إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

وافقهم اليزيدي والباقون بالخطاب وأمال (تَنْهى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (آياتٌ مِنْ رَبِّهِ) [الآية : ٥٠] فابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالتوحيد (١) على إرادة الجنس وافقهم ابن محيصن والباقون بالجمع.

وأمال (يُتْلى) و (كَفى) و (يَغْشاهُمُ) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف في (وَنَقُولُ ذُوقُوا) [الآية : ٥٥] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت وافقهم الأعمش والباقون بالنون للعظمة (وفتح) ياء الإضافة من (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وفتحها من (أَرْضِي واسِعَةٌ) ابن عامر فقط وأثبت الياء في (فَاعْبُدُونِ) في الحالين يعقوب.

واختلف في (تُرْجَعُونَ) [الآية : ٥٧] فأبو بكر بالغيب والباقون بالخطاب وقرأ يعقوب بالبناء للفاعل وعن المطوعي بالغيب مبنيا للفاعل ويأتي حرف الروم ثم إليه يرجعون في محله إن شاء الله تعالى.

واختلف في (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) [الآية : ٥٨] فحمزة والكسائي وخلف بمثلثة ساكنة بعد النون الأولى وياء مفتوحة بعد الواو المخففة (٢) يقال ثوى أقام وأثويته أنزلته موضع الإقامة قال الزمخشري ثوى أقام فتعديه الهمزة إلى واحد فنصب غرفا لتضمنه معنى أنزلته أو على حذف في أو شبه الظرف المكاني المختص بالمبهم فوصل إليه الفعل فيكون مفعولا فيه وافقهم الأعمش والباقون بموحدة مفتوحة بعد النون وتشديد الواو وهمزة مفتوحة بعدها وهو إما بمعنى الأول أو بمعنى لنعطينهم وكل يتعدى لاثنين والثاني غرفا ومن ثم حكم بزيادة لام بوأنا لإبراهيم وأبدل همز لنبوئنهم ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه ومر ذلك بالهمز المفرد كالنمل وقرأ (كائن) بوزن ماء ابن كثير وكذا أبو جعفر إلا أنه سهل همزتها مع المد والقصر وعن ابن محيصن كان بهمزة مكسورة بلا ألف وأمال (فأنى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو.

وأمال (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ) الكسائي فقط وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (وَلِيَتَمَتَّعُوا) [الآية : ٦٦] فقالون وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بسكون اللام على أنها للأمر لا لام كي إذ لا تسكن لضعفها والباقون بكسرها إما للأمر أو لام كي كما جاز في ليكفروا والأصل في كل الكسر.

وأمال (مَثْوَى) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وضم باء

__________________

(١) أي : (آية). [أ].

(٢) أي : (لنثوينّهم ...). [أ].

٤٤١

(سُبُلَنا) نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب.

المرسوم رسموا النشأة هنا والنجم والواقعة بألف بعد الشين واتفقوا على الياء في أئنكم لتأتون الرجال وثمودا بالألف في الإمام كالبقية لو لا أنزل عليه آيت بغير ألف واتفقوا على كتابتها بالتاء وأجمعوا على إثبات الياء في يا عبادي الذين آمنوا كحرف الزمر يا عبادي الذين أسرفوا بخلاف حرف الزمر كما يأتي إن شاء الله تعالى. ياءات الإضافة (رَبِّي إِنَّهُ ، يا عِبادِيَ الَّذِينَ) ، أرضي الذين ، (أَرْضِي واسِعَةٌ) [الآية : ٢٦] ، [الآية : ٥٦] ، [الآية : ٥٦] ، [الآية : ٥٦]. فيها زائدة واحدة (فَاعْبُدُونِ).

٤٤٢

سورة الروم

مكية (١) وآيها تسع وخمسون مكي ومدني أخير وستون في الباقي خلافها خمس الم كوفي غلبت الروم غير مكي ومدني أخير بضع سنين غيره وكوفي سيغلبون غير مكي بخلف يقسم المجرمون مدني أول. (القراءات) قد مرّ سكت أبي جعفر على حرف (الم)(٢) كإمالة (الدُّنْيا) لحمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو بخلفه وتقليلها للأزرق وأبي عمرو بخلفهما وقرأ (رُسُلُهُمْ) بسكون السين أبو عمرو.

واختلف في (عاقِبَةُ الَّذِينَ) [الآية : ١٠] الثاني فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالرفع اسما لكان وخبرها السوأى وهو تأنيث الأسوأ أفعل من السوء وأن كذبوا مفعول من أجله متعلق بالخبر لا بأساءوا للفصل حينئذ بين الصلة ومتعلقها بالخبر وهو ممتنع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالنصب خبرا لكان والاسم السوأى أو السوأى مفعول أسائوا وإن كذبوا الاسم وخرج بالثاني الأول والثالث كيف كان عاقبة المتفق على رفعهما وأمال (السُّواى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويمد همزها الأزرق وصلا مدا مشبعا عملا بأقوى السببين وهو المد لأجل الهمز بعدها كما مرّ فإن وقف عليها جازت الثلاثة له بسبب تقدم الهمز وذهاب سببية الهمز بعد ويوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس وبالإبدال والإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد وحكي ثالث وهو التسهيل بين بين لكنه ضعيف كما في النشر وقرأ أبو جعفر (يَسْتَهْزِؤُنَ) بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه والجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش وبالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر للرسم على مختار الداني فهذه ثلاثة لا يصح غيرها وأما التسهيل كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامل وهو الحذف مع كسر الزاي كما حقق في النشر وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك مطلقا ومن روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد أن اعتد به ومن روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع إن اعتد به ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (يَبْدَؤُا) بإبدال الهمزة ألفا على القياسي ويجوز

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (أ ، ل ، م). [أ].

٤٤٣

تسهيلها كالواو وعلى الرسم تبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويجوز الإشارة إلى حركتها بالروم والإشمام فهذه خمسة كلها تقدمت في الملأ بالنمل المرسوم بالواو.

واختلف في (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الآية : ١١] فأبو عمرو وأبو بكر وروح بالغيب وافقهم اليزيدي والباقون بالخطاب وقرأ بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على شفعؤا المرسوم بالواو بإبدالها ألفا على القياس مع المد والتوسط والقصر وبين بين مع المد والقصر فهذه خمسة وعلى الرسم تبدل واوا مع المد والقصر والتوسط حال سكون الواو وتجوز الثلاثة مع الإشمام والقصر مع الروم تصير اثني عشر وجها خمسة على القياسي وسبعة على الرسمي وقرأ (الْمَيِّتِ) بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب وقرأ (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) الأول من هذه السورة بالبناء للفاعل حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلف عنه تقدم تفصيله بالأعراف والباقون بالبناء للمفعول وخرج الثاني إذا أنتم تخرجون المتفق على بنائه للفاعل كموضع الحشر.

واختلف في (لِلْعالَمِينَ) [الآية : ٢٢] فحفص بكسر اللام قبل الميم جمع عالم ضد الجاهل لأنه المنتفع بالآيات على حد وما يعقلها إلا العالمون والباقون بفتحها جمع عالم وهو كل موجود سوى الله لأنها لا تكاد تخفى على أحد وهو اسم جمع وإنما جمع باعتبار الأزمان والأنواع ومرّ تغليظ لام (ظَلَمُوا) للأزرق بخلفه (كالوقف) على (فِطْرَتَ) بالهاء لابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب (١) وقرأ (فَرَّقُوا) بألف بعد الفاء وتخفيف الراء حمزة والكسائي وسبق بالأنعام (٢) وقرأ (يَقْنَطُونَ) بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره والباقون بفتحها وسبق بالحجر وقرأ (آتَيْتُمْ مِنْ رِباً) بقصر الهمزة ابن كثير وحده أي وما جئتم والباقون بالمد بمعنى الإعطاء ومرّ بالبقرة وخرج بالقيد آتيتم من زكاة المتفق على مده.

وأمال (مِنْ رِباً) وقفا حمزة والكسائي وخلف وتقدم في الإمالة أن الجمهور على فتحه للأزرق وجها واحدا لكونه واويا.

واختلف في (لِيَرْبُوَا) [الآية : ٣٩] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق وضمها وسكون الواو على إسناده لضمير المخاطبين وهو مضارع أربى معدى بالهمزة فمضارعه مضموم حذفت منه نون الرفع لنصبه بأن مقدرة بعد لام كي وافقهم الحسن والباقون بياء الغيب وفتحها وفتح الواو لإسناد الفعل إلى ضمير يربو وهو مضارع ربا زاد فواوه لام الكلمة وفتحت علامة للنصب لأنها حرف الإعراب وخرج فلا يربو المتفق على غيبته وقرأ (عَمَّا يُشْرِكُونَ) بالغيب نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب ومرّ بيونس.

__________________

(١) أي : (فطرة). [أ].

(٢) انظر الصفحة : (٢٦٠). [أ].

٤٤٤

واختلف في (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ) [الآية : ٤١] فروح بالنون للعظمة واختلف فيه عن قنبل فابن مجاهد عنه بالنون كذلك وكذا أبو الفرج عن ابن شنبوذ فانفرد بذلك عنه وروى الشطوي كباقي أصحابه عن ابن شنبوذ عنه بالياء من تحت وبه قرأ الباقون وخرج بالقيد الثاني المتفق على غيبته.

وقرأ : (الرِّياحَ فَتُثِيرُ) [الآية : ٤٨] بالتوحيد ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وخرج (الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) المتفق على جمعه لوصفه بمبشرات وقرأ (كِسَفاً) بفتح السين نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وبه قرأ الداني من طريق الحلواني على شيخه فارس وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وافقهم الأربعة وهو جمع كسفة كقطعة وقطع وقرأ ابن ذكوان وهشام من جميع طرق ابن مجاهد وأبو جعفر بالإسكان جمع كسفة أيضا كسدرة وسدر وصحح في النشر الوجهين عن هشام من طريقيه.

وأمال (فَتَرَى الْوَدْقَ) [الآية : ٤٨] وصلا السوسي بخلف عنه ، وقرأ (يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.

واختلف في (آثارِ رَحْمَتِ) فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالجمع (١) لتعدد أثر المطر المعبر عنه بالرحمة وتنوعه وافقهم الحسن والأعمش وأمالها ابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي والباقون بالتوحيد ووقف على رحمة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وقرأ (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَ) بفتح الياء من تحت وفتح الميم ورفع الصم على الفاعلية ابن كثير وافقه ابن محيصن والباقون بضم التاء الفوقية مع كسر الميم ونصب الصم على المفعولية وسهل الثانية من (الدُّعاءَ إِذا) كالياء نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر ورويس وقرأ (بِهادِي) بفتح التاء من فوق وإسكان الهاء بلا ألف (الْعُمْيَ) بالنصب حمزة والباقون بكسر الموحدة وفتح الهاء وألف بعدها مضافا للعمي فتكسر الياء ومرّ ذلك مع توجيهه بالنمل وإنه يوقف عليه بالياء لحمزة والكسائي بخلفهما ويعقوب.

واختلف في (ضِعْفٌ) [الآية : ٥٤] في الثلاثة فأبو بكر وحفص بخلف عنه وحمزة بفتح الضاد وافقهم الأعمش والباقون بضمها في الثلاث وهو الذي اختاره حفص لحديث ابن عمر فيه وعن حفص أنه قال ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف وقد صح عنه الفتح والضم قال في النشر وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ قيل هما بمعنى وقيل الضم في البدن والفتح في العقل وأدغم (لَبِثْتُمْ) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الأصل خلافا عنه عن ابن ذكوان وتقدم التنبيه.

واختلف في (يَنْفَعُ) [الآية : ٥٧] هنا والطول [الآية : ٥٢] فعاصم وحمزة

__________________

(١) أي : (آثار). [أ].

٤٤٥

والكسائي وخلف بالتذكير فيهما لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي أو بمعنى العذر وافقهم الحسن والأعمش ووافقهم نافع في الطول والباقون بالتأنيث فيهما مراعاة للفظ وقرأ (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ) [الآية : ٦٠] بتخفيف نون التوكيد ورويس ومرّ بآل عمران.

المرسوم : قال الغازي بلقاي وبهم ولقاي الآخرة بالياء بعد الألف واتفقوا على رسم ألف بعد واو السوأى وعلى رسم واو بدل الألف مع ألف بعدها في شفعؤا وكانوا وعلى رسم يبدأ بواو وألف واتفقوا على حذف الياء في بهاد العمي واختلفوا في حذف ألفها واختلفوا في قطع من عن ما في قوله تعالى من ما ملكت أيمانكم وأجمعوا على التاء في رحمت الله وفطرت الله (١).

__________________

(١) ولا يوجد فيها شيء من الياءات. [أ].

٤٤٦

سورة لقمان

مكية (١) قيل إلا ثلاث آيات أولهن ولو أن ما في الأرض وآيها ثلاث وثلاثون حرمي وأربع فيما سواه خلافها ثنتان الم كوفي له الدين بصري وشامي مشبه الفاصلة في الدنيا معروفا وعكسه الحمير القراءات تقدم سكت أبي جعفر على الم.

واختلف في (هُدىً وَرَحْمَةً) [الآية : ٣] فحمزة بالرفع عطفا على هدى وهو خبر ثان أو خبر هو محذوفا وافقه الأعمش والباقون بالنصب بالعطف أيضا على هدى على أنها حال من آيات أو الكتاب لأن المضاف جر المضاف إليه العامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل.

وقرأ (لِيُضِلَ) [الآية : ٦] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب والباقون بالضم وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب من أضل رباعيا ومرّ بإبراهيم وأهمل في الأصل هنا ذكر خلاف رويس.

واختلف في (وَيَتَّخِذَها) [الآية : ٦] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنصب عطفا على ليضل تشريكا في العلة وافقهم الأعمش والباقون بالرفع عطفا على يشتري تشريكا في الصلة أو استئنافا وقرأ (هُزُواً) حفص بإبدال همزتها واوا في الحالين وسكن الزاي حمزة وخلف ويوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس وبالإبدال واوا مفتوحة للرسم وأما تشديد الزاي فلا يصح وأمال (وَلِيَ) ك (تُتْلى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وسهل همز (كَأَنْ لَمْ) الأصبهاني عن ورش وقرأ نافع بإسكان ذال (أُذُنَيْهِ) وقرأ (يا بَنِي) بفتح الياء في المواضع الثلاثة حفص وقرأ البزي كذلك في يا بني أقم الصلاة فقط وسكن قنبل الياء من هذا الموضع مخففة وسكن ابن كثير بكماله ياء الأول يا بني لا تشرك ولا خلاف عنه في تشديد الياء مكسورة في الوسط يا بني إنها كما مرّ بهود مع توجيهه وعن الحسن (وفصاله) بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف قال البيضاوي وفيه دليل على أن أقصى مدة الرضاع حولان.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥) ، (٢ / ١٢٦٨). [أ].

٤٤٧

وقرأ (أَنْ أَشْكُرَ) [الآية : ١٢] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقرأ (مِثْقالَ) بالرفع نافع وأبو جعفر ومرّ بالأنبياء.

واختلف في (وَلا تُصَعِّرْ) [الآية : ١٨] فنافع أبو عمرو والكسائي وخلف بألف بعد الصاد وتخفيف العين لغة الحجاز وافقهم اليزيدي والأعمش والباقون بتشديد العين بلا ألف (١) لغة تميم من الصعر داء يلحق الإبل في أعناقهم فيميلها أي لا تمل خدك للناس أي لا تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك تكبرا.

واختلف في (عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ) [الآية : ٢٠] فنافع وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر بفتح العين وهاء مضمومة غير منونة جمع نعمة كسدرة والهاء ضمير اسم الله تعالى وظاهرة حال منها وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بسكون العين وتاء منونة (٢) اسم جنس يراد الجمع فظاهرة نعت لها أو يراد الوحدة لأنها في تفسير ابن عباس الإسلام.

وقرأ بإشمام (قيل) هشام ورويس والكسائي وأدغم الكسائي لام (بَلْ نَتَّبِعُ) في النون (وعن) الأعمش و (مَنْ يُسْلِمْ) بفتح السين وتشديد اللام مضارع سلم بالتشديد وأمال (الْوُثْقى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وقرأ (يَحْزُنْكَ) بضم الياء وكسر الزاي من أحزن نافع.

واختلف في (وَالْبَحْرِ) [الآية : ٢٧] فأبو عمرو ويعقوب بالنصب عطفا على اسم أن وهو ما ويمده الخبر أو بمفسر بيمده والجملة حينئذ حالية وافقهما اليزيدي والباقون بالرفع عطفا على محل أن ومعمولها وفي أن الواقعة بعد لو مذهبان مذهب سيبويه الرفع على الابتداء ومذهب المبرد على الفاعل بفعل مقدر (وعن) الحسن (يَمُدُّهُ) بضم الياء وكسر الميم من أمده وقرأ (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ) بالغيب أبو عمرو وحفص والكسائي ويعقوب وخلف وسبق بالحج وعن المطوعي (بِنِعْمَتِ اللهِ) بفتح النون والعين وألف بعد الميم على الجمع.

وأمال (صَبَّارٍ) [الآية : ٣١] و (خَتَّارٍ) [الآية : ٣٢] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق وأمال (نَجَّاهُمْ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وقرأ (يُنَزِّلُ الْغَيْثَ) بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وقرأ الأصبهاني عن ورش بخلفه بإبدال همزة (بِأَيِّ أَرْضٍ) بياء مفتوحة.

المرسوم : وفصله بغير ألف بعد الصاد وكذا تصعر واتفقوا على قطع وأن ما تدعون كالحج وعلى كتابة بنعمت الله بالتاء (٣).

__________________

(١) أي : (تصعّر). [أ].

(٢) أي : (نعمة). [أ].

(٣) ليس فيها من الياءات شيء .. [أ].

٤٤٨

سورة السجدة

مكية (١) قيل إلا خمس آيات تتجافى إلى يكذبون وقيل إلا ثلاثا أفمن كان مؤمنا وآيها تسع وعشرون بصري وثلاثون في الباقي خلافها ثنتان الم كوفي جديد حجازي وشامي. (مشبه الفاصلة) ثلاثة طين يستوون إسرائيل. القراءات تقدم سكت أبي جعفر على (الم)(٢) كمد (لا رَيْبَ) وسطا لحمزة بخلفه وأمال أتيهم و (اسْتَوى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وسهل الهمزة الأولى كالياء من (السَّماءِ إِلَى) قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالياء أيضا الأصبهاني وأبو جعفر ورويس بخلفه وهو أحد وجهي الأزرق والثاني له من إبدالها ياء ساكنة بلا إشباع لتحرك ما بعدها وهما لقنبل وله ثالث إسقاط الأولى كأبي عمرو ورويس في وجهه الثاني والباقون بتحقيقهما (وعن) الحسن والمطوعي (مِمَّا تَعُدُّونَ) بالياء من تحت.

واختلف في (خَلَقَهُ) [الآية : ٧] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح اللام فعلا ماضيا موضعه نصب صفة كل أو جر صفة شيء وافقهم الحسن والأعمش والباقون بسكونها بدل من كل بدل اشتمال أي أحسن خلق كل شيء فالضمير في خلقه يعود على كل وقيل يعود على الله فيكون حينئذ منصوبا نصب المصدر المؤكد لمضمون الجملة قبله كقوله تعالى صنع الله أي خلقه خلقا وهو قول سيبويه ورجح بأنه أبلغ في الامتنان لأنه إذا قيل أحسن كل شيء كان أبلغ من أحسن خلق كل شيء لأنه قد يحسن الخلق ولا يكون الشيء في نفسه حسنا ومعنى أحسن حسن إذ ما من خلق إلا وهو مرتب على ما تقتضيه الحكمة فالكل حسن وإن تفاوتت فيه الأفراد.

وقرأ (أَإِذا ، أَإِنَّا) [الآية : ١٠] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني (٣) نافع والكسائي ويعقوب وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني (٤) والباقون بالاستفهام فيهما وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل مع الفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل والباقون بالتخفيف بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مرّ وناصب الظرف محذوف أي انبعث إذا

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

(٢) أي : (أ ، ل ، م). [أ].

(٣) أي : (أئذا ، إنّا). [أ].

(٤) أي : (إذا ، أئنّا). [أ].

٤٤٩

ضللنا ومن قرأ إذا بالخبر فجواب إذا محذوف أي إذا ضللنا نبعث ويكون إخبارا منهم على طريق الاستهزاء وكذا من قرأ إنا على طريق الخبر وعن الحسن صللنا بصاد مهملة أي صرنا بين الصلة وهي الأرض الصلبة.

وأمال (يَتَوَفَّاكُمْ) و (تَتَجافى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه وقرأ (تُرْجَعُونَ) بالبناء للفاعل يعقوب.

وقرأ الأصبهاني (لَأَمْلَأَنَ) [الآية : ١٣] بتسهيل الهمزة الثانية كوقف حمزة مع تحقيق الأولى وتسهيلها.

واختلف في (أَخْفى) [الآية : ١٧] فحمزة ويعقوب بإسكان الياء فعلا مضارعا مسندا لضمير المتكلم مرفوعا تقديرا ولذا سكنت ياؤه وعن ابن محيصن والأعمش بفتح الهمزة والفاء ماضيا (١) مبنيا للفاعل وأبدال التاء ألفا ابن محيصن والشنبوذي عن الأعمش وسكنها المطوعي عنه وزاد بعدها تاء المتكلم فصارت أخفيت والباقون بضم الهمزة وكسر الفاء وفتح الياء مبنيا للمفعول وعن الأعمش من قرأت جمعا بالألف والتاء وأبدل همز (الْمَأْوى) الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كحمزة وقفا (وأماله) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومرّ إشمام (قيل) قريبا لهشام والكسائي ورويس وقرأ (إِسْرائِيلَ) بالتسهيل أبو جعفر مع المد والقصر وثلث همزة الأزرق بخلفه ومرّ ذلك كوقف حمزة عليه وسهل الثانية من (أئمة) مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو ورويس وسهله مع المد الأصبهاني وأبو جعفر واختلف في كيفية التسهيل فقيل بين بين وقيل هو الإبدال ياء مكسورة ولا يجوز الفصل بالألف حالة الإبدال عن أحد كما مرّ مفصلا والباقون بالتحقيق والقصر بخلف عن هشام في المد.

واختلف في (لَمَّا صَبَرُوا) [الآية : ٢٤] فحمزة والكسائي ورويس بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها جارة معللة متعلقة بجعل وما مصدرية أي جعلناهم أئمة هادين لصبرهم وافقهم والأعمش والباقون بفتح اللام وتشديد الميم (٢) كلمة واحدة تضمنت معنى المجازاة وهي التي تقتضي جوابا أي لما صبروا جعلناهم الخ أو ظرفية أي جعلناهم أئمة حين صبروا (وسهل) الثانية كالياء من (الماء إلى) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال (متى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه جميعا كما نقله في النشر عن ابن شريح ومن معه وأقره وإن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري فقط (٣).

__________________

(١) أي : (أخفى). [أ].

(٢) أي : (لمّا ...). [أ].

(٣) ولا يوجد في هذه السورة الكريمة شيء من الياءات. [أ].

٤٥٠

سورة الأحزاب

مدنية (١) وآيها ثلاث وسبعون. مشبه الفاصلة أولياؤكم معروفا. القراءات قرأ نافع (النبيء) بالهمز.

وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق.

واختلف في (بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [الآية : ٢] و (بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) [الآية : ٩] فأبو عمرو بياء الغيب فيهما على أن الواو للكافرين والمنافقين وافقه الحسن واليزيدي والباقون بالخطاب بإسناده للمؤمنين وأمره صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالتقوى تفخيما لشأنه أو الخطاب له صلى‌الله‌عليه‌وسلم لفظا ولأمته معنى.

وقرأ (اللَّائِي) [الآية : ٩] هنا والمجادلة [الآية : ٢] وموضعي الطلاق [الآية : ٤] ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة (٢) بوزن القاضي على الأصل والباقون بحذفها واختلف الحاذقون في الهمزة فحققها منهم قالون وقنبل ويعقوب وسهلها بين بين ورش من طريقيه وأبو جعفر واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره وقطع لهما بالإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره وفاقا لسائر المغاربة فيجتمع ساكنان فيشبع المد والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية كجامع البيان وكل من سهل الهمزة إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره لتعذر الوقف على المسهلة فإن وقف بالروم فكالوصل.

واختلف في (تَظاهَرُونَ) [الآية : ٤] هنا وموضع المجادلة [الآية : ٢] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح التاء والهاء وتشديدها مع تشديد الظاء بلا ألف هنا وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ ابن عامر بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء وبعده ألف وقرأ عاصم بضم التاء وفتح الظاء وألف بعدها وكسر الهاء (٣) مخففة بوزن تقاتلون وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف مع

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (١ / ٢٥) ، (٢ / ١٢٦٨). [أ].

(٢) أي : (اللّائي ...). [أ].

(٣) أي : (تظاهرون). [أ].

٤٥١

فتح الهاء مخففة (١) وافقهم الأعمش وعن الحسن ضم التاء وفتح الظاء مخففة وتشديد الهاء مكسورة بلا ألف (٢) وأما موضع المجادلة فعاصم كقراءته هنا وافقه الحسن وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة كقراء ابن عامر هنا والباقون كذلك لكن بتشديد الهاء بلا ألف كقراءتهم هنا أما وجه قراءة عاصم فجعله مضارع ظاهر وأما الفتح والتشديد مع الألف فمضارع تظاهر والأصل تتظاهرون أدغمت التاء في الظاء ومن خفف حذف إحدى التاءين وأما التشديد مع حذف الألف فمضارع تظهر وأصله تتظهر فأدغم.

وقرأ نافع (النَّبِيُّ أَوْلى) [الآية : ٦] بتحقيق همزة النبيء وإبدال همزة أولى واوا مفتوحة وقلله الأزرق بخلفه وأماله حمزة والكسائي وخلف ويوقف عليه لحمزة بوجهين التحقيق والإبدال واوا مفتوحة لكونه متوسطا بغير المنفصل وأدغم ذال (إِذْ جاءَتْكُمْ) وكذا (إِذْ جاؤُكُمْ) أبو عمرو وهشام ومرّ حكم إمالة جاء وأدغم ذال (إِذْ زاغَتِ) أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي واتفقوا على عدم إمالة زاغت هنا وص.

واختلف في (الظُّنُونَا هُنالِكَ) [الآية : ١٠] و (الرَّسُولَا وَقالُوا) [الآية : ٦٦] و (السَّبِيلَا رَبَّنا) [الآية : ٦٧] فنافع وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر بألف بعد النون واللام وصلا ووقفا في الثلاثة للرسم وأيضا هذه الألف تشبه هاء السكت وقد ثبتت وصلا إجراء له مجرى الوقف فكذا هذا الألف وافقهم الحسن والأعمش وقرأ ابن كثير وحفص والكسائي وخلف عن نفسه بإثباتها في الوقف دون الوصل إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الإطلاق وافقهم ابن محيصن والباقون بحذفها في الحالين لأنها لا أصل لها قال السمين قولهم تشبيها للفواصل بالقوافي لا أحب هذه العبارة فإنها منكرة لفظا وخرج (السبيل ادعوهم) المتفق على حذف ألف في الحالين.

واختلف في (لا مُقامَ) [الآية : ١٣] فحفص بضم الميم الأولى اسم مكان من أقام أي لا مكان إقامة أو مصدرا منه أي لا إقامة وقرأ بالضم في ثاني الدخان أن المتقين في مقام نافع وابن عامر وأبو جعفر وافقهم الأعمش والباقون بالفتح فيهما مصدر قام أي لا قيام أو اسم مكان منه أي لا مكان واجمعوا على فتح الأول من الدخان ومقام كريم وذكر همز النبيء لنافع قريبا وضم (بُيُوتَنا) ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وعن الحسن (عَوْرَةٌ) معا بكسر الواو اسم فاعل من عور المنزل يعور عورا ورويت عن جماعة والجمهور بسكون الواو أي ذات عورة وقيل غير حصينة وأمال (أقطارها) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وعن الحسن (سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) بواو ساكنة بدل الهمزة ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء على مذهب

__________________

(١) أي : (تظاهرون). [أ].

(٢) أي : (تظهّرون). [أ].

٤٥٢

سيبويه والجمهور وبالإبدال واوا على مذهب الأخفش نص عليه الهذلي وغيره ومرّ التنبيه عليه بالبقرة.

واختلف في (لَآتَوْها) [الآية : ١٤] فنافع وابن كثير وابن ذكوان من طريق الصوري وهي طريق سلامة ابن هارون عن الأخفش وأبو جعفر بقصر الهمزة أي بحذف الألف من الإتيان المتعدي لواحد بمعنى جاءوها والباقون بمدها (١) الإيتاء المتعدي لاثنين بمعنى أعطوها وتقدير المفعول الثاني السائل وهي طريق عن ابن ذكوان وتقدم عن الأزرق تفخيم راء (فرارا) و (الفرار) كالجماعة من أجل التكرير وأمال (يغشى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وفتح سين (يَحْسَبُونَ) ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.

واختلف في (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) [الآية : ٢٠] فرويس بتشديد السين المفتوحة وألف بعدها (٢) وأصلها يتساءلون فأدغم التاء في السين أي يسأل بعضهم بعضا ورويت عن زيد بن علي وقتادة وغيرهما والباقون بسكون السين بعدها همزة بلا ألف ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط وحكي إبدال الهمزة ألفا وهو مسموع قوى لرسمها بالألف كما في النشر.

واختلف في (أُسْوَةٌ) [الآية : ٢١] هنا وموضعي الممتحنة [الآية : ٤ ، ٦] فعاصم بضم الهمزة في الثلاثة وافقه الأعمش وهي لغة قيس وتميم والباقون بكسرها لغة الحجاز والأسوة الاقتداء اسم وضع موضع المصدر وهو الايتساء كالقدوة من الاقتداء.

وأمال الراء فقط من (رأى المؤمنون) مع فتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف وفتحها الباقون وما حكاه الشاطبي رحمه‌الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي تعقبه في النشر كما تقدم بعدها صحة ذلك عنهما من طرق الشاطبية كأصلها بل ومن طرق النشر هذا حكم الوصل أما الوقف فكل يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر على ما مرّ غير مرة.

وأمال (زادهم) ابن ذكوان وهشام بخلفهما وحمزة.

وأمال (شاء) ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بالإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط وأما همزها مع همز أو فتقدم غير مرة نحو تلقاء أصحاب بالأعراف (وضم) عين (الرعب) ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب كما في البقرة.

وقرأ أبو جعفر (تَطَؤُها) [الآية : ٢٧] بواو ساكنة بعد الطاء المفتوحة بلا همز (٣).

__________________

(١) أي : (لآتوها). [أ].

(٢) أي : (يسّاءلون ...). [أ].

(٣) الباقون : (تطؤوها). [أ].

٤٥٣

وقرأ (مبيّنة) بفتح الياء التحتية ابن كثير وأبو بكر.

واختلف في (يُضاعَفْ لَهَا) [الآية : ٣٠] فابن كثير وابن عامر بنون العظمة وتشديد العين مكسورة بلا ألف قبلها على البناء للفاعل (العذاب) بالنصب مفعولا به وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالياء من تحت وتشديد العين وفتحها بلا ألف قبلها على البناء للمفعول (١)(الْعَذابِ) بالرفع على النيابة عن الفاعل وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالياء من تحت وتخفيف العين وألف قبلها مبنيا للمفعول (٢)(الْعَذابِ) بالرفع نائب الفاعل وعن ابن محيصن من المفردة بالنون والمد والتخفيف ونصب (الْعَذابِ).

واختلف في (وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها) [الآية : ٣١] فحمزة والكسائي وخلف بياء التذكير فيهما على إسناد الأول إلى لفظ من والثاني لضمير الجلالة لتقدمها وافقهم الأعمش والباقون بتاء التأنيث في يعمل على إسناده لمعنى من وهن النساء ونؤتها بالنون مسندا للمتكلم العظيم حقيقة وأما (من النساء أن) فهما همزتان متفقتان بالكسر من كلمتين ومرّ حكمهما غير مرة لكن على وجه إبدال الثانية للأزرق وقنبل من جنس ما قبلها حرف مد ياء ساكنة يجوز لهما وجهان حينئذ وهما المد المشبع إن لم يعتد بالعارض وهو تحريك النون بالكسر لالتقاء الساكنين والقصر إن اعتد به والوجهان صحيحان نص عليهما في النشر في التنبيه التاسع وآخر باب المد والقصر فاقتصار الأصل هنا على المد تفهم تعينه وقد علمت ما فيه وعن ابن محيصن (فيطمع) بكسر الميم مع فتح الياء وهو شاذ حيث توافق الماضي والمضارع في الكسر ورويت عن الأعرج أيضا.

واختلف في (وَقَرْنَ) [الآية : ٣٣] فنافع وعاصم وأبو جعفر بفتح القاف أمر من قررن بكسر الراء الأولى يقررن بفتحها فالأمر منه أقررن حذفت الراء الثانية الساكنة لاجتماع الراءين ثم نقلت فتحة الأولى إلى القاف وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها فصار قرن فوزنه حينئذ فعن فالمحذوف اللام وقيل المحذوف الأولى لأنها نقلت حركتها إلى القاف بقيت ساكنة مع سكون الراء بعدها فحذفت الأولى للساكنين فوزنه حينئذ فلن والباقون بالكسر من قر بالمكان بالفتح في الماضي والكسر في المضارع وهي الفصيحة ويجيء فيها الوجهان من حذف الراء الثانية أو الأولى ويلغز به فيقال راء يفخمها الأزرق بلا خلف ويرققها أكثر القراء بلا خلف ومرّ باء (بيوتكن) لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقوب وقرأ (وَلا تَبَرَّجْنَ) بتشديد التاء البزي بخلفه ومرّ وجوب إشباع المد حينئذ للساكنين.

واختلف في (يَكُونَ لَهُمُ) [الآية : ٣٦] فهشام وعاصم وحمزة والكسائي وخلف

__________________

(١) أي : (يضعّف). [أ].

(٢) أي : (يضاعف). [أ].

٤٥٤

بالياء من تحت لأن تأنيث الخيرة مجازي وللفصل أو تؤول بالاختبار وافقهم الأعمش والحسن والباقون بالتاء من فوق مراعاة للفظ وأظهر دال (فقد ضل) قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وأدغم ذال (وإذ تقول) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وأمال (تخشاه) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله (قضى ، وكفى) وتقدم اتفاقهم على فتح (أبا أحد) لكونه واويا مرسوما بالألف.

واختلف في (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) فعاصم بفتح التاء اسم للآلة كالطابع والقالب وافقه الحسن والباقون بكسرها اسم فاعل.

وقرأ يا أيها النبيء إنا أرسلناك ، والنبيء إنا أحللنا لك [الآية : ٤٥ ، ٥٠] بهمزتين مخففة فمسهلة كالياء نافع وحده وبإبدالها واوا مكسورة وتقدم رد تسهيلها كالواو والباقون بترك الهمزة الأولى وتشديد الياء وأمال (أذيهم) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وقرأ (تَمَسُّوهُنَ) بضم التاء والمد حمزة والكسائي وخلف أي تجامعوهن ومرّ بالبقرة وعن الحسن (أن وهبت) بفتح الهمزة بدل من امرأة بدل اشتمال أو على حذف لام العلة أي لأن وقرأ (للنبيّ أن) و (بيوت النبي إلا) بإبدال الهمزة ياء مشددة قالون في الوصل على المختار والوجه الثاني له وهو جعل الهمزتين بين بين فيهما ضعفه في النشر ولذا قال في الطيبة بالسوء والنبي الإدغام اصطفى فإن وقف فبالهمزة وقرأ (تُرْجِي) [الآية : ٥١] بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ويعقوب (١) وأبدل الهمزة من (تُؤْوِي) [الآية : ٥١] واوا ساكنة مظهرة أبو جعفر (٢) فيجمع بين المبدلة والأصلية ولم يبدلها ورش من طريقيه ولا أبو عمر للثقل كما مرّ ووقف عليها حمزة بالإبدال واوا كذلك مع الإظهار ومع الإدغام نص له عليهما غير واحد وعن ابن محيصن (تَقَرَّ) بضم التاء وكسر القاف من أقر و (أَعْيُنُهُنَ) بالنصب.

واختلف في (لا يَحِلُ) [الآية : ٥٢] فأبو عمرو ويعقوب بالتاء من فوق لأن الفاعل حقيقي التأنيث وافقهما اليزيدي والحسن والباقون بالياء من تحت للفصل (وشدد) البزي بخلفه التاء من (أن تّبدّل) وأمال (أتاه) هشام من طريق الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وفتحه الداجوني عن هشام كالباقين وقرأ (فَسْئَلُوهُنَ) بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه (وسهل) الأولى من (أبناء إخوانهن) قالون والبزي وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق وجه ثان إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين و (بهما) قرأ قنبل وله ثالث إسقاط الأولى مع المد والقصر (وبه) قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني وحققهما الباقون وأبدل الثانية ياء

__________________

(١) أي : (ترجئ). [أ].

(٢) أي : (وتوّي). [أ].

٤٥٥

محضة مفتوحة من (أبناء أخواتهن) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وعن الحسن (تقلب) بفتح التاء أي تتقلب ووجوههم فاعل.

واختلف في (سادَتَنا) [الآية : ٦٧] فابن عامر ويعقوب بالجمع بالألف بعد الدال مع كسر التاء (١) جمع سادة وافقهما ابن محيصن والحسن والباقون بفتح التاء بلا ألف على التكسير جمع سيد على فعلة ومرّ حكم (الرَّسُولَا) و (السَّبِيلَا).

واختلف في (كَبِيراً) [الآية : ٦٨] فهشام من طريق الداجوني وعاصم بالباء الموحدة من الكبر (٢) أي أشد اللعن أو أعظمه وافقهما الحسن والباقون بالمثلثة من الكثرة أي مرة بعد أخرى وعن المطوعي (وكان عبد الله) بفتح العين فباء موحدة مع تنوين الدال منصوبة من العبودية لله بالجر ووجيها صفة عبدا وعنه أيضا (ويتوب) بالرفع على الاستئناف.

المرسوم اتفقوا على حذف الألف بعد اللام من إلى هنا وبالطلاق وبياء بعدها كإلى الجارة وهي وإلى تظهرون. وإلى يئسن. وإلى لم يحضن. وعلى حذف الألف من تظهرون وكتبوا. بالله الظنونا. وأطعنا الرسولا. وفأضلونا السبيلا. بألف متطرفة في الإمام كالبقية وكتبوا يسلون عن أنبائكم بلا ألف بعد السين في أكثرها واتفقوا على قطع لكي لا يكون على المؤمنين حرج وعلى وصل لكيلا يكون عليك حرج.

واختلف في قطع أينما اتفقوا (٣).

__________________

(١) أي : (ساداتنا). [أ].

(٢) أي : (كبيرا). [أ].

(٣) وليس فيها شيء من الياءات.

٤٥٦

سورة سبأ

مكية (١) قيل إلا قوله تعالى ويرى الذي فمدينة وآيها خمسون وأربع فيما عدا الشامي وخمس فيه خلافها وشمال شامي. مشبه الفاصلة أربعة معجزين معا كالجواب ما يشتهون وعكسه موضع من نذير. القراءات أمال (بلى) حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره وإن قصر في طيبته الخلاف فيه على الدوري فقط.

واختلف في قراءة (عالِمُ الْغَيْبِ) [الآية : ٣] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ورويس بوزن فاعل ورفع الميم أي هو عالم أو مبتدأ خبره لا يعزب لما تقرر أن كل صفة يجوز أن تتعرف بالإضافة إلا الصفة المشبهة وما نقل عن الحوفي أنه مبتدأ خبره مضمر أي هو استبعده السمين وافقهم الحسن وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وروح وخلف عن نفسه (عالِمُ) بوزن فاعل أيضا وخفض الميم صفة لربي أو بدل منه وإذا جعل صفة فلا بد من تقدير تعريفه وقد تقرر جواز ذلك آنفا وافقهم الشنبوذي وابن محيصن واليزيدي وقرأ حمزة والكسائي علام بتشديد اللام بوزن فعال للمبالغة وخفض الميم على ما مرّ وافقهما المطوعي (وكسر) الكسائي زاي (يعزب) ومر بيونس وعن المطوعي فتح راء (أصغر) و (أكبر) على نفي الجنس والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر إلا في كتاب أو عطفا على مثقال ويكون إلا في كتاب توكيدا لما تضمن النفي أي لكنه في كتاب وقرأ معجزين معا هنا بالقصر والتشديد ابن كثير وأبو عمرو ومرّ إيضاحه بالحج.

واختلف في (مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) [الآية : ٥] هنا والجاثية [الآية : ١١] فابن كثير وحفص ويعقوب برفع الميم فيهما نعتا لعذاب وافقهم ابن محيصن والباقون بخفضه فيهما نعتا لرجز وهو العذاب السيئ.

وأمال و (يرى الذين) السوسي وصلا بخلفه وأدغم لام (هل ندلّكم) الكسائي وافقهم ابن محيصن بخلفه واتفقوا على قطع همزة (جديد افترى) مفتوحة للاستفهام

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (١ / ٢٥) ، (٢ / ١٢٦٩). [أ].

٤٥٧

واستغنى بها عن همزة الوصل وورش على أصله في نقل حركتها إلى ما قبلها وضم يعقوب الهاء من (أيديهم) وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة.

واختلف في (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ) [الآية : ٩] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت في الثلاثة إسنادا لضمير الله تعالى وافقهم الأعمش والباقون بنون العظمة وأبدل همز نشأ ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه وأدغم الكسائي وحده فاء نخسف بهم في الباء بعدها ومرّ حكم الهاء والميم من (بِهِمُ الْأَرْضُ) ضما وكسرا وصلا (وكذا) (من السماء أن) من حيث الهمزتان قريبا عند النظير في أبناء أخواتهن.

وقرأ (كِسَفاً) [الآية : ٩] بفتح السين حفص وسكنها الباقون وعن الحسن (يا جِبالُ أَوِّبِي) بوصل الهمزة وسكون الواو مخففة من آب رجع والابتداء حينئذ بضم الهمزة والجمهور بقطع الهمزة وتشديد الواو من التأويب وهو الترجيع أي يسبح هو وترجع هي معه التسبيح (وأما) ما روي عن روح من رفع الراء من (والطير) نسقا على لفظ جبال أو على الضمير المستكن في أوبي للفصل بالظرف فهي انفرادة لابن مهران عن هبة الله بن جعفر عن أصحابه عنه لا يقرأ بها ولذا أسقطها صاحب الطيبة على عادته رحمه‌الله تعالى والمشهور عن روح النصب كغيره عطفا على محل جبال.

واختلف في (الرِّيحُ) [الآية : ١٧] فأبو بكر بالرفع على الابتداء والخبر في الظرف قبله وهو لسليمان أي تسخير الريح وافقه ابن محيصن والباقون بالنصب على إضمار فعل أي وسخرنا لسليمان الريح وقرأ الرياح بالجمع أبو جعفر كما مرّ بالبقرة واتفقوا على ترقيق راء (القطر) وصلا واختلفوا فيه وقفا كالوقف على مصر فأخذ بالتفخيم فيهما جماعة نظرا لحرف الاستعلاء وأخذ بالترقيق آخرون منهم الداني واختار في النشر التفخيم في مصر والترقيق في القطر قال نظرا للوصل وعملا بالأصل (وأثبت) الياء في (كالجواب) وصلا ورش وأبو عمرو وابن وردان من طريق الحنبلي وفي الحالين ابن كثير ويعقوب لكن إثباتها لابن وردان انفرد به الحنبلي عنه فلا يقرأ له به على ما تقرر في نظيره ولذا لم يعول عليه في الطيبة ولم نذكره في الأصول وإنما ذكرته هنا تبعا للأصل للتنبيه على ما يقع له من ذكر بعض الانفرادات من غير تنبيه عليها فليتفطن له (وسكن) حمزة ياء (عِبادِيَ الشَّكُورُ).

واختلف في (مِنْسَأَتَهُ) [الآية : ١٤] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بألف بعد السين من غير همزة (١) لغة الحجاز وهذه الألف بدل من الهمزة وهو مسموع على غير قياس وافقهم اليزيدي والحسن وقرأ ابن ذكوان والداجوني عن هشام بهمزة ساكنة تخفيفا وهو ثابت مسموع خلافا لما طعن فيه وروى الحلواني عن هشام بالهمز المفتوحة وبه قرأ الباقون على الأصل لأنها مفعلة كمكنسة وهي العصاة.

__________________

(١) أي : (منساته). [أ].

٤٥٨

واختلف في (تَبَيَّنَتِ الْجِنُ) فرويس بضم التاء الأولى والموحدة وكسر الياء التحتية المشددة (١) على البناء للمفعول والنائب الجن والباقون بفتح الثلاثة على البناء للفاعل مسندا إلى الجن أي علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم ويحتمل أن يكون من تبين بمعنى بأن أي ظهرت الجن وأن وما في حيزها بدل من الجن أي ظهر عدم علمهم الغيب للناس.

وقرأ (لِسَبَإٍ) [الآية : ١٥] بفتح الهمزة بلا تنوين البزي وأبو عمرو وسكنها قنبل والباقون بالكسر والتنوين ومرّ مع توجيهه بالنمل وإذا وقف عليه حمزة وهشام بخلفه أبدلا الهمزة ألفا على القياس ولهما أيضا بين بين على وجه الروم فهما وجهان.

واختلف في (مَسْكَنِهِمْ) [الآية : ١٥] فحفص وحمزة بسكون السين وفتح الكاف بلا ألف على الإفراد (٢) بمعنى المصدر أي في سكناهم أو موضع السكنى وقرأ الكسائي وخلف بالتوحيد وكسر الكاف لغة فصحاء اليمن وإن كان غير مقيس موضع السكنى أو الموضع أيضا وقيل الكسر للاسم والفتح للمصدر وافقهما الأعمش والباقون بفتح السين وألف وكسر الكاف على الجمع وهو الظاهر لإضافته إلى الجمع فلكل مسكن.

واختلف في (أُكُلٍ) [الآية : ١٦] فنافع وابن كثير بسكون الكاف وبالتنوين على قطع الإضافة وجعله عطف بيان على مذهب الكوفيين القائلين بجواز عطف البيان في النكرة والبصريون يشترطون التعريف فيها وافقهما ابن محيصن وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم الكاف مع التنوين أيضا وافقهم الأعمش وقرأ أبو عمرو ويعقوب بضم الكاف من غير تنوين على إضافته إلى خمط من إضافة الشيء إلى جنسه كثوب خز أي ثمر خمط وافقهما اليزيدي والحسن والأكل الثمر المأكول والخمط شجر الأراك أو كل شجر مرّ والأثل الطرفاء.

واختلف في (وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) [الآية : ١٧] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر يجازى بالياء المضمومة وفتح الزاي مبنيا للمفعول ورفع الكفور على النيابة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن ، وللأزرق في (نُجازِي) الفتح والتقليل والباقون : بنون العظمة وكسر الزاي ونصب (الْكَفُورَ) مفعولا به وأدغم الكسائي لام هل في النون.

وأمال (القرى التي) وصلا السوسي بخلفه.

واختلف في (فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ) [الآية : ١٤] فابن كثير وأبو عمرو وهشام بنصب ربنا على النداء وبعد بكسر العين المشددة بلا ألف وعليه صريح الرسم فعل طلب اجتراء منهم وبطرا وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ يعقوب (رَبَّنا) بضم الباء على الابتداء و (باعِدْ) بالألف وفتح العين والدال خبر على أنه شكوى منهم لبعد سفرهم إفراطا في الترفه وعدم

__________________

(١) أي : (تبيّنت ...). [أ].

(٢) أي : (مسكنهم ...). [أ].

٤٥٩

الاعتداد بما أنعم الله به عليهم والباقون (رَبَّنا) بالنصب (باعِدْ) بالألف وكسر العين وسكون الدال وعلى هذه كالأولى فبين مفعول به لأنهما فعلان متعديان وليس ظرفا.

وأمال (أَسْفارِنا) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وغلظ لام (ظلموا) لكن بخلف عنه.

واختلف في (صَدَّقَ) فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتشديد الدال معدى بالتضعيف فنصب (ظنّه) على أنه المفعول به والمعنى أن ظن إبليس ذهب إلى شيء فوافق فصدق هو ظنه على المجاز ومثله كذبت ظني ونفسي وصدقتهما وصدقاني وكذباني وهو مجاز شائع وافقهم الأعمش والباقون بتخفيفها (١) ف (ظَنَّهُ) منصوب على المفعول به أيضا كقولهم أصبت ظني أو على المصدر بفعل مقدر أي يظن ظنه أو على نزع الخافض أي في ظنه وكسر اللام من (قل ادعوا) عاصم وحمزة ويعقوب (وضم) الهاء من (فيهما) يعقوب كما مرّ في الفاتحة.

واختلف في (أَذِنَ لَهُ) [الآية : ٢٣] فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول وله نائب الفاعل وافقهم الأعمش واليزيدي والحسن والباقون بفتحها مبنيا للفاعل وهو الله تعالى.

واختلف في (فُزِّعَ) [الآية : ٢٣] فابن عامر ويعقوب بفتح الفاء والزاي مبنيا للفاعل والضمير لله تعالى أي أزال الله تعالى الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بالإذن أو الملائكة وعن الحسن فرغ بإهمال الزاي وإعجام العين مبنيا للمفعول من الفراغ والباقون فزع بضم الفاء وكسر الزاي مشددة (٢) مبنيا للمفعول والنائب الظرف بعده وعن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء (أروني الذين) وحذفها وصلا ، وأمال (متى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره وإن قصر الخلاف في طيبته عن الدوري فقط.

وقرأ ابن كثير (القرآن) بالنقل وأدغم ذال (إِذْ جاءَكُمْ) أبو عمرو وهشام وأدغم ذال (إِذْ تَأْمُرُونَنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن (تقربكم) بألف بعد القاف مع تخفيف الراء.

واختلف في (جَزاءُ الضِّعْفِ) [الآية : ٣٧] فرويس جزاء بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الخبر المقدم مع التنوين وكسره وصلا ورفع (الضِّعْفِ) بالابتداء كقولك في الدار قائما زيد والتقدير لهم الضعف جزاء وحكاها الداني عن قتادة كما في البحر والباقون برفع جزاء وخفض الضعف بالإضافة.

__________________

(١) أي : (صدق). [أ].

(٢) أي : (فزّع). [أ].

٤٦٠