إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة الصف

مدنية (١) وقيل مكية وآيها أربع عشر. مشبه الفاصلة و (فَتْحٌ قَرِيبٌ). القراءات وقف البزي ويعقوب بخلفهما على (لم) بهاء السكت وعن ابن محيصن (يا قوم) بضم الميم وأمال (فَلَمَّا زاغُوا) حمزة واتفقوا على عدم إمالة (أَزاغَ) وسهل أبو جعفر همزة إسرائل مع المد والقصر ومرّ خلف الأزرق في تثليث الهمزة كوقف حمزة عليها أول البقرة وأمال (من التورية) الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وقللها الأزرق وحمزة في وجهه الثاني وقالون بخلفه والثاني له الفتح وفتح ياء الإضافة (من بعدي اسمه) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب وقرأ (ساحر) بألف بعد السين وكسر والحاء حمزة والكسائي وخلف ومرّ آخر المائدة (٢).

وأمال (يدعى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وقرأ (لِيُطْفِؤُا) بحذف الهمزة مع ضم الفاء أبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف كقراءة أبي جعفر والإبدال ياء محضة واختلف في (مُتِمُّ نُورِهِ) [الآية : ٨] فابن كثير وحفص وحمزة والكسائي وخلف متم بغير تنوين نوره بالخفض على إضافة اسم الفاعل للتخفيف فلا يعرف لأنها من إضافة الصفة إلى معمولها والباقون بالتنوين والنصب على أعمال اسم الفاعل كما هو الأصل.

وقرأ (تُنْجِيكُمْ) [الآية : ١٠] بالتشديد ابن عامر وحده (٣) ومرّ بالأنعام (٤).

واختلف في (كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (أَنْصارَ) غير منون مضافا إلى لفظ الجلالة بلا لام جر وافقهم الأعمش ، والباقون أنصارا منونا لله بلام الجر واللام إما مزيدة في المفعول للتقوية إذ الأصل أنصار الله أو غير مزيدة ويكون الجار والمجرور نعتا لأنصارا والأول أظهركما في الدر وفتح ياء الإضافة من (أَنْصارِي إِلَى اللهِ) نافع وأبو جعفر وأمال ألفها الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون.

المرسوم : كتب لم تؤذونني ويأتي من بعدي بالياء. ياءات الإضافة ثنتان (مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ) [الآية : ٦] (أَنْصارِي إِلَى اللهِ) [الآية : ١٤].

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) انظر ص : (٢٥٠). [أ].

(٣) أي : (تنجّيكم). [أ].

(٤) انظر ص : (٢٦٠). [أ].

٥٤١

سورة الجمعة

مدنية (١) وآيها إحدى عشرة آية. القراءات ضم الهاء من (يُزَكِّيهِمْ) [الآية : ٢] يعقوب وسبق حكم (التورية) إمالة وتقليلا في السابقة وأمال (الْحِمارِ) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وهي رواية الجمهور عن الأخفش عن ابن ذكوان من طريق ابن الأخرم ورواه آخرون بالفتح من طريق النقاش وبالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج وصاحب التيسير وقلله الأزرق وعن ابن محيصن (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) [الآية : ٦] بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين وعن المطوعي (الْجُمُعَةِ) [الآية : ٩] بسكون الميم لغة تميم (٢).

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) للمزيد انظر النشر : (٢ / ٣٨٨). [أ].

٥٤٢

سورة المنافقين

مدنية وآيها إحدى عشرة. مشبه الفاصلة أجل قريب. القراءات أمال (جاءَكَ) هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان وحمزة وخلف وعن الحسن (أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) بكسر الهمزة مصدر آمن ولا نعلم خلافا في موضع المجادلة وسهل الأصبهاني الهمزة من (رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ) ومن (كَأَنَّهُمْ).

وقرأ (خُشُبٌ) [الآية : ٤] بسكون الشين قنبل بخلفه وأبو عمرو والكسائي ومرّ بالبقرة وفتح سين (يَحْسَبُونَ) ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وأمال (أَنَّى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وأشم قاف (قِيلَ) هشام والكسائي ورويس.

واختلف في (لَوَّوْا) [الآية : ٥] فنافع وروح بتخفيف الواو الأولى (١) من لوى مخففا والباقون بالتشديد على التكثير من لوى الرباعي وانفرد النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بمد همز (٢) (أَسْتَغْفَرْتَ) قال في النشر ولم يتابعه عليه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه ولم يعول عليه في الطيبة ووجه بأن المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار والبيان لا لقلب همزة الوصل ألفا أي لأنها مكسورة بخلاف آلسحر ، و (آللهُ أَذِنَ) والجمهور بهمزة واحدة مفتوحة ، ومقطوعة بلا مد ، وهي همزة التسوية التي أصلها الاستفهام وعن الحسن (لنخرجنّ) بنون العظمة وكسر الراء ونصب الأعز مفعولا به ونصب الأذل حينئذ على الحال بتقدير مضاف أي كخروج أو كإخراج أو مثل وأدغم لام (يَفْعَلْ ذلِكَ) أبو الحارث عن الكسائي واتفقوا على تسكين الياء من (أخرتني إلى) كما مرّ.

واختلف في (وَأَكُنْ) [الآية : ١٠] فأبو عمرو بالواو بعد الكاف ونصب النون عطفا على فأصدق المنصوب بأن بعد جواب التمني وهو لو لا أخرتني وافقه الحسن واليزيدي وابن محيصن بخلفه والباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين وبجزم النون (قال الزمخشري) عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن (وحكى) سيبويه عن الخليل أنه

__________________

(١) أي : (لووا ...). [أ].

(٢) أي : (آستغفرت). [أ].

٥٤٣

جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني إذ لا محل هنا لأن الشرط ليس بظاهر وإنما يعطف على المحل حيث يظهر الشرط كقوله تعالى من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم فمن جزم عطف على موضع فلا هادي لأنه لو وقع هناك فعل لا نجزم قال السمين وهذا هو المشهور عند النحويين ويلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى حرف أظهره أبو عمرو وأدغمه الباقون ومرّ حكم (جاء أجلها) من حيث الهمزتان في نظيره جاء أحد بالنساء (١).

واختلف في (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) [الآية : ١١] فأبو بكر بالغيب والباقون بالخطاب.

المرسوم : كتبوا (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي) بالياء وروى أبو عبيد عن مصحف عثمان رضي الله عنه و (أَكُنْ) بحذف الواو وقال الحلواني أحمد عن خالد قال رأيت في الإمام عثمان وأكون بالواو ورأيته ممتليا دما (قال الجعبري) : وقد تعارض نقل هذين العدلين فلا بدّ من جامع فيحتمل أن النافي رآه بعد دثور ما بعد الكاف فبقي بعدها حرف هو النون وتكون الواو دثرت ، والله أعلم.

__________________

(١) انظر ص : (٢٣٦). [أ].

٥٤٤

سورة التغابن

مدنية في قول الأكثرين وقيل مكية (١) إلا ثلاث آيات يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم واللتان بعدها فمدنية وآيها ثماني عشرة. مشبه الفاصلة ثلاث ما تسرون وما تعلنون التغابن. القراءات عن الحسن والأعمش (صوّركم) بكسر الصاد (وأسكن) سين (رسلهم) أبو عمرو وأمال (قُلْ بَلى) شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما صحح في النشر وإن اقتصر في الطيبة على الدوري.

واختلف في (يَجْمَعُكُمْ) [الآية : ٩] فيعقوب بنون العظمة والباقون بالياء وقرأ (يُكَفِّرْ عَنْهُ ، ويُدْخِلْهُ) [الآية : ٩] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر ومرّ بالنساء وقرأ (يُضاعِفْهُ) [الآية : ١٧] بالقصر والتشديد ابن كثير وابن عامر ، وأبو جعفر ، ويعقوب وعن ابن محيصن بسكون الضاد بلا ألف (٢) ، والباقون بالمد والتخفيف (٣).

المرسوم : اتفقوا على كتابة نبؤا بواو ثم ألف بعدها (٤).

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (يضعفه). [أ].

(٣) أي : (يضاعفه). [أ].

(٤) للمزيد انظر النشر في القراءات البشر لابن الجزري : (٢ / ٣٨٩). [أ].

٥٤٥

سورة الطلاق

مدنية وآيها إحدى عشرة بصري وثنتا عشرة حجازي وكوفي ودمشقي وثلاث عشرة حمصي خلافها أربعة واليوم الآخر دمشقي مخرجا كوفي وحمصي ومدني أخير يأولي الألباب مدني أول قدير حمصي. مشبه الفاصلة خمسة ثلاثة أشهر حسابا شديدا إلى النور شيء قدير عكسه موضع له أخرى. القراءات قرأ نافع (النبيء إذا) بهمز النبيء وبتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا ويوقف حمزة على إذا بالتحقيق والتسهيل كالياء لأنه متوسط بغيره المنفصل.

وقرأ (بُيُوتِهِنَ) [الآية : ١] بضم الموحدة ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب.

وقرأ (مُبَيِّنَةٍ) [الآية : ١] بكسر الياء نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب ومرّ بالنساء وأدغم دال (فَقَدْ ظَلَمَ) ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (بالِغُ أَمْرِهِ) [الآية : ٣] فحفص (بالِغُ) بغير تنوين (أَمْرِهِ) بالجر مضاف إليه على التخفيف مثل (مُتِمُّ نُورِهِ) والباقون بالتنوين والنصب (١) على الأصل في إعمال اسم الفاعل وأدغم دال (قَدْ جَعَلَ) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (اللَّائِي) [الآية : ٤] في الموضعين بحذف الياء مع تحقيق الهمزة (٢) قالون وقنبل ويعقوب وقرأ ورش وأبو عمرو والبزي بخلفهما وأبو جعفر بتسهيل الهمزة كالياء مع حذف الياء والثاني لأبي عمرو والبزي إبدال الهمزة ياء ساكنة مع إشباع المدّ والباقون بالمد والهمز المحقق وبعده ياء ساكنة ومرّ إيضاحه وتقدم عن النشر في الإدغام الكبير أن أبا عمرو في وجه الإبدال ومن معه وهو البزي واليزيدي إذا وصلوها بيئسن جاز لهم الإظهار والإدغام وأن كلاهما صحيح ولا يخفى أنه من قبيل الإدغام الصغير وإنما ذكر في الكبير لحكمة ذكرت ثمة.

واختلف في (مِنْ وُجْدِكُمْ) [الآية : ٦] فروح بكسر الواو والباقون بضم الواو لغتان

__________________

(١) أي : (بالغ أمره). [أ].

(٢) أي : (اللّاء). [أ].

٥٤٦

بمعنى الوسع وأمال (أتاه الله ما آتاها) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه وله فيهما طرق خمسة تقدمت.

وقرأ (بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) [الآية : ٧] بضم السين فيهما أبو جعفر.

وقرأ (وَكَأَيِّنْ) [الآية : ٨] بالمد ابن كثير وكذا أبو جعفر لكن مع تسهيل همزه مع المد والقصر ومرّ حكم الوقف عليه بآل عمران كالأصول (١).

وقرأ (نُكْراً) [الآية : ٨] بإسكان كافها ابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (مُبَيِّناتٍ) [الآية : ١١] بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة وأبو جعفر ويعقوب.

وقرأ ندخله [الآية : ١١] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر ومرّ بالنساء (٢).

المرسوم : كتبوا إلى (يَئِسْنَ) بحذف الألف اتفاقا بصورة الجارة.

__________________

(١) انظر ص : (٢١٨). [أ].

(٢) انظر ص : (٢٣٦). [أ].

٥٤٧

سورة التحريم

مدنية وآيها اثنا عشرة في غير الحمصي وثلاث فيه خلافها آية الأنهار حمصي. مشبه الفاصلة وصالح المؤمنين. القراءات قرأ نافع بهمز (النبيء) ووقف البزي ويعقوب بخلفهما على (لم) بهاء السكت (١) وأمال (مرضات) الكسائي وحده ووقف عليها بالهاء وحده أيضا وهي مخصصة من ذوات الواو ولذا فتحها الأزرق وقرأ نافع (النبيء إلى) بهمزتين محققة فمسهلة كالياء وبإبدالها واوا.

واختلف في (عَرَّفَ بَعْضَهُ) [الآية : ٣] فالكسائي بتخفيف الراء (٢) على معنى المحازاة أي حاز على بعض وأعرض عن بعض تكرما وحلما والباقون بتشديدها فالمفعول الأول محذوف أي عرف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم حفصة بعض ما فعلت وأدغم دال (فقد صغت) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (تَظاهَرا) [الآية : ٤] بتخفيف الظاء على حذف إحدى التاءين عاصم وحمزة والكسائي وخلف والباقون بتشديدها (٣) بإدغام التاء في الظاء كما مرّ في البقرة (٤) وسبق فيها حكم (جبريل) وأمال (عسى) معا حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وتقدم الخلاف لأبي عمرو في إدغام (طلّقكنّ) في بابه.

وقرأ (أَنْ يُبْدِلَهُ) [الآية : ٥] بفتح الموحدة وتشديد الدال (٥) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر والباقون بالسكون والتخفيف ومرّ بالكهف (٦).

واختلف في (نَصُوحاً) [الآية : ٨] فأبو بكر بضم النون مصدر نصح نصحا ونصوحا وافقه الحسن والباقون بفتحها صيغة مبالغة كضروب أسند النصح إليها مبالغة وهو صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة فيأتي بها على طريقتها ونصبها في القراءة الأولى على المفعول له أي لأجل نصح صاحبها أو نعتا على الوصف بالمصدر أي ذات نصح على ابن عباس رضي الله عنه هي اليقين بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع بالجوارح

__________________

(١) أي : (لمه). [أ].

(٢) أي : (عرف). [أ].

(٣) أي : (تظّاهرا). [أ].

(٤) انظر ص : (١٦٦). [أ].

(٥) أي : (يبدّله). [أ].

(٦) انظر ص : (٣٦٣). [أ].

٥٤٨

والاطمئنان على الترك ووقف على (امرأت) الثلاث كابنة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.

وقرأ (قيل) بالإشمام هشام ، والكسائي ورويس وأمال عمران بن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش.

وقرأ (وَكُتُبِهِ) [الآية : ١٢] بالجمع أبو عمرو وحفص ويعقوب والباقون بالتوحيد (١).

المرسوم : روى نافع كالبقية تظهرون بحذف الألف بعد الظاء واتفقوا على رسم مرضات بالتاء (وكذا) امرأت الثلاث و (ابْنَتَ عِمْرانَ).

__________________

(١) أي : (كتابه). [أ].

٥٤٩

سورة الملك

مكية (١) وآيها ثلاثون في جميع العدد سوى المكي وشيبة ونافع وإحدى وثلاثون عندهم خلافها آية قد جاءنا نذير مكي وشيبة ونافع. مشبه الفاصلة ثلاث الشياطين وهي تفور يأتكم نذير. القراءات اختلف في (تفوت) فحمزة والكسائي بتشديد الواو بلا ألف وافقهما الأعمش والباقون بتخفيفها بعد الألف لغتان كالتعهد والتعاهد وأدغم لام (هل ترى) أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه وأبدل (خاسئا) ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر وأدغم دال (ولقد زيّنّا) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (تَكادُ تَمَيَّزُ) [الآية : ٨] بتشديد التاء وصلا البزي (٢) بخلفه وأمال (بلى) بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو على ما تقدم وأدغم دال (قد جاء) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (فَسُحْقاً) [الآية : ١١] بضم الخاء الكسائي وابن وردان بخلفهما ، وابن جماز ونصب على المصدر أي سحقهم الله سحقا.

وقرأ (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ أَأَمِنْتُمْ) [الآية : ١٥] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه وبتسهيلها بلا ألف ورش والبزي ورويس وللأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط وقرأ قنبل في الوصل بالنشور بإبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلف وبتسهيل الثانية بلا ألف من طريق ابن مجاهد وبتحقيقهما كذلك من طريق ابن شنبوذ فإذا ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية فقط بلا ألف والوجه الثاني لهشام للتحقيق مع الفصل والثالث له التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف (وأبدل) الثانية ياء مفتوحة من (السماء أن) معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأثبت الياء في (نكير ونذير) وصلا ورش وفي الحالين يعقوب (٣).

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (تكاد تميّز). [أ].

(٣) أي : في الوصل والوقف. [أ].

٥٥٠

وقرأ (يَنْصُرُكُمْ) [الآية : ٢٠] بسكون الراء وباختلاسها أبو عمرو وروى الإتمام عنه الدوري.

وقرأ (صِراطٍ) [الآية : ٢٢] بالسين قنبل (١) من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة وأمال (متى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو وبخلفهما وقصر في الطيبة الخلف فيها على الدوري والأول صححه في النشر عن ابن شريح وغيره وأشم (سيئت) نافع وابن عامر الكسائي وأبو جعفر ورويس ويوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس وبالبدل مع الإدغام عند من ألحقه بالزائد وأما بين بين فضعيف وأشم (قيل) هشام والكسائي ورويس.

واختلف في (بِهِ تَدَّعُونَ) [الآية : ٢٧] فيعقوب بسكون الدال مخففة من الدعاء أي تطلبون وتستعجلون وافقه الحسن ورويت عن عصمة عن أبي بكر والأصمعي عن نافع ، والباقون بالفتح ، والتشديد (٢) ، تفتعلون من الدعاء أيضا أو من الدعوى أي تدعون أنه لا جنة ولا نار.

وقرأ (أَرَأَيْتُمْ) معا بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد وحذفها الكسائي وأثبتها الباقون محققة وفتح ياء الإضافة من (أَهْلَكَنِيَ اللهُ) [الآية : ٢٨] كلهم إلا حمزة فسكنها وسكنها من (مَعِيَ أَوْ) أبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.

واختلف في (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ) [الآية : ٢٩] فالكسائي بالياء من تحت والباقون بالتاء من فوق وخرج فستعلمون كيف نذير المتفق على خطابه.

المرسوم : اختلف في قطع كل ما ألقى. ياءات الإضافة اثنتان (إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ ، وَمَنْ مَعِيَ أَوْ) [الآية : ٢٨] وزائدتان (نَذِيرِ) [الآية : ١٧] ، و (نَكِيرِ) [الآية : ١٨].

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) أي : (تدّعون). [أ].

٥٥١

سورة ن

مكية (١) وآيها اثنتان وخمسون. مشبه الفاصلة ثلاثة ن كذلك العذاب الحوت وعكسه موضعان مصبحين ولا يستثنون. القراءات أدغم (ن) في واو (وّ القلم) ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم بخلف عنهم وهشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه وافقهم ابن محيصن من المفردة والشنبوذي وفي الأصل قال في الدر كالبحر ونقل عمن أدغم الغنة وعدمها قال الفراء وإظهارها أي النون أعجب أي لأنها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل انتهى فلينظر والباقون بالإظهار وسكت على ن أبو جعفر وعن الحسن ن بكسرها لالتقاء الساكنين.

وقرأ (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) [الآية : ٦] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة الأصبهاني (٢) بخلفه ويوقف عليه لحمزة كذلك وبالتحقيق لأنه متوسط بزائد وعن الحسن (عتل) بالرفع أي هو عتل.

وقرأ (أَنْ كانَ) [الآية : ١٤] بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وخلف عن نفسه والباقون بهمزتين على الاستفهام (٣) وهم ابن عامر وأبو بكر وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وحقق الهمزتين منهم أبو بكر وحمزة وروح وسهل الثانية ابن عامر وأبو جعفر ورويس وفصل بالألف أبو جعفر والحلواني عن هشام واختلف في الفصل عن ابن ذكوان والأكثرون على عدمه ومنهم الداني وقواه في النشر لكن قال إنه قرأ بالوجهين له كما مرّ في أعجمي بفصلت وأشار إليهما في الطيبة بقوله : إن كان أعجمي خلف (مليا) وانفرد المفسر عن الداجوني عن هشام بالتحقيق والمد وعن الحسن (إذا تتلى) بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام التوبيخي على قوله : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) لما تليت عليه آيات الله وعنه (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ) [الآية : ٣٨] بهمزة ممدودة على الاستفهام أيضا والجمهور بهمزة واحدة مكسورة على الخبر (٤).

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٨٠). [أ].

(٢) أي : (بييّكم ...) والله أعلم. [أ].

(٣) أي : (أأن كان ...). [أ].

(٤) أي : (إنّ لكم ...). [أ].

٥٥٢

وقرأ (أَنِ اغْدُوا) [الآية : ٢٢] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وأدغم لام (بل نحن) الكسائي وأمال (عسى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

وقرأ (أَنْ يُبْدِلَنا) [الآية : ٣٢] بالتشديد (١) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومرّ بالكهف (٢) ، وشدد البزي بخلفه تاء (لَما تَخَيَّرُونَ) [الآية : ٣٨] وصلا عن الحسن (بالغة) بالنصب على الحال من أيمان لتخصصه بالعمل أو بالوصف أو من الضمير في علينا إن جعلناه صفة وعنه أيضا (يكشف) بكسر الشين من اكشف وعنه أيضا (تداركه) على أن الأصل تتداركه فأدغم وأمال (فاجتبيه) كنادى حمزة والكسائي وخلف ، وقللهما الأزرق بخلفه.

واختلف في (لَيُزْلِقُونَكَ) [الآية : ٥١] فنافع وأبو جعفر بفتح الياء (٣) من زلقت الرجل وهو فعل يتعدى مفتوح العين لا مكسورها مثل حزن وحزنته والباقون بضمها من أزلقه معدى بالهمزة أي أزل رجله قال الحسن دواء من أصابه العين أن يقرأ هذه الآية وإن يكاد الخ ...

المرسوم : اتفقوا على كتابة (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) بياءين بين الألف والكاف وعلى قطع (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا) وهو آخر العشرة المقطوعة.

__________________

(١) أي : (يبدّلنا). [أ].

(٢) انظر ص : (٣٦٣). [أ].

(٣) أي : (ليزلقونك). [أ].

٥٥٣

سورة الحاقة

مكية (١) وآيها خمسون وآية بصرى ودمشقي وثنتان في الباقي خلافها ثلاث الحاقة الأول كوفي حسوما حمصي بشماله حجازي. مشبه الفاصلة موضعان صرعى بيمينه. القراءات أمال (أدراك) أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري وابن الأخرم عن الأخفش ولأبي بكر جميع رواة المغاربة وأدغم تاء (كذّبت ثمود) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وعن الأعمش تنوين ثمود المرفوع وأمال (فترى القوم) وصلا السوسي بخلفه وأمال (صرعى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما وأدغم لام (فهل ترى) أبو عمرو وهشام في المشهور عنه وحمزة والكسائي.

واختلف في (وَمَنْ قَبْلَهُ) [الآية : ٩] فأبو عمرو والكسائي ويعقوب بكسر القاف الموحدة أي جناده وأهل طاعته وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بفتح القاف وسكون الباء (٢) ظرف زمان أي ومن تقدمه من الأمم وأبدل همز (المؤتفكات) قالون بخلفه وورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وأبدل همز (بالخاطئة) ياء مفتوحة أبو جعفر وحده كوقف حمزة.

وأمال (طغى) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه واتفقوا على كسر عين (تعيها) مع فتح الياء مخففة مضارع وعى حفظ وهو منصوب بالعطف على لنجعلها وما ذكره في البحر من إسكانها لقنبل وإخفاء حركتها لحمزة فليس من طرقنا والمعنى وتحفظها أذن من شأنها أن تحفظ المواضع وتعتبرها.

وقرأ (أُذُنٌ) بسكون الذال نافع وحده ، وعن المطوعي (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ) [الآية : ١٤] بتشديد الميم للتكثير.

واختلف في (لا تَخْفى) [الآية : ١٨] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت لأن التأنيث مجازي وللفصل وأمالوا ألفها وافقهم الأعمش والباقون بالتاء للتأنيث اللفظي وقللها الأزرق بخلفه ويوقف لحمزة على (هاؤم) بالتسهيل كالواو على القياس وجها

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (من قبله). [أ].

٥٥٤

واحدا لأنه ليس من قبيل المتوسط بزائد لأن هاؤم اسم فعل بمعنى خذ واوها فيه جزء ليست للتنبيه وقول مكي أصلها هاوموا بواو وكتبت على لفظ الوصل تعقبه الأستاذ أبو شامة كما بين في آخر وقف حمزة وهشام على الهمز.

وقرأ (مالِيَهْ ، سُلْطانِيَهْ) [الآية : ٢٨ ـ ٢٩] بحذف الهاء منهما وصلا (١) حمزة ويعقوب وأثبتاهما وقفا.

وقرأ (كِتابِيَهْ) [الآية : ١٩ ، ٢٥] كلاهما و (حِسابِيَهْ) [الآية : ٢٠ ، ٢٦] معا بحذف هاء السكت وصلا (٢) يعقوب والباقون بالإثبات في الحالين فلا خلاف في إثباتها وقفا ومرّ في باب النقل الخلف لورش في نقل همزة إني إلى هاء كتابيه وأن الجمهور على ترك النقل قال في النشر وترك النقل فيه هو المختار عندنا الخ واختلف أيضا في إدغام هاء (ماليه) في هاء (هلك) فمنهم من أخذ بإظهارها لكونها هاء سكت أيضا وقد قال مكي في التبصرة له يلزم من ألقى الحركة في (كتابيه إني) أن يدغم ماليه هلك لأنه أجراها مجرى الأصلي حين ألقى الحركة عليها وقدر ثبوتها في الوصل قال وبالإظهار قرأت وعليه العمل وهو الصواب قال أبو شامة يعني بالإظهار أن يقف على ماليه وقفة لطيفة وأما إن وصل فلا يمكن غير الإدغام أو التحريك قال : وإن خلا اللفظ من أحدهما كان القارئ واقفا وهو لا يدري لسرعة الوصل قال في النشر بعد نقله ما ذكر وغيره وما قاله أبو شامة أقرب إلى التحقيق وأحرى بالدراية والتدقيق وقد سبقه إلى النص عليه أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الداني قال في جامعه فمن روى التحقيق يعني في كتابيه لزمه أن يقف على الهاء في قوله ماليه هلك وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع لأنه واصل بنية واقف فيمتنع بذلك من أن يدغم في الهاء التي بعدها قال ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي انتهى وهو الصواب انتهى كلام النشر وهذا ما تقدم الوعد به أول الإدغام الصغير.

واختلف في (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ، وقَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٤١ ـ ٤٢] فابن كثير وهشام ويعقوب وابن ذكوان من طريق الصوري ومن أكثر طرق الأخفش عند العراقيين بالياء من تحت فيهما وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بالتاء من فوق وهي رواية النقاش عن الأخفش وخفف ذال (تذكّرون) حفص وحمزة والكسائي وخلف.

المرسوم : اتفقوا على الألف في طغا الماء [الآية : ١١].

__________________

(١) أي : (مالي ، سلطاني). [أ].

(٢) أي : (كتابي ، حسابي). [أ].

٥٥٥

سورة سأل

وتسمى المعارج ، والواقعة : مكية (١) وآيها أربعون وثلاث دمشقي وأربع في الباقي (خلافها) آية (أَلْفَ سَنَةٍ) تركها دمشقي.

القراءات : اختلف في (سَأَلَ) [الآية : ١] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بألف بلا همز (٢) بوزن قال وهي لغة قريش فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس عند سيبويه والقياس بين بين أو من السيلان فألفه عن ياء كباع والمعنى سال وادي بعذاب والباقون بالهمز من السؤال فقط وهي اللغة الفاشية ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل فقط واختلف في (تَعْرُجُ) [الآية : ٤] فالكسائي بالياء من تحت والباقون بالتاء من فوق.

واختلف في (وَلا يَسْئَلُ) [الآية : ١٠] فالبزي من طريق ابن الحباب وأبو جعفر بضم الياء مبنيا للمفعول ونائبه حميم وحميما نصب بنزع الخافض عن وكذا رواه الزينبي عن أصحابه عن أبي ربيعة والباقون بفتح الياء مبنيا للفاعل أي لا يسأل قريب قريبا عن حاله أو لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجد ذلك عنده وهي رواية أبي ربيعة عن البزي.

وقرأ (يَوْمِئِذٍ) [الآية : ١١] بفتح الميم نافع والكسائي وأبو جعفر كما في هود وأبدل أبو جعفر همزة (تؤويه) واوا ساكنة فجمع بين الواوين الأصلية والمبدلة بلا إدغام والباقون بالإظهار ويوقف عليه لحمزة بالإبدال بلا إدغام وبالإدغام وهما في الشاطبية وغيرها وأمال رءوس آي هذه السورة وهي أربعة (لظى ، وللشّوى ، وتولى ، فأوعى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه غير أن التقليل عنه أكثر من الفتح كما مرّ واختلف في (نَزَّاعَةً) [الآية : ١٦] فحفص بالنصب على الحال من الضمير المستكن في لظى لأنها وإن كانت علما جارية مجرى المشتقات بمعنى المتلظي أو على الاختصاص والباقون بالرفع خبر ثان وأمال (ابتغى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وقرأ (لِأَماناتِهِمْ) [الآية : ٣٢] بالتوحيد (٣) ابن كثير وافقه ابن محيصن ومرّ بالمؤمنين.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٨١). [أ].

(٢) أي : (سأل ...). [أ].

(٣) أي : (لأمانتهم). [أ].

٥٥٦

واختلف في (بِشَهاداتِهِمْ) [الآية : ٣٣] فحفص ويعقوب بألف بعد الدال على الجمع اعتبارا بتعدد الأنواع والباقون بلا ألف على التوحيد على إرادة الجنس وتقدم في الوقف على المرسوم حكم الوقف على (فمال) والابتداء بها ، وفي محالها الثلاثة ، وعن ابن محيصن (ربّ المشرق والمغرب) بالتوحيد فيها.

وقرأ حتى يلقوا [الآية : ٤٢] بفتح الياء وسكون اللام بلا ألف أبو جعفر (١) كما في الزخرف ومرّ اتفاقهم على فتح حتى ، واختلف في (إِلى نُصُبٍ) [الآية : ٤٣] فابن عامر وحفص بضم النون والصاد جمع نصب كسقف وسقف أو جمع نصاب ككتب وكتاب وعن الحسن بفتح النون والصاد (٢) فعل بمعنى مفعول والباقون بفتح النون وإسكان الصاد (٣) اسم مفرد بمعنى المنصوب للعبادة أو العلم وقال أبو عمرو وهي شبكة الصائد يسرع إليها عند وقوع الصيد فيها خوف انقلابه.

المرسوم : نافع عن المدني المشرق ، والمغرب بحذف ألفهما وقيل ثابتتان في العراقية واتفقوا على فصل لام فمال كالنساء ، والكهف ، والفرقان.

__________________

(١) أي : (يلقوا). [أ].

(٢) أي : (نصب). [أ].

(٣) أي : (نصب). [أ].

٥٥٧

سورة نوح عليه الصلاة والسلام

مكية (١) وآيها عشرون وثمان كوفي وتسع بصري ودمشقي وثلاثون حجازي وحمصي. (خلافها) خمس فيهن نورا حمصي وسواعا غيره فادخلوا نارا ونسرا كوفي وحمصي ومدني أخيرا ضلوا كثيرا مكي ومدني أول. القراءات قرأ (أن اعبدوا الله) بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وأثبت الياء في (وأطيعون) في الحالين يعقوب وأبدل الهمزة واوا مفتوحة في (وَيُؤَخِّرْكُمْ ، ولا يُؤَخَّرُ) ورش من طريقيه وأبو جعفر كوقف حمزة وفتح ياء (دعائي إلا) نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وكذا (إني أعلنت لهم) غير ابن عامر فسكنها كالباقين وعن الحسن فتح ياء (قومي) ومر للأزرق تفخيم الراء من (فرارا) كالجماعة لأجل تكرارها وضم يعقوب الهاء من (فيهن نورا) بلا خلاف ووقف عليها بهاء السكت بخلفه.

واختلف في (وَوَلَدُهُ) [الآية : ٢١] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح الواو واللام وعن الحسن بكسر الواو وسكون اللام (٢) والباقون بضم الواو وسكون اللام (٣) قيل الفتح والضم لغتان كالبخل والبخل وقيل المضموم جمع المفتوح كأسد وأسد وعن ابن محيصن (كبارا) بكسر الكاف وتخفيف الباء جمع كبير ، واختلف في (وَدًّا) [الآية : ٢٣] فنافع وأبو جعفر بضم الواو والباقون بفتحها لغتان في اسم صنم في عهد نوح وعن المطوعي (يغوثا ، ويعوقا) بالتنوين مصروفين للتناسب نحو : سلاسل.

وقرأ خطاياهم [الآية : ٢٥] بوزن قضاياهم أبو عمرو والباقون (خَطِيئاتِهِمْ) بالألف والتاء المكسورة جرا ووقف يعقوب بخلفه على (ولوالديّ) بهاء السكت (٤) وفتح ياء (بيتي) هشام وحفص وسكنها الباقون. ياءات الإضافة أربعة (قَوْمِ) [الآية : ٢] للحسن (دُعائِي إِلَّا) [الآية : ٦] (إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ) [الآية : ٩] (بَيْتِيَ مُؤْمِناً) [الآية : ٢٨] وفيها زائدة (وَأَطِيعُونِ) [الآية : ٣].

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (وولده). [أ].

(٣) أي : (وولده). [أ].

(٤) أي : (والديّه). [أ].

٥٥٨

سورة الجن

مكية (١) وآيها عشرون وثمان آيات وسبع عند البزي (خلافها) ثنتان من الله أحد مكي وترك من دونه ملتحدا. القراءات نقل ابن كثير قرآنا.

واختلف في همز (وَأَنَّهُ تَعالى) [الآية : ٣] وما بعده إلى قوله سبحانه (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ) [الآية : ١٤] وجملته اثنا عشر فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة فيهن عطفا على مرفوع أوحى قاله أبو حاتم وعورض بأن أكثرها لا يصح دخوله تحت معمول أوحى وهو ما كان فيه ضمير المتكلم نحو لمسنا وقيل عطفا على الضمير في به من فآمنا به من غير إعادة الجار على مذهب الكوفيين وقواه مكي بكثرة حذف حرف الجر مع أن وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على محل به كأنه قال صدقناه وصدقنا أنه تعالى وأنه كان يقول وكذا البواقي وقرأ أبو جعفر بالفتح في ثلاثة منها وهي (وَأَنَّهُ تَعالى ، وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ ، وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ) [الآية : ٣ ، ٤ ، ٦] جمعا بين اللغتين وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالكسر فيها كلها عطفا على قوله أنا سمعنا فيكون الكل مقولا للقول.

واختلف أيضا في (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ) [الآية : ١٩] فنافع وأبو بكر بكسرها والباقون بفتحها وتوجيهها معلوم من السابق ولا خلاف في فتح (أنه استمع وأن المساجد) واتفقوا على فتح جيم (جد) ورفع دالة مضافا إلى ربنا أي عظمته أو سلطانه أو غناه.

واختلف في (أَنْ لَنْ تَقُولَ) [الآية : ٥] فيعقوب بفتح القاف وتشديد الواو (٢) مضارع تقول أي تكذب والأصل تتقول فحذف أحد التاءين وانتصب كذبا حينئذ على المصدر لأن التقول كذب نحو قعدت جلوسا والباقون بضم القاف وسكون الواو مضارع قال وانتصب كذبا بتقول لأنه نوع من القول وأمال (فزادوهم) حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وأبدل همز (ملئت) ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر.

واختلف في (يَسْلُكْهُ) [الآية : ١٧] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بياء الغيبة وافقهم الأعمش والباقون بنون العظمة.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (تقوّل). [أ].

٥٥٩

واختلف في (عَلَيْهِ لِبَداً) [الآية : ١٩] فهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني بضم اللام ولم يذكر في التيسير غيره وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق الحلواني والداجوني معا وهو جمع لبدة بالضم نحو غرفة وغرف والباقون بكسرها جمع لبدة بالكسر أي كاد يركب بعضهم بعضا لكثرتهم للإصغاء والاستماع لما يقوله وهي رواية الفضل عن الحلواني ورواية النقاش عن الجمال عن الحلواني وزيد عن الداجوني والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر وهما في الشاطبية كالطيبة عن ابن محيصن ضم اللام وتشديد الباء مفتوحة وعنه بتخفيفها مضمومة (١).

واختلف في (قُلْ إِنَّما أَدْعُوا) [الآية : ٢٠] فعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم القاف وسكون اللام بلفظ الأمر وافقهم الأعمش والباقون قال بلفظ الماضي على الخبر عن عبد الله وهو محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفتح ياء الإضافة من (ربي أمدا) نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو.

واختلف في (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ) [الآية : ٢٨] فرويس بضم الياء مبنيا للمفعول والباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي ليعلم النبي الموحى إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومر التنبيه على ضم هاء (لديهم) لحمزة ويعقوب وعلى إمالة (أحصى).

المرسوم في بعض المصاحف (قُلْ إِنَّما) بلا ألف وفي بعضها بألف واتفقوا على حذف ألف الن في جميع القرآن نحو (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَ) إلا (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ) هنا فبالإثبات في بعض المصاحف واتفقوا على قطع (أَنْ لَنْ تَقُولَ). ياءات الإضافة واحدة (رَبِّي أَمَداً) [الآية : ٢٥].

__________________

(١) أي : (لبّدا) ، أو (لبدا). [أ].

٥٦٠