إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

المنفصل بعده أعني (بِإِذْنِهِ إِنَ) لأبي عمرو ومن معه إذا جمع فراجعه وقصر همز لرءوف أبو عمرو وأبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف.

وأمال (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) [الآية : ٦٦] الكسائي وحده وقلله الأزرق بخلفه ومر منسكا قريبا.

وقرأ (ما لَمْ يُنَزِّلْ) [الآية : ٧١] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.

واختلف في (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ) [الآية : ٧٣] فيعقوب بالياء من تحت على الغيب والباقون بالتاء من فوق على الخطاب ، وأما (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ) بالعنكبوت فيأتي إن شاء الله تعالى في محله (١) ولا خلاف في موضع الرعد أنه بالغيب وضم يعقوب الهاء من بين أيديهم.

وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [الآية : ٧٦] ببنائه للفاعل.

وأمال (سَمَّاكُمُ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا مواليكم والمولى.

المرسوم سكرى معا بحذف الألف ولؤلؤا بألف متطرفة في الكل من غير خلف واختلف في ولؤلؤ بفاطر معجزين معا بحذف الألف يقتلون بأنهم بحذف الألف تخفيفا لأنه متفق المد وكتبوا إن الله يدفع في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بغير ألف وأجمعوا على الألف في من تولاه.

المقطوع والموصول اتفقوا على قطع أن عن لا من قوله تعالى أن لا نشرك وعلى قطع أن ما تدعون من دونه هو الباطل وموضع لقمان وعلى وصل كي بلا في لكيلا يعلم من بعد فيها ياء الإضافة (بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) [الآية : ٢٦] فقط وزائدتان (الْبادِ ، نَكِيرِ) [الآية : ٢٥ ، ٤٤].

__________________

(١) انظر الصفحة : (٤٣٩). [أ].

٤٠١

سورة المؤمنون

مكية (١) آيها مائة وثمان عشرة كوفي وحمصي وتسع عشرة في الباقي خلافها آية وأخاه هارون تركها غيرهما. مشبهة الفاصلة ثلاث مما تأكلون. وفار التنور. عذاب شديد. القراءات نقل حركة همزة قد أفلح إلى الدال قبلها ورش من طريقيه على قاعدته كحمزة وقفا مع السكت وعدمه وإهماله وصلا وورد الوجهان أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس وصلا ووقفا كما مر في بابه.

وأمال (فَمَنِ ابْتَغى) [الآية : ٧] هنا ، وسأل حمزة [الآية : ٣١] والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف في (لِأَماناتِهِمْ) [الآية : ٨] هنا والمعارج [الآية : ٣٢] فابن كثير بغير ألف فيهما على الإفراد (٢) وافقه ابن محيصن والباقون بالألف على الجمع وخرج بالقيد النساء والأنفال المجمع على جمعهما.

واختلف في (صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) [الآية : ٩] وهو الثاني هنا فحمزة ، والكسائي وخلف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع (٣) على إرادة الخمس أو غيرها كالرواتب وخرج بالثاني الأول وهو قوله تعالى (فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) المتفق على إفراده كالأنعام والمعارج.

واختلف في (عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ) [الآية : ١٤] فابن عامر وأبو بكر بفتح العين وإسكان الظاء بلا ألف فيهما على التوحيد إرادة للجنس على حد وهن العظم مني وافقهما في الأول المطوعي والباقون بالجمع فيهما على الأصل على حد وانظر إلى العظام.

واختلف في (طُورِ سَيْناءَ) [الآية : ٢٠] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بكسر السين بالهمز كحرباء لغة بني كنانة وهو جبل موسى عليه‌السلام بين أيلة ومصر وقيل بفلسطين ومنع صرفه قيل للتأنيث المعنوي والعلمية لأنه اسم بقعة بعينها وقيل للعجمة معها وافقهم ابن محيصن واليزيدي وعن المطوعي كسر السين والتنوين بلا مد (٤) على وزن دينا والباقون بالفتح والهمزة لغة أكثر العرب ومنع الصرف حينئذ لألف التأنيث

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٦٦). [أ].

(٢) أي : (لأمانتهم). [أ].

(٣) أي : (صلواتهم). [أ].

(٤) أي : (سينا). [أ].

٤٠٢

اللازمة فوزنه فعلاء كصفراء لإفعلال إذ ليس في كلامهم كما قاله البيضاوي.

واختلف في (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) [الآية : ٢٠] فابن كثير وأبو عمرو ورويس بضم التاء وكسر الموحدة مضارع أنبت بمعنى نبت فيكون لازما وقيل معدى بالهمزة وبالدهن مفعوله والباء زائدة أو حال والمفعول محذوف أي تنبت زيتونها أو جناها ومعه الدهن وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بفتح التاء وضم الباء (١) مضارع نبت لازم وبالدهن حال الفاعل أي تنبت ملتبسة بالدهن وعن المطوعي صبغا بالنصب عطفا على موضع بالدهن والجمهور على الجر نسقا على الدهن قيل إنها أعني شجرة الزيتون أول شجرة نبتت بعد الطوفان.

وقرأ (نُسْقِيكُمْ) [الآية : ٢١] بالنون المفتوحة نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب وأبو جعفر بالتاء من فوق مفتوحة على التأنيث والباقون بالنون المضمومة وسبق توجيه ذلك بالنحل.

وقرأ (مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) [الآية : ٢٣] بخفض الراء وكسر الهاء بعدها الكسائي وأبو جعفر والباقون بالرفع (وقف) حمزة وهشام بخلفه على (فَقالَ الْمَلَأُ) في قصة نوح المرسوم بالواو كثلاثة النمل بإبدال الهمزة ألفا على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة فإذا سكنت للوقف اتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة والخامس بين بين على تقدير روم الحركة الهمزة (وأثبت) الياء في كذبون معا في الحالين يعقوب وأما حكم همزتي جاء أمرنا فسبق قريبا آخر السابقة في السماءان.

وقرأ (مِنْ كُلِ) بالتنوين حفص وذكر بهود.

واختلف في (أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً) [الآية : ٢٩] فأبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي (٢) أي مكان نزول والباقون بضم الميم وفتح الزاي فيجوز أن يكون مصدرا أو مكانا أي إنزالا أو موضع إنزال (وكسر) نون (أَنِ اعْبُدُوا) أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب ومر قريبا (إِلهٍ غَيْرُهُ) للكسائي وأبو جعفر ووقف حمزة وهشام بخلفه علي (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ) المرسوم بالألف كالأعراف بإبدال الهمزة ألفا وبتسهيلها بين بين على الروم.

وقرأ (مِتُّمْ) [الآية : ٣٥] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالضم.

واختلف في (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) [الآية : ٣٦] معا فأبو جعفر بكسر التاء من غير تنوين فيهما لغة تميم وأسد ورويت عن شيبة وغيره والباقون بالفتح فيهما بلا تنوين أيضا لغة الحجاز وهو اسم فعل لا يتعدى يرفع الفاعل ظاهرا أو مضمرا وهنا لم يظهر تقديره هو

__________________

(١) أي : (تنبت ...). [أ].

(٢) أي : (منزلا). [أ].

٤٠٣

أي إخراجكم ولام لما للبيان كهي في سقيا لك يا ابنت المستبعد ووقف عليها بالهاء البزي وقنبل بخلفه والكسائي والباقون بالتاء وهو الذي لقنبل في الشاطبية وغيرها ولم يذكر الخلف عنه الأول في العنوان والتذكرة والتلخيص.

وقرأ (رُسُلَنا) [الآية : ٤٤] بإسكان السين أبو عمرو.

واختلف في (تَتْرا) [الآية : ٤٤] فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بالتنوين منصرفا فقيل وزنه فعل كنصر والألف بدل من التنوين ورد ذلك بأنه لم يحفظ جريان حركة الإعراب على رأيه فيقال هذا تتر ورأيت تترا ومررت بتتر وقيل ألفه للإلحاق بجعفر كهي في أرطى فلما نون ذهبت للساكنين قال في الدار هذا أقرب لو قبله ولكن يلزم منه وجود ألف الإلحاق في المصادر وهو نادر وافقهم اليزيدي وعلى الأول لا تمال في قف لأبي عمرو لأن ألفها حينئذ كألف عوجا وأمتا قال الداني وعليه القراء وأهل الأداء على الثاني تمال له والمقروء به هو الأول فقد قال في النشر بعد ذكره ما تقدم ونصوص أكثر أئمتنا تقضي فتحها لأبي عمرو وإن كانت للإلحاق من أجل رسمها بالألف فقط شرط مكي وابن بليمة وصاحب العنوان وغيرهم في إمالة ذوات الراء له تكون الألف مرسومة ياء ولا يريدون بذلك إلا إخراج تترا انتهى والباقون بالألف بلا تنوين لأنه مصدر مؤنث كدعوى (وأمالها) منهم حمزة والكسائي وخلف في الحالين وقللها الأزرق بخلفه قال أبو حيان وهو منصوب على الحال أي متواترين واحدا بعد واحد (وسهل) الهمزة الثانية كالواو من (جاء أمة) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وليس في القرآن مضمومة بعد مفتوحة من كلمتين غيرهما ومر إمالة (جاء) لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه.

وقرأ (رَبْوَةٍ) [الآية : ٥٠] بفتح الراء عامر وعاصم وعن المطوعي كسرها.

واختلف في (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ) [الآية : ٥٢] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح الهمزة وتشديد النون على تقدير اللام أي ولأن وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وقرأ ابن عامر وحده بفتح الهمزة وتخفيف النون على أنها المخففة من الثقيلة وهذه رفع وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة وتشديد النون على الاستئناف أو عطفا على أن وافقهم الأعمش وأمة منصوب على الحال في القراءات الثلاث (ضم هاء) (لديهم) حمزة ويعقوب وأثبت ياء (فَاتَّقُونِ) في الحالين يعقوب.

وقرأ (أَيَحْسَبُونَ) [الآية : ٥٥] بفتح السين وابن عاصم وحمزة وأبو جعفر.

وأمال (نُسارِعُ ، ويُسارِعُونَ) و (طُغْيانِهِمْ) الدوري عن الكسائي وعن ابن محيصن (سامِراً) بضم السين بلا ألف بعدها وفتح الميم مشددة جمع سامر وهو مقيس وقرأ به جماعة لكن الأفصح الإفراد قراءة الجمهور لأنه يقع على ما فوق الواحدة تقول قوم سامر.

واختلف في (تَهْجُرُونَ) [الآية : ٦٧] فنافع بضم التاء وكسر الجيم (١) من أهجر

__________________

(١) أي : (تهجرون). [أ].

٤٠٤

إهجارا أي أفحش في منطقة وافقه ابن محيصن والباقون بفتح التاء وضم الجيم أما من الهجر بسكون الجيم القطع والصدأ والهجر بفتحها وهو الهذيان.

وقرأ خراجا [الآية : ٧٢] الأول بفتح الراء وألف بعدها حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بإسكان الراء بلا ألف (١).

وقرأ (فَخَراجُ رَبِّكَ) [الآية : ٧٢] بإسكان الراء ابن عامر والباقون بالألف بعد الراء المفتوحة (٢).

وقرأ (صِراطٍ) [الآية : ٧٣] بالسين قنبل (٣) من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة.

وقرأ (أَإِذا مِتْنا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [الآية : ٨٢] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني (٤) نافع والكسائي ويعقوب وكل في الاستفهام على أصله فقالون بالتسهيل والمد وورش ورويس بالتسهيل والقصر والكسائي وروح بالتحقيق والقصر وقرأ الإخبار في الأول والاستفهام في الثاني ابن عامر وأبو جعفر وكل على أصله فابن عامر بالتحقيق والقصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد كما في الشاطبية وفاقا لسائر المغاربة وأبو جعفر بالتسهيل والمد والباقون بالاستفهام فيهما فابن كثير بتسهيلهما مع القصر وأبو عمرو بتسهيلهما مع المد وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتحقيقهما مع القصر وقرأ (تَذَكَّرُونَ) بتخفيف الذال وحفص وحمزة والكسائي وخلف وعن ابن محيصن (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) برفع الميم نعتا لرب.

واختلف في (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) [الآية : ٨٧ ، ٨٩] الأخيرين فأبو عمرو ويعقوب بإثبات ألف الوصل قبل اللام ورفع هاء الجلالتين والابتداء بهمزة مفتوحة لمطابقة الجواب السؤال حينئذ لفظا لأن المسئول به مرفوع المحل وهو من فجاء جوابه مرفوعا مبتدأ لخبر محذوف تقديره الله ربهما بيده وافقهما اليزيدي والباقون (لِلَّهِ) بغير ألف وجر الهاء فيهما جواب على المعنى لأنه لا فرق بين من رب السموات وبين لمن السموات كقولك من رب هذه الدار فيقال زيد وإن شئت قلت لزيد وخرج الأول المتفق على أنه لله بغير ألف موافقة للرسم.

وقرأ (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ) باختلاس كسرة الهاء رويس والباقون بالإشباع.

وأمال (فَإِنِّي) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما واتفقوا على فتح (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ) لكونه ثلاثيا واويا مرسوما بالألف كما مر.

__________________

(١) أي : (تهجرون). [أ].

(٢) أي : (خرجا). [أ].

(٣) أي : (فخراج). [أ].

(٤) أي : (سراط). [أ].

٤٠٥

واختلف في (عالِمُ الْغَيْبِ) [الآية : ٩٢] فنافع وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر برفع الميم على القطع أي هو عالم وافقهم الحسن والمطوعي واختلف عن رويس في الابتداء فروى الجوهري وابن مقسم عن التمار الرفع في الابتداء وكذا روى أبو العلاء والكارزيني كلاهما عن النخاس بالمعجمة عنه وروى باقي أصحاب رويس الخفض في الحالين وبه قرأ الباقون صفة لله تعالى كأنه محض الإضافة فتعرف المضاف قاله الزمخشري وتقدم إمالة (فتعالى) وتقليلها وأثبت ياء (يَحْضُرُونِ) وكذا باء (ارْجِعُونِ) في الحالين يعقوب وفتح ياء لعلي أعمل نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وأدغم (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ) رويس كأبى عمرو وكذا روح من المصباح.

واختلف في قوله : (شِقْوَتُنا) [الآية : ١٠٦] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الشين والقاف وألف بعدها (١) وافقهم الحسن والأعمش والباقون بكسر الشين وإسكان القاف بلا ألف وهما مصدران بمعنى واحد وهي سوء العاقبة أو الهوى وقضاء اللذات لأنه يؤدي إلى الشقوة وأطلق اسم المسبب على السبب وأثبت ياء (وَلا تُكَلِّمُونِ) في الحالين يعقوب وأظهر ذال (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ) ابن كثير وحفص ورويس بخلفه.

واختلف في (سِخْرِيًّا) [الآية : ١١٠] هنا وص [الآية : ٦٣] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم السين فيهما وافقهم الأعمش والباقون بكسرها فيهما وهما لغتان بمعنى واحد مصدرا سخر منه استهزأ به وسخره استبعده لأنهم سخروهم في العمل وسخروا منهم استهزءوا وقيل الضم من العبودية ومنه السخرة والكسر من الاستهزاء ومنه السخر والياء في سخريا للنسب للدلالة على قوة الفعل فالسخري أقوى من السخر (وأجمعوا) على ضم السين في حرف الزخرف لأنه من السخرة إلا ما نقل عن ابن محيصن من كسره.

واختلف في (إِنَّهُمْ هُمُ) [الآية : ١١١] فحمزة والكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف وثاني مفعولي جزيتهم محذوف أي الخبر أو النعيم أو نحوه والباقون بالفتح مفعول ثان لجزيتهم أي جزيتهم فوزهم أو بتقدير لأنهم أو بأنهم.

واختلف في (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ) [الآية : ١١٢] فابن كثير وحمزة والكسائي بغير ألف على الأمر (٢) وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بألف على الخبر عن الله أو الملك وأدغم ثاء (لَبِثْتُمْ) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الخلاف فيه عن ابن ذكوان في الأصل ولعله سبق قلم أو اشتباه بأورثتموها.

وقرأ (فَسْئَلِ) [الآية : ١١٣] بنقل حركة الهمز إلى السين (٣) ابن كثير والكسائي

__________________

(١) أي : (شقاوتنا). [أ].

(٢) أي : (قل). [أ].

(٣) أي : (فسل ...). [أ].

٤٠٦

وخلف عن نفسه وعن الحسن (العادين) بتخفيف الدال جمع عاد اسم فاعل من عدا.

واختلف في (قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ) [الآية : ١١٤] أيضا فقرأ حمزة والكسائي بغير ألف على الأمر (١) وافقهما الأعمش والباقون قال على الخبر.

وقرأ (لا تُرْجَعُونَ) [الآية : ١١٥] ببنائه للفاعل حمزة والكسائي ويعقوب وخلف ومر بالبقرة (وعن) ابن محيصن (الكريم) برفع الميم نعت رب (وعن) الحسن (إنه لا يفلح) بفتح الياء وقال في الدر كالبحر بفتح الياء واللام مضارع فلح بمعنى أفلح.

المرسوم عظما فكسونا العظم بحذف الألف فيهما وكذا أولى سمرا وكتبوا صورة الهمز في الملوا في قصة نوح كثلاثة النمل واوا مع زيادة ألف بعدها وكتبوا تترا بالألف وكتبوا في الإمام والبصرى الله قل أفلا تتقون. الله قل فأنى تسحرون بألف أول الجلالتين وفي الحجازي والكوفي والشامي بحذف الألف فيهما وفي الكوفي قال كم لبثتم وقال إن قل بلا ألف فيهما وفي مصاحف مكة والمدينة والشام والبصرة قال بالألف فيهما.

المقطوع والموصول اتفقوا على قطع من عما بعدها في نحو مال وبنين ومن مارج. ومن ماء وعلى وصلها بمن الموصولة نحو ممن افترى وممن كذب. وممن دعا واختلف في قطع كلما جاء أمة وكتبوا هيهات بالتاء فيهما اتفاقا. ياء الإضافة واحدة (لَعَلِّي أَعْمَلُ) [الآية : ١٠٠] والزوائد ست (بِما كَذَّبُونِ) معا ، (فَاتَّقُونِ ، يَحْضُرُونِ ، ارْجِعُونِ ، ولا تُكَلِّمُونِ) [الآية : ١١٠ ، ٢٦ ، ٣٩ ، ٥٢ ، ٩٢ ، ٩٩ ، ٨٠١].

__________________

(١) أي : (فسل ...). [أ].

٤٠٧

سورة النور

مدنية (١) وآيها ستون واثنتان حجازي وثلاث حمصي وأربع عراقي خلافها ثلاث والآصال بالأبصار عراقي وشامي لأولى الأبصار غير حمصي مشبه الفاصلة اثنان عذاب أليم تمسه نار وعكسه إن كنتم مؤمنين. القراءات نقل همزة أنزلناها إلى ما قبلها ورش كحمزة وقفا مع السكت وعدمه وقد وردا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس على ما تقدم. واتفقوا على رفع سورة خبر محذوف أي هذه سورة وعن أبي عمرو وابن محيصن من غير طرقنا بالنصب أي اتلوا سورة وأنزلناها في موضع الصفة.

واختلف في (وَفَرَضْناها) فابن كثير وأبو عمرو بتشديد الراء للمبالغة فيه (٢) وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بالتخفيف بمعنى جعلناها واجبة مقطوعا بها.

وقرأ (تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٢٧] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما) بالياء من تحت على التذكير لأن تأنيث الرأفة مجازي وفصل بالمفعول والظرف.

واختلف في (رَأْفَةٌ) [الآية : ٢] هنا والحديد [الآية : ٢٧] فقنبل بفتح الهمزة هنا واختلف فيه عن البزي فروى عنه أبو ربيعة فتح الهمزة كقنبل وروى ابن الحباب إسكانها وأما موضع الحديد فابن شنبوذ عن قنبل بفتح الهمزة وألف بعدها بوزن رفاعة ورواه ابن مجاهد بالسكون وبه قرأ الباقون فيهما وكلها لغات في مصادر رأف يرؤف أبدلها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه أبو جعفر كحمزة وقفا وأمال هاءها مع الفتحة الكسائي وقفا أيضا كحمزة بخلفه.

وقرأ (الْمُحْصَناتُ) [الآية : ٤] بكسر الصاد الكسائي ومر بالنساء وأبدل الثانية واوا مكسورة من شهداء إلا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ولهم تسهيلها كالياء وأما كالواو فتقدم رده عن النشر.

واختلف في (أَرْبَعُ شَهاداتٍ) [الآية : ٦] الأولى فحفص وحمزة والكسائي وخلف برفع العين على أنه خبر المبتدأ وهو قوله فشهادة وافقهم الأعمش والباقون بنصبها على

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٦٧). [أ].

(٢) أي : (فرّضناها). [أ].

٤٠٨

المصدر وحينئذ شهادة خبر مبتدأ أي فالحكم أو الواجب أو مبتدأ مضمر الخبر أي فعليه شهادة أو شهادة كافية أو واجبة.

واختلف في (أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ) [الآية : ٧] فنافع بإسكان إن فيهما مخففة ولعنة الله برفع التاء وجر هاء الجلالة وأن غضب الله بكسر الضاد وفتح الباء فعلا ماضيا ورفع الجلالة على الفاعلية وأن المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المقدر وقرأ يعقوب بإسكان (أَنَ) فيهما أيضا ورفع (لَعْنَتَ) وجر الجلالة (١) و (غَضَبَ) بفتح الضاد ورفع الباء وجر هاء الجلالة وافقه الحسن وعليها فغضب مبتدأ مضاف إلى فاعله والظرف بعده خبره وكذا لعنة الله عليه عندهما والباقون بتشديد أن فيهما (٢) على الأصل ونصب (لَعْنَتَ ، وغَضَبَ) اسمها مضافا إلى الجلالة والظرف بعدها خبر.

واختلف في (الْخامِسَةَ) [الآية : ٩] الأخيرة فحفص بالنصب عطفا على أربع قبلها أو مفعولا مطلقا أي ويشهد الشهادة الخامسة والباقون بالرفع على الابتداء وما بعده الخبر وخرج الخامسة الأولى المتفق على رفعها وقرأ (لا تَحْسَبُوهُ) و (تَحْسَبُونَهُ) [الآية : ١١] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر ويوقف لحمزة ، وهشام بخلفه على لكل امرئ بإبدال الهمزة ياء ساكنة لكسر ما قبلها على القياس وياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين وإذا سكنت للوقف اتخذ مع ما قبله ويجوز الروم فهما وجهان والثالث تسهيل الهمزة بين بين على روم حركة الهمزة.

وأمال (تولى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (كَبِّرْهُ) [الآية : ١١] فيعقوب بضم الكاف وهي قراءة أبي رجاء وسفيان الثوري ويزيد ورويت عن محبوب عن أبي عمرو والباقون بكسرها وهما لغتان في مصدر كبر الشيء عظم لكن غلب المضموم في السن والمكانة وقيل بالضم معظم الإفك وبالكسر البداءة أو الإثم أدغم ذال إذا سمعتموه أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي وأدغم ذال (إذ تلقونه) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وشدد التاء من تلقّونه وكذا (فَإِنْ تَوَلَّوْا) وصلا البزي بخلفه ومر ذلك عند ولا تيمموا بالبقرة لكنه سهل في تيمموا لسبق حرف اللين بخلافه هنا فإنه عسر لاجتماع الساكنين وتقدم ما فيه وقرأ رءوف بالقصر أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وسبق كتثليث الأزرق همزة ووقف عليه حمزة بالتسهيل بين بين وأما ما وقع في الأصل هنا من قطعه لأبي جعفر بتسهيله ففيه نظر ظاهر بل هي انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها ولذا تركها في الطيبة وقوله على قاعدته في المضمومة بعد الفتح عجب وخلاف ما تقرر في الأصول لأن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد فتح الحذف مع اختصاصه بيطئون وتطؤوها وأن تطؤهم وعبارة النشر

__________________

(١) أي : (أن لعنة ، أن غضب). [أ].

(٢) أي : (أنّ لعنة ، أنّ غضب). [أ].

٤٠٩

ثم الرابع أن تكون مضمومة بعد فتح فإن أبا جعفر بحذفها والواقع منه ولا يطئون ولم تطؤوها وأن تطؤهم وانفرد الحنبلي بتسهيلها بين بين في رءوف حيث وقع انتهت بحروفها.

وقرأ (خُطُواتِ) [الآية : ٢١] بضم الطاء البزي من غير طريق أبي ربيعة وقنبل وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب وأبو جعفر وسكنه الباقون وعن الحسن فتح الخاء مع سكون الطاء وعنه (ما زكّى) بتشديد الكاف وأما ضم الزاي مع تشديد الكاف مكسورة فانفراده لابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح كما في النشر لا يقرأ بها ولذا تركها في الطيبة واتفقوا على عدم إمالتها كما مر تنبيها على أصلها لأنها من ذوات الواو وما في البحر من إمالتها لحمزة والكسائي فليس من طرقنا.

واختلف في (وَلا يَأْتَلِ) [الآية : ٢٢] فأبو جعفر يتأل بهمزة مفتوحة بين التاء واللام وتشديد اللام وفتحها على وزن يتفعل مضارع تألى بمعنى حلف وافقه الحسن وهي قراءة ابن عياش بن ربيعة بن زيد بن أسلم والباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام مخففة من ألوت قصرت أو مضارع ائتلى افتعل من الألية وهي الحلف فالقراءتان حينئذ بمعنى أبدل همزته الساكنة ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه على قاعدتهما وعن الحسن (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا) بكسر اللام فيهما وتقدم حكم (الْمُحْصَناتُ) قريبا.

واختلف في (يَوْمَ تَشْهَدُ) [الآية : ٢٤] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت والباقون بالتاء من فوق وجه التذكير أن التأنيث مجازي وفصل بينهما أيضا وضم الهاء من (يُوَفِّيهِمُ اللهُ) يعقوب في الحالين ومر حكمها مع الميم وصلا كضم باء (بيوتا) لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقوب وإشمام (قيل) لهشام والكسائي ورويس (وإمالة) (أَزْكى لَكُمْ) لحمزة ومن معه وتقليلها للأزرق بخلفه وقرأ (جُيُوبِهِنَ) بكسر الجيم ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي والباقون بالضم واختلف في (غير أولى) فابن عامر وأبو جعفر وأبو بكر بنصب الراء على الاستثناء والباقون بالجر نعتا أو بدلا أو بيانا.

وقرأ أيه المؤمنون [الآية : ٣١] بضم الهاء وصلا ابن عامر لأن الألف لما حذفت للساكنين استحقت الفتحة على حرف خفي فضمت الهاء اتباعا للياء (ووقف) عليها بالألف على الأصل أبو عمرو والكسائي ويعقوب كموضع الرحمن والزخرف والباقون بحذف الألف مع سكون الهاء اتباعا للرسم.

وأمال (الْأَيامى) [الآية : ٣٢] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن (مِنْ عِبادِكُمْ) بفتح العين وكسر الموحدة (وضم) الهاء من (يُغْنِهِمُ اللهُ) رويس بخلفه وقفا فإن وصل اتبع الميم الهاء فإن ضم الهاء ضم الميم معها كحمزة والكسائي وخلف وإن كسر الهاء كسر الميم كأبي عمرو وروح والباقون يكسرون الهاء ويضمون الميم وسهل الأولى كالياء من (البغاء أن) قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية

٤١٠

ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس بخلف عنهما وعن الأزرق فالثاني عنه إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين وهو ثان لقنبل أيضا والثالث للأزرق إبدالها ياء خفيفة الكسر وقرأ أبو عمرو وقنبل في ثالثة ورويس في ثانية بإسقاط الأولى مع المد والقصر والباقون بتحقيقهما.

وأمال (إِكْراهِهِنَ) [الآية : ٣٣] ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش وليس من طريق التيسير وهو أحد الوجهين له في الشاطبية.

وقرأ (مُبَيِّناتٍ) [الآية : ٣٤] معا بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب.

وأمال (كَمِشْكاةٍ) [الآية : ٣٥] الدوري عن الكسائي لتقدم الكسرة وإن وجد الفاصل وفتحها الباقون.

واختلف في (دُرِّيٌ) [الآية : ٣٥] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز نسبة إلى الدر لصفائها وافقهم الحسن وابن محيصن وقرأ أبو عمرو والكسائي بكسر الدال والراء بعدها همزة ممدودة صفة كوكب على المبالغة وهو بناء كثير في الأسماء نحو سكين وفي الأوصاف نحو سكير وافقهما اليزيدي وقرأ أبو بكر وحمزة بضم الدال ثم ياء ساكنة ثم همزة ممدودة من الدرء بمعنى الدفع أي يدفع بعضها بعضا أو يدفع ضوؤها خفاءها ووزنه فعيل وافقهما المطوعي والشنبوذي إلا أنه فتح الدال ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة ياء وإدغامه في الياء ويجوز الإشارة بالروم والإشمام.

واختلف في توقد [الآية : ٣٥] فنافع وابن عامر وحفص بياء من تحت مضمومة مع إسكان الواو وتخفيف الفاء ورفع الدال على التذكير مبنيا للمفعول من أوقد أي المصباح وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بتاء من فرق مفتوحة وفتح الواو والدال وتشديد القاف على وزن تفعل فعلا ماضيا فيه ضمير يعود على المصباح وافقهم اليزيدي وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالتاء من فوق مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال على التأنيث مضارع أوقد مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير يعود زجاجة على حد أوقدت القنديل وافقهم الأعمش وعن ابن محيصن والحسن بتاء من فوق مفتوحة وضم الدال وفتح الواو والقاف مشددة والأصل تتوقد بتاءين حذفت إحداهما كتذكر والزجاجة القنديل والمصباح السراج والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل.

واختلف في (يُسَبِّحُ) [الآية : ٣٦] فابن عامر وأبو بكر بفتح الموحدة مبنيا للمفعول ونائب الفاعل له وهو أولى من الأخيرين ورجال حينئذ مرفوع بمضمر وكأنه جواب سؤال كأنه قبل من يسبحه فقيل رجال ويجوز أن يكون خبر محذوف أي المسبح

٤١١

رجال والوقف في هذه القراءة على الآصال والباقون بكسرها على البناء للفاعل وفاعله رجال ولا يوقف حينئذ على الآصال (وعن) ابن محيصن من رواية البزي من المفردة (يوما تقلب) بتاء واحدة مشددة على الإدغام على حد ولا تيمموا للبزي عن ابن كثير ويبتدئ بتاء واحدة وعنه من المبهج بتاءين خفيفتين كالجمهور.

وقرأ (يَحْسَبُهُ) [الآية : ٣٩] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (ويوقف) لحمزة على (الظمآن) بالنقل فقط وبين بين ضعيف.

وأمال (فوفاه) و (يغشيه) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.

واختلف في (سَحابٌ ظُلُماتٌ) [الآية : ٤٠] فالبزي (سَحابٌ) بغير تنوين (ظُلُماتٍ) بالجر على الإضافة كسحاب رحمة وافقه ابن محيصن من المفردة وقرأ قنبل سحاب بالتنوين ظلمات بالجر بدلا من ظلمات الأولى ويكون بعضها فوق بعض مبتدأ وخبر في موضع الصفة لظلمات والباقون بالتنوين والرفع فيهما أي هذه أو تلك ظلمات وسحاب في الثلاث مبتدأ خبره من فوقه وعن الحسن ظلمات بسكون اللام وعنه أيضا (تفعلون) بالتاء من فوق وفيه وعيد وتخويف وأبدل همز (يؤلف) واوا ورش من طريقيه وأبو جعفر كوقف حمزة وأثبت هنا في الأصل الخلف فيه عن ابن وردان ولعله سبق قلم وليس عنه خلف في هذا الباب إلا في حرف واحد وهو يؤيد بنصره بآل عمران كما مر في بابه.

وأمال (فَتَرَى الْوَدْقَ) [الآية : ٤٣] وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون أما الوقف فكل على أصله (وعن) الأعمش (خلاله) بفتح الخاء بلا ألف (١) على الإفراد واختلف هل خلال مفرد كحجاب أو جمع كجبال جمع جبل.

وقرأ (وَيُنَزِّلُ) [الآية : ٤٣] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (وتقدم) اتفاقهم على فتح (سنا برقه).

واختلف في (يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) [الآية : ٤٣] فأبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء (٢) من أذهب فقيل الياء زائدة على حد تنبت بالدهن وقيل بمعنى من والمفعول محذوف تقديره يذهب النور من الأبصار والباقون بفتح الياء والهاء.

وأمال (بِالْأَبْصارِ) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق.

وقرأ (خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ) [الآية : ٤٥] بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف وجر (كُلِ) على الإضافة حمزة والكسائي وخلف (٣) ومر بإبراهيم وسهل الثانية كالياء وأبدلها

__________________

(١) أي : (خلله). [أ].

(٢) أي : (يذهب). [أ].

(٣) الباقون : (خلق كلّ). [أ].

٤١٢

أيضا واوا مكسورة من يشاء إن نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وتقدم رد تسهيلها كالواو وكذا حكم (يشاء إلى) وتقدم (مبيّنات) قريبا.

وقرأ (صِراطٍ)(١) [الآية : ٤٦] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة وأمال (ثم يتولى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن (قول المؤمنين) برفع اللام على أنه اسم كان وأن وما في حيزها الخبر والجمهور على نصبه خبر لكان والاسم أن المصدرية وما بعدها وهو الأرجح لأنه متى اجتمع معرفتان فالأولى جعل الأعرف اسم وإن كان سيبويه خير بين معرفتين ولم يفرق هذه التفرقة وقرأ (ليحكم) في الموضعين بالبناء للمفعول أبو جعفر ونائب الفاعل ضمير المصدر أي ليحكم هو أي الحكم والمعنى ليفصل الحكم بينهم قاله أبو حيان ومر بالبقرة وقرأ (يتقه) بكسر الهاء بلا إشباع قالون وحفص ويعقوب وقرأ أبو عمرو وأبو بكر وهشام في أحد أوجهه الثلاث بإسكانها والثاني لهشام الإشباع والثالث الاختلاس وقرأ ابن ذكوان وابن جماز بالإشباع والاختلاس وقرأ خلاد وابن وردان بالإسكان والإشباع والباقون وهم ورش وابن كثير وخلف عن حمزة وعن نفسه والكسائي بالإشباع بلا خلاف وقرأ حفص بسكون القاف مع اختلاس الهاء كما مر.

وقرأ (فَإِنْ تَوَلَّوْا) [الآية : ٥٤] بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه.

واختلف في (كَمَا اسْتَخْلَفَ) [الآية : ٥٥] فأبو بكر بضم التاء وكسر اللام (٢) مبنيا للمفعول فالموصول نائب الفاعل ويبتدئ بهمزة الوصل مضمومة وافقه الأعمش والباقون بفتحها مبنيا للفاعل وهو ضمير الجلالة وعد الله والذين مفعوله وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل وقرأ (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ) بسكون الموحدة ، وتخفيف الدال من أبدل ابن كثير ، وأبو بكر ، ويعقوب ومر بالكهف.

وقرأ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الآية : ٥٦] بالغيب ابن عامر وحمزة وإدريس بخلفه أي لا يحسبن حاسب أو أحد والموصول ومعجزين مفعولا هاء وبه يرد على من استشكلها زاعما فاعليه الموصول ولم يكن في اللفظ إلا مفعول واحد وهو معجزين وذكرت بالأنفال (وعن) المطوعي (الحلم) معا بسكون اللام فيهما لغة تميم.

واختلف في (ثَلاثُ عَوْراتٍ) [الآية : ٥٨] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ثلاث بالنصب بدل من قوله ثلاث مرات المنصوب على الظرفية الزمانية أي ثلاث أوقات أو على المصدرية أي ثلاث استئذانات أو على إضمار فعل أي اتقوا واحذروا ثلاث وافقهم الحسن والأعمش والباقون برفعها خبر محذوف أي هن ثلاث وخرج بالقيد ثلاث مرات المتفق على نصبه وقرأ (بُيُوتِكُمْ) و (بُيُوتَ) ، بيوتا بضم الموحدة ورش وأبو

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) أي : (استخلف). [أ].

٤١٣

عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وقرأ (إمهاتكم) بكسر الهمزة والميم معا حمزة وكسر الهمزة وحدها الكسائي وعن الحسن (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ) [الآية : ٦٣] بتقديم النون على الموحدة المكسورة بعدها ياء مشددة مخفوضة (١) مكان بينكم الظرف وقرأ (يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ) بفتح الياء مبنيا للفاعل يعقوب والباقون بالبناء للمفعول (٢).

المرسوم كتبوا الزاني بالياء وكذا يعبدونني ويدروا بواو وألف مشكوة بواو بدل الألف كالصلاة ما زكى بالياء مع كونه من ذوات الواو كغزا مناسبة ليزكى واتفقوا على حذف ألف أية هنا كالزخرف والرحمن.

المقطوع اتفقوا على قطع عن من من ويصرفه من يشاء (الهاء) لعنت بالتاء كآل عمران (٣).

__________________

(١) أي : (نبيّكم). [أ].

(٢) أي : (يرجعون). [أ].

(٣) وليس فيها من ياءات الإضافة أو الزوائد أو الثوابت شيء. [أ].

٤١٤

سورة الفرقان

مكية (١) قيل إلا ثلاث آيات والذين ولا يدعون مع الله إلى رحيما وقيل مدنية إلا من أولها إلى نشور وآيها سبع وسبعون بلا خلاف (مشبه الفاصلة) تسعة ولم يتخذ ولدا. وهم يخلقون. قوم آخرون. أساطير الأولين وعد المتقون ما يشاءون. خالدين. صرفا ولا نصرا. في السماء بروجا. هونا وعكسه موضعان ضلوا السبيل. ظلما وزورا القراءات أدغم دال (فقد جاءوا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وأمال (جاؤ) ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وثلث همزها الأزرق (ووقف) عليه حمزة بين بين مع المد والقصر وأما إبدالها واو فشاذ.

وأمال (تُمْلى) [الآية : ٥] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه (ووقف) على ما (من مال هذا) أبو عمرو واختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو اللام كما ذكره الداني والشاطبي وغيرهما ومقتضاه أن الباقين يقفون على اللام فقط والأصح كما في النشر جواز الوقف على ما لجمع القراء قال فيه وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطأ وهو الأظهر قياسا ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر وإذا وقف على أحدهما لنحو اختيار امتنع الابتداء بهذا أو هذا.

واختلف في (جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها) [الآية : ٨] فحمزة بنون الجمع وافقهم الأعمش والباقون بالياء من تحت على إسناده إلى الرسول عليه‌السلام أي يأكل هو منها ويستغني عن طعامنا.

وقرأ (مَسْحُوراً انْظُرْ) [الآية : ٨ ، ٩] بكسر التنوين أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وعاصم وحمزة ويعقوب ومر بالبقرة.

واختلف في (وَيَجْعَلْ لَكَ) [الآية : ١٠] فأبو بكر وابن كثير وابن عامر برفع اللام على الاستئناف أي وهو يجعل أو سيجعل أو عطفا على موضع جعل إذ الشرط إذا وقع ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع لكن تعقب ذلك بأنه ليس مذهب سيبويه وافقهم ابن

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٦٧). [أ].

٤١٥

محيصن والباقون يجزمها عطفا على محل جعل لأنه جواب الشرط ويلزم منه وجوب الإدغام لاجتماع مثلين أولاهما ساكن.

وقرأ (ضَيِّقاً) [الآية : ١٣] بسكون الياء ابن كثير.

واختلف في (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ فَيَقُولُ) [الآية : ١٧] فابن عامر بنون العظمة فيهما التفاتا من الغيبة إلى التكلم وافقه الحسن والشنبوذي وقرأ ابن كثير وحفص وأبو جعفر ويعقوب بالياء من تحت فيهما مناسبة لقوله كان على ربك والباقون بالنون في الأول وبالياء في الثاني مناسبة لما قبله والتفاتا من تكلم من إلى غيبة (وسهل) الثانية من (أأنتم) مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وأبو جعفر وسهلها بلا فصل ورش وابن كثير ورويس وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وروى الجمال عن الحلواني عن هشام التحقيق مع الفصل بالألف والباقون بالتحقيق بلا فصل وهى طريق الداجوني عن هشام فله ثلاثة أوجه (وأبدل) الثانية ياء مفتوحة من (هؤلاء أم) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

واختلف في (أَنْ نَتَّخِذَ) [الآية : ١٨] فأبو جعفر بضم النون وفتح الخاء (١) مبنيا للمفعول وهو يتعدى تارة لواحد نحو أم اتخذوا آلهة من الأرض وتارة لاثنين من اتخذ إلهه هواه فقيل ما هنا منه فالأول ضمير نتخذ النائب عن الفاعل والثاني من أولياء ومن تبعيضية أي بعض أولياء أو زائدة لكن تعقب بأنها لا تزاد في المفعول الثاني والأحسن ما قاله ابن جنى وغيره أن من أولياء حال ومن مزيدة لتأكيد النفي والمعنى ما كان لنا أن نعبد من دونك ولا نستحق الولاية وافقه الحسن والباقون بفتح النون وكسر الخاء على البناء للفاعل ومن أولياء مفعوله ومن مزيدة وحسن زيادتها انسحاب النفي على نتخذ لأنه معمول لينبغي وإذا انتفى الابتغاء انتفى متعلقه وهو اتخاذ الأولياء.

واختلف في (فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ) [الآية : ١٩] فروى ابن قنبل بالياء على الغيب أي فقد كذبكم الآلهة بما يقولون سبحانك ما كان ينبغي لنا وقيل المعنى فقد كذبتكم أيها المؤمنون الكفار بما يقولون من الافتراء عليكم وافقه المطوعي ورواه ابن مجاهد عن قنبل بالتاء على الخطاب كالباقين والمعنى فقد كذبكم المعبودون بما تقولون من أنهم أضلوكم.

واختلف في (فَما تَسْتَطِيعُونَ) [الآية : ١٩] فحفص بالتاء من فوق على خطاب العابدين وافقه الأعمش والباقون بالياء على الغيب على إسناده إلى المعبودين وعن المطوعي (وَيَقُولُونَ حِجْراً) بضم الحاء والجيم وعن الحسن ضم الحاء فقط والجمهور على كسر الحاء وسكون الجيم وكلها لغات وذكره سيبويه في المصادر المنصوبة غير

__________________

(١) أي : (نتّخذ). [أ].

٤١٦

المنصرفة بمضمر وجوبا من حجره منعه لأن المستفيد طالب من الله أن يمنع عنه المكروه فكأنه سأل الله أن يمنعه منعا ويحجره حجرا والحجر العقل لأنه يأبى إلا الفضائل.

واختلف في (تَشَقَّقُ السَّماءُ) [الآية : ٢٥] هنا و (تَشَقَّقُ الْأَرْضُ) [الآية : ٤٤] في فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الشين فيهما على حذف تاء المضارعة أو تاء التفعل على الخلاف وافقهم الأعمش واليزيدي والباقون بتشديدها (١) فيهما على إدغام تاء التفعل في الشين لتنزله بالتفشي منزلة المتقارب.

واختلف في (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ) [الآية : ٢٥] فابن كثير بنون مضمومة ثم ساكنة مع تخفيف الزاي المكسورة ورفع اللام (٢) مضارع أنزل و (الْمَلائِكَةِ) بالنصب مفعول به وحينئذ كان من حق المصدر إنزالا قال أبو علي لما كان أنزل ونزل يجريان مجرى واحدا أجزأ مصدر أحدهما عن الآخر وافقه ابن محيصن والباقون بنون واحدة وكسر الزاي المشددة وفتح اللام ماضيا مبنيا للمفعول والملائكة بالرفع نائب الفاعل وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق وفتح ياء (يا ليتني اتخذت) أبو عمرو (وأظهر) زال (اتخذت) ابن كثير وحفص ورويس بخلفه وأمال (يا ويلتي) حمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو ووقف عليها بهاء السكت بعد الألف ورويس بخلفه وعن الحسن (يا ويلتي) بكسر التاء وياء بعدها على الأصل (وأدغم) وأبو عمرو وهشام ذال (إذ جاءني) وأمال (جاءني) ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف (فتح) ياء (قومي اتخذوا) نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر وروح ونقل (القرآن) ابن كثير كوقف حمزة وقرأ (نبيء) بالهمز نافع (وأبدل) همز (فؤادك) واوا مفتوحة الأصبهاني عن ورش وقرأ (وثمودا) بغير تنوين حفص وحمزة ويعقوب ممنوعا من الصرف للعلمية والتأنيث مرادا به القبيلة والباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي (وأبدل) الهمزة الثانية ياء محضة من (مطر السوء أفلم) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وللأزرق إشباع مد الواو والتوسط وأبدل همز (هزوا) واوا حفص وأسكن الزاي حمزة وخلف (وقف) حمزة بالنقل على القياس وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم أما بين بين وتشديد الزاي فلا يقرأ بهما كما مر بالبقرة مع التنبيه على ما وقع في الأصل ثمة وقرأ (أرأيت) بتسهيل الثانية قالون وورش من طريقيه وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد وقرأ الكسائي بحذف الهمزة ومر بالأنعام (وسهل) الهمزة الثانية من (أفأنت) الأصبهاني (وفتح) السين من (أم تحسب) ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وأبو جعفر على الأصل وقرأ (الرّيح) بالتوحيد ابن كثير (٣).

__________________

(١) أي : (تشّقّق). [أ].

(٢) أي : (ننزل الملائكة). [أ].

(٣) الباقون : (الرّياح). [أ].

٤١٧

وقرأ (نَشْراً) [الآية : ٤٨] بضم النون والشين جمع ناشر نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وقرأ ابن عامر بضم النون وإسكان الشين وقرأ عاصم بالموحدة المضمومة وإسكان الشين وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون مفتوحة وسكون الشين وتقدم بالأعراف وشدد ياء (مَيْتاً) أبو جعفر وعن المطوعي (ونسقيه) بفتح النون وقرأ (لِيَذَّكَّرُوا) بسكون الذال وتخفيف الكاف مضمومة حمزة والكسائي وخلف وسبق في الإسراء وعدم ذكر الكسائي هنا في الأصل لعله سبق قلم أو اشتباه بقوله تعالى أن يذكر الآتي قريبا (وأسقط) الهمزة الأولى من (شاء أن) قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه وقرأ ورش وأبو جعفر ورويس في وجهه الثاني بتسهيل الثانية بين بين وللأزرق إبدالها ألفا مع إشباع المد وقرأ قنبل كوجهي الأزرق وله ثالث وهو إسقاط الأولى كالبزي والباقون بتحقيقهما.

وأمال شاء ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف وقرأ (فسل) بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف كحمزة وقفا.

وقرأ هشام والكسائي ورويس (قيل لهم) بإشمام كسر القاف الضم ومر بالبقرة واختلف في (لِما تَأْمُرُنا) [الآية : ٦٠] فحمزة والكسائي بالياء من تحت وافقهما الأعمش والباقون بالخطاب والإسناد عليهما إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأما (وزادهم) هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وحمزة.

واختلف في (سِراجاً) [الآية : ٦١] فحمزة والكسائي وخلف بضم السين والراء بلا ألف على الجمع الشمس والكواكب وذكر القمر تشريفا وافقهم الأعمش والباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعدها (١) على التوحيد وهو الشمس فقط وعن الأعمش (قمر) بضم القاف وإسكان الميم لغة فيه كالرشد والرشد وعن الحسن بفتح القاف وسكون الميم وقرأ (أن يذكر) بسكون الذال وضم الكاف مخففة حمزة وخلف وسبق بالإسراء.

واختلف في (وَلَمْ يَقْتُرُوا) [الآية : ٦٧] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وكسر التاء (٢) من أقتر وإنكار أبي حاتم مجيئه هنا من الرباعي لكونه بمعنى افتقرا ومنه وعلى المقتر قدره مردود بحكاية الأصمعي وغيره أقتر بمعنى ضيق وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح الياء وكسر التاء كيحمل وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي والباقون بفتح الياء وضم التاء كيقتل والإقتار التقليل ضد الإسراف وهو مجاوزة الحد في النفقة وإن جل والتضييع في المعصية وإن قل أدغم لام (يفعل ذلك) أبو الحارث.

واختلف في (يُضاعِفُ وَيَخْلُدْ) [الآية : ٦٩] فابن عامر وأبو بكر برفع الفعلين فيضاعف على الحال والاستئناف كأنه جواب ما الآثام ويخلد بالعطف عليه والباقون

__________________

(١) أي : (سراجا). [أ].

(٢) أي : (يقتروا). [أ].

٤١٨

بجزمهما بدلا من يلق لأنه من معناه إذ لقيه جزاء الإثم تضعيف عذابه.

وقرأ يضعف [الآية : ٦٩] بالقصر وتشديد عينه ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب.

وقرأ (فِيهِ مُهاناً) [الآية : ٦٩] بصلة هاء فيه ابن كثير وحفص.

واختلف في (ذُرِّيَّتِنا) فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش والباقون بجمع (١) السلامة بيانا للمعنى.

واختلف في (وَيُلَقَّوْنَ) [الآية : ٧٥] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف من لقى يلقى مبنيا للفاعل معدى لواحد وهو تحية وافقهم الأعمش والباقون بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف من (٢) الرباعي مبنيا للمفعول معدى لاثنين أحدهما ناب عن الفاعل فارتفع وهو الواو والثاني تحية (ويوقف) لحمزة وهشام على (ما يعبؤا) المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو على تقدير روم الحركة وهذا أحد المواضع العشر المرسومة بالواو المتقدمة.

المرسوم في الإمام كالبقية وثمودا هنا كالعنكبوت والنجم بالألف الريح بألف في بعضها وبالحذف في بعض وفي المكي وننزل الملائكة بنونين وفي غيره بواحدة وفي بعض المصاحف سراجا بألف وروى نافع عن المدني كالبواقي وذريتنا بغير ألف بعد الياء واتفقوا على كتابة ما يعبوا بواو وألف. المقطوع اتفقوا على فصل اللام من مال هذا الرسول. ياءات الإضافة ثنتان (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ ، قَوْمِي اتَّخَذُوا) [الآية : ٢٧ ، ٣٠].

__________________

(١) أي : (ذرّيّاتنا). [أ].

(٢) أي : (ويلقّون). [أ].

٤١٩

سورة الشعراء

«مكية» (١) إلا أربع آيات من الشعراء إلى آخرها وآيها مائتان وعشرون وست بصري ومكي ومدني أخير وسبع كوفي وشامي ومدني أول خلالها أربع طسم كوفي وترك فلسوف تعلمون أينما كنتم تعبدون تركها بصري الشياطين تركها مكي ومدني أخير. مشبه الفاصلة موضع وليدا وعكسه موضعان معنا بني إسرائيل من عمرك سنين القراءات أمال طاء (طسم) أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وفتحها الباقون وسكت أبو جعفر على ط وس وم وأظهر السين منها عند الميم حمزة والباقون بالإدغام وتقدم إبدال الهمزة الساكنة ألفا من (إن نشأ) للأصبهاني وأبي جعفر كوقف حمزة وهشام كإبدال الثانية ياء (من السماء آية) لنافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (نُنَزِّلُ) [الآية : ٤] بسكون النون مع تخفيف الزاي ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (انبؤني ما كانوا) على رسمه بواو وألف في الكوفي والبصري باثني عشر وجها ذكرت في نظيره بأول الأنعام (فتح) ياء (إني أخاف) معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر (وأثبت) الياء في (يكذبون) في الحالين يعقوب وكذا (في يقتلون).

واختلف في (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ) فيعقوب بنصب القاف منهما عطفا على يكذبون والباقون بالرفع على الاستئناف (وسهل) أبو جعفر همز (إسرائل) مع المد والقصر واختلف في مدها عن الأزرق ويوقف عليها لحمزة بتحقيق الأولى من غير سكت على (بني) وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل فضعيف وفي الثانية مع المد والقصر فهى ثمانية أوجه وأدغم ثاء (لبثت) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الخلف هنا لابن ذكوان في الأصل سبق قلم أو اشتباه بأورثتموها وعن المطوعي (لما خفتكم) بكسر الام وتخفيف الميم أي لخوفي منكم وعن ابن محيصن (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) بفتح الهمزة (وأظهر) ذال (اتخذت) ابن كثير وحفص ورويس بخلفه.

وأما (أَرْجِهْ) فتقدم بالأعراف اختلافهم فيها من حيث الهمز وتركه ومن حيث هاء الكناية وعن الأعمش (بِكُلِّ سَحَّارٍ) بوزن فاعل والجمهور بوزن فعال وأماله أبو عمرو

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (١ / ٢٥). [أ].

٤٢٠