٤) الكوز الواحد من الماء يشربه القبطي فيكون دما ، ويشربه الإسرائيلي فيكون ماء عذبا ، وفي الحديث : «تقول النار للمؤمن (٥) جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي» (٦). وعن مجاهد في قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) قال : من حمّ من المسلمين فقد وردها. وفي الخبر «الحمى كنز من جهنم ، وهي حظ المؤمن من النار» (٧) واعلم أنه لا بدّ من أحد هذه الوجوه في الملائكة الموكلين بالعذاب حتى يكونوا في النار مع المعاقبين. فإن قيل : إذا لم يكن على المؤمنين عذاب في دخولهم فما الفائدة في ذلك الدخول؟ فالجواب : أنّ ذلك مما يزيدهم سرورا إذا علموا الخلاص منه. وأيضا : فيه مزيد غم على (٨) أهل النار حيث تظهر فضيحتهم عند من كان يخوفهم من النار فما كانوا يلتفتون إليه وأيضا : إن المؤمنين إذا كانوا معهم في النار يبكتونهم فيزداد غم (٩) الكفار وسرور المؤمنين. وأيضا : فإن المؤمنين كانوا يخوفونهم بالحشر والنشر ، ويستدلون على ذلك ، فما كانوا يقبلون تلك الدلائل ، فإذا دخلوا جهنم معهم أظهروا لهم أنهم كانوا صادقين فيما قالوه ، وأنّ المكذّبين بالحشر والنشر كانوا كاذبين. وأيضا : إنهم إذا شاهدوا ذلك العذاب صار سببا لمزيد التذاذهم بنعيم الجنة على ما قيل : وبضدها تتبين الأشياء (١٠).

قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (٧٣) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (٧٤) قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (٧٥) وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا)(٧٦)

قوله تعالى (١١) : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) الآية (١٢).

__________________

(١) الإهالة : ما أذبت من الشحم ، وقيل الإهالة الشحم والزيت ، وقيل كل دهن اؤتدم به إهالة ، وقيل : الدسم الجامد. اللسان (أهل).

(٢) تقدم قريبا.

(٣) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(٤) حق : سقط من ب.

(٥) في الأصل : للمؤمنين.

(٦) أخرجه الحكيم الترمذي ، وابن مردويه والخطيب والبيهقي عن يعلى بن أمية. الدر المنثور ٤ / ٢٨٢.

(٧) أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة ٥ / ٢٥٢ ، ٢٦٤ ، وانظر الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (١٠٧).

(٨) في ب : إذا على.

(٩) غم : مكرر في ب.

(١٠) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.

(١١) تعالى : سقط من ب.

(١٢) الآية : سقط من ب ، وكتبت الآية إلى قوله : «خَيْرٌ مَقاماً».

١٢١

لما أقام الحجة (١) على مشركي قريش المنكرين للبعث ، وأتبعه بالوعيد حكى عنهم أنهم عارضوا حجة الله بكلام ، فقالوا : لو كنتم أنتم (٢) على الحق وكنا على الباطل لكان حالكم في الدنيا أحسن من حالنا ، لأنّ الحكيم لا يليق به أن يوقع أولياءه المخلصين (٣) في الذل وأعداءه المعرضين عن خدمته في العز والراحة ، وإنما (٤) كان الأمر بالعكس ، فإنّ الكفار في النعمة والراحة (٥) والاستعلاء ، والمؤمنين كانوا في ذلك الوقت في الخوف والقلة ، فدل على أنّ الحق (٦) ليس مع المؤمنين ، هذا حاصل شبهتهم.

وقوله : (آياتُنا بَيِّناتٍ) أي : واضحات ، وقيل : مرتلات ، وقيل : ظاهرات الإعجاز(٧).

(قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٨) يعنى النضر بن الحارث وذويه من قريش (لِلَّذِينَ آمَنُوا) يعني فقراء أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت فيهم قشافة (٩) ، وفي عيشهم خشونة ، وفي ثيابهم رثاثة (١٠) ، وكان المشركون يرجلون شعورهم ، ويلبسون خير ثيابهم ، فقالوا للمؤمنين (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً)(١١) منزلا ومسكنا (١٢) ، وهو موضع الإقامة ، (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) أي مجلسا ، ومثله (١٣) النادي (١٤).

قوله : «مقاما». قرأ ابن كثير (١٥) «مقاما» بالضم.

ورويت عن أبي عمرو (١٦) ، وهي قراءة ابن محيصن وهو موضع الإقامة والمنزل.

__________________

(١) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.

(٢) أنتم : سقط من ب.

(٣) في ب : مخلصين.

(٤) في ب : إنما.

(٥) في ب : في الراحة والنعمة.

(٦) في ب : الخوف. وهو تحريف.

(٧) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢١ / ٣٤٦ ـ ٢٤٧.

(٨) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٣٩١.

(٩) القشف : قذر الجلد. قشف يقشف قشفا وتقشّف : لم يتعهد الغسل والنظافة ، فهو قشف ورجل متقشّف : تارك النظافة والتّرفّه. اللسان (قشف).

(١٠) الرّثّ والرّثّة والرّثيث : الخلق الخسيس البالي من كل شيء ، تقول : ثوب رثّ وحبل رثّ ورجل رثّ الهيئة في لبسه ، وأكثر ما يستعمل فيما يلبس ، والجمع رثاث. اللسان (رثث).

(١١) خير : سقط من ب.

(١٢) في ب : ومسكنا ومنزلا.

(١٣) في ب : ومنه.

(١٤) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٥ / ٣٩١.

(١٥) تقدم.

(١٦) هو أبو عمرو بن العلاء المازني النحويّ ، المقرىء ، أحد القراء السبعة ، كان إمام أهل البصرة في القراءة ، والنحو ، واللغة ، أخذ عن جماعة من التابعين ، وقرأ القرآن على سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وروى عن أنس بن مالك ، وأبي صالح السّمّان ، وعطاء ، وطائفة ، مات سنة ١٥٤ ه‍. بغية الوعاة ٢ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.

١٢٢

والباقون بالفتح (١) وفي كلتا القراءتين (٢) يحتمل أن يكون اسم مكان (٣) «أو اسم مصدر من قام ثلاثيا ، أو من أقام أي : خير مكان» (٤) قياما (٥) أو إقامة (٦).

فصل

قالوا : زيد (٧) خير من عمرو ، وشرّ من بكر ، ولم يقولوا : أخير منه ، ولا أشرّ منه ، لأنّ هاتين اللفظتين كثر استعمالهما فحذفت (٨) همزتاهما ، ولم يثبتا إلا في فعل التعجب ، «فقالوا : أخير بزيد وأشرر بعمرو ، وما أخير زيدا وما أشرّ عمرا.

والعلة في إثباتها في فعلي التعجب أنّ» (٩) استعمال هاتين اللفظتين اسما أكثر من استعمالهما فعلا ، فحذفت الهمزة في موضع «الكثرة ، وبقيت على أصلها في موضع» (١٠) القلة ثابتة (١٠). والنّديّ (١١) فعيل ، أصله : نديو (١٢) ، لأنّ لامه واو (١٣) ، يقال : ندوتهم أندوهم ، أي : أتيت ناديهم (١٤) والنّادي ، مثله ، ومنه (١٥) : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ)(١٦) أي : أهل ناديه. والنّديّ (١٧) والنّادي مجلس القوم ومحدثهم.

وقيل : هو مشتق من النّدى ، وهو الكرم ، لأنّ الكرماء يجتمعون فيه. وانتديت المكان والمنتدى كذلك ، «وقال حاتم (١٨)» (١٩) :

__________________

(١) السبعة (٤١١) ، الحجة لابن خالويه (٢٣٩) الكشف ٢ / ٩١ ، البحر المحيط ٦ / ٤١٠ ، النشر ٢ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، الإتحاف (٣٠٠).

(٢) في ب : القولين القراءتين. وهو تحريف.

(٣) في ب : اسمها اسم مكان. وهو تحريف.

(٤) ما بين القوسين سقط من ب.

(٥) في ب : قيامة. وهو تحريف.

(٦) لأنّ المصدر الميميّ من الثلاثي يكون على وزن (مفعل) ، واسم المكان من الثلاثي الذي مضارعه (يفعل) يكون على وزن مفعل. والمصدر الميمي واسم المكان من أفعل يكونان على وزن اسم المفعول. أي : على وزن مفعل.

التبيان ٢ / ٨٧٩ ، شرح الشافية ١ / ١٦٨ ، ١٨١ ، ١٨٦.

(٧) في ب : ذلك. وهو تحريف.

(٨) في ب : فحذف.

(٩) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٠) انظر شرح الكافية ٢ / ٢١٢ ، ٣٠٨ ، شرح التصريح ٢ / ١٠٠ ـ ٥١١ حاشية الصبان على الأشموني ٣ / ٤٣.

(١٠) انظر شرح الكافية ٢ / ٢١٢ ، ٣٠٨ ، شرح التصريح ٢ / ١٠٠ ـ ٥١١ حاشية الصبان على الأشموني ٣ / ٤٣.

(١١) في ب : فصل. وهو تحريف.

(١٢) في الأصل : نديوي ، وهو تحريف. و(نديو) اجتمعت فيه الواو والياء في كلمة والسابق منهما ساكن ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء ، فصار (نديّ) شرح الشافية ٣ / ١٣٩.

(١٣) في ب : لام. وهو تحريف.

(١٤) التبيان ٢ / ٨٧٩.

(١٥) في ب : ومثله.

(١٦) [العلق : ١٧].

(١٧) والنّديّ : سقط من ب.

(١٨) حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي ، ويكنى أبا عدي أحد شعراء الجاهلية ، وكان جوادا يشبه جوده شعره ، ويصدق قوله فعله. الخزانة ٣ / ١٢٧ ـ ١٣٠.

(١٩) ما بين القوسين في ب : قال الشاعر.

١٢٣

٣٦١٩ ـ ودعيت في أولى النّديّ ولم

ينظر «إليّ بأ» (١) عين خزر (٢)

والمصدر النّدو (٣). و«مقاما» و«نديّا» منصوبان على التمييز من أفعل (٤).

وقرأ أبو حيوة والأعرج (٥) وابن محيصن «يتلى» (٦) بالياء من تحت ، والباقون بالتاء من فوق (٧). واللام في «للّذين» (٨) يحتمل أن تكون للتبليغ (٩) ، وهو الظاهر ، وأن تكون للتعليل(١٠).

قوله : (وَكَمْ أَهْلَكْنا). «كم» (١١) مفعول مقدم (١٢) ، واجب التقديم ، لأنّ له مصدر الكلام ، لأنها إمّا استفهامية أو خبرية ، وهي محمولة على الاستفهامية (١٣).

و«أهلكنا» متسلط على «كم» ، أي : كثير من القرون أهلكنا.

و (مِنْ قَرْنٍ) تمييز ل «كم» مبين لها (١٤).

قوله : (هُمْ أَحْسَنُ) في هذه الجملة وجهان :

أحدهما (١٥) : وإليه ذهب الزمخشري وأبو البقاء : أنّه (١٦) في محل نصب صفة ل «كم» (١٧) قال الزمخشري : ألا ترى أنك لو أسقطت «هم» لم يكن لك بدّ من نصب «أحسن» على الوصفية (١٨).

وفي هذا نظر ، لأنّ النحويين نصوا على أنّ «كم» الاستفهامية والخبرية لا توصف ولا يوصف بها(١٩).

__________________

(١) ما بين القوسين سقط من ب.

(٢) البيت من بحر الكامل ، قاله حاتم الطائي. اللسان (خزر).

النّدي : المجلس ما دام القوم مجتمعين فيه ، والجمع الأندية.

الخزر : جمع خزراء ، وهو ضيق العين ، وقيل : هو أن يكون الإنسان كأنه ينظر بمؤخرها. والشاهد فيه أن (النّدي) هو المجلس فيه الجماعة.

(٣) انظر التبيان ٢ / ٨٧٩.

(٤) انظر البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(٥) الأعرج : سقط من ب.

(٦) في ب : نديّ. وهو تحريف.

(٧) تفسير ابن عطية ٩ / ٥١٧ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(٨) في ب : الذين. وهو تحريف.

(٩) لام التبليغ : هي الجارة لاسم السامع لقول ، أو ما في معناه ، نحو : قلت له ، وأذّنت له ، وفسرت له.

المغني ١ / ٢١٣.

(١٠) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٠.

(١١) كم : سقط من ب.

(١٢) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٠ ، البيان ٢ / ١٣٣ ، التبيان ٢ / ٨٧٩ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(١٣) لزوم التصدير من الأمور التي تشترك فيها (كم) الخبرية والاستفهامية. المغني ١ / ١٨٣.

(١٤) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(١٥) أحدهما : سقط من ب.

(١٦) في ب : في أنها.

(١٧) الكشاف ٢ / ٢٤٠ ، التبيان ٢ / ٨٧٩.

(١٨) الكشاف : ٢ / ٤٢٠.

(١٩) الأسماء التي لا تنعت ولا ينعت بها الضمير ، أسماء الشرط ، أسماء الاستفهام وكم الخبرية ، وما ـ

١٢٤

الثاني : أنها في محل جرّ صفة ل «قرن» ، ولا محذور في هذا (١). وإنما جمع في قوله «هم» ، لأنّ «قرن» «وإن كان لفظه» (٢) مفردا فمعناه جمع (٣) ، ف «قرن» كلفظ «جميع» ، و«جميع» يجوز مراعاة لفظه تارة فيفرد (٤) كقوله تعالى (نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ)(٥) ، ومراعاة معناه أخرى فيجمع كقوله : (لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ)(٦)(٧).

فصل (٨)

لمّا ذكروا شبهتهم أجاب الله (٩) عنها بقوله : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) أي : متاعا وأموالا.

قوله : «ورئيا» (١٠) الجمهور على «رئيا (١١)» بهمزة ساكنة بعدها ياء صريحة وصلا ووقفا (١٢). وحمزة إذا وقف يبدل هذه الهمزة ياء (١٣) على أصله في تخفيف الهمز ، ثم له بعد ذلك وجهان : (١٤) الإظهار اعتبارا بالأصل ، والإدغام اعتبارا باللفظ (١٥).

وفي الإظهار صعوبة لا تخفى ، وفي الإدغام إيهام أنّها مادة أخرى ، وهو الريّ الذي هو بمعنى الامتلاء والنضارة ، ولذلك ترك أبو عمرو أصله (١٦) في تخفيف الهمزة (١٧).

وقرأ قالون (١٨) عن نافع ، وابن ذكوان عن ابن عامر «وريّا» بياء مشددة بعد الراء (١٩).

فقيل : هي مهموزة الأصل ، ثم أبدلت الهمزة ياء ، وأدغمت (٢٠). والرئي

__________________

ـ التعجيبية ، وقبل وبعد. المقرب ٢٢٤. البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(٢) ما بين القوسين مكرر في ب.

(٣) لأن القرن مشتمل على أفراد كثيرة ، لأنه الأمة يجمعها العصر الواحد ، واختلف في مدته فقيل : مائة سنة ، وقيل : ثمانون ، وقيل سبعون.

(٤) في ب : فيجمع ويفرد. وهو تحريف.

(٥) [القمر : ٤٤].

(٦) [يس : ٣٢].

(٧) انظر البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(٨) في ب : قوله «أثاثا».

(٩) في ب : الله تعالى.

(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.

(١١) في ب : ريا. وهو تحريف.

(١٢) السبعة (٤١١) ، الحجة لابن خالويه (٢٣٩) ، الكشف ٢ / ٩١. الإتحاف (٣٠٠).

(١٣) في ب : فاء. وهو تحريف.

(١٤) في ب : وجهان أحدهما.

(١٥) الكشف ٢ / ٩١ ، الإتحاف (/ ٦٥.

(١٦) في ب : مثله.

(١٧) قال ابن الأنباري : (وكان من مذهب أبي عمرو ترك الهمزة الساكنة إلا في هذا الموضع ، وقال : خفت أن يلتبس بالري من الماء فهمزت لأنه أريد حسن المنظر والشارة) البيان ٢ / ١٣٣.

(١٨) هو عيسى بن مينا بن وردان ، أبو موسى الملقب قالون ، قارىء المدينة ، ونحويها ، قرأ على نافع ، وأخذ القراءة عرضا عن نافع ، وأبي جعفر ، وعرض على عيسى بن وردان ، روى القراءة عنه إبراهيم ، وأحمد ابناه ، وإبراهيم بن الحسن الكسائي ، وغيرهم. مات سنة ٢٢٠ ه‍. طبقات القراء ١ / ٦١٥ ـ ٦١٦.

(١٩) السبعة (٤١١ ـ ٤١٢) ، الحجة لابن خالويه (٢٣٩) ، الكشف ٢ / ٩١ ، الإتحاف (٣٠٠).

(٢٠) أصل «وريّا» بياء مشددة بعد الراء «ورئيا» خففت الهمزة بإبدالها ياء ، لسكونها وانكسار ما قبلها ، ـ

١٢٥

بالهمز (١) قيل : من رؤية العين ، وفعل فيه بمعنى مفعول أي : مرئيّ (٢). وقيل : من الرواء وحسن المنظر(٣). وقيل : بل هو من الريّ ضد العطش ، وليس مهموز الأصل (٤) ، والمعنى : أحسن منظرا ، لأنّ الريّ والامتلاء أحسن من ضديهما ، ومعناه الارتواء من النعمة (٥) ، فإنّ المنعم يظهر فيه ارتواء النعمة ، والفقير يظهر عليه ذبول الفقر. وقرأ حميد (٦) وأبو بكر (٧) عن عاصم في رواية الأعمش «وريئا» بياء ساكنة بعدها همزة (٨) وهو مقلوب (٩) من «رئيا» في قراءة العامة (١٠) ، ووزنه «فلع» (١١) ، وهو من راءه يراؤه كقول الشاعر :

٣٦٢٠ ـ وكلّ خليل راءني فهو قائل

من اجلك (١٢) هذا هامة (١٣) اليوم أو غد (١٤)

وفي القلب من القلب ما فيه. وروى اليزيدي (١٥) قراءة «ورياء» بياء بعدها ألف «بعدها همزة»(١٦) ، وهي من المراءاة ، أي : يرى بعضهم حسن بعض (١٧) ، ثم خفف

__________________

ـ وأدغمت الياء المبدلة من الهمزة في الياء الثانية التي هي لام ، فصار «وريّا» ، لأنه في الأصل فعل من (رأيت). الكتاب ٣ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤ ، المحتسب ٢ / ٤٤ ، البيان ٢ / ١٣٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠.

(١) في ب : الراء بالهمز. وهو تحريف.

(٢) لأن المصدر قد يجيء ويراد به المفعول ، كقولهم : ضرب الأمير ، أي : مضروبه. شرح المفصل ٦ / ٥٠.

(٣) أي أنه يجوز أن يكون من الرواء ، وهو ما يظهر من الزي في اللباس وغيره ، فيكون أصله الهمز ، ولكن خففت الهمزة ، فأبدل منها ياء. الكشف ٢ / ٩١.

(٤) فيكون أصل «وريّا» (وروي) من رويت ، فأبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، وهي مفردة ، وأدغمت الياء في الياء. المحتسب ٢ / ٤٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(٥) في ب : النعم.

(٦) في ب : أبو حميد. وهو تحريف. وهو حميد بن قيس الأعرج ، أبو سفيان المكي ، القارىء. أخذ القراءة عن مجاهد بن جبير ، رورى القراءة عنه سفيان بن عيينة ، وأبو عمرو بن العلاء ، وغيرهما ، مات سنة ١٣٠ ه‍. طبقات القراء ١ / ٢٦٥.

(٧) تقدم.

(٨) السبعة (٤١١) ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٢٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.

(٩) القلب المكاني : هو تقديم بعض حروف الكلمة على بعض ، مع اتفاق المعنى في الحالين كما في كلمة (أوباش) ، فإنها مقلوبة عن كلمة (أوشاب) ، وهما بمعنى واحد ، وهم الأخلاط من الناس ، والقلب في (ريئا) من (رئيا) بتقديم اللام على العين. القلب المكاني في ضوء الفكر اللغوي (٤ ـ ٥.

(١٠) في ب : في قوله. وهو تحريف.

(١١) البيان ٢ / ١٣٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠ ـ ٢١١.

(١٢) في ب : أجلد. وهو تحريف.

(١٣) في ب : عامة. وهو تحريف.

(١٤) البيت من بحر الطويل ، قاله كثير عزة ، اللسان (رأى ، هوم.

(١٥) هو يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي ، أبو محمد اليزيدي ، النحوي ، المقرىء ، اللغوي ، أخذ عن الخليل اللغة ، والعروض ، وكان أحد القراء الفصحاء العالمين بلغة العرب ، والنحو ، وصنف مختصرا في النحو ، والمقصور والممدود ، النقط والشكل ، النوادر مات سنة ٢٠٢ ه‍. بغية الوعاة ٢ / ٣٤٠.

(١٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٧) المختصر (٨٦) ، البحر المحيط ٦ / ٢١١.

١٢٦

الهمزة الأولى بقلبها ياء (١) ، وهو تخفيف قياسي (٢). «وقرأ ابن عباس أيضا في رواية طلحة «وريا» بياء فقط مخففة (٣) ، ولها وجهان :

أحدهما : أن يكون» (٤) أصلها كقراءة قالون (٥) ، ثم خففت الكلمة بحذف إحدى الياءين ، وهي الثانية ، لأنّ بها حصل الثقل (٦) ، ولأنها لام الكلمة ، والأواخر أحرى بالتغيير (٧).

والثاني : أن يكون أصلها كقراءة حميد «وريئا» (٨) بالقلب ، ثم نقل حركة الهمزة (٩) إلى الياء قبلها ، وحذف الهمزة على قاعدة تخفيف الهمزة بالنقل ، فصار «وريا» كما ترى (١٠). وتجاسر (١١) بعضهم فجعل هذه القراءة لحنا ، وليس اللاحن (١٢) غيره ، لخفاء توجيهها عليه (١٣). وقرأ ابن عباس ـ أيضا ـ وابن جبير وجماعة «وزيّا» بزاي وياء مشددة (١٤).

والزّيّ : البزّة (١٥) الحسنة والآلات المجتمعة (١٦) ، لأنه (١٧) من زوى كذا يزويه ، أي : يجمعه ، والمتزين يجمع الأشياء التي تزينه وتظهر زيّه (١٨).

قوله : (مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ)(١٩). «من» يجوز أن تكون شرطية (٢٠) ، وهو الظاهر ، وأن تكون موصولة ، ودخلت الفاء في الخبر ، لما تضمنه الموصول من معنى الشرط (٢١).

وقوله : «فليمدد» فيه وجهان :

__________________

(١) ياء : سقط من ب.

(٢) أي أنّ أصل (ورياء) (ورئاء) ، خففت الهمزة الأولى بإبدالها ياء ، لأنّ كل همزة مفتوحة وكان قبلها حرف مكسور ، فإنّك تبدل مكانها ياء في التخفيف ، وذلك قولك في المئر : مير ، وفي يريد أن يقرئك : يقريك ومن ذلك : من غلام يبيك ، إذا أردت من غلام أبيك. الكتاب ٣ / ٥٤٣.

(٣) المحتسب ٢ / ٤٣ ، البحر المحيط ٦ / ٢١١.

(٤) ما بين القوسين سقط من ب.

(٥) «وريّا» بتشديد الياء.

(٦) في ب : حذف النقل. وهو تحريف.

(٧) في ب : بالتعيين. وهو تحريف.

(٨) في ب : وريا. وهو تحريف.

(٩) في ب : ثم سكن حركة الهمزة ونقلها. وهو تحريف.

(١٠) انظر المحتسب ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ ، البحر المحيط ٦ / ٢١١.

(١١) جسر على كذا يجسر جسارة وتجاسر عليه : أقدم ، وتجاسر : تطاول. اللسان (جسر.

(١٢) في ب : الآخر. وهو تحريف.

(١٣) انظر : البحر المحيط ٦ / ٢١١.

(١٤) المحتسب ٢ / ٤٤ ، البحر المحيط ٦ / ٢١١. وأصلها «زوي» ، قلبت الواو ياء ، لسكونها ، وهي مفردة وانكسر ما قبلها وأدغمت الياء في الياء فصار «وزيّا» المحتسب ٢ / ٤٥ ، البيان ٢ / ١٣٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠.

(١٥) في ب : والزاي : العزة. وهو تحريف. والبّزة : الهيئة والشارة واللّبسة. اللسان (بزز.

(١٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢١١.

(١٧) في ب : لأن.

(١٨) انظر اللسان (زوى.

(١٩) في الضلالة : سقط من ب.

(٢٠) انظر التبيان ٢ / ٨٨٠.

(٢١) تقدم.

١٢٧

أحدهما : أنه طلب على بابه ، ومعناه الدعاء (١).

والثاني : لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر (٢). قال الزمخشري : أي (٣) : مدّ له الرحمن بمعنى أمهله «وأملى له في العمر» (٤) فأخرج على لفظ الأمر إيذانا بوجوب ذلك ... أو فيمد له في معنى الدعاء بأن يمهله الله وينفس في مدة حياته (٥).

قوله : (حَتَّى إِذا) في «حتّى» هذه ما تقدم في نظائرها من كونها حرف جر (٦) أو حرف ابتداء (٧) ، وإنّما الشأن فيما هي (٨) غاية له على كلا القولين.

فقال الزمخشري : وفي هذه الآية وجهان :

الأول : أن تكون متصلة بالآية التي هي رابعتها ، والآتيان اعتراض بينهما ، أي : قالوا : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) ، (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) ، أي : لا يبرحون (٩) يقولون هذا القول ، ويتولعون به لا يتكافون عنه إلى أن يشاهدوا الموعد رأي العين (١٠).

فقوله (١١) : (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) مذكور في مقابلة قوله (١٢)(خَيْرٌ مَقاماً) ، و (أَضْعَفُ جُنْداً) في مقابلة قولهم : (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا). فبين تعالى أنّهم (١٣) إن(١٤) ظنوا في الحال أنّ منزلتهم أفضل من حيث فضلهم الله بالمقام والندي ، فسيعلمون من بعد أنّ الأمر بالضد من ذلك وأنّهم شر مكانا ، فإنّه لا مكان شر من النار والمناقشة في الحساب ، (وَأَضْعَفُ جُنْداً) فقد كانوا يظنون وهم في الدنيا أنّ اجتماعهم ينفع ، فإذا رأوا أن لا ناصر لهم في الآخرة عرفوا عند ذلك أنهم كانوا في الدنيا مبطلين فيما ادعوه (١٥)(١٦).

«ثم قال (١٧)(١٨) والثاني : أن تتصل بما يليها ، والمعنى أنّ الذين في الضلالة (١٩)

__________________

(١) البحر المحيط ٦ / ٢١٢.

(٢) انظر البيان ٢ / ١٣٥ ، التبيان ٢ / ٨٨٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٢.

(٣) أي : سقط من ب.

(٤) ما بين القوسين سقط من ب.

(٥) الكشاف ٢ / ٤٢١.

(٦) وهو رأي الأخفش وابن مالك ، لأنّ «حتّى» الداخلة على «إذا» عندهما هي الجارة ، و«إذا» في موضع جرّ بها. المغني ١ / ١٢٩.

(٧) وهو رأي الجمهور في «حتّى» الداخلة على «إذا» فهي عندهم حرف ابتداء ، و«إذا» في موضع نصب بشرطها أو جوابها. المغني ١٢ / ١٢٩.

(٨) في ب : هو.

(٩) في ب : لا ينزحون.

(١٠) الكشاف ٢ / ٤٢١.

(١١) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢١ / ٥٤٨.

(١٢) في ب : قولهم.

(١٣) أنّهم : سقط من ب.

(١٤) في ب : فان.

(١٥) في ب : فيما ادعوه وفيما قالوه.

(١٦) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٤٨.

(١٧) أي الزمخشري.

(١٨) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٩) في ب : ضلالة.

١٢٨

ممدود لهم. ثم ذكر كلاما كثيرا (١) ، ثم قال (٢) : إلى أن يعاينوا نصرة الله المؤمنين ، أو يشاهدوا (٣) الساعة ومقدماتها ، فإن قلت (٤) : «حتّى» هذه ما هي؟ قلت (٥) : هي التي تحكى بعدها الجمل ، ألا ترى أنّ الجملة الشرطية واقعة بعدها ، وهي (إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ)(٦) قال أبو حيان : مستبعدا الوجه (٧) الأول ، وهو في غاية البعد ، لطول الفصل بين قوله (٨) : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) وبين الغاية ، وفيه الفصل بجملتي اعتراض ، ولا يجيزه أبو علي (٩). وهذا (١٠) الاستبعاد قريب (١١).

وقال (١٢) أبو البقاء : «حتّى» تحكي ما بعدها ههنا ، وليست متعلقة بفعل (١٣).

قوله : (إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) تقدم الكلام في «إمّا» من كونها حرف عطف أو لا (١٤) ، ولا خلاف أنّ أحد معانيها التفصيل كما في الآية الكريمة.

و«العذاب» و«السّاعة» بدلا من قوله : (ما يُوعَدُونَ) المنصوبة ب «رأوا» (١٥) ، و«فسيعلمون» جواب الشرط (١٦). (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) يجوز أن تكون «من» موصولة بمعنى «الّذي» ، ويكون مفعولا ل «يعلمون» (١٧) ويجوز أن تكون استفهامية في محل رفع بالابتداء ، و«هو» مبتدأ ثان ، و«شرّ» خبره ، والمبتدأ والخبر خبر الأول ، ويجوز أن تكون الجملة معلقة لفعل الرؤية ، فالجملة في محل نصب على التعليق.

__________________

(١) في ب : طويلا. وهو قوله : (في ضلالتهم ، والخذلان لاصق بهم ، لعلم الله بهم ، وبأنّ الألطاف لا تنفع فيهم ، وليسوا من أهلها ، والمراد بالضلالة ما دعاهم من جهلهم وغلوهم في كفرهم إلى القول الذي قالوه ، ولا ينفكون عن ضلالتهم).

(٢) أي الزمخشري.

(٣) في ب : يشاهدون. وهو تحريف.

(٤) في ب : فإن قيل.

(٥) في ب : قلنا.

(٦) الكشاف ٢ / ٤٢١.

(٧) في ب : القول.

(٨) في الأصل : قوله قالوا. وهو تحريف.

(٩) البحر المحيط ٦ / ٢١٢. وذلك أنّ أبا عليّ زعم أنه لا يعترض بأكثر من جملة وغيره يجوز الاعتراض بأكثر من جملتين. المغني ٢ / ٣٩٤.

(١٠) في ب : وعلى هذا.

(١١) في ب : فوجب. وهو تحريف.

(١٢) في ب : قال.

(١٣) التبيان ٢ / ٨٨٠.

(١٤) ذهب بعض النحويين إلى أنّ (إمّا) الثانية بمنزلة (أو) في العطف والمعنى ، أمّا (إمّا) الأولى فلا يجوز أن تكون حرف عطف ، لأن حرف العطف لا يبدأ به ، ولمباشرتها للعامل نحو قام إمّا زيد وإمّا خالد.

وذهب يونس والفارسي وابن كيسان وابن برهان وابن مالك إلى أنّ (إمّا) الثانية غير عاطفة كالأولى لملازمتها غالبا الواو العاطفة. وادعى ابن عصفور الإجماع على كونها غير عاطفة.

ولكن النحويين لمّا رأوا إعراب ما بعدها كإعراب ما قبلها ذكروها مع حروف العطف تقريبا واتساعا.

ابن يعيش ٨ / ١٠٣ ، المغني ١ / ٥٩ ـ ٦٠ ، الهمع ٢ / ١٣٥ ، شرح الأشموني ٣ / ١٠٩.

(١٥) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٣ ، البيان ٢ / ١٣٥ ، التبيان ٢ / ٨٨٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٢.

(١٦) البيان ٢ / ١٣٥ ، التبيان ٢ / ٨٨٠.

(١٧) التبيان ٢ / ٨٨٠.

١٢٩

فصل

قال المفسرون : مدّ له الرحمن ، أي : أمهله ، وأملى له في الأمر ، فأخرج على لفظ الأمر ومعناه الخبر ، أي : يدعه في طغيانه ، ويمهله في كفره (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ) وهو الأسر ، والقتل في الدنيا ، و«إمّا السّاعة» يعنى القيامة ، فيدخلون النار (١).

وقوله (٢) : (وَإِمَّا)(٣)(السَّاعَةَ)(٤) يدلّ على أنّ المراد بالعذاب عذاب يحصل قبل (٥) يوم القيامة ، فيحتمل أن يكون المراد به الأسر والقتل كما تقدم ، ويحتمل أن يكون عذاب القبر ، ويمكن أن يكون تغير أحوالهم من العز إلى الذّل ، ومن الغنى إلى الفقر ، ومن الصحة إلى المرض ، ومن الأمن إلى الخوف (٦). «فسيعلمون» عند ذلك (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) منزلا ، (وَأَضْعَفُ جُنْداً) أقل ناصرا ، لأنّهم في النار والمؤمنون في الجنة ، وهذا ردّ عليهم في قولهم : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).

قوله : (وَيَزِيدُ اللهُ)(٧) في هذه الجملة وجهان :

أحدهما : أنّها لا محل لها ، لاستئنافها ، فإنها سيقت للإخبار بذلك.

وقال (٨) الزمخشري : إنّها معطوفة على موضع «فليمدد» ، لأنه واقع موقع الخبر ، تقديره من كل في الضلالة يمدّ له الرحمن مدّا ويزيد ، أي : في ضلالهم بذلك المدّ (٩).

قال أبو حيان : ولا يصح أن يكون «ويزيد» معطوفا على «فليمدد» (١٠) سواء كان دعاء أو خبرا بصورة الأمر ؛ لأنه في موضع الخبر إن كانت «من» موصولة ، أو في موضع الجواب إن كانت «من» (١١) شرطية ، وعلى كلا التقديرين (١٢) فالجملة من قوله (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) عارية من ضمير يعود على «من» يربط (١٣) جملة الخبر بالمبتدأ ، أو (١٤) جملة الشرط بالجزاء ، «الذي هو «فليمدد» ، وما عطف عليه ، لأن المعطوف على الخبر خبر ، والمعطوف على جملة الجزاء» (١٥) جزاء ، وإذا كانت أداة الشرط اسما لا ظرفا تعيّن أن يكون في جملة الجزاء ضميره (١٦) أو ما يقوم مقامه ، وكذا في الجملة المعطوفة عليها (١٧).

__________________

(١) انظر البغوي ٥ / ٣٩٦.

(٢) في ب : وأما قوله.

(٣) في ب : إمّا.

(٤) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٤٨.

(٥) قبل : سقط من ب.

(٦) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٤٨.

(٧) في ب : «وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً».

(٨) وقال : سقط من ب.

(٩) الكشاف ٢ / ٤٢١.

(١٠) في ب : يمدّ.

(١١) من : سقط من ب.

(١٢) في ب : القولين. وهو تحريف.

(١٣) في ب : يزيد. وهو تحريف.

(١٤) في ب : و.

(١٥) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٦) في ب : وضميره.

(١٧) البحر المحيط ٦ / ٢١٢.

١٣٠

وذكره أبو البقاء (١) ـ أيضا ـ كما ذكر الزمخشري. قال شهاب الدين : وقد يجاب عمّا قالاه بأنا نختار على هذا التقدير أن تكون «من» (٢) شرطية. وقوله : «ولا بد (٣) من ضمير يعود على اسم الشرط غير (٤) الظرف» ممنوع ، لأن فيه خلافا تقدّم تحقيقه ، ودليله في سورة البقرة فيكون الزمخشري وأبو البقاء من القائلين بأنه لا يشترط (٥).

فصل (٦)

اعلم أنه ـ تعالى ـ لمّا بين أنه يعامل الكفار (بَعْدِ ذلِكَ)(٧) بما ذكره ، فكذلك يزيد المؤمنين المهتدين هدى ، أي إيمانا وإيقانا على يقينهم (٨).

ومن الناس من حمل زيادة الهدى على الثواب ، أي : يزيدهم ثوابا على ذلك الاهتداء ومنهم من فسّر الزيادة بالعبادة المرتبة (٩) على الإيمان.

ثم قال : (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً). قال المحققون : هي الإيمان ، والأعمال الصالحة تبقى لصاحبها (١٠) وبعضهم قال : الصّلوات ، وبعضهم قال : التسبيح وقد تقدم (١١). ثم قال : (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا) عاقبة ومرجعا. ولا يجوز أن يقال : هذا خير إلا والمراد أنه خير من غيره ، فالمراد إذا : أنه خير مما ظنّه الكفار بقولهم : (خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).

قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) (٨٢)

قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) الآية (١٢).

«أفرأيت» عطف بالفاء إيذانا بإفادة التعقيب ، كأنه قيل : أخبر أيضا بقصة هذا الكافر

__________________

(١) قال أبو البقاء :(«ويزيد» معطوف على معنى «فليمدد» أي فيمد ويزيد). التبيان ٢ / ٨٨٠.

(٢) في ب : من أن تكون.

(٣) في ب : لا بد.

(٤) في ب : عن. وهو تحريف.

(٥) الدر المصون : ٥ / ١٥.

(٦) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩.

(٧) ما بين القوسين مكرر في ب.

(٨) في ب : بعضهم. وهو تحريف.

(٩) المرتبة : سقط من ب.

(١٠) انظر البغوي ٥ / ٣٩٦.

(١١) في سورة الكهف ، عند قوله تعالى :«الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً» [الآية ٤٦].

انظر اللباب ٥ / ٣٥٧.

(١٢) الآية : سقط من ب ، وكتبت الآية كاملة.

١٣١

عقيب قصة أولئك (١). وأرأيت بمعنى : أخبرني كما تقدم ، والموصول (٢) هو المفعول الأول ، والثاني هو الجملة الاستفهامية من قوله : «أطّلع الغيب» (٣).

و«لأوتينّ» جواب قسم مضمر (٤) ، والجملة القسمية كلها في محل نصب بالقول.

وقوله هنا «وولدا» ، وفي آخر السورة : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً)(٥) موضعان (٦) وفي الزخرف (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ)(٧) ، وفي نوح (مالُهُ وَوَلَدُهُ)(٨).

وقرأ الأخوان (٩) الأربعة بضم الواو وسكون اللام ، ووافقهما ابن كثير وأبو عمرو على الذي في نوح دون السورتين ، والباقون وهم نافع وابن عامر وعاصم قرأوا ذلك كلّه بفتح اللام والواو (١٠). فأمّا القراءة بفتحتين فواضحة ، وهو اسم مفرد قائم مقام (١١) الجمع (١٢).

وأما قراءة الضم والإسكان ، فقيل : هي كالتي قبلها في المعنى ، يقال : ولد وولد كما يقال: عرب وعرب ، وعدم وعدم (١٣).

وقيل : بل هي جمع ل «ولد» نحو أسد وأسد (١٤) ، «وأنشدوا على ذلك :

٣٦٢١ ـ ولقد رأيت معاشرا

قد ثمّروا مالا وولدا (١٥)» (١٦)

وأنشدوا (١٧) شاهدا على أن (١٨) الولد والولد مترادفان قول الآخر :

__________________

(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٢١٣.

(٢) في ب : المومنون. وهو تحريف.

(٣) انظر البيان ٢ / ١٣٥.

(٤) يحذف القسم ويغني عنه الجواب إن دل على دليل ، وقيل وعليه ابن مالك : إن وقع بعد (لقد) نحو«وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ» [آل عمران : ١٥٢] ، أو (لئن) نحو«لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ» [الحشر : ١٢] ، أو مصاحبا «لاما» مفتوحة ونونا للتوكيد نحو «لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً» [النمل : ٢١] ، وقيل وعليه أبو حيان : إن كان الجواب باللام وإنّ المشددة ، فإن كان بغيرها ك (ما ، ولا ، وإن) فلا.

المغني ٢ / ٦٤٥ ، الهمع ٢ / ٤٤.

(٥) [مريم : ٨٨]. ولدا : سقط من ب.

(٦) في ب : موضعين.

(٧) [الزخرف : ٨١].

(٨) [نوح : ٢١].

(٩) حمزة والكسائي.

(١٠) السبعة (٤١٢) ، الحجة لابن خالويه (٢٣٩) ، الكشف ٢ / ٩٢ ، النشر ٢ / ٣١٩ ، الإتحاف (٣٠١).

(١١) مقام : سقط من ب.

(١٢) انظر التبيان ٢ / ٨٨١ ، اللسان (ولد).

(١٣) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٣٤٤.

(١٤) وذلك أن قيسا تجعل الولد جمعا والولد واحدا. اللسان (ولد).

(١٥) البيت من بحر الكامل ، قاله الحارث بن حلزة. وهو في معاني القرآن للفراء ٢ / ٧٣ ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٢٧ ، اللسان (ولد) ، البحر المحيط ٦ / ٢١٣.

(١٦) أن : سقط من ب.

(١٧) في ب : وقد أنشدوا.

(١٨) أن : سقط من ب.

١٣٢

٣٦٢٢ ـ فليت فلانا كان في بطن أمّه

وليت فلانا كان (١) ولد حمار (٢)

وقرأ عبد الله ويحيى بن يعمر (٣) «وولدا» بكسر الواو (٤) ، وهي لغة في الولد (٥) ، ولا يبعد أن أن يكون هذا من باب الذبح والرئي ، فيكون ولد بمعنى مولود ، وكذلك في الذي بفتحتين (٦) نحو القبض بمعنى المقبوض.

قوله : «أطّلع» هذه همزة (٧) استفهام سقط من أجلها (٨) همزة الوصل (٩) ، وقد قرىء بسقوطها درجا ، وكسرها ابتداء على أن همزة الاستفهام قد حذفت لدلالة «أم» (١٠) عليها (١١) ، كقوله :

٣٦٢٣ ـ لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم «بثمان (١٢)» (١٣)

و«أطّلع» من قولهم : اطلع (١٤) فلان الجبل ، أي : ارتقى أعلاه (١٥).

قال جرير : (١٦)

٣٦٢٤ ـ لاقيت مطّلع الجبال «وعورا (١٧)» (١٨)

__________________

(١) كان : سقط من ب.

(٢) البيت من بحر الطويل ، لم يعزه أحد إلى قائل ، اللسان (ولد) والبحر المحيط ٦ / ٢١٣ ، واستشهد به على أنّ (ولدا) ـ بضم الواو وسكون اللام ، و(ولدا) بفتحها ـ لغتان وهما بمعنى واحد. وقد تقدم.

(٣) تقدم.

(٤) المختصر (٨٦) ، الكشاف ٢ / ٤٢٢ ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٢٧ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٣.

(٥) انظر التبيان ٢ / ٨٨١ ، قال ابن منظور : (والولد ـ بالكسر ـ كالولد لغة ، وليس بجمع ، لأنّ فعلا ليس مما يكسر على فعل). اللسان (ولد).

(٦) في ب : سحنين. وهو تحريف.

(٧) همزة : سقط من ب.

(٨) في ب : أصلها. وهو تحريف.

(٩) لأن همزة الوصل المكسورة إذا دخلت عليها همزة الاستفهام تحذف همزة الوصل ، وكذلك همزة الوصل المضمومة ، بخلاف المفتوحة فإنها لا تحذف مع همزة الاستفهام ، لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر. شرح التصريح ٢ / ٣٦٦.

(١٠) أم : سقط من ب.

(١١) انظر التبيان ٢ / ٨٨١ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٣.

(١٢) البيت من بحر الطويل قاله عمر بن أبي ربيعة ، ورواية شرح الديوان :

فو الله ما أدري وإنّي لحاسب

بسبع رميت الجمر أم بثمان

(١٣) في ب : بثمانيا.

(١٤) في ب : واطلع.

(١٥) انظر الكشاف ٢ / ٤٢١.

(١٦) تقدم.

(١٧) عجز بيت من بحر الكامل ، قاله جرير ، وصدره :

إنّي إذا مضر عليّ تحدّبت

وهو في ديوانه ١ / ٢٢٩ ، الكشاف ٢ / ٤٢١ ، اللسان (طلع).

(١٨) وعورا : سقط من ب.

١٣٣

و«الغيب (١)» مفعول به ، لا على إسقاط حرف الجر ، أي : على الغيب ، كما زعم بعضهم.

فصل

لمّا استدل على صحة البعث ، وأورد شبهة المنكرين ، وأجاب عنها ذكر عنهم ما قالوه استهزاء طعنا بالقول (٢) في الحشر فقال : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا). قال الحسن : نزلت في الوليد بن المغيرة والمشهور أنها نزلت في العاص بن وائل ، قال خباب بن الأرت : كان لي عليه دين ، فأتيت أتقاضاه ، فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت : لا والله لا أكفر بمحمد حيّا ولا ميتا. وفي رواية : حتى تموت ثم تبعث. فقال (٣) : وإنّي لميت ثم مبعوث؟ قلت : نعم. قال : إنكم تزعمون أنكم تبعثون ، وأن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ، فأنا أقضيك ثمّ ، فإنه سيكون لي مال وولد (٤).

ثم قال تعالى (٥) : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ). «قال ابن عباس : أنظر في اللوح المحفوظ (٦)»(٧).

وقال مجاهد : أعلم (٨) علم الغيب حتى يعلم أفي الجنة هو أم لا؟ (٩).

والمعنى : أنّ الذي ادعى حصوله لا يتوصل إليه إلّا بأحد هذين الطريقين (١٠) : إمّا علم الغيب ، وإمّا عهد من عالم الغيب ، فبأيهما (١١) توصل إليه (١٢).

قيل : العهد كلمة الشهادة (١٣). وقال قتادة : عملا صالحا قدّمه ، فهو يرجو بذلك ما يقول (١٤). وقال الكلبي : عهد إليه أن يدخله الجنة (١٥).

«كلّا» ردّ (١٦) عليه ، أي : إنّه لم يفعل ذلك.

قوله : «كلّا» للنحويين في هذه اللفظة ستة مذاهب :

أحدها (١٧) : وهو مذهب جمهور البصريين كالخليل وسيبويه وأبي الحسن الأخفش (١٨) وأبي العباس أنها حرف ردع وزجر (١٩).

__________________

(١) والغيب : سقط من ب. وفيه : فهو.

(٢) في ب : في القول.

(٣) في ب : قال.

(٤) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٢ ، الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٠.

(٥) تعالى : سقط من ب.

(٦) انظر البغوي ٥ / ٣٩٨.

(٧) ما بين القوسين في ب : انظر في اللوح المحفوظ قاله ابن عباس.

(٨) في ب : علم.

(٩) انظر البغوي ٥ / ٣٩٨.

(١٠) في ب : القولين.

(١١) في ب : فأيهما.

(١٢) الكشاف ٢ / ٤٢٢ ، الفخر الرازي ٢١ / ٢٥٠.

(١٣) انظر البغوي ٥ / ٣٩٨.

(١٤) المرجع السابق.

(١٥) المرجع السابق.

(١٦) في النسختين : ردّا.

(١٧) في ب : الأول.

(١٨) في ب : وأبي الحسن والأخفش. وهو تحريف.

(١٩) قال سيبويه : (وأمّا كلا فردع وزجر) الكتاب ٤ / ٢٣٥.

١٣٤

وهذا معنى لائق بها حيث وقعت في القرآن (١) ، وما أحسن ما جاءت في هذه الآية حيث زجرت وردعت ذلك (٢) القائل.

والثاني : وهو مذهب النضر بن شميل (٣) أنها حرف تصديق بمعنى نعم (٤) ، فيكون جوابا ، ولا بد حينئذ من أن يتقدمها شيء لفظا أو تقديرا ، وقد تستعمل في القسم (٥).

والثالث (٦) : وهو مذهب الكسائي ، وأبي بكر بن (٧) الأنباري (٨) ، «ونصر بن يوسف (٩)» (١٠) وابن واصل (١١) أنها بمعنى حقّا (١٢).

والرابع : وهو مذهب أبي عبد الله (١٣) محمد بن الباهلي (١٤) أنها رد لما قبلها. وهذا قريب من معنى الردع.

الخامس : أنها صلة في الكلام بمعنى «إي» (١٥) كذا قيل. وفيه نظر ، فإن «إي» حرف جواب ، ولكنه مختص بالقسم.

__________________

(١) لأن فيها معنى التهديد والوعيد ، ولذلك لم تقع في القرآن إلا في سورة مكية ، لأن التهديد والوعيد أكثر ما نزل بمكة.

(٢) في ب : هذا.

(٣) تقدم.

(٤) انظر المغني ١ / ١٨٩.

(٥) ومما يشير إلى استعمالها للقسم بهذا قول الفراء في قوله تعالى : «كَلَّا وَالْقَمَرِ» كلا : صلة للقسم الذي بعدها ، فلا يوقف عليها. كأنه قال : إي والقمر ، كما تقول : كلا وربّ الكعبة تريد : إي. وجعلها ابن هشام استفتاحية. انظر المغني ١ / ١٨٩.

(٦) والثالث : سقط من ب.

(٧) ابن : سقط من ب.

(٨) تقدم.

(٩) في بغية الوعاة ٢ / ٣٧٥ : نصر بن يوسف صاحب الكسائي ، قال ياقوت : كان نحويا لغويا وفي طبقات القراء ٢ / ٣٤٠ : نصير بن يوسف أخذ القراءة عرضا عن الكسائي ، وهو من جلة أصحابه وعلمائهم ، وكان ضابطا ، عالما بمعنى القراءات ونحوها ، ولغتها ، مات في حدود ٢٤٠ ه‍.

(١٠) ما بين القوسين في ب : وأبي يوسف ونصر بن يوسف.

(١١) هو محمد بن أحمد بن واصل أبو العباس البغدادي ، مقرىء جليل ، إمام متقن ضابط أخذ القراءة سماعا عن أبيه عن اليزيدي ، والكسائي ، مات سنة ٢٧٣ ه‍.

طبقات القراء ٢ / ٩١.

(١٢) فابتدأ بها لتأكيد ما بعدها ، فتكون في موضع مصدر ، ويكون موضعها نصبا على المصدر ، والعامل محذوف والتقدير : أحق ذلك حقا. انظر المغني ١ / ١٨٩ ، الهمع ٢ / ٧٤.

(١٣) في ب : عبد الله وأبي عبد الله.

(١٤) لعله أبو العلاء ، أو أبو يعلى محمد بن أبي زرعة الباهلي من أصحاب المازني ، صنف نكتا على كتاب سيبويه ، قيل عنه إنه كان أحذق من المبرد ، وإنما قل عنه النقل ، لأنه عوجل ، مات سنة ٢٥٧ ه‍.

انظر طبقات الزبيدي (١١٠) ، وبغية الوعاة ١ / ١٠٤ ، وفيه : ولد مكان مات.

(١٥) هذا الرأي أحد استعمالي الرأي الثاني وهو قوله : وقد يستعمل في القسم.

١٣٥

السادس : أنها حرف استفتاح ، وهو قول «أبي حاتم (١) ولتقرير هذه المذاهب موضع يليق به.

وقد قرىء هنا بالفتح والتنوين في كلّا» (٢) هذه ، وتروى عن ابن نهيك (٣) وحكى الزمخشري هذه القراءة ، وعزاها لابن نهيك في قوله : (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ)(٤) كما سيأتي (٥) ويحكى أيضا قراءة بضم الكاف والتنوين ، ويعزيها لابن نهيك أيضا» (٦).

فأما قولهم (٧) : ابن نهيك ، فليس لهم ابن نهيك ، إنما لهم أبو نهيك بالكنية (٨).

وفي قراءة الفتح «والتنوين أربعة أوجه :

أحدها : أنّه منصوب على المصدر بفعل مقدر من لفظها تقديره» (٩) : كلّوا (١٠) كلّا (١١) ، أي : أعيوا عن الحقّ إعياء ، أو كلّوا عن عبادة الله ، لتهاونهم بها من قول العرب : كلّ السّيف ، إذا نبا (١٢) عن الضرب ، وكلّ زيد (١٣) ، أي : تعب. وقيل : المعنى : كلّوا في دعواهم وانقطعوا(١٤).

والثاني (١٥) : أنه مفعول به بفعل مقدر من معنى الكلام ، تقديره : حمّلوا كلّا. والكلّ أيضأ : الثقل(١٦) ، تقول : فلان كلّ على الناس ، ومنه قوله تعالى : (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ)(١٧).

والثالث : أن «(١٨) التنوين (١٩) بدل من ألف (٢٠)» «كلّا» ، وهي التي يراد بها الردع والزجر ، فتكون حرفا أيضا.

قال الزمخشري : ولقائل أن يقول : إن صحت هذه الرواية (٢١) ، فهي «كلّا» التي

__________________

(١) وهي على هذا حرف لاستفتاح الكلام لا غير ، ولا يستعمل على هذا المعنى إلا في الابتداء بها ، ورجحه ابن هشام على رأي النضر بن شميل والفراء ، المغني ١ / ١٨٩ ، الهمع ٢ / ٧٥.

(٢) ما بين القوسين سقط من ب.

(٣) في ب : أبي نهيك.

(٤) [٨٢ من السورة نفسها].

(٥) الكشاف ٢ / ٤٢٢.

(٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(٧) في ب : قوله.

(٨) انظر المختصر (٨٦) ، والمحتسب ٢ / ٤٥ ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٣١ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٤.

(٩) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٠) في ب : فلو. وهو تحريف.

(١١) المحتسب ٢ / ٤٥ ، التبيان ٢ / ١٨١ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٣ ، المغني ١ / ١٩٠.

(١٢) نبا حدّ السيف إذا لم يقطع.

(١٣) في ب : زيدا. وهو تحريف.

(١٤) انظر التبيان ٢ / ١٨١ ، المغني ١ / ١٩٠.

(١٥) في ب : الثاني.

(١٦) انظر التبيان ٢ / ١٨١ ، المغني ١ / ١٩٠.

(١٧) [النحل : ٧٦].

(١٨) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٩) في ب : وقيل التنوين.

(٢٠) في ب : الألف.

(٢١) وهي قول الزمخشري : (وفي محتسب ابن جنى «كلّا» بفتح الكاف والتنوين ، وزعم أن معناه : كلّ هذا الرأي والاعتقاد كلّا) الكشاف ٢ / ٤٢٢ ، والمحتسب ٢ / ٤٥.

١٣٦

للردع» (١) قلب (٢) الواقف عليها ألفها نونا كما في قوله : «قواريرا (٣)» (٤).

قال أبو حيان : وهذا ليس بجيد ، لأنه قال : التي للردع ، «والتي للردع» (٥) حرف ، ولا (٦) وجه لقلب ألفها نونا ، وتشبيهه (٧) ب «قواريرا» ليس بجيد ، لأنّ «قوارير» (٨) اسم (٩) يرجع به إلى أصله ، فالنون ليس بدلا من ألف بل هو تنوين الصرف ، وهذا الجمع مختلف فيه أيتحتّم منع صرفه أم يجوز؟ قولان(١٠).

ومنقول أيضا : أن (١١) بعض لغة العرب (١٢) يصرفون ما لا ينصرف (١٣) ، فهذا القول ، إما على قول من لا يرى بالتحتم ، أو على تلك اللغة (١٤).

والرابع : أنه نعت ل «آلهة» ، قاله (١٥) ابن عطية (١٦). وفيه نظر ، إذ ليس المعنى على ذلك ، وقد يظهر له وجه ، «أن يكون وصف» (١٧) الآلهة بالكلّ الذي هو (١٨) المصدر بمعنى الإعياء والعجز ، كأنه قيل : آلهة كالّين ، أي : عاجزين منقطعين. ولمّا وصفهم وصفهم بالمصدر وحده. وروى (١٩) ابن عطية والداني (٢٠) وغيره عن أبي نهيك أنه قرأ (٢١) «كلّا» بضم الكاف (٢٢) والتنوين (٢٣) ، وفيها تأويلان :

أحدهما : أن ينتصب على الحال ، أي : سيكفرون جميعا (٢٤) ؛ كذا قدره أبو (٢٥) البقاء ، واستبعده(٢٦).

والثاني : أنه منصوب بفعل مقدر ، أي : يرفضون ، أي : يجحدون ، أو (٢٧) يتركون كلّا(٢٨) ،

__________________

(١) ما بين القوسين سقط من ب.

(٢) في ب : قلنا.

(٣) من قوله تعالى : «وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا. قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً» [الإنسان : ١٥ ، ١٦].

(٤) الكشاف ٢ / ٤٢٢.

(٥) ما بين القوسين سقط من ب.

(٦) في ب : فلا.

(٧) في الأصل : وتشبيها.

(٨) في ب : قوارير.

(٩) في الأصل : اسما.

(١٠) أجاز قوم صرف الجمع الذي لا نظير له في الآحاد اختيارا وزعم قوم أن صرف ما لا ينصرف مطلقا لغة. انظر الأشموني ٣ / ٢٧٥.

(١١) في ب : الأول أنه منقول أيضا وإن.

(١٢) في ب : لغة بعض العرب.

(١٣) انظر شرح الكافية ١ / ٣٨ ـ ٣٩.

(١٤) البحر المحيط ٦ / ٢١٥.

(١٥) في ب : قال. وهو تحريف.

(١٦) تفسير ابن عطية ٩ / ٥٣١.

(١٧) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٨) في ب : على. وهو تحريف.

(١٩) في ب : فصل روى.

(٢٠) تقدم.

(٢١) في ب : أنه قوى كلامه أي قرىء.

(٢٢) في ب : القاف. وهو تحريف.

(٢٣) المختصر (٨٦) ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٣١.

(٢٤) جميعا : سقط من ب.

(٢٥) في ب : وأبو. وهو تحريف.

(٢٦) التبيان ٢ / ٨٨١.

(٢٧) في ب : و.

(٢٨) كلا : سقط من ب.

١٣٧

قاله (١) ابن عطية (٢). وحكى (٣) ابن جرير (٤) أن أبا نهيك قرأ «كلّ» بضم الكاف ورفع اللام منونة على أنه مبتدأ والجملة الفعلية بعده خبره (٥).

وظاهر عبارة هؤلاء أنه لم يقرأ بذلك إلا في (٦) «كلّا» الثانية (٧). وقرأ عليّ بن أبي طالب «ونمدّ»(٨) من أمدّ ، وقد تقدم القول في مدّه وأمدّه (٩).

قوله : (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ). يجوز في «ما» وجهان :

أحدهما : أن يكون مفعولا بها (١٠) ، والضمير في «نرثه» منصوب على إسقاط الخافض تقديره : ونرث منه «ما يقوله (١١)» (١٢).

والثاني : أن يكون بدلا من الضمير في «نرثه» بدل اشتمال (١٣). وقدّر بعضهم مضافا قبل الموصول ، أي : نرثه معنى ما يقول ، أو مسمّى ما يقول ، وهو المال والولد ، لأن نفس القول لا يورث(١٤). «و«فردا» حال إمّا مقدرة نحو (فَادْخُلُوها خالِدِينَ)(١٥) ، أو مقارنة ، وذلك مبنيّ على اختلاف معنى الآية (١٦)» (١٧).

قوله تعالى : «سنكتب» (١٨) سنحفظ (١٩) «ما يقول» فنجازيه في الآخرة (٢٠).

وقيل : نأمر الملائكة حتى يكتبوا ما يقول. (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) أي : نزيده عذابا فوق العذاب ، وقيل : نطيل عذابه (٢١). و (نَرِثُهُ ما يَقُولُ)(٢٢) «أي : ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال قوله ، وقوله «ما يقول» ، لأنه زعم أنّ له مالا وولدا ، أي : لا نعطيه ونعطي غيره ، فيكون الإرث راجعا إلى ما تحت القول لا إلى نفس القول. وقيل : معنى قوله (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ)(٢٣) أي : نحفظ ما يقول حتى نجازيه به (وَيَأْتِينا فَرْداً) يوم القيامة بلا مال ولا ولد» (٢٤).

__________________

(١) في ب : كذا قاله.

(٢) تفسير ابن عطية ٩ / ٥٣١.

(٣) في ب : القول الثاني حكى.

(٤) تقدم.

(٥) جامع البيان ١٦ / ٩٤.

(٦) في ب : أن. وهو تحريف.

(٧) من قوله تعالى :«كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا» [الآية ٨٢ من السورة نفسها].

(٨) المختصر (٨٦) ، الكشاف ٢ / ٤٢٢ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٤.

(٩) في ب : ومده.

(١٠) بها : سقط من ب.

(١١) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٣ ، البيان ٢ / ١٣٥ ، التبيان ٢ / ٨٨٢.

(١٢) ما بين القوسين في ب : ما يقولونه.

(١٣) انظر التبيان ٢ / ٨٨٢.

(١٤) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٢.

(١٥) [الزمر : ٧٣].

(١٦) أي : إذا كان المراد : ويأتينا فردا غدا بلا مال ولا ولد ، ف «فردا» حال مقدرة. ويحتمل أن هذا القول إنما يقوله ما دام حيا ، فإذا قبضناه حلنا بينه وبين أن يقوله. ف «فردا» حال مقارنة. الكشاف ٢ / ٤٢٢.

(١٧) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٨) في ب : قوله : «كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ».

(١٩) في ب : سنحفظه.

(٢٠) انظر القرطبي ١١ / ١٤٨.

(٢١) انظر البغوي ٥ / ٣٩٨.

(٢٢) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٣٩٩.

(٢٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(٢٤) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٥ / ٣٩٩.

١٣٨

قوله تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ) الآية (١). لمّا تكلّم في مسألة الحشر (٢) والنشر تكلّم الآن في الرد على عبّاد (٣) الأصنام فقال : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) يعني كفار قريش اتخذوا الأصنام آلهة يعبدونها (لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) أي منعة بحيث يكونون (٤) لهم شفعاء وأنصارا ينقذونهم من الهلاك. ثم أجاب الله ـ تعالى (٥) ـ بقوله : «كلّا» ليس الأمر كما زعموا (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) أي : «كلّهم سيكفرون بعبادة» (٦) هذه الأوثان (٧).

قوله : «سيكفرون» يجوز أن يعود الضمير (٨) على الآلهة ، لأنه أقرب مذكور ، ولأن الضمير في «يكونون (٩)» أيضا عائد عليهم فقط (١٠) ، ومثله (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ) ثم قال (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ)(١١).

قيل : أراد بذلك الملائكة ، لأنهم يكفرون بعبادتهم «ويتبرؤن منهم» (١٢) ويخاصمونهم وهو المراد بقوله : (أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ)(١٣).

وقيل : إن الله ـ تعالى ـ يحيي الأصنام يوم القيامة حتى يوبّخوا عبّادها ويتبرءوا (١٤) منهم فيكون ذلك أعظم لحسرتهم (١٥).

وقيل : الضمير يعود على المشركين ، ومثله قوله (١٦) : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)(١٧) إلا أنّ فيه عدم توافق الضمائر ، إذ الضمير في «يكونون» عائد إلى الآلهة (١٨).

و(١٩) «بعبادتهم» مصدر مضاف إلى فاعله ، إن عاد (٢٠) الضمير في عبادتهم على

__________________

(١) الآية : سقط من ب وكتبت الآية كاملة.

(٢) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١.

(٣) في ب : عبادة.

(٤) في ب : يكونوا. وهو تحريف.

(٥) تعالى : سقط من ب.

(٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(٧) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١.

(٨) في ب : أن يكون الضمير عائدا.

(٩) في ب : يكون. وهو تحريف.

(١٠) في ب : عائد عليه ثم فقط.

(١١) من قوله تعالى : «وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ» [النحل : ٨٦]. انظر الكشاف ٢ / ٤٢٢ ـ ٤٢٣ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٥.

(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٣) من قوله تعالى : «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ» [سبأ : ٤٠]. انظر الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١.

(١٤) في الأصل : ويتبرؤون.

(١٥) انظر الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١.

(١٦) في ب : ومنه قولهم.

(١٧) من قوله تعالى : «ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ» [الأنعام : ٢٣]. انظر الكشاف ٢ / ٤٢٢ ، الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٥.

(١٨) في ب : إذ الضمير يكون عائدا على الآلهة.

(١٩) و : سقط من ب.

(٢٠) في ب : وإن كان.

١٣٩

المشركين العابدين (١) ، وإلى المفعول إن عاد على الآلهة (٢).

قوله : «ضدّا» إنما وحّده وإن كان خبرا عن جمع لأحد وجهين (٣) : إما لأنه مصدر في الأصل (٤) ، «والمصادر موحّدة مذكّرة ، وإمّا لأنه مفرد في معنى الجمع (٥).

قال الزمخشري» (٦) : والضّدّ : العون ، وحّد توحيد قوله عليه‌السلام (٧) : «وهم يد على من سواهم» (٨) لاتفاق كلمتهم ، وأنّهم كشيء واحد لفرط تضامهم وتوافقهم (٩). والضّدّ : العون والمعاونة ، ويقال (١٠) : من أضدادكم ، أي : أعوانكم.

قيل : سمي (١١) العون ضدّا ، لأنه يضاد من يعاديك وينافيه بإعانته لك (١٢) عليه (١٣).

وفي التفسير : إن الضّدّ هنا الأعداء (١٤). وقيل : القرن (١٥). وقيل : البلاء (١٦). وهذه تناسب معنى الآية.

قيل (١٧) ذكر ذلك في مقابلة قولهم «عزّا» ، والمراد ضد العزّ ، وهو الذّلّ والهوان ، أي : يكونون عليهم ضدّا لما قصدوه وأرادوه. كأنه قيل : ويكون عليهم ذلّا لهم (١٨).

قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ

__________________

(١) ويكون التقدير : سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام. البيان ٢ / ١٣٦ ، التبيان ٢ / ٨٨١.

(٢) ويكون التقدير : سيكفر المشركون بعبادة الأصنام ، أو ستكفر الأصنام بعبادتهم المشركين ، البيان ٢ / ١٣٦ ، التبيان ٢ / ٨٨١.

(٣) في ب : الوجهين.

(٤) في ب : في الواحد أو في الأصل.

(٥) المصدر موحّد لا يثنّى ولا يجمع ، لأنه جنس يدل بلفظه على القليل والكثير ، فاستغني عن تثنيته وجمعه ، فيخبر به عن المفرد والمثنى والجمع. شرح المفصل ٣ / ٥٠ ، شرح التصريح ١ / ١٥٧.

(٦) ما بين القوسين سقط من ب.

(٧) في ب : لقوله عليه الصلاة والسلام.

(٨) أخرجه أبو داود (ديات) ٤ / ٦٦٦ ـ ٦٦٩ ، وابن ماجه (ديات) ٢ / ٨٩٥ وأحمد ١ / ١٢٢ ، ٢ / ١٨٠.

٢١١.

(٩) الكشاف ٢ / ٤٢٣.

(١٠) في ب : يقال.

(١١) في ب : وسمي.

(١٢) في ب : لأنه يضامن يعانيك وتعانيه بإعانتك له. وهو تحريف.

(١٣) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٣ ، الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.

(١٤) هذا المعنى للضحاك. القرطبي ١١ / ١٤٨ ، البحر المحيط ٢١٥٦.

(١٥) في ب : القران. وهذا المعنى لقتادة. البحر المحيط ٦ / ٢١٥.

(١٦) انظر القرطبي ١١ / ١٤٨ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٥.

(١٧) في ب : وقيل.

(١٨) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٣ ، الفخر الرازي ٢١ / ٢٥١.

١٤٠