إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة المزمل

مكية قيل إلا آيتين واصبر على ما يقولون وتاليتها وقيل إلا إن ربك إلى آخرها (وآيها) ثماني عشرة مدني أخير وتسع بصري وحمصي وعشرون في الباقي خلافها أربع المزمل كوفي ودمشقي ومدني أول جحيما غير حمصي إليكم رسولا مكي ونافع شيبا غير مدني أخير. مشبه الفاصلة قرضا حسنا.

القراءات : قرأ (أَوِ انْقُصْ) [الآية : ٣] بكسر الواو عاصم وحمزة وصلا ونقل ابن كثير (القرآن) وأبدل همز ناشئة ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر.

واختلف في (أَشَدُّ وَطْئاً) [الآية : ٦] فأبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها همزة بوزن قتال مصدر واطأ لمواطأة القلب اللسان فيهما أو موافقته لما يراد من الإخلاص والخضوع ولذا فضلت صلاة الليل على صلاة النهار وافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن بخلفه والثاني له كذلك مع فتح الواو والباقون بفتح الواو وسكون الطاء بلا مد مصدر وطئ أي أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل أو أثقل من صلاة النهار أو أشد نشاطا للمصلي أو أشد قياما أو أثبت قياما وقراءة أو أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بالنقل فقط.

واختلف في باء (رَبُّ الْمَشْرِقِ) [الآية : ٩] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بخفضها صفة لربك أو بدل أو بيان وافقهم الأعمش وابن محيصن والباقون بالرفع على الابتداء والخبر الجملة من قوله لا إله إلا هو أو خبر مضمر أي هو رب وأمال (فَعَصى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

وقرأ (مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) [الآية : ٢٠] بسكون اللام هشام وضمها الباقون كما في البقرة وخرج ثلث المفرد المتفق على ضم لامه.

واختلف في (نِصْفَهُ ، وَثُلُثَهُ) [الآية : ٢٠] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بنصب الفاء والثاء وضم الهاءين عطفا على أدنى المنصوب ظرفا بتقوم وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بخفض الفاء والثاء وكسر الهاءين عطفا على ثلثي الليل المجرور بمن وخرج بنصفه الملاصق لثلثه نصفه أول السورة المتفق على فتحه.

٥٦١

سورة المدثر

مكية وآيها خمسون وخمس مكي ودمشقي ومدني أخير وست في الباقي (خلافها) ثنتان يتساءلون تركها مدني أخير عن المجرمين تركها مكي ودمشقي ونافع. مشبه الفاصلة اثنان والمؤمنون بهذا مثلا.

القراءات : واختلف في (وَالرُّجْزَ) [الآية : ٥] فحفص وأبو جعفر ويعقوب بضم الراء لغة الحجاز وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بكسرها لغة تميم وعن الحسن (تَسْتَكْثِرُ) [الآية : ٦] بالجزم بدلا من الفعل قبله والجمهور بالرفع على أنه في موضع الحال أي لا تمنن مستكثرا ما أعطيت أو على حذف أن على أن الأصل أن تستكثر فلما حذفت أن ارتفع وأمال (أدراك) أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق ومر تفصيلها قريبا أول الحاقة.

وقرأ (تِسْعَةَ عَشَرَ) [الآية : ٣٠] بسكون العين أبو جعفر تخفيفا ومر في براءة.

واختلف في (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) [الآية : ٣٣] فنافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف بإسكان الذال ظرفا لما مضى من الزمان أدبر بهمزة مفتوحة ودال ساكنة على وزن أكرم وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بفتح الدال ظرفا لما يستقبل وبفتح دال دبر على وزن ضرب لغتان بمعنى يقال دبر الليل وأدبر وقيل أدبر تولى ودبر انقضى والرسم يحتملهما (١) وأمال (أتانا) ، و (أن يؤتى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.

واختلف في (مُسْتَنْفِرَةٌ) [الآية : ٥٠] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء اسم مفعول أي ينفرها القناص والباقون بكسرها بمعنى نافرة قال الزمخشري كأنها تطلب النفار في نفوسها في جمعها له وحملها عليه انتهى فأبقى السين على بابها قال السمين وهو معنى حسن.

واختلف في (وَما يَذْكُرُونَ) [الآية : ٥٦] فنافع بالخطاب والباقون بالغيب.

__________________

(١) أي : (إذا دبر). [أ].

٥٦٢

سورة القيامة

مكية (١) وآيها ثلاثون وتسع في غير الكوفي والحمصي وأربعون فيهما (خلافها) آية (لِتَعْجَلَ بِهِ) لهما. مشبه الفاصلة بصيرة معاذيره.

القراءات : وقرأ (لا أُقْسِمُ) [الآية : ١] الأولى بحذف الألف من غير لا (٢) البزي من طريق أبي ربيعة وقنبل كما مر بيونس ووجهت بأن اللام لام للتأكيد أو جواب قسم مقدر دخلت على مبتدأ محذوف أي لأنا أقسم وإذا كان الجواب اسمية أكد باللام وإذا كان خبرها مضارعا جاز أن يكون للحال لأن البصريين يمنعون أن يقع فعل الحال جوابا للقسم فإن ورد ما ظاهره ذلك كما هنا جعل الفعل خبر المضمر فيعود الجواب جملة اسمية التقدير والله لأنا أقسم كما مر والباقون بإثبات الألف وهي رواية ابن الحباب عن البزي بجعل لا نافية لكلام مقدر كأنهم قالوا إنما أنت مفتر في الأخبار عن البعث فرد عليهم بلا ثم ابتدأ فقال أقسم وقيل نفي للقسم بمعنى أن الأمر أعظم وقيل زائدة تأكيدا على حد لئلا يعلم وهو شائع كقولهم لا وأبيك وعلى هذا اقتصر القاضي وخرج بالأولى ولا أقسم بالنفس كالبلد المتفق على الألف فيهما كالرسم وقرأ (أَيَحْسَبُ) [الآية : ٣] بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفس وأمال (بلى) أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو.

واختلف في (بَرِقَ) [الآية : ٧] فنافع وأبو جعفر بفتح الراء والباقون بكسرها لغتان في التحير والدهشة وعن الحسن (المفر) بكسر الفاء اسم مكان الفرار وعن ابن محيصن (بلنسان) بالإدغام وأمال (ألقى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله (أولى فأولى) ونقل ابن كثير (قرآنه) معا.

واختلف في (تُحِبُّونَ) و (تَذَرُونَ) [الآية : ٢٠] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالخطاب فيهما والباقون بالغيب وسكت حفص بخلفه من طريقيه على نون (من راق) سكتة لطيفة من غير تنفس لئلا يتوهم أنها كلمة ، ومر بالكهف (٣) ووقف عليه

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (لأقسم ...). [أ].

(٣) انظر ص : (٣٦٣). [أ].

٥٦٣

بالياء ابن محيصن وأمال رءوس الآي من (صلى) الخ حمزة والكسائي وخلف وقللها أبو عمرو والأزرق ورقق لام صلى وجها واحدا حيث قللها كذلك لما تقدم أن الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان ووافق أبو بكر حمزة ومن معه على إمالة (سدى) وقفا من طريق المصريين والمغاربة وصحح في النشر عنه الوجهين.

واختلف في (يُمْنى) [الآية : ٣٧] فهشام من طريق الشنبوذي عن النقاش عن الجمال عن الحلواني وكذا من طريق المفسر والشذائي عن الداجوني وحفص ويعقوب بالياء من تحت على جعل الضمير عائدا على مني أي يصب فالجملة محلها جر صفة لمني وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بالتاء من فوق على أن الضمير (للنطفة).

المرسوم كتب في بعض المصاحف (يُنَبَّؤُا) بواو وألف واتفقوا على وصل (أَلَّنْ نَجْمَعَ).

٥٦٤

سورة الإنسان

مكية (١) وقيل مدنية إلا آية ولا تطع الخ وقيل من فاصبر الخ وآيها إحدى وثلاثون. مشبه الفاصلة خمسة (السَّبِيلَ ، وقَوارِيرَا) الثاني (مُخَلَّدُونَ ، نَعِيماً) وعكسه قوارير الأول. القراءات أمال (أتى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (سَلاسِلَ) [الآية : ٤] فنافع وهشام من طريق الحلواني والشذائي عن الداجوني وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر ورويس عن طريق أبي الطيب بالتنوين للتناسب لأن ما قبله منون منصوب وقال الكسائي وغيره من الكوفيين إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل وعن الأخفش يصرفون مطلقا وهم بنو أسد لأن الأصل في الأسماء الصرف والوقف في هذه القراءة بالألف بدل التنوين وعن الحسن والشنبوذي كذلك والباقون بالمنع من الصرف على الأصل بلا تنوين لكونه جمع تكسير بعد ألفه حرفان كمساجد وهو رواية زيد عن الداجوني وهؤلاء في الوقف على ثلاث فرق منهم من وقف بالألف بلا خلاف وهو أبو عمرو وروح من طريق المعدل وافقه اليزيدي ومنهم من وقف بغير ألف كذلك وهم حمزة وخلف وزيد عن الداجوني عن هشام ورويس من غير طريق أبي الطيب وروح من غير طريق المعدل وافقهم المطوعي واختلف عن الباقين وهم ابن كثير وابن ذكوان وحفص وافقهم ابن محيصن فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي وابن شنبوذ عن قنبل وغالب العراقيين عن ابن ذكوان وأكثر المغاربة عن حفص كل هؤلاء بالألف عمن ذكر ووقف عنهم بغير ألف باقي أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وابن مجاهد عن قنبل والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان والعراقيون عن حفص وأطلق الوجهين عنهم في التيسير وأمال (فوقاهم الله) و (لقّاهم) و (جزاهم) وتسمى و (سقاهم) وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وحذف أبو جعفر همز (متكئين) كوقف حمزة في أحد وجهيه والثاني بين بين على القياس.

واختلف في (قَوارِيرَا قَوارِيرَا) [الآية : ١٥] فنافع وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر بتنوينهما (٢) معا لأنهما كسلاسل جمعا وتوجيها غير أن السلاسل على مفاعل وقوارير على مفاعيل ووقفوا عليهما بالألف للتناسب موافقة لمصاحفهم وافقهم الحسن والأعمش وعن

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (قواريرا ، قواريرا). [أ].

٥٦٥

الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي هي وقرأ ابن كثير وخلف عن نفسه بالتنوين في الأول وبدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول ووقفا بالألف في الأول وبدونها في الثاني وافقهما ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص وروح بغير تنوين فيهما ووقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف وعلى الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة وبدونها عنه المشارقة وافقهم اليزيدي وقرأ حمزة ورويس بغير تنوين فيهما أيضا ووقفا بغير ألف فيهما ومرضم هاء (عليهم) لحمزة ويعقوب ويوقف لحمزة على (لؤلؤا) بوجه واحد وهو إبدال الأولى واوا ساكنة والثانية واوا مفتوحة وافقه في الأولى أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف لرويس على ثم بهاء السكت بخلفه.

واختلف في (عالِيَهُمْ) [الآية : ٢١] فنافع وحمزة وأبو جعفر بسكون الياء (١) خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر وافقهم ابن محيصن والحسن وعن المطوعي كذلك مع ضم الهاء والباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه حال من الضمير المجرور في عليهم أو من مفعول حسبتهم أو على الظرفية خبرا مقدما لثياب كأنه قيل فوقيهم.

واختلف في (خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الآية : ٢١] فنافع وحفص بالرفع فيهما فرفع (خُضْرٌ) على النعت لثياب (وَإِسْتَبْرَقٌ) نسقا على ثياب على حذف مضاف أي وثياب إستبرق وافقهما الحسن لكنه بغير تنوين في إستبرق وهمزة القطع وقرأ ابن كثير وأبو بكر بخفض الأول ورفع الثاني (٢) فخضر نعت لسندس وفيه وصف المفرد بالجمع وأجازه الأخفش وأجيب عنه بأنه اسم جنس وقيل جمع لسندسة واسم الجنس يوصف بالجمع قال تعالى السحاب الثقال (وإستبرق) نسق على ثياب على ما مر وافقهما ابن محيصن إلا أنه لم ينونه وعنه بخلف وصل همزة القطع وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب برفع الأول وخفض الثاني (٣) فخضر نعت لثياب وإستبرق نسق على سندس أي ثياب خضر من سندس ومن إستبرق وافقهم اليزيدي وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفضهما (٤) فخضر نعت لسندس على ما مر وإستبرق نسق على سندس وافقهم الأعمش.

واختلف في (وَما تَشاؤُنَ) [الآية : ٣٠] هنا فابن كثير وأبو عمر وابن عامر بخلف عنه من روايتيه بالياء من تحت وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي والباقون بالتاء من فوق والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام وابن ذكوان كما في النشر أي من طريقي كل منهما كما يفهم منه وخرج موضع التكوير المتفق على الخطاب فيه.

المرسوم في كل الرسوم سلاسلا و (كانَتْ قَوارِيرَا) بألف مكان التنوين واختلفوا في (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) ففي بعضها بألف وفي بعضها بدونها واتفقوا على حذف ألف (عَلَيْهِمْ).

__________________

(١) أي : (عليهم). [أ].

(٢) أي : (خضر وإستبرق). [أ].

(٣) أي : (خضر ، وإستبرق). [أ].

(٤) أي : (خضر وإستبرق). [أ].

٥٦٦

سورة المرسلات

مكية (١) قيل إلا وإذا قيل لهم الآية وآيها خمسون. مشبه الفاصلة شامخات عذرا. القراءات عن الحسن (عرفا) بضم الراء وأدغم تاء (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) خلاد بخلفه كأبي عمرو ويعقوب.

وقرأ (عُذْراً) [الآية : ٦] بضم الذال روح وافقه الحسن (وسكن) الذال من (نذرا) أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف وافقهم اليزيدي والأعمش كما مر واختلف في (أُقِّتَتْ) [الآية : ١١] فأبو عمرو بواو مضمومة مع تشديد القاف (٢) على الأصل لأنه من الوقت والهمز بدل من الواو وافقه اليزيدي وقرأ ابن وردان وابن جماز من طريق الهاشمي عن إسماعيل بالواو وتخفيف القاف وروى الدوري عن إسماعيل ، عن ابن جماز بالهمز والتشديد وبه قرأ الباقون وأمال (أدراك) أبو عمرو وابن ذكوان وشعبة بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وتقدم حكم (قرار) في المكرر الأول بآخر آل عمران وهو (مَعَ الْأَبْرارِ) فراجعه (٣).

واختلف في (فَقَدَرْنا) [الآية : ٢٥] فنافع والكسائي وأبو جعفر بتشديد الدال من التقدير وافقهم الحسن والباقون بالتخفيف (٤) من القدرة وتقدم آخر الإدغام الصغير اتفاقهم على إدغام قاف (نَخْلُقْكُمْ) في الكاف واختلافهم في إبقاء صفة الاستعلاء وترجيح الإدغام التام عن النشر قال فيه بل لا ينبغي أن يجوز غيره في قراءة أبي عمرو في باب الإدغام الكبير (٥).

واختلف في (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍ) [الآية : ٣٠] فرويس بفتح اللام من انطلق فعلا ماضيا على الخبر كأنهم لما أمروا بالأول امتثلوا إذ الأمر هناك ممتثل قطعا والباقون بكسرها أمرا متكررا بيانا للمنطلق إليه واتفقوا على تفخيم الراء الأولى المفتوحة من (بشرر) إلا الأزرق فرققها عنه الجمهور في الحالين وحيث رققها وقفا يرقق الثانية تبعا لها والأولى إنما رققها بسبب كسر الثانية فهو خارج عن أصله في ذلك الحرف وأما غيره

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (وقّتت). [أ].

(٣) انظر ص : (٢١٨). [أ].

(٤) أي : (قدرنا). [أ].

(٥) انظر ص : (٣٠). [أ].

٥٦٧

فوقف بالتفخيم على القاعدة إلا عند الروم فبالترقيق وعلى هذا الحكم من فخم الأولى عن الأزرق كابن بليمة ومن معه.

واختلف في (جِمالَتٌ) [الآية : ٣٣] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الجيم بلا ألف (١) بوزن رسالة وافقهم الأعمش جمع جمل كحجر وحجارة وقيل اسم جمع وقرأ رويس بضم الجيم وبألف بعد اللام (٢) وهي الحبال الغليظة من حبال السفينة والباقون بكسر الجيم مع الألف على الجمع وهي الإبل إما جمعا لجمالة القراءة الأولى أو لجمال فيكون جمع الجمع وعن المطوعي (هذا يوم) بالنصب ظرفا وقع خبرا لهذا وفتحته بناء أو إعراب قولان وثبت الياء في (كيدون) يعقوب في الحالين وعن المطوعي في (ظلل) بلا ألف جمع ظلة وكسر عين (عيون) ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وقرأ قيل بالإشمام هشام والكسائي ورويس وأبدل همز فبأي ياء مفتوحة الأصبهاني كوقف حمزة وله التحقيق لأنه متوسط بزائد.

المرسوم في بعضها (جِمالَتٌ) بلا ألف بعد الميم وفي بعضها بالألف واتفقوا على حذفها بعد اللام واتفقوا أيضا على كتابتها بالتاء فيها زائدة (فَكِيدُونِ) [الآية : ٣٩].

__________________

(١) أي : (جمالت). [أ].

(٢) أي : (جمالات). [أ].

٥٦٨

سورة النبأ

مكية وآيها أربعون خلا البصري والمكي وإحدى وأربعون فيهما خلافها عذابا قريبا مكي وبصري. القراءات وقف على (عمّ) بهاء السكت (١) عوضا عن ألف ما الاستفهامية البزي ويعقوب بخلفهما ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (النبأ) بإبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح وبالتسهيل كالياء على روم حركة الهمزة واتفقوا على الألف في (مهادا) كما مر بطه (٢).

وقرأ (وَفُتِحَتِ) [الآية : ١٩] بتخفيف التاء عاصم وحمزة والكسائي وخلف وسبق بالزمر وأدغم تاء (فَكانَتْ سَراباً) أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (لابِثِينَ) [الآية : ٢٣] فحمزة وروح بلا ألف بحمله على الصفة المشبهة وهي تدل على الثبوت فاللبث الذي صار له اللبث سجية كحذر وفرح وافقهما الأعمش والباقون بالألف اسم فاعل من لبث أقام.

وقرأ (غَسَّاقاً) [الآية : ٢٥] بتشديد السين حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بص (٣) واتفقوا على تشديد ذال (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً).

واختلف في (وَلا كِذَّاباً) [الآية : ٣٥] فالكسائي بتخفيف الذال (٤) مصدر كاذب كقاتل قتالا أو مصدر كذب ككتب كتابا والباقون بتشديدها مصدر كذب تكذيبا وكذابا.

واختلف في باء (رَبِّ السَّماواتِ) [الآية : ٣٧] ونون (الرحمن) من قوله رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر برفعهما على أنهما خبر مضمر أي هو رب والرحمن كذلك وافقهم اليزيدي والحسن وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بخفضهما على البدل من ربك بدل الكل أو البيان والرحمن عطف بيان لأحدهما وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفض الأول على التبعية ورفع الثاني على الابتداء والخبر الجملة الفعلية أو على أنه خبر مضمر.

المرسوم عن نافع ولا كذبا بحذف الألف بعد الذال.

__________________

(١) أي : (عمّه). [أ].

(٢) انظر ص : (٣٨١). [أ].

(٣) انظر ص : (٤٧٦). [أ].

(٤) أي : (كذابا). [أ].

٥٦٩

سورة النازعات

مكية (١) وآيها أربعون وخمس خلا الكوفي وست فيه. (خلافها) اثنان ولأنعامكم كوفي وحجازي من طغى عراقي وشامي. القراءات قرأ (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ أَإِذا) [الآية : ١٠] بالاستفهام في الأول وبالإخبار في الثاني (٢) نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وقرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني (٣) والباقون بالاستفهام فيهما وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والمد وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر والباقون بالتحقيق والقصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد.

واختلف في (نَخِرَةً) [الآية : ١١] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ورويس بألف بعد النون (٤) وافقهم الأعمش قال في النشر هذا الذي عليه العمل عن الكسائي وبه نأخذ وروى كثير من المشارقة والمغاربة عن الدوري التخيير بين الوجهين وجرى عليه في الطيبة وقال ابن مجاهد في السبعة عنه كان لا يبال كيف قرأها بألف وبلا ألف وروى عنه جعفر بن محمد بغير ألف وإن شئت بألف والباقون بغير ألف وهما بمعنى كحذر وحاذر أي بالية ووقف على (بالواد) بالياء يعقوب.

وقرأ (طُوىً) [الآية : ١٦] بضم الطاء مع التنوين مصروفا ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وإمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف والباقون بلا تنوين وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفه وهو رأس آية وأمال رءوس الآي وهي من قوله (حديث موسى) إلى آخرها حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق إلا ما فيه هاء مؤنث وهي تسع كلمات (بَناها ، فَسَوَّاها ، ضُحاها ، دَحاها ، مَرْعاها ، أَرْساها ، مُنْتَهاها ، يَخْشاها ، ضُحاها) [الآية : ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩ ، ٣٠ ، ٣١ ، ٣٢ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٦] فله فيها الفتح مع التقليل كأبي عمرو وفي جميع رءوس الآي ما عدا الرائي نحو : (ذِكْراها) [الآية : ٤٣] فمحضه وجها واحدا غير أن الفتح عنه في اليائي من رءوس الآي أقل منه في غيرها كما مر.

واختلف في (إِلى أَنْ تَزَكَّى) [الآية : ١٨] فنافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (أئنا ، إذا ...). [أ].

(٣) أي : (إنّا ، أئذا ...). [أ].

(٤) أي : (ناخرة). [أ].

٥٧٠

بتشديد الزاي (١) والأصل تتزكى فأدغموا التاء في الزاي وافقهم ابن محيصن والباقون بتخفيفها فحذفوا التاء الأولى.

وأمال (فأراه) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والكبرى معا من الفواصل ويوافق الصوري فيها أبا عمرو ومن معه وكذا حكم (لمن يرى ومن ذكريها).

وقرأ (ء أنتم) بتسهيل الثانية مع الفصل بلا ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام في أحد أوجهه وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد الساكنين والثاني لهشام التحقيق مع الفصل والثالث له التحقيق بلا فصل وبه قرأ الباقون وعن الحسن (والأرض ، والجبال) برفعهما على الابتداء والجمهور على نصبهما بإضمار فعل مفسر بما بعده وأما (دحاها) فهي رأس آية ومر حكمها غير أن الكسائي اختص بإمالتها عن حمزة كما مر.

واختلف في (مُنْذِرٌ) [الآية : ٤٥] فأبو جعفر بالتنوين ومن مفعوله قال الزمخشري وهو الأصل والإضافة تخفيف وافقه ابن محيصن والحسن والباقون بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا.

المرسوم كتبوا وأخرج (ضُحاها) بالياء وكذا (دَحاها).

__________________

(١) أي : (تزّكّى). [أ].

٥٧١

سورة عبس

مكية وآيها أربعون دمشقي وآية بصري وحمصي وأبو جعفر وآيتان كوفي ومكي وشيبة. (خلافها) ثلاث إلى طعامه تركها أبو جعفر ولأنعامكم كوفي وحجازي الصاخة تركها دمشقي. مشبه الفاصلة نطفة خلقه وعنبا وزيتونا عكسه موضعان أي شيء خلقه حبا القراءات أمال رءوس آيها إلى (تلهّى) وهي عشرة حمزة والكسائي وخلف وبالتقليل الأزرق وأبو عمرو بخلفه إلا في الذكرى فيمحضها فقط ويوافقه فيها الصوري عن ابن ذكوان وعن الحسن (آن جاءه) بمدة بعد الهمزة على الاستفهام.

واختلف في (فَتَنْفَعَهُ) [الآية : ٤] فعاصم بنصب العين بأن مضمرة بعد الفاء على جواب الترجي مثل فاطلع بغافر لكنه مذهب كوفي وقيل في جواب التمني المفهوم من أو يذّكر قاله ابن عطية وأقره عليه السمين والباقون بالرفع عطفا على يذكر وشدد البزي بخلفه تاء (عنه تلهّى) وصلا مع صلة الهاء قبلها بواو وإشباع المد للساكنين كما مر بالبقرة (١).

واختلف في (لَهُ تَصَدَّى) [الآية : ٢٦] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد الصاد (٢) أدغموا التاء الثانية في الصاد تخفيفا وافقهم ابن محيصن والباقون بالتخفيف فحذفوا التاء الأولى ومر نظائر (شاء أنشره) من حيث الهمزتان نحو (تِلْقاءَ أَصْحابِ) بالأعراف (٣).

واختلف في (أَنَّا صَبَبْنَا) [الآية : ٢٥] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة في الحالين على تقدير لام العلة أي لأنا وقيل بدل اشتمال من طعامه بمعنى أن صب الماء سبب في إخراج الطعام فهو مشتمل عليه وافقهم الأعمش وقرأ رويس بفتحها في الوصل فقط والباقون بكسرها مطلقا على الاستفهام وبه قرأ رويس في الابتداء ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (لكلّ امرئ) بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي وبياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإذا سكنت للوقف اتحد مع السابق لفظا وإن وقف بالروم فهو ثان والثالث التسهيل بين بين على روم الحركة نفسها ويتحد معه الرسم على مذهب مكي وابن شريح وعن ابن محيصن (يغنيه) بفتح الياء والعين مهملة من عناني الأمر فصدني والجمهور بالضم والمعجمة من الإغناء أي يغنيه عن النظر في شأن غيره.

__________________

(١) انظر الصفحة : (١٦٦). [أ].

(٢) أي : (تصّدّى ...). [أ].

(٣) انظر الصفحة : (٢٨٠). [أ].

٥٧٢

سورة التكوير

مكية (١) وآيها عشرون وثمان في عد أبي جعفر وتسع في غيره. (خلافها) آية فأين تذهبون تركها أبو جعفر. القراءات اختلف في (سُجِّرَتْ) [الآية : ٦] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بخلف عن رويس بتخفيف الجيم على الأصل وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بتشديدها (٢) على التكثير وهي رواية أبي الطيب عن رويس وأبدل همز (بأي) يا مفتوحة الأصبهاني بخلفه كما مر في بأي أرض وبأيكم بخلاف ما فيه الفاء نحو فبأي فإنه لا خلاف عنه في إبداله ولم ينبه في الأصل هنا على الخلاف عن المطوعي (المودة) بحذف الهمزة على وزن الموزة ويوقف عليها لحمزة بالنقل فيصير اللفظ بواوين أولاهما مضمومة والثانية ساكنة كمعونة وبالإبدال مع الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد على وزن بلوطة لكنه يضعف للثقل كما في النشر وحكم حذف الهمزة والواو بين بين وهما ضعيفان ويوقف له على (سئلت) بالتسهيل كالياء وبالإبدال واوا مكسورة على مذهب الأخفش.

واختلف في (قُتِلَتْ) [الآية : ٩] فأبو جعفر بتشديد التاء (٣) على التكثير والباقون بتخفيفها.

واختلف في (نُشِرَتْ) [الآية : ١٠] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بتخفيف الشين والباقون بتشديدها للمبالغة (٤).

واختلف في (سُعِّرَتْ) [الآية : ١٢] فنافع وابن ذكوان وحفص وأبو بكر من طريق العليمي ورويس بتشديد العين (٥) والباقون بتخفيفها وهي رواية يحيى عن أبي بكر وأمال (الجوار) الدوري عن الكسائي فقط ووقف بالياء عليه يعقوب كما مر في الوقف على المرسوم ومر حكم حرفي (رآه) في نظيره مما اتصل بمضمر نحو (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالأنبياء فراجعه (٦).

واختلف في (بِضَنِينٍ) [الآية : ٢٤] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس بالظاء

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (١ / ٢٥) ، (٢ / ١٢٨٢). [أ].

(٢) أي : (سجّرت). [أ].

(٣) أي : (قتّلت). [أ].

(٤) أي : (نشّرت). [أ].

(٥) أي : (سعّرت). [أ].

(٦) انظر ص : (٣٩١). [أ].

٥٧٣

المثالة فعيل بمعنى مفعول من ظننت فلان اتهمته ويتعدى لواحد أي وما محمد على الغيب وهو ما يوحي الله إليه بمتهم أي لا يزيد فيه ولا ينقص منه ولا يحرف وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالضاد (١) بمعنى بخيل بما يأتيه من قبل ربه اسم فاعل من ضن بخل.

المرسوم بضنين بالضاد في الكل قال أبو عبيد نختار قراءة الظاء لأنهم لم يبخلوه بل كذبوه ولا مخالفة في الرسم إذ لا مخالفة بينهما إلا في تطويل رأس الظاء على الضاد قال الجعبري وجه بضنين أنه رسم برأس معوجة وهو غير طرف فاحتمل القراءتين وفي مصحف ابن مسعود بالظاء.

__________________

(١) أي : (بضنن). [أ].

٥٧٤

سورة الانفطار

مكية (١) وآيها تسع عشرة ، مشبه الفاصلة موضع فسواك. القراءات اختلف في (فَعَدَلَكَ) [الآية : ٧] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الدال وافقهم الحسن والأعمش والباقون بتشديدها (٢) أي سوى خلقك وعدله وجعلك متناسب الأطراف وقراءة التخفيف تحتمل هذا أي عدل بعض أعضائك ببعض.

واختلف في (بَلْ تُكَذِّبُونَ) [الآية : ٩] فأبو جعفر بالياء من تحت (٣) وافقهم الحسن والباقون بالتاء من فوق خطابا للكفار وأدغم لام بل تكذبون حمزة والكسائي وهشام عند الجمهور وصوبه عنه في النشر وأمال (أدراك) أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (يَوْمَ لا تَمْلِكُ) [الآية : ١٩] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب برفع الميم خبر مبتدأ مضمر أي هو يوم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالنصب على الظرف حركة إعراب عند البصريين ويجوز عند الكوفيين أن تكون حركة بناء وعلى التقدير في موضع رفع خبرا لمحذوف أي الجزاء يوم لا تملك أو في موضع نصب على الظرف أي يدانون يوم لا تملك أو مفعول به أي أذكر ويجوز على رأي من بنى أن يكون في موضع رفع خبرا لمحذوف أي هو يوم.

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٨٢). [أ].

(٢) أي : (فعدّلك). [أ].

(٣) أي : (يكذّبون). [أ].

٥٧٥

سورة المطففين

مكية (١) وقيل مدنية قيل إلا من إن الذين أجرموا إلى آخرها فمكي وآيها ست وثلاثون. القراءات عن الحسن (إذا يتلى) بمد الهمز على الاستفهام الإنكاري وتتلى بالياء من تحت ومر آخر السابقة حكم إمالة (إدراك) معا وأمال (بل ران) شعبة وحمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون (وسكت) حفص على لام بل سكتة لطيفة بلا تنفس وصلا ويبتدئ ران ومن لازمه إظهار اللام المتفق على إدغامها إلا ما حكاه في الأصل عن المبهج عن قالون من إظهار اللام عند الراء نحو بل رفعه وهو غير مقروء به والران الصدأ وقال الحسن الذنب على الذنب حتى يموت عليه وقال السدي حتى يسود القلب أعاذنا الله منه بمنه وكرمه ومر حكم إمالة (كتاب الأبرار) في أول المكرر بآخر آل عمران مع الأبرار (٢).

واختلف في (تَعْرِفُ) [الآية : ٢٤] فأبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمفعول و (نَضْرَةَ) بالرفع نائب الفاعل والباقون بفتح التاء وكسر الراء (٣) مبنيا للفاعل (نَضْرَةَ) بالنصب مفعوله أي تعرف يا محمد أو كل من صح منه المعرفة.

واختلف في (خِتامُهُ) [الآية : ٢٦] فالكسائي خاتمه بفتح الخاء وألف بعدها ثم تاء مفتوحة جعله اسما لما يختم به الكأس على معنى عاقبته وآخره مسك والباقون بكسر الخاء وبعدها تاء وبعدها ألف بوزن فعال على معنى الختام الذي هو الطين الذي يختم به الشيء جعل بدله المسك وقيل خلطه وقيل مقطع شربه توجد فيه رائحة المسك وقرأ (فكهين) بغير ألف حفص وأبو جعفر واختلف عن ابن عامر من روايتيه فرواه أبو العلاء الهمداني عن الداجوني عن هشام كذلك وكذا رواه الرملي عن الصوري والشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش كلاهما عن ابن ذكوان ورواه بالألف كالباقين الحلواني وباقي أصحاب الداجوني عن هشام وكذا رواه المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان وأدغم لام (هل ثوب) حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه.

المرسوم ختمه بحذف الألف فيما رواه نافع وكتبوا كالوهم أو وزنوهم بواو ولا ألف بعدها فيهما فهم مفعول به على الصواب.

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (١ / ٢٥) ، (٢ / ١٢٨٢). [أ].

(٢) انظر ص : (٢١٨). [أ].

(٣) أي : (تعرف). [أ].

٥٧٦

سورة الانشقاق

مكية وآيها عشرون وثلاث بصري ودمشقي وأربع حمصي وخمس حجازي وكوفي. (خلافها) كادح وكدحا حمصي فملاقيه غيره بيمينه حجازي وكوفي ومثلها وراء ظهره. القراءات : واختلف في (وَيَصْلى سَعِيراً) [الآية : ١٢] فنافع وابن كثير وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام (١) مضارع صلى مبنيا للمفعول معدى بالتضعيف إلى مفعولين الأول الضمير النائب والثاني سعيرا وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بفتح الياء وسكون الصاد وتخفيف اللام من صلى مخففا مبنيا للفاعل معدى لواحد وهو سعيرا وأمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وإذا قلل رقق اللام حتما لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان وأمال (بلى) أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو بكماله على ما مر وقصره في الطيبة على الدوري.

واختلف في (لَتَرْكَبُنَ) [الآية : ١٩] فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بفتح الباء (٢) على خطاب الواحد روى فيه خطاب الإنسان المتقدم الذكر أي لتركبن هولا بعد هول وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بضمها على خطاب الجمع روعي فيها معنى الإنسان إذ المراد به الجنس وضمة الباء تدل على واو الجمع وأبدل أبو جعفر همزة (قرى) ياء مفتوحة وإدخال الأصبهاني معه في ذلك الواقع في الأصل هنا سهو أو سبق قلم ونقل (القرآن) ابن كثير.

__________________

(١) أي : (ويصلّى). [أ].

(٢) أي : (لتركبنّ). [أ].

٥٧٧

سورة البروج

مكية (١) وآيها اثنان وعشرون. القراءات عن الحسن (قُتِلَ) [الآية : ٤] بالتشديد وعنه (الْوَقُودِ) [الآية : ٥] بضم الواو.

واختلف في دال (الْمَجِيدُ) [الآية : ١٥] فحمزة والكسائي وخلف بخفضها نعتا إما للعرش وإما لربك في إن بطش ربك وافقهم الحسن والأعمش والباقون برفعها خبر بعد خبر أو نعت لذو وأمال (أتيك) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (مَحْفُوظٍ) [الآية : ٢٢] فنافع بالرفع نعتا لقرآن قال الله تعالى وإنا له لحافظون والباقون بالكسر نعتا للوح.

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٨٤). [أ].

٥٧٨

سورة الطارق

مكية وآيها ست عشرة مدني أول وسبع عشرة في الباقي خلافها آية يكيدون كيدا تركها مدني أول. القراءات أمال (أدراك) أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق.

وقرأ (لَمَّا) [الآية : ٤] بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وذكر بهود وهي بمعنى إلا لغة مشهورة في هذيل تقول العرب أقسمت عليك لما فعلت كذا أي إلا فعلت فإن نافية أي ما كل نفس إلا عليها حافظ وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق.

٥٧٩

سورة الأعلى

مكية (١) وقيل مدنية وآيها تسع عشرة. القراءات أمال رءوس آيها غير الرائي حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه ومنها (فصلى) وحيث قللها الأزرق وجها واحدا يرقق لامها كذلك لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان وأما الرائي وهو ثلاثة (لليسرى) (الذكرى) و (الكبرى) فأماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والصوري عن ابن ذكوان وأهله في الأصل هنا وفي مواضع كثيرة مرت تركنا التنبيه عليها خوف الإطالة وقلله الأزرق.

واختلف في (قَدَّرَ) [الآية : ٣] فالكسائي وحده بتخفيف الدال (٢) من القدرة والباقون بتشديدها من القدر أو من التقدير والموازنة بين الأشياء قال الزمخشري قدر لكل حيوان ما يصلحه وعرفه وجه الانتفاع به.

واختلف في (بَلْ تُؤْثِرُونَ) [الآية : ١٦] فأبو عمرو بالياء من تحت وافقه اليزيدي والباقون بالخطاب وأدغم لام بل في التاء حمزة والكسائي وهشام فيما عليه الجمهور واتفقوا على الياء في إبراهيم هنا وما انفرد به ابن مهران من إجراء الخلاف فيه لابن عامر وهم منه كما نص عليه في النشر.

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٨٤). [أ].

(٢) أي : (قدر). [أ].

٥٨٠