الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية

آية الله الميرزا جواد التبريزي

الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية

المؤلف:

آية الله الميرزا جواد التبريزي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
المطبعة: زيتون
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٠

للإنسان به على الطاعة لا بالاستحقاق الذاتي ، فلما ذا لا يكون التفضّل بشكل مباشر إذ لا قبح في الثواب على ما لا يكون بالاختيار ، بل القبح في العقاب على غير المقدور».

ثمّ يقول : «إنّ الدراسات التفسيرية الحديثة وغيرها قد دأبت على تأويل الآيات الظاهرة في وقوع الذنوب من الأنبياء ، بما لا يتنافى مع العصمة ، ولكنّ السؤال الذي يفرض نفسه عن السرّ الذي جعل الأسلوب القرآني في الحديث عن الأنبياء يوحي بهذا الجوّ المضادّ للفكرة ، وكيف يتحرّك التأويل مع المستوي البلاغي للآية ، لأنّ المشكلة في كثير من أساليب التأويل الذي ينطلق من حمل اللفظ على خلاف ظاهره أنّه قد يصل إلى الدرجة التي يفقد فيها الكلام بلاغته ، الأمر الذي يتنافى مع الإعجاز القرآني».

باسمه تعالى إنّ المقال المذكور مشتمل على ثلاثة أُمور :

(الأمر الأول) ما يرتبط بحقيقة العصمة.

وجوابه : أنّ العصمة عند الإمامية هي أن يبلغ الإمام أو النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حدّا من العلم واليقين بحيث لا ينقدح في نفسه إرادة المعصية مع كونه قادراً عليها ، وهذا أمر ممكن وواقع ؛ فإنّ كثيراً من الناس معصوم من بعض القبائح التي لا تليق بهم ، ككشف عورته في الطريق ، فإنّ الشخص الشريف معصوم عن هذا الفعل القبيح ، بمعنى أنّه لا ينقدح في نفسه الداعي لفعله مع كونه قادراً عليه.

وأمّا (الأمر الثاني) المتعلَّق باختيارية العصمة.

فجوابه : أنّه من المحال كون العصمة جبرية منافية لاختيار المعصوم ، وإلَّا لكان تكليف المعصوم بأمره بالطاعة ونهيه عن المعصية باطلًا ؛ لكونه تكليفاً بغير المقدور ، مع أنّ كون المعصومين (عليهم السّلام) مكلَّفين هو أمر ثابت بالضرورة ، ويؤكَّده ظاهر القرآن الكريم كقوله

١٨١

(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (١) ونحوها ، مضافاً إلى أنّ الإمام (عليه السّلام) لو كان مجبوراً على الطاعة لم يكن صالحاً لأن يقتدى به ، وهذا مخالف لضرورة الدّين والمذهب كما هو المستفاد من قوله تعالى (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ، وقول الإمام علي (عليه السّلام) : «ألا وإنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدى به ويستضيء بنور علمه ، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ..» إلخ.

وأمّا (الأمر الثالث) المتعلَّق بالآيات القرآنية المنافية للعصمة.

فجوابه : أنّ كلّ آية قرآنية قامت القرينة العقلية على خلاف ظاهرها ، فظهورها الوضعي إلى ما تقتضيه القرينة كما هي سيرة العقلاء في هذه المقامات ، فإنّ كلّ كلام يصدر من أيّ ملتفت حكيم لا يحدّد ظاهره منفصلًا عن الأحكام العقلية الضرورية والقرائن الارتكازية والمناسبات العرفية ، فكيف بكلام الحكيم تعالى؟! فما ذكر في كلمات علمائنا الأبرار في توضيح الآيات القرآنية كما صنعه السيد المرتضى علم الهدى في كتابه (تنزيه الأنبياء) ليس منافياً للبلاغة ، بل هو منسجم تماماً مع باب الاستعارة والكناية ، فإنّ التعبير بذلك من باب أنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين ، والله العالم.

هل عصمة الأئمة (عليهم السّلام) عصمة مطلقة أم جزئية؟

باسمه تعالى العصمة بمعنى عدم خطئهم واشتباههم ثابتة في العلم بالأحكام الشرعية ، والأُمور التي ذكرناها في الجواب السابق وكذا عصمتهم في العمل بالوظائف ، فإنّهم (عليهم السّلام) وإن لم يكونوا مسلوبي القدرة على ارتكاب فعل الحرام وترك الواجب ، ولكن مع ذلك لا يرتكبون حراماً ولا يتركون واجباً ، فعصمتهم (عليهم السّلام) أمام المعاصي ليست بمعنى سلب القدرة ، بل نظير عصمتنا في بعض الأفعال التي لا تصدر منّا ولكنّنا متمكَّنون منها ، كما في كشف العورة أمام الناس ، فالإمام (عليه السّلام) معصوم كذلك بالنسبة إلى جميع التكاليف الشرعية

__________________

١) سورة الزمر : الآية ٦٥.

١٨٢

والوظائف الإلهية ، والله العالم.

هل المعصوم (عليه السّلام) تمتد عصمته حتى للموضوعات الخارجية؟

باسمه تعالى الأئمة (عليهم السّلام) إذا شاؤوا أن يعلموا يظهر الشيء لهم ، وأمّا مع عدم مشيئتهم معرفة الشيء فلا نعلم ذلك ، والله العالم.

عصمة الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام)

ما هي عقيدة الشيعة في مسألة العصمة وحدودها؟ وما هو رأيكم الشريف حول آية (ولَقَدْ هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها) .. حيث يقول البعض ان يوسف (عليه السّلام) تحرك بغريزته وبما هو بشر اندفاعاً من شهوته الجنسية ..؟!

باسمه تعالى المراد بالعصمة هو أن الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) بلغوا من العلم حداً لا تنقدح في نفوسهم الدواعي للمعصية ، فضلًا من فعلها ، وهذا لا يتنافى مع قدرة الإنسان على المعصية ، كما ان الإنسان العادي معصوم عن بعض الأفعال القبيحة كأكل القاذورات مثلًا مع قدرته عليها ، لكنه لشدة قبحها في نظره لا ينقدح في نفسه الداعي لفعلها فضلًا عن القيام بها.

وإنما أعطى الله تعالى الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) هذه الميزة لعلمه جل وعلا بأنهم يمتازون على سائر البشر بشدة طاعتهم له بقطع النظر عن هذه الخصوصية ، وهذا لا ينافي قدرتهم على المعصية كما ذكرنا.

وأما الآية التي استدل بها في السؤال وهي قوله تعالى (ولَقَدْ هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّه) (١) فهي على عكس المطلوب أدل ؛ لأن لفظ لولا دال على امتناع همّه بالمعصية لرؤية برهان ربه.

وهذه هي عقيدة الشيعة المستفادة من الآيات والأخبار ، خصوصاً آية التطهير الواردة

__________________

١) سورة يوسف : الآية ٢٤.

١٨٣

في عصمة أهل البيت (عليهم السّلام) ، وكل كلام يخالف ما ذكرنا فهو مخالف لمسلَّمات المذهب ، والله العالم.

التوبة ومسألة تكفير ذنوب الموالي

تواترت الروايات عن أهل البيت (عليهم السّلام) بتكفير ذنوب الشيعة في الحياة الدنيا ، فيخرجون حين يخرجون منها ولا ذنب عليهم ، فإذا كان ذلك لما بينهم وبين الله عز وجل ، وأنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، فهل يشمل أُولئك والحالة هذه عذاب القبر؟ أو أنّ عذاب القبر يخصّ غير تلك الذنوب؟

باسمه تعالى التوبة والاستغفار كما ذكر يكفّران السيّئات المتعلقة بحقوق الله سبحانه ، إذا حصلا بشرائطهما ، فلا يكون على العبد وزر منها ، وأمّا مسألة تكفير ذنوب الشيعة فهو أمر آخر ، والذي أعلم فيه أنّه إن وقع القول منهم (عليهم السّلام) فإنّ المتوفّى من شيعتنا لا خوف عليه ، وأرجو من الله سبحانه أن يقع القول عند احتضارنا (إن شاء الله تعالى) ، والله العالم.

الملائكة عباد مكرمون

هل الملائكة معصومون أم لا ، وهل عصمتهم كالبشر؟

باسمه تعالى الملائكة كما أخبر القرآن عنهم بقوله سبحانه (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَه بِالْقَوْلِ وهُمْ بِأَمْرِه يَعْمَلُونَ) ، والله العالم.

الحاسد

حالة الحسد إذا كانت ثابتة ، فما هو حكم من يفعلها ، ولا سيّما أن بعض الأشخاص تكون عندهم مثل هذه الحالة بشكل غير اختياري؟

باسمه تعالى تزول عن الشخص بالتعوّد على تركها ، والله العالم.

١٨٤

منكر الحسد

ما هو الحكم بالنسبة لمن ينكر تلك ، إذا كانت واقعاً ، ويقول : إنّ مثل هذه تعتبر من الخرافات ، ليس لها من الواقع نصيب ، ولو كان لها واقع لما بقي ملك سلطان على حاله ، ولملك مثل هؤلاء العالم؟

باسمه تعالى إذا اعتقد شخص أنّها من الخرافات ، فلا يؤثّر ذلك على الغير ، إن شاء الله تعالى ، والاعتقاد بمثل هذه الأُمور ، وعدم الاعتقاد بها لا يضرّ بالشخص ، والله العالم.

التحرّز من الحاسد

هل يجب التحرّز عن الأشخاص الذين عندهم مثل الحالة المذكورة خوفاً من آثارهم؟

باسمه تعالى إذا خاف فليتحرّز عن ذلك ، والله العالم.

الحسد وثبوته الشرعي

هل مسألة العين (الحسد) ثابتة في النصوص الشرعية ، وانّها واقع حقّا أو لا؟

باسمه تعالى لا يبعد ذلك ، ولعلَّه يشير إليه قوله تعالى (وإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ويَقُولُونَ إِنَّه لَمَجْنُونٌ وما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) ، والله العالم.

حرمة الإسلام

ما هي حرمة الإسلام؟ وما هو الفرق بينها وبين بيضة الإسلام؟ وهل تتمثل بالعالم ، أو بالشعائر الإسلامية ، أو بالمعصوم؟ وبأي شيء تُنتهك؟

باسمه تعالى المراد بالإسلام العقائد والقوانين الشرعية التي جاء بها النبي الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) سواء كانت في القرآن أو في الأحاديث المروية عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أو عن الأئمة (عليهم السّلام) ، ويجب احترام

١٨٥

القرآن وكتب الأحاديث وهتكها حرام بل ربّما يوجب خروج المنتهك لها عن الدين إذا كان بنحو الاستهزاء والإنكار. وأمّا بيضة الإسلام فهو مجتمع المسلمين فإذا هجم على هذا المجتمع عدو يجب الدفاع عنهم وعن أعراضهم وأموالهم ، والله العالم.

مفهوم الحرية في الإسلام

ما معنى الحرية في الإسلام؟ وهل يوجد قيود في استخدامها؟

باسمه تعالى الإسلام عبارة عن المعتقدات والوظائف الشرعيّة التي منها الواجبات والمحرمات ، فإن أريد بالحريّة هذا المعنى ، أي بأن الشخص يعمل بوظيفته من غير إلزام من أحد من الناس فهو صحيح ، وإلَّا فالمحرمات والواجبات قيود من الله سبحانه وتعالى لا يجوز للمكلف أن يتعداها ، والله العالم.

الإسلام ونظرية العنف

ما هو رأي الإسلام حول العنف؟

باسمه تعالى إذا كان المراد من العنف الجريمة والاعتداء ، فهو محرم في الإسلام ، ونسبته إلى الإسلام ظلم وافتراء ، وإن كان المراد من العنف الجزاء على الجريمة ، فهو حقّ وعدل ، وأحكام القصاص والحدود متكفلة بذلك ، لكن لا ربط لهذا بالعنف أبداً ، والله العالم.

توحيد الأمة الإسلامية

كيف يمكن توحيد الأمة الإسلامية مع وجود الاختلاف في الآراء الفقهية والفتاوى؟

باسمه تعالى إن كان المراد من التوحيد في مقابل الكفر وأعداء الدين ، فهذا لا يتوقف على اتفاق الفقهاء في آرائهم وفتاواهم ، فإنّ الدفاع عن الإسلام من كيد الأعداء والكفار واجب

١٨٦

على المسلمين على اختلاف مذاهبهم وآرائهم ، والذي ينبغي من التوحيد بين المسلمين هو هذا الأمر ، لا سيما في هذا الزمان الذي يهاجم فيه الأعداء كل بقعة من أرض المسلمين بكلّ وسيلة وبكلّ طريق تيسّر لهم من طرق الغدر والإضلال وإفشاء الفساد في المجتمعات الإسلامية وبلادها.

وإن كان المراد اتحاد المسلمين في الأصول والفروع ، فهذا مما اهتم به النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) طوال حياته الشريفة ، ألم يتواتر بين المسلمين قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا»؟ ألم يتواتر عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال : «الأئمة من بعدي أثنا عشر»؟ وغير ذلك مما يصل إليه المتتبع والسائل من أهل الذكر.

ألم يوقف النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الحجيج في غدير خم بعد رجوعهم من حجة الوداع ، أي الحج الأخير للنبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، وولَّى علياً (عليه السّلام) على المسلمين بقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم .. فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»؟ ألم يقل (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عند موته : «آتوني بقلم وقرطاس لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده»؟ وغير ذلك.

ولكن مع الأسف وقع بعد وفاته (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ما وقع ، حتى انجر ذلك إلى تفرقة المسلمين وتشتتهم في عقائدهم وآرائهم. نسأل الله سبحانه أن يهدي المسلمين إلى الصواب ويجمع شملهم بظهور الموعود (عليه السّلام) ، والله الهادي للصواب.

معرفة الإسلام

هل هناك كتاب معيّن ترونه مناسباً لمن يريد أن يعرف الإسلام؟

باسمه تعالى نعم هناك كتب في هذا المقام منها كتاب الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (رحمه الله) أصل الشيعة وأُصولها ، وكذا كتاب عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر (قدّس سرّه) ، والله العالم.

١٨٧

سعي للتشيع

هل يجب عليّ إذا كنت أعلم أنّ أحداً من أبناء العامة لديه القابلية للتشيع أن أسعى لهدايته؟

باسمه تعالى إذا اطمأننتم من عدم توجه الضرر فيجب ، والله العالم.

بعض الأعمال المجربة لقضاء الحوائج

يرجى التفضل بذكر بعض الأعمال المجربة لقضاء الحوائج؟

باسمه تعالى التوسل بالأئمة الأطهار (عليهم السّلام) قال تعالى (وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ) ، ومن التوسل الاستمرار على زيارة عاشوراء ، والله العالم.

جبل الطور

هل الجبل الذي تجلى الله تعالى عليه لسيدنا موسى (عليه السّلام) هو جبل الطور الموجود على أرض مصر؟

باسمه تعالى هكذا نقل ، وفي دعاء السمات ما يؤيد ذلك ، والله العالم.

ليلة القدر

بالنسبة لإعمال ليلتي القدر التاسعة عشرة من الشهر والحادية والعشرين أيهما أولى ، القيام بأعمال ليالي القدر أم الذهاب لإحياء العزاء واللطم بمناسبة استشهاد أمير المؤمنين لو كان الوقت لا يسعف إلا لأحدهما؟

باسمه تعالى يمكن الجمع بين إقامة التعزية والإتيان بجملة من أعمال ليلة القدر يا عزيزي أيّدك الله تعالى ، بأن يصلَّي ركعتين ، ثم يلعن قتلة أمير المؤمنين (عليه السّلام) مع اللطم على الصدر ، وكذا يمكنه الاستغفار مع اللطم أيضاً ، واللطم بنفسه يلازم الإحياء. وعلى الجملة فعلى المؤمنين التحفّظ على شعائر المذهب من وفيات الأئمة (عليهم السّلام) بجميع آدابها المشروعة ومن

١٨٨

أهمّها إقامة التعزية في ليلة القدر ليلة استشهاد أمير المؤمنين (عليه السّلام).

ما الليالي التي يعتقد فيها ليلة القدر؟ وما تفسير ابن عباس لها؟

باسمه تعالى ليلة القدر هي ليلة التاسع عشر أو الحادية والعشرون أو الثالثة والعشرون ، ويحتمل قويّاً أنّها احدى الليلتين الأخيرتين ، وأمّا الخبر المروي عن ابن عباس في مجمع البيان فغير معتبر وهو مشتمل على الاجتهاد والاستحسان منه ، والعمدة ما في الروايات عن أهل البيت (عليهم السّلام) ومفادها كما ذكرنا ، والله العالم.

كفر من أدخلوا الرعب على بيت الرسالة

هل يجب الاعتقاد بكفر من أدخلوا الرعب على بيت الرسالة؟

باسمه تعالى إذا كان إدخال الرعب لإظهار العداوة للمعصوم (عليه السّلام) فيجب الاعتقاد بكفرهم ، وأمّا إذا كان طمعاً في متاع الدنيا وحطامها ، فأولئك أعداء الله والفسقة الذين يلعنهم اللاعنون ، والله العالم.

إحباط الأعمال

ما هي عقيدة الشيعة في حبط الأعمال؟

باسمه تعالى عقيدة الشيعة هي الموازنة ، وأمّا الحبط فيختصّ بالكفر والشرك ، والله العالم.

الناس واختلاف ألوانهم بمشيئة الله (عزّ وجلّ)

كيف اختلفت ألوان البشر؟ هل كانت بفعل الله جلّ وعلا أو الطبيعة؟ في حين أنّ الأب لهم واحد وهو آدم؟

باسمه تعالى قال تعالى (ومِنْ آياتِه خَلْقُ السَّماواتِ والأَرْضِ واخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وأَلْوانِكُمْ) (١) ، وفعل الله في الخلق تارة يكون بالمباشرة ، وتارة يكون بالتسبب ،

__________________

١) سورة الروم : الآية ٢٢.

١٨٩

والجميع مستند لمشيئته تعالى ، والله العالم.

ما هو رأي سماحتكم بمن يعتقد بأنّ الله سبحانه وتعالى خلق المشيئة ، وبالمشيئة خلق العالم ، والمشيئة هم الأئمة (عليهم السّلام) باعتقادهم؟

باسمه تعالى مشيئته سبحانه وتعالى إرادته ، وإرادته من صفات الأفعال كما وردت في ذلك الروايات ، لا من صفاته الذاتية ، والأولوية في تعلَّق مشيئته سبحانه وتعالى بالخلق للنبي والأئمة (عليهم السّلام) ، وقد تقدّم أنّ الأئمة (عليهم السّلام) سابقون في علمه سبحانه وتعالى ، على سائر المخلوقات بعد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، والأسبقيّة في علمه سبحانه وتعالى منشأ الأولوية في تعلَّق مشيئته ، كما هو ظاهر عند أهله ، والله العالم.

ادعاء أصحاب السير والسلوك

هناك مجموعة من الشباب يدّعون أنّهم أصحاب سير وسلوك وتهذيب نفس ، ويقولون إنّ للسير والسلوك مقاماً يبدأ بغسل التوبة ، وأنّ لكل مقام أعمالًا خاصة منها التسبيح والدعاء ، وقالوا إنّهم استفادوا ذلك من أحد السادة الذي استفاد ذلك من خلال لقاءاته مع الإمام الحجة ومن خلال انكشافات حصل عليها ، فما رأيكم الشريف في ذلك؟

باسمه تعالى لم يثبت ذلك شرعاً ، ولا اعتبار به ، وعلى المكلَّف أن يتعلم الأحكام الشرعية التي يبتلى بها في عباداته ومعاملاته ، وأن ينشغل بالواجبات التي يُسأل عنها يوم القيامة ، وكل ذلك مذكور في الرسالة العملية ، ولا يجوز التعامل مع هؤلاء الأشخاص بحيث يعتبر ترويجاً لطريقتهم ، فإنّ طريقتهم لا تخلو من التشريع المحرّم ، والله العالم.

هل ابن المعصوم أفضل من العالم؟

بعض الناس يدعون أن ابن الإمام المعصوم (عليه السّلام) إذا كان صغيراً وكان هناك مرجع ورع فهو خير وأفضل من ابن الإمام؟

١٩٠

باسمه تعالى مثل هذا القول داخل في القول بغير علم ، وقد نهينا عن ذلك ، وقد ظهر من بعض أولاد الأئمة كرامات تتحير فيها العقول كالكرامات المنقولة عن أبي الفضل العباس (عليه السّلام) وحتى فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) مع أنهم ليسوا بأئمة ، والله العالم.

وظيفة العلماء بيان الحلال والحرام وإظهار العقائد الحقة

الفقهاء العدول الجامعون لشرائط الفتوى والتقليد الذين هم الأمناء على فقه آل محمد ، هل هم أمناء على العقائد أيضاً؟ هل يصح أن يقول البعض انهم والعياذ با لله ، يؤيدون الخرافات والأساطير ويتبنونها مراعاة للعلوم ، خوفاً منهم أو حرصاً على استمرار الاتصال بهم؟

باسمه تعالى وظيفة العلماء بيان الحلال والحرام ، وإظهار العقائد الحقة ، وبيان فساد العقائد الباطلة التي يحسبها بعض الضالين من الدين ، وما قيل من انهم لا يعتنون بالعقائد الفاسدة خوفاً من إعراض الناس عنهم ، كلام لا أساس له من الصحة. نعم ، إنهم لا يعترضون على شيء لا ينافي أمور الدين وتحتمل صحته واقعاً ، وفي بعض الموارد يلاحظون الأهم والمهم ويبينون الشيء الفاسد المعتقد عند بعض العوام تدريجياً ، كما إذا كان هؤلاء الجماعة حديثي العهد بالإسلام ، وهذا كان في صدر الإسلام وفي زمن الأئمة (عليهم السّلام) ، والله العالم.

المثقّف والأحكام الشرعية

هل يجوز للمثقف المطَّلع أن يحدّد الأفكار والمفاهيم الإسلامية ، ويكون صاحب رأي ونظر في القضايا الإسلامية المختلفة (غير الأحكام الشرعية)؟ وهل يجوز لنا أن نأخذها عنه؟ أم أنّ ذلك يفتقر للعلوم الحوزوية ولا بدّ من مراجعة العلماء فيها.

باسمه تعالى لا بدّ من مراجعة العلماء فيها ، فإنّ ذلك مقتضى قوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ

١٩١

الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ، والله العالم.

الأحكام الولائية والفتوائية

ما هو الفارق الأساسي بين الأحكام الولائية والأحكام الفتوائية؟

باسمه تعالى الفتوى عبارة عن الحكم الكلَّي الفرعي المستنبط من أدلَّته ، وأمّا الحكم الولائي ، فهو لمن كانت له الولاية على الأمر والنهي في الأُمور المباحة ، والله العالم.

الحكم الولائي وصدوره من غير القائل بالولاية

هل يمكن أن تصدر الأحكام من مطلق فقيه جامع للشرائط ، حتّى لو لم يرَ ولاية الفقيه المطلقة؟

باسمه تعالى نعم ، يُمكن أن تصدر من غير القائل بالولاية ، ليعمل بها من يُقلَّد الفقيه القائل بها ، والله العالم.

تنفيذ الحكم الولائي

هل يجب تنفيذ الحكم الولائي على كافة المسلمين حتى على من لم يقلَّد الحاكم أو لا؟

باسمه تعالى يجب على المكلف في هذه المسألة كما في سائر المسائل أن يرجع إلى مقلَّده الواجد لشرائط التقليد ، والله العالم.

الرجوع إلى غير الحاكم الشرعي

هل يفهم من (المسألة ٢١ من المنهاج) أنّه لو اختلف مؤمنون (أي موالون) في قضية ما ، فإنّه يجوز لهم الرجوع إلى الحاكم غير الشرعي؟

باسمه تعالى لا يجوز الرجوع إلى غير الحاكم الشرعي إذا كان الرجوع للحاكم الشرعي

١٩٢

ممكناً ، ومع عدم إمكانه يجوز الرجوع إلى غيره إذا كان الحقّ محرزاً وتوقّف استنقاذه على الرجوع إلى الحاكم ، والله العالم.

استثناء قبور الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) من مكروهات الدفن

جاء في كتاب العروة الوثقى ، فصل في مكروهات الدفن ، ما يلي : «.. السابع : تجديد القبر بعد اندراسه إلَّا قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء والعلماء .. التاسع : البناء عليه عدا قبور من ذكر ، والظاهر عدم كراهة الدفن تحت البناء والسقف .. العاشر : اتخاذ المقبرة مسجداً إلَّا مقبرة الأنبياء والأئمة والعلماء .. الحادي عشر : المقام على القبور إلَّا الأنبياء والأئمة ..» ، ما هو الوجه في استثناء هذه القبور من المكروهات السابقة؟ وما هو رأيكم في الزخارف والتزيينات الموجودة في هذه المقامات؟

باسمه تعالى وجهه أنّ قبور الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) معالم هدى وملاذ لأهل الأرض ، وكذا ذرّياتهم الطاهرة وأصحابهم والعلماء والرواة عنهم والمقتدون بهم ، فإنّ تشييد مشاهدهم المشرّفة (عليهم السّلام) من باب تعظيم الشعائر (ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (١) ، وما ورد من المنع عن الزخارف فإنّما هو في المساجد ، والله العالم.

اختلاف متولي المسجد وإمام الجماعة

مع الأسف الشديد في بعض الأحيان نصادف في المساجد أو الحسينيات اختلافاً بين المتولي الشرعي وإمام الجماعة ، وفي النهاية يقع المأمومون في المحذور من حيث تكليفهم الشرعي ، فما هو رأيكم الشريف في هذه المسألة؟

باسمه تعالى ينبغي للمؤمنين السعي في جلب المحبة فيما بينهم واتفاقهم على كلمتهم ،

__________________

١) سورة الحج : الآية ٣٢.

١٩٣

وألَّا يفعلوا شيئاً يصير وهناً للمذهب وأتباع أهل البيت (عليهم السّلام) وألَّا يتنازعوا في دينهم لدنياهم ، بل تكون كلمتهم واحدة في قبال غيرهم. وفقهم الله لكل خير وما فيه جمع الشمل بين المؤمنين في كل البلاد.

وأما الجواب عن السؤال : فنقول إذا كان إمام الجماعة واجداً للشرائط والمأمومون يرضون به إماماً محرزين شرائط الإمامة فيه ، فليس للولي إخراجه من المسجد ، وليس لإمام الجماعة التصرف فيما هو وظيفة الولي مثل التصرف في بعض الموقوفات مما يراه الولي صلاحاً وكان التصرف في نفسه أمراً مشروعاً ، والله المسدد.

اختلاف المتولين للمسجد

نحن مجموعة من المؤمنين وبمشاركة من العوام المؤمنين قمنا بإنشاء منزل لنوقفه مسجداً ، وبعد انتهاء البناء وقع الاختلاف بيننا ، ما هي نصيحتكم لنا؟

باسمه تعالى ينبغي للمؤمنين التآخي والتوادد بينهم ، وإن لا يستأثر أحد منهم بأمر دون مشورة الآخرين ، حتى لا يصير شقاق بينهم يستفيد منه المخالفون لهم ، ويوجدون الغمز في مذهبهم خاصة فيما يتعلق بالأوقاف ، وإذا أمكن أن تحل هذه المشكلة عندكم بتدخل الشخصيات المعروفة والوجهاء المحترمين المرضيين لدى جميع الأطراف أفضل من أن تحل بطريق آخر ، سواء كان حلًا قانونياً مع ما فيه من الإشكال ، أو شرعياً قد لا يكون لصالح أحد منكم. وفق الله الجميع لاختيار واتباع سبيل المؤمنين وهو الهادي إلى سواء السبيل.

استحباب إجادة الأكفان

ورد في كتاب (وسائل الشيعة ، كتاب الطهارة ، أبواب التكفين ، باب ١٨ استحباب إجادة الأكفان والمغالاة في أثمانها) ، فعن ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : تنوّقوا في الأكفان فإنّكم تبعثون (فإنّهم يبعثون) بها ، الحديث ٢. وأيضاً في الحديث ٤ من نفس الباب : عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : تنوّقوا في

١٩٤

الأكفان فإنّكم تبعثون بها. هذا من جهة. ومن جهة أُخرى فقد جاء في (الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، الحديث الثاني) حكاية عن قصة فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال : إنّ الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا ، فقالت : وا سوأتاه .. إلخ ، ثمّ قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد عدّة أسطر : .. وإنّي ذكرت القيامة ، وأنّ الناس يحشرون عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية .. إلخ. فكيف نوفّق بين هذه الروايات على فرض صحّتها؟ وهل يمكن رفع هذا التعارض بالقول : إنّ البعث مرحلة في القيامة والحشر مرحلة أخرى؟

باسمه تعالى استحباب إجادة الأكفان ثابت ، وخطاب الحشر بالأكفان راجع إلى المؤمنين ، يُنافي حشر الفسّاق والكفّار عراة ، وما ورد في حشر الناس عراة لا يعمّ أهل الإيمان والبارّين ، والتضمين بالإضافة إلى فاطمة بنت أسد (سلام الله عليها) من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كالضمان عن ضغطة القبر بالإضافة إليها ، وكما أنّ ضغطته لا تصيب المؤمن البار ، كذلك الأمر في الحشر عارياً ، هذا مع أنّ الرواية ضعيفة سنداً ، بالإرسال وغيره ، فلا توجب التشكيك في الأمر بالإجادة ، ولا في تعليقه بما ذكر ، والله العالم.

نصيحة للمغتربين

هل لكم من كلمة موجزة إلى المغتربين المسلمين في بلاد الكفر؟

باسمه تعالى الإخوة المؤمنون في البلاد الغربية أيدكم الله ورعاكم ، من اللازم عليكم أن تحافظوا على عقائدكم الدينية بتمامها وكمالها ، وإن تلتزموا بالواجبات والتكاليف الشرعية لتصونوا أنفسكم وأهلكم من موجبات الانحراف وتيارات الفساد الموجودة في تلك المناطق ، وعليكم بتعليم الجيل الجديد من أبنائكم وبناتكم آداب الإسلام وأحكام الدين على طريق مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) ، حتى يكون داعياً لغير المسلمين للإسلام. بهذه الصورة

١٩٥

تستطيعون تبليغ الدين في تلك المناطق وجلب أفراد آخرين لاعتناق هذا الدين والتقيد بمذهب أهل البيت (عليهم السّلام) ، والله العالم.

نصيحة لمن يختلف حول التقليد

يوجد في بعض المجتمعات الشيعية أفراد يحقدون ويعادون بعضهم بعضاً بسبب الاختلاف في مرجع التقليد ، فما هي نصيحتكم المفيدة؟

باسمه تعالى يجب عليهم ترك العداء والتصدي للنصح والإرشاد ، ولا يجوز هتك عالم ديني إذا لم يخرج من زي العلماء في أعماله وأقواله في إرشاد الناس إلى الحق والترغيب في الواجبات ونهيهم عن المنكرات ، والله العالم.

السلام على تارك الصلاة ودفنه في مقابر المسلمين

إذا كان المسلم تاركاً للصلاة مرتكباً للمحرمات ، وكان ذلك على سبيل التهاون لا إنكار الوجوب أو الحرمة ، فهل يجوز السلام عليه ومعاملته ودفنه في مقابر المسلمين؟

باسمه تعالى يجوز ذلك ، ولكن إذا كان منعه عن المنكر وبعثه إلى المعروف متوقفاً على ترك معاشرته يجب تركها ، والله العالم.

إتيان البر نيابة عن الميت غير الشيعي

هل يجوز قراءة سورة الفاتحة أو الإتيان بشيء من البر نيابة عن ميت غير شيعي ، سواء كان من الأرحام أو سواهم؟

باسمه تعالى يجوز القراءة والإتيان بالبر نيابة عنه ، والله العالم.

١٩٦

مراسيم اليوم السابع أو الأربعين للميت

اعتاد المؤمنون أن يقيموا مراسيم اليوم السابع أو يوم الأربعين للميت ، فهل لهذه العادة أصل في الشريعة؟

باسمه تعالى في ليلة الجمعة الأولى بما أنها ليلة رحمة وغفران يستحب الإحسان فيها إلى الميت بالبر للمؤمنين ، وأما ليلة الأربعين أو يوم الأربعين فأصله زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري للإمام الحسين (عليه السّلام) ، وفي رواية من علامات المؤمن زيارة الأربعين ، والله العالم.

كتاب سليم بن قيس

ما رأيكم في كتاب سليم بن قيس؟

باسمه تعالى كتاب سليم بن قيس كتاب معتبر ، ولكن لم يثبت أن الكتاب المتداول بين أيدينا هو نفس ذلك الكتاب ، والله العالم.

(يُخَيَّلُ إِلَيْه مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى)

الحبال التي ألقاها السحرة أمام موسى (عليه السّلام) هل انقلبت حقيقة إلى ثعابين ، أم تراءى للناس ذلك ، وهل يمكن لمثل ذلك أن ينطلي على الأنبياء والأئمة ، وما هي قصة (النفّاثات في العقد)؟

باسمه تعالى من المعلوم أنّ الحبال التي ألقاها السحرة لم تنقلب حقيقة إلى ثعابين ، كما ذكر ذلك القرآن حيث ورد في ذلك (يُخَيَّلُ إِلَيْه مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) ولكن لا يدل ذلك على أنّ كلّ سحر يؤثّر في المسحور ، ولو علم بالحال ، كما في العقد على الرجل من امرأته ، حيث لا يتمكَّن من الدخول بها ، ولو مع علمه بأنّه عقد عليه ، وهذا الأمر قد يخفى على النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والإمام (عليه السّلام) إذا اقتضت المصلحة الربّانية ذلك ، ثم يخبر الله بالحال ، كما ورد ذلك في بعض الأخبار الواردة في تفسير المعوذتين ، والله العالم.

١٩٧

عمل الطلاسم لردع الظالم

هل يجوز عمل الطلاسم لردع الظالم المعتدي؟ وهل يجوز للمظلوم فعل ذلك إذا حصل الضرر من الظالم ولم يقدر عليه مع وجود الخوف؟

باسمه تعالى إذا لم يكن بالسحر وتوسلًا بالشياطين فلا بأس ، والله العالم.

ضرورة أخذ الحيطة والحذر

قد تشرفت بقراءة خطابكم الميمون الذي ورد إلينا عن طريق الانترنت بمناسبة وفاة واستشهاد الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) وذكرتم فيه ضرورة أخذ الحيطة والحذر إلى جانب التنبيه والإرشاد إلى ضلالة بعض من تسمى بأهل العلم وبطلان آرائه. فهل هذا التنبيه على نحو الوجوب الشرعي؟ وإذا كان ، فهل هو فتوى تخص مقلدكم أو تعم المؤمنين كافة على نحو الحكم لا الفتوى؟ وهل هو أمر مولوي يترتب على مخالفته عقاب من المولى ، أم هو أمر إرشادي لما في مخالفته من مفاسد؟

باسمه تعالى كل من أحرز ضلالة المضل وجب عليه شرعاً تنبيه الغافلين والمغرر بهم على ذلك ، من باب أن الوظيفة الشرعية بيان الحكم الشرعي للجاهل به ، والله الهادي إلى سبيل الصواب.

مس الأسماء المباركة

ما حكم مس الأسماء المباركة التي أحد جزءيها اسم أو صفة من أسماء الله وصفاته ، على غير طهارة مثل عبد الله أو عبد الرحيم ..؟

باسمه تعالى لا يجري على الأعلام الشخصية المركبة حكم مس أسماء الله وصفاته ، وإن الأحوط عدم مسها بدون طهارة ، والله العالم.

الاستخارة

ما هو معنى الاستخارة؟

١٩٨

باسمه تعالى الاستخارة هي المشورة مع الله عند تحير الشخص وعدم تشخيصه الصلاح عن غيره ، كما في الأُمور التي لا يعلم عقباها ، والاستخارة بالقرآن الكريم وبذات الرقاع مجربة وواردة في الرواية ، والله العالم.

وضع الحرز حول الرقبة

هل يجوز للشاب المسلم وضع حرز لأحد الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) حول رقبته ، وهو نائم مع احتمال وقوعه في الاحتلام أثناء النوم؟

باسمه تعالى وضع الحرز على الرقبة لا بأس به مع التحرز عن لمس الأسماء المباركة من دون طهارة ، وإن علم أن الحرز يمس البشرة أثناء النوم ، فلا بد من نزعه أو جعله فوق الملابس ، والله العالم.

دراسة الفلسفة الإلهية

ما هو الهدف من دراسة الفلسفة الإلهية بالمعنى الأخص؟ وبالأحرى ما هو الهدف من إثبات واجب الوجود وصفاته من الناحية العقلية البرهانية المنطقية؟ ونحن نعرف أن الله ثابت للإنسان بالفطرة والوجدان ، فما الداعي والحاجة لدراسة الفلسفة في الوسط الإسلامي الإمامي خاصة؟

باسمه تعالى تحصيل العلم بالأُمور الاعتقادية ولو بالدليل الإجمالي واجب على كل واجد لشرائط التكليف ، وأما دراسته الفلسفة وعلم الكلام والأُمور الأخرى لدفع شبهات المعاندين والمبطلين فهو واجب كفائي يقوم به بعض أهل الفن ، وهو غير واجب على كل أحد تعييناً ، والله العالم.

العامل مع الجائر

قد ذكر أنّ قضاء حوائج المؤمنين يسوّغ الولاية من الجائر ، فما هي حدود هذا

١٩٩

المسوّغ ، فقد لا يستطيع من يعمل مع الجائرين إلَّا مساعدة القليل من المؤمنين ، وقد تكون مساعدته لهم في أُمور محدودة وبمقدار محدود ، فما هي حدود هذا المسوّغ؟

باسمه تعالى إذا لم يكن له عمل محرّم آخر فيكفي أن يساعد بعض المؤمنين ، والله العالم.

عدم ثبوت تحويل القبلة بعد الظهور

هل صحيح أنّ الإمام الحجّة عند ما يظهر يُحوّل القبلة من بيت الله الحرام ، إلى قبر الإمام الحسين (عليهم السّلام)؟

باسمه تعالى لم يثبت ذلك ، والله العالم.

الناصبي

هناك بعض الفرق الإسلامية يظهرون العداء بشكل جلي للشيعة الإمامية ، ويتّهمونهم بالغلو ، ويفترون عليهم أموراً لم ينزل الله بها من سلطان ، والشيعة براء من هذه الافتراءات ، وفي نفس الوقت تُظهر هذه الفرقة حبّها لأهل البيت (عليهم السّلام) ، فهل يحكم عليهم بأنّهم نواصب أم لا؟

باسمه تعالى لا نصب إلَّا مع إظهار العداء لأهل البيت (عليهم السّلام) ، والله العالم.

المسلم الضال

ما حكم من انتقل من مذهب التشيع إلى مذهب آخر؟

باسمه تعالى يدخل في عنوان المسلم الضال ، والله العالم.

٢٠٠