الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية

آية الله الميرزا جواد التبريزي

الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية

المؤلف:

آية الله الميرزا جواد التبريزي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
المطبعة: زيتون
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٠

باسمه تعالى كلهم في الفضل سواء ، إلا أن لبعضهم خصوصية يختص بها وتعد فضيلة اقتضاها زمانه ، كخصوصية الإمام الحسين (عليه السّلام) أن الأئمة من ذريته والإمام صاحب العصر والزمان زمانه يناسب ظهور نعمة الإسلام والتدين في جميع أرجاء الأرض فيملؤها قسطاً وعدلًا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ، والله العالم.

التفضيل بين الأئمة (عليهم السلام)

هل هناك تفضيل بين الأئمة (عليهم السّلام)؟ وإذا كان فما هو الدليل على ذلك؟

باسمه تعالى كلَّهم نور واحد ، إلَّا أنّ لبعضهم على بعض أفضلية من وجهة التقدّم ، والله العالم.

هل هناك تفضيل بين الأئمة (عليهم السّلام) والأنبياء باستثناء رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟ وإذا كان فما هو الدليل على ذلك؟

باسمه تعالى أئمتنا (عليهم السّلام) أفضل من الأنبياء ما عدا الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، والله العالم.

حق المعصوم (عليه السلام) في ليالي الأفراح والأحزان

هل يجوز مزاحمة حق المعصوم (عليه السّلام) كإقامة ليالي الزواج في مناسبات مواليد المعصومين (عليهم السّلام) ، بحجة إن تصله بركة المولد؟ وما هو نظركم الشريف في ذلك؟ وما هو رأيكم المبارك في عدم إقامة الفواتح أيام وليالي وفيات المعصومين (عليهم السّلام)؟

باسمه تعالى لا بد من تقديم مناسبات الأئمة (عليهم السّلام) على مناسبات الأفراح ، إلا إذا أريد الجمع بينهما من باب التبرك ، وأعلم الناس عن سر اختياره لتلك الليلة المباركة ، وأما في الأحزان كأيام عاشوراء فينبغي تخصيص تلك الأيام لصاحب المصيبة ، فما المفقود وإن عزّ على الفاقد بأعظم مصيبة من مصايب أهل البيت (عليهم السّلام) ، والله العالم.

١٤١

تمثيل شخصية المعصوم

هل يجوز تمثيل شخصية أحد الأئمة (عليهم السّلام) في عرض تمثيلي؟ وإذا لم يتمّ ، فهل يجوز تقليد الصوت من خلف الستارة؟

باسمه تعالى لا يجوز ما فيه وهن لمقام الأئمة (عليهم السّلام) أو تمثيل بعض الأشخاص العاديين غير المبالين بمقام الإمام (عليه السّلام) ، والله العالم.

الأئمة (عليهم السلام) وحركاتهم التاريخية

ما هي المراحل التي مرّ بها الأئمة من أهل البيت (عليهم السّلام) في حركتهم التاريخية؟

باسمه تعالى الظاهر أن الأئمة (عليهم السّلام) كانوا على طائفتين : طائفة منهم (عليهم السّلام) كان هدفهم الأساسي تثبيت عقائد الناس وبيان الأُمور الاعتقادية الدينية عملًا وقولًا ، مثل الذي حصل بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلى آخر قضية كربلاء ، فإن هدف الأئمة (عليهم السّلام) من زمن مولانا أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى زمن مولانا زين العابدين (عليه السّلام) هو بيان المعتقدات الحقة ، والأُمور اللازمة على الرعية.

الطائفة الثانية من زمن مولانا الباقر (عليه السّلام) كان أكثر همهم بيان الأحكام الشرعية الفرعية بعد ما تمت الحجة بالنسبة لمعتقدات الشيعة من بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، بحيث لو أن شخصاً بصيراً اطلع على ما جرى بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلى آخر ما انتهت إليه قضية كربلاء ، لأيقن يقيناً تاماً جازماً بأن الحق مع شيعة علي (عليه السّلام) ، وكان هؤلاء يشيرون في بعض الموارد إلى ما جرى بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حتى لا يُنسى ، والله العالم.

الطلب من الأئمة (عليهم السلام)

ما رأي سماحتكم حول الطلب من الأئمة (عليهم السّلام)؟

باسمه تعالى الأئمة (عليهم السّلام) ملجأ لابتغاء الوسيلة في طلب الحوائج من الله لا في نفس طلب

١٤٢

الحوائج ، فإن الله هو الصمد وهم وسائط العباد إليه سبحانه ، حيث يقول الله سبحانه وتعالى (وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ) ، والله العالم.

أنوار الأئمة (عليهم السلام)

أرجو منكم بيان الحقيقة المحمدية والعلوية والفاطمية على الترتيب ، وهل هي موجودة أم من الأُمور التي تدخل في الشرك ، مع بيان أسماء الكتب المعتبرة لديكم التي تتكلم حول هذه المواضيع؟

باسمه تعالى لا نعلم من حقيقتهم إلَّا أنّ أنوارهم مخلوقة من قبل خلق الأشياء ، وأجسادهم باقية على حالها مفارقة لأرواحهم ، والله العالم.

علم الإمام

هل يمكن أن يصل الإنسان إلى علم الإمام؟

باسمه تعالى الإمامة خصوصية من قبل الله تعالى ، بحسب استعداد الشخص وكمال نفسه ، يكون علم غيرهم مثل علمهم أصلًا ، ولو علم الله في غيرهم هذا الكمال لأعطاهم ، فإنّ الله ذو فضل عظيم وسعت رحمته كل شيء ، والله العالم.

وظيفة الإمام (عليه السلام)

ما هي وظائف الإمام؟

باسمه تعالى نصب الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الأئمة (عليهم السّلام) لأمرين : الأوّل مسألة إبلاغ النّاس الأحكام الشرعية ؛ حيث إنّهم عدل القرآن كما ورد في حديث الثقلين ، إذ قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض» ، فعلمنا أن بيان الأحكام وظيفتهم (عليهم السّلام).

١٤٣

الثاني : الزعامة على الرعيّة حيث أثبتها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في قضيّة غدير خم وغيرها ، إذ أثبت لهم الولاية من بعده كما كانت له (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في حياته ، والله العالم.

إعجاز المعصوم (عليه السلام)

هل يصح أن يقال : إن المعصوم (عليه السّلام) يخلق طولياً لا عرضيا؟

باسمه تعالى المعصوم لا يخلق وإنما يعمل عملًا على سبيل الإعجاز بإذن الله كما فعل عيسى (عليه السّلام) ، والله العالم.

الأخذ من غير أهل البيت (عليهم السلام)

هل يجوز أن نأخذ فكرنا من غير مدرسة أهل البيت (عليهم السّلام)؟

باسمه تعالى ليس في البين حجة بعد ظواهر الكتاب إلَّا قولهم (عليهم السّلام) الذي هو قول النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، والله العالم.

توهين المعصوم

ما حكم من قصد توهين شخص المعصومين (عليهم السّلام)؟

باسمه تعالى إن كان التوهين بالسب وكان السب أو التوهين لإظهار العداوة للإمام (عليه السّلام) فيحكم بكفره ، وفي غير ذلك فعليه التعزير ، والله العالم.

قضية كربلاء

في بعض الكلمات : إنّ أوثق المصادر في قضية الحسين (عليه السّلام) هو كتاب (اللهوف في قتلى الطفوف) للسيد ابن طاوس (قدّس سرّه) ، فما هو رأيكم في ذلك؟

باسمه تعالى ثبوت حوادث كربلاء على نحو الإجمال حاصل بالتواتر وبالأخبار المعتبرة الواردة عن أهل البيت (عليهم السّلام) ، وأمّا تفاصيل الحوادث فتطلب من كتب متعدّدة ، ومنها الكافي

١٤٤

وكتب المزار لعلمائنا الأبرار ، وأمّا كتاب اللهوف وكتاب أبي مخنف فهو كسائر كتب التاريخ الخاضعة لميزان البحث العلمي ، والله العالم.

خروج الحسين (عليه السلام)

أقيمت مسابقة قصصية في أحد المآتم ، موضوعها : لو أننا فرضنا جدلًا أن الإمام الحسين (عليه السّلام) بايع يزيد.

اكتب في ما لا يقل عن أربع صفحات توقعاتك عن العواقب الوخيمة التي ستحل على الأمة الإسلامية وأثرها المنعكس على واقعنا الحالي وعلى المستقبل البعيد ..

لذا نرجو من العلماء الأفاضل إجابتنا عن الأسئلة التالية :

أ) هل يجوز طرح مثل هذه الفرضيات؟ مع العلم بأن المسابقة تهدف إلى إلقاء الضوء على نظرة الإمام وأبعادها وسداد رأيه باتخاذه مثل هذه المواقف.

ب) هل يشكل هذا تعدياً على عصمة الإمام (لأن بعض الأخوة رآها من جهة أن العصمة تقتضي أن لا يقوم بمثل هذا العمل). فلا يجوز طرح مثل هذه المواضيع مع العلم بأنها كانت فرضية.

باسمه تعالى إن كان المقصود من طرح هذه الفرضيات وطلب الإجابة من الأشخاص توضيح ما أوجب لسيد الشهداء (عليه السّلام) الخروج مع أصحابه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلى العراق ، واستشهادهم في تلك الواقعة العظيمة ، وما جرى على أهل بيته (عليهم السّلام) بعد ذلك من الحوادث المؤلمة ، ليتبين للأشخاص عظمة هذه الواقعة ، ويظهر لهم أنه كان في ذلك نجاة الدين وحفظ الشريعة وبقاء أحكام الدين ، كما ينبئ عن ذلك ما روى عنه (عليه السّلام) وعن سائر المعصومين (عليهم السّلام) ، فلا بأس به ، ولكن لا بد ان لا يكون طرح هذه الفرضيات بحيث يقع في

١٤٥

الأذهان أن الإمام (عليه السّلام) يفعل كسائر الناس وإن الحسين (عليه السّلام) رجح الخروج لمجرد حدس حصل له ، كما يفعل سائر الناس في الحوادث ، لأن ذلك غير صحيح ولا يناسب شأن الإمام (عليه السّلام) ، بل ما قام به الحسين (عليه السّلام) إنّما كان لتكليف إلهي ، وكان (عليه السّلام) يعلم بما سيجري عليه وعلى أهل بيته (عليهم السّلام) ، ومع ذلك أقدم على العمل لكونه مأموراً بذلك ، وإن كان الغرض من هذا التكليف حفظ الدين وإصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما يدل على ذلك ما روي من كلماته (عليه السّلام) في المواقف المتعددة ، مثل قوله (عليه السّلام) : «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ؛ أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (عليه السّلام)». وقوله (عليه السّلام) : «وإذ بليت الأمة براعٍ مثل يزيد فعلى الإسلام السلام». والله العالم.

كسوف الشمس لشهادة سيد الشهداء (عليه السلام)

كيف نوفق بين ما روي من أن الشمس انكسفت لقتل سيد الشهداء (عليه السّلام) ، وبين ما روي من قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من أن كسوفها آية ولم تكسف لموت أحد؟

باسمه تعالى ما ورد من أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد إنما هو في الموت المتعارف ، كما في موت ولده إبراهيم (عليه السّلام) ، ويدلّ على ذلك تعبيره (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لا تنكسفان لموت أحد وحياة أحد لا بالقتل والشهادة. وفي قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) مصلحة عامة هي سد باب الدعاية الباطلة ، حيث يمكن أن يموت أحد من الفساق والفجار والطغاة في يوم تنكسف فيه الشمس أو يخسف فيه القمر ، فيجعلون موته عند إحدى هاتين الآيتين. وقضية سيد الشهداء وسائر الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) قضية عامة وصدمة في الإسلام أصابت جميع المؤمنين ولم تختص بأحد ، ولهذا يعد إحياء ذكرهم (عليهم السّلام) من شعائر المذهب ، ومعلوم أن مظلوميتهم (عليهم السّلام) تؤثر في الكون حيث إنه سبحانه وتعالى يريد بذلك إظهار مظلوميتهم ومظلومية أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأصحابه الذين استشهدوا معه ، وإظهار فسق الطغاة وعظم

١٤٦

جرمهم ، وقد جرى قريب ذلك في قضية النبي يحيى (عليه السّلام) حيث ورد في الرواية أن السماء بكت لقتله ، وما وقع لسيد الشهداء (عليهم السّلام) ليس خصوص كسوف الشمس بل وقعت آيات أخرى كما ورد أنه في يوم عاشوراء بعد قتلهم (عليهم السّلام) ما رفع حجر إلَّا كان تحته دم ، وقد يتغير لون بعض الأحجار في يوم عاشوراء حتى في زماننا هذا ، أو غيرها من الآيات ، والله الهادي إلى صراط النجاة.

الإمام الحسين (عليه السلام) بين الوجوب والخيار

هل كان الإمام الحسين (عليه السّلام) مخيراً بين الخروج وعدمه أم كان الأمر واجباً عليه؟

باسمه تعالى كان الإمام الحسين (عليه السّلام) مخيراً في الخروج واختيار الشهادة حتى بعد وصوله إلى كربلاء ، ولكن عهد من جدّه وأبيه بأنّ له منزلة لا ينالها إلَّا باختيار الشهادة ، والله العالم.

بعض ما ورد في حق الإمام الحسين (عليه السلام)

أرجو من سماحتكم التعليق على هذا الكلام ، ورد عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : «.. وأنا من حسين» كما ورد عن إمامنا الحسن (عليه السّلام) : «لا يوم كيومك يا أبا عبد الله» كما ورد عن سيدتنا زينب (سلام الله عليها) يوم كربلاء : «اليوم مات جدي محمّد المصطفى ، اليوم مات أبي علي المرتضى ، اليوم ماتت أُمي فاطمة الزهراء ، اليوم مات أخي الحسن المجتبى». ألا نستطيع أن نقول إن ما قدمه الإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء لم يقدم مثله نبي أو وصي حتى جده رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟

باسمه تعالى هذه العبارات المنقولة عن لسان النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأهل بيته الطاهرين تحتمل وجوهاً ، فقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في حق ولده الحسين (عليه السّلام) «وأنا من حسين» ان حركة الإمام الحسين (عليه السّلام) ودعوة النبي ودينه يكمل بعضها بعضاً ، ولو لا حركة الإمام الحسين (عليه السّلام) لم يبق هذا الدين ، فهو (عليه السّلام) حافظ لدين جدّه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). كما أنّ العبارة الواردة عن الإمام

١٤٧

الحسن (عليه السّلام) بحق أخيه الحسين (عليه السّلام) «لا يوم كيومك يا أبا عبد الله» ان المصائب التي جرت على الإمام الحسين (عليه السّلام) وأهل بيته لم تجر على أحد من الأئمة (عليهم السّلام) وإن كان كلهم مظلومين مقهورين ، وكلمة السيدة زينب (سلام الله عليها) «اليوم مات جدي ..» ان الإمام الحسين (عليه السّلام) آخر الأنوار الخمسة وآخر أهل العباء فبعد فقده لم يبق أحد منهم ، فأعادت مصيبته مصايبهم (عليهم السّلام) جميعاً وعلى كل حال فهم (عليهم السّلام) أعلم بما قالوا ، والله المسدد.

ما يدور حول إقامة الشعائر الحسينية

ما هو نظركم المبارك في ما يخص إقامة الشعائر الحسينية ، خاصة الزنجير؟

باسمه تعالى كل جزع على مصايب سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه (عليهم السّلام) جميعاً مطلوب ومأجور عليه ، واللطم ولو بالزنجير المتعارف عند المواكب كالضرب على الرأس والفخذين والبكاء والعويل كل ذلك داخل في الجزع ، والله العالم.

الشعائر الحسينيّة

في بعض الأقوال : إنّ اللطم على الحسين (عليه السّلام) إذا كان عنيفاً يؤدّي لإدماء الصدر أو الألم الشديد فهو محرّم لعدّة وجوه :

١ ـ إنّه ليس أُسلوباً حضارياً ، وينبغي طرح قضيّة الحسين (عليه السّلام) بصورة واقعيّة وحضاريّة.

٢ ـ إنّه لم يرد عن الرسول وأهل بيته (عليهم السّلام).

٣ ـ إنّ كلّ إضرار بالجسد حرام وإن لم يؤدّ إلى التهلكة أو قطع العضو من الجسد ، فالذي يعرّض نفسه للهواء البارد مع احتمال حدوث مرض في صدره يكون ارتكب محرّماً.

ما هو رأيكم في هذه المقالة؟

١٤٨

باسمه تعالى اللطم وإن كان شديداً حزناً على الحسين (عليه السّلام) من الشعائر المستحبّة ؛ لدخوله تحت عنوان الجزع الذي دلَّت النصوص المعتبرة على رجحانه ولو أدّى بعض الأحيان إلى الإدماء واسوداد الصدر ؛ ولا دليل على حرمة كلّ إضرار بالجسد ما لم يصل إلى حدّ الجناية على النفس ، بحيث يعدّ ظلماً لها ، كما أنّ كون طريقة العزاء حضارية حسب زعمهم أو لا ، ليس مناطاً للحرمة والإباحة ، ولا قيمة له في مقام الاستدلال ، والله العالم.

إقامة العزاء والشعائر الحسينيّة

يتردد على مسامعنا في الفترة الأخيرة أن عصر الحداثة والتطور لا يناسبه استخدام الأساليب التقليدية لإحياء مجالس الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فمادام الشعور القلبي مع الإمام الحسين (عليه السّلام) فلا نحتاج إلى هذه المظاهر التي قد تسيء إلى التشيع والشيعة! فما هو رأيكم الشريف في هذا الموضوع؟

باسمه تعالى هذه المظاهر غير المتعارفة في نظر البعض لمناسبات العزاء في موت بعض الأشخاص ، إنّما هي لغرض الإبقاء على ذكرى قضية كربلاء التي هي إحدى الدلائل القاطعة على حقانية مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) وبطلان مذهب المخالفين ، وهذه المظاهر غير المتعارفة تجري في بعض أنواع الدعايات والإعلام للفت أنظار الناس إلى أهمية الموضوع ، ولا بد أن نحافظ على استمرار هذه المظاهر لتبقى على مدى العصور والأجيال ، ويبقى الدليل على حقانية مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) محفوظاً في قلوب الشيعة وشعورهم ينتقل من جيل إلى جيل ومن نسل إلى نسل ، وحث أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) على إحياء ذكرى هذه القضية في تعبيراتهم المختلفة والمتكررة وإقامة العزاء في بعض بيوتهم (عليهم السّلام) إحياءً لهذا الأمر وقولهم كما في الرواية الصحيحة الواردة عنهم (عليهم السّلام) : «كل جزع مكروه إلَّا على ما أصاب سيد الشهداء (عليه السّلام)» ، كل هذا حتى لا تنسى هذه القضية ، كما نسيت قضايا متعددة مهمة حدثت في صدر الإسلام مما سبب إنكار غالب المسلمين لها أو التشكيك فيها ، حتى من

١٤٩

بعض المنسوبين للشيعة ، فأسأل الله تعالى أن يحفظكم من كل فتنة تضعف من هممكم في المحافظة على إقامة الشعائر الحسينية وإحياء المناسبات المرتبطة بأهل البيت (عليهم السّلام) ، إنه سميع مجيب.

شعائر عاشوراء

من المنقول عن السيد الخوئي (رحمه الله) أنّه أفتى بأنّ مظاهر العزاء المتعارفة كاللطم والضرب إذا كانت مستلزمة للإساءة لصورة المذهب الشيعي فهي محرّمة؟ ما تعليقكم على ذلك؟

باسمه تعالى قد تقدّم أنّ كلّ مظهر من مظاهر العزاء إذا صدق عليه عنوان الحزن والجزع لمصاب أهل البيت (عليهم السّلام) فهو من الأُمور المستحبّة ، خصوصاً المظاهر غير المتعارفة التي يفعلها الشيعة لجلب النفوس وإثارة العواطف تبليغاً لقضية الحسين (عليه السّلام) ، وهذا المنهج للإعلام والتبليغ متّبع حتّى في عصرنا الحاضر ، ولعلّ الذين ينتقدون مظاهر عاشوراء يسكتون عنه لو صدر من غير الشيعة ، ولا حول ولا قوّة إلَّا با لله العليّ العظيم.

العزاء

يعترض بعض النّاس على القصائد التي تمدح أهل البيت (عليهم السّلام) إذا تضمنت مقطعاً غزلياً ، ويقولون : إن ذلك مخلّ بالأدب ومنافٍ للعرف وإلى غير ذلك؟ فما قولكم في ذلك؟

باسمه تعالى إذا كان مدلوله أمراً صحيحاً فلا مانع منه ، والله العالم.

تاريخ الشعائر الحسينية

ما هو رأيكم في الشعائر الحسينية؟ وما هو الرد على القائلين بأنّها طقوس لم تكن على عهد الأئمة الأطهار (عليهم السّلام) فلا مشروعية لها؟

١٥٠

باسمه تعالى كانت الشيعة في عهد الأئمة (عليهم السّلام) تعيش حالة التقية ، وكانوا يقيمون مظاهر العزاء بما يمكن لهم ، وعدم وجود الشعائر في وقتهم مثل زماننا إنّما هو لعدم إمكانها ، وهذا لا يدلّ على عدم مشروعيتها في زماننا ، ولو كان الشيعة في ذلك الوقت يمكنهم إظهار الشعائر وإقامتها لفعلوا كما فعلنا مثل نصب الأعلام السوداء على أبواب الحسينيات بل الدور إظهاراً للحزن ، ومن قرأ تاريخ زيارة الشيعة للإمام الحسين (عليه السّلام) في زمن المعصومين (عليهم السّلام) أدرك ذلك ، ولو كان ذلك بدعة لكان هذا أيضاً بدعة حيث لم يكن في زمن الأئمة (عليهم السّلام).

وبالجملة ، فكلّ هذه الشعائر تدخل تحت شعائر الله وإظهار الحزن لما أصاب الحسين (عليه السّلام) وأهله وأصحابه أو سائر الأئمة (عليهم السّلام) الذي دلّ الدليل على مشروعيته واستحبابه ، وأنّه من أعظم القربات إلى الله تعالى ، قال تعالى (ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، وقال الباقر (عليه السّلام) للفضيل بن يسار : «أتجلسون وتتحدّثون؟ قلتُ : بلى ، قال : إنّي أُحبّ تلك المجالس فأحيوا فيها أمرنا ، من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» ، والله العالم.

كل مظهر إذا صدق عليه عنوان الحزن والجزع لمصاب

أهل البيت (عليهم السلام) فهو من الأُمور المستحبة

يقال انّ السيدة زينب (سلام الله عليها) لم تخرج أبداً من الخيمة في حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) إلا عند مصرع علي الأكبر (عليه السّلام) وأن الذي يقال (أنها خرجت حينما رأت جواد الحسين (عليه السّلام) خالياً وذهبت إلى مصرعه ورأت الشمر جالساً على صدر الإمام (عليه السّلام) وأن الشمر ألمها بالسوط حتى أغشى عليها) ليس بصحيح ، وأنهم استدلوا برواية سموها برواية التضليل ، ما رأي سماحتكم بذلك؟

باسمه تعالى ما جرى من قضايا كربلاء بعضها من المسلمات وهو ما وصل إلينا بطريق

١٥١

معتبر عن أهل البيت (عليهم السّلام) ومنهم السيدة زينب (سلام الله عليها) ، ومن هذه الأُمور المسلمة والصحيحة قضية خطبة السيدة زينب (سلام الله عليها) في مجلس ابن زياد ومجلس يزيد في الشام حيث أبطلت أكذوبتهم وفضحتهم وهيجت الرأي العام عليهم ، ولو لا هذه الخطبة وأمثالها لم يظهر يزيد الندم ويلعن ابن زياد وعمر بن سعد مع إعلان أهل الشام يوم قدوم السبايا يوم فرح وسرور بانتصار يزيد على الخوارج! وبعض القضايا المنقولة إلينا من قضية كربلاء نقلت إلينا عن طريق كتب السيرة والكتب التاريخية فهي كسائر القضايا التاريخية تحتمل الصحة والصدق ، ولا بأس بنقلها عن هذه الكتب وينال بنقلها الأجر والثواب ما لم يعلم كذبها ، والله العالم.

حكم لبس السواد واللطم على الصدور

في مراسيم العزاء لسيد الشهداء (عليه السلام)

ما هو رأيكم المبارك في لبس السواد واللطم على الصدور أثناء إحياء مراسيم العزاء لسيد الشهداء (عليه السّلام) في شهر محرم الحرام وباقي الأئمة الأطهار (عليهم السّلام)؟

باسمه تعالى لا إشكال ولا ريب ولا خلاف بين الشيعة الإمامية في أن اللطم ولبس السواد من شعائر أهل البيت (عليهم السّلام) ومن المصاديق الجلية للآية (ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، كما أنّها من مظاهر الجزع الذي دلت النصوص الكثيرة على رجحانه في مصايب أهل البيت (عليهم السّلام) ومآتمهم ، ومن يحاول تضعيف هذه الشعائر أو التقليل من أهميتها بين شباب الشيعة فهو من الآثمين في حق أهل البيت (عليهم السّلام) ومن المسئولين يوم القيامة عمّا اقترفه في تضليل الناس من جهة مظالم الأئمة (عليهم السّلام) ، ثبت الله المؤمنين على الإيمان والولاية والله الهادي إلى سواء السبيل.

هل ترون ما ذهب إليه صاحب الحدائق من أن لبس السواد في عزاء سيد الشهداء (عليه السّلام) وبقية الأئمة (عليهم السّلام) راجح شرعاً؟

١٥٢

باسمه تعالى ما ذهب إليه صاحب الحدائق (قدّس سرّه) صحيح ، فإن لبس السواد من مظاهر الحزن على ما أصاب سيد الشهداء (عليه السّلام) وأهل بيته وأصحابه (عليهم السّلام) وكذا سائر الأئمة (عليهم السّلام) وإظهار الحزن في مصايبهم مندوب شرعاً للنصوص الكثيرة وفيها الصحيح ، والله العالم.

ألا يكره للمصلي لبس السواد؟ كيف نجمع بين هذا الحكم الشرعي وبين استحباب لبس السواد عزاءً على الحسين (عليه السّلام)؟

باسمه تعالى لم يثبت كراهية لبس السواد لا في الصلاة ولا في غيرها. نعم ، ورد في بعض الروايات ما يستفاد منها كراهية لبس السواد ، ولكنها ضعيفة السند ، ومع الإغماض عن ضعفها فالكراهة في الصلاة بمعنى كونها أقل ثواباً ، ولبس السواد في عزاء الحسين والأئمة (عليهم السّلام) لأجل إظهار الحزن وإقامة شعائر المذهب مستحب نفسي ، وثوابه أكثر من نقص الثواب في الصلاة ، والله العالم.

ما حكم اللباس الأسود في الصلاة أيام وفيات الأئمة (عليهم السّلام) ، هل هو مكروه؟

باسمه تعالى إذا كان اللبس بداعي إظهار الحزن وتعظيم الشعائر فليس بمكروه ، والله العالم.

العزاء واللطم

هل يجوز إقامة العزاء على المعصومين (عليهم السّلام) من قبل النساء بصوت عالٍ مع العلم بوصول الصوت إلى الرجال الأجانب؟

باسمه تعالى إذا كان المجلس للنساء فقط فلا بأس به ، والله العالم.

أشيع في الآونة الأخيرة مقالة مفادها : أنه ليس من الضروري اللطم على المعصومين ، ما دام الحزن موجوداً في القلب. ما رأي سماحتكم في هذا؟

باسمه تعالى لا يكفى الحزن في القلب في إقامة الشعائر على المعصومين (عليهم السّلام) بل ينبغي

١٥٣

في تحقيق شعار الحزن إظهار البكاء والتباكي واللطم لتنبيه الناس على ما جرى عليهم من المظلومية ، والله العالم.

اللطم على الصدور والضرب بالسلاسل

تكلم البعض عن الشعائر الحسينية وقال : إن اللطم على الصدور والضرب بالسلاسل حالة من التخلف الحضاري. فما هو رأيكم في هذا الأمر؟

باسمه تعالى كل ما يدخل في عنوان الجزع لما أصاب سيدنا سيد الشهداء (عليه السّلام) فهو مرغوب إليه ، كما ورد في الروايات الصحيحة ، وكذا غيره من الأئمة (عليهم السّلام) ، والله العالم.

ضرب السلاسل إلى حد احتقان الدم

هناك من يذهب في اللطم أو الضرب بالسلاسل إلى حد احتقان الدم تحت الجلد وتسبب اسوداد ، بل ويؤدي إلى الإدماء ، هل يجوز ذلك؟

باسمه تعالى إذا صدق عليه عنوان الجزع فلا بأس ، والله العالم.

الكشف عن الصدور لِلَّطم والضرب بالسلاسل

هناك من الرجال من ينزع ملابسه للطم والضرب بالسلاسل ، وهم على مرأىً من النساء ، هل يجوز لهم ذلك؟

باسمه تعالى لا يجب على الرجال الستر أزيد من الستر الواجب ، وهو ما يستر ما بين السرة والركبة ، فإذا كان نزع القميص لغرض عقلائي فلا بأس بنزعه ، والمورد من هذا القبيل. نعم ، لا يجوز للنساء النظر إلى الرجال مع الالتذاذ الجنسي مطلقاً ، والله العالم.

كل جزع مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السلام)

ما رأيكم في رواية معاوية بن وهب عن الصادق (عليه السّلام) كل الجزع والبكاء مكروه

١٥٤

سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السّلام) ، سنداً ودلالة؟

باسمه تعالى هي تامة دلالةً وصحيحة سنداً ، والله العالم.

البكاء والجزع لسيد الشهداء (عليه السلام)

ما هو حكم ضرب الهامات بالسيوف في عاشوراء وغيرها مواساةً للإمام الحسين (عليه السّلام) وولده وأصحابه (رضوان الله تعالى عليهم)؟

باسمه تعالى الجزع والبكاء على سيد الشهداء وولده وأصحابه (عليهم السّلام) أمر مطلوب ومرغوب فيه ، فالأفضل اختيار ما هو محرز دخوله في الجزع كالبكاء واللطم على الرأس والصدر والفخذين والعويل ونحو ذلك ، والله العالم.

الجهر بالبكاء في ليلة عاشوراء

في ليلة عاشوراء وليالي محرم عامة تحدث بعض الظواهر ، أردت الاستفسار من سماحتكم عن حكمها ، كالبكاء بصوت مرتفع مع أنه يوجد عدد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحث المسلم على أن يمسك بزمام نفسه عند المصيبة وتحرم النياح ، قال تعالى (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

باسمه تعالى ما جرى على أهل البيت (عليهم السّلام) في يوم عاشوراء مصيبة في المذهب والدين ، فإن الجزع فضلًا عن البكاء في مصايب أهل البيت (عليهم السّلام) يعتبر عبادة ، والآية ناظرة إلى المصيبة الشخصية كفقد عزيز على الشخص لا المصيبة الدينية ، والله العالم.

البكاء والجزع

في بعض التصريحات : إنّه لا داعي لإثارة مصيبة كربلاء بين الناس بشكل عنيف وحماسي بحيث يكون (حالة طواري بكائية!) فإنّ ذلك ليس أسلوباً حضارياً

١٥٥

ولا إسلامياً ، ما هو رأيكم في هذه الدعوى؟

باسمه تعالى البكاء الشديد والإبكاء المثير من الأُمور المستحبّة التي دلَّت على رجحانها النصوص الكثيرة ؛ ففي الوسائل (باب ٦٦ من أبواب المزار) روايات كثيرة في استحباب ذلك ، ومنها صحيح معاوية بن وهب ، عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال لشيخ : أين أنت عن قبر جدّي المظلوم الحسين؟ قال : إنّي لقريب منه. قال (عليه السّلام) : كيف إتيانك له؟ قال : إنّي لآتيه وأُكثر. قال (عليه السّلام) : ذاك دم يطلب الله تعالى به ، ثمّ قال : كلّ الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السّلام). والله العالم.

تقدّم البكاء أو الخطبة في يوم عاشوراء

في الأيام العشرة الأولى من المحرم كما هو معروف نحتفل نحن الشيعة بذكري عاشوراء ، ومن ضمن المراسيم التي تقام في تلك الأيام أن يأتي الخطيب إلى المأتم الحسيني ويطرح موضوعاً دينياً أو اجتماعياً أو ثقافياً مما يفيد المجتمع به ، ومما يحتاجه المجتمع الإسلامي عامة ، وبعد أن يلقي الخطيب موضوعه يبدأ الخطيب بذكر مصيبة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه وذكر الأبيات التي تجلب الدمع في مصابهم (عليهم السّلام) وهذا الجميع متفق عليه ، إلَّا أنه في يوم العاشر أو ليلة العاشر اختلف الناس بين من يقول إنه يجب أن يقتصر المجلس الحسيني على ذكر المصيبة والبكاء على الإمام الحسين وما جرى عليه في ذلك اليوم ، مع تضمينها مواعظه (عليه السّلام) وبنفس طريقة قراءة التعزية ، حيث إنّ الناس في ذلك اليوم يكونون متعطشين إلى البكاء على الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وبين من يقول : إنه لا بأس بالإتيان بالموضوع ولو بشكل مختصر والإتيان بالمصيبة ، وبذلك نجمع بين العِبرة والعَبرة خصوصاً إذا كان الخطيب ذا قدرة عالية في إيصال المعلومة ، ويطرح مواضيع جيدة تهم وتفيد المجتمع الإسلامي مع التركيز على جانب المصيبة أكثر. نرجو من سماحتكم إبداء رأيكم في ذلك؟

١٥٦

باسمه تعالى ينبغي للخطيب أن يذكر في ليلة عاشوراء ويومها الأُمور الراجعة إلى مصايب أهل البيت (عليهم السّلام) فإن مصايبهم كثيرة والعبرة في هذه الأيام مطلوبة جدّاً فإن البكاء والتعزية عليهم (عليهم السّلام) من شعائر الموالين لأهل البيت (عليهم السّلام) ، والله العالم.

خلع الملابس في العزاء

ما هو الحكم الشرعي والحضاري في نظركم بالنسبة لخلع الملابس في العزاء «فقط الصدر» إذا كنا نعزي أصلًا في الشوارع العامة؟

باسمه تعالى لا بأس بالنزع المزبور في العزاء وإن كان في الشوارع العامة ، والله العالم.

الضرب على الفخذ أثناء اللطمية

هل يجوز الضرب على الفخذ أثناء اللطمية أم الضرب محصور على الصدر فقط؟

باسمه تعالى لا بأس به في الصورتين ، والله العالم.

استعمال الطبل والدمام في مراسيم العزاء

هل يجوز استعمال الطبل والدمام في مراسيم عزاء سيد الشهداء (عليه السّلام)؟

باسمه تعالى لا يجوز استعمال آلات اللهو في العزاء ، نعم لا بأس بالضرب على الطبل الذي لا يعد من آلات اللهو ، والله العالم.

استعمال الرايات والعلامات في مراسيم العزاء

ما حكم استعمال الرايات والعلامات في مراسيم العزاء الحسيني ، علماً بأن على بعضها نقوشاً ورسوماً؟

١٥٧

باسمه تعالى لا بأس بذلك ، والله العالم.

هل مراسيم العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) معينة؟

هل ذكرت الروايات التي تدعو إلى الجزع والبكاء وإقامة مراسيم العزاء على الإمام الحسين (عليه السّلام) مظاهر معينة؟ أو أنها تركت الناس يقومون بالمظاهر كيفما يشاؤون؟

باسمه تعالى اللطم والبكاء وإن كان عنيفاً وشديداً حزناً على الحسين (عليه السّلام) من الشعار الديني وداخلان تحت الجزع ، وقد وردت روايات معتبرة في رجحانه واستحبابه وكونه موجباً للتقرب إلى الله سبحانه ، ولو أدى اللطم إلى اسوداد الصدر والإضرار بالجسد لا بأس به ، ما لم يصل إلى حدّ الجناية ، ولم يكن وهناً للمذهب ، والله العالم.

التبرع بالدم في يوم عاشوراء

هل التبرع بالدم باسم سيد الشهداء (عليه السّلام) داخل في عنوان العزاء؟ وما هو نظركم حول القيام ببعض الأعمال التي توجب دعوى المخالفين؟

باسمه تعالى لا يرتبط التبرع بالدم بعزاء سيد الشهداء (عليه السّلام) والجزع على مصايبه (عليه السّلام) ، ولكن لا يهمنا دعوى المخالفين فإن تهمهم لنا كثيرة ويجب على المؤمنين التحفظ على الجزع لمقتل سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه (عليهم السّلام) ، فإن التأمل في هذه القضايا طريق مستقيم إلى الوصول إلى حقيقة مذهب الشيعة حفظهم الله من الشرور وكيد الأعداء ، كما حفظهم على مدى العصور إلى يومنا هذا ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

عمل التشابيه في عزاء سيد الشهداء (عليه السلام)

هل يجوز إجراء التشابيه في عزاء سيد الشهداء (عليه السّلام) ، (التمثيليات التي تصور واقعة الطف)؟

١٥٨

باسمه تعالى إذا لم يكن فيها وهن للإمام (عليه السّلام) وأولاده وأهل بيته وأصحابه ولم يشتمل على محرم آخر كالكذب والموسيقى فلا بأس ، والله العالم.

السجود على تربة الحسين (عليه السلام)

التربة الحسينية زادها الله عزاً كثيراً ما نرى مكتوب عليها لفظ الجلالة أو أسماء المعصومين (عليهم السّلام) ، فما رأيكم الشريف في السجود عليها حيث يكون لفظ الجلالة تحت الجبهة؟

باسمه تعالى لا يبعد الجواز وإن كان الأحوط السجود على الجهة المخالفة ، والله العالم.

السجدة في زيارة عاشوراء

اختلف بعض المؤمنين في أن السجدة الموجودة في آخر زيارة عاشوراء للإمام الحسين (عليه السّلام) يجب أن تكون باتجاه القبلة أو بنفس اتجاه كربلاء ، فما هو الصحيح أو الأصح؟

باسمه تعالى الصحيح أن السجود هو سجود الشكر لله تعالى وكونه باتجاه القبلة أولى ، ولا فرق بين الاتجاه إلى كربلاء وغيرها ، والله العالم.

محل دفن رأس الحسين (عليه السلام)

هل رأس الإمام الحسين (عليه السّلام) مدفون في مصر؟

باسمه تعالى المعروف المشهور ان رأسه الشريف أعيد إلى كربلاء ، والله العالم.

الحضور في مواكب اللطم

من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الحضور في موكب اللطم في شهر محرم الحرام يكون بشكل كثيف ولله الحمد ، ولكن للأسف الشديد نرى أن الإقبال على

١٥٩

اللطم ضعيف جدّاً في المناسبات الأخرى كوفاة الزهراء (سلام الله عليها) ورسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والأئمة الأطهار (عليهم السّلام) ، لذلك نرجو من سماحتكم المشاركة بكلمة توجهونها للمؤمنين تحث على الحضور بهذه المناسبات وخصوصاً اللطم ، لأن الملاحظ ولله الحمد أن بعضاً من الشباب اهتدى في مراسيم اللطم في شهر محرم؟

باسمه تعالى كان الاهتمام بمصيبة سيد الشهداء (عليه السّلام) أكبر لأن ما جرى عليه (عليه السّلام) دليل على أحقية المذهب ، ويجب على الشيعة التحفظ على ذكر هذه الواقعة المؤلمة التي تحرق القلوب ، حتى تعلم الأجيال القادمة أن مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) على الحق ، وإن مذهب أعدائهم على الباطل ، والله الهادي إلى سواء السبيل.

الدخول في المآتم الحسينية بالحذاء

ما هو رأيكم في الدخول للمأتم الحسيني بالحذاء أو النعال؟

باسمه تعالى المناسب للمأتم الحسيني أن يدخل الشخص حافياً ، والله العالم.

نصيحة لأصحاب المآتم

بم تنصحون أصحاب المآتم الحسينية لتفعيل دورها في حياتنا اليومية وعلى جميع الأصعدة (الروحية ، الاجتماعية ، الأخلاقية)؟

باسمه تعالى عليهم أن يدعوا من له اطلاع صحيح على المعارف الدينية وذكر المصائب من الكتب المعتبرة ، وعليهم أن يحافظوا على حرمة المأتم من التصفيق ونحوه ، مما يعد لهواً ، فإن اللهو لا يناسب حرمة مقام الأئمة وأهل البيت (عليهم السّلام) ، والله هو الموفق.

احتفالات بمواليد الأئمّة (عليهم السلام)

نحن نخبة من شباب القرية نقوم أحياناً بعرض مسرحيات قصيرة أثناء الاحتفالات بمواليد أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) ، ويتخلل هذه المسرحيات بعض المواقف

١٦٠