إعجاز القرآن العلمي والبلاغي والحسابي

محمّد حسن قنديل

إعجاز القرآن العلمي والبلاغي والحسابي

المؤلف:

محمّد حسن قنديل


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار ابن خلدون
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٠٢

ودستورا للحياة الكريمة المباركة ... ، لذلك فإن القرآن الكريم يحتوى الكثير من صور الإعجاز اللغوى ، والعلمى ، والرياضى ، والعددى فهناك الإعجاز بالنسبة للمسائل التى آمنا بها من خلال المعرفة اللغوية ولكن هناك لونا جديدا من ألوان الإعجاز القرآنى وهو إثبات تلك المسائل رياضيا كإثبات الشفاعة رياضيا من خلال معرفة الآيات والسور التى ذكرت بها ومعرفة تاريخ ميلاد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتاريخ وفاته والفترة التى عاشها فيما بين ذلك من خلال معرفة الآيات والسور التى ذكر فيها النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم والسور التى لم يذكر فيها الاسم ، ومن خلال الاستنباط الرياضى تبدو الحقيقة واضحة بإعجاز يبهر العقول ويثبت بلا جدال للملاحدة فى كل عصر أن القرآن الكريم هو الحق المطلق والطريق إلى الهدى والنور الحقيقى ... ، وهناك الكثير من ألوان الإعجاز والتى أذن بها الله تعالى وسوف تكون إشراقات مضيئة واضحة فى الفترات القادمة ، مما يجعلنا نعتز بإيماننا ونحمد الله تعالى أنه جعلنا مسلمين مؤمنين بالله وبما جاء فى كتابه الكريم وبحقائق كثيرة تثبت الإيمان فى عصور العواصف والفتن والأحقاد ضد هذا الدين الخاتم ، ومنها أن هذا الكتاب معجز فى كل شىء ليس لأنه دعوة الخير والنور فقط ، ولكن لأنه كتاب الإعجازات والأدلة والبراهين العلمية والرياضية ، فكما كان القرآن الكريم هو لغة الإعجاز البلاغى للعرب وللأمم الماضية فهو لغة الإعجاز العلمى والرياضى للأجيال القادمة وما بعدها وسوف يتجلى إعجازه فى كل عصر ، كذلك يتميز القرآن الكريم عن جميع العلوم التى يعرفها البشر ، حيث يدرك البشر الحقيقة العلمية بإذن خالقه ولكنه لا يعرف لما ذا حدث ذلك ، فمثلا يعرف الإنسان من خلال أبحاثه أن الخلايا تنقسم ولكن لما ذا؟ تجده لا يعرف الإجابة كاملة ، ولكن كتاب الله نجد فيه الحقيقة والسبب الواضح الجلى بالنسبة للحقيقة ، لما ذا هى هكذا ... ، حيث إن الله تعالى هو خالق الأسباب والمسببات فمثلا القرآن الكريم لما ذا هو ١١٤ سورة وليس ١١٣ أو ١١٥ سورة ونجد الإجابة تبدو واضحة من خلال الإعجاز الرياضى والذى يشير إليه الدكتور / عبد الله البلتاجى خلال أبحاثه الرياضية وهى اجتهاد والله وحده العالم بالحكمة من كل شىء ، وذلك لأن

٢٤١

الرقم ١١٤ ليس له مثيل فى الأرقام إطلاقا فهو لا يقبل القسمة إلا على ثلاثة أرقام هى ٢ ، ٣ ، ٦

ـ فمثلا ١١٤ / ٢ ٥٧ وهو رقم لا يقبل القسمة غير / ٣ ويكون الناتج ١٩.

ـ وكذلك ١١٤ / ٣ ٣٨ وهو رقم لا يقبل القسمة غير / ٢ ويكون الناتج ١٩.

ـ وأيضا هو يقبل القسمة على ٦ ... ، ١١٤ / ٦ ويكون الناتج ١٩.

وهو أيضا لا يقبل القسمة على ثلاثة أرقام غير هذه الأرقام الأولية التى تقل عن (١٠) ، فهناك ثلاثة أرقام أخرى غير أولية تزيد عن رقم (١٠) يقبل القسمة عليها وهى ١٩ ، ٣٨ ، ٥٧

ـ فمثلا ١١٤ / ١٩ ٦

ـ وكذلك ١١٤ / ٣٨ ٣

ـ وأيضا ١١٤ / ٥٧ ٢

ونلاحظ أن هذا الناتج هو نفس الأرقام الأولية التى يقبل القسمة عليها فى الحالات السابقة وهى ٢ ، ٣ ، ٦ ، ونلاحظ أيضا أن النتائج السابقة هى ١٩ ، ٣٨ ، أى ١٩* ٣ وبذلك ندرك أن ناتج القسمة هو رقم (١٩) ومضاعفاته ... ، وبذلك نجد أن الرقم ١١٤ لا يقبل القسمة إلا على (١٩) ومضاعفاتها ٣٨ ، ٥٧ وبذلك نجد أن أسرار الرقم ١٩ لم تأت من فراغ ولكن بسبب تركيب ونسق رياضى فى القرآن الكريم يبدو بالأدلة الواضحة كما أشرنا ... ، ولقد كان لهذا الرقم أسرار أخرى أفاض الله بها على

٢٤٢

عباده الباحثين ، فهذا الرقم له سر إلهى وسر محمدى وسر كونى ، ولتوضيح تلك الأسرار بالأمثلة نجد أن السر الإلهى هو أن كلمة الله كتابتها كذلك باللغة العربية" الله" فنجد القرآن الكريم ملئ بالإعجازات فى جميع المجالات والتى تتضح من خلال كلمات اللغة العربية التى يحملها القرآن الكريم ، ولكن يقابل كلمة الله عدديا كلمة" واحد" وهى صفة من صفاته تعالى التى ينفرد بها وإذا نظرنا إلى الترتيب الأبجدى للحروف فى العصور القديمة للعرب نجد أنه هكذا ... ، أ ، ب ، ج ، د ، ه ، و ، ز ، ح ، ط ، ى ، وكانوا يقرنون الأرقام بتلك الحروف فحرف أ يقابله رقم ١ ، ب يقابله رقم ٢ ، ب يقابله رقم ٣ ، د يقابله رقم ٤ ، ه يقابله رقم ٥ ، ويقابله رقم ٦ ، ز يقابله رقم ٧ ، ح يقابله رقم ٨ وهكذا ... ، وإذا نظرنا إلى كلمة واحد التى هى صفة من صفات الله تعالى فإنها تشير إلى إعجاز رياضى ورقمى فمثلا نجد أنه بالتعويض رقميا فى حروف هذه الكلمة نجد أن الواو يقابلها رقم ١ ، والحاء يقابلها رقم ٨ ، الدال يقابلها رقم ٤ فيكون المجموع الرقمى لتلك الكلمة واحد ١٩ وهذا من أحد إعجازات هذا الرقم ... ، وأما بالنسبة للإعجاز المحمدى نجد أن نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو دعوة إبراهيم عليه‌السلام (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) ، فنجد أن من ينظر إلى شجرة الأنبياء وترتيب الأنبياء بعد إبراهيم عليه‌السلام نجد أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم رقم ١٩ فى الترتيب ، وهو أيضا رقم ١٩ فى الترتيب التاريخى من بعد إبراهيم عليه‌السلام ... ، إبراهيم ـ إسماعيل ـ إسحاق ـ يعقوب ـ يوسف ـ موسى ـ هارون ... ، وهكذا مع العلم أن هناك الكثير من الأنبياء بين إبراهيم عليه‌السلام وبين محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا نعلمهم ولم يذكرهم القرآن الكريم ولكن الاستنباط هنا والبحث قائم على ما ذكر فى القرآن الكريم ، كذلك تكرر ذكر النبى موسى عليه‌السلام كثيرا فى القرآن الكريم ثم يليه التكرار لنبى آخر وهكذا ، ولقد لاحظ العلماء أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى ترتيب التكرار هو رقم ١٩ أيضا وأما بالنسبة للسر الكونى فهناك الكثير من الأسرار والإعجازات الكونية التى ترتبط بهذا الرقم ، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون بمعادلة رياضية مكتوبة باللغة العربية وأحد

٢٤٣

مكونات هذه المعادلة هو الرقم ١٩ ، كذلك الرقم ٧ هو أحد أفرع هذه المعادلة أيضا فنجد سبع سماوات ، سبع أرضين ، أبواب جهنم سبعة أبواب وهكذا ... ، ومن أسرار الرقم ١٩ الكونية نجد أن هناك أمثلة كثيرة منها أن المذنب هالى اسمه بالعربية هالى وهى كلمة مكونة من أربعة أحرف فنجد ٤* ١٩ ٧٦ وهو بالفعل يزور الأرض ويقترب منها كل ٧٦ سنة. ومن الأمثلة الأخرى كلمة عظام هى أربعة حروف وكلمة الإنسان سبعة أحرف فيكون المجموع لكلمة عظام الإنسان ٤+ ٧ ١١ وبضرب هذا الرقم* ١٩ يكون ١١* ١٩ ٢٠٩ وهو عدد عظام الإنسان الموجودة فى جسمه ... ، وغير ذلك هناك الكثير من الإعجازات الكونية التى ترتبط بهذا الرقم ، إنه الإعجاز الإلهى الذى تقف أمامه عقول البشر ، تلك المخلوقات الضعيفة التى خلقها الله تعالى من الماء المهين فليس بغريب أن يقف الإنسان حائرا لا يستطيع أن يتحمل بعقله المحدود المزيد من أسرار الخالق الذى خلق الكون بما فيه وأمسك السماوات والأرض بما تحتويه السماوات من الملايين من النجوم الهائلة التى تفوق الأرض والشمس حجما ونورا وحرارة ، والذى بقدرته يعلم ما توسوس به النفس ويعلم السر والجهر ، والرازق لكل دابة من خلقه وإلى أن تقوم الساعة ، فلا عجب حين تقف العقول حائرة ... ، إنه الخالق سبحانه وتعالى والذى عرف نفسه فى القرآن الكريم من خلال لفظ الجلالة الله بعدد ٦٢٣٦ مرة وهو رقم يعادل عدد آيات القرآن الكريم كلها برغم أن لفظ الجلالة لم يرد فى ٢٩ سورة من سور القرآن الكريم والتى تبلغ ١١٤ سورة من خلال عبارات واضحة" إننى أنا الله ، الله الذى ... ، " وغير ذلك من الآيات ... ، وهذا يثبت أن لفظ الجلالة لم يرد فى القرآن الكريم ورودا عاديا أو عشوائيا ، ولكنه يرد بأسرار وحكمة وبأرقام تتناسب مع حقائق سوف يجليها الله للإنسان فى أوقات مناسبة ، كمطابقة تعريفات الله تعالى لعدد آيات القرآن الكريم برغم عدم ورود لفظ الجلالة فى ٢٩ سورة من سور القرآن الكريم ... ، وهناك إثبات المثلية الرياضية لآدم وعيسى عليهما‌السلام حيث يقول تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ) فنجد ورود كلمة عيسى عليه‌السلام ٢٥ مرة وورود كلمةءادم عليه‌السلام ٢٥ مرة ، وغير ذلك

٢٤٤

الكثير من بنود الإعجاز فى هذا الموضوع والذى يشير إليه الدكتور عبد الله البلتاجى فى كتاب معجزة عيسى وآدم فى القرآن الكريم ... ، إنها إعجازات تثبت أننا فى عصر الزحف الإسلامى الذى تخرس فيه ألسنة الملحدين ... ، إنه الإعجاز الإلهى ورسالة الإسلام التى يسطع نورها ويبدو كلما مر الزمن وتوالت العصور ليتحقق بذلك قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) ... ، إن القرآن الكريم هو كلام الله ، والكون من حولنا خلقه الله ، فلا بد أن يكون هناك تطابق بين كلام الله سبحانه وما خلقه فى كونه ... ، فكل شىء يحدث فى الكون موجود بنسبة ثابتة فى القرآن الكريم السابق دائما لكل العلوم البشرية فمن خلال القرآن الكريم حصلنا كما سبق على نسبة اليابسة إلى الماء من خلال ورود كلمات البر والبحر ومن خلال قوله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ) تم الحصول على نسبة الضغط الجوى الطبيعى فى الرئتين ، وغير ذلك الكثير من الحقائق الرياضية التى أشار إليها الدكتور فى محاضراته وفى كتابه معجزة القرآن الكريم الرياضية ... ، فهناك التنظيم الرياضى المبهر فى تنظيم القرآن الكريم ، فمثلا

* آخر آيات الربع ٦٣ هى الآية ٦٤ ، وآخر آيات الربع ٧٤ هى الآية ٧٥ ، وأول آيات الربع ٦٤ هى الآية ٦٥.

* سورة إبراهيم هى السورة رقم ١٤ وهى آخر سور الجزء ١٣ ثم يأتى بعد ذلك الجزء ١٤ فى سورة الحجر رقم ١٥.

* آخر سورة الحزب (٥٣) هى سورة القمر رقم ٥٤ وآخر آياتها ٥٥ ثم يأتى بعد ذلك سورة الرحمن رقمها بالمصحف ٥٥ وبعد سورة القمر رقم ٥٤ يأتى الحزب رقم ٥٤ ... ،

* عدد حروف ق فى سورة ق ٥٧ وعدد حروف ق فى سورة الشورى ٥٧ ومجموعهم بعدد سور القرآن الكريم ، وسورة ق رقم ٥٠ بالمصحف وآياتها ٤٥ فيكون المجموع ٩٥ وكذلك الشورى رقم ٤٢ وآياتها ٥٣ ٩٥.

٢٤٥

* بما أن الطلاق هو تحريم الزوجة فسورة الطلاق رقم ٦٥ بالمصحف وسورة التحريم رقم ٦٦ وتنتهى آيات كل منهما بالآية ١٢ ... ، وحين قال تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ) (١) فنجد التماثل فى ورود اسم كل منهما ٢٥ مرة والآيات التى تشير إلى خلق آدم ثلاث آيات ، والتى تشير إلى خلق عيسى عليه‌السلام آيتين فقط (٢) ... ، مجموع الكلمات والحروف فى آيات خلق آدم ١٦٠ ، ومجموع الكلمات والحروف فى آيات خلق عيسى عليه‌السلام ١٦٠ أيضا ... ، وقد ذكر أيضا فى التكرار السابع بسورة آل عمران وفى التكرار ١٩ بسورة مريم ، وهو التكرار السابع تصاعديا ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٣ ٢٢ ، ٢١ ، ٢٠ ، ١٩.

* السورة الوحيدة التى مجموع كلماتها ٢٠+ حروفها ٨٠ ١٠٠ هى سورة الناس وهى آخر سور المصحف الشريف. وهذا إثبات نهاية المصحف ١٠٠ خ فلا توجد إضافة أو حذف بعد تلك السورة ... ،

* قوله تعالى (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) جاء بسورة الجن رقم ٧٢ وبالآية ٢٨ والمجموع ١٠٠ ، أى أن إحصاء الخالق ١٠٠ خ.

* قوله تعالى (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) جاء بسورة الذاريات رقم ٥١ وبالآية ٤٩ والمجموع ١٠٠ ، أى أنه لا جدال فى هذا الأمر فهى حقيقة ١٠٠ خ.

* الرقم ١٩ يبرز كثيرا فى الحقائق الرياضية بالقرآن الكريم كما أشرنا سابقا.

فالبسملة ١٩ حرف ، ومجموع سور القرآن الكريم هى إحدى مضاعفات هذا الرقم ١٩* ٦ ١١٤ ... ، وغير ذلك الكثير من الحقائق الرياضية ، ويقول أحد العلماء الألمان والمرشح لجائزة نوبل فى العلوم ، والذى لا يعلم عن القرآن شىء ، يدلل أن الله تعالى خلق الكون بمعادلة تمتد فروعها فى الكيمياء والجيولوجيا والفيزياء ، وكلها تحتوى الرقم ١٩ ، فمثلا يحتوى جدول العناصر على ١١٤ عنصرا أساسيا ... ، والبوتاسيوم فيه نجد أن عدده الذرى ١٩ وينتج عنه أقوى التفاعلات ويحل محل جميع العناصر ....

__________________

(١) سورة آل عمران الآية ٥٩

(٢) انظر ـ معجزة مثل آدم وعيسى ... ، عن اثبات المثلية القرآنية رياضيا

٢٤٦

* القرآن الكريم يحتوى ١١٤ سورة والمتوقع أن كون به ١١٤ بسملة وبالفعل رغم عدم وجود البسملة بسورة التوبة فنجد قوله تعالى فى سورة النمل (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

* ذكرت الذرة ٦ مرات وهناك بالفعل ستة مكونات لكل نوع منها لا سابع لهما ... ،

* فى الآية ١٣ من سورة ق يقول تعالى (وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ) ولم يقل سبحانه وتعالى" وقوم لوط" ولو كان ذلك لأصبح حرف ق ٥٨ بدلا من ٥٧ فيختلف التنظيم الرياضى.

* الله سبحانه بكل شىء عليم ... ، وبكل شىء محيط ... ، وعلى كل شىء شهيد ... ، وقد تكررت كلمة" كل شىء" فى القرآن الكريم ١١٦. منهم مرة تشير إلى ملكة سبأ" وأوتيت من كل شىء" ... ، ومرة تخص أفعال البشر (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) فيكون الباقى ١١٤ بعدد سور القرآن الكريم فكان قوله تعالى (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) بسورة القصص وترتيبها بالمصحف ٢٨ ورقم الآية ٨٨ ومجموعهم ١١٦ بعدد ورود لفظ كل شىء ، أى أن كل شىء سيفنى إلا الواحد القهار ... ، كذلك اكتشف العلماء أن المسافة بين الشمس والأرض ٩١ مليون ميل وسورة الشمس هى السورة رقم ٩١ بالمصحف ... ، كذلك فسورة الحديد رقم ٥٧ وعدد آياتها ٢٩ آية ... ، فيكون ٥٧* ٢٩ ١٦٥٣ ومجموع الأرقام من ١ : ٥٧ ١٦٥٣ ... ، والمتأمل لكلمة الحديد يجد أن مجموع حروفها بطريقة أبجد هوز ٥٧ فمثلا أ ١ ، ب ٢ ، ج ٣ ، د ٤ ، ه ٥ ، و٦ ، ز ٧ ، ح ٨ ، ط ٩ ، ى ١٠ ، ك ٢٠ ، ل ٣٠ وبالتعويض نجد أن كلمة الحديد ٥٧ ، كذلك فإن مجموع تكرارات حروف اسم مريم يساوى مجموع تكرارات أحرف كهيعص من نفس السورة ... ، إنه الإبداع الإلهى ، وكلام الله المحفوظ بعلمه وأسراره يقول تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (١) ، ويقول تعالى (أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (٢).

__________________

(١) سورة الحجر الآية ٩.

(٢) سورة النساء الآية ٨٢.

٢٤٧

* إن القرآن الكريم هو كلام الله الأزلى والأحداث التى حدثت ونزل فيها القرآن كالثلاثة الذين خلفوا مثلا عن غزوة تبوك ، كان لا بدّ أن يتخلفوا لأن ذلك كتب أزلا فى اللوح المحفوظ ثم نزل القرآن الكريم إلى السماء الدنيا فى ليلة القدر به كل تلك الأحداث وبنفس مسمياتها فكان لا بدّ أن يسمى أبو لهب بهذا الاسم ويظل أيضا على شركة وأن يسمى زيد باسمه الذى ذكر فى القرآن وكان لا بدّ أن تغلب الروم بعد هزيمتهم وكان لا بدّ أن تحدث غزوة بدر وأحد ، والأحزاب وغيرها من الغزوات ... ، وبذلك ندرك أن كل ما يخبر به الله تعالى لا بدّ أن يتحقق وكل ما يخبر به النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نبوءات لا بدّ أن تتحقق لأن وحى يصل إليه من ربه هو من أحداث سجلها الله سبحانه وتعالى عنده ... ، فهى أحداث أزلية ... ، حين يخبر عنها الله أو يخبر بها رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلا بد أن تتحقق ... ، كفلق الصبح فى ميعادها ....

٢٤٨

الفصل الثانى

الإعجاز العددى فى القرآن

وارتباطه بالسنن الكونية

٢٤٩
٢٥٠

الإعجاز العددى فى القرآن وارتباطه بالسنن الكونية

فى عصرنا تقدمت العلوم وتم اختراع الكثير من الأجهزة الحديثة ومنها جهاز الكمبيوتر والذى سهل على العلماء عد حروف القرآن الكريم ومعرفة الكثير من الإعجازات الرقمية الواردة فى آياته ، ولقد وجد العلماء أسرارا كثيرة تثبت أن القرآن الكريم هو وحى الله المليء بالأسرار والمعجزات ، والأمثلة كثيرة نذكر منها الحقائق الآتية : سورة ق الآية الأولى فيها (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) وسورة الشورى الآية الثانية فيها (عسق) ، ولأن حرف ق جاء فى الآية الأولى من سورة ق فكان من الآية الأخيرة قوله تعالى (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) ولأن حرف ق جاء فى الآية الثانية من سورة سورة الشورى فكان من الآية قبل الأخيرة قوله تعالى (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) والمقصود فى الآيتين هو القرآن الكريم ، لفت ذلك نظر العلماء أن حرف ق ربما يشير إلى القرآن الكريم ، فقاموا بعد حروف ق فى سورة ق فكان العدد ٥٧ ، وقاموا بعد حروف ق فى سورة الشورى فكان الناتج ٥٧ ويجمع العددين يكون المجموع ١١٤ حرفا بعدد سور القرآن الكريم ... ، ومن الأمثلة أيضا أن اسم الله الرحيم تكرر فى القرآن الكريم ١١٤ مرة مما يدل أن القرآن رحمة من الله ، ولقد وجد العلماء أن لفظ الرحمن ورد ٥٧ مرة مما يثبت أن ورود لفظ الرحيم أتى مضاعفا لأنه يشمل الرحمة للناس جميعا المؤمن والكافر حيث يرزق العاصى رغم معصيته ويمنحه الانتفاع بنعمه الكثيرة.

ـ ولقد تكرر لفظ الجزاء ١١٧ مرة وورد لفظ المغفرة ضعف هذا العدد وهو ٢٣٤ لأن مغفرة الله أوسع من جزاءه.

ـ وتكرر الأبرار ٦ مرات ولفظ الفجار ٣ مرات.

ـ وتكرر لفظ الحياة ومشتقاته ١٤٥ مرة ، والموت ومشتقاته ١٤٥ مرة.

ـ وتكرر لفظ الدنيا ١١٥ مرة وكذلك تكرر لفظ الآخرة ١١٥ مرة.

ـ وتكرر لفظ الصالحات ومشتقاته ١٦٧ مرة ، والسيئات ومشتقاته ١٦٧ مرة.

ـ وتكرر لفظ الجهر ١٦ مرة ، وكذلك العلانية ١٦ مرة.

٢٥١

ـ وتكرر لفظ البصر وهو الرؤية الظاهرة بالعين مثل لفظ البصيرة وهى الرؤية الحسية بالقلب ١٤٨ مرة.

ـ وتكرر لفظ محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنفس تكرار لفظ السراج ٤ مرات.

ـ وتكرر لفظ الصبر بنفس تكرار لفظ الشدة ١٠٢ مرة.

ـ وتكرر لفظ العدل بنفس تكرار لفظ القسط ٢٧ مرة فسبحان الخبير.

وهناك الإعجازات العددية المطابقة للسنن الكونية حيث أن القرآن الكريم هو كلام الله والكون هو خلق الله المطابق لكل ما أخبر به سبحانه فمثلا كلمة شهر مفردة وردت ١٢ مرة وهو ما يطابق عدد الأشهر خلال السنة وهذا يطابق ويشير لدوران القمر حول الأرض ، وكذلك وجد العلماء أن كلمة يوم مفردة ترد فى القرآن الكريم ٣٦٥ مرة وهو ما يطابق عدد الأيام خلال السنة وهو ما يشير أيضا لدوران الأرض حول نفسها خلال العام ، ووجد العلماء أن كلمة يبسا وردت مرة واحدة وكلمة البر التى جاءت كلها معرفة وهى بنفس المعنى وردت ١٢ مرة فيكون المجموع ١٣ مرة وأما كلمة البحر المعرفة وردت ٣٢ مرة وبجمع الكلمات التى تشير للبر والكلمات التى تشير للبحر ١٣+ ٣٢ يكون الناتج ٤٥ ومن هذه الحقيقة توصل العلماء إلى نسبة اليابسة إلى الماء من القرآن الكريم فالمعروف فى عمليات النسبة والتناسب بين طرفين فى العمليات الحسابية هو قسمة الطرف الأول على المجموع وقسمة الطرف الثانى كذلك أيضا وبتطبيق ذلك وجد العلماء بالنسبة للبر أو اليابسة أن ١٣ / ٤٥ ٨٨٨ ، ٢٨ وهى بالفعل تعكس نسبة اليابسة إلى سطح الكرة الأرضية ، وأما النسبة ٣٢ / ٤٥ ١١١ ، ٧١ فهى تعكس نسبة البحار إلى سطح الكرة الأرضية ، وهناك ملاحظة أخرى نعرفها جميعا وهى أن نسبة المياه على سطح الكرة الأرضية يزيد عن مساحة اليابسة حيث أن أغلب الأرض عبارة عن بحار ومحيطات فربع الكرة الأرضية عبارة عن يابسة والباقى عبارة عن مياه وهو ما ينطبق تماما مع النسبة السابقة ، وهناك أسرار قرآنية أخرى تشبه الشفرات السرية اكتشفها العلماء وهى تضاف إلى حقائق الإعجاز القرآنى فمثلا سورة الفاتحة بالبسملة ٧ آيات وهى أول سورة فى القرآن الكريم ،

٢٥٢

وسورة الناس بالبسملة أيضا ٧ آيات وهى آخر سورة فى القرآن ، والله تعالى خلق الانسان فى سبعة أطوار كما ورد بالقرآن الكريم فى سورة المؤمنون وهى الطين ثم النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم العظام ثم اللحم ثم خلقا آخر ووجد العلماء أن كلمة الإنسان تتكون من سبعة أحرف ... ، كما وجد العلماء أن لفظ الفرقان ، الإنجيل ، التوراة كل منها سبعة أحرف.

وهناك أسرار عددية أخرى فى القرآن الكريم فلقد اختار الله تعالى الرقم ١٩ فى القرآن الكريم مما يثبت أن هذا الرقم يحمل أسرارا كثيرة فى القرآن ، والآية التى تشير إلى هذا الرقم قوله تعالى (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) (١).

ويخبرنا الله تعالى أن هذا الرقم له خواص يتميز بها فى أسباب وروده فالآية التالية للآية السابقة قوله تعالى (وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً ، كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) (٢) ومن ذلك ندرك أن :

ـ الخاصية الأولى أن هذا الرقم فتنة للذين كفروا.

ـ الخاصية الثانية ليستيقن الذين أوتوا الكتاب من أن الإسلام هو الدين الخاتم.

ـ الخاصية الثالثة ليزداد الذين آمنوا إيمانا.

ـ الخاصية الرابعة لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون.

ـ الخاصية الخامسة ليقول الذين فى قلوبهم مرض والكافرون ما ذا أراد الله بهذا مثلا ، وبالفعل لقد اكتشف العلماء فى عصرنا أسرارا كثيرة حول هذا الرقم لتتحقق الخواص السابقة التى أشرنا إليها ، فلقد وجد العلماء أن الحروف المفردة التى تبدأ بها السور مثل الم ، ق ، وغيرها تتوارد بعدد أكثر من الحروف الأخرى فى نفس السورة وبترتيب تنازلى بحسب ورود الحروف فالحرف أأعلى من حرف ل فى العدد

__________________

(١) سورة المدثر الآية ٣٠

(٢) سورة المدثر الآية ٣١

٢٥٣

وحرف ل أعلى من حرف م ، فكل حرف يسبق الآخر يتوارد بعدد أكبر من الذى يليه كما أشرنا وللرقم ١٩ علاقة فى هذا التوارد.

ـ فمثلا عدد حروف ق فى سورة ق ٥٧ أى ١٩ * ٣.

ـ بسم الله الرحمن الرحيم عدد حروفها ١٩ حرفا.

ـ وبضرب عدد آيات سورة الفاتحة أول سورة فى المصحف وهى ٦ آيات بدون البسملة* عدد حروف البسملة وهى ١٩ حرفا يكون الناتج ١١٤ بعدد سور القرآن الكريم.

ـ وبضرب عدد آيات سورة الناس وهى آخر سورة فى المصحف وعدد آياتها بدون البسملة أيضا ٦ آيات* عدد حروف البسملة ١٩ يكون الناتج أيضا رقما يساوى ١١٤ بعدد سور القرآن الكريم.

كذلك وجد العلماء عدد كلمات أول آيات القرآن نزولا وهى من بداية سورة العلق حتى قوله تعالى علم الإنسان ما لم يعلم هو ١٩ كلمة ، وأيضا عدد كلمات آخر ما نزل من القرآن وهى من الآية الثالثة من سورة المائدة من قوله تعالى (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) حتى قوله تعالى (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) هى ١٩ كلمة كذلك وجد العلماء أن قوله تعالى (الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (١).

وقوله تعالى (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٢) يتكون من ١٩ حرف ، دعاء يونس عليه‌السلام الذى تسبب فى نجاته (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ) (٣) يتكون من ١٩ حرف وسبب نجاة المؤمنين بقولهم (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (٤) يتكون من ١٩ حرفا كذلك قوله تعالى (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) (٥) ويتكون من ١٩ حرفا قوله تعالى (وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (٦) يتكون من ١٩ حرفا.

وغير ذلك الكثير من صور الإعجاز العددى والرياضى فى القرآن الكريم ولقد

__________________

(١) سورة آل عمران الآية ١٩.

(٢) سورة المائدة الآية ٣.

(٣) سورة الأنبياء الآية ٨٧.

(٤) سورة آل عمران الآية ١٧٤.

(٥) سورة لقمان الآية ٢

(٦) سورة القلم الآية ٥٢

٢٥٤

وفق الله الدكتور عبد الله محمد البلتاجى فى كتابه القرآن يتحدى عن معجزة القرآن الكريم الرياضية التى تثبت مصدر القرآن الإلهى وصدق رسالة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولقد توصل بفضل الله تعالى إلى حقائق كثيرة تثبت هندسة الله تعالى فى ترتيب سور القرآن الكريم وآياته فمثلا سورة النصر ورقمها (١١٠) فى سور القرآن الكريم وهى آخر السور تنزيلا وتتكون من (٣) آيات وعدد كلماتها (١٩) كلمة وعدد حروفها (٨٠) حرفا وبذلك يكون مجموع كلماتها وحروفها ٩٩ وكأن الله تعالى يشير بذلك إلى عدم اكتمال النص القرآنى تنزيلا وعدم انقطاع وحى السماء بعد ذلك لأن هناك آيات قرآنية نزلت بعد سورة النصر مثل قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (١).

أما سورة الناس والتى رقمها فى ترتيب السور القرآنية (١١٤) فهى آخر سور القرآن الكريم فى المصحف الشريف وهى تتكون من (٦) آيات وعدد كلماتها (٢٠) كلمة وعدد حروفها (٨٠) حرفا وبذلك يكون مجموع كلماتها وحروفها ١٠٠ وهى إشارة واضحة إلى انقطاع وحى السماء ، ولقد كانت الملاحظة أن القرآن المكى يتميز بالسور القصيرة وقلة عدد الآيات فى السور ليتناسب مع بداية الدعوة ليسهل استيعاب القرآن الكريم وفهم آياته بسرعة.

أما القرآن المدنى فالسور طويلة ، وكثيرة فى عدد الآيات والتى يتميز بالطول وكثرة عدد الكلمات والحروف وذلك يتناسب مع استقرار المسلمين فى المدينة وحاجتهم للتشريعات والأحكام ، ومن الملاحظات الأخرى أن هناك سبع تراتيب ممكنة لسور القرآن الكريم وهى ... ،

أولا : ترتيب المصحف الشريف الذى نعرفه وهو يبدأ بسورة الفاتحة وينتهى بسورة الناس.

__________________

(١) سورة المائدة الآية ٣

٢٥٥

ثانيا : ترتيب آخر حسب نزول السور وهو ترتيب التنزيل والذى يبدأ بسورة العلق وينتهى بسورة النصر.

ثالثا : الترتيب الأبجدى لسور القرآن الكريم وهو يبدأ بسورة آل عمران وينتهى بسورة يونس.

رابعا : ترتيب لفظ الجلالة يبدأ بسورة البلد وينتهى بسورة البقرة.

خامسا ترتيب عدد آيات السور من الأقل إلى الأعلى يبدأ بسورة العصر وينتهى بسورة البقرة.

سادسا : ترتيب عدد كلمات السور من الأقل إلى الأعلى يبدأ بسورة الكوثر وينتهى بسورة البقرة.

سابعا : ترتيب عدد حروف السور من الأقل إلى الأعلى يبدأ بسورة الكوثر وينتهى بسورة البقرة ولقد أخذت هذه التراتيب من جداول تجميع تراكمات بيانات سور القرآن الكريم (الجدول التجميعى التراكمي خ) لكل نوع من هذه التراتيب وهى موجودة بالكتاب وبالحسابات الدقيقة ، وقد كانت الملاحظة والإعجاز هى أن مجموع تراكمات السور فى ترتيب المصحف الذى يبدأ بسورة الفاتحة وينتهى بسورة الناس يأخذ أعلى قيمة بين كل من التراتيب السبعة فى جميع الأحوال ، كذلك فى تجربة للمقاييس والمتوسطات القرآنية وفى ملاحظة لثلاثة مقاييس تختص بترتيب التنزيل / عدد آيات السورة ، كانت بداية الترتيب التصاعدى فى المقاييس الثلاثة سورة القلم ونهايتها سورة النصر وكأن الله تعالى يخبرنا أن أول طريق النصر فى الدنيا والآخرة هو العلم وبالفعل كانت أول الآيات القرآنية (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (١).

وأما بالنسبة للبناء الهندسى الذى يوضح الأجزاء والسور والأحزاب والأرباع والذى يبدأ من ص ٢٧ فى الكتاب حتى ص ١٣٠ كانت تلك الملاحظة الهامة

__________________

(١) سورة العلق الآية ١

٢٥٦

وهى أولا : أن للقرآن الكريم شكل رياضى هندسى ثابت ، وبدراسة خواص هذا الشكل فإنه يمكن تحديد معجزة توزيع عدد الآيات فى السور وبالتالى فى الأرباع والأحزاب والتنبؤ بأرقامها من خلال معادلات رياضية بحتة حيث إن هناك معجزة لا تخطر بعقول البشر فى ترتيب وتركيب سور القرآن الكريم وهى :

أولا : مجموع سور آيات القرآن الكريم ١١٤ سورة.

ثانيا : نصف آيات القرآن الكريم ٥٧ سورة.

ثالثا : فى جداول ترتيب وتركيب سور القرآن الكريم فى نصف القرآن الكريم الأول حيث ينقسم إلى سور متجانسة فردية الترتيب وفردية عدد الآيات وسور متجانسة زوجية الترتيب وزوجية عدد الآيات وكذلك نصف القرآن الكريم الثانى الذى ينقسم إلى سور متجانسة فردية الترتيب وفردية عدد الآيات وسور متجانسة زوجية الترتيب وزوجية عدد الآيات ونفس الأمر بالنسبة للسور غير المتجانسة وهى الفردية الترتيب والزوجية عدد الآيات وكذلك الزوجية الترتيب والفردية فى عدد الآيات بالنسبة للنصف الأول من سور القرآن الكريم ونفس الأمر بالنسبة للنصف الثانى من السور وكانت الملاحظات الآتية ... ، مجموع السور المتجانسة فى القرآن الكريم وهى الفردية الترتيب والفردية عدد الآيات والزوجية الترتيب والزوجية فى عدد الآيات بالنسبة للقرآن كله ٢٨ سورة فى النصف الأول+ ٢٩ سورة فى النصف الثانى فيكون المجموع ٥٧ سورة وهى معجزة لا تخطر بعقل بشر حيث أن ذلك يمثل نصف العدد الإجمالى لسور القرآن الكريم حيث إن تكملة هذا الرقم وجد بالنسبة لمجموع السور غير المتجانسة فى القرآن الكريم وهى الزوجية الترتيب والفردية فى عدد الآيات ، والفردية فى الترتيب والزوجية فى عدد الآيات وكان المجموع بالنسبة للقرآن كله ٢٩ سورة فى النصف الأول+ ٢٨ سورة فى النصف الثانى فيكون المجموع ٥٧ سورة ، وبذلك يكون المجموع هو ٥٧+ ٥٧ ١١٤ بعدد سور القرآن الكريم وفى ذلك قمة الترابط والهندسة والإبداع فى البناء الرياضى والهندسى بالنسبة

٢٥٧

لتسلسل وأرقام وكلمات وترتيب القرآن الكريم ونهايات آياته ، فمن يضيف آية واحدة للقرآن الكريم فى أى سورة فردية نهاية الآيات أو زوجية فإن ذلك يحدث خللا فى التنظيم الرياضى للقرآن الكريم ... ، فلو زادت السور الفردية النهاية آية واحدة لأصبح القرآن الكريم ٥٨ ، ٥٧ ولن يعطى مجموعهم عدد سور القرآن الكريم ... ، ولقد كان هناك اكتشافا هاما يمثل نوعين من الاستنتاجات بالنسبة للسور المتجانسة وغير المتجانسة فالاستنتاج الأول والخاص بالسور المتجانسة فهو ملاحظة أن مجموع ترتيب السور المتجانسة وهى تمثل نصف القرآن الكريم وهى الفردية الترتيب وعدد الآيات+ عدد آياتها ٦٢٣٦ وهو نفسه المجموع الكلى لعدد آيات سور القرآن الكريم وبذلك تتضح معجزة ارتباط ترتيب سور القرآن الكريم بمجموع عدد آياتها الكلى وهو (٦٢٣٦) وبذلك فإن أى تغير فى ترتيب سور القرآن أو عدد آيات أى سورة ولو بآية واحدة يهدم هذا النظام المعجز لترتيب السور وعدد الآيات وأما الاستنتاج الثانى والخاص بالسور غير المتجانسة.

فلقد كانت الملاحظة أن مجموع ترتيب السور غير المتجانسة والتى تمثل نصف القرآن الكريم كما أشرنا سابقا+ عدد آياتها ٦٥٥٥ وهو نفسه المجموع الكلى لترتيب سور القرآن الكريم والذى يشمل السور المتجانسة وغير المتجانسة وبذلك تتضح أيضا معجزة ارتباط ترتيب سور القرآن الكريم (٦٥٥٥) وأن أى تغيير فى ترتيب سور القرآن الكريم أو عدد آيات أى سورة ولو بآية واحدة يهدم هذا النظام المعجز لترتيب السور وعدد الآيات.

رابعا : من الاكتشافات أيضا أن الفارق بين أرقام أرباع سور القرآن الكريم كما هو موضح بالكتاب فى جداول البناء الهندسى لتركيب القرآن الكريم وذلك فى الإتجاه من اليمين إلى اليسار من الداخل ١٥ ، ١٣ ، ١١ ، ٩ ، ٧ ، ٥ ، ٣ ، ١ أو أجزاء منها ، ونلاحظ أنه بوضع رقم مكمل بين كل رقمين يتضح أن هناك بناء هندسى وشكل رياضى ثابت ... ، كذلك نفس الفارق نلاحظه بين أرقام أرباع سور القرآن الكريم فى الإتجاه من اليسار إلى اليمين من الخارج فهو أيضا ١٥ ، ١٣ ، ١١ ، ٩ ، ٧ ، ٥ ، ٣ ، ١

٢٥٨

أو أجزاء منها وهو نفس البناء الهندسى السابق.

خامسا : من المعجزات فى البناء الهندسى أيضا للقرآن تلك الحقائق الآتية :

أن هناك ٢٧ سورة فردية الترتيب وفردية عدد الآيات و٣٠ سورة فردية الترتيب وزوجية عدد الآيات فيكون المجموع هو ٥٧ سورة وهو ما يطابق عدد السور ذات الترتيب الزوجى فى القرآن الكريم وبذلك يكون مجموع التقسيم فى سور القرآن الكريم هو ٥٧+ ٥٧ ١١٤ سورة ، وهو ما يطابق عدد سور القرآن الكريم فما أبلغ هذا الإعجاز ... ، ولقد تم إجراء بعض التجارب للتغيير فى ترتيب أو تركيب سور القرآن الكريم وكانت نتيجتها جميعا تدمير منظومة الأعداد والأرقام والحسابات الرياضية التى اختارها الله تعالى بهذا الإعجاز فى كتابه الكريم المعجز.

والتجربة الأولى تم فيها إضافة سورة افتراضية بعد سورة الناس ليكون عدد القرآن الكريم ١١٥ سورة وافترض أن عدد آيات تلك السورة هو ٣ آيات وهو عدد أقل سور القرآن الكريم والنتيجة هى تدمير من منظومة الأعداد والأرقام والحسابات الرياضية لسور القرآن الكريم وتغيرها تماما وعدم انتظامها ، ولقد تم إجراء تجربة أخرى بالحذف وهى أنه تم حذف موقع سورة النصر أخر سور القرآن الكريم تنزيلا وعدد آياتها ٣ آيات ليكون عدد سور القرآن الكريم ١١٣ سورة بدلا من ١١٤ ، والنتيجة هى تدمير منظومة الأعداد والأرقام والحسابات الرياضية لسور وآيات القرآن الكريم ، كذلك تم إجراء تجارب خاصة بالحذف أو الإضافة بالنسبة لآية واحدة بدلا من التجربة السابقة مع السورة كما سبق وهى كالآتى تم إضافة آية واحدة لآيات سورة الناس لتصبح ٧ آيات بدلا من ٦ آيات وكانت النتيجة هى تدمير منظومة الأعداد والأرقام والحسابات الرياضية لسور وآيات القرآن الكريم ، وتم إجراء التجربة بحذف آية واحدة من آيات سورة الناس لتصبح ٥ آيات بدلا من ٦ آيات والنتيجة هى تدمير منظومة الأعداد كما سبق ... ، وهناك تجارب أخرى كتبديل سورة الفلق والتى ترتيبها ١١٣ مكان سورة الناس والتى ترتيبها ١١٤ وكانت النتيجة أيضا هى تدمير منظومة الأعداد والأرقام والحسابات الرياضية فى

٢٥٩

القرآن الكريم ... ، وبذلك يكون هذا الاستنتاج الذى يشهد للقرآن الكريم بالمعجزة الباقية على مر العصور وأنه معجز فى ترتيبه ونظامه وهندسته بإبداع الخالق القدير وهو أن أى إضافة أو حذف أو استبدال فى ترتيب أو تركيب سور القرآن الكريم يدمر منظومة الأعداد والأرقام والحسابات الرياضية فى القرآن الكريم ، يقول تعالى (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١).

ويقول تعالى (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٢).

ويقول تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣).

__________________

(١) سورة الإسراء الآية ٨٨.

(٢) سورة يونس الآية ٦٤.

(٣) سورة الأنعام الآية ١١٥.

٢٦٠