إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

واختلف في (الْغُرُفاتِ) [الآية : ٣٧] فحمزة وحده بسكون الراء بلا ألف على التوحيد مرادا به الجنس (وعن) المطوعي والحسن بسكون الراء وجمع السلامة والباقون بضمها وجمع السلامة (ومرّ) التنبيه على (مُعاجِزِينَ) أول السورة وعن المطوعي (ويقدّر له) بضم أوله وفتح القاف وتشديد الدال من التقدير والجمهور بفتح أوله وسكون ثانيه وتخفيف ثالثه من التضييق مقابل يبسط وقرأ (يَحْشُرُهُمْ) و (ثُمَّ يَقُولُ) بالياء من تحت فيهما حفص ويعقوب ومرّ أول الأنعام (وأما الهمزتان) المكسورتان من (هؤُلاءِ إِيَّاكُمْ) فتكرر نظيره بالأحزاب وغيرها.

وأمال (مفترى) وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وتقدم ضم هاء (إليهم) لحمزة ويعقوب وأثبت الياء في (نكير) وصلا ورش وفي الحالين يعقوب.

وقرأ رويس (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) [الآية : ٤٦] بإدغام التاء في التاء (١) ووافقه روح في (رَبِّكَ تَتَمارى) بالنجم [الآية : ٥٥] وصلا فيهما فإن ابتدأ فبتاءين مظهرتين موافقة للرسم والأصل كما مرّ في الإدغام الكبير بخلاف الابتداء بتاءات البزي فإنها مرسومة بتاء واحدة فكان الابتداء بها كذلك وفتح ياء الإضافة من (أجرى إلا) نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر وكسر الغين من (الغيوب) أبو بكر وحمزة وفتح الياء من (ربّي أنه) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

وأمال (وأني لهم) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو.

واختلف في (التَّناوُشُ) [الآية : ٥٢] فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالهمز المضموم (٢) مصدر تناءش من ناش تناول من بعد والباقون بواو مضمومة بلا همز مصدر ناش أجوف أي تناول وقيل الهمز عن الواو كوقتت وأقتت قال الزجاج كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيه بالخيار إن شئت همزتها وإن شئت تركت همزها على حدّ ثلاث أدور بالهمز والواو والمعنى من أين لهم تناول ما طلبوه من الإيمان بعد فوات وقته.

وقرأ (حيل) بإشمام الحاء ابن عامر والكسائي ورويس.

المرسوم : علم الغيب بلا ألف اتفاقا وكذا بعد وفي مسكنهم ويجزي إلا واتفقوا على كتابة في الغرفات بالتاء. ياءات الإضافة ثلاث للجماعة (عِبادِيَ الشَّكُورُ) [الآية : ١٣] ، (أَجْرِيَ إِلَّا) [الآية : ٤٧] ، (رَبِّي إِنَّهُ) [الآية : ٥٠] ومرّ لابن محيصن والمطوعي (أَرُونِيَ الَّذِينَ) والزوائد ثنتان (كَالْجَوابِ) [الآية : ١٣] (نَكِيرِ) [الآية : ٤٥].

__________________

(١) أي : (ثمّ تّفكّروا ...). [أ].

(٢) أي : (التّناؤش). [أ].

٤٦١

سورة فاطر

مكية (١) وآيها أربعون وأربع حمصي وخمس حرمي إلا الأخير وست دمشقي ومدني أخير خلافها سبع عذاب شديد بصري وشامي تشركون إلا نذير غير حمصي بخلق جديد غير بصري وحمصي الأعمى والبصير ولا النور بصري في القبور غير دمشقي أن تزولا بصري تبديلا بصري ومدني أخير وشامي. القراءات أمال (مثنى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه (وسهل) الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة (ما يشاءان) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال الدوري عن أبي عمرو (للناس) محضة بخلفه والوجهان صحيحان عنه كما في النشر ووقف على (نعمت) بالهاء (٢) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.

واختلف في (غَيْرُ اللهِ) [الآية : ٣] فحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بجر غير نعتا لخالق على اللفظ وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بالرفع صفة على المحل ومن مزيدة للتأكيد وخالق مبتدأ والخبر عليهما يرزقكم أو يرزقكم صفة أخرى والخبر مقدر أي موجود أو لكم وأمال (فإني) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو قرأ (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر وقرأ (فرآه) بإمالة الراء والهمزة معا حمزة وخلف وقللهما الأزرق معا وأمال أبو عمرو الهمزة فقط وذكر الشاطبي رحمه‌الله الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه وكذا الصقلي عن الداجوني والأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتهما معا والوجهان صحيحان عن هشام واختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه الأول إمالتهما معا عنه رواية المغاربة وجمهور المصريين الثاني فتحهما عنه رواية جمهور العراقيين الثالث فتح الراء وإمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري وأما أبو بكر ففتحهما معا عنه العليمي وأمالهما معا يحيى بن آدم والباقون بفتحهما ونظيره فرآه في سواء الجحيم بالصافات.

واختلف في (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ) [الآية : ٨] فأبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء (٣)

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (نعمة). [أ].

(٣) أي : (تذهب). [أ].

٤٦٢

من أذهب و (نَفْسُكَ) بالنصب مفعول وعليهم متعلق بتذهب نحو هلك عليه حبا وافقه ابن محيصن والشنبوذي والباقون بفتح التاء والهاء مبنيا للفاعل من ذهب ونفسك فاعل وقرأ (الرِّياحَ) بالتوحيد (١) ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر بالجمع على أصله وقرأ ميت بتشديد الياء نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ومرّ بالبقرة.

واختلف في (وَلا يُنْقَصُ) [الآية : ١١] فيعقوب بخلف عن رويس بفتح الياء التحتية وضم القاف (٢) مبنيا للفاعل وهو ضمير المعمر وهي رواية رويس من طريق الحمامي والسعيدي وأبي العلا كلهم عن النخاس عن التمار عنه وافقه الحسن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح القاف مبنيا للمفعول والنائب مستتر يعود على المعمر أيضا وعن المطوعي (من عمره) بسكون الميم هنا خاصة وأمال (وترى الفلك) وصلا السوسي بخلفه وعن الحسن (والذين يدعون) بالياء من تحت ويوقف لحمزة على (ينبئك) بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش وهو المختار عند الآخذين بالرسم وأما تسهيلها كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح كما في النشر وسهل الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة من (الفقراء إلى) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ونظيره (العلماء إن) وأبدل همز (إن يشأ) ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة وأمال (تزكى) و (يتزكى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه وقرأ (رُسُلُهُمْ) بسكون السين (أبو عمرو) وأظهر ذال (أخذت) ابن كثير وحفص ورويس بخلفه (وأثبت) الياء في (نكير) وصلا ورش وفي الحالين يعقوب و (يوقف) لحمزة وهشام بخلفه على (العلمؤا) على رسمه بواو باثني عشر وجها مرّ بيانها أول الأنعام في أنبؤا ما كانوا وتقدم خلاف الأزرق في ترقيق راء (سرا) كمستقرا وقرأ (يَدْخُلُونَها) بضم الياء وفتح الخاء بالبناء للمفعول أبو عمرو ومرّ بالنساء وقرأ (وَلُؤْلُؤاً) بالنصب نافع وعاصم وأبو جعفر والباقون بالجر وأبدل همزته الساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى واوا وأما الثانية فتبدل واوا ساكنة على القياس وتبدل واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله ويجوز الروم فهما وجهان ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة وهشام بخلفه كذلك في الثانية ومرّ ذلك بالحج.

واختلف (نَجْزِي كُلَ) [الآية : ٣٦] فأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة وفتح الزاي (٣) بالبناء للمفعول و (كُلَ) مرفوع على النيابة وافقه الحسن واليزيدي والباقون بنون العظمة مفتوحة وكسر الزاي بالبناء للفاعل ونصب (كُلَ) به وقرأ (أَرَأَيْتُمْ) بتسهيل

__________________

(١) الباقون : (الرّياح). [أ].

(٢) أي : (ينقص ...). [أ].

(٣) أي : (يجزى). [أ].

٤٦٣

الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع وحذفها الكسائي.

واختلف في (بَيِّنَةٍ مِنْهُ) [الآية : ٤٠] فابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة وخلف بلا ألف على الإفراد (١) وافقهم المطوعي وابن محيصن واليزيدي والباقون بالألف على الجمع وأمال (أهدى) حمزة والكسائي خلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم (إحدى الأمم) وقفا ووافق أبو عمرو والأزرق فيه بوجهيه.

واختلف في (وَمَكْرَ السَّيِّئِ) [الآية : ٤٣] فحمزة بسكون الهمزة وصلا إجراء له مجرى الوقف لتوالي الحركات تخفيفا كبارئكم لأبي عمرو وافقه الأعمش وقد أكثر الأستاذ أبو علي في الاستشهاد لها من كلام العرب ثم قال فإذا ساغ ما ذكر في هذه القراءة لم يسغ أن يقال لحن وقال ابن القشيري ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أنه قرئ به فلا بدّ من جوازه ولا يجوز أن يقال لحن انتهى وهي مروية كما في النشر عن أبي عمرو والكسائي قال فيه وناهيك بإمامي القراءة والنحو أبي عمرو والكسائي وقرأ الباقون بالهمزة المسكورة ووقف عليها حمزة وهشام بخلفه بإبدالها ياء خالصة وزاد هشام الإشارة إلى الكسرة بالروم بين بين بخلاف حمزة فإنها ساكنة عنده فلا روم وتقدم حكم همزتي (السيئ إلا) قريبا ووقف على (سنت) الثلاثة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وأما (جاء أجلهم) فسبق نظيره أول الأعراف جاء أجلهم لا يستأخرون.

المرسوم : في المدني وعن الكوفي (وَلُؤْلُؤاً) [الآية : ٣٣] بإثبات الألف وقيل بحذفها في الإمام كمصاحف الأمصار وكتب في بعض المصاحف العلمؤا أن بواو وألف بعدها مع حذف التي قبلها واتفقوا على التاء في نعمت الله وسنت في الثلاثة كالأنفال وآخر غافر وعلى بينت منه (٢). فيها زائدة (نَكِيرِ) [الآية : ٢٦].

__________________

(١) أي : (بيّنة ...). [أ].

(٢) أي تقدم في سورة الأنفال الصفحة : (٢٩٦). [أ].

٤٦٤

سورة يس

وهي قلب القرآن مكية (١) قيل إلا قوله تعالى وإذا قيل لهم أنفقوا الآية وآيها ثمانون وثنتان غير كوفي وثلاث فيه خلافها آية يس كوفي. مشبه الفاصلة موضع رجل يسعى وعكسه اثنان من العيون فيكون. القراءات أمال الياء من (يس) أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وروح وهذا هو المشهور عن حمزة وعليه الجمهور وروى عنه التقليل صاحب العنوان في جماعة والوجهان في الطيبة وغيرها واختلف عن نافع فالجمهور عنه على الفتح وقطع له بالتقليل الهذلي وابن بليمة وغيرهما فيدخل فيه الأصبهاني (وسكت) أبو جعفر على ي وس وأدغم النون في واو (والقرآن) هشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه وأظهرها أبو عمر وقنبل وحمزة وأبو جعفر واختلف عن نافع والبزي وابن ذكوان وعاصم ومرّ تفصيله في الإدغام الصغير وعن الحسن بكسر النون على أصل التقاء الساكنين وقرأ والقرآن بالنقل ابن كثير وقرأ (صراط) بالسين قنبل (٢) من طريق ابن مجاهد ورويس (وأشم) الصاد زاء خلف عن حمزة.

واختلف في (تَنْزِيلَ) [الآية : ٥] فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بنصب اللام على المصدر بفعل من لفظه وافقهم الأعمش وعن الحسن بالجر بدل من القرآن والباقون بالرفع خبر لمقدر أي هو أو ذلك أو القرآن تنزيل.

وقرأ (سَدًّا) [الآية : ٩] معا بفتح السين حفص وحمزة والكسائي وخلف ومرّ بالكهف كهمزتي (أَأَنْذَرْتَهُمْ) أول البقرة مع الوقف عليها لحمزة وعن الحسن (فَأَغْشَيْناهُمْ) بعين مهملة وأدغم ذال (إذ جاءها) أبو عمرو وهشام وأمال (جاء) هشام

بخلفه وابن ذكوان وحمزة وخلف وضم الهاء والميم وصلا من (إليهم اثنين) حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسرهما أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون أما وقفا فحمزة ويعقوب بضم الهاء والباقون بالكسر.

واختلف في (فَعَزَّزْنا) [الآية : ١٤] فأبو بكر بتخفيف الزاي (٣) من عز غلب فهو

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (سراط) [الآية : ٤]. [أ].

(٣) أي : (فعززنا). [أ].

٤٦٥

متعد ومفعوله محذوف أي فغلبنا أهل القرية بثالث ومنه وعزني في الخطاب والباقون بتشديدها من عز يعز قوي فهو لازم عدى بالتضعيف ومفعوله أيضا محذوف أي فقوينا الرسولين هما يحيى وعيسى فيما قاله البيضاوي وصادق وصدوق وفيما قاله وهب وكعب بثالث وهو شمعون وعن الحسن (طيركم) بسكون الياء بلا ألف.

واختلف في (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) [الآية : ١٩] فأبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينهما على حذف لام العلة أي لأن ذكرتم علته تطيرتم فتطيرتم هو المعلول وإن ذكرتم وافقه المطوعي لكنه حقق الهمزة ولم يدخل ألفا والباقون بهمزتين الأولى للاستفهام والثانية مكسورة همزة إن الشرطية فقالون وأبو عمرو بالتسهيل مع الفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل والباقون بالتحقيق بلا فصل ولهشام وجه آخر وهو التحقيق مع الفصل كما مرّ تفصيله.

واختلف في (ذُكِّرْتُمْ) [الآية : ١٩] فأبو جعفر بتخفيف الكاف (١) أي طائركم معكم حيث جرى ذكرتم وهو أبلغ وافقه المطوعي وابن محيصن من المبهج والباقون بتشديدها وسكن ياء (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ) هشام بخلفه وحمزة ويعقوب وخلف والباقون بالفتح وعليه الجمهور لهشام وهنا نكتة لطيفة نقلها في الأصل هي أن أبا عمرو بن العلا سئل عن حكمة تسكينه ما لي لا أرى بالنمل وفتحه ما لي لا أعبد فأجاب بما معناه أن التسكين ضرب من الوقف فلو سكن هنا لكان كالمستأنف بلا أعبد وفيه ما فيه ولا كذلك موضع النمل وأما الهمزتان من (أأتخذ) فك أأنذرتهم وأثبت الياء في (إِنْ يُرِدْنِ) في الحالين أبو جعفر وفتحها وصلا قال في البحر هي ياء الإضافة المحذوفة خطا ونطقا لالتقاء الساكنين وأثبتها وقفا يعقوب والباقون بالحذف في الحالين وتقدم أن أبا جعفر بفتح ياء تتبعن أفعصيت بطه وصلا ويقف بالياء ساكنة فهي عنده كيردن هنا وأثبت الياء في (ينقذون) وصلا ورش وفي الحالين يعقوب وفتح الياء من (إِنِّي إِذاً) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومن (إِنِّي آمَنْتُ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأثبت الياء في (فَاسْمَعُونِ) في الحالين يعقوب (وأشم) كسرة (قيل) الضم هشام والكسائي ورويس.

واختلف في (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) [الآية : ٢٩] في الموضعين فأبو جعفر برفعهما فيهما على أن كان تامة أي ما حدثت أو وقعت إلا صيحة وكان الأصل عدم لحوق التاء في كانت نحو ما قام إلا هند فلا يجوز ما قامت إلا في الشعر لكن جوزه بعضهم نثرا على قلة والباقون بالنصب في الموضعين على أنها ناقصة واسمها مضمر أي إن كانت الأخذة إلا صيحة واحدة صاح بها جبريل عليه‌السلام وخرج بالقيد ما ينظرون إلا صيحة واحدة المتفق على نصبه لأنها مفعول ينظرون وعن الحسن (يا حسرة العباد)

__________________

(١) أي : (ذكرتم). [أ].

٤٦٦

بغير تنوين وحذف على على الإضافة وعنه (من القرون أنهم) بالكسر على الاستئناف (ومرّ) حكم (يَسْتَهْزِؤُنَ) للأزرق وغيره في البقرة وغيرها.

وقرأ (لَمَّا) [الآية : ٣٢] بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز على أنها بمعنى إلا وأن نافية وكل رفع بالابتداء خبره تاليه وجميع فعيل بمعنى مفعول ولدينا ظرف له أو لمحضرون وافقهم الحسن والأعمش والباقون بتخفيفها (١) على أن أن مخففة من الثقيلة وما مزيدة للتأكيد واللام هي الفارقة أي إن كل لجميع ووقع في الأصل التعبير بأبي جعفر بدل ابن جماز ولعله سبق قلم فإن ابن وردان يخفف كالجماعة وقرأ (الْمَيْتَةَ) [الآية : ٣٣] بالتشديد نافع وأبو جعفر وقرأ (الْعُيُونِ) بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان أبو بكر وحمزة والكسائي ومرا بالبقرة وقرأ (مِنْ ثَمَرَةٍ) بضم المثلثة والميم حمزة والكسائي وخلف ومرّ موجها بالأنعام (٢).

واختلف في (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) [الآية : ٣٥] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف عملت بغير هاء موافقة لمصاحفهم وافقهم المطوعي والباقون بالهاء موافقة لمصاحفهم إلا حفصا فخالف مصحفه وما موصولة أو موصوفة أو نافية فإن كانت موصولة فالعائد محذوف في القراءة الأولى وكذا إن كانت موصوفة أي ومن الذي عملته أو شيء عملته فالهاء لما وإن كانت نافية فعلى الأولى لا ضمير وعلى الثانية الضمير يعود على ثمره.

واختلف في (وَالْقَمَرَ) [الآية : ٣٩] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وروح بالرفع على الابتداء وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بالنصب بإضمار فعل على الاشتغال وقرأ (ذُرِّيَّتَهُمْ) [الآية : ٤١] بالجمع مع كسر التاء (٣) نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالتوحيد مع فتح التاء ومرّ بالأعراف (ومرّ) إبدال همز (وإن نشأ) ألفا للأصبهاني وأبي جعفر وعن الحسن (نُغْرِقْهُمْ) [الآية : ٤٣] بفتح الغين وتشديد الراء (٤) ومرّ آنفا إشمام (قيل) وأمال (متى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو كما هو صريح الطيبة لكن نقل في النشر التقليل عن أبي عمرو من الروايتين عن ابن شريح وغيره وأقره.

واختلف في (يَخِصِّمُونَ) [الآية : ٤٩] فقالون بخلف عنه وأبو جعفر بفتح الياء وإسكان الخاء وتشديد الصاد (٥) فيجمع بين ساكنين وتقدم مثله في باب الإدغام وعليه العراقيون قاطبة عن قالون وقرأ قالون في وجهه الثاني وأبو عمرو في أحد وجهيه باختلاس فتحة الخاء تنبيها على أن أصله السكون مع تشديد الصاد وهو الذي أجمع عليه المغاربة لأبي عمرو ولم يذكر الداني عنه غيره وقرأ ورش وابن كثير وقالون في وجهه

__________________

(١) أي : (لما). [أ].

(٢) انظر الصفحة : (٢٦٠). [أ].

(٣) أي : (ذرّياتهم). [أ].

(٤) أي : (نغرّقهم). [أ].

(٥) أي : (يخصّمون). [أ].

٤٦٧

الثالث وأبو عمرو في وجهه الثاني وهشام من طريق الحلواني بفتح الياء وإخلاص فتحة الخاء مع تشديد الصاد وأصلها عندهم يختصمون أدغمت التاء في الصاد ونقلت فتحتها إلى الخاء الساكنة وافقهم ابن محيصن والحسن وهذا الوجه لقالون في تلخيص ابن بليمة وغيره ولأبي عمرو عند العراقيين وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر بخلف عنه من طريقيه وحفص والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد وافقهم الأعمش حذفوا حركتها فالتقى ساكنان فكسر أولهما وقرأ أبو بكر في وجهه الثاني من طريقيه بكسر الياء والخاء معا وقرأ حمزة بفتح الياء وسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم أي يخصم بعضهم بعضا فالمفعول محذوف فتلخص لقالون ثلاثة إسكان الخاء مع تشديد الصاد كأبي جعفر واختلاس فتحة الخاء كأبي عمرو وإتمام حركتها كورش ولأبي عمرو وجهان الاختلاس كقالون والإتمام كورش وابن كثير ولهشام وجهان فتح الخاء كابن كثير وكسرها كابن ذكوان ولأبي بكر أيضا وجهان فتح الياء مع كسر الخاء كحفص وكسر الياء والخاء معا فتحصل ست قراءات وعن ابن محيصن (أهلهم يرجعون) بالبناء للمفعول وقرأ (مِنْ مَرْقَدِنا) بالسكت على ألفه حفص بخلف عنه من طريقيه ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا (وضم) الغين من (شغل) ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف وسكنها الباقون كما مرّ في البقرة.

واختلف في (فاكِهُونَ) [الآية : ٥٥] و (فاكِهِينَ) [الآية : ٥٥] هنا والدخان [الآية : ٢٧] والطور [الآية : ١٨] والمطففين [الآية : ٣١] فأبو جعفر بلا ألف بعد الفاء (١) فيها كلها صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه وافقه الحسن هنا والدخان وقرأ حفص كذلك في المطففين واختلف فيه عن ابن عامر والباقون بالألف في الجميع اسم فاعل بمعنى أصحاب فاكهة كلابن وتامر ولاحم.

واختلف في (ظِلالٍ) [الآية : ٥٦] فحمزة والكسائي وخلف بضم الظاء وحذف الألف جمع ظلة نحو غرفة وغرف وحلة وحلل وافقهم الأعمش والباقون بكسر الظاء والألف (٢) جمع ظل كذئب وذئاب أو جمع ظلة كقلة وقلال.

وقرأ (مُتَّكِؤُنَ) [الآية : ٥٦] بحذف الهمزة مع ضم الكاف (٣) أبو جعفر ومرّ في الهمز المفرد (٤) ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو وبالحذف كقراءة أبي جعفر وبالإبدال ياء مضمومة على مذهب الأخفش وأما كالياء وإبدالها واوا مضمومة فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامل وهو كسر الكاف مع الحذف (وكسر) نون (وأن اعبدوني) وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.

__________________

(١) أي : (فكهون). [أ].

(٢) أي : (ظلال). [أ].

(٣) أي : (متّكون). [أ].

(٤) انظر الصفحة : (٧٥). [أ].

٤٦٨

وقرأ (صِراطٍ) [الآية : ٧٠] بالسين قنبل (١) بخلفه ورويس واسم الصاد زاء خلف عن حمزة.

واختلف في (جِبِلًّا) [الآية : ٦٢] فنافع وعاصم وأبو جعفر بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف جبلا بضمتين وتخفيف اللام (٢) وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش وقرأ روح بضمهما وتشديد والباقون أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام وكلها لغات ومعناها الخلق وضم الهاء من (أيديهم) يعقوب وأمال (فأنى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وقرأ (مَكانَتِهِمْ) بالألف على الجمع (٣) أبو بكر ومرّ بالأنعام.

واختلف في (نُنَكِّسْهُ) [الآية : ٦٨] فعاصم وحمزة بضم الأول وفتح الثاني وتشديد الثالث وكسره مضارع نكس للتكثير تنبيها على تعدد الرد من الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة إلى الهرم وافقهما الأعمش والباقون بفتح الأول وإسكان الثاني وضم الثالث وتخفيفه (٤) مضارع نكسه كنصره أي ومن نطل عمره نرده من قوة الشباب ونضارته إلى ضعف الهرم ونحولته وهو أرذل العمر الذي تختل فيه قواه حتى يعدم الإدراك وقرأ (أَفَلا يَعْقِلُونَ) بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب واختلف عن ابن عامر فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من غير طريق الشذائي وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد كلاهما عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب وروى الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب وبه قرأ الباقون.

واختلف في (لِيُنْذِرَ) [الآية : ٧٠] هنا والأحقاف [الآية : ١٢] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالخطاب للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الموضعين وللبزي خلاف في حرف الأحقاف يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى والباقون بالغيب والضمير للقرآن أو النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن الحسن والمطوعي (رَكُوبُهُمْ) بضم الراء مصدر على حذف مضاف أي ذو ركوبهم.

وأمال (مَشارِبُ) ابن عامر بخلف عنه من روايتيه وهي رواية جمهور المغاربة عن هشام وكذا الصوري عن ابن ذكوان وفتحه عن الأخفش وكذا الداجوني عن هشام كالباقين وقرأ (فلا يحزنك) بضم الياء وكسر الزاي نافع من أحزن.

واختلف في (بِقادِرٍ) [الآية : ٨١] هنا والأحقاف [الآية : ٣٣] فرويس يقدر بياء تحتية مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف وضم الراء فيهما فعلا مضارعا من قدر كضرب ووافقه روح في الأحقاف والباقون بموحدة مكسورة وفتح القاف وألف بعدها وخفض

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) أي : (جبلا ...). [أ].

(٣) أي : (مكاناتهم ...). [أ].

(٤) أي : (ننكسه). [أ].

٤٦٩

الراء منونة اسم فاعل وبه قرأ روح هنا وخرج بقادر بسورة القيامة المتفق فيه على الألف لرسمه بها في بعض المصاحف بخلاف يس والأحقاف فإنها محذوفة فيهما في الكل وأمال (بلى) حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم وقلله الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه كما في النشر وإن قصر الخلاف على الدوري من طيبته وعن الحسن (الخالق) بألف بعد الخاء كعالم اسم فاعل والجمهور بوزن علام بصيغة المبالغة وقرأ (فيكون) بالنصب ابن عامر والكسائي على جواب لفظ كن لأنه جاء بلفظ الأمر فشبه بالأمر الحقيقي وقرأ رويس (بيده) باختلاس كسرة الهاء والباقون بإشباعها وعن المطوعي (ملكة) بفتح الكاف وحذف الواو على وزن شجرة أي ضبط كل شيء والقدرة عليه والجمهور ملكوت وقرأ (تُرْجَعُونَ) بالنباء للفاعل يعقوب ومرّ بالبقرة.

المرسوم : في الكوفي عملته بغير هاء وفي البقية بالهاء فاكهون وفاكهين في الثلاث المتقدمة بألف في بعضها ويحذفها في باقيها كما مرّ وكتبوا أن اعبدوني بالياء وفي العراقية أين ذكرتم بالياء واتفقوا على كتابة أقصا بالألف وعلى قطع أن لا تعبدوا الشيطان. ياءات الإضافة ثلاث (ما لِيَ لا أَعْبُدُ) [الآية : ٢٢] ، (إِنِّي إِذاً) [الآية : ٢٤] ، (إِنِّي آمَنْتُ) [الآية : ٢٥]. الزوائد ثلاث (يُرِدْنِ الرَّحْمنُ) [الآية : ٢٤] ، (لا يُنْقِذُونِ) [الآية : ٢٣] ، (فَاسْمَعُونِ) [الآية : ٢٥].

٤٧٠

سورة الصافات

مكية (١) وآيها مائة وثمانون وآية بصري وأبو جعفر واثنان في غيره خلافها أربع من كل جانب غير حمصي دحورا له وما كانوا يعبدون غير بصري وإن كانوا ليقولون غير أبي جعفر. مشبه الفاصلة ستة الملأ الأعلى. أمن خلقنا. ما ذا ترى. ما تؤمر وعلى إسحاق الجنة نسبا وعكسه ثلاثة للجبين يا إبراهيم كيف تحكمون. القراءات أدغم التاء في الصاد والزاي والذال من (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً ، فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح.

واختلف في (بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) [الآية : ٦] فأبو بكر بزينة منونا ونصب (الْكَواكِبِ) فيحتمل أن تكون الزينة مصدرا والكواكب مفعول به كقوله تعالى أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما والفاعل محذوف أي بأن زين الله الكواكب في كونها مضيئة حسنة في أنفسها أو أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة اسم لما تلاق به الدواة فالكواكب حينئذ بدل منها على المحل أو نصب باعني أو بدل من السماء الدنيا بدل اشتمال أي كواكب السماء وقرأ حفص وحمزة بتنوين زينة وجر الكواكب على أن المراد بالزينة ما يتزين به وقطعها عن الإضافة والكواكب عطف بيان أو بدل بعض ويجوز أن تكون مصدرا وجعلت الكواكب نفس الزينة مبالغة وافقهما الحسن والأعمش والباقون بحذف التنوين على إضافة زينة للكواكب إضافة الأعم إلى الأخص فهي للبيان كثوب خز أو من إضافة المصدر إلى مفعوله أي بأن زينا الكواكب فيها كما مرّ أو لا أو إلى فاعله أي بأن زينتها الكواكب واختلف في (لا يَسْمَعُونَ) [الآية : ٨] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين والميم والأصل يتسمعون فأدغمت التاء وافقهم الأعمش والباقون بالتخفيف (٢) فيهما وأمال (الأعلى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن (خَطِفَ) [الآية : ١٠] بفتح الخاء وتشديد الطاء مكسورة وعنه كسر الخاء أيضا والأصل اختطف فلما أريد الإدغام أسكنت التاء وقبلها الخاء ساكنة فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين ثم كسرت الطاء تبعا لكسرة الخاء وبذلك يعلم إشكال قراءته الأولى لأن كسر الطاء إنما كان لكسر الخاء وهو مفقود وقد وجهت على التوهم مع شذوذه بأنهم لما نقلوا حركة التاء إلى

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (لا يسمعون). [أ].

٤٧١

الخاء ففتحت توهموا كسرها للساكنين على ما مرّ فاتبعوا الطاء لحركة الخاء المتوهمة واختلف في (عَجِبْتَ) [الآية : ١٢] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم المضمومة أي قل يا محمد بل عجبت أنا أو أن هؤلاء من رأى حالهم يقول عجبت لأن العجب لا يجوز عليه تعالى على الحقيقة لأنه انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه وإسناده له تعالى في بعض الأحاديث مؤول بصفة تليق بكماله مما يعلمه هو كالضحك والتبشبش ونحوهما فاستحالة إطلاق ما ذكر عليه تعالى محمولة على تشبيهها بصفات المخلوقين وحينئذ فلا إشكال في إبقاء التعجب هنا على ظاهره مسندا إليه تعالى على ما يليق به منزها عن صفات المحدثين كما هو طريق السلف الأسلم الأسهل وافقهم الأعمش والباقون بفتحها والضمير للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أي بل عجبت من قدرة الله تعالى هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك مما تريهم من آثار قدرة الله تعالى أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق وقرأ (أَإِذا مِتْنا ، أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الآية : ١٦] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني (١) نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وقرأ ابن عامر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني (٢) والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل بالألف وورش وابن كثير ورويس كذلك لكن بلا فصل والباقون بالتحقيق بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مرّ وجواب أئذا على الاستفهام محذوف أي نبعث ويدل عليه لمبعوثون قاله في البحر وقرأ (مِتْنا) معا بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف كما مرّ بآل عمران واختلف في (أو آباؤنا) هنا والواقعة فقالون وابن عامر وأبو جعفر بإسكان الواو فيهما على أنها العاطفة التي لأحد الشيئين وقرأ الأصبهاني كذلك فيهما إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إلى الواو على قاعدته والباقون بفتحها فيهما على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار وآباؤنا عليهما مبتدأ خبره محذوف أي مبعوثون لدلالة ما قبله عليه قاله أبو حيان وتعقب الزمخشري حيث جعله عطفا على محل أن واسمها أو على ضمير مبعوثون وقرأ (نَعَمْ) بكسر العين الكسائي ومرّ بالأعراف وقرأ (صِراطِ) [الآية : ٢٣] بالسين قنبل (٣) بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة ويوقف لحمزة على (مسئولون) بوجه واحد وهو نقل حركة الهمزة إلى السين وأما بين بين فضعيف جدا كما في النشر وقرأ (لا تَناصَرُونَ) بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه وأبو جعفر كما مرت موافقته للبزي بالبقرة كرويس في نارا تلظى بالليل ويشبع المد للساكنين وقرأ (قيل) بالإشمام هشام والكسائي ورويس وسهل الثانية من (أَإِنَّا لَتارِكُوا) مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وبلا فصل رويس وورش وابن كثير والباقون بالتحقيق بلا فصل ما عدا هشاما من طريق الحلواني من طريق

__________________

(١) أي : (أئذا .. إنّا ...). [أ].

(٢) أي : (إذا ... أإنّا ...). [أ].

(٣) أي : (سراط). [أ].

٤٧٢

ابن عبدان فبالفصل وكذا الحكم في (أَإِنَّكَ لَمِنَ ، أَإِفْكاً) إلا أن ابن بليمة وابن شريح في جماعة ذكروا الفصل فيهما عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فيهما من السبعة وعن الحسن (وصدق) بتخفيف الدال المرسلون رفعا بالواو فاعلا به وقرأ (الْمُخْلَصِينَ) بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف (وأبدل) همز (بكأس) أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر ولم يبدلها ورش من طريقيه.

وأمال (للشاربين) ابن ذكوان من طريق الصوري وفتحها من طريق الأخفش كالباقين.

واختلف في (يُنْزَفُونَ) [الآية : ٤٧] هنا والواقعة [الآية : ١٩] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر الزاي في الموضعين من أنزف الرجل ذهب عقله من السكر أو نفد شرابه وافقهم الأعمش وقرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر والباقون بضم الياء وفتح الزاي فيهما من نزف الرجل ثلاثيا مبنيا للمفعول بمعنى سكر وذهب عقله أيضا أو من قولهم نزفت الركية نزحت ماءها أي لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا وبه قرأ عاصم هنا وقرأ (أَإِذا مِتْنا ، أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) [الآية : ٣٦] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني والباقون بالاستفهام فيهما والمستفهم على أصله فقالون أبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل والباقون بالتحقيق بلا فصل إلا أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل وعن ابن محيصن (مطلعون) بسكون الطاء (فأطلع) بقطع الهمزة مضمومة وسكون الطاء وكسر اللام مبنيا للمفعول وأما حكم إمالة (فرآه) فسبق قريبا أول فاطر عند فرآه حسنا وأثبت الياء وصلا في (لتردين) ورش وفي الحالين يعقوب (ويوقف) لحمزة على (رءوس) بالتسهيل بين بين وبالحذف وهو الأولى عند الآخذين بالرسم وعلى (مالئون) بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف مع ضم اللام وإبدال الهمزة ياء وغير ذلك لا يصح كما مرّ قريبا في متكئون بيس وقرأ بحذفها مع ضم اللام كالوجه الثاني أبو جعفر وأدغم دال و (لقد ضل) ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ومرّ حكم (المخلصين) آنفا وأمال (نادينا) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأدغم ذال (إذ جاء) أبو عمرو وهشام وتقدم قريبا حكم (أئفكا) واختلف في (يَزِفُّونَ) [الآية : ٩٤] فحمزة الياء من أزف الظليم وهو ذكر النعام دخل في الزفيف وهو الإسراع فالهمزة ليست للتعدية وافقه الأعمش والباقون بفتحها من زفّ الظليم عدا بسرعة وأثبت الياء في (سيهدين) في الحالين يعقوب وقرأ (يا بنيّ) بفتح الياء حفص ومرّ بهود (وفتح) ياءي (إِنِّي أَرى ، أَنِّي أَذْبَحُكَ) نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر.

واختلف في (ما ذا تَرى) [الآية : ١٠٢] فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وكسر

٤٧٣

الراء وبعدها ياء (١) أي ما ذا تريه من صبرك أو أي شيء الذي ترينه أي ما ذا تحملني عليه من الاعتقاد فالمفعولان محذوفان وافقهم الأعمش والباقون بفتح الياء والراء وألف بعدها من رأى اعتقد أو أمر لا من رأى أبصر ولا علم ويتعدى لواحد فما استفهام ركبت مع ذا مفعوله أو ما بمعنى أي شيء مبتدأ وذا بمعنى الذي خبره وترى صلته والعائد محذوف أي شيء الذي تراه.

وأمال فتحة الراء أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وقلله الأزرق وقرأ (يا أَبَتِ) [الآية : ١٠٢] بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ومرّ بيوسف ووقف عليه بالهاء (٢) ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وفتح ياء (ستجدني إن) نافع وأبو جعفر وعن الحسن والمطوعي (أسلما) بحذف الألف الأولى وتشديد اللام (٣) أي فوضا وأدغم دال (وقد صدقت) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأمال (الرؤيا) الكسائي فقط وقلله أبو عمرو والأزرق بخلفهما وقرأ أبو جعفر بقلب همزه ياء وإدغامها في الياء بعدها (وأبدل) همزه واوا ساكنة الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه كوقف حمزة على القياسي وعلى الرسمي بالقلب والإدغام كقراءة أبي جعفر ونقل جوازه في النشر عن الهذلي وغيره ثم رجح الإظهار وأما الحذف فضعيف (ويوقف) له كهشام بخلفه على (لهو البلؤا) ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها بينت أول الأنعام وقرأ (نبيئا) بالهمز نافع وضم الهاء من (عليهما) يعقوب.

واختلف في (وَإِنَّ إِلْياسَ) [الآية : ١٢٣] فابن عامر بخلاف عنه بوصل همزة إلياس فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد إن ويبتدئ بهمزة مفتوحة وافقه ابن محيصن من المفردة والحسن والباقون بقطع الهمزة مكسورة بدأ ووصلا وبه قرأ ابن عامر في وجهه الثاني وروى الوجهين الكارزيني عن المطوعي عن محمد بن القاسم عن ابن ذكوان وذكرهما في الشاطبية له كذلك وكذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام وأطلق الخلاف عن هشام وابن ذكوان في الطيبة قال في النشر وبهما أي الوصل والقطع آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية وثبوته بالنص انتهى ووجه القراءتين أن إلياس اسم أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة ووصلتها أخرى والأكثر على وجه الوصل أن أصله ياس دخلت عليه أل المعرفة كما دخلت على اليسع ويبنى على الخلاف حكم الابتداء فعلى الأول يبتدأ بهمزة مكسورة وعلى الثاني بهمزة مفتوحة وهو الصواب كما في النشر قال لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة ولنصبهم على الفتح دون غيره واختلف في نصب (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَ) [الآية : ١٢٦] فحفص وحمزة والكسائي ويعقوب

__________________

(١) أي : (ما ذا تري). [أ].

(٢) أي : (أبته). [أ].

(٣) أي : (سلّما) [الآية : ١٠٣]. [أ].

٤٧٤

وخلف بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من أحسن وربكم نعته ورب عطف عليه وافقهم الأعمش والباقون برفع الثلاثة على أن الجلالة الكريمة مبتدأ وربكم خبره ورب عطف عليه أو خبر هو ومرّ ذكر (المخلصين) في السورة.

واختلف في (إِلْ ياسِينَ) [الآية : ١٣٠] فنافع وابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما وفصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا والمراد ولد ياسين وأصحابه والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بما بعدها كلمة واحدة في الحالين جمع الياس المتقدم باعتبار أصحابه كالمهالبة في المهلب وبنيه أو على جعله اسما للنبي المذكور صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي لغة كطور سيناء وسينين وهي حينئذ كلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع احديهما عن الأخرى ويمتنع اتباع الرسم فيها وقفا ولم يقع لها نظير.

واختلف في (أَصْطَفَى) [الآية : ١٥٣] فالأصبهاني عن ورش وأبو جعفر بوصل الهمزة في الوصل على حذف همزة الاستفهام للعلم بها والابتداء في هذه القراءة بهمزة مكسورة والباقون بهمزة مفتوحة في الحالين على الاستفهام الإنكاري وأماله وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وقرأ (تَذَكَّرُونَ) بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف ووقف على (صال الجحيم) بالياء يعقوب وعن الحسن صال بضم اللام بلا واو وعنه بالواو ومرّ حكم (المخلصين) وأدغم دال (ولقد سبقت) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

المرسوم : اتفقوا على حذف ألف يهرعون وعلى كتابة إيتا بالياء وفي العراقية أيفكا بالياء واتفقوا على كتابة لهو البلؤا بواو وألف بعدها وعلى كتابة آل ياسين بقطع اللام من الياء واتفقوا على قطع أم عن من في أم من خلقنا. ياءات الإضافة ثلاث (إِنِّي أَرى) [الآية : ١٠٢]. (أَنِّي أَذْبَحُكَ) [الآية : ١٠٢]. (سَتَجِدُنِي إِنْ) [الآية : ١٠٢] وزائدتان : (سَيَهْدِينِ) [الآية : ٩٩] ، (لَتُرْدِينِ) [الآية : ٥٦].

٤٧٥

سورة ص

مكية (١) وآيها ثمانون وخمس للجحدري وست حرمي وشامي وأيوب وثمان كوفي خلافها خمس آيات ذي الذكر كوفي وغواص غير بصري نبأ عظيم غير حمصي والحق أقول كوفي وحمصي وأيوب. مشبه الفاصلة أربعة من ذكرى. وقوم نوح وعاد وقوم لوط. لداود سليمان. القراءات سكت على (ص) أبو جعفر وعن الحسن صاد بكسر الدال لالتقاء الساكنين وقرأ (القرآن) بالنقل ابن كثير ووقف على (لات) بالهاء الكسائي على أصله في تاء التأنيث والباقون بالتاء للرسم.

واتفقوا على كسر النون في (أَنِ امْشُوا) [الآية : ٦] لعدم لزوم الضمة إذ الأصل امشيوا (وسهل) الثانية كالواو من (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ) [الآية : ٨] مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو بخلف عنهما في الفصل وأبو جعفر وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس واختلف عن هشام على ثلاثة أوجه الأول التحقيق مع المد من طريق الجمال عن الحلواني وأحد وجهي التيسير وبه قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني الثاني التسهيل مع المد وهو الثاني في التيسير وعليه جمهور المغاربة الثالث التحقيق مع القصر وعليه الجمهور وبه قرأ الباقون والثلاثة في الشاطبية كالطيبة ونظيره أءلقي بالقمر وأثبت الياء في (عذاب أم) و (عقاب وما) يعقوب وقرأ (الْأَيْكَةِ) بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها ولا همز بعدها مع فتح التاء غير منصرف نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر والباقون الأيكة بلام التعريف كما تقدم مبينا بالشعراء (٢) وسهل الأولى من (هؤلاء إلا) قالون والبزي وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق وجه ثان إبدالها من جنس ما قبلها ياء ساكنة مع المد للساكنين والوجهان لقنبل وله ثالث إسقاط الأولى وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني والباقون بالتحقيق واختلف في (فَواقٍ) [الآية : ١٥] فحمزة والكسائي وخلف بضم الفاء وهي لغة تميم وأسد وقيس وافقهم الأعمش والباقون بفتحها لغة الحجاز وهو الزمان بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع (ورقق) الأزرق راء (الْإِشْراقِ) [الآية : ١٨] بخلفه من أجل كسر حرف الاستعلاء (وغلظ)

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) انظر الصفحة : (٤٢٠). [أ].

٤٧٦

الأزرق لام (فصل) وصلا واختلف عنه وقفا والأرجح التغليظ ويوقف على (نبؤا) على رسمه بالواو لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو (وأدغم) ذال إذ في التاء من (إذ تسوّروا) وفي الدار من (إذ دخلوا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف لكن اختلف عن ابن ذكوان في إذ دخلوا فأدغمها من طريق الأخفش وأظهرها من طريق الصوري وأمال (المحراب) ابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه وفتحها عنه الصوري وابن الأخرم عن الأخفش ورقق الراء الأزرق وعن الحسن (وَلا تُشْطِطْ) بضم التاء وألف من المفاعلة والجمهور بغير ألف وسكون الشين والشطط مجاوزة الحد وقرأ (الصِّراطَ) [الآية : ٢٢] بالسين قنبل (١) من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زاء حمزة بخلف عن خلاد والإشمام له في الروضة لأبي علي وعليه جمهور العراقيين وعن الحسن (تسع وتسعون) بفتح التاء وهي لغة (وفتح) ياء الإضافة من (ولي نعجة) هشام بخلفه وحفص والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر وأدغم دال (لقد ظلمك) ورش وأبو عمرو وابن عامر بخلف عن هشام وحمزة والكسائي وخلف والإدغام لهشام في المستنير وغيره وفاقا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة والإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه (وعن) الشنبوذي (فتنّاه) بتخفيف النون فالألف ضمير الخصمين واختلف في (ليدبروا) فأبو جعفر بالتاء من فوق وتخفيف الدال على حذف إحدى التاءين على الخلاف فيها أهي تاء المضارعة أم التالية لها والأصل لتتدبروا والباقون بياء الغيب وتشديد الدال والأصل ليتدبروا أدغمت التاء في الدال (وفتح) ياء (إني أحببت) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

وقرأ (بِالسُّوقِ) [الآية : ٣٣] بهمزة ساكنة بدل الواو قنبل وعنه أيضا زيادة واو ساكنة بعد الهمزة المضمومة وتقدم ما فيه بالنمل (٢) وفتح ياء (بعدي إنك) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وقرأ (الرِّيحُ) [الآية : ٣٦] بالجمع (٣) أبو جعفر وسكن ياء (مسني) حمزة واختلف في (بِنُصْبٍ) فأبو جعفر بضم النون والصاد وقرأ يعقوب بفتحهما وافقه الحسن والباقون بضم النون وإسكان الصاد وكلها بمعنى واحد وهو التعب والمشقة وقرأ بكسر تنوين (عذاب اركض) أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما وعاصم وحمزة وصلا وأجمعوا على ضم الهمزة في الابتداء واختلف في (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ) [الآية : ٤٥] فابن كثير عبدنا بغير ألف على التوحيد والمراد الجنس أو الخليل وإبراهيم بدل أو

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) انظر الصفحة : (٤٢٦). [أ].

(٣) أي : (الرّياح). [أ].

٤٧٧

عطف بيان وافقه ابن محيصن والباقون بالجمع على إرادة الثلاثة وإبراهيم وما عطف عليه بدل أو بيان وعن المطوعي (أولي الأيد) بغير ياء في الحالين اجتزاء عنها بالكسرة واختلف في (بِخالِصَةٍ ذِكْرَى) [الآية : ٤٦] فنافع والحلواني عن هشام وأبو جعفر بغير تنوين مضافا للبيان لأن الخالصة تكون ذكرى وغير ذكرى كما في بشهاب قبس ويجوز أن تكون مصدرا كالعاقبة بمعنى الإخلاص وأضيف لفاعله أي بأن خلصت لهم ذكرى الدار الآخرة أو لمفعوله والفاعل محذوف أي بأن أخلصوا ذكرى الدار وتناسوا ذكرى الدنيا والباقون بالتنوين وعدم الإضافة وذكرى بدل فهو جر أي خصصناهم بذكر معادهم أو بأن يثنى عليهم في الدنيا وعلى جعل خالصة مصدرا يكون ذكرى منصوبا به أو خبرا لمحذوف أو منصوبا بأعني وبذلك قرأ الداجوني عن هشام وأمال (ذكرى الدار) وصلا السوسي بخلفه وأمال (الدار) و (الأخيار) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وقللهما الأزرق وقرأ (واليسع) بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء بعدها حمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش والباقون بتخفيفها وفتح الياء ومرّ بالأنعام وقرأ (متكين) بحذف الهمزة أبو جعفر ووقف عليه حمزة كذلك وبالتسهيل كالياء واختلف في (هذا ما توعدون) هنا وق فابن كثير بالياء من تحت فيهما على الغيب وافقه ابن محيصن وقرأ أبو عمرو بالغيب هنا فقط وافقه اليزيدي والباقون بالخطاب فيهما وبه قرأ عمرو وفي ق وافقه اليزيدي واختلف فيه (غسّاق) هنا وفي النبأ فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين فيهما صفة كالضراب مبالغة لأن فعالا في الصفات أغلب منه في الأسماء فموصوفه محذوف وافقهم الأعمش والباقون بالتخفيف فيهما اسم لا صفة لأن فعالا مخففا في الأسماء كالعذاب أغلب منه في الصفات وهو الزمهرير أو صديد أهل النار أو القيح يسيل منهم فيسقونه وعن الحسن عذاب لا يعمله إلا الله تعالى إذ الناس أخفوا لله طاعة فأخفى لهم ثوابا في قوله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفي الخ وأخفوا معصية فأخفى لهم عقوبة.

واختلف في (وَآخَرَ) [الآية : ٥٨] فأبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة مقصورة (١) جمع أخرى كالكبرى والكبر لا ينصرف للعدل عن قياسه والوصف وهو مبتدأ ومن شكله في موضع الصفة وأزواج بمعنى أجناس خبرا وصفة والخبر محذوف أي لهم أو أزواج مبتدأ ومن شكله خبره والجملة خبر آخر وافقهما اليزيدي والباقون بالفتح والمد على الإفراد لا ينصرف أيضا للوزن الغالب والصفة.

وأمال (من الأشرار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف عن نفسه وقلله الأزرق وأما حمزة فعنه الإمالة الكبرى والصغرى من روايتيه وعنه الفتح من رواية خلاد ومرّ تفصيله في باب الإمالة كآل عمران.

واختلف في (أَتَّخَذْناهُمْ) [الآية : ٦٣] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب

__________________

(١) أي : (وأخر). [أ].

٤٧٨

وخلف بوصل الهمزة بما قبلها ويبتدأ لهم بكسر همزة على الخبر وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لرجالا وأم منقطعة أي بل أزاغت كقولك إنها لا بل أم شاء أي بل شاء وافقهم الأعمش واليزيدي والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا وابتداء على الاستفهام وأم متصلة لتقدم الهمزة وقرأ (سِخْرِيًّا) بضم السين نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف والباقون بكسرها وسبق مبينا بالمؤمنين ومرّ اتفاقهم على عدم إمالة (زاغت) (وحكم) الوقف لحمزة وهشام على (نبؤا عظيم) تقدم في نبؤا الخصم أول السورة وفتح ياء (ما كان لي من) حفص.

واختلف في (إِلَّا أَنَّما أَنَا) [الآية : ٧٠] فأبو جعفر بكسر الهمزة من (إِنَّما) على الحكاية أي ما يوحى إلي إلا هذه الجملة والباقون بفتحها على أنها وما في حيزها نائب الفاعل أي ما يوحى إلي إلا الإنذار أي إلا كوني نذيرا مبنيا ويحتمل أن يكون نصب أو جر بعد إسقاط لام العلة ونائب الفاعل حينئذ الجار والمجرور أي ما يوحى إلي إلا للإنذار وعن ابن محيصن (بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ) بوصل الهمزة على الخبر أو حذفت همزة الاستفهام لدلالة أم عليها والجمهور بالقطع والفتح في الحالين استفهام إنكار وتوبيخ فأم متصلة عادلت الهمزة وافقهم ابن محيصن من المفردة ويبتدئ على القراءة الأولى بالكسر وفتح ياء (لَعْنَتِي إِلى) نافع وأبو جعفر.

وقرأ (الْمُخْلَصِينَ) [الآية : ٨٣] بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ومر بيوسف.

واختلف في (قالَ فَالْحَقُ) [الآية : ٨٤] فعاصم وحمزة وخلف بالرفع على الابتداء ولأملأن خبره أو مني أو قسمي أو يميني أو على الخبرية أي أنا الحق أو قولي الحق وعن المطوعي رفعهما فالأول على ما مر والثاني بالابتداء وخبره الجملة بعده على غير التقدير الأول وقولي أو نحوه عليه وحذف العائد على الأول كقراءة ابن عامر وكل وعد الله الحسنى والباقون بنصبهما فالأول إما مفعول مطلق أي أحق الحق أو مقسم به حذف منه حرف القسم فانتصب ولأملأن جواب القسم ويكون قوله والحق أقول معترضا أو على الإغراء أي الزموا الحق والثاني منصوب بأقول بعده وسهل الهمزة الثانية من (لأملأن) الأصبهاني ويوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى وتسهيلها مع تسهيل الثانية.

المرسوم كتبوا أولي الأيدي بالياء وفي مصحف عثمان الخاص كما قال أبو عبيدة ولا تحين التاء متصلة بحين وباقي الرسوم بالفصل بل أنكر الأول واتفقوا على كتابة نبؤا عظيم بواو وألف وكذا نبؤا الخصم في بعض المصاحف. ياءات الإضافة ست : (وَلِيَ نَعْجَةٌ) [الآية : ٢٣] ، (إِنِّي أَحْبَبْتُ) [الآية : ٣٥] ، (بَعْدِي إِنَّكَ) [الآية : ٣٥] ، (لَعْنَتِي إِلى) [الآية : ٧٨] ، (لِي مِنْ) [الآية : ٦٩] ، (مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ) [الآية : ٤١] ، وزائدتان (عِقابِ) [الآية : ١٤] ، و (عَذابِ) [الآية : ٨].

٤٧٩

سورة الزمر

مكية (١) قيل إلا الله الذي نزل ، وقيل يا عبادي الذين ، وايها سبعون وثنتان حجازي وبصري وثلاث شامي وخمس كوفي خلافها سبع فيه يختلفون تركها كوفي وعدله ديني وفما له من هاد الثاني وفسوف تعلمون مخلصا له الدين الثاني كوفي ودمشقي فبشر عباد تركها مكي ومدني أول وعدّا تجري من تحتها الأنهار. مشبه الفاصلة خمس الدين الخالص بما كنتم تعملون. كلمة العذاب متشاكسون حين وعكسه موضع له الدين الأولى. القراءات أمال (زلفى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وكذا (لاصطفى) لغير أبي عمرو فإنه يفتحها مع الباقين.

وقرأ في (بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) [الآية : ٦] بكسر الهمزة والكسائي وزاد حمزة كسر الميم وهذا في الدرج أما في الابتداء فلا خلاف في ضم الهمزة وفتح الميم كما مر بالنساء وأمال (فإني) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو وكذا (يرضى) غير الدوري المذكور فإنه بفتحها وقرأ (يَرْضَهُ) [الآية : ٧] باختلاس ضمة الهاء نافع وحفص وحمزة ويعقوب واختلف فيه عن ابن ذكوان وابن وردان والثاني لهما الإشباع وقرأ السوسي بسكون الهاء واختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري وهشام وأبي بكر وابن جماز والثاني للدوري وابن جماز الإشباع والثاني لهشام وأبي بكر الاختلاس والباقون وهم ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه بالإشباع فقط وللسوسي الإسكان فقط وللدوري وابن جماز الإسكان والإشباع ولهشام وأبي بكر الإسكان والاختلاس ولابن ذكوان وابن وردان الاختلاس والإشباع ومر الخلف للأزرق في ترقيق (وزر) والوجهان له في جامع القرآن وقرأ (لِيُضِلَّ عَنْ) [الآية : ٨] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس بخلف واختلف في (أَمَّنْ هُوَ) [الآية : ٩] فنافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم (٢) على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري ويقدر معادل دل عليه هل يستوي أي أمن هو قانت الخ كمن جعل لله أندادا وافقهم الأعمش

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (١ / ٢٥) ، (٢ / ١٢٧٠). [أ].

(٢) أي : (أمن). [أ].

٤٨٠