إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة النجم

مكية (١) وآيها ستون وآية غير كوفي وحمصي واثنان فيهما خلافها ثلاث من الحق شيئا كوفي عن من تولى شامي إلا الحياة الدنيا غير دمشقي. مشبه الفاصلة وتضحكون. القراءات عن الحسن (والنجم) بضم النون وأمال رءوس الآي في هذه السورة حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق قولا واحدا مطلقا كما مر وأما أبو عمرو فله في الرائي الإمالة المحضة كحمزة ومن معه وفي غيره الفتح والصغرى. تنبيه عن من تولى رأس آية في الشامي فيفتحها أبو عمرو وأما (رأى ورآه) فتقدم حكمهما في الأنعام وغيرها.

واختلف في (ما كَذَبَ) [الآية : ١١] فهشام وأبو جعفر بتشديد الذال (٢) أي ما رآه سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعينه صدقه قلبه ولم ينكره وما موصولة مفعول به والعائد محذوف وافقهما الحسن والباقون بتخفيفها على جعله لازما معدى بقي وما الأولى نافية والثانية مصدرية أو موصولة منصوبة بالفعل بعد إسقاط الجر وقيل متعد لواحد أي صدق قلب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في رؤية ربه تعالى في قول ابن عباس رضي الله عنه أو صدق قلبه في رؤية عينه عند ربه في قول وجبرائيل في آخر بل صح عن ابن عباس أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى ربه تعالى بعيني رأسه وعليه الجمهور قال الإمام الكبير الرباني أحمد الرزاز في كتابه الشهاب الثاقب ولقد أعجب لمن إذا ذكرت له رؤية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة الإسراء يؤول ذلك ويحتج لقصور علمه لاستحالة رؤية الحق في الدنيا وأين ذلك الحال الشريف من الدنيا وحالها الأدنى ولقد بلغ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى مقام من القرب يتعالى عن حكم الدارين فما الدنيا والآخرة بمحل لمثل ما وقع له إذ ذاك فالمقام الذي وصل إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تداني القرب أعز وأجل مما يكون به الواحد منا في الدار الآخرة أهلا للرؤيا والمكالمة انتهى ملخصا.

واختلف في (أَفَتُمارُونَهُ) [الآية : ١٢] فحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح التاء وسكون الميم بلا ألف (٣) من مريته إذا علمته وجحدته وعدي بعلى لتضمنه معنى الغلبة وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها من ماراه يماريه مراء جادله وأمال حمزة وحده (ما زاغَ) وكذا زاغوا بالصف وفتحهما الباقون.

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٧٦). [أ].

(٢) أي : (ما كذّب). [أ].

(٣) أي : (أفتمرونه). [أ].

٥٢١

وقرأ (أَفَرَأَيْتُمُ) بتسهيل الثانية نافع وللأزرق أيضا إبدالها مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وأثبتها الباقون مخففة.

واختلف في (اللَّاتَ) فرويس بتشديد التاء مع المد للساكنين (١) ورويت عن ابن عباس رضي الله عنه وابن كثير ومجاهد وطلحة قال ابن عباس كان رجلا بسوق عكاظ يلت السمن والسويق عند صخرة ويطعمه الحاج فلما مات عبدوا الحجر الذي كان عنده إجلالا لذلك الرجل وسموه باسمه قال في الدر فهو اسم فاعل في الأصل غلب على هذا الرجل والباقون بتخفيفها اسم صنم لثقيف بالطائف ووقف على تائها بالهاء الكسائي واختلف في (مَناةَ) [الآية : ٢٠] فابن كثير بهمزة مفتوحة بعد الألف فيمد مدا متصلا (٢) وافقه ابن محيصن والباقون بغير همزة وهما لغتان وقيل الأولى من النوء وهو المطر لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا به فوزنها حينئذ مفاعلة وألفها منقلبة عن واو وهمزتها أصلية وميمها زائدة والثانية مشتقة من منى يمني صب لصب دماء النحائر عندها وهي صخرة على ساحل البحر تعبدها هذيل وخزاعة ووقف عليها الجميع بالهاء للرسم وقرأ ضئزى بهمزة ساكنة ابن كثير والباقون بياء مكان الهمزة كما مر في الهمز المفرد وأدغم دال (وَلَقَدْ جاءَهُمْ) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وعن ابن محيصن بخلفه (ليجزي الذين ، ويجزي) بنون العظمة فيهما والجمهور بياء الغيب.

وقرأ (كَبائِرَ) [الآية : ٣٢] بكسر الباء الموحدة بلا ألف ولا همز على التوحيد (٣) حمزة والكسائي وخلف والباقون بفتح الباء ثم ألف فهمزة على الجمع وسبق بالشورى.

وقرأ (أُمَّهاتِكُمْ) [الآية : ٣٢] بكسر الهمزة والميم وصلا حمزة وكسر الكسائي الهمزة فقط فإن ابتدءا ضما الهمزة وفتحا الميم كالباقين فيهما ومر بالنساء.

وأمال (تولى ، وأعطى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه في أعطى لكونها ليست برأس آية وأبو عمرو على قاعدته في تولى وأبدل أبو جعفر (أم لم ينبأ) وحده كوقف حمزة وهشام بخلفه.

وقرأ (إِبْراهِيمَ) [الآية : ٣٧] بالألف (٤) هشام وابن ذكوان بخلفه وعن ابن محيصن (الَّذِي وَفَّى) بتخفيف الفاء وتقدم خلف الأزرق في ترقيق راء (وِزْرَ) وأدغم رويس هاء (أَنَّهُ هُوَ) في الأربعة هنا بخلف عنه موافقة لأبي عمرو ويترجح الإدغام عنه في اثنين منها (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى ، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) ووافقه في الكل روح من المصباح.

وقرأ (النَّشْأَةَ) [الآية : ٤٧] بألف بعد الشين والمد (٥) ابن كثير وأبو عمرو والباقون بسكون الشين بلا ألف ومرت بالعنكبوت.

__________________

(١) أي : (اللّات). [أ].

(٢) أي : (مناءة). [أ].

(٣) أي : (كبير). [أ].

(٤) أي : (إبراهام). [أ].

(٥) أي : (النّشاءة). [أ].

٥٢٢

وقرأ (عاداً الْأُولى) [الآية : ٥٠] بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلا (١) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب واختلف عن قالون من طريقيه في همز الواو غير أن الهمز أشهر عن الحلواني وعدمه أشهر عن أبي نشيط كما في النشر وأما حكم الابتداء فلكل منهم وجهان أحدهما الولى بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها والثاني بضم اللام وحذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم ويجوز لغير ورش وجه ثالث وهو الابتداء بالأصل فتأتي بهمزة الوصل مع تسكين اللام وتخفيف الهمزة المضمومة بعدها الواو وهذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همز الواو أيضا إلا أن الوجه الثالث وهو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه فتلخص لقالون خمسة أوجه حالة الابتداء ولورش وجهان ولباقي الناقلين ثلاثة وسبق في باب المد الخلاف في استثنائها للأزرق من المغير بالنقل والوجهان في الشاطبية كالطيبة وعلى عدم الاستثناء فثلاثة البدل حالة الوصل سائغة له أما في الابتداء فإن لم نعتد بالعارض وابتدأنا بهمزة الوصل فهي سائغة أيضا فإن اعتد بالعارض وابتدئ باللام مضمومة فالقصر فقط لقوة الاعتداد في ذلك كما مر تحقيقه عن النشر والباقون وهم ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر التنوين وسكون اللام وتخفيف الهمزة من غير نقل فكسر التنوين لالتقاء الساكنين وصلا والابتداء بهمزة الوصل وعاد الأولى هم قوم هود وعاد الأخرى آدم وقيل غير ذلك.

وقرأ (وَثَمُودَ) [الآية : ٥١] بغير تنوين عاصم وحمزة ويعقوب الباقون بالتنوين ومر بهود وتقدم لقالون إبدال همزة (الْمُؤْتَفِكَةَ) في أحد وجهيه من طريقيه وفاقا لورش من طريقيه وأبو جعفر وأبو عمرو بخلفه وعن الحسن (والمؤتفكات) بالجمع وكسر التاء والجمهور على الإفراد وفتح التاء وأبدل الهمزة المفتوحة ياء مفتوحة من (فَبِأَيِ) الأصبهاني وأدغم يعقوب التاء الأولى في الثانية من (رَبِّكَ تَتَمارى) [الآية : ٥٥] وصلا (٢) أما في الابتداء فبتاءين مظهرتين كالباقين.

المرسوم اتفقوا على كتابة منوة بواو بدل الألف وفي الإمام كغيره وثمودا فما بالألف واتفقوا على قطع عن من تولى وعلى كتابة (اللَّاتَ) بالتاء وعلى (مَناةَ) بالهاء (٣).

__________________

(١) أي : (عاد لّولى). [أ].

(٢) أي : يدغم فتصير : (ربّك تّماري). [أ].

(٣) وليس في هذه السورة الكريمة شيء من الياءات. [أ].

٥٢٣

سورة القمر

مكية (١) عند الجمهور وقيل إلا ثلاث آيات أولها أم يقولون نحن إلى وأمر وآيها خمس وخمسون إجماعا. القراءات اختلف في (مُسْتَقَرٌّ) [الآية : ٣] فأبو جعفر بخفض الراء صفة إلى واو رفع كل حينئذ بالعطف على الساعة كما قاله القاضي تبعا للزمخشري وقيل بالابتداء والخبر أي بالغوه لدلالة ما قبله عليه أي وكل أمر مستقر لهم في القدر بالغوه والباقون بالرفع خبر كل أي منته إلى غاية وأدغم دال (وَلَقَدْ جاءَهُمْ) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف ووقف يعقوب على (تُغْنِ) بالياء ويوقف للكل على (يَوْمَ يَدْعُ) بحذف الواو للرسم وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالواو ولقنبل بخلفه تقدم التنبيه عليه في الشورى عند ويمح الله وأثبت الياء في (الدَّاعِ إِلى) وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين البزي ويعقوب وقرأ نكر بسكون الكاف ابن كثير ومر بالبقرة واختلف في خشعا فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة بالإفراد وهي الفصحى من حيث أن الفعل وما جرى مجراه إذا قدم على الفاعل وحد وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش والباقون بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها بلا ألف وهو فصيح أيضا كثير لكونه جمع تكسير وهو كالواحد بجامع الإعراب بالحركة فلا يخرج على لغة أكلوني البراغيث وأثبت الياء في (الداع) وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب واتفقوا على فتح (فدعا ربه) لكونه واويا مرسوما بالألف.

وقرأ (فَتَحْنا) [الآية : ١١] بتشديد التاء (٢) وابن عامر وأبو جعفر وروح ورويس من طريق النحاس كما مر بالأنعام.

وقرأ (عُيُوناً) [الآية : ١٢] بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وضمهما الباقون وعن المطوعي إدغام النون الأولى من (بِأَعْيُنِنا) في الثانية وأثبت في الياء في نذر في السنة وصلا ورش وفي الحالين يعقوب وعن الحسن في (يوم نحس) بتنوين ميمه ووصفه بنجس وأدغم تاء (كذبت ثمود) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (فتّحنا). [أ].

٥٢٤

من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وسهل الثانية من أألقى مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو بخلفهما في الإدخال وأبو جعفر وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل ولهشام ثلاثة أوجه الأول التسهيل مع المد والثاني التحقيق مع المد والثالث التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون ومر تفصيله.

واختلف في (سَيَعْلَمُونَ) [الآية : ٢٦] فابن عامر وحمزة وبالتاء من فوق وافقهما الأعمش والباقون بالغيب من تحت وأمال (فَتَعاطى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن (كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) بفتح الظاء فقيل مصدر بمعنى الاحتظار وقيل اسم مكان وقيل اسم مفعول والجمهور بكسرها اسم فاعل وأدغم دال (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وكذا حكم (وَلَقَدْ جاءَ) وأما (جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ) فسبق الكلام عليه في فلما (جاءَ آلَ لُوطٍ) بالحجر مفصلا (١) وعن ابن محيصن من المفردة ونهر بضمتين بالتحريك كأسد أو جمع ساكن كسقف وسقف والجمع مناسب لجمع جنات والجمهور على فتحها على الإفراد اسم جنس.

المرسوم خشعا بحذف الألف بعد خاء وفي بعضها بإثباتها واتفقوا على حذف الواو من يدع الداع ، والزوائد ثمان (الدَّاعِ) [الآية : ٦] (إِلَى الدَّاعِ) [الآية : ٨] (وَنُذُرِ) [الآية : ١٦ ، ١٨ ، ٢١ ، ٣٠ ، ٣٧ ، ٣٩] ستة وأما (تُغْنِ) [الآية : ٥] ليعقوب فليست من الزوائد المصطلح عليها كما في المرسوم.

__________________

(١) انظر ص : (٣٤٥). [أ].

٥٢٥

سورة الرحمن عزوجل

مكية (١) في قول الجمهور مدنية وآيها سبعون وست بصري وسبع حجازي وثمان كوفي وشامي خلافها خمس الرحمن كوفي وشامي خلق الإنسان الأول تركها مدني للأنام تركها مكي شواظ من نار حجازي بها المجرمون تركها بصري. مشبه الفاصلة اثنان خلق الإنسان الثاني رب المشرقين وعكسه خلق الإنسان الأول. القراءات نقل (الْقُرْآنَ) ابن كثير.

واختلف في (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ) [الآية : ١٢] فابن عامر بالنصب في الثلاثة (٢) على إضمار فعل أي أخص أو خلق أو عطفا على الأرض وذا صفة الحب وقرأ حمزة والكسائي وخلف برفع الأولين أعني الحب وذو وجر الريحان عطفا على العصف وافقهم الأعمش والباقون بالرفع في الثلاثة عطفا على المرفوع قبله أي فيها فاكهة وفيها الحب وذو صفته وأبدل الأصبهاني همز (فَبِأَيِ) ياء مفتوحة جميع ما في هذه السورة وسبق الخلاف عن الأزرق في تغليظ لام (صَلْصالٍ) وإن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين ورجح الترقيق في الطيبة قال في النشر وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن.

وأمال (كَالْفَخَّارِ) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وعن الحسن (الْجَانَ) كل ما في هذه السورة بحذف الألف وبالهمزة بعد الجيم ومر بالحجر.

واختلف في (يَخْرُجُ) [الآية : ٢٢] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم الياء وفتح الراء (٣) مبنيا للمفعول وافقهم اليزيدي والباقون بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل على المجاز وأبدل همزة (اللؤلؤ) الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلف وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو وأما الثانية فكذلك على القياس أو واوا مضمومة كما مر ثم تسكن للوقف فيتحدان لفظا ويجوز الروم والإشمام على ما تقدم والرابع بين بين على ما تقدير روم حركة الهمزة وكذا هشام بخلفه في الثانية.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٧٧). [أ].

(٢) أي : (الحبّ ذا العصف). [أ].

(٣) أي : (يخرج). [أ].

٥٢٦

وأمال (الْجَوارِ) الدوري عن الكسائي ووقف يعقوب عليها بالياء وعن الحسن رفع رائه والجمهور على كسرها لأنه منقوص على فواعل والياء محذوفة لالتقاء الساكنين وقراءة الرفع لتناسي المحذوف.

واختلف في (الْمُنْشَآتُ) [الآية : ٢٤] فحمزة وأبو بكر بخلف عنه بكسر الشين (١) اسم فاعل من أنشأ أوجد أي منشئ الموج أو السير على الاتساع أو من أنشأ شرع في الفعل أي المبتدآت أو الرافعات الشرع وافقهم الأعمش والباقون بالفتح اسم مفعول أي أنشأ الله أو الناس وبه قرأ أبو بكر من طريق العلمي وقطع له بالأول جمهور العراقيين من طريقيه وبالوجهين جميعا جمهور المغاربة والمصريين وهما في الشاطبية كأصلها والطيبة وعن ابن محيصن (فان) بالياء بعد النون وقفا وأمال (وَيَبْقى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأمال (الْإِكْرامِ) معا ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش وأبدل همز (شَأْنٍ) الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة.

واختلف في (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) [الآية : ٣١] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على أنه مسند إلى ضمير اسم الله تعالى المتقدم وافقهم الأعمش والباقون بالنون على أنه مسند للمتكلم العظيم.

وقرأ (أَيُّهَ الثَّقَلانِ) [الآية : ٣١] بضم الهاء وصلا ابن عامر ووقف عليها بالألف (٢) على الأصل أبو عمرو والكسائي ويعقوب والباقون بحذف الألف مع سكون الهاء للرسم.

واختلف في (شُواظٌ) [الآية : ٣٥] فابن كثير بكسر الشين وافقه ابن محيصن والأعمش والباقون بضمها لغتان.

واختلف في (وَنُحاسٌ) [الآية : ٣٦٥] فابن كثير وأبو عمرو وروح بخفض السين عطفا على نار وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وعن الحسن ونحس بفتح النون وسكون الحاء بلا ألف والباقون كقراءة ابن كثير لكن برفع السين عطفا على شواظ وعن الشنبوذي (يَطُوفُونَ) [الآية : ٤٤] بفتح الطاء والواو المشددتين وأمال (خاف) حمزة وحذف أبو جعفر همز (متكين) كوقف حمزة والقياس بين بين وأما الإبدال فضعيف وضم يعقوب الهاء من فيهما في المواضع الأربعة وقرأ رويس بالنقل (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) موافقة لورش أي بنقل كسر الهمزة إلى النون قبلها فيلفظ بها مكسورة وأمال (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) [الآية : ٥٦] في الموضعين فالكسائي بضم الميم في الأول فقط فيما رواه كثير من الأئمة عنه من روايتيه وخصه آخرون بالدوري وروى آخرون

__________________

(١) أي : (المنشآت). [أ].

(٢) أي : (أيّها). [أ].

٥٢٧

كسر الأول وضم الثاني عن أبي الحارث وروى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما معا وروى بعضهم عنه ضمهما وروى ابن مجاهد الضم والكسر فيهما لا يبالي كيف يقرؤهما وروى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول كسر الثاني وإذا كسر الأول ضم الثاني والوجهان من التخيير وغيره ثابتان عن الكسائي نصا وأداء كما في النشر قال الجعبري وحاصله أنه نقل عن الكسائي ثلاثة مذاهب ضم الأول وكسر الثاني من الروايتين والتخيير بينهما وكسر الأول وضم الثاني من رواية الليث وإذا أردت جمعها في التلاوة فاقرأ الأول بالضم ثم بالكسر والثاني بالكسر ثم بالضم والباقون بكسرها فيهما وهما لغتان في مضارع طمث كلمز وأصل الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر ثم أطلق على كل جماع وقيل الطمث دم الحيض والمعنى أن الإنسيات لا يمسها إنس ولا الجنيات لا يمسها جن لأن الجن لهم قاصرات الطرف من نوعهم في الجنة نفي الافتضاض عن الإنسيات والجنيات وضم الهاء من (فيهن) معا يعقوب ويقف عليها بهاء السكت لكن بخلف عنه ومر التنبيه على ضمة هاء (فيهما) وعن ابن محيصن (على رفارف) بفتح الفاء وألف بعدها وكسر الراء الثانية وفتح الفاء من غير تنوين غير منصرف بصيغة منتهى الجموع (عباقري) بألف بعد الباء وكسر القاف وفتح الباء بلا تنوين ممنوعا من الصرف وكأنه لمجاورة رفارف وإلا فلا مانع من تنوين ياء النسب كما نبه عليه السمين.

واختلف في (ذِي الْجَلالِ) [الآية : ٧٨] آخر السورة فابن عامر ذو بالواو صفة للاسم والباقون بالياء صفة للرب فإنه هو الموصوف بذلك وخرج الأول المتفق على قراءته لأنه نعت للوجه واتفقت عليه المصاحف ومر قريبا التنبيه على إمالة (الإكرام) لابن ذكوان بخلفه.

المرسوم الجحدري كل لؤلؤ في القرآن بألف في الإمام سوى البقية وكتب في الشامي ذا العصف بألف وكتب فيه أيضا ذو الجلال آخر السورة بالواو واختلف في إثبات ألف تكذبان كل ما في الرحمن وكتبوا في العراقية المنشيت بياء بغير ألف بين الشين والتاء وفي غيرها بلا ياء ولا ألف وكتبوا بالتواصي بالياء (١).

__________________

(١) وليس فيها شيء من الياءات .. [أ].

٥٢٨

سورة الواقعة

مكية (١) وآيها تسعون وست كوفي وسبع بصري وتسع حجازي وشامي خلافها خمس عشرة فأصحاب الميمنة غير كوفي وحمصي وأصحاب المشئمة مدني أول موضونة حجازي وكوفي وأباريق مكي ومدني وأخير (وَحُورٌ عِينٌ) مدني وأخير ولا تأثيما غير مكي والمدني الأول وأصحاب اليمين غير كوفي معه إنشاء تركها بصري وحميم غير كوفي كانوا يقولون له آباؤنا الأولون غير حمصي قل إن الأولين والآخرين تركها الشامي ومدني أخير وعد المجموعون وريحان دمشقي. (مشبه الفاصلة) تسعة خافضة وأول السابقون واليمين والشمال في سموم أن الأولين والآخرين لمجموعون الضالون لآكلون المكذبين وعكسه ثلاثة الواقعة كاذبة ثلاثة. (القراءات) عن اليزيدي (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) [الآية : ٣] بالنصب فيهما (٢) على الحالين من الضمير في كاذبة أو من فاعل وقعت والجمهور بالرفع فيهما خبر مضمر أي هي خافضة قوما إلى النار رافعة آخرين إلى الجنة فالمفعول محذوف أو هي ذوات خفض ورفع نحو محيي ومميت وأبدل همز (كأس) أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر.

وقرأ (يُنْزِفُونَ) [الآية : ١٩] بضم الياء وكسر الزاي عاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالصافات (٣).

واختلف في (وَحُورٌ عِينٌ) [الآية : ٢٢] فحمزة والكسائي وأبو جعفر بالجر فيهما عطفا على (جَنَّةُ نَعِيمٍ) كأنه قيل هم في جنات وفاكهة ولحم وحور أي مصاحبة حورا وعلى بأكواب إذ معنى يطوف إلخ ينعمون إلخ بأكواب إلخ وافقهم الحسن والأعمش والباقون برفعهما عطفا على ولدان أو مبتدأ محذوف الخبر أي فيهم أو لهم أو خبر المضمر أي نساؤهم حور عين وأبدل همزة (كأمثال اللؤلؤ) الأولى كأبي عمرو بخلفه ولا يبدله ورش من طريقيه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو وكذا الثانية على القياس وبإبدال الثانية واوا مكسورة ثم تسكن للوقف فيتحدان ويجوز الروم والتسهيل كالياء على تقدير روم حركة الهمزة كما مر فهي ثلاثة.

__________________

(١) انظر الإتقان : (٢ / ١٢٧٧). [أ].

(٢) أي : (خافضة ، رافعة). [أ].

(٣) انظر ص : (٤٧١). [أ].

٥٢٩

وقرأ (عُرُباً) [الآية : ٣٧] بسكون الراء أبو بكر وحمزة وخلف ومر بالبقرة (١) وقرأ (أئذا) و (أئنا) بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني (٢) نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالاستفهام فيهما فالكل على الاستفهام في الأول هنا وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل مع المد وورش وابن كثير ورويس كذلك مع القصر والباقون بالتخفيف مع القصر غير أن هشاما من أكثر الطرق عنه على المد كما مر.

وقرأ (مِتْنا) [الآية : ٤٧] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (أَوَآباؤُنَا) [الآية : ٤٨] بإسكان الواو وابن عامر وأبو جعفر وبه قرأ الأصبهاني لكن مع نقل حركة الهمزة فتحذف هي أي الهمزة ومر بالصافات.

وقرأ (فَمالِؤُنَ) [الآية : ٥٣] أبو جعفر بحذف الهمز مع ضم اللام.

واختلف في (شُرْبَ الْهِيمِ) [الآية : ٥٥] فنافع وعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم الشين وافقهم الحسن والأعمش والباقون بفتحها وهما مصدر شرب كالأكل وقيل المصدر والضم الاسم.

وقرأ (أَفَرَأَيْتُمْ) [الآية : ٥٨] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وسهل الثانية من (أأنتم) في الأربعة مع إدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام بخلفه أبو جعفر بلا إدخال ورش وابن كثير ورويس وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وبالتخفيف مع المد هشام في وجهه الثاني والثالث له التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون.

واختلف في (قَدَّرْنا) [الآية : ٦٠] فابن كثير بتخفيف الدال (٣) وافقه ابن محيصن والباقون بالتشديد لغتان.

وقرأ (النَّشْأَةَ) [الآية : ٦٢] بألف بعد الشين والمد (٤) ابن كثير وأبو عمرو والباقون بسكون الشين بلا ألف ولا مد ومر بالعنكبوت.

وقرأ (تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٦٢] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي (فظللتم) على الأصل بلامين مكسورة فساكنة وأما تشديد التاء من (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو وإن كان ثابتا لكنه ليس من طرق كتابنا كالنشر وانفرد بذلك الداني قال في النشر ولو لا إثباتهما يعني كنتم تمنون بآل عمران وفظلتم تفكهون هنا في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ولو لا ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا وذكر الداني لهما اختيار

__________________

(١) انظر ص : (١٦٦). [أ].

(٢) أي : (أئذا ، إنّا). [أ].

(٣) أي : (قدرنا). [أ].

(٤) أي : (النّشاءة). [أ].

٥٣٠

والشاطبي تبعه إذا لم يكونا من طريق كتابهما وأشار لذلك بقوله في الطيبة : وبعد كنتم ظلمتم وصف وقرأ (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) [الآية : ٦٦] بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بلا ألف (١) أبو بكر والباقون بهمزة واحدة على الخبر.

وقرأ (الْمُنْشِؤُنَ) [الآية : ٧٢] بحذف الهمزة مع ضم الشين (٢) أبو جعفر وبخلف عن ابن وردان.

واختلف في (بِمَواقِعِ) [الآية : ٧٥] فحمزة والكسائي وخلف بإسكان الواو بلا ألف مفرد (٣) بمعنى الجمع لأنه مصدر وافقهم الحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بفتح الواو وألف على الجمع ونقل ابن كثير (القران) واختلف في (فَرَوْحٌ) [الآية : ٨٩] هنا فرويس بضم الراء فسرت بالرحمة أو الحياة وانفرد بذلك ابن مهران عن روح ورويت عن أبي عمرو وابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حديث عائشة كما في سنن أبي داود والباقون بالفتح فله استراحة وقيل الفرح وقيل المغفرة والرحمة وقيل غير ذلك وخرج (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ) المتفق على الفتح لأن المراد به الفرح والرحمة وليس المراد به الحياة الذاهبة ووقف على (جنت نعيم) بالهاء (٤) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.

المرسوم في بعض المصاحف بمواقع بألف وفي بعضها بحذفها واتفقوا على كتابة أئذا متنا بياء واختلف في قطع في عن ما في قوله تعالى (فِي ما لا تَعْلَمُونَ) [الآية : ٦١] وكتبوا (جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) بالتاء (٥).

__________________

(١) أي : (أإنّا). [أ].

(٢) أي : (المنشون). [أ].

(٣) أي : (بموقع). [أ].

(٤) أي : (فجنّة). [أ].

(٥) وليس فيها شيء من الياءات. [أ].

٥٣١

سورة الحديد

مدنية (١) وقيل مكية وآيها عشرون وثمان غير عراقي وتسع فيه (خلافها) ثنتان من قبله العذاب كوفي وآتيناه الإنجيل بصري. (مشبه الفاصلة) خمسة نورا بسورة الصديقون عذاب شديد بأس شديد (القراءات) قرأ (وَهُوَ مَعَكُمْ) بسكون الهاء قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر.

وقرأ (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [الآية : ٥] بفتح التاء وكسر الجيم (٢) ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب واختلف في (أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) [الآية : ٨] فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء مبنيا للمفعول وميثاقكم بالرفع على النيابة وافقه اليزيدي والحسن والباقون بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى وميثاقكم بالنصب على المفعولية والجملة في موضع الحال من مفعول يدعوكم.

وقرأ (يُنَزِّلُ) [الآية : ٩] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ومر بالبقرة وقصر همز (رؤف) أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وأما تسهيل همزه فقد تقدم أنها انفرادة للحنبلي عن ابن وردان فلا يقرأ بها حمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين وحكي إبدالها واوا ولا يصح.

واختلف في (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ) [الآية : ١٠] هنا فابن عامر برفع اللام على أنه مبتدأ ووعد الله الخبر والعائد محذوف أي وعده الله قال أبو حيان وقد أجازه القراء وهشام وورد في السبعة فوجب قبوله انتهى والبصريون لا يجيزون هذا إلا في الشعر قال السمين لكن نقل ابن مالك إجماع الكوفيين والبصريين عليه إذا كان المبتدأ كلا أو ما أشبهها في الافتقار والعموم والباقون بالنصب مفعولا أول لوعد تقدم على فعله أي وعد الله كلهم الحسنى وخرج بالتقييد بهنا موضع النساء المتفق على نصبه لإجماع المصاحف عليه.

وقرأ (فَيُضاعِفَهُ) [الآية : ١١] بألف بعد الضاد ورفع الفاء على الاستئناف نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وقرأ ابن كثير وأبو جعفر بغير ألف وتشديد العين ورفع

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (ترجع). [أ].

٥٣٢

الفاء (١) وقرأ ابن عامر ويعقوب كذلك لكن بنصب الفاء (٢) على إضمار أن وقرأ عاصم بالألف وتخفيف العين ونصب الفاء كما مر بالبقرة (٣).

وأمال (تَرَى الْمُؤْمِنِينَ) [الآية : ١٢] وصلا السوسي بخلفه وقرأ الباقون بالفتح وبه قرأ السوسي في وجهه الثاني وأماله وقفا أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف وابن ذكوان من طريق الصوري ووافقهم الأعمش وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل واختلف في (انْظُرُونا) [الآية : ١٣] فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الظاء (٤) من الإنظار أي أمهلونا وافقه المطوعي والباقون بوصل الهمزة وضم الظاء من نظر بمعنى انتظر كالقراءة الأولى وذلك أنه يسرع بالخلص إلى الجنة على نجب فيقول المنافقون انتظرونا لأنا مشاة ولا نستطيع لحوقكم ويجوز أن يكون من النظر وهو الإبصار وأشم (قيل) هشام والكسائي ورويس.

وأمال (بلى) حمزة والكسائي وخلف وشعبة بخلفه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما مر وأن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري.

وقرأ (الْأَمانِيُ) [الآية : ١٤] بتخفيف الياء مع سكونها أبو جعفر وتقدم اتفاقهم على فتح حتى وأسقط الأولى (من جاء أمر) قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه وسهل ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس في ثانية وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد وكذا قنبل وله ثالث إسقاط الأولى كالبزي والباقون بتحقيقهما.

واختلف في (لا يُؤْخَذُ) [الآية : ١٥] فابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق لتأنيث فاعله لفظا وافقهم الحسن والباقون بالياء من تحت لكونه مجازيا وعن الحسن (ألمّا يأن) بفتح الميم مشددة وبعدها ألف.

واختلف في (وَما نَزَلَ) [الآية : ١٦] فنافع وحفص ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار عنه بتخفيف الزاي ثلاثيا لازما مبنيا للفاعل وهو الضمير العائد لما الموصولة والباقون بتشديدها (٥) معدى بالتضعيف مسندا لضمير اسم الله تعالى وعن الأعمش بضم النون وكسر الزاي مشددة مبنيا للمفعول.

واختلف في (وَلا يَكُونُوا) [الآية : ١٦] فرويس بالتاء من فوق على الخطاب للالتفات والباقون بياء الغيب على السياق وتقدم الخلف عن الأزرق في تغليظ لام (فطال) للفصل بالألف وإن رجح التغليظ كما في النشر.

__________________

(١) أي : (فيضعّفه). [أ].

(٢) أي : (فيضعّفه). [أ].

(٣) انظر ص : (١٦٦). [أ].

(٤) أي : (أنظرونا). [أ].

(٥) أي : (ما نزّل). [أ].

٥٣٣

واختلف في (الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) [الآية : ١٨] فابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد فيهما (١) من التصديق أي صدقوا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أي آمنوا بما جاء به وافقهما ابن محيصن والباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعني الصداقة والأصل المتصدقين والمتصدقات أدغم التاء في الصاد.

وقرأ (يُضاعِفُ) [الآية : ١٨] بتشديد العين بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالألف مع التخفيف (٢).

وأمال (الدُّنْيا) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وعن الدوري عنه تمحيضها وقرأ (رضوان) بضم الراء أبو بكر.

واختلف في (بِما آتاكُمْ) [الآية : ٢٣] فأبو عمرو بقصر الهمزة من الإتيان أي بما جاءكم وفاعله ضمير ما وافقه الحسن والباقون بالمد (٣) من الإيتاء أي بما أعطاكم الله إياه ففاعله ضمير اسم الله المقدم والمراد الفرح الموجب للبطر والاختيال ولذا عقبه بقوله (لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) وأمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه ويتحصل له من تثليث مد البدل مع ذلك خمس طرق تقدم بيانها في الإمالة وغيرها.

وقرأ (بِالْبُخْلِ) [الآية : ٢٤] بفتح الباء والخاء وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالضم والسكون واختلف في إثبات وهو في (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فنافع وابن عامر وأبو جعفر بحذفها (٤) على جعل الغني خبر إن والباقون بإثباتها فصلا بين الاسم والخبر كما هو الأكثر ويسميه البصريون فصلا أي يفصل الخبر عن الصفة والكوفيون عمادا وأعرب بعضهم هو مبتدأ وخبره الغني والجملة خبر إن واستحسن أبو على كونه فصلا فقط لا مبتدأ لأن حذف المبتدأ غير سائغ أي رجح فصليته لحذف في القراءة الأخرى وأسكن أبو عمرو سين (رسلنا).

وقرأ (إِبْراهِيمَ) [الآية : ٢٦] بالألف مكان الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان.

وقرأ (النُّبُوَّةَ) بالهمزة نافع (٥) وفتح همز (رَأْفَةٌ) ممدودة على وزن رعافة قنبل من طريق ابن شنبوذ وسكنها كالباقين من طريق ابن مجاهد كما مر بالنور وأبدل همزها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وأمال هاءها مع الفتحة قبلها الكسائي وقفا كحمزة بخلفه وتقدم ضم راء (رِضْوانَ اللهِ) لشعبة وأبدل همز (لئلّا) ياء مفتوحة الأزرق.

المرسوم في المدني والشامي فإن الله الغني بغير هو وفي المكي والعراقي بإثباتها وفي الشامي وكل وعد الله بلا ألف واتفقوا على وصل ياء لكي بلا لكيلا تأسوا (٦).

__________________

(١) أي : (المصدّقين ، والمصدّقات). [أ].)

(٢) أي : (يضاعف). [أ].

(٣) أي : (آتاكم). [أ].

(٤) أي : (إنّ الله الغنيّ ...). [أ].

(٥) أي : (النّبوءة). [أ].

(٦) وليس فيها شيء من الياءات. [أ].

٥٣٤

سورة المجادلة

مدنية (١) قيل إلا قوله تعالى : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وقيل العشر الأول منها مدني وباقيها مكي (وآيها) عشرون وآية مكي ومدني وأخير واثنان في الباقي. (خلافها) آية في الأذلين تركها مكي ومدني أخير. (مشبه الفاصلة) عذابا شديدا. (القراءات) أدغم دال (قد سمع) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (يَظْهَرُونَ) [الآية : ٢] في الموضعين هنا بفتح الياء وتشديد الهاء مفتوحتين بلا ألف (٢) نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وبتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة (٣) وقرأ عاصم بضم الياء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء بعد الألف وإنما خالف حمزة ومن معه قراءتهم في الأحزاب لعدم المسوغ لأن الحذف إنما كان لاجتماع التاءين وهنا ياء تحتية ثم تاء فوقية فلم يجتمع المثلان وقرأ اللائي بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والباقون بحذفها وحققها منهم أعني الحاذقين قالون وقنبل ويعقوب وسهلها بين بين ورش وأبو جعفر وبه قرأ أبو عمرو والبزي من طريق العراقيين والوجه الثاني لهما إبدال الهمزة ياء ساكنة وعليه سائر المغاربة ويشبع المد للساكنين وكل من سهل إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما مر بتوجيهه.

وأمال (أَحْصاهُ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (ما يَكُونُ) [الآية : ٧] فأبو جعفر بالتاء من فوق (٤) الباقون بالتذكير.

واختلف في (وَلا أَكْثَرَ) [الآية : ٧] فيعقوب بالرفع عطفا على محل نجوى لأنه مجرور بمن الزائدة للتأكيد وافقه الحسن وزاد فقرأ بالموحدة بدل المثلثة والباقون بالفتح مجرورا على لفظ نجوى.

واختلف في (يَتَناجَوْنَ) [الآية : ٨] فحمزة ورويس ينتجون بنون ساكنة بعد الياء وضم الجيم بلا ألف على وزن ينتهون من النجوى وهو السر وأصله ينتجيون نقلت ضمة الياء لثقلها إلى الجيم ثم حذفت لسكونها مع سكون الواو وافقهما الأعمش والباقون

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ١٢٥). [أ].

(٢) أي : (يظّهّرون). [أ].

(٣) أي : (يظّاهرون). [أ].

(٤) أي : (تكون). [أ].

٥٣٥

بتاء ونون مفتوحتين وألف وفتح الجيم من التناجي من النجوى أيضا.

واختلف في (فَلا تَتَناجَوْا) [الآية : ٩] فرويس تنتجوا بوزن تنتهوا كذلك وعن ابن محيصن (فلا تناجوا) بتاء واحدة خفيفة وعنه تشديدها والباقون تتناجوا بتاءين خفيفتين ونون وألف وجيم مفتوحة ووقف على (معصيت) بالهاء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.

وقرأ (لِيَحْزُنَ) [الآية : ١١] بضم الياء وكسر الزاي نافع ومر بآل عمران وأشم قاف (قيل) معا هشام والكسائي ورويس.

واختلف في (تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ) [الآية : ١١] فعاصم المجالس بالجمع وافقه الحسن وعنه تفاسحوا بألف بعد الفاء وتخفيف السين والباقون المجلس بالتوحيد.

واختلف في (انْشُزُوا فَانْشُزُوا) [الآية : ١١] فنافع وابن عامر وحفص وأبو بكر فيما رواه عنه الجمهور وأبو جعفر بضم الشين فيهما والباقون بالكسر وكذلك والوجهان صحيحان عن أبي بكر وهما لغتان كيعكف ويعكف ويحرص ويحرص وسهل الثانية وأدخل الفاء في (أأشفقتم) قالون وأبو عمرو وهشام بخلفه وأبو جعفر وبلا ألف ورش وابن كثير ورويس وللأزرق إبدالها ألفا مع المد المشبع والثاني لهشام تحقيقها مع المد والثالث له تحقيقها مع القصر وبه قرأ الباقون وإذا وقف حمزة عليه فله في الثانية التحقيق والتسهيل لأنه متوسط بزائد وفتح سين (ويحسبون) ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.

وأمال (فَأَنْساهُمْ) [الآية : ١٩] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء الإضافة (من رسلي إن) نافع وابن عامر وأبو جعفر.

المرسوم اتفقوا على كتابة معصيت معا بالتاء. ياءات الإضافة واحدة (وَرُسُلِي إِنَ) [الآية : ٢١].

٥٣٦

سورة الحشر

مدنية (١) وآيها أربعة وعشرون. مشبه الفاصلة خمسة (لَمْ يَحْتَسِبُوا ، وأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ، ولا رِكابٍ ، أَحَداً أَبَداً ، بَيْنَهُمْ ، شَدِيدُ).

القراءات : أمال (فَأَتاهُمُ اللهُ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وهو مقصور وفاقا لأنه بمعنى المجيء وقرأ في (قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) بكسر الهاء والميم أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء وضم الميم والباقون ومثله (لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ) وكذا (و (عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ) إلا أن يعقوب كحمزة فيها وضم عين (الرُّعْبَ) ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة.

واختلف (يُخْرِبُونَ) [الآية : ٢] فأبو عمرو بفتح الخاء وتشديد الراء (٢) وافقه الحسن واليزيدي والباقون بسكون الخاء وتخفيف الراء وهما بمعنى عداه وأبو عمرو بالتضعيف وغيره بالهمزة لكن حكي عن أبي عمرو أنه قال إن خرب بالتشديد هدم وأفسد وأخرب ترك الموضع خرابا وذهب عنه.

وقرأ (بُيُوتَهُمْ) [الآية : ٢] بكسر الباء قالون وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن (الجلاء) بلا مد ولا همز.

واختلف في (يَكُونَ دُولَةً) [الآية : ٧] فأبو جعفر وهشام من أكثر طرق الحلواني عنه تكون بتاء التأنيث دولة بالرفع على أن كان تامة وهي طريق ابن عبدان عن الحلواني وروى الجمال وغيره التذكير مع رفع دولة لكون الفاعل مجازي التأنيث ولم يختلف عن الحلواني في رفع دولة وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام التذكير مع النصب وبه قرأ الباقون على أن كان ناقصة واسمها ضمير الفيء ودولة خبرها ولا يجوز النصب مع التأنيث وإن توهمه بعض شراح الشاطبية من ظاهر كلام الشاطبي رحمه‌الله لانتفاء صحته رواية ومعنى كما نبه عليه في النشر قال الجعبري وإنما امتنع التأنيث مع النصب لأن الفاعل مذكر فلا يجوز تأنيث فعله قال أبو عمرو والدولة بالضم ما ينتقل من النعم من قوم إلى آخرين وبالفتح الظفر والاستيلاء في الحرب.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (يخرّبون). [أ].

٥٣٧

وأمال (آتاكُمُ) و (نَهاكُمْ) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه ومر للأزرق طرق خمسة في أتاكم.

وقرأ (وَرِضْواناً) [الآية : ٨] بضم الراء أبو بكر وقرأ (رؤف) بالقصر بلا واو أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف.

وأمال (قُرىً مُحَصَّنَةٍ) وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.

واختلف في (جُدُرٍ) [الآية : ١٤] فابن كثير وأبو عمرو جدار بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد وافقهما اليزيدي وابن محيصن بخلفه وعنه فتح الجيم وسكون الدال بلا الألف لغة فيه وعن الحسن ضم الجيم وسكون الدال مع حذف الألف والباقون بضم الجيم والدال على الجمع وأماله أبو عمرو.

وقرأ (تَحْسَبُهُمْ) [الآية : ١٤] بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه ومر بالبقرة وأمال (شَتَّى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأبو عمرو كذلك.

وقرأ (بَرِيءٌ) [الآية : ١٦] بالإبدال والإدغام أبو جعفر ووقف عليه حمزة وهشام بخلفه كذلك ويجوز فيه الروم والإشمام وفتح ياء الإضافة من (إِنِّي أَخافُ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن الحسن (عاقِبَتَهُما) بالرفع اسما لكان وأن وما في حيزها خبر والجمهور عكسوا وهو الراجح كما مر وعن المطوعي (خالدان) بالألف رفعا خبر أن والظرف لغو ونقل (القرآن) ابن كثير ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (ذلك جزؤا) ونحو مما رسم بواو بعد الزاي وألف باثني عشر وجها مرت مبنية في بعض النظائر منها أنبؤا ما كانوا أول الأنعام.

وأمال (الْبارِئُ) الدوري عن الكسائي والباقون بالفتح وعن ابن محيصن بخلفه بياء مضمومة بدل الهمزة وعنه أيضا (الْمُصَوِّرُ) بفتح الراء على القطع أي أمدح وعن الحسن فتح الواو والراء مفعولا بالبارئ أي خالق الشيء المصور أمام آدم أو هو وبنوه قال السمين وعليها يحرم الوقف على المصور بل يحب الوصل ليظهر النصب في الراء لئلا يتوهم منه في الوقف ما لا يجوز.

المرسوم اتفقوا على كتابة وذلك جزؤا الظالمين بواو بعد الزاي وألف. ياءات الإضافة واحدة (إِنِّي أَخافُ) [الآية : ١٦].

٥٣٨

سورة الممتحنة

مدنية (١) وآيها ثلاث عشرة آية. (القراءات) مرّ ضم الهاء من (إِلَيْهِمْ) لحمزة ويعقوب وأمال الكسائي (مَرْضاتِي) وفتحها الباقون.

وقرأ (وَأَنَا أَعْلَمُ) [الآية : ١] بالمد نافع وأبو جعفر وأدغم دال (فَقَدْ ضَلَ) ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ) [الآية : ٣] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الداجوني بضم الياء وسكون الفاء وفتح الصاد مخففا (٢) مبنيا للمفعول والنائب ضمير المصدر المفهوم من يفصل أي الفصل أو بينكم لكنه مبني على الفتح لإضافته إلى مبني نحو لقد تقطع بينكم عند من فتح وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام بضم الياء وفتح الفاء والصاد المشددة مبنيا للمفعول أيضا وقرأ عاصم ويعقوب بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة مبنيا للفاعل وهو الله تعالى أي يحكم أو يفرق وصلكم وافقهما الحسن وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد المشددة مبنيا للفاعل أيضا أي يفرق بإدخال المؤمن الجنة والكافر النار وافقهم الأعمش.

وقرأ (أُسْوَةٌ) [الآية : ٤] معا بضم الهمزة عاصم كما مرّ بالأحزاب (٣).

وقرأ (إِبْراهِيمَ) [الآية : ٤] الأول وهو قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان ويوقف لحمزة على (براؤا) بتسهيل الأولى بين بين على القياس ولا يصح إبدالها واوا في النشر وكذا حذفها وأما الثانية فتبدل ألفا مع المد والقصر والتوسط وتسهل كالواو مع المد والقصر فقط فهي خمسة وتبدل واوا ساكنة للرسم مع المد والقصر والتوسط وله الإشمام مع الثلاث والروم مع القصر فالجملة اثنا عشر وجها وافقه هشام بخلفه مع تحقيق الأولى وأبدل الثانية من

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٨٠). [أ].

(٢) أي : (يفصل). [أ].

(٣) انظر ص : (٤٥١). [أ].

٥٣٩

(وَالْبَغْضاءُ أَبَداً) واوا مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

وأمال (عسى) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وكذا حكم (لا ينهيكم إنما ينهيكم) خلا الدوري المذكور فبالفتح فيهما وشدد البزي بخلفه التاء في (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) ووقف يعقوب بخلفه بهاء السكت على نون جمع النسوة المشددة بعد الهاء من فامتحنوهن وجميع ما بعده إلى قوله لهن الله واختلف في (وَلا تُمْسِكُوا) [الآية : ١٠] فأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وفتح الميم وتشديد السين (١) من مسك رباعيا مضعفا وافقهما اليزيدي وعن الحسن بفتح التاء والميم وتشديد السين المفتوحة والأصل تتمسكوا حذفت إحدى التاءين والباقون بضم التاء وسكون الميم وتخفيف السين من أمسك كأكرم.

وقرأ (وَسْئَلُوا ، ما أَنْفَقْتُمْ) [الآية : ١٠] بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه وعن الحسن (فعقّبتم) بالقصر وتشديد القاف.

وقرأ (النَّبِيُّ إِذا) [الآية : ١٢] بهمزة النبيء مضمومة فيسهل التي بعدها كالياء ويبدلها واوا مكسورة.

المرسوم : اتفقوا على كتابة صورة الهمزة المضمومة في براؤا واوا وحذف الألف قبلها وزيادة ألف بعدها وأما المفتوحة فصورتها محذوفة كما في النشر وغيره (٢).

__________________

(١) أي : (تمسّكوا). [أ].

(٢) انظر النشر : (٢ / ٣٨٧). [أ].

٥٤٠