إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة الجاثية

مكية (١) وقيل إلا قوله قل للذين الآية فمدنية وآيها ثلاثون وست في غير الكوفي وسبع فيه خلافها حم كوفي. (مشبه الفاصلة) واحد هو للذين. القراءات مر حكم إمالة (حم) والسكت على حرفيها (٢).

واختلف في (آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [الآية : ٤] و (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الآية : ٥] الثاني والثالث فحمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء منصوبة فيهما عطفا على اسم إن أي وإن في خلقكم وإن في اختلاف والخبر وقوله وفي خلقكم وفي اختلاف أو كرر آيات تأكيد للأول أي إن في السموات وفي خلقكم وفي اختلاف الليل لآيات ويكون في خلقكم عطفا على في السموات كرر معه حرف العطف توكيدا وافقهم الأعمش والباقون برفعهما على الابتداء والظرف قيل هو الخبر وهي حينئذ جملة معطوفة على جملة مؤكدة بأن ويحتمل أن تكون آيات عطفا على محل أن ومعمولها وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد وبتقدير هو أن عطفت عطف الجمل وخرج بالقيد المذكور الأول المتفق على كسره لأنه اسم أن وأمال (فأحيا به) الكسائي وقلله الأزرق بخلفه.

وقرأ (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) [الآية : ٥] بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف (٣) ، وأبدل همزة (فبأي) ياء مفتوحة الأصبهاني وسهل همزة (كان لم يسمعها) كما سبق في الهمز المفرد (٤).

واختلف في (وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) [الآية : ٦] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر وروح بالغيب وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بتاء الخطاب وقرأ (هزوا) معا بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص وقرأ حمزة وخلف بسكون الزاي ويوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم وأما بين بين والتشديد فكلاهما ضعيف لا يقرأ به.

وقرأ (مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) [الآية : ١١] برفع الميم نعتا لعذاب ابن كثير وحفص ويعقوب ومر بسبإ وعن ابن محيصن بخلفه (جميعا منه) بتشديد النون وبعدها تاء تأنيث منونة منصوبة (٥) مصدر من يمن منة.

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) لأبي جعفر (ح ، م). [أ].

(٣) الباقون : (الرّياح). [أ].

(٤) انظر الصفحة : (٧٥). [أ].

(٥) أي : (منّة). [أ].

٥٠١

واختلف في (لِيَجْزِيَ قَوْماً) [الآية : ١٢] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء من تحت مبنيا للفاعل أي ليجزي الله وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش وقرأ أبو جعفر بالياء المضمومة وفتح الزاي مبنيا للمفعول (١) مع نصب (قَوْماً) أي ليجزي الخير والشر أو الجزاء أي ما يجزى به لا المصدر فإن الإسناد إليه سيما مع وجود المفعول به ضعيف قاله القاضي وقيل النائب الظرف وهو بما قاله السمين وفي هذه حجة للأخفش والكوفيين حيث يجوزون نيابة غير المفعول به مع وجوده والباقون بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل (٢).

وقرأ (تُرْجَعُونَ) [الآية : ١٥] بفتح التاء وكسر الجيم يعقوب وسهل أبو جعفر همز (إسرائل) ومر أول البقرة خلاف الأزرق في مده ووقف حمزة عليه كهمزة النبوة لنافع.

وقرأ (سَواءً مَحْياهُمْ) [الآية : ٢١] بالنصب حمزة وحفص والكسائي وخلف وتقدم بالحج وأمال محياهم الكسائي فقط وقلله الأزرق بخلفه وقرأ (أفرأيت) بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد لأجل الساكن بعدها وحذفها الكسائي ومر ما فيه بالأنعام وغيرها.

واختلف في (غِشاوَةٌ) [الآية : ٢٣] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الغين وسكون الشين بلا ألف (٣) وافقهم الأعمش وعنه أيضا كسر الغين والباقون بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها لغتان بمعنى غطاء وقرأ (تذكّرون) بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر حكم إمالة (الدنيا) غير مرة وعن الحسن (ما كان حجتهم) بالرفع اسم كان (وإلا أن قالوا) الخبر والجمهور بالنصب على أنها الخبر وهو الراجح وقرأ (لا ريب) معا بالمد المتوسط حمزة بخلفه.

واختلف في (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى) [الآية : ٢٨] فيعقوب بنصب كل على البدل من كل أمة الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها والباقون بالرفع على الابتداء وتدعى خبرها.

وأمال (تدعى وتتلى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه وأشم (قيل) هشام والكسائي ورويس.

واختلف في (السَّاعَةُ) [الآية : ٣٢] فحمزة بالنصب عطفا على وعد الله وافقه الأعمش والباقون بالرفع على الابتداء خبره لا ريب فيها أو عطفا على محل إن واسمها أو على المرفوع في حق.

وأمال (وحاق) حمزة ومر حكم (يستهزءون) لأبي جعفر وغيره وأظهر ذال (اتخذتم) ابن كثير وحفص ورويس بخلفه ومر التنبيه على (هزوا) وقرأ (لا يخرجون) بفتح الياء وضم الراء حمزة والكسائي وخلف ومر بالأعراف (٤).

__________________

(١) أي : (ليجزى). [أ].

(٢) أي : (لنجزي). [أ].

(٣) أي : (غشوة). [أ].

(٤) انظر الصفحة : (٢٨٠). [أ].

٥٠٢

سورة الأحقاف

مكية (١) قيل إلا قل أرأيتم إن كان وفاصبر كما صبر الآيتين فبالمدينة وآيها ثلاثون وأربع في غير الكوفي وخمس فيه خلافا آية حم كوفي. (مشبه الفاصلة) اثنان عذاب الهون ما يوعدون. القراءات مر حكم إمالة (حم) والسكت عليها (٢).

وقرأ (أرأيتم) بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد ، وسهلها الكسائي وأبدل ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر الهمزة الساكنة وصلا (من السموات ائتوني) ياء ساكنة أما في الابتداء فالكل بياء ساكنة بعد همزة الوصل مكسورة (٣) وقرأ بمد (أنا إلا نذير قالون بخلفه وسهل إسرائل أبو جعفر ومر أول البقرة خلاف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه.

وقرأ (لِيُنْذِرَ) [الآية : ١٢] بالخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام نافع وابن عامر والبزي بخلفه وأبو جعفر ويعقوب وهي رواية النقاش من طريق الشنبوذي وبه قرأ الداني من طريق أبي ربيعة فإطلاق الخلاف في التيسير خروج عن طريقه كما في النشر والباقون بالغيب وهي رواية الطبري والفحام والحمامي عن النقاش وابن بنان بضم الباء وبالنون عن أبي ربيعة.

وقرأ (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [الآية : ١٣] بفتح الفاء بلا تنوين وضم الهاء يعقوب.

واختلف في (إِحْساناً) [الآية : ١٥] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف (إِحْساناً) بزيادة همزة مكسورة فحاء ساكنة وفتح السين وألف بعدها مصدرا حذف عامله أي وصيناه أن يحسن إليهما إحسانا وقيل مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا فيتعدى لاثنين إحسانا ثانيهما وافقهم الأعمش والباقون بضم الحاء وسكون السين بلا همز ولا ألف مفعولا به على تقدير مضاف وموصوف أي أمرا ذا حسن واتفقوا على أن موضع العنكبوت كقفل ومواضع البقرة والنساء والأنعام والإسراء كإكرام.

وقرأ (كَرْهاً) [الآية : ١٥] بفتح الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (ح ، م). [أ].

(٣) أي : (ايتوني). [أ].

٥٠٣

وهشام بخلفه والباقون بالضم لغتان بمعنى وقيل بالضم المشقة وبالفتح الغلبة والقهر والضم لهشام من رواية الداجوني من جميع طرقه إلا المفسر والفتح من رواية الحلواني من جميع طرقه والمفسر عن الداجوني وسبق بالنساء.

واختلف في (وَفِصالُهُ) [الآية : ٨] فيعقوب بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف (١) وعن الحسن بضم الفاء وألف بعد الصاد (٢) والباقون كذلك لكن مع كسر الفاء قيل هما مصدران كالعظم والعظام وفتح ياء الإضافة من (أوزعني أن) ورش من طريق الأزرق والبزي.

وأمال (ترضيه) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (نَتَقَبَّلُ ، ونَتَجاوَزُ أَحْسَنَ) [الآية : ١٦] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب بياء مضمومة في الفعلين (٣) على البناء للمفعول ورفع (أَحْسَنَ) على النيابة وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي وعن المطوعي فتح الياء من تحت وأحسن بالنصب ، والباقون بالنون المفتوحة فيهما مبنيين للفاعل ، وأحسن بالنصب على المفعول به.

وقرأ (أُفٍ) [الآية : ١٧] بالكسر للفاء منونة نافع وحفص وأبو جعفر وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء بلا تنوين والباقون بكسرها بلا تنوين ومر بالإسراء (٤).

واختلف في (أَتَعِدانِنِي) [الآية : ١٧] فهشام بنون واحدة مشددة على إدغام نون الرفع في نون الوقاية (٥) وافقه الحسن وابن محيصن بخلفه والباقون بنونين مكسورتين خفيفتين نون الرفع فنون الوقاية ومر ذلك في الإدغام وفتح ياؤها نافع وابن كثير وأبو جعفر وعن الحسن والأعمش (أن أخرج) بالبناء للفاعل.

واختلف في (وَلِيُوَفِّيَهُمْ) [الآية : ١٩] فابن كثير وأبو عمرو والحلواني عن هشام وعاصم ويعقوب بالياء من تحت وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن والباقون بنون العظمة وهي رواية الداجوني عن هشام.

وقرأ (أَذْهَبْتُمْ) [الآية : ٢٠] بهمزة واحدة على الخبر أي فيقال لهم أذهبتم أو على الاستفهام الساقط أداته نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام من طريق النهرواني ورويس بهمزتين محققة فمسهلة مع عدم الفصل والثاني لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني التسهيل مع الفصل وبه قرأ أبو جعفر والثالث لهشام التحقيق مع الفصل طريق المفسر وقرأ ابن ذكوان وروح بتحقيقهما بلا

__________________

(١) أي : (وفصله ...). [أ].

(٢) أي : (فصاله). [أ].

(٣) أي : (يتقبّل ، ويتجاوز). [أ].

(٤) انظر الصفحة : (٣٥٥). [أ].

(٥) أي : (أتعدانّي ...). [أ].

٥٠٤

فصل وعن الحسن بهمزة واحدة مع المد للساكنين وفتح (إني أخاف) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وقرأ أبو عمرو (أبلغكم) بسكون الباء الموحدة وتخفيف اللام كما مر بالأعراف وفتح ياء (ولكني أراكم) نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ) [الآية : ٢٥] فعاصم وحمزة ويعقوب وخلف بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول مساكنهم بالرفع نائب الفاعل وافقهم الأعمش وبالإمالة حمزة وخلف على أصلهما وعن الحسن بضم التاء من فوق (١) مبنيا للمفعول (مَساكِنِهِمْ) بالرفع وعن المطوعي (يَرَى) كعاصم مسكنهم بالتوحيد والرفع والباقون بفتح التاء (مَساكِنِهِمْ) بالنصب مفعولا به وأبو عمرو والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري بالإمالة وبالصغرى الأزرق.

وأمال (وحاق) حمزة وأدغم لام (بل ضلوا) الكسائي وحده وأدغم ذال (وإذ صرفنا) أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي ونقل (القران) ابن كثير.

وقرأ (أولياء أولئك) بتسهيل الأولى كالواو قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالواو ورش وقنبل من طريق ابن مجاهد وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق أيضا إبدالها واوا ولا يجوز له حينئذ المد كما يجوز له في نحو آمن لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب لتقدمه على الشرط كما حقق في النشر وهذا الوجه هو الثاني لقنبل والثالث له إسقاط الأولى مع المد والقصر وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني والباقون بتحقيقهما وعن الحسن يعي بكسر الياء الثانية والجمهور على فتحها مضارع عيي يعيا بالفتح فلما دخل الجازم حذف الألف وقرأ يعقوب (بقادر) يقدر بياء مثناة تحت مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف وضم الراء وسبق بيس.

وأمال (بلى) أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله أبو عمرو من روايتيه على ما صححه في النشر وإن قصر الخلف في الطيبة على الدوري وعن الحسن (بلاغا) بالنصب على المصدر والجمهور بالرفع خبر محذوف أي تلك الساعة بلاغ وعنه أيضا (يهلك) بضم الياء وكسر اللام والفاعل الله تعالى وعن ابن محيصن فتح الياء وكسر اللام من هلك يهلك كيضرب والجمهور بضم الياء وفتح اللام مبنيا للمفعول.

المرسوم في مصحف الكوفي إحسانا بألف قبل الحاء وأخرى بعد السين وفي غيره حسنا بحذفهما وكتبوا أثرة من علم بحذف الألف وكذا بقدر. ياءات الإضافة أربع (أَوْزِعْنِي أَنْ) [الآية : ١٥] ، (إِنِّي أَخافُ) [الآية : ٢١] ، (وَلكِنِّي أَراكُمْ) [الآية : ٢٣] ، (أَتَعِدانِنِي أَنْ) [الآية : ١٧].

__________________

(١) أي : (ترى). [أ].

٥٠٥

سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١)

مدنية (٢) عند الأكثر قيل إلا آية وكأين من قرية وقيل مكية وآيها ثلاثون وثمان كوفي وتسع حجازي ودمشقي وأربعون بصري وحمصي خلافها سبع أوزارها غير كوفي وحمصي فضرب الرقاب. فشدوا الوثاق لانتصر منهم حمصي وترك بالهم ويثبت أقدامكم وللشاربين بصري معه. (مشبه الفاصلة) سبعة ينصركم فتعسا لهم. الذين من قبلهم. دمر الله عليهم. قال آنفا. لأريناكهم. بسيماهم. القراءات عن ابن محيصن (وإما فداء) بغير مد ولا همزة ورويت عن ابن كثير في رواية شبل عنه لغة فيه.

واختلف في (وَالَّذِينَ قُتِلُوا) [الآية : ٤] فأبو عمرو وحفص ويعقوب بضم القاف وكسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول وعن الحسن بفتح القاف وتشديد التاء بلا ألف (٣) والباقون قاتلوا بفتح القاف وتخفيف التاء وألف بينهما من المفاعلة قيل نزلت في قتلى أحد وعن ابن محيصن (عرّفها) بتخفيف الراء والجمهور بتشديدها من التعريف ضد الجهل.

وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري والكسائي ورويس وقللهما الأزرق.

وأمال (لا مولى لهم) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وكذا (مثوى) وقفا.

وقرأ (وكائن) بألف ممدودة بعد الكاف ثم همزة مكسورة ابن كثير وكذا أبو جعفر لكن مع التسهيل بالمد والقصر كما مر بآل عمران مع حكم الوقف عليه.

واختلف في (آسِنٍ) [الآية : ١٥] فابن كثير بغير مد بعد الهمزة صفة مشبهة من أسن الماء بالكسر كحذر يأسن فهو آسن كحذر تغير وافقه ابن محيصن بخلفه والباقون بالمد على وزن ضارب آسن فاعل من آسن الماء بالفتح يأسن بالكسر والضم أسونا وأمال مصفى وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه واختلف في آنفا فالبزي من قراءة الداني على أبي الفتح عن السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر الهمزة قال في النشر

__________________

(١) وذكرها في النشر باسم (سورة القتال). [أ].

(٢) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٣) أي : (قتّلوا). [أ].

٥٠٦

وقد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي ثم قال وعلى تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طرق التيسير فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق الشاطبية والتيسير نعم روى سبط الخياط القصر من طريق النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ورواه ابن سوار عن ابن فرح عن البزي ورواه ابن مجاهد عن نص عن البزي وافقه ابن محيصن بخلفه وروى ابن الحباب وسائر أصحاب البزي عنه المد وبه قرأ الباقون وهما لغتان بمعنى الساعة كحاذر وحذر إلا أنه لم يستعمل أنهما فعل مجرد بل المستعمل ايتنف يأتنف واستأنف يستأنف قال الجعبري روي أن المنافقين كانوا يحضرون خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو مجلسه فإذا خرجوا قالوا للصحابة رضي الله تعالى عنهم أي شيء قال محمد في الساعة المتقدمة استهزاء وإيذانا أنهم يحضرون وقلوبهم غائبة لاهية عن قوله فعاقبهم الله بالطبع عليها فلن يهتدوا إذا أبدا.

وأمال (زادهم) حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش.

وأمال (وآتاهم تقواهم) و (وهدى) وقفا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وكذا أبو عمرو في تقويهم بالفتح والصغرى كالأزرق وأما (جاء أشراطها) من حيث الهمزتان فمر غير مرة نحو تلقاء أصحاب بالأعراف (١).

وأمال (فأنّى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وأدغم التاء من نزلت سورة (فإذا أنزلت سورة) أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (عَسَيْتُمْ) [الآية : ٢٢] بكسر السين نافع ومر بالبقرة.

واختلف في (إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) [الآية : ٢٢] فرويس بضم التاء والواو وكسر اللام مبنيا للمفعول أي وإن وليتم أمور الناس ورويت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبها قرأ علي رضي الله عنه والباقون بالفتح فيهن (٢) إما بمعنى الأول أو من الإعراض.

واختلف في (وَتُقَطِّعُوا) [الآية : ٢٢] ويعقوب بفتح التاء وسكون القاف وفتح الطاء مخففة (٣) وافقه ابن محيصن والباقون بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء مشددة على التكثير.

وأمال (وأعمى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ونقل (القران) ابن كثير.

واختلف في (وَأَمْلى لَهُمْ) [الآية : ٢٥] فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء (٤) مبنيا للمفعول ونائب الفاعل لهم وقيل ضمير الشيطان وقرأ يعقوب كذلك لكنه سكن الياء مضارعا أي وأملي أنا لهم أو ماضيا سكنت ياؤه تخفيفا وافقه المطوعي

__________________

(١) انظر الصفحة : (٢٨٠). [أ].

(٢) أي : (تولّيتم). [أ].

(٣) أي : (وتقطعوا). [أ].

(٤) أي : (وأملي). [أ].

٥٠٧

والباقون بفتح الهمزة واللام وبالألف مبنيا للفاعل ضمير الشيطان وقيل للباري تعالى.

واختلف في (إِسْرارَهُمْ) [الآية : ٢٦] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة مصدر أسر وافقهم الأعمش والباقون بالهمزة المفتوحة جمع سر وعن المطوعي (توفيهم) بالتذكير بلا تاء وقرأ (رضوانه) بضم الراء أبو بكر.

واختلف في (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ ، نَبْلُوَا) [الآية : ٣١] فأبو بكر بالياء التحتية في الثلاثة والباقون بنون العظمة واختلف في نبلو فرويس بإسكان الواو تخفيفا أو بتقدير ونحن نبلو وانفرد به ابن مهران عن روح والباقون بفتحها عطفا على ما قبله.

وقرأ (السَّلْمِ) [الآية : ٣٥] بكسر السين أبو بكر وحمزة وخلف ومر بالبقرة (١) وعن ابن محيصن (ويخرج) بفتح الياء وضم الراء (أضغانكم) بالرفع فاعلا وأما (ها أنتم) فمن ذكرها غير مرة وحاصل ما في النشر وغيره كما لخصه شيخنا رحمه‌الله تعالى أن القراء فيه على مذاهب فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر هانتم بإثبات ألف بعد الهاء ثم همزة مسهلة فيصير مدا منفصلا عندهم ففيه القصر لكلهم والمد لمن يمد منهم كقالون وأبي عمرو ويتحصل من ها أنتم هؤلاء من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه قصرهما ثم قصر هأنتم ومد هؤلاء لتغير سبب المد في هأنتم ثم مدهما بناء على إجراء المسهلة مجرى المخففة والأزرق من طرق كتابنا كالنشر ثلاثة أوجه حذف الألفين مع همزة مسهلة على وزن فعلتم والثاني إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء فتمد مدا مشبعا مثل أنذرتهم في أحد وجهيه ويوافقنا في هذين الشاطبي رحمه‌الله تعالى والثالث إثبات الألف مع الهمزة المسهلة كقالون وحينئذ المد المشبع والقصر لتغيير الهمزة كما مر وللأصبهاني وجهان حذف الألف مع تسهيل الهمزة وإثباتها كذلك ويجيء على الثاني المد والقصر كما مر للأزرق وقرأ البزي بإثبات الألف ثم همزة محققة مع القصر مثل ها أنتم وقرأ قنبل بوجهين أحدهما من طرق الكتاب كالنشر كالبزي والثاني من الطرق المذكورة كالشاطبية بحذفها مع همزة محققة مثل فعلتم والباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بتخفيف الهمزة مع الألف وهم على مراتبهم في المنفصل من القصر والمد وأما ما زاده الشاطبي رحمه‌الله تعالى بناء على أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر ومن معه من جواز القصر لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في ها أنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هانتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء ثم المد فيها كذلك فتعقبه في النشر كما مر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء ويوقف عليها لحمزة بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر لأنه متوسط بزائد ومر الوقف على هؤلاء (٢).

__________________

(١) انظر الصفحة : (١٦٦). [أ].

(٢) ولا يوجد فيها شيء من الياءات. [أ].

٥٠٨

سورة الفتح

مدنية (١) والصحيح أنها نزلت بالطريق من صرفه صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الحديبية سنة ست ولذا عدت في المدني وآيها عشرون وتسع. مشبه الفاصلة خمس بأس شديد. أو يسلمون. آمنين مقصرين لا تخافون. القراءات قرأ (صِراطاً مُسْتَقِيماً)(٢) [الآية : ٢] بالسين قنبل بخلفه ورويس (وأشم) الصاد زاء خلف عن حمزة وهي لغة قيس.

وقرأ (دائِرَةُ السَّوْءِ) [الآية : ٦] بضم السين ابن كثير وأبو عمرو وخرج ظن السوء الأول والثالث المتفق على فتحهما ومر بالتوبة مع وقف حمزة عليه والأزرق على أصله من الإشباع والتوسط.

واختلف في قراءة (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ) [الآية : ٩] فابن كثير وأبو عمرو بالياء من تحت في الأربعة وافقهما ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بالخطاب.

وقرأ (عَلَيْهُ اللهَ) [الآية : ١٠] بضم الهاء حفص كما في هاء الكناية (٣) ويتبعه تفخيم لام الجلالة.

واختلف في (فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [الآية : ١٠] فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ورويس وخلف بالياء من تحت وانفرد بذلك ابن مهران عن روح وافقهم اليزيدي والباقون بنون العظمة (٤).

واختلف في (ضَرًّا) [الآية : ١١] فحمزة والكسائي وخلف بضم الضاد وافقهم الأعمش والباقون بفتحها لغتان كالضعف والضعف وأدغم الكسائي لام (بَلْ ظَنَنْتُمْ) واختلف عن هشام وصوب في النشر عنه بالإدغام وقال إنه الذي عليه الجمهور.

واختلف في مدّ (كَلامَ اللهِ) [الآية : ١٥] فحمزة والكسائي وخلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة (٥) اسم جنس وافقهم الأعمش والباقون بفتح اللام وألف بعدها على جعله اسما للجملة وأدغم لام (بل تحسدوننا) حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٧٥). [أ].

(٢) أي : (سراطا). [أ].

(٣) انظر الصفحة : (٤٩). [أ].

(٤) أي : (فسنؤتيه). [أ].

(٥) أي : (كلم). [أ].

٥٠٩

وقرأ (يُدْخِلْهُ) [الآية : ١٧] ، ونعذبه [الآية : ١٧] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر ومر بالنساء وعن الحسن (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً) وأتاهم بمد الهمزة وتاء مثناة فوقية بلا باء من الإيتاء والجمهور من الإثابة وتقدم حكم صراطا آنفا ووقف على (سنت) بالهاء (١) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.

واختلف في (بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) [الآية : ٢٤] فأبو عمرو بالياء على الغيب والباقون بالخطاب.

وقرأ (تَطَؤُهُمْ) [الآية : ٢٥] بحذف الهمزة أبو جعفر (٢) ويوقف به لحمزة كما نقله صاحب النشر عن نص الهذلي وغيره والقياس بين بين فهما وجهان وأدغم ذال (إِذْ جَعَلَ) أبو عمرو وهشام ودال (لَقَدْ صَدَقَ) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأبدل همز (الرويا) واوا ساكنة الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلفه وكذا أبو جعفر لكنه يقلب الواو ياء ويدغمها في الياء بعدها وقول الأصل ولم يبدلها يعني همزة الرؤيا ورش من طريقيه ليس كذلك بل يبدلها من طريق الأصبهاني من غير خلاف كما تقرر هنا والصافات والإسراء ويوسف وأمالها الكسائي وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويوقف عليه لحمزة بالإبدال واوا ساكنة على القياسي وبياء مشددة كقراءة أبي جعفر ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره لكن قال إن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء ويوقف له على (رءوسكم) بالتسهيل بين بين على القياس وبالحذف قاله في النشر وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم وعن الحسن (أَشِدَّاءُ) و (رُحَماءُ) بالنصب على المدح أو الحال من الضمير المستكن في معه لوقوعه صلة وخبر المبتدأ وحينئذ تراهم وركعا سجدا حالان لأن الرؤية بصرية.

وقرأ (رضوان) بضم الراء أبو بكر.

وأمال (سِيماهُمْ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما وعن الحسن (آثار) بالجمع ومر حكم إمالة (التَّوْراةِ) في بابها وأول آل عمران وعن الحسن (الْإِنْجِيلِ) بفتح الهمزة وقرأ بالنقل ورش كحمزة وقفا وله السكت في الحالين كعدمه وصلا وورد أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم.

واختلف في (شَطْأَهُ) [الآية : ٢٩] فابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء وافقهما ابن محيصن من المفردة والباقون بإسكانها وهما أختان كالسمع والسمع يقال أشطأ الزرع أي أخرج فراخه وهو سنبل يخرج حول السنبلة الأصلية وشط الشجر أغصانها ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط.

واختلف في (فَآزَرَهُ) [الآية : ٢٩] فابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني بقصر

__________________

(١) أي : (سنّة). [أ].

(٢) الباقون : (تطؤوهم). [أ].

٥١٠

الهمزة والباقون بالمد لغتان ووزن المقصور فعله والممدود أفعله عند الأخفش وفاعله عند غيره لكن قال في الدر غلّطوا من قال إنه فاعل بأنه لم يسمع توازر بل توزر ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل بين بين لأنه متوسط بغيره.

وأمال (فاستوى) حمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش وبالفتح والصغرى الأزرق.

وقرأ (سُوقِهِ) [الآية : ٢٩] بالهمز قنبل وروى له زيادة واو بعد الهمزة كما بين في النمل وضم الهاء والميم من (بِهِمُ الْكُفَّارَ) حمزة والكسائي وخلف وصلا وكسرهما أبو عمرو ويعقوب وكسر الهاء وضم الميم الباقون.

المرسوم نافع كغيره بما عهدوا بحذف الألف تخفيفا واتفقوا على الألف في (سِيماهُمْ)(١).

__________________

(١) وليس فيها شيء من الياءات. [أ].

٥١١

سورة الحجرات

مدنية (١) ، وآيها ثماني عشر. القراءات اختلف في (لا تُقَدِّمُوا) [الآية : ١] فيعقوب بفتح التاء فوق والدال (٢) والأصل لا تقدموا حذف إحدى التاءين والباقون بضم التاء وكسر الدال على أنه متعد وحذف مفعوله إما اقتصار نحو يعطي ويمنع وكلوا واشربوا وإما اختصارا للدلالة عليه أي لا تقدموا ما لا يصلح أو أمرا أي لا تقطعوا أمرا قبل أن يحكم به وقيل المراد بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر الله تعظيما له وإشعارا بأنه من الله بمكان يوجب إجلاله قال السمين ويحتمل أن يكون الفعل لازما نحو وجه وتوجه وأشار إليه البيضاوي وقال ومنه مقدمة الجيش لمتقدميهم.

واختلف في (الْحُجُراتِ) [الآية : ٤] فأبو جعفر بفتح الجيم والباقون بضمها لغتان في جمع حجرة وهي القطعة من الأرض المحجورة بحائط ومر ضم هاء (إِلَيْهِمْ) لحمزة ويعقوب.

وقرأ (فَتَبَيَّنُوا) [الآية : ٦] بثاء مثلثة فموحدة ثم مثناة فوقية حمزة والكسائي وخلف والباقون بموحدة ثم مثناة تحتية فنون (٣) من البيان وذكر بالنساء وسهل الثانية كالياء من تفيء إلى نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

واختلف في (بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) [الآية : ١٠] فيعقوب إخوتكم بكسر الهمزة وسكون الخاء وتاء مثناة من فوق مكسورة بالإضافة وعن الحسن بكسر الهمزة وسكون الخاء وألف بعد الواو ثم نون بدل الياء جمعا على فعلان والباقون بفتح الهمزة والخاء وياء ساكنة بعد الواو تثنية أخ وخص الاثنين بالذكر لأنهما أقل من يقع بينهما الشقاق.

وأمال (عسى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

وقرأ (وَلا تَلْمِزُوا) [الآية : ١١] بضم الميم يعقوب وافقه الحسن وكسرها الباقون لغتان في المضارع كما مر بالتوبة وتقدم في النقل التنبيه على الابتداء بالاسم من (بِئْسَ الِاسْمُ) من جواز الإتيان بالهمز الأول وحذفه كالمنقول وترجيح الأول وأدغم الياء في

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٧٥). [أ].

(٢) أي : (لا تقدّموا). [أ].

(٣) أي : (فتبيّنوا). [أ].

٥١٢

الفاء من قوله (يَتُبْ فَأُولئِكَ) أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلفهما ومر تفصيله وقرأ البزي بخلفه (ولا تنابزوا ولا تّجسسوا لتّعارفوا) بتشديد التاء في الثلاثة وصلا وعن الحسن ولا تحسسوا بالحاء المهملة من الحس الذي هو أثر الحس وغايته وقرأ (ميّتا) بتشديد الياء نافع وأبو جعفر ورويس ومر بالبقرة (١).

وأمال (أَتْقاكُمْ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (لا يَلِتْكُمْ) [الآية : ١٤] فأبو عمرو ويعقوب بهمزة ساكنة بعد الياء وقبل اللام (٢) وافقهما اليزيدي والحسن ويبدلها أبو عمرو بخلفه على أصله وافقه اليزيدي من ألته بالفتح يألته بالكسر كصدف يصدق لغة غطفان والباقون بكسر اللام من غير همز من لاته يليته كباعه يبيعه لغة الحجاز وعليها صريح الرسم.

واختلف في (بِما تَعْمَلُونَ) فابن كثير بالياء من تحت وافقه ابن محيصن والباقون بالتاء من فوق (٣).

__________________

(١) انظر الصفحة : (١٦٦). [أ].

(٢) أي : (لا يألتكم). [أ].

(٣) وليس فيها شيء من الياءات. [أ].

٥١٣

سورة ق

مكية وآيها خمس وأربعون. مشبه الفاصلة ثلاثة ق للعباد عليهم بجبار وعكسه موضعان وثمود وإخوان لوط. القراءات عن الحسن قاف بكسر الفاء بلا تنوين على الجر بحرف قسم مقدر.

وقرأ (أئذا) بتسهيل الثانية كالياء مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس ولهشام وجهان أحدهما التحقيق مع الفصل والثاني التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون وعن الأعمش بهمزة واحدة وكسر ميم متنا نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (مَيْتاً) [الآية : ١١] بالتشديد أبو جعفر ومر بالبقرة وأثبت الياء في وعيد وصلا ورش وفي الحالين يعقوب ولا خلاف في الأيكة هنا أنها بأل إنما الخلاف في الشعراء وص كما مر وأدغم تاء (وَجاءَتْ سَكْرَةُ) أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن (الصُّورِ) بفتح الواو وعنه الفاء بهمزة مكسورة وبألف ممدودة بعد القاف وهمزة منصوبة منونة مصدر ألقى واختلف في نقول فنافع وأبو بكر بالياء من تحت والضمير لله تعالى وعن الحسن يقال بياء مضمومة وبألف بعد القاف مبنيا للمفعول والباقون بنون العظمة.

وقرأ (ما تُوعَدُونَ) [الآية : ٣٢] بالياء من تحت ابن كثير ومر بص (١) وكسر تنوين من (مُنِيبٍ ادْخُلُوها) أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما المفصل في البقرة وعاصم وحمزة ويعقوب وعن الحسن (فَنَقَّبُوا) بكسر القاف أمرا لأهل مكة بذلك.

واختلف في (وَأَدْبارَ السُّجُودِ) [الآية : ٤١] فنافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر مضى ونصب على الظرفية بتقدير زمان أي وقت انقضاء السجود وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بفتحها جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود وخرج بقيد السجود الطور المتفق على كسره إلا ما يأتي عن المطوعي إن شاء الله تعالى ووقف على (يناد) بثبوت الياء

__________________

(١) انظر الصفحة : (٤٧٦). [أ].

٥١٤

ابن كثير بخلفه ويعقوب على الأصل ووقف الباقون بحذفها للرسم وتقدم في الوقف على المرسوم وأثبت الياء في (المنادي) وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

وقرأ (يَوْمَ تَشَقَّقُ) [الآية : ٤٤] بتخفيف الشين أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف (١) ومر بالفرقان (٢) وأثبت الياء في (وعيد) وصلا ورش وفي الحالين يعقوب. زوائدها ثلاث (وَعِيدِ) [الآية : ٤٥] معا (الْمُنادِ) [الآية : ٤١].

__________________

(١) الباقون : (تشّقّق). [أ].

(٢) انظر الصفحة : (٤١٥). [أ].

٥١٥

سورة الذاريات

مكية (١) وآيها ستون إجماعا. القراءات أدغم تاء (والذاريات ذروا) أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح كما مر.

وقرأ (يُسْراً) [الآية : ٣] بضم السين أبو جعفر بخلف عن ابن وردان ومر بالبقرة وعن الحسن (الْحُبُكِ) بكسر الحاء والباء ورويت عن أبي عمرو وهو اسم مفرد لا جمع لأن فعل ليس من أبنية الجموع فينبغي أن تعد مع إبل فيما جاء على فعل بكسر الفاء والعين وعن المطوعي (أَيَّانَ) بكسر الهمزة وكسر عين (عُيُونٍ) ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي ومر بالبقرة.

وأمال (ما أتاهم) حمزة والكسائي وخلف ومر للأزرق في نظيرها خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها الأولى قصر البدل مع فتح الألف الثانية التوسط مع الفتح الثالثة المد مع الفتح الرابعة المد مع التقليل الخامسة التوسط مع التقليل ومر في الإمالة تفصيل الطرق وعن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي (وفي السماء رازقكم) اسم فاعل وهو نظير ينزل ربنا إلى سماء الدنيا الحديث فلا ينافي في تعاليه سبحانه عن الجهة وعنه من رواية غير البزي من المفردة أرزاقكم جمع رزق.

واختلف في (مِثْلَ ما) [الآية : ٢٣] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالرفع صفة لحق ولا يضر تقدير إضافتها إلى معرفة لأنها لا تتعرف بذلك لإبهامها أو خبر ثان أو أنه مع ما قبله خبر واحد نحو هذا حلو حامض وافقهم الأعمش والباقون بالنصب على الحال من المستكن في لحق لأنه من المصادر التي لا توصف والعامل فيها حق أو الوصف لمصدر محذوف أي لأنه لحق حقا مثل نطقكم وقيل هو نعت لحق وبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء وإن وما في حيزها إن جعلت مزيدة للتأكيد.

وقرأ (إِبْراهِيمَ) [الآية : ٢٤] بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وأدغم ذال

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٧٥). [أ].

٥١٦

(إِذْ دَخَلُوا) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف وقرأ سلام بكسر السين وسكون اللام بلا ألف حمزة والكسائي والباقون سلام بفتح السين واللام وألف ومر بهود وكسر الهاء والميم من (عليهم الريح) وصلا أبو عمرو وضمهما كذلك حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون وضم الهاء وقفا حمزة ويعقوب وأشم القاف من (قيل) هشام والكسائي ورويس.

واختلف في (الصَّاعِقَةُ) [الآية : ٤٤] فالكسائي بحذف الألف وسكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة وافقه ابن محيصن بخلف عنه وعن الحسن الصواعق بتقديم القاف على العين والباقون بالألف بعد الصاد وكسر العين (١) على إرادة النار النازلة من السماء للعقوبة.

واختلف في (وَقَوْمَ نُوحٍ) [الآية : ٤٦] فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بجر الميم عطفا على الهاء في وتركنا فيها آية كالتوابع أو على أحدها وجعل في الأصل عطفه على ثمود أولى لقربه وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بنصبها أي أهلكنا قوم نوح لأن ما قبله يدل عليه أو اذكر ويجوز أن يكون عطفا على مفعول فأخذناه أو على معنى فأخذتهم أي فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح ويوقف لحمزة على (باييد) بوجهين التخفيف والتسهيل بإبدال الهمزة ياء مفتوحة لأنه متوسط بزائد.

وقرأ (تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٤٩] بتخفيف الدال حفص وحمزة والكسائي وخلف.

وأمال (ما أَتَى) [الآية : ٥٢] وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأثبت الياء في (لِيَعْبُدُونِ) في الحالين يعقوب وعن ابن محيصن بخلفه (هو الرازق) بوزن فاعل وأثبت الياء في (يُطْعِمُونِ) في الحالين يعقوب وعن الأعمش (الْمَتِينُ) بالجر صفة للقوة وذكر الوصف للتأنيث غير حقيقي وقيل إنها في معنى الأيد والجمهور بالرفع صفة للرزاق وأثبت الياء في (فلا يستعجلونك) في الحالين يعقوب.

المرسوم اتفقوا على كتابة بنيناها بأييد بياءين قبل الدال وعلى قطع يوم هم على النار يفتنون. زوائدها ثلاث (لِيَعْبُدُونِ) [الآية : ٥٦] (أَنْ يُطْعِمُونِ) [الآية : ٥٧] (فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) [الآية : ٥٩].

__________________

(١) أي : (الصّاعقة). [أ].

٥١٧

سورة الطور

مكية (١) وآيها أربع وسبع حجازي وثمان بصري وتسع كوفي وشامي خلافها اثنان والطور عراقي وشامي جهتم دعا كوفي وشامي. مشبه الفاصلة موضعان (يدعون ، سرر ، موصوفة) وعكسه ثلاث (لواقع ولكم البنون) حين تقوم.

القراءات قرأ (فاكِهِينَ) [الآية : ١٨] بلا ألف بعد الفاء أبو جعفر كما مر (بيس) وحذف همز (مُتَّكِئِينَ) أبو جعفر ووقف عليه حمزة بالتسهيل كالياء (٢) وبالحذف للرسم وأما الإبدال فضعيف.

واختلف في (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [الآية : ٢١] فنافع وأبو جعفر واتبعتهم بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتح العين بعدهما تاء فوقية ساكنة ذريتهم الأول بالتوحيد وضم التاء رفعا على الفاعلية والثاني بالجمع وكسر التاء نصبا (٣) مفعولا ثانيا وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كذلك إلا أنهم قرءوا بالتوحيد في ذريتهم الثاني كالأول مع نصب التاء مفعولا أيضا وافقهم ابن محيصن والأعمش لكن المطوعي عنه بكسر الذال فيهما وقرأ ابن عامر ويعقوب (اتَّبَعَتْهُمْ) كذلك ذرياتهم كلاهما بالجمع مع رفع الأول على ما مر ونصب الثاني بالكسر مفعولا ثانيا كما مر وافقهما الحسن وقرأ أبو عمرو وأتبعناهم بقطع الهمزة مفتوحة وإسكان التاء والعين ونون فألف بعدها ذرياتهم بالجمع فيهما مع كسر التاء نصبا على المفعولية كما مر وافقه اليزيدي.

واختلف في (أَلَتْناهُمْ) [الآية : ٢١] فابن كثير بكسر اللام من ألت يالت كعلم يعلم وافقه ابن محيصن واختلف عن قنبل في حذف الهمزة فروى ابن شنبوذ عنه إسقاط الهمزة واللفظ بلام مكسورة كبعناهم يقال لاته يليته كباعه يبيعه وهي رواية الحلواني عن القواس وافقه الحسن وروى ابن مجاهد عنه إثباتها كالبزي وبذلك قرأ الباقون مع فتح اللام وكلها لغات ثابتة بمعنى نقص.

وقرأ (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) [الآية : ٢٣] بالرفع نافع وابن عامر وعاصم وحمزة

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي (٢ / ١٢٧٥). [أ].

(٢) أي : (متّكين). [أ].

(٣) أي : (ذرّيّاتهم). [أ].

٥١٨

والكسائي وأبو جعفر وخلف والباقون بالفتح بلا تنوين ومر بالبقرة.

وقرأ (لُؤْلُؤٌ) [الآية : ٢٤] بإبدال همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر (١) ولم يبدله ورش من طريقيه ووقف عليه حمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو وأما الثانية فإبدالها واوا ساكنة لسكونها بعد ضمة على القياسي أو واوا مضمومة على مذهب التميميين كما مر ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ويجوز الروم والإشمام ويجوز رابع وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وهشام بخلف كذلك في الثانية.

واختلف في (نَدْعُوهُ إِنَّهُ) [الآية : ٢٨] فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الهمزة على التعليل أي لأنه وافقهم الحسن والباقون بالكسر على الاستئناف ووقف على (بنعمت) بالهاء ابن كثير والكسائي وأبو عمرو ويعقوب.

وقرأ (تَأْمُرُهُمْ) [الآية : ٣٢] بإسكان الراء وباختلاسها أبو عمرو وروى الإتمام عن الدوري كالباقين.

واختلف في (الْمُصَيْطِرُونَ) [الآية : ٣٧] هنا (بِمُصَيْطِرٍ) في الغاشية [الآية : ٢٢] فهشام بالسين فيهما على الأصل (٢) وافقه ابن محيصن هنا بخلفه واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص والسين فيهما لقنبل من طريق ابن شنبوذ من المستنير وابن مجاهد والصاد له من طريق ابن شنبوذ من المبهج ونص له على السين في المصيطرون وعلى الصاد في بمصيطر جمهور العراقيين والمغاربة وهو الذي في الشاطبية والتيسير والسين فيهما لابن ذكوان عند ابن مهران وابن الفحام من طريق الفارسي عن النقاش وهي أيضا رواية ابن الأخرم وغيره عن الأخفش والصاد رواية الجمهور عن النقاش وهو الذي في الشاطبية كأصلها والسين فيهما لحفص من طريق زرعان عن عمرو وهو نص الهذلي عن الأشناني عن عبيد ونص له على الصاد فيهما ابن غلبون وابن مهران وفاقا للجمهور وقطع له بالخلاف في المصيطرون وبالصاد في بمصيطر في التيسير والشاطبية وقرأ حمزة بخلفه عن خلاد بإشمام الصاد الزاي فيهما وهو الذي عليه جمهور المشارقة فيهما لخلاد وأثبت له الخلاف في التيسير وتبعه الشاطبي والصاد الخالصة هي رواية الحلواني والبزار عن خلاد وبه قرأ الباقون.

وقرأ يلقوا بفتح الياء وسكون اللام وفتح القاف بلا ألف أبو جعفر ومر بالزخرف (٣).

واختلف في (يُصْعَقُونَ) [الآية : ٤٥] فابن عامر وعاصم بضم الياء مبنيا

__________________

(١) أي : (لؤلؤا). [أ].

(٢) أي : (المسيطرون ، بمسيطر). [أ].

(٣) انظر ص : (٤٩٤). [أ].

٥١٩

للمفعول إما من صعق ثلاثيا معدى بنفسه من قولهم صعقته الصاعقة أو من أصعق رباعيا يقال أصعقه فهو مصعق والمعنى أن غيرهم أصعقهم وافقهما الحسن والباقون بفتحها مبنيا للفاعل والصعق العذاب وهو عند النفخة الأولى أو يوم القيامة وعن ابن محيصن من المفردة والمطوعي إدغام النون الأولى من (بأعيننا) في الثانية كما مر وعن المطوعي (إِدْبارَ النُّجُومِ) بفتح الهمزة أي أعقابها وآثارها إذا غربت والجمهور على الكسر مصدرا.

المرسوم اتفقوا على الصاد في (الْمُصَيْطِرُونَ ، وبِمُصَيْطِرٍ) كما مر وعلى التاء في (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ)(١).

__________________

(١) وليس فيها شيء من الياءات. [أ].

٥٢٠