إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

وتسهيلها وإبدالها فحققها منهم قالون وقنبل وكذا يعقوب وقرأ ورش من طريقيه وكذا أبو جعفر بتسهيلها بين بين واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره وقرأ به الداني لهما على أبي الفتح وقطع لهما بإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره وفاقا لسائر المغاربة فيجمع ساكنان فيمد لهما والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية كجامع البيان وافقهما اليزيدي وكل من قرأ بالتسهيل إذا وقف قلبها ياء ساكنة ووجهه أنه إذا وقف سكن الهمزة فيمتنع تسهيلها بين بين لزوال حركتها فتقلب ياء كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره فإن وقف بالروم فكالوصل.

وأما إن كان الساكن ياء قبل الهمزة المتحركة فاختلف فيه من ذلك في (النَّسِيءُ) [الآية : ٣٧] بالتوبة وفي (بريء ، بريئون) حيث وقع و (هَنِيئاً مَرِيئاً) [الآية : ٤] بالنساء و (كَهَيْئَةِ) [الآية : ٤٩] والمائدة [الآية : ١١٠] ويا (يَئِسَ) [الآية : ٨٧] و (يا أَبَتِ) وهو بيوسف (استيأسوا منه ، ولا تيأسوا ، إنه لا ييأس ، استيأس الرسل) وبالرعد (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) [الآية : ٣٠].

فأما (النسيء) فقرأه ورش من طريق الأزرق وكذا أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها والباقون بالهمز.

وأما (بريء) و (بريئون) حيث وقع و (هنيئا ، ومريئا) فقرأه أبو جعفر بالبدل مع الإدغام بخلف عنه من الروايتين.

وأما (كهيئة الطير) (١) معا فاختلف فيه كذلك عن أبي جعفر أيضا ، وقرأ الباقون ذلك بالهمز ووجه الإدغام في الكل أن قاعدة أبي جعفر فيه الإبدال فيجتمع مثلان أولاهما ساكن فيجب الإدغام.

وأما (ييئس) بيوسف ، والرعد فاختلف فيه عن البزي فأبو ربيعة من عامة طرقه عنه بتقديم الهمزة إلى موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفا وتأخير الياء إلى موضع الهمزة وافقه المطوعي عن الأعمش في سورة الرعد وإنما جاز إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتحة كرأس وكأس وإن لم يكن من أصله ذلك وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب كالباقين بالهمزة بعد الياء الساكنة من غير تأخير على الأصل فإن الياء من يئس فاء والهمزة عين.

وأما إن كان الساكن زاء قبل الهمز المتحرك فهو واحد وهو (جُزْءاً) [الآية : ٢٦٠] بالبقرة وبالحجر [الآية : ٤٤] (جُزْءٌ مَقْسُومٌ) وبالزخرف (مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) [الآية : ١٥] فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز وتشديد الزاي وهي لغة قرأ بها ابن شهاب الزهري وغيره ويأتي توجيهها في الفرش إن شاء الله تعالى وذكر في سورة البقرة إن أبا جعفر يقرأ (هزوا) كذلك ولعله سبق قلم.

__________________

(١) أي في سورتي آل عمران والمائدة : (٤٩) ، (١١٠). [أ].

٨١

وبقي من هذا الباب حروف اختلفوا في الهمز وعدمه فيها لغير قصد التخفيف وهي (النبيء) وبابه و (يضاهئون ، وبادئ ، وضئاء ، والبريئة ، ومرجئون ، وترجئ ، وسأل) (١).

فأما (النبيء) وبابه نحو (النبيئون ، والأنبئاء ، والنبوة) فقرأه نافع بالهمز على الأصل وقد أنكره قوم لما أخرجه الحاكم عن أبي ذر وصححه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال يا نبيء الله فقال لست نبيء الله ولكني نبي الله قال أبو عبيد أنكر عدوله عن الفصحى أي فيجوز الوجهان ولكن الأفصح بغير همز ، وبه قرأ قالون في موضعي الأحزاب ، وهما (لِلنَّبِيِّ إِنْ ، وبُيُوتَ النَّبِيِ) (٢) إلا في الوصل ، ويشدد الياء كالجماعة فإذا وقف همز.

وأما (يُضاهِؤُنَ) [الآية : ٣٠] التوبة فقرأه عاصم بكسر الهاء ثم همزة مضمومة قبل الواو وافقه ابن محيصن والباقون بضمة الهاء ثم واو من غير همز.

وأما (بادِيَ) [الآية : ٢٧] بهود فقرأ أبو عمرو بهمزة بعد الدال وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالياء.

وأما (ضِياءً) [الآية : ٥] بيونس والأنبياء [الآية : ٤٨] والقصص [الآية : ٧١] فقرأه قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة على القلب بتقديم الهمزة على الواو إن قلنا إنه جمع أو على الياء إن قلنا إنه مصدر ضاء وزعم ابن مجاهد إن هذه القراءة غلط مع اعترافه أنّه قرأ كذلك على قنبل وقد خالف الناس ابن مجاهد فرووه عنه بالهمزة بلا خلاف والباقون بالياء في الثلاثة مصدر ضاء لغة في أضاء أو جمع ضوء كحوض وحياض وأصله ضواء قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وسكونها في الواحد.

وأما البريئة موضعي لم يكن فقرأهما نافع وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء لأنه من برأ الله الخلق أي اخترعه فهي فعيلة بمعنى مفعولة والباقون بغير همز مع تشديد الياء تخفيفا.

وأما (مُرْجَوْنَ) [الآية : ١٠٦] بالتوبة و (تُرْجِي) [الآية : ٥١] بالأحزاب فقرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وكذا يعقوب بالهمزة من : أرجأ بالهمز لغة تميم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بغير همز من أرجى المعتل لغة قيس وأسد.

وأما (سَأَلَ) [الآية : ١] بالمعارج فقرأه بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف وافقهم الأربعة والباقون بالألف (٣).

__________________

(١) حيث وقعت. [أ].

(٢) تقدم تخريجها قريبا. [أ].

(٣) للمزيد انظر النشر : (١ / ٣٩٠). [أ].

٨٢

باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

هو من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب وأخر عن الساكن لخفته بناء على أن متحرك الهمز أخف من ساكنها بخلاف باقي الحروف فإنها بالعكس لكن صحح الجعبري أنها كغيرها.

وأعلم أن ورشا من طريقيه اختص بنقل حركة همزة القطع إلى الحرف الساكن الملاصق لها من آخر الكلمة التي قبلها فيتحرك الساكن بحركة الهمزة وتسقط الهمزة بشرط أن يكون الساكن غير حرف مد سواء كان تنوينا ، أو لام تعرف ، أو غير ذلك أصليا ، أو زائدا نحو (متاع إلى ، شيء أحصيناه ، خبير ألا تعبدوا ، بعاد إرم ، يوم أجلت ، حامية ألهيكم) ونحو (الآخرة ، الإيمان ، الأولى ، الآن جئت ، فالآن باشروهن ، الآن ، وقد يستمع الآن) ونحو (من آمن ، ومن أوفى ، الم أحسب ، فحدّث ألم نشرح) ونحو (خلو إلى ، ابني آدم) وذلك لقصد التخفيف وخرج بهمزة القطع (الم الله) خلافا لمدعيه ، وبقيد السكون نحو (الكتاب أفلا) وبغير حرف مد نحو (يأيها ، قالوا آمنا ، في أنفسكم) ودخل بزائد تاء التأنيث (قالت أوليهم) وأما ميم الجمع فيعلم عدم النقل إليها من مذهب ورش لأنه يصلها بواو قبل همز القطع ، فلم تقع الهمزة إلا بعد حرف الصلة (١).

وليعلم أن لام التعريف وإن اشتد اتصالها بمدخولها حتى رسمت معه هي في حكم المنفصل وهي عند سيبويه حرف تعريف بنفسها ، والهمزة قبلها للوصل تسقط في الدرج ، وقال الخليل الهمزة للقطع ، وحذفت وصلا تخفيفا لكثرة دورها والتعريف حصل بهما ، ويتفرع عليه إذا ابتدأت بنحو (الأرض) على مذهب الناقل فعلى مذهب الخليل نبتدئ بالهمزة وبعدها اللام متحركة وعلى مذهب سيبويه إن اعتد بالعارض ابتدأ باللام وإن لم يعتد به ابتدأ بالهمز وهذان الوجهان يجريان في كل لام نقل إليها عند كل ناقل نص عليهما الداني والشاطبي وغيرهما قال في النشر وبهما قرأنا لورش وغيره على وجه التخيير واختلف عن ورش في حرف واحد من الساكن الصحيح وهو (كِتابِيَهْ إِنِّي) [الآية : ١٩ ، ٢٠] بالحاقة فالجمهور عنه بإسكان الهاء وتحقيق الهمزة لكونها هاء سكت ولم يذكر في التيسير وغيره ورجحه في الحرز كالطبية وروي آخرون النقل طردا للباب وضعفه الشاطبي وغيره قال في النشر ، وترك النقل فيه هو المختار عندنا والأصح لدينا والأقوى في العربية لأن هاء السكت حكمها السكون ، فلا تحرك إلا لضرورة الشعر على ما فيه من قبح (٢).

واختلف في (آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ) [الآية : ٥١ ، ٩١] موضعي يونس

__________________

(١) هذه الكلمات حيث وقعت في السور الكريمة نقلت حركة همزها إلى الحرف الساكن قبلها. [أ].

(٢) انظر النشر الصفحة : (١ / ٤٠٤). [أ].

٨٣

فقالون ، وكذا ابن وردان بالنقل فيهما كورش وافقهم ابن محيصن بخلف عنه واختلف عن ابن وردان في (آلآن) في باقي القرآن فروي النهرواني وابن هارون من غير طريق هبة الله عن النقل وروي هبة الله وابن مهران والوزان وابن العلاف عنه عدم النقل وكذا قرأ رويس بالنقل في (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) بالرحمن [الآية : ٥٤] خاصة كورش وافقه ابن محيصن وخرج موضع (هل أتى).

واختلف في (عاداً الْأُولى) [الآية : ٥٠] بالنجم فقرأها نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام وإدغام التنوين قبلها فيها حالة الوصل من غير خلاف عن واحد منهم واختلف عن قالون في همز الواو بعد اللام همزة ساكنة فروي عنه همزها من الطريق جماعة وروي عنه بغير همز جماعة من طريق أبي نشيط وصاحب التجريد عن الحلواني وعدمه أشهر عن نشيط ووجه الهمزة بأن الواو لما ضمت اللام قبلها همزت لمجاورة الضم كما همزت في (سؤق) أو على لغة من يقول لبأت في لبيت وذلك لمؤاخاة بين الهمزة وحرف اللين كما وجه به قراءة ترئن بالهمزة هذا حكم الوصل وأما حكم الابتداء فيجوز لكل من نقل وجهان أحدهما الولي بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها والثاني لولي بضم اللام وحذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم ويجوز لغير ورش وجه ثالث وهو الابتداء بالأصل فتأتي بهمزة الوصل وإسكان اللام وتحقيق الهمزة المضمومة بعدها الواو وهذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همزة الواو أيضا إلا أن الوجه الثالث وهو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه وافق أبا عمرو اليزيدي والحسن والباقون وهم ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بكسر التنوين قبلها وسكون اللام وتحقيق الهمزة من غير نقل فكسر التنوين لالتقاء الساكنين حالة الوصل والابتداء بهمزة الوصل وافقهم ابن محيصن والأعمش ويأتي لذلك مزيد في النجم إن شاء الله تعالى.

وليعلم أنه إذا وقع قبل اللام المنقول إليها ساكن صحيح أو معتل نحو (يستمع الآن ، من الأرض) ونحو (وألقى الألواح ، وأولي الأمر ، قالوا الآن ، لا تدركه الأبصار) وجب استصحاب تحريك الصحيح ، وحذف المعتل لعروض تحريك اللام وهذا مما لا خلاف فيه.

وأما الابتداء بالاسم من قوله تعالى (بِئْسَ الِاسْمُ) [الآية : ١١] فقال الجعبري إذا ابتدأت الاسم فالتي بعد اللام على حذفها للكل وأما التي قبلها فقياسها جواز الإتيان ، والحذف ، وهو الأوجه لرجحان العارض الدائم على العارض المفارق ولكني سألت بعض شيوخي فقال الابتداء بالهمز وعليه الرسم ا ه. وتعقبه في النشر فقال والوجهان جائزان مبنيان على ما تقدم في الكلام على لام التعريف والأولى الهمز في الوصل ، والنقل ولا اعتبار بعارض دائم ، ولا مفارق بل الرواية ، وهي بالأصل الأصل وكذلك رسمت ا ه.

٨٤

وقوله وهي بالأصل أي في الرواية الابتداء ، وهو الهمز ، وعليه الرسم والله أعلم.

فإن كان الساكن ، والهمز في كلمة واحدة فجاء النقل في كلمات مخصوصة وهي (الْقُرْآنُ ، وردأ* ، وسل* ، ومِلْءُ) فأما (القرآن) كيف وقع منكرا ومعرفا فقرأه ابن كثير بالنقل وافقه ابن محيصن والباقون بالهمز من غير نقل وأما (ردأ ، يُصَدِّقُنِي) [الآية : ٣٤] بالقصص فقرأه بالنقل نافع وكذا أبو جعفر إلا أن أبا جعفر أبدل من التنوين ألفا في الحالين (١) على وزن إلى كأنه أجرى الوصل مجرى الوقف ووافقه نافع في الوقف وليس من قاعدة نافع النقل في كلمة إلا هذه ولذا قيل إنه ليس نقلا ، وإنما هو من أردأ على كذا أي زاد وافق على النقل ابن محيص بخلف عنه وأما (سئل) وما جاء من لفظه إذا كان فعل أمر وقبل السين واو أو فاء نحو (وسئلوا الله من فضله ، وسئل القربة ، فسئل الذين ، فسئلوهن) فقرأه بالنقل : ابن كثير ، والكسائي ، وكذا خلف وافقهم ابن محيص ، والباقون بالهمز وأما (مِلْءُ الْأَرْضِ) آل عمران [الآية : ٩١] فقرأه ورش من طريق الأصبهاني وكذا ابن وردان بخلف عنهما بالنقل ، والوجهان من النقل ، وعدمه صحيحان عن كل منهما كما في النشر والله أعلم (٢).

باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره

السكت قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس ، فلا يجوز معه تنفس كما حققه في النشر بخلاف الوقف فإنه كما يأتي قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة ولا بد من التنفس فيه ولا يقع في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسما بخلاف السكت فيهما فقول الأصل هنا هو أي السكت قطع الصوت آخر الكلمة تبع فيه النويري التابع للجعفري وفيه قصور ولا يجوز السكت إلا على ساكن ويقع بعد همز وغيره فالأول إما منفصل أو متصل وكل منهما حرف مد وغيره فالمنفصل غير حرف المد نحو (من آمن ، خلوا إلى ، ابني آدم ، حامية ألهيكم) ونحو (الأرض ، والآخرة ، الإيمان) مما اتصل خطا ، والمنفصل بحرف المد (بما أنزل ، قالوا آمنا ، في أذانهم ، بربه أحدا) لو اتصل رسما (كهؤلاء) والمتصل بغير حرف المد نحو (قرآن ، وظمئان ، وشيء ، وشيأ ، مسئولا ، الخبء ، المرء ، دفء) والمتصل بحرف المد نحو (أولئك ، إسرائيل ، جاء ، السماء ، نباء ، يضيء ، قروء ، هنيء ، مريء) (٣).

وقد ورد السكت عن حمزة وابن ذكوان ، وحفص ، وإدريس إلا أن حمزة أشد القراء عناية به ولذا اختلف عنه الطرق واضطربت الرواة والذي تحصل حسبما صح عنه

__________________

(١) أي : في حالة الوصل وفي حالة الوقف سواء. [أ].

(٢) حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ].

(٣) للمزيد انظر هذا الباب في كتاب النشر للعلامة ابن الجزري : (١ / ٤١٩). [أ].

٨٥

وقرأنا به من طرق طيبة النشر التي هي طرق الكتاب سبع طرق.

أولهما السكت عنه من روايته على لام التعريف (وشيء) كيف جاء مرفوعة ، ومنصوبة ، ومجرورة وهو المعنى يقول بالطيبة والسكت عن حمزة في (شيء) وأل وبه أخذ صاحب الكافي وغيره ، وهو أحد المذهبين في الشاطبية كأصلها وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غليون إلا أن روايته في التذكرة ، وإرشاد أبي الطيب وتخليص ابن بليمة هو المد في (شيء) مع السكت على لام التعريف فقط.

ثانيهما السكت عنه من الروايتين على (أل ، وشيء) أيضا والساكن المنفصل غير حرف المد ، وهو المراد بقولها : والبعض معهما له فيما انفصل وعليه صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي ونص عليه في الجامع ورواه بعضهم من رواية خلف خاصة وهو الثاني في الشاطبية كأصلها.

ثالثها السكت عنه من الروايتين مطلقا أي على (أل وشيء) والساكن المنفصل ، والمتصل غير حرف المد ، وهو مذهب ابن سوار ، وابن مهران وغيرهما ، وإليه الإشارة بقولها : والبعض مطلقا.

رابعها السكت عنه من الروايتين على جميع ما ذكر وعلى حرف المد المنفصل ، وهذا مذهب الهمداني وغيره.

خامسها السكت عنه منهما على جميع ذلك ، وعلى المتصل أيضا ، وعليه أبو بكر الشذائي ، والهذلي. وغيرهما ، وإلى الطريقين الإشارة بقولها ، وقيل : بعد مد لشموله لهما.

سادسها ترك السكت مطلقا عن خلاد ، وهو مذهب فارس بن أحمد (١) ومكي (٢) وابن شريح (٣) وغيرهم وذكره صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وتبعه الشاطبي ، وغيره ، وهو المعنى بقولها : أو ليس عن خلاد السكت أطرد.

سابعها عدم السكت مطلقا عن حمزة من روايتيه جميعا ، وهو مذهب المهدوي ، وشيخه ابن سفيان ، وهو المراد بقولها : قيل ولا عن حمزة. قال في النشر : وبكل ذلك قرأت من طريق من ذكرت ، ثم اختار السكت عن حمزة في غير حرف المد للنص الوارد عنه أن المد يجزي ، عن السكت (٤).

تنبيهان : الأول : في النشر من كان مذهبه عن حمزة السكت أو عدمه إذا وقف فإن

__________________

(١) الإمام فارس بن أحمد شيخ الداني صاحب كتاب التيسير : النشر : (١ / ٥٨). [أ].

(٢) الإمام مكي القيسي صاحب كتاب التبصرة : النشر : (١ / ٧٠). [أ].

(٣) الإمام ابن شريح صاحب كتاب الكافي : النشر : (١ / ٦٧). [أ].

(٤) انظر النشر : (١ / ٤٢٢). [أ].

٨٦

كان الساكن والهمزة في كلمة فإن تخفيف الهمز الآتي إن شاء الله تعالى ينسخ السكت والتحقيق يعني فلا يكون له في نحو : (مَسْؤُلاً ، ومَذْؤُماً ، وأَفْئِدَةُ)(١) حالة الوقف سوى النقل ، ويضعف جدا التسهيل بين بين وإن كان الساكن في كلمة ، والهمز أول أخرى فإن الذي مذهبه تخفيف المنفصل ينسخ تخفيفه سكته ، وعدمه بحسب ما يقتضيه التخفيف ، وكذلك لا يجوز له في نحو (الْأَرْضِ ، الْإِنْسانُ)(١) سوى وجهين ، وهما النقل ، والسكت لأن الساكنين عنه على لام التعريف وصلا منهم من ينقل وقفا ، ومنهم من لا ينقل بل يسكت في الوقف أيضا ، وأما من لم يسكت عنه فإنهم مجمعون على النقل وقفا ليس عنهم في ذلك خلاف ، ويجيء في نحو (قَدْ أَفْلَحَ) من أفلح ، (مَنْ آمَنَ ، قُلْ أُوحِيَ)(١) الثلاثة الأوجه أعني السكت ، وعدمه ، والنقل وكذا تجيء الثلاثة في نحو (قالُوا آمَنَّا وفِي أَنْفُسِكُمْ ، وما أَنْزَلْنا) أما (يا أَيُّهَا ، وهؤُلاءِ) فلا يجيء فيه سوى وجهين التحقيق ، والتسهيل ، ويمتنع السكت لأن رواة السكت فيه مجمعون على تخفيفه وقفا فامتنع السكت عليه حينئذ.

الثاني لا يجوز مد (شيء) لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت إما على لام التعريف فقط ، أو على المنفصل كما في النشر ، وتقدم ذلك في باب المد مع التنبيه على أن المراد بمد (شيء) لحمزة التوسط لا الإشباع والله أعلم هذا ما يتعلق بسكت حمزة.

وأما ابن ذكوان ففي المبهج السكت له بخلف عنه من جميع الطرق على ما ذكر مطلقا غير المد بقسميه وخصه صاحب الإرشاد والحافظ أبو العلاء لطريق العلوي عن النقاش عن الأخفش إلا أن أبا العلاء خصه بالمنفصل ، ولام التعريف (وشيء ، وشيأ) وجعله دون سكت حمزة وكذا رواه الهذلي من طريق السين عن ابن الأخرم عن الأخفش ، وخصه بالكلمتين (وليعلم) أن السكت لابن ذكوان من هذه الطرق كلها مع التوسط إلا من الإرشاد فمع المد الطويل ، والجمهور عنه على ترك السكت من جميع الطرق.

وأما حفص فاختلف أصحاب الأشناني عن عبيد الله بن الصباح في السكت عنه ففي الروضة على ما كان منفصلا ومتصلا سوى المد وفي التجريد من قراءته على الفارسي عن الحمامي عنه على المنفصل ولام التعريف و (شيء) فقط قال في النشر وبكل من السكت والإدراج يعني عدم السكت قرأت من طريقه يعني الأشناني والله أعلم (و) لا يكون السكت لحفص إلا مع مد المنفصل لأن راوي السكت وهو الأشناني ليس له إلا مده وأما القصر فمن طريق الفيل عن عمرو عن حفص كما تقدم وليس له سكت.

وأما إدريس عن خلف في اختياره فروى الشطي ، وابن بويان عنه السكت في

__________________

(١) حيث وقعت. [أ].

(١) حيث وقعت. [أ].

(١) حيث وقعت. [أ].

٨٧

المنفصل ولام التعريف وروى عنه المطوعي على ما كان من كلمة وكلمتين عموما نص عليه في المبهج واتفقوا عنه عدم السكت في الممدود.

وقد تحصل لكل من ابن ذكوان وحفص ، وإدريس ثلاث طرق الأولى السكت على ما عدا حرف المد الثانية السكت على ما عدا حرف المد والساكن المتصل في كلمة (كالقرآن) الثالثة عدم السكت مطلقا وعليه الأكثر.

وأما السكت عن رويس في غير الممدود فهو مما انفرد به أبو العز القلانسي من طريق الواسطي عن النخاس عن التمار ، ولم نقرأ به ، وقد أسقطه من الطيبة لكونه انفرد به.

وأما السكت على الساكن ، ولا همزة بعده فقسمان أصل مطرد وأربع كلمات فالأول حروف الهجاء في فواتح السور (الم الر المر كهيعص طه طسم طس يس ص ق ن) فسكت أبو جعفر على كل حرف منها ، ويلزم منه إظهار المدغم ، والمخفي منها ، وقطع همزة الوصل ، بين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال ، بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما ، وفي كل واحد منها سر من أسرار الله تعالى استأثر الله تعالى بعلمه ، وأوردت مفردة من غير عامل ولا عطف ، فسكنت كأسماء العدد إذا وردت من غير عامل ، ولا عطف تقول واحد اثنان ثلاثة وهكذا (١).

وأما الكلمات الأربع فعوجا [الآية : ١] أول الكهف و (مَرْقَدِنا) بيس [الآية : ٥٢] و (مَنْ راقٍ) بالقيمة [الآية : ٢٧] (بَلْ رانَ) بالمطففين [الآية : ١٤] فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في (عوجا) ثم يقول (قيما) وكذا على الألف (من مرقدنا) ثم يقول هذا وكذا على النون من من ثم يقول (راق) وكذا على اللام من بل ثم يقول (ران) والسكت هو الذي في الشاطبية كأصلها وروي عدمه الهذلي وابن مهران وغير واحد من العراقيين وغيرهم.

خاتمة الصحيح كما في النشر أن السكت مقيد بالسماع والنقل ، فلا يجوز إلا فيما صحت الرواية به لمعنى مقصود بذاته ، وحكى ابن سعدان عن أبي عمرو والخزاعي عن ابن مجاهد أنه جائز في رءوس الآي مطلقا حالة الوصل لقصد البيان ، وحمل بعضهم الحديث الوارد وهو قول أم سلمة رضي الله عنها كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم يقف على ذلك قال ، وإذا صح حمل ذلك جاز ، والله أعلم أي إن صح الحمل المذكور جاز السكت على ما ذكر (٢).

__________________

(١) فيصير وجه أبي جعفر في السكت على النحو التالي : (ا ل م ، ا ل ر ، ا ل م ر ، ك ه ي ع ص ، ط ه ، ط س م ، ط س ، ي س ، ص ، ق ، ن). [أ].

(٢) انظر كتاب النشر للعلامة محمد بن الجزري : (١ / ٤٢٦). [أ].

٨٨

باب وقف حمزة وهشام على الهمز ، وموافقة الأعمش لهما

هذا الباب يعم أنواع التخفيف ولذا عسر ضبطه قال أبو شامة هو من أصعب الأبواب نثرا ونظما في تمهيد قواعده وفهم مقاصده قال الجعبري (١) : وآكد أشكاله أن الطالب قد لا يقف عند قراءته على شيخه فيفوته أشياء فإذا عرض له وقف بعد ذلك أو سئل عنه لم يجد له أداء وقد لا يتمكن من إلحاقه بنظرائه فيتحير ومن ثم ينبغي للشيخ أن يبالغ في توقيف من يقرأ عليه عند المرور بالمهموز صونا للرواية انتهى وقد أفرده غير واحد بالتأليف واختص به حمزة ليناسب قراءته المشتملة على شدة الترتيل والمد والسكت وقد وافقه كثيرون كما في النشر ، وغيره كجعفر بن محمد الصادق ، وطلحة بن مصرف ، والأعمش في أحد وجهيه وسلام الطويل ولغة أكثر العرب ترك الهمزة الساكنة في الدرج والمتحركة عند الوقف كما في النشر وغيره وأما الحديث المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما ما همز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أبو بكر ولا عمر ، ولا الخلفاء ، وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم ، فلا يحتج بمثله كما قاله أبو شامة وأقره صاحب النشر ، وغيره قالوا لأن في سنده موسى ابن عبيدة وهو ضعيف (٢).

ثم إن لحمزة : في تخفيف الهمز مذهبين تصريفي ، وهو الأشهر ، ورسمي وإليه ذهب الداني في جماعة.

وتكون : الهمزة ساكنة ومتحركة والساكنة خمسة أقسام ـ الأول : ـ المتوسط بنفسه ويقع بعد الحركات الثلاث نحو : (تَأْتُونِي ، بِئْرٍ ، يُؤْمِنُونَ) ـ الثاني : ـ المتوسط بحرف ، ويكون بعد فتح فقط نحو : فأوا ـ الثالث : ـ المتوسط بكلمة ، ويقع بعد الحركات الثلاث نحو : (الْهُدَى ائْتِنا ، الَّذِي اؤْتُمِنَ ، قالُوا ائْتِنا) ـ الرابع : ـ المتطرف اللازم ويقع بعد فتح نحو : (اقْرَأْ) بعد كسر نحو : (يُهَيِّئْ) وليس في القرآن ما قبله ضم ، ومثاله لم يسوء ـ الخامس : ـ المتطرف وسكونه عارض للوقف ، ويقع بعد الحركات الثلاث نحو : (بَدَأَ ، يَبْدَؤُا ، إِنِ امْرُؤٌ) فهذه أقسام الهمز الساكن ، وحكمه عنده أن يخفف بإبداله من جنس حركة سابقه ، فيبدل واوا بعد الضم ، وألفا بعد الفتح ، وياء بعد الكسر ، وهذا محل وفاق عن حمزة إلا ما شذ فيه ابن سفيان ، ومن تبعه من تحقيق المتوسط بكلمة لانفصاله ، وأجروا الوجهين في المتوسط بحرف لاتصاله قال في النشر : وهذا وهم منهم ، وخروج عن الصواب ، وأطال في بيانه ، واختلف عن هشام في الوقف على الهمز المتطرف فقط ، فروى تسهيله في الباب كله على نحو ما سهله حمزة من غير فرق جمهور

__________________

(١) أي قاله في كتابه شرح الشاطبية انظر النشر : (١ / ٦٤). [أ].

(٢) أي عند أئمة الحديث قال الإمام أحمد لا تحل الرواية عنه وفي رواية لا يكتب حديثه ا ه من النشر.

٨٩

الشاميين والمصريين والمغاربة قاطبة عن الحلواني عنه ، وهي رواية مكي (١) عن هشام ، وروى العراقيون ، وغيرهم عن هشام من جميع طرقه التحقيق كسائر القراء والوجهان صحيحان كما في النشر وليعلم أن نحو : شيأ* المنصوب و (دُعاءً* ، ومَلْجَأً ، ومَوْطِئاً) من قسم المتوسط لأن التنوين يقلب ألفا في الوقف بخلاف (شَيْءٍ) المرفوع ، والمجرور ، فمن قبيل المتطرف لحذف تنوينه في وافق حمزة الأعمش بخلف عنه في المتوسط ، والمتطرف ، والباقون بالتحقيق فيهما.

وهاهنا تنبيهات : أولها : إذا وقف لحمزة على (أَنْبِئْهُمْ) بالبقرة [الآية : ٣٣] و (نَبِّئْهُمْ) بالحجر [الآية : ٥١] والقمر [الآية : ٢٨] بالإبدال ياء على ما تقرر ، فاختلف في كسر الهاء ، وضمها ، فكسرها ابن مجاهد ، وابن غلبون لمناسبة الياء ، وضمها الجمهور للأصل ، وهو الأصح ، والأقيس كما في النشر.

ثانيها : إذا وقف على رئيا* مريم [الآية : ٧٤] فتبدل الهمزة الساكنة ياء وحينئذ يجوز الإظهار مراعاة للأصل ، والإدغام مراعاة للفظ ، والرسم وكذلك الحكم في (تُؤْوِيهِ) ، وتؤي* كما نص عليه في التيسير ، وأهمله الشاطبي لما في رئيا* من التنبيه عليه.

ثالثها : (الرُّؤْيَا) حيث وقع أجمعوا على إبدال همزه واوا واختلفوا في جواز قلب الواو ياء ، وإدغامها في الياء بعدها كقراءة أبي جعفر ، فأجازه الهذلي وغيره وضعفه ابن شريح قال في النشر وهو وإن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء أي وهو الذي في الشاطبية كأصلها.

رابعها : إذا خفف همز (الْهُدَى ائْتِنا) الأحقاف [الآية : ٣] امتنعت الإمالة في الألف لأنها حينئذ بدل من الهمزة.

خامسها : إذا ابتدئ بائتنا ، و (اؤْتُمِنَ) فبالإبدال ياء في الأول : (٢) واوا في الثاني : (٣) وجوبا لكل القراء.

النوع الثاني : الهمز المتحرك ، ويكون قبله ساكن ، ومتحرك وكل منهما ينقسم إلى متطرف ومتوسط فأما المتطرف الساكن ما قبله ، فلا يخلو ذلك الساكن من أن يكون ألفا أو ياء ، أو واوا زائدتين ، أو غير ذلك والمراد بالزائد هنا ما زاد على الفاء والعين اللام فنحو : (هيئة) ، و (شَيْءٍ) الياء فيه أصلية لأن وزن (هيئة) (فعلة) و (شَيْءٍ) (فعل) نحو : (هَنِيئاً ، وخَطِيئَةً) الياء فيه زائدة لأن وزن (هَنِيئاً) فعيلا ، و (خَطِيئَةً) فعيلة.

__________________

(١) مكي القيسي في كتابه التبصرة. النشر : (١ / ٧٠). [أ].

(٢) فيقرأ : (ايتنا) بالابتداء به. [أ].

(٣) فيقرأ : (اؤتمن) بالابتداء به .. [أ].

٩٠

فإن كان : ألفا نحو : (جاءَ ، والسُّفَهاءُ) ومنه (الْماءُ ، وعَلى سَواءٍ) فيسكن للوقف ، ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله ، فيجتمع ألفان ، فيجوز حذف إحداهما للساكنين ، فإن قدر المحذوف الأولى ، وهو القياس قصر لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ساكنة ، فلا مد كألف تأمر وإن قدر الثانية جاز المد والقصر لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل ، ثم الحذف ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدا طويلا ليفصل بين الألفين وقدره ابن عبد الحق في شرحه للحرز بثلاث ألفات ، ويجوز التوسط كما نص عليه أبو شامة وغيره من أجل التقاء الساكنين قياسا على سكون الوقف ، فتحصل حينئذ ثلاثة أوجه : المد ، والتوسط ، والقصر.

وإن كان : الساكن قبل الهمز ياء أو واوا زائدتين ولم يأت منه إلا (النَّسِيءُ ، وبَرِيءٌ ، وقُرُوءٍ) ولا رابع لها إلا درى* في قراءة حمزة ، فتخفيفه بالبدل من جنس الزائد ، فيبدل ياء بعد الياء وواوا بعد الواو ، ثم يدغم أول المثلين في الآخر.

وإن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فإما أن يكون صحيحا ، ووقع في سبعة مواضع أربعة الهمزة فيهما مضمومة ، وهي (دِفْءٌ ، ومِلْءُ ، ويَنْظُرُ الْمَرْءُ ، ولِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ) واثنان الهمزة فيهما مكسورة ، وهما (بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ، والْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) وواحد الهمزة فيه مفتوحة وهو (يُخْرِجُ الْخَبْءَ) وإما أن يكون الساكن الواو والياء المديتين الأصليتين نحو : (الْمُسِيءُ ، لَتَنُوأُ) أو اللينتين الأصليتين ، فالياء في (شَيْءٍ) لا غير نحو : (شَيْءٌ عَظِيمٌ ، عَلى كُلِّ شَيْءٍ)(١) والواو في نحو : (مَثَلُ السَّوْءِ) فتخفف الهمزة في ذلك كله بنقل حركتها إلى ذلك الساكن ، فيحرك بها ، ثم تحذف هي ليخف اللفظ وقد أجرى بعض النحاة الأصليين مجرى الزائدتين ، فأبدل ، وأدغم ، وجاء منصوصا عن حمزة ، وهو أحد الوجهين في الشاطبية كأصلها ، وقرأ به الداني على أبي الفتح فارس ، وذكره أبو محمد في التبصرة ، وابن شريح.

وأما المتطرف المتحرك ما قبله : وهو الساكن العارض سكونه المتطرف نحو. (بَدَأَ ويُبْدِئُ ، وإِنِ امْرُؤٌ) وقد تقدم حكمه ساكنا ، وسيأتي إن شاء الله تعالى حكمه بالروم ، واتباع الرسم (٢).

وأما المتوسط الساكن ما قبله : ويكون متوسطا بنفسه ومتوسطا بغيره فالمتوسط بنفسه يكون الساكن قبله إما ألفا نحو : (أَوْلِياؤُهُ ، وجاؤُ ، خائِفِينَ ، الْمَلائِكَةِ ، جاءَنا ، دُعاءً ، هاؤُمُ) وإما ياء زائدة نحو : (خَطِيئَةً ، وهَنِيئاً مَرِيئاً) ولم يقع في القرآن العزيز من هذا واو زائدة ، وتخفيفه بعد الألف بينه ، وبين حركته فالمفتوح بين الهمزة ، والألف ، والمكسور بينه ، والياء ، والمضموم بينه ، والواو ، ويجوز في الألف حينئذ المد ، والقصر

__________________

(١) حيث وقعت. [أ].

(٢) انظر الصفحة : (١٣٤). [أ].

٩١

لأنه حرف مد قبل همز مغير ، وتخفيفه بعد الياء الزائدة بإبداله ياء ، ثم يدغم أحد المثلين في الآخر على القاعدة فإن كان الساكن غير ذلك فإما أن يكون صحيحا ويأتي مضموما نحو : (مَسْؤُلاً ، مَذْؤُماً) ومكسورا في (الْأَفْئِدَةَ) لا غير ومفتوحا نحو : (الْقُرْآنُ ، الظَّمْآنُ ، شَطْأَهُ ، يَجْأَرُونَ ، هُزُواً ، كُفُّوا) على قراءة حمزة ، وكذا (النشأة وجزءا) وإما أن يكون ياء ، أو واوا أصليتين مديتين فالياء في (سِيئَتْ) الملك [الآية : ٢٧] لا غير والواو في (السُّواى) الروم [الآية : ١٠] لا غير أو لينتين فالياء نحو : (كَهَيْئَةِ) ، استيئاس ، و (شَيْئاً) حيث وقع والواو في (سَوْأَةَ أَخِيهِ ، وسَوْآتِكُمْ ، ومَوْئِلاً ، والْمَوْؤُدَةُ) لا غير ، وتخفيفه في كل ذلك بالنقل كما تقدم في المتطرف ، ويجوز في الياء ، والواو الأصليتين الإدغام أيضا كما تقدم في المتطرف.

وأما المتوسط بغيره : من المتحرك الساكن ما قبله فإما أن يكون الساكن متصلا به رسما ، أو منفصلا عنه فالأول يكون في موضعين يا النداء وها التنبيه نحو : (يا آدَمُ ، يا أُولِي ، يا أَيُّهَا) كيف وقع و (هؤُلاءِ ، وها أَنْتُمْ) فتخفيف ذلك بالتسهيل بين بين وغير الألف في لام التعريف نحو الأرض الآخرة الأولى وتخفيفها في ذلك بالنقل وهذا مذهب الجمهور ، وروي منصوصا عن حمزة ، وكذا الحكم في سائر المتوسط بزائد ، وهو ما انفصل حكما واتصل رسما ، وذهب جماعة إلى الوقف بالتحقيق في القسمين ، والوجهان في الشاطبية كأصلها لكن وجه التحقيق في لام التعريف لا يكون إلا مع السكت لما تقدم في باب السكت عن النشر أن الوقف على نحو : (الْأَرْضِ) : بوجهين فقط النقل ، والسكت ، وتقدم وجهه ثم ، الثاني : المنفصل رسما من المتوسط بغيره الساكن ما قبله ويكون الساكن قبله صحيحا ، وحرف لين وحرف مد فالصحيح نحو : (مَنْ آمَنَ ، قَدْ أَفْلَحَ ، عَذابٌ أَلِيمٌ ، يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) وحرف اللين نحو : (خَلَوْا إِلى ، ابْنَيْ آدَمَ) واختلفوا في تسهيل ذلك وتحقيقه في النوعين فذهب كثير من أهل الأداء إلى تسهيله بالنقل إلحاقا له بما هو من كلمة وهو أحد الوجهين في الحرز ، واستثنوا من ذلك ميم الجمع نحو (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)(١) فلم يجز أحد منهم النقل إليها لأن أصلها الضم ، فلو تحركت بالنقل لتغيرت عن حركتها ، ولذا آثر ورش صلتها عند الهمز لتعود إلى أصلها فلا تغير بغير حركتها ، وذهب الآخرون إلى تحقيقه فلم يفرقوا بين الوصل ، والوقف ، والوجهان صحيحان كما في النشر ، ولا يجوز عنه غيرهما ، وما حكاه ابن سوار ، وغيره في حرف اللين خاصة من قلب الهمز فيه من جنس ما قبله ، ثم إدغامه فيه فضعيف لا يقرأ به ، وأما حرف المد فيكون ألفا ، ويكون ياء ، ويكون واوا فإن كان ألفا نحو : (بِما أُنْزِلَ اسْتَوى)(٢)(إِلَى) فبعضهم ممن سهل الهمز بالنقل بعد الساكن الصحيح سهل هذا بين

__________________

(١) أي : مع المد المنفصل لمن يصل الميم. [أ].

(٢) أشار بهذا المال إلى أن الإمالة لا تخرج الألف عن حكمها وإن كانت محضة ا ه ـ من هامش الأصل.

٩٢

بين ، وإليه ذهب ابن مهران ، وابن مجاهد ، وغيرهما ، وذهب الجمهور إلى التحقيق في هذا ، وفي كل ما وقع فيه الهمز متحركا منفصلا قبله ساكن ، أو متحرك ، والله أعلم. وإن كان ياء أو واو نحو : (تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ ، فِي أَنْفُسِكُمْ ، بِتارِكِي آلِهَتِنا ، ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، نَفْسِي إِنْ) ونحو : (أَدْعُوا إِلَى ، قالُوا آمَنَّا) فسهله بالنقل وبالإدغام من سهل القسم قبله بعد الألف قال في النشر : وبمقتضى إطلاقهم يجري الوجهان يعني النقل ، والإدغام في الزائد للصلة نحو به أحدا أمره إلى أهله أجمعين ، والقياس يقتضي الإدغام فقط ، ثم قال : ولكني آخذ في الياء ، والواو بالنقل إلا فيما كان زائدا صريحا لمجرد الصلة ، فبالإدغام انتهى (١)

وأما الهمز المتوسط المتحرك : وقبله متحرك ، فهو أيضا قسمان متوسط بنفسه ، وبغيره.

فالمتوسط بنفسه : تكون الهمزة فيه متحركة بالحركات الثلاث ، والمتحرك قبله كذلك ، فتحصل تسع صور الأولى : نحو : (مُؤَجَّلاً ، وفؤاد* ، وسؤال ، ولَوَلَّوْا) الثانية : نحو : (مِائَةَ ، وفِيهِ ، وناشِئَةَ ، ونُنْشِئَكُمْ) ، وسيئات* ، و (لَيُبَطِّئَنَ) الثالثة : نحو : (شَنَآنُ ، ومَآرِبُ ، ورَأَيْتَ) الرابعة : نحو : (سُئِلَ ، وسئلوا) الخامسة : (إِلى بارِئِكُمْ ، ومُتَّكِئِينَ) السادسة : نحو : (لِتَطْمَئِنَ) ، وجبرائيل السابعة : نحو : (بِرُؤُسِكُمْ) الثامنة : نحو : (يَسْتَهْزِؤُنَ ، وأَنْبِئُونِي) التاسعة : نحو : (رؤف* ، ويَدْرَؤُنَ ، ويَكْلَؤُكُمْ) فتخفيف الهمزة في الصورة الأولى ، وهي المفتوحة بعد ضم بأن تبدل واوا ، في الصورة الثانية ، وهي المفتوحة بعد كسر بإبدالها ياء ، وتخفيفها في الصور السبع الباقية بين الهمز ، وما منه حركتها ، فتجعل المفتوحة بين الهمزة والألف ، والمكسورة بين الهمزة والياء في حالاتها الثلاث ، والمضمومة بين الهمزة والواو في أحوالها الثلاث ، وهذا مذهب سيبويه وجاء عن حمزة أنه كان يقف على نحو : (مُسْتَهْزِؤُنَ ، ومُتَّكِؤُنَ ، والْخاطِؤُنَ ، وفَمالِؤُنَ ، ولِيُواطِؤُا ، ويَسْتَنْبِئُونَكَ ، ولِيُطْفِؤُا) مما همزته مضمومة بعد كسر بغير همز في الكل مع ضم الزاي ، والكاف ، والطاء ، واللام ، والفاء ، والباء ، وهو صحيح في الأداء ، والقياس كما في النشر ، وأما حذف الهمزة ، وإبقاء ما قبل الواو مكسورا على حاله ، فغير صحيح قياسا ، ورواية كما في النشر أيضا ، وهو الوجه المخمل المشار إليه بقول الشاطبي :

ومستهزءون الحذف فيه ونحوه

وضم وكسر قبل قيل وأخملا (٢)

فالضمير المستكن في أخملا للكسر فقط ، والألف للإطلاق ، ولا يصح جعلها للضم مع الكسر لما تقدم من صحة الضم مع الحذف أداء ، وقياسا فلا يوصف بالإخمال

__________________

(١) انظر النشر : (١ / ٤٢٨). [أ].

(٢) انظر متن حرز الأماني ووجه التهاني للإمام الشاطبي رحمه‌الله تعالى ورقم هذا البيت : (٢٤٧). [أ].

٩٣

ولو أراد ذلك لقال قيلا ، وأخملا وحكى أبو حيان أن الأخفش النحوي أبدل المكسورة بعد الضم واوا ، والمضمومة بعد الكسر ياء خالصتين فيقول في نحو : (سُئِلَ) ، سول* وفي نحو : (مُسْتَهْزِؤُنَ) ، مستهزيون فدبروها بحركة ما قبلها ، ونسبوه على إطلاقه للأخفش ، وذكره في الطيبة بقوله : ونقل : ياء كيطفئوا واوا وكسئل.

وهو ظاهر كلام الشاطبي ، والجمهور على إلغاء هذا المذهب ، والأخذ بالتسهيل بين الهمزة ، وحركتها ، وذهب آخرون إلى التفصيل ، فعملوا بمذهب الأخفش فيما وافق الرسم نحو : (سَنُقْرِئُكَ) وبمذهب سيبويه في نحو : (سُئِلَ ، ومُسْتَهْزِؤُنَ) وهو اختيار الداني ، وغيره لموافقة الرسم كما يأتي إن شاء الله تعالى.

والمتوسط بغيره : من المتحرك يكون أيضا متصلا رسما ومنفصلا ، فالمتصل يكون بدخول حرف من حروف المعاني عليه كحروف العطف وحروف الجر ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك وهو المسمى بالمتوسط بزائد ، وتأتي الهمزة فيه بالحركات الثلاث ، وقلب كل منها كسر ، أو فتح فتصير ست صور مفتوحة بعد كسر نحو : (بِآيَةٍ ، ولِأَبَوَيْهِ) فتبدل في هذه ياء ومفتوحة بعد فتح نحو : (فَأَذَّنَ ، كَأَنَّهُ) ومكسورة بعد كسر نحو : (لَبِإِمامٍ) ، لئلاف ومكسورة بعد فتح نحو : (فَإِنَّهُ ، فَإِنَّهُمْ) ومضمومة بعد كسر نحو : (لِأُولاهُمْ ، لِأُخْراهُمْ) ومضمومة بعد فتح نحو : (فَإِنَّهُ ، فَإِنَّهُمْ) ومضمومة بعد كسر نحو : (لِأُولاهُمْ ، لِأُخْراهُمْ) ومضمومة بعد فتح نحو : (وَأُوحِيَ ، فَأُوارِيَ) فتسهل في هذه الخمسة بين بين ، وهذا مذهب الجمهور ، وذهب الآخرون إلى التحقيق في الستة ، والوجهان في الشاطبية ، وغيرها ، والمنفصل من المتوسط بغيره يكون أيضا متحركا بالحركات الثلاث ، ويأتي قبله الحركات الثلاث أيضا ، فتبلغ تسع صور مفتوحة بعد ضم نحو : (يُوسُفُ أَيُّهَا) ومفتوحة بعد كسر نحو : (فِيهِ آياتٌ) ومفتوحة بعد فتح نحو : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ) ومكسورة بعد ضم نحو : (يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ) ومكسورة بعد كسر نحو : (مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَ) ومكسورة بعد فتح نحو : (غَيْرَ إِخْراجٍ) ومضمومة بعد ضم نحو : (الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) ومضمومة بعد كسر نحو : (عَلَيْهِ أُمَّةً) ومضمومة بعد فتح نحو (كانَ أُمَّةً) فتبدل المفتوحة بعد الضم واوا وبعد الكسر ياء وتسهل بين بين في الصور السبع الباقية وهذا مذهب من خفف المتوسط المنفصل الواقع بعد حرف المد من العراقيين ، والجمهور على التحقيق في التسع ، والله أعلم (١).

المذهب الثاني : التخفيف الرسمي ، اعلم أنه جاء عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع في الوقف على الهمز خط المصحف العثماني ، وهو خاص بالهمز دون غيره فلا تحذف الألف التي بعد شين (ما نَشاءُ) بهود [الآية : ٨٧] ولا يلفظ بالألف التي بعد الواو ، وقد اختلف في الأخذ بتسهيل الهمز على الوجه الرسمي ، فذهب جماعة إلى الأخذ به مطلقا ، فأبدلوا الهمزة بما صورت به ، وحذفوها فيما حذفت فيه ، وهذا القول بعمومه لا

__________________

(١) سيأتي بيان كل موضع من بعد الصفحة : (١٣٤). [أ].

٩٤

يجوز العمل به ، ولا يؤخذ به ، وذهب مكي ، وابن شريح ، والداني ، وشيخه فارس ، والشاطبي ، ومن تبعهم من المتأخرين إلى الأخذ به لكن بشرط صحته في العربية فإنه ربما يؤدي في الألف إلى اجتماع ثلاث سواكن مثلا نحو : (رَأَيْتَ)(١) وربما يتعذر في بعضه وذلك إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمز ساكن نحو : (السُّواى) فهذا ونحوه ... لا تجوز القراءة به لمخالفته للغة وعدم صحته نقلا على أن سائر الأئمة من العراقيين قاطبة والمشارقة لم يعرجوا على التخفيف الرسمي ، ولا ذكروه ، ولا أشاروا إليه لكن لا ينبغي ترك العمل به بشرطه ، اتباعا لخط المصحف ، وهذا هو المختار ، وعليه سائر المتأخرين ، فتبدل الهمزة بالشرط المذكور بما صورت به ، فما صور ألفا أبدله ألفا ، وما صور واوا أبدله واوا ، وما صور ياء أبدله ياء ، وما لم يصور حذفه ثم إنه تارة يوافق الرسم القياسي ، ولو بوجه فيتحد المذهبان وتارة يختلفان ويتعذر اتباع الرسم كما تقدم فإن كان في التخفيف القياسي وجه راجح ، وهو مخالف ظاهر الرسم ، وكان الوجه الموافق ظاهره مرجوحا قياسا كان هذا أعني المرجوح هو المختار عندهم لاعتضاد بموافقة الرسم ، ومعرفة ذلك متوقفة على معرفة الرسم فالأصل أن تكتب صورة الهمزة بما تؤل إليه في التخفيف ، أو يقرب منه فإن خففت ألفا ، أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا أو ياء ، أو كالياء أن تكتب ياء أو واوا ، أو كالواو أن تكتب واوا أو حذفا بنقل أو إدغام ، أو غيره أن تحذف ما لم تكن أولا ، فتكتب حينئذ ألفا سواء اتصل بها زائد نحو : (سَأَصْرِفُ) أو لا نحو : (آمَنُوا) إشعارا بحالة الابتداء هذا هو القياس في العربية ، وخط المصحف ، وجاءت أحرف في الكتابة خارجة عن القياس لمعنى مقصود ، ووجه مستقيم يعلمه من قدر للسلف قدرهم ، وعرف لهم حقهم.

فما خرج : عن القياس من الهمز الساكن المتطرف فمن المكسور ما قبله (هَيِّئْ ، ويُهَيِّئْ لَكُمْ) رسم في بعض المصاحف صور الهمز فيهما ألفا كراهة اجتماع المثلين ، وكذا (مَكْرَ السَّيِّئِ ، والْمَكْرُ السَّيِّئُ) وإنكار الداني كتابة ذلك بالألف تعقبه السخاوي بأنه رآه كذلك في المصحف الشامي ، وأيده صاحب النشر بمشاهدته فيه كذلك أيضا ، والوقف على ذلك كله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة ياء لسكونها ، وانكسار ما قبلها ، فلا يجوز بالألف على الرسمي.

ومن المتوسط : رئيا* بمريم [الآية : ٧٤] كتبوها بياء واحدة ، فحذفوا صورة الهمزة كراهة اجتماع المثلين لأنها لو صورت لكانت ياء.

ومن المتوسط المضموم ما قبله (تُؤْوِي إِلَيْكَ ، والَّتِي تُؤْوِيهِ) كتبوها بواو واحدة خوف اجتماع المثلين كما فعلوه في نحو : (داوُدُ) فتبدل الهمزة في (تؤى* ، وتُؤْوِيهِ) واوا وفي رئيا* ياء مع الإظهار ، والإدغام ، وكذلك حذفوها في باب الرؤيا المضموم الراء

__________________

(١) حيث وقعت. [أ].

٩٥

خوف اشتباه الواو بالراء لقربهما شكلا في الخط القديم ، أو لتشمل القراءتين ، وهو الأحسن كما في النشر ، وتسهيله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة واوا كما تقدم ، وعلى الرسمي بياء مشددة كقراءة أبي جعفر ، ونقل في النشر جوازه عن الهذلي ، وغيره ، ثم قال : وهو وإن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى ، وأقيس ، وعليه أكثر أهل الأداء ، وأما حذف الهمزة ، والوقف بياء خفيفة ، فلا يجوز.

ومن المفتوح : ما قبله (فَادَّارَأْتُمْ) بالبقرة [الآية : ٧٢] لم يثبتوا الألف بعد الراء وحذفوا الألف بعد الدال تخفيفا والوقف عليه بوجه واحد وهو إبدال الهمزة ألفا على القياسي ولا يجوز بحذف الألف وكذا (امْتَلَأْتِ) حذفوا ألفها في أكثر المصاحف و (اسْتَأْجِرْهُ ، واسْتَأْجَرْتَ ، ويَسْتَأْخِرُونَ) غيبة وخطابا للعلم بها كما في (الصَّالِحاتِ) ولا يجوز الوقف عليها بحذف الألف على الرسم بل بالبدل فقط على القياسي.

ومما خرج : من المتحرك بعد ساكن غير الألف النشأة في ثلاثة مواضع و (يَسْئَلُونَ) بالأحزاب [الآية : ٢٠] و (مَوْئِلاً) بالكهف [الآية : ٥٨] و (السُّواى) بالروم [الآية : ١٠] و (أَنْ تَبُوءَ) بالمائدة [الآية : ٢٩] و (لَيْسُوا) بالأسراء [الآية : ٧] لأن القياس حذف صورتها إذ تخفيفها القياسي بالنقل فرسموا النشأة بألف بعد الشين لتحمل القراءتين وكذا أثبتوها في (يَسْئَلُونَ) في بعض المصاحف ، فيجوز الوقف بالألف للرسم على تقدير النقل قال في النشر : وهو وجه مسموع حكاه الحافظ أبو العلاء وهو قوي في (النَّشْأَةَ ، ويَسْئَلُونَ) لرسمهما بالألف انتهى.

وأما : (مَوْئِلاً) فرسم بالياء اتفاقا وتخفيفه بالنقل ، وبالإدغام فقط كما تقدم ، وأما إبدالها ياء مكسورة على الرسم فضعيف كما في النشر ، وأما : (السُّواى) فرسمت بالألف بعد الواو ، وبعدها ياء هي ألف التأنيث على مراد الإمالة ، وتخفيفها بالنقل ، وبالإدغام كما تقدم ، وأما بين بين فضعيف وأما أن تبوأ فرسمت بالألف ولم تصور متطرفة بعد ساكن بلا خلاف سوى هذه وتخفيفها بالنقل وبالإدغام على القياسي وأما : (لَيْسُوا) فرسمت بالألف أيضا على قراءة حمزة ومن معه وأما على قراءة نافع ومن معه فالألف زائدة كألف قالوا وحذفت إحدى الواوين لاجتماع المثلين ويلحق بذلك (هُزُواً ، وكُفُّوا) رسمت بالواو وتخفيفها بالنقل وبالواو للرسم ، وأما (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) فذكره الشاطبي كالداني مما صورت الهمزة فيه ألفا مع وقوعها متطرفة بعد ساكن فتكون مما خرج عن القياس وتعقب بأن الألف زائدة كما كتبت في (تَفْتَؤُا) وصورة الهمزة محذوفة على القياس وأما (لا تَيْأَسُوا ، إِنَّهُ لا يَيْأَسُ ، أَفَلَمْ يَيْأَسِ) فذكره بعضهم فيما خرج عن القياس وتعقب بأن الألف لا تعلق لها بالهمزة ، بل يحتمل أن تكون أثبتت على قراءة البزي ، أو زيدت للفرق بين هذه الكلمات وبين (يَئِسُوا) ويخفف بالنقل وبالإدغام على إجراء الأصلي مجرى الزائد وحكى الهذلي وجها آخر وهو الألف على القلب كالبزي.

٩٦

وأما : (الْمَوَدَّةَ)(١) فكتبت بواو واحدة خوف اجتماع المثلين ، وحذفت صورة الهمزة فيها على القياس ، وتخفيفها بالنقل وبالإدغام لكن يضعف الإدغام للنقل كما في النشر ، وكذا (مَسْؤُلاً) فيخفف بوجه واحد ، وهو النقل.

ومما خرج من المتوسط المتحرك بعد الألف ، ويكون مفتوحا نحو : (أَبْناءَنا ، وَأَبْناءَكُمْ ، وَنِساءَنا ، وَنِساءَكُمْ) ولم يرسم له صورة ، ومضموما بعد واو نحو : (جاؤُكُمْ ، ويُراؤُنَ) ومكسورا بعده ياء نحو : (إِسْرائِيلَ ، وَاللَّائِي) على قراءة حمزة فرسموا بعد الألف في المضمومة واوا واحدة وفي المكسورة ياء واحدة ، فيحتمل أن تكون المحذوفة صورة الهمزة ، وأن تكون الأخرى واختلف في (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) بالبقرة [الآية : ٢٥٧] و (أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ ، ولَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) بالأنعام [الآية : ١٢٨ ، ١٢١] (إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) بالأحزاب [الآية : ٦] (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ) بفصلت [الآية : ٣١] ففي أكثر العراقية لم تصور وأثبتت في سائر المصاحف واختلفوا أيضا في (جَزاؤُهُ) بيوسف [الآية : ٧٤ ـ ٧٥] فعند الغازي لا صورة لها ، والتخفيف في جميع ذلك بين بين فقط.

واتفقوا : على رسم تراء الجمعان بألف واحدة ، واختلف في الثابتة هل هي الأولى ، أو الثانية وتخفف بوجه واحد بين بين مع المد والقصر ، والإمالة للهمزة المسهلة لإمالة الألف بعدها المنقلبة عن ياء التي تحذف وصلا للساكنين ، وهي لام تفاعل.

وأما المتطرف بعد الألف : ويكون مضموما ومكسورا فالمضموم فيكم شركؤا بالأنعام [الآية : ٩٤] أم لهم شركؤا بالشورى [الآية : ٢١] في أموالنا ما نشؤا بهود [الآية : ٨٧] فقال الضعفؤا بإبراهيم [الآية : ٢١] شفعؤا وكانوا بالروم [الآية : ١٣] وما دعوا الكافرين بالطول [الآية : ٥٠] لهو البلؤ المبين الصافات [الآية : ١٠٦] بلؤا مبين بالدخان [الآية : ٣٣] إنا برؤا بالممتحنة [الآية : ٣] جزؤا الظالمين ، إنما جزؤا الأولان بالمائدة [الآية : ٢٩ ، ٣٣] جزؤا سيئة بالشورى [الآية : ٤٠] جزؤا الظالمين بالحشر [الآية : ١٧] فرسموا صورة الهمز في هذه الثمانية ألفاظ واوا اتفاقا وزادوا بعدها ألفا ولم يرسموا الألف المتقدمة تخفيفا ، ويأتي في تخفيفها اثنا عشر وجها تذكر في محالها من الفرش إن شاء الله تعالى.

واختلف : في جزؤا المحسنين بالزمر وجزؤا من تزكى بطه وجزؤا الحسنى بالكهف وعلمؤا بني إسرائيل بالشعراء من عباده العلمؤا بفاطر وأنبؤا ما كانوا بالأنعام والشعراء.

والمكسور : صورة الهمز فيه ياء بعد الألف في الأربعة بلا خلاف وهي (من

__________________

(١) حيث وقعت. [أ].

٩٧

تلقاءى نفسي) بيونس و (وإيتائ ذي القربى) بالنحل (من آناء الليل) بطه (من وراءى حجاب) بالشورى إلا أن الألف قبل الياء حذفت (من تلقاءى ، وإيتائ) في بعض المصاحف ، واختلف (في بلقاءى ربهم ، ولقاءى الآخرة) كلاهما بالروم فنص الغازي بن قيس على الياء فيهما ، وتخفيفها يأتي في محالها إن شاء الله تعالى (١).

وأما : (اللائي) في السور الثلاث فعلى صورة إلى الجارة كما تقدم لتحتمل القراءات الأربع قال في النشر : فالألف حذفت اختصارا ، وبقيت صورة الهمزة عند من حذف الياء وحقق الهمزة أوسطها بين بين ، وصورة الياء عند من أبدلها ياء ساكنة.

وأما : عند حمزة ومن معه ممن أثبت الهمزة والياء جميعا فحذفت إحدى الياءين لاجتماع الصورتين والظاهر أن صورة الهمزة محذوفة ، والثابت هو الياء ، والله تعالى أعلم.

ومما خرج : عن القياس من الهمز المتحرك المتطرف المتحرك ما قبله بالفتح كلمات ، وتكون الهمزة مضمومة ، ومكسورة فالمضمومة رسمت واوا في عشرة (تَفْتَؤُا) بيوسف (يَتَفَيَّؤُا) بالنحل (أَتَوَكَّؤُا ، لا تَظْمَؤُا) بطه (يَدْرَؤُا عَنْهَا) بالنور (ما يَعْبَؤُا بِكُمْ) بالفرقان (الْمَلَؤُا) الأول بالمؤمنين وثلاثة بالنمل (الملأ إني ، الملأ أفتوني ، الملأ أيكم ، ينشؤا في الحلية) بالزخرف (نبؤا) في غير حرف براءة ، وهو بإبراهيم ، والتغابن نبؤا الذين وبص نبؤا عظيم ، ونبؤا الخصم فيها إلا أنه كتب بغير واو في بعض المصاحف وينبؤا الإنسان بالقيمة على اختلاف فيه ، وزيدت الألف بعد هذه الواو في المواضع المذكورة كواو قالوا ، فيوقف بالواو على التخفيف الرسمي كما يأتي (٢).

وأما : المكسورة فموضع واحد من نبإى المرسلين بالأنعام [الآية : ٣٤] كتب بألف بعدها ياء وصوب في النشر أن الياء صورة الهمزة ، وحينئذ يوقف بالياء على الوجه الرسمي.

وخرج عن القياس : من المتوسط المتحرك بعد متحرك نحو : (مُسْتَهْزِؤُنَ) ، والصابئون ، ومالئون ، و (يَسْتَنْبِئُونَكَ ، ولِيُطْفِؤُا ، بِرُؤُسِكُمْ) ، ويطؤن* ، ورؤف* ونحو : (خاسِئِينَ) ، وصابئين* ، و (مُتَّكِئِينَ) مما وقع بعد الهمز فيه واو ، أو ياء ، فلم يرسم له صورة كراهة اجتماع المثلين ، أو لتحمل القراءتين إثباتا ، وحذفا ، فيوقف على نحو : (مُسْتَهْزِؤُنَ) بواو واحدة مع ضم ما قبلها ، وحذف الهمز على الرسمي ، وعلى نحو : (خاسِئِينَ) بياء واحدة مع الحذف.

وخرج من المفتوح بعد كسر سيئات في الجمع نحو : (كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) فحذفوا صورة الهمز لاجتماع المثلين ، وعوضوا عنها إثبات الألف على غير قياسهم في ألفات جمع التأنيث ، وأثبتوا صورتها في المفرد نحو : (سَيِّئَةً).

__________________

(١) انظر الصفحة : (١٣٤) وما بعدها. [أ].

(٢) انظر الصفحة : (١٣٧) وما بعدها. [أ].

٩٨

وأما : نحو : (مِائَةَ ، ومِائَتَيْنِ ، ومَلَائِهِ ، ومَلَائِهِمْ) فرسمت بألف قبل الياء والألف في ذلك زائدة والياء فيه صورة الهمز قطعا قال في النشر وتعقب الداني والشاطبي في نظمهما بزيادة الياء في ملائه وملائهم.

وخرج : من المضموم بعد كسر نحو : (وَلا يُنَبِّئُكَ ، وسَنُقْرِئُكَ) فلم يرسم بواو على مذهب الجادة بل رسم بالياء على مذهب الأخفش ، فيخفف على الوجه الرسمي بإبداله ياء ، ورسم عكسه (سُئِلَ) ، وسئلوا* على مذهب الجادة ، ويخفف بوجهين بين الهمزة ، والياء على مذهب سيبويه ، وعليه الجمهور ، وبإبدالها واوا على مذهب الأخفش (١).

واختلف : في المفتوح بعد فتح في (اطْمَأَنُّوا) وفي (لَأَمْلَأَنَ) أعني التي قبل النون ، وفي (اشْمَأَزَّتْ) فرسم في بعض المصاحف بالألف على القياس ، وحذفت في أكثرها تخفيفا.

واختلف : أيضا في (أَرَأَيْتَ ، وأَ رَأَيْتُمْ ، وأَ رَأَيْتَكُمْ) في جميع القرآن فتكتب في بعض المصاحف بالإثبات وفي بعضها بالحذف.

وأما رءا في جميع القرآن فبراء وألف فقط فالألف صورة الهمز إلا في موضعين وهما ما رأى لقد رأى بالنجم فبألف بعدها ياء على لغة الإمالة.

وأما : نا* بسبحان [الآية : ٨٣] وفصلت [الآية : ٥١] فرسم بالنون وألف فقط ليحتمل القراءتين فعلى قراءة من قدم المد على الهمز ظاهر وعلى قراءة الجمهور الألف الثانية صورة الهمزة والألف المنقلبة هي المحذوفة لاجتماع ألفين.

وخرج من الهمز الواقع أولا (أؤنبئكم) (٢) فرسم بواو بعد ألف وكان القياس رسمها ألفا كسائر المبتدآت ولم ترسم واوا في نظيرها (أَأُلْقِيَ ، أَأُنْزِلَ) بل كتبت بألف واحدة لئلا يجتمع ألفان وكذا سائر الباب مما اجتمع فيه ألفان نحو : (أَنْذَرْتَهُمْ ، أَأَنْتُمْ) وكذا ما اجتمع فيه ثلاث ألفات لفظا نحو : أآلهتنا* وكذا (أَإِذا ، أَإِنَّا) إلا مواضع كتبت بالياء على مراد الوصل ويأتي إن شاء الله تعالى ما في جميع ذلك من الأوجه.

وكتبوا يبنؤم بطه [الآية : ٩٤] بواو موصولة بنون ابن مع وصل ابن بيا النداء المحذوفة الألف ، فالألف التي بعد الياء هي ألف ابن على الصواب كما في النشر ، وأما موضع الأعراف فكتبت همزة أم ألفا مفصولة قلت : وهذا من المتوسط بغيره ، فيوقف عليه بوجهين التحقيق ، والتسهيل كالواو على القياسي.

__________________

(١) الأخفش هو هارون بن موسى (الأخفش الدمشقي). (ت ٢٩٢ ه‍). النشر : (١ / ١٤٥). [أ].

(٢) حيث وقعت. [أ].

٩٩

وكتبوا (هؤُلاءِ)(١) بواو موصولة بها التنبيه فحذف ألفه كما في يأيها ، فتخفيفه القياسي كالواو ، والرسمي واو لكنه لا يجوز كما يأتي في محله.

وأما : (ها أَنْتُمْ)(١) فقال الجعبري دخل حرف التنبيه على المضمر ، والألف صورة الهمزة فتخفيفه على القياسي كالألف وعلى الرسمي ألف ، فيجتمع ألفان كجاء وربما منع إذ ليس طرفا ، ويضعف على أصله جعلها بدلا عن همزة الاستفهام انتهى.

وأما : (هاؤُمُ) بالحاقة [الآية : ١٩] فليس من باب (هؤُلاءِ) لأن همزة (هاؤُمُ) متوسطة حقيقة لأنها تتمة كلمة (ها) بمعنى خذ وليست من قبيل المتوسط بزائد ، وهي اسم فعل بمعنى خذ ، وتناول ، فليس فيها إلا التسهيل كالواو ، وقال مكي : أصلها هاوموا بواو وإنما كتبت على لفظ الوصل ولا يحسن الوقف عليها لأنه إن وقف على الأصل بالواو خالف الرسم وإن وقف بغيرها خالف الأصل وتعقب بأن الواو فيه ليست ضميرا وإنما هي صلة ميم الجمع وأصل ميم الجمع الضم ، والصلة وتسكن وتحذف تخفيفا ، ورسم جميعه بغير واو وكذلك الوقف عليه فلا فرق بين (هاؤُمُ اقْرَؤُا ، وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) في الرسم ، والوقف ، فتسهل همزة (هاؤُمُ) بين بين بلا خلاف ، ويوقف على الميم من غير نظر.

وخرج : من المضموم بعد فتح ولاوصلبنكم بطه [الآية : ٧١] ، والشعراء [الآية : ٤٩] فكتبت في بعضها بالواو بعد الألف ومثله سأوريكم ثم قيل الواو زائدة والألف صورة الهمز وبه قطع الداني كما في النشر ثم قال فيه والظاهر أن الزائد في ذلك هو الألف وأن صورة الهمزة هو الواو قال والدليل على ذلك زيادة الألف في نظير ذلك وهو (لَأَذْبَحَنَّهُ) ، ولأاوضعوا.

وخرج : من المكسور بعد فتح لئن* ، و (يَوْمَئِذٍ ، وحِينَئِذٍ) فرسمت صورة الهمزة فيه ياء موصولة بما قبلها كلمة واحدة وكذا صورت في (أَإِنَّكُمْ) بالأنعام ، والنمل ، وثاني العنكبوت ، وفصلت ، و (أَإِنَّ لَنا ، لَأَجْراً) بالشعراء و (أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ) بالنمل و (أَإِنَّا لَتارِكُوا) بالصافات و (أَإِذا مِتْنا) بالواقعة و (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) بيس (أَإِفْكاً) بالصافات ففي مصاحف أهل العراق بالياء موصولة كذلك وفي غيرها بألف واحدة وكذا سائر الباب وأما : أفائن مات بآل عمران [الآية : ١٤٤] أفائن مت بالأنبياء [الآية : ٣٤] فرسمت بياء بعد الألف أيضا وصوب في النشر كون الياء صورة الهمز والألف زائدة وأما أئمة فليست من هذا الباب لأن الهمزة فيه ليست أولا وإن كانت فاء.

وخرج : من المفتوح بعد لام التعريف آلن موضعي يونس ، وفي جميع القرآن فحذفت الهمزة في ذلك إجراء للمبتدأة مجرى المتوسطة واختلف : في (فَمَنْ يَسْتَمِعِ

__________________

(١) حيث وقعت. [أ].

(١) حيث وقعت. [أ].

١٠٠