إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة طه

مكية (١) وآيها مائة وثلاثون وآيتان بصري وأربع حجازي وخمس كوفي وثمان حمصي وأربعون دمشقي اختلافها أربع وعشرون آية طه كوفي ومثلها ما غشيهم. وإذ رأيتهم ضلوا. وترك مني هدى. وزهرة الحياة الدنيا غيره والحمصي في اليم ضنكا. نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا غيره بصري محبة مني حجازي ودمشقي ولا تحزن شامي ومثلها في أهل مدين ومعنى بني إسرائيل. ولقد أوحينا إلى موسى. فتونا بصري وشامي واصطنعتك لنفسي كوفي وشامي وغضبان أسفا مكي ومدني أول ومثلها وإله موسى فنسي غيرهما وعدا حسنا إليهم قولا مدني أخير قيل رشامي ألقى السامري غيره قاعا صفصفا عراقي وشامي مشبه الفاصلة تسعة فاعبدوني بآياتي. ما أنت قاض : عليكم غضبي ثم ائتوا صفا. وبينك موعدا ولا برأسي. لا مساس منها جميعا (الممال منها) أعني رءوس الآي من أولها إلى طغى قال رب إلا وأقم الصلاة لذكرى ثم من يا موسى إلى لنرضى إلا عيني وذكري وما غشيهم ثم موسى من حتى يرجع إلينا موسى ثم من إلا إبليس أبى إلى آخرها إلا بصيرا فائدة شتى غير منون ويمال وأمتا منون ولا يمال كهمسا وضحى منون ويمال وعلة ذلك ان شتى وضحى ألفهما للتأنيث بخلاف أمتا وهمسا فألفهما بدل عن التنوين. القراءات أمال الطاء والهاء من (طه) أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وأمال الهاء فقط محضة أيضا أبو عمرو وللأزرق فيها وجهان الأول تمحيضها كأبي عمرو وعليه الجمهور وهو الذي في الشاطبية كأصلها ولم يمل محضة من هذه الطرق إلا هذه والثاني التقليل وفتحهما الباقون لكن في كامل الهذلي تقليل الطاء عن قالون والأزرق ولم يعول عليه في الطيبة وسكت أبو جعفر على الطاء والهاء وعن الحسن سكون الهاء من غير ألف بعد الطاء على أن الأصل طأ بالهمز أمر من وطئ يطأ ثم أبدل الهمزة هاء كإبدالهم لها في هرقت ونحوه ونقل (القران) ابن كثير.

وأمال (لِتَشْقى) حمزة والكسائي ، وخلف ، وكذا جميع فواصل هذه السورة على ما تقدم كالنجم وغيرها من السور المتقدم ذكرها وقرأ الأزرق بالتقليل سواء كان من ذوات الواو أو الياء إلا ما سيجيء من نحو ضحيها وتلاها وسواها مما فيه هاء فله فيه الفتح مع التقليل وبه يصرح قول الطيبة :

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٦٥). [أ].

٣٨١

وقلل الرا ورءوس الآي خلف

وما به ها غير ذي الرا يختلف

وأما أبو عمرو فله فيها التقليل والفتح واويا كان أو يائيا إلا ذوات الراء فالإمالة المحضة وجها واحدا كما مر لكن تقدم في باب الإمالة أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى والفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي.

تنبيه :

طه ليست فاصلة عند المدني والبصري وقد أمالها الأزرق وأبو عمرو باعتبار كونها حرف هجاء ولذا محضاها وزهرة الحيوة الدنيا ومني هدى ليستا فاصلتين عند الكوفي وقد أمالهما حمزة والكسائي ومن معهما باعتبار فعلى والياء وأما إمالة (رأى) فتقدم الكلام عليها في بابها والأنعام وغيرها مفصلا وقرأ (لأهله امكثوا) هنا والقصص بضم هاء الضمير حمزة وكسر الباقون وفتح ياء الإضافة من (إني آنست) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتحها من (لَعَلِّي آتِيكُمْ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر.

واختلف في (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) [الآية : ١٢] فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الهمزة من (إِنِّي) على تقدير الباء أي بأني وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالكسر على إضمار القول أو تأويل نودي بقيل (وفتح) ياء الإضافة من إني أنا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ووقف يعقوب على (بالواد) بالياء.

واختلف في (طُوىً) [الآية : ١٢] هنا والنازعات [الآية : ١٦] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الطاء مع التنوين فيهما مصروفا لأنه أول بالمكان وافقهم ابن محيصن وعن الحسن والأعمش كسر الطاء مع التنوين وهو رأس آية إمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف وقرأ الباقون بالضم بلا تنوين على عدم صرفه للتأنيث باعتبار البقعة والتعريف أو للعجمة والعلمية وقلله الأزرق وبالصغرى مع الفتح أبو عمرو واختلف في (وأنا اخترتك) فحمزة وأنا بفتح الهمزة وتشديد النون اخترناك بنون مفتوحة وبعدها ألف ضمير المتكلم المعظم نفسه وافقه الأعمش والباقون بتخفيف نون أنا مع فتح الهمزة أيضا اخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد حملا على ما قبله وفتح ياء الإضافة من (إنني أنا) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتحها من (لذكري إن) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (أَتَوَكَّؤُا) بإبدال الهمزة ألفا على القياسي وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واو مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة والخامس التسهيل كالواو مع الروم كما مر في تفتؤا بيوسف وفتح ياء الإضافة من (لي فيها) الأزرق وحفص وأمال (الكبرى اذهب) وصلا السوسي بخلفه وأماله وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وتقدم عن الحسن فتح ياء (لي صدري) (وفتح) ياء الإضافة من (لي أمري) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

٣٨٢

واختلف في (أَخِي اشْدُدْ) [الآية : ٣١] وفي (أَشْرِكْهُ) [الآية : ٣٢] فابن عامر وابن وردان فيما رواه النهرواني عن أصحابه عن شبيب عن الفضل وكذا الهذلي عن الفضل من جميع طرقه عن ابن وردان بقطع همزة أشدد مع فتحها لأنه من فعل ثلاثي وهمزة المضارع قطع وحكمها أن تثبت في الحالين مفتوحة وجزم الفعل جوابا للدعاء وأشركه بضم الهمزة مع القطع لأنه فعل مضارع من رباعي وجزم بالعطف على ما قبله وافقهما الحسن والباقون بوصل همزة أشدد وضمها في الابتداء وفتح همزة أشركه على جعلهما أمرين بمعنى الدعاء من موسى عليه‌السلام بشد الأزر وتشريك هارون عليه‌السلام في النبوة أو تدبير الأمر وهمزة الأمر من شد وصل تضم في الابتداء لضم العين من الفعل وهو الذي رواه باقي أصحاب ابن وردان عنه وفتح الياء من (أخي) ابن كثير وأبو عمرو قال في النشر ومقتضى أصل أبي جعفر فتحها لمن قطع الهمزة عنه ولكني لم أجده منصوصا انتهى وأبدل همزة (سُؤْلَكَ) الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وتقدم عن رويس إدغام (نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ، ونَذْكُرَكَ كَثِيراً ، إِنَّكِ كُنْتِ) [الآية : ٣٣ ، ٣٤ ، ٣٥] وفي المصباح عن يعقوب بكماله كأبي عمرو.

واختلف في (وَلِتُصْنَعَ عَلى) [الآية : ٣٩] فأبو جعفر بسكون اللام وجزم العين على أن اللام للأمر والفعل مجزوم بها فيجب عنده الإدغام وقول الأصل فعل أمر فيه تجوز وسبق لرويس وليعقوب بكماله عن بعضهم كأبي عمرو إدغام العين والباقون بكسر اللام ونصب الفعل بأن مضمرة بعد لام كي أي لتربي ويحسن إليك قال النخاس عطف على علة محذوفة أي ليتلطف بك ولتصنع الخ (وفتح) ياء الإضافة من (عيني إذ) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وأدغم تاء (لبثت) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وأثبت في الأصل هنا لابن ذكوان وفيه نظر ولعله اشتباه بأورثتموها وفتح يائى الإضافة من (لنفسي اذهب) ومن (ذكرى اذهبا) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن ابن محيصن (أن يفرط) بضم حرف المضارعة وفتح الراء (وأدغم) دال (قد جئناك) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأمال (أعطى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا موضع النجم والليل (وعن) المطوعي (كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) بفتح اللام فعلا ماضيا وعن ابن محيصن (لا يَضِلُّ رَبِّي) بضم الياء أي لا يضل ربي الكتاب أي لا يضيعه فربي فاعل والجمهور بالفتح أي لا يضل عن معرفته الأشياء.

واختلف في (الْأَرْضَ مِهاداً) [الآية : ٥٣] هنا والزخرف [الآية : ١٠] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم وإسكان الهاء بلا ألف فيهما (١) وافقهم الأعمش والباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها فيهما وهما مصدران بمعنى يقال مهدته مهدا ومهادا أو الأول الفعل والثاني الاسم ، أو (مهادا) جمع (مهد) نحو : (كعب ، وكعاب).

__________________

(١) أي : (مهدا). [أ].

٣٨٣

واتفقوا على موضع النبأ أنه بالكسر مع ألف مناسبة لرءوس الآي بعده.

واختلف في (لا نُخْلِفُهُ) [الآية : ٥٨] فأبو جعفر بإسكان الفاء جزما على جواب الأمر ويلزم من ذلك منع الصلة له والباقون بالرفع على الصفة لموعد أو يلزم منه الصلة له منهم.

واختلف في (سُوىً) [الآية : ٥٨] فابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وخلف بضم السين والتنوين وافقهم الأعمش وأماله في الوقف أبو بكر من طرق المصريين والمغاربة قاطبة وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وبالتقليل والفتح : أبو عمرو ، وأكثر النقلة عن أبي بكر على الفتح ، وصحح الوجهين عنه في النشر وعن الحسن ضم السين بلا تنوين أجرى الوصل مجرى الوقف ، ولا يقال منع صرفه للعدل كعمر لأن ذلك في الأعلام أما الصفات كحطم ولبد فمصروفة قاله في الدر كالبحر والباقون بكسر السين مع التنوين وهما لغتان بمعنى واحد وعن الحسن والمطوعي : (يوم الزينة) بنصب يوم أي كائن يوم الزينة نحو السفر غدا والجمهور على الرفع خبرا لموعدكم فإن جعل موعدكم زمانا لم يحتج إلى تقدير مضاف أي زمان الوعد يوم الزينة وإن جعل مصدرا فعلى حذف مضاف أي وعدكم وعد يوم الزينة.

واختلف في (فَيُسْحِتَكُمْ) [الآية : ٦١] فحفص وحمزة والكسائي ورويس وخلف بضم الياء وكسر الحاء من أسحت رباعيا لغة نجد وتميم وافقهم الأعمش والباقون بفتح الياء والحاء من سحته ثلاثيا لغة الحجاز.

وأمال خاب حمزة وهشام من طريق الداجوني فيما رواه عنه في الروضة ، والتجريد ، وغيرهما ، وابن ذكوان من طريق الصوري.

واختلف في (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) [الآية : ٦٣] فنافع وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف بتشديد إنّ وهذان بالألف وتخفيف النون وافقهم الشنبوذي والحسن وفيها أوجه أحدها أن إن بمعنى نعم وهذان مبتدأ ولساحران خبره الثاني اسمها ضمير الشأن محذوف وجملة هذان لساحران خبرها الثالث أن هذان اسمها على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما واختاره أبو حيان وهو مذهب سيبويه وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون وقرأ حفص كذلك إلا أنه خفف نون هذان وافقه ابن محيصن وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية معنى ولفظا وخطا وذلك أن إن المخففة من الثقيلة أهملت وهذان مبتدأ ولساحران الخبر واللام للفرق بين النافية والمخففة على رأي البصريين وقرأ أبو عمرو إن بتشديد النون وهذين بالياء مع تخفيف النون وهذه القراءة واضحة من حيث الإعراب والمعنى لأن هذين اسم أن نصب بالياء ولساحران خبرها ودخلت اللام للتأكيد لكن استشكلت من حيث خط المصحف وذلك أن هذين رسم بغير ألف ولا ياء ولا يرد بهذا على أبي عمرو وكم جاء في الرسم

٣٨٤

مما هو خارج عن القياس مع صحة القراءة به وتواترها وحيث ثبت تواتر القراءة فلا يلتفت لطعن الطاعن فيها وافقه اليزيدي والمطوعي.

واختلف في (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) [الآية : ٦٤] فأبو عمرو يوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق وافقه اليزيدي والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم من أجمع رباعيا أي أعزموا كيدكم واجعلوه مجمعا عليه.

تنبيه تقدم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى فيتفرغ على ذلك ما لو قرئ له نحو : (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ، وإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) [الآية : ٦٥] فالفتح في يا موسى مع الفتح والتقليل في ألقى لكونه رأس آية التقليل في موسى مع التقليل في ألقى وجها واحدا بناء على ما ذكر وعن الحسن (وعصيهم) حيث جاء بضم العين وهو الأصل والجمهور على كسرها اتباعا للصاد وكسر الصاد للياء والأصل عضو وفاعل كما ترى بقلب الواوين ياءين وكسرت الصاد لتصح الياء وكسرت العين اتباعا.

واختلف في (يُخَيَّلُ) [الآية : ٦٦] فابن ذكوان وروح بالتاء من فوق على التأنيث على إسناده لضمير العصى والحبال وأنها تسعى بدل اشتمال من ذلك الضمير وافقهما الحسن والباقون بالياء من تحت على التذكير (١) لإسناده إلى أنها تسعى أي يخيل سعيها ولم يذكر ابن مجاهد كصاحبه ابن أبي هاشم هذا الحرف فتوهم بعضهم الخلاف لابن ذكوان فيه وليس فيه خلاف كما نبه عليه صاحب النشر رحمه‌الله تعالى.

واختلف في (تَلْقَفُ) [الآية : ٦٩] فابن ذكوان بفتح اللام وتشديد القاف ورفع الفاء (٢) على الاستئناف أي فإنها تلقف أو حال مقدرة من المفعول وقرأ حفص بإسكان اللام والفاء مع تخفيف القاف من لقف يلقف كعلم يعلم والباقون بالتشديد والجزم على جواب الأمر وشدد تاءها وصلا البزي بخلف عنه.

واختلف في (كَيْدُ ساحِرٍ) [الآية : ٦٩] فحمزة والكسائي وخلف بكسر السين وإسكان الحاء بلا ألف (٣) أي كيد ذي سحر أوهم نفس السحر على المبالغة وافقهم الأعمش والباقون بفتح السين وبالألف وكسر الحاء فاعل من سحر وأفرد من حيث أن فعلهم نوع واحد من السحر.

وقرأ (آمَنْتُمْ) [الآية : ٧١] بهمزة واحدة على الخبر الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد وحفص ورويس وقرأ قالون والأزرق والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبو جعفر بهمزتين الأولى

__________________

(١) أي : (يخيّل). [أ].

(٢) أي : (تلقّف). [أ].

(٣) أي : (سحر). [أ].

٣٨٥

محققة والثانية مسهلة ثم ألف ولم تبدل الثانية ألفا عن الأزرق وأما الثالثة فاتفقوا على إبدالها ألفا وقرأ هشام فيما رواه الداجوني من طريق الشذائي وأبو بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين وعن ابن محيصن والحسن (فَلَأُقَطِّعَنَ) و (لَأُصَلِّبَنَّكُمْ) بفتح الهمزة فيهما وسكون القاف والصاد وفتح الطاء وتخفيفها مع قطع وصلب الثلاثي واتفقوا على نصب (الْحَياةِ الدُّنْيا) على الظرفية لتقضي ومفعوله محذوف أي تقضي غرضك أو أمرك أو على أنه مفعوله به اتباعا ويدل له قراءة أبي حيوة (تقضي) بالبناء للمفعول الحياة بالرفع اتسع في الظرف فأجري مجرى المفعول به كما تقول صيم يوم الجمعة.

وقرأ (يَأْتِهِ مُؤْمِناً) [الآية : ٧٥] بإسكان الهاء السوسي فيما رواه الداني من جميع طرقه وكذا صاحب الكافي والشاطبية وسائر المغاربة وروى عنه الصلة ابن مهران وابن سوار وغيرهما وفاقا لسائر العراقيين.

واختلف (عن قالون وابن وردان ورويس) في الاختلاس والصلة فأما قالون فروى الاختلاس عنه صاحب التجريد والتذكرة وغيرهما وهي طريق صالح عن أبي نشيط وابن أبي مهران عن الحلواني وروى عنه الإشباع صاحب الهداية والكامل من جميع طرقهما وهي طريق الطبري وغلام الهراس عن ابن بويان وطريق جعفر عن الحلواني وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها وأما ابن وردان فروى الاختلاس عنه هبة الله بن جعفر والعلاف والوراق وابن مهران عن أصحابهم عن الفضل وروى عنه الإشباع النهرواني من جميع طرقه والرازي وأما رويس فروى الاختلاس عنه العراقيون قاطبة وروى عنه الصلة طاهر بن غلبون والداني من طريقه وسائر المغاربة وبذلك قرأ الباقون وعم ابن كثير وورش والدوري عن أبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن جماز وروح فيكون لكل من قالون وابن وردان ورويس الاختلاس والإشباع وللسوسي وجهان فقط الإسكان والإشباع فما في الأصل هنا من ذكر الاختلاس للسوسي لعله سبق قلم ويوقف لحمزة وهشام (على جزؤا) من المرسوم بواو وألف بعدها في الكوفي والبصري باثني عشر وجها مر بيانها بالأنعام في انبؤا ما كانوا.

وقرأ (أَنْ أَسْرِ) [الآية : ٧٧] بهمزة وصل ساقطة درجا (١) ثابتة مكسورة ابتداء (٢) نافع وابن كثير وأبو جعفر والباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين كما مر بهود وعن الحسن (يبسا) بسكون الباء والجمهور بفتحها مصدران أو بالإسكان المصدر وبالتحريك الاسم.

واختلف في (لا تَخافُ) [الآية : ٧٧] فحمزة بالقصر والجزم (٣) على أنه جواب الأمر أو مجزوم بلا الناهية (ولا تخشى) رفع على الاستئناف أو جزم بحذف الحركة تقديرا إجراء له مجرى الصحيح أو بحذف حرف العلة وهذه الألف إشباع لمناسبة

__________________

(١) أي : (أن اسر ...). [أ].

(٢) أي : (إسر ...). [أ].

(٣) أي : (لا تخف). [أ].

٣٨٦

الفواصل وافقه الأعمش والباقون بالمد والرفع على الاستئناف فلا محل له أو محله نصب على الحال من فاعل اضرب أي اضرب غير خائف (ولا تخش) عطف عليه وعن المطوعي فغشاهم من اليم ما غشاهم [الآية : ٧٨] بفتح الشين مشددة وألف بعدها في الكلمتين أي غطاهم (وسهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) مع المد ، والقصر ، ومر خلاف الأزرق فيها مع وقف حمزة عليها أوائل البقرة.

واختلف في (فَأَنْجَيْناكُمْ ، ووَعَدْتُكُمْ ، ورَزَقْناكُمْ) [الآية : ٨٠ ، ٨١] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم من غير ألف في الثلاثة مناسبة لقوله تعالى (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) وافقهم الأعمش والباقون : بنون العظمة مفتوحة وألف بعدها فيهن (١) ، وقرأ (واعَدْناكُمْ) بغير ألف أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة.

واختلف في (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ) [الآية : ٨١] فالكسائي بضم الحاء من فيحل واللام (٢) من يحلل من حل يحل إذا نزل ومنه أو تحل قريبا من دارهم وافقه الشنبوذي والباقون بكسرهما من حل عليه كذا أي وجب من حل الدين يحل بالكسر وجب قضاؤه ومنه يبلغ الهدى محله واتفقوا على كسر حاء (أم أردتم أن يحلّ) لأن المراد به الوجوب لا النزول وعن الحسن (أولاء على أثرى) بتسهيل همزة أولاء قال ابن الفاصح بكسرة مليئة من غير همز ولا مد ولا ياء وقال في الدر كالبحر بياء مكسورة.

واختلف في (عَلى أَثَرِي) [الآية : ٨٤] فرويس بكسر الهمزة وسكون المثلثة (٣) والباقون بفتحها (وغلظ) الأزرق لام (أفطال) بخلف عنه للفصل بالألف والوجهان في الشاطبية وغيرها وصححهما ورجح التغليظ.

واختلف في (بِمَلْكِنا) [الآية : ٨٧] فنافع وعاصم وأبو جعفر بفتح الميم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضمها وافقهم الحسن والأعمش والباقون بكسرها فقيل لغات بمعنى وقيل المضموم معناه لم يكن لنا ملك فنخلف موعدك لسلطانه وإنما أخلفناه بنظر أدى إليه فعل السامري وفتح الميم مصدر من ملك أمره أي ما فعلناه بأنا ملكنا الصواب بل غلبتنا أنفسنا وكسر الميم أكثر استعماله فيما تحوزه اليد ولكنه يستعمل فيما يبرمه الإنسان من الأمور ومعناه كالذي قبله.

واختلف في (حُمِّلْنا) [الآية : ٨٧] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ورويس بضم الحاء وكسر الميم مشددة عدي بالتضعيف إلى آخر وبني للمفعول والضمير المتصل نائب الفاعل وافقهم ابن محيصن والباقون بفتح الحاء والميم مخففة (٤) مبنيا للفاعل متعديا لواحد والأوزار الأثقال أطلق على ما استعاروا من القبط برسم التزيين أوزارا لثقلها وعن الحسن (وَإِنَّ رَبَّكُمُ) بفتح الهمزة وأثبت الياء في (تتبعن) وصلا نافع

__________________

(١) أي : (أنجيناكم ، واعدناكم ، رزقناكم). [أ].

(٢) أي : (فيحلّ). [أ].

(٣) أي : (إثري). [أ].

(٤) أي : (حملنا). [أ].

٣٨٧

وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب قال في النشر إلا أن أبا جعفر فتحها وصلا وأثبتها في الوقف وقدرهم ابن مجاهد حيث ذكر ذلك عن الحلواني عن قالون كما وهم في جامعه حيث جعلها ثابتة لابن كثير في الوصل دون الوقف.

وقرأ يبنؤم [الآية : ٩٤] بكسر الميم ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويوقف عليه لحمزة بوجهين التحقيق والتسهيل كالواو إذ هو متوسط بغيره وفتح ياء الإضافة من (برأسي إني) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وعن المطوعي (بصرت) بكسر الصاد (بما لم يبصروا) بفتحها.

واختلف في (يَبْصُرُوا بِهِ) [الآية : ٩٦] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتاء من فوق خطابا لموسى وقومه وافقهم الأعمش والباقون بالياء على الغيبة مسندا للغائبين بالنسبة إليه بما لم ير بنو إسرائيل وعن الحسن (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) بالصاد المهملة فيهما وهي القبض بأطراف الأصابع وبضم القاف من الكلمة الثانية كالغرفة والجمهور على المعجمة فيهما وفتح القاف وهو القبض بجميع الكف وأدغم الضاد المعجمة في تاء المتكلم مع إبقاء صفة الإطباق والتشديد ابن محيصن كما مر وأدغم ذال (فنبذتها) أبو عمرو وهشام فيما رواه جمهور المشارقة عنه وحمزة والكسائي وخلف والإظهار عن هشام رواية المغاربة قاطبة وهو الذي في الشاطبية وغيرها وأدغم باء (فاذهب) في فاء (فإن) أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلف عنهما تقدم تفصيله في محله واختلف في (لن تخلفه) فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وكسر اللام مبنيا للفاعل متعديا لمفعولين أحدهما الهاء ضمير الوعد والثاني محذوف أي لن تخلفه الله وافقه ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بفتح اللام على البناء للمفعول متعديا لاثنين أيضا أحدهما الضمير المستتر المرفوع على النيابة والثاني الهاء أي لن يخلفك الله إياه وعن المطوعي ظلت بكسر الظاء.

واختلف في (لَنُحَرِّقَنَّهُ) [الآية : ٩٧] فأبو جعفر بإسكان الحاء ، وتخفيف الراء (١) واختلف راوياه ، فابن وردان بفتح النون ، وافقه الأعمش من باب خرج يخرج وابن جماز بضم النون وكسر الراء (٢) وافقه الحسن من باب أخرج يخرج والباقون بضم النون وفتح الحاء وكسر الراء (٣) مشددة من حرقة بالتشديد وأدغم دال (قد سبق) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) [الآية : ١٠٢] فأبو عمرو بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل مسندا إلى الآمر به والنافخ إسرافيل والباقون بالياء من تحت مضمومة وفتح الفاء (٤) بالبناء للمفعول ونائب الفاعل الجار والمجرور بعده وقد خالف فيه اليزيدي أبا عمرو ووافق الباقين وعن الحسن (ويحشر) بالياء من تحت مبنيا للمفعول المجرور نائبه وأدغم ثاء (لبثتم)

__________________

(١) أي : (لنحرقنّه). [أ].

(٢) أي : (لنحرقنّه). [أ].

(٣) أي : (لنحرّقنّه). [أ].

(٤) أي : (ينفخ). [أ].

٣٨٨

أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو جعفر ومر عدم إمالة (أمتا) للكل كهمسا.

وأمال (خابَ) [الآية : ١١١] حمزة وابن عامر بخلف عنه من روايتيه تقدم تفصيله قريبا.

واختلف في (فَلا يَخافُ) [الآية : ١١٢] فابن كثير بالقصر والجزم (١) على النهي وافقه ابن محيصن والباقون بالمد والرفع خبر المحذوف أي فهو لا يخاف والموضع عليهما جزم جواب الشرط.

واختلف في (يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) [الآية : ١١٤] فيعقوب بنون العظمة مفتوحة وكسر الضاد (٢) مبنيا للفاعل وفتح الياء نصبا بأن وحيه بالنصب مفعول به وافقه الحسن والأعمش لكن في الدر كالبحر تسكين الياء عن الأعمش وقال استثقل الحركة على حرف العلة وإن كانت خفيفة والباقون بالياء من تحت مضمومة وفتح الضاد مبنيا للمفعول ووحيه بالرفع نائب الفاعل.

وقرأ (لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) [الآية : ١١٦] بضم التاء أبو جعفر بخلف عن ابن وردان والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة.

واختلف في (وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا) [الآية : ١١٩] فنافع وأبو بكر بكسر الهمزة عطفا على إن لك أو على الاستئناف والباقون بفتحها على المصدر المنسبك من لا تجوع أي انتفاء جوعك وانتفاء ظمئك أو التقدير وبأنك وتقدم خلاف الأزرق في مد واو (سوآتهما) بالأعراف وغيرها وأنه لا يسوغ فيها إلا أربعة أوجه توسط الواو مع توسط الهمزة وقصر الواو مع ثلاثة الهمز ويوقف لحمزة عليها بالنقل على القياس وبالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة وعن الحسن (يَخْصِفانِ) بكسر الخاء وتشديد الصاد.

وأمال (اتَّبَعَ هُدايَ) [الآية : ١٢٣] الدوري عن الكسائي وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن (ضَنْكاً) بألف بغير تنوين مع الإمالة المحضة (وفتح) ياء الإضافة من (حشرتني أعمى) نافع ، وابن كثير ، وأبو جعفر وسبق إمالة أعمى في بابها لحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وتقليل الأزرق بخلفه لكونه ليس برأس آية أما (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) [الآية : ١٢٤] فهو رأس آية ممال لحمزة ومن معه مقلل فقط للأزرق ومقلل مع الفتح لأبي عمرو وذكر في الأصل هنا التقليل لأبي عمرو وفي حشرتني أعمى وفيه نظر ولعله سبق قلم ومر التنبيه عليه في باب الإمالة ويوقف على (ومن آنائ الليل) ونحوه مما كتب بياء بعد الألف لحمزة وهشام بخلفه بالبدل ألفا في الهمزة الثانية مع المد والتوسط والقصر وبالتسهيل بين بين مع المد والقصر فهذه خمسة وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة ولحمزة في الأولى

__________________

(١) أي : (فلا يخف). [أ].

(٢) أي : (نقضي). [أ].

٣٨٩

السكت وعدمه والنقل تصير سبعة وعشرين من ضرب الثلاثة الأولى في التسعة الثانية وعن الحسن (وأطراف النهار) بالجر عطفا على آناء الليل والجمهور على نصبه عطفا على محل ومن آناء.

واختلف في (تَرْضى) [الآية : ١٣٠] فأبو بكر والكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول وحذف الفاعل للعلم به أي لعل الله يعطيك ما يرضيك أو لعله يرضاك والباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي لعلك ترضى بها.

واختلف في (زَهْرَةَ الْحَياةِ) [الآية : ١٣١] فيعقوب بفتح الهاء وافقه الحسن والباقون بسكونها وهما بمعنى واحد كنهر ونهر ما يروق من النور وسراج زاهر لبريقه.

واختلف في (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ) [الآية : ١٣٣] فقرأ نافع ، وأبو عمرو ، وحفص ، ويعقوب ، وابن جماز ، وابن وردان فيما رواه العلاف ، وابن مهران من طريق ابن شبيب عن الفضل عنه بالتاء من فوق على التأنيث وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالياء على التذكير لأن التأنيث مجازي وهي رواية النهرواني عن ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل والحنبلي عن هبة الله كلاهما عنه.

وقرأ (الصِّراطَ) [الآية : ١٣٥] بالسين قنبل (١) من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام حمزة بخلف عن خلاد لكونه باللام.

المرسوم أتوكوا بواو وألف بعد الكاف اخترتك بغير ألف مهدا حيث وقع بعد الأرض بحذف الألف فيما رواه نافع وكتبوا في الكوفي والبصري جزوا من بواو وألف بعد الزاي أنجيتكم بحذف الألف وكتبوا بالياء أن أسر بعبادي. فاتبعوني وأطيعوا أمري. والناس ضحى واتفقوا على كتابه آنائ الليل بالياء وفي بعض المصاحف ولاوصلبنكم بواو بين الألف والصاد وكذا في الشعراء واتفقوا على رسم همز أم من يبنؤم واوا موصولة بالنون وسبق موضع الأعراف وفي بعضها لا تخاف دركا بألف وفي بعضها بلا ألف ولا تظموا بواو وألف بعد الميم في الكل. ياءات الإضافة ثلاث عشرة (إِنِّي آنَسْتُ) [الآية : ١٠] ، (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) [الآية : ١٢] ، (إِنَّنِي أَنَا) [الآية : ١٤] ، (لِنَفْسِي اذْهَبْ) [الآية : ٤١ ، ٤٢] ، (ذِكْرِي اذْهَبا) [الآية : ٤٢ ، ٤٣] ، (لَعَلِّي آتِيكُمْ) [الآية : ١٠] ، (وَلِيَ فِيها) [الآية : ١٨] ، (لِذِكْرِي إِنَ) [الآية : ١٤ ، ١٥] ، (يَسِّرْ لِي أَمْرِي) [الآية : ٢٦] ، (عَلى عَيْنِي إِذْ) [الآية : ٣٩ ، ٤٠] ، (بِرَأْسِي إِنِّي) [الآية : ٩٤] ، (أَخِي اشْدُدْ) [الآية : ٣٠ ، ٣١] ، (حَشَرْتَنِي أَعْمى) [الآية : ١٢٥] ، عن الحسن وحده فتح لي صدري. وفيها زائدة واحدة (تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ) [الآية : ٩٣] ، وحكم كل في محله (٢).

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) أي في موضعه من الآيات أو في بابه حيث تكلم عنه مجملا ومفصلا. ص (١٤٤). [أ].

٣٩٠

سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

مكية (١) وآيها مائة وإحدى عشرة غير الكوفي واثنا عشرة فيه خلافها آية ولا يضركم كوفي. (مشبه الفاصلة) أربعة أكثرهم لا يعلمون. ولا يشفعون ولما تعبدون. إنكم وما تعبدون. القراءات أمال (النجوى الذين) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما.

واختلف في (قالَ رَبِّي) [الآية : ٤] فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف قال بفتح القاف وألف (٢) على الخبر والضمير للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وافقهم الأعمش والباقون بضم القاف بلا ألف على الأمر له صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتأتي الأخيرة في محلها إن شاء الله تعالى وقرأ (نوحي إليهم) بنون العظمة مع البناء للفاعل حفص أي نحن وإليهم محله نصب والمفعول محذوف أي القرآن والذكر والباقون بالياء من تحت وفتح الحاء على البناء للمفعول وإليهم محله رفع على النيابة عن الفاعل ومر بيوسف وقرأ (فسلوا) بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف وأدغم تاء (كانت ظالمة) الأزرق وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وابن والكسائي وخلف وأدغم لام (بل نقذف) الكسائي وعن الحسن (ينشرون) بفتح الياء من تحت من نشر والجمهور بضمه من أنشر قال في المفتاح وكلهم بكسر الشين وقال السمين قرأ الحسن بفتح الياء وضم الشين (وفتح) ياء الإضافة من (معي) حفص وحده وسكنها الباقون وعن ابن محيصن بخلفه (الحق فهم) بالرفع خبر محذوف والجمهور بالنصب مفعول لا يعلمون.

وقرأ (نُوحِي إِلَيْهِ) [الآية : ٧] بالنون مبنيا للفاعل حفص وحمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش والباقون بضم الياء (٣) من تحت وفتح الحاء مبنيا للمفعول وقللها الأزرق بخلفه وسبق بيوسف وأثبت الياء في (فاعبدون) معا في الحالين يعقوب وأمال (ارتضى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء الإضافة من (إني له) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وسكنها الباقون.

واختلف في (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الآية : ٣٠] فابن كثير ألم بحذف الواو

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٦٥). [أ].

(٢) أي : (قال ...). [أ].

(٣) أي : (يوحي). [أ].

٣٩١

بعد همزة الاستفهام التوبيخي وافقه ابن محيصن والباقون بإثباتها عطفا على السابق واتفقوا على خفض حي من (كل شيء حي) صفة لشيء وقرئ شاذا من غير قراءتنا بالنصب مفعولا ثانيا لجعلنا والجار والمجرور حينئذ لغو وقرأ (أفائن مت) بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران وعن المطوعي (ذائقة الموت) بالتنوين ونصب الموت على الأصل وعنه أيضا حذف التنوين مع نصب الموت حذفه لالتقاء الساكنين.

وقرأ (تُرْجَعُونَ) [الآية : ٣٥] بالبناء للفاعل يعقوب ومر بالبقرة (١) ، وقرأ (راك) ونحوه مما اتصل بمضمر بإمالة الراء والهمزة معا حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق معا وأمال الهمزة فقط أبو عمرو وذكر الشاطبي رحمه‌الله تعالى الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه وكذا الصقلي عن الداجوني والأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتها معا والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر واختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه الأول إمالتها معا عنه رواية المغاربة وجمهور المصريين الثاني فتحهما عن رواية جمهور العراقيين الثالث فتح الراء وإمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري وأما أبو بكر ففتحهما عنه معا العليمي وأمالهما معا يحيى ابن آدم والباقون بالفتح فيهما.

وقرأ (هُزُواً) [الآية : ٣٦] بضم الزاي وإبدال الهمزة واوا حفص ، وقرأ حمزة وخلف بإسكان الزاي وبالهمزة (٢) والباقون بضم الزاي وبالهمز (٣) ووقف عليه حمزة بالنقل على القياس وإبدال الهمزة واوا على الرسم وأما تشديد الزاي فضعيف كبين بين وأثبت الياء في (فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) في الحالين يعقوب وأدغم لام (بل تأتيهم) حمزة والكسائي وهشام كما صححه عنه في النشر (وكسر) دال (ولقد استهزئ) أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وأبدل أبو جعفر همز استهزئ ياء مفتوحة ومر أوائل البقرة حكم يستهزءون لحمزة وغيره وغلظ الأزرق لام (حتى طال) بخلف عنه للفصل بالألف والوجهان صحيحان والأرجح في النشر التغليظ.

واختلف في (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُ) [الآية : ٤٥] فابن عامر تسمع بضم التاء من فوق وكسر الميم (٤) والفاعل ضمير المخاطب وهو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصم بالنصب على المفعولية والدعاء ثان وافقه الحسن والباقون يسمع بفتح الياء من تحت الميم الصم بالرفع على الفاعلية والدعاء مفعول به ويذكر كل من موضع النمل والروم في محله إن شاء الله تعالى وسهل الثانية من (الدعاء إذا) كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

__________________

(١) انظر الصفحة : (١٦٦) [أ].

(٢) أي : (هزءا). [أ].

(٣) أي : (هزءا). [أ].

(٤) أي : (يسمع). [أ].

٣٩٢

واختلف في (مِثْقالَ) [الآية : ٤٧] هنا ولقمان فنافع وأبو جعفر بالرفع على أن كان تامة أي وجد مثقال والباقون بالنصب على أنها ناقصة واسمها مضمر أي وإن كان العمل أو الظلم مقدار حبة ومن خردل صفة حبة.

وقرأ (وَضِياءً) [الآية : ٤٨] بهمزة مفتوحة بدل الياء قنبل (١) ومر توجيهه آخر باب الهمز المفرد.

واختلف في (جُذاذاً) [الآية : ٥٨] فالكسائي بكسر الجيم وافقه الأعمش وابن محيصن بخلف عنه والباقون بالضم وهما لغتان في متفرق الأجزاء والمكسور جمع جذيذ كخفيف وخفاف أو جذاذة والمضموم جمع جذاذة كقرادة وقراد وقيل هي في لغاتها كلها مصدر (وسهل) الثانية مع الفصل بالألف في (أأنت فعلت) قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وأبو جعفر وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل لكن من غير إدخال ألف وللأزرق ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين وقرأ هشام من مشهور طرق الداجوني وابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيقهما بلا ألف وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيقهما مع إدخال الألف فلهشام ثلاثة وقرأ (فسلوهم) بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف.

وقرأ (أُفٍ) [الآية : ٦٧] بكسر الفاء منونة نافع وحفص وأبو جعفر وبفتح الفاء من غير تنوين ابن كثير وابن عامر ويعقوب وكسرها بلا تنوين الباقون ومر بالإسراء.

وقرأ (أَئِمَّةً) [الآية : ٧٣] بالتسهيل للثانية بين بين وبإبدالها ياء خالصة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وكلهم بالقصر على الوجهين غير أبي جعفر فيدخل الفاء بينهما حال تسهيله فقط كما مر والباقون بتحقيقهما مع القصر بخلف عن هشام فيه أعني القصر كما سبق تفصيله.

واختلف في (لِتُحْصِنَكُمْ) [الآية : ٨٠] فابن عامر وحفص وأبو جعفر بالتاء على التأنيث والفاعل يعود على الصنعة أو اللبوس لأنه يراد بها الدروع وافقهم الحسن وقرأ أبو بكر ورويس بنون العظمة (٢) لمناسبة وعلمناه والباقون بالياء (٣) من تحت والفاعل يعود على الله تعالى أو داود عليه‌السلام أو التعليم أو اللبوس.

وقرأ (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) [الآية : ٨١] بالجمع (٤) أبو جعفر ومر بالبقرة.

وأمال (نادى) و (فنادى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق (وأسكن) ياء الإضافة من (مسني الضر) حمزة وفتحها الباقون.

واختلف في (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ) [الآية : ٨٧] فيعقوب بالياء المضمومة من تحت ودال

__________________

(١) أي : (ضئاء). [أ].

(٢) أي : (لنحصنكم). [أ].

(٣) أي : (ليحصنكم). [أ].

(٤) أي : (الرياح). [أ].

٣٩٣

مفتوحة مبنيا للمفعول والباقون بنون العظمة المفتوحة وكسر الدال على البناء للفاعل والمفعول محذوف أي لن نضيق عليه الجهات والأماكن وعن الحسن (الظلمات) بسكون اللام.

واختلف في (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الآية : ٨٨] فابن عامر وأبو بكر بحذف إحدى النونين وتشديد الجيم (١) واختارها أبو عبيد لموافقة المصاحف وقد طعن فيها لمنع الإدغام في المشدد وأجيب عنه بأجوبة أحسنها كما في الدر أن الأصل ننجي بنونين مضمومة فمفتوحة مع تشديد الجيم فاستثقل توالي المثلين فحذفت الثانية كما حذفت في نزول الملائكة تنزيلا والباقون بضم النون الأولى وسكون الثانية وتخفيف الجيم من أنجى (وسهل) الثانية من (زكريا إذ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وقرأ ابن عامر وأبو بكر وروح بتحقيقهما وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف زكريا بالقصر بلا همز.

وأمال (يُسارِعُونَ) الدوري عن الكسائي وفتحه الباقون وعن الأعمش (رَغَباً وَرَهَباً) [الآية : ٩٠] بضم رائهما وسكون الغين والهاء ورويت عن أبي عمرو من غير طريق الكتاب قال في البحر وأشهر عن الأعمش بضمتين فيهما وعن الحسن (أُمَّةً واحِدَةً) بالرفع فيهما على أن أمتكم خبر إن وأمة واحدة بدل منها بدل نكرة من معرفة خبر محذوف أي هي أمة والجمهور على نصبهما على الحال أي غير مختلفة فيما بين الأنبياء.

واختلف في (وَحَرامٌ) [الآية : ٩٥] فأبو بكر وحمزة والكسائي بكسر الحاء وسكون الراء بلا ألف (٢) وافقهم الأعمش والباقون بفتح الحاء والراء وبألف بعدهما وهما لغتان كالحل والحلال (وتقدم) اتفاقهم على قراءة (لا يرجعون) ببنائه للفاعل.

وقرأ (فُتِحَتْ) [الآية : ٩٦] بالتشديد ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ومر بالأنعام.

وقرأ عاصم (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) [الآية : ٩٦] بالهمز فيهما والباقون بالألف (٣) (وعن) ابن محيصن بخلفه (حصب جهنّم) بسكون الصاد مصدر بمعنى المفعول أي المحصوب أو على المبالغة والجمهور على فتحها وهو ما يحصب به أي يرمى في النار فلا يقال له حصب إلا وهو في النار وقيل ذلك حطب وبه قرئ وأبدل الثانية ياء مفتوحة من (هؤلاء آلهة) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

وقرأ (لا يَحْزُنُهُمُ) [الآية : ١٠٣] بضم الياء وكسر الزاي (٤) مضارع أحزن أبو جعفر وسبق بآل عمران.

واختلف في (نَطْوِي السَّماءَ) [الآية : ١٠٤] فأبو جعفر بضم التاء من فوق على

__________________

(١) أي : (نجّي). [أ].

(٢) أي : (وحرم). [أ].

(٣) أي : (ياجوج وماجوج). [أ].

(٤) أي : (لا يحزنهم). [أ].

٣٩٤

التأنيث وفتح الواو (١) مبنيا للمفعول والسماء بالرفع نائب الفاعل والباقون بنون العظمة والسماء بالنصب مفعول به وعن الحسن (السجل) بسكون الجيم وتخفيف اللام والجمهور بكسر الجيم وتشديد اللام لغتان.

واختلف في (لِلْكُتُبِ) [الآية : ١٠٤] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الكاف والتاء بلا ألف على الجمع وافقهم الأعمش والباقون بكسر الكاف ، وفتح التاء مع الألف على الإفراد (٢) والرسم يحتملها.

وقرأ حمزة وخلف (الزَّبُورِ) بضم الزاي ومر بالنساء (وأسكن) ياء الإضافة من (عبادي الصالحون) حمزة ووقف يعقوب بخلفه على (يوحى إلى) بهاء السكت.

واختلف في (قالَ رَبِ) [الآية : ١١٢] فحفص (قالَ) بصيغة الماضي خبرا عن الرسول عليه الصلاة والسلام والباقون قل بصيغة الأمر.

واختلف في (رَبِّ احْكُمْ) [الآية : ١١٢] فأبو جعفر بضم الباء على أحد اللغات الجائزة في المضاف لياء المتكلم نحو يا غلامي تبنيه على الضم وتنوي الإضافة وليس منادى مفردا لأنه ليس من نداء النكرة المقبل عليها وافقه ابن محيصن والباقون بكسر الباء اجتزأه بالكسرة عن ياء الإضافة وهي الفصحى.

واختلف في (ما تَصِفُونَ) [الآية : ١١٢] فابن ذكوان من طريق الصوري بالياء من تحت على الغيب وافقه الأعمش والباقون بالتاء من فوق على الخطاب وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.

المرسوم في مصحف الكوفة قال رب الأول بالألف وباقي المصاحف بلا ألف وفي المكي أو لم ير الذين بغير واو وفي سائرها بواو العطف وروى نافع عن المدني كالبقية حذف ألف جذذا الأول وألف يسرعون وكتبوا في الكل وحرم بحذف الألف واتفقوا على كتابة أفإين مت بياء بين الألف والنون وكتبوا في أكثرها سأوريكم آياتي بزيادة واو بين الألف والراء. المقطوع اختلفوا في قطع أن عن لا في قوله تعالى أن لا إله إلا أنت وكذا اختلفوا في قطع في عن ما في قوله تعالى فيما اشتهت أنفسهم. ياءات الإضافة أربع (إِنِّي إِلهٌ) [الآية : ٢٩] ، (وَمَنْ مَعِيَ) [الآية : ٢٤] ، (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) [الآية : ٨٣] ، (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) [الآية : ١٠٥]. الزوائد ثلاث (فَاعْبُدُونِ) [الآية : ٢٥ ، ٩٢] معا (فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) [الآية : ٣٧].

__________________

(١) أي : (تطوى). [أ].

(٢) أي : (للكتاب). [أ].

٣٩٥

سورة الحج

مكية (١) إلا هذان خصمان إلى ثلاث آيات وقيل أربع ، وقيل مدنية قيل إلا (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) إلى (عَقِيمٍ) وقال الجمهور منها مكي ومنها مدني وآيها سبعون وأربع شامي وخمس حمصي وست مدني وسبع مكي وثمان كوفي خلافها خمس الجحيم والخلود كوفي عاد وثمود تركها شامي وقوم لوط حجازي وكوفي سماكم المسلمين مكي. شبه الفاصلة أربعة ثياب من نار والنار فأمليت للكافرين معجزين وعكسه ما يشاء من حديد تقوى القلوب. القراءات أمال (وَتَرَى النَّاسَ) وصلا السوسي بخلف عنه.

واختلف في (سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) [الآية : ٢] فحمزة والكسائي وخلف بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف والإمالة (٢) جمع سكران وهو مطرد لكل ذي عاهة في بدنه كمرضى أو عقله كحمقى وقيل جمع سكر كزمن وزمنى وافقهم الأعمش والباقون بضم السين وفتح الكاف مع الألف على وزن كسالى فهو جمع سكران أيضا وقيل اسم جمع وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وقللهما الأزرق وعن المطوعي (إنه من تولاه فإنه) بكسر الهمزة فيهما على إضمار قيل أو على أن كتب بمعنى قيل والجمهور بالفتح فيهما فالأولى في موضع نائب الفاعل والفاء جواب من إن جعلت شرطية أو الداخلة في حيز من إن كانت موصولة وفإنه على تقدير فشأنه إضلاله أو فله إضلاله وعن الحسن (البعث) بفتح العين لغة فيه كالجلب في الجلب.

وقرأ (ما نَشاءُ إِلى) بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ويمتنع جعلها كالواو كما مر.

وأمال (يَتَوَفَّى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

وأمال (وَتَرَى الْأَرْضَ) وصلا السوسي بخلفه.

واختلف في (وَرَبَتْ) [الآية : ٥] هنا وحم السجدة فأبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٦٥). [أ].

(٢) أي : (سكرى ، بسكرى). [أ].

٣٩٦

الموحدة فيهما (١) أي ارتفعت وأشرفت يقال فلأن يربأ بنفسه عن كذا أي يرتفع والباقون بحذف الهمزة فيهما أي زادت من ربا يربو ومد (لا ريب فيه) حمزة مدا متوسطا بخلف عنه وعن الحسن (ثاني عطفه) بفتح العين مصدر بمعنى التعطف.

وقرأ (لِيُضِلَ) [الآية : ٩] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس أي ليضل هو في نفسه والباقون بضمها والمفعول محذوف أي ليضل غيره ومر بإبراهيم وسهل همزة (اطمأنّ) الأصبهاني كما سبق في الهمز المفرد وانفرد ابن مهران عن روح بإثبات ألف في (خاسر) على وزن فاعل اسم منصوب على الحال والآخرة بالجر عطفا على (الدنيا) المجرورة بالإضافة ولم يعرج عليها في الطيبة على طريقته وهي مروية عن الجحدري وغيره والجمهور بحذف الألف فعلا ماضيا ونصب (الآخرة) عطفا على الدنيا المنصوبة على المفعولية.

واختلف في (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) [الآية : ١٥] و (ثُمَّ لْيَقْضُوا) [الآية : ٢٩] فورش وأبو عمرو وابن عامر ورويس بكسر اللام فيهما على الأصل في لام الأمر فرقا بينهما وبين لام التأكيد وافقهم اليزيدي فيهما وقرأ قنبل كذلك في (لْيَقْضُوا) فقط جمعا بين اللغتين مع الأثر وافقه ابن محيصن من المفردة والباقون بالسكون للتخفيف وقرأ (الصابئين) بحذف الهمزة نافع وأبو جعفر.

وأمال (النَّصارى) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وزاد الدوري عن الكسائي من طريق الضرير فأمال الألف بعد الصاد لأجل إمالة الألف الأخيرة كما مر فهي إمالة لإمالة وقرأ (هذانِ) بتشديد النون ابن كثير كما في النساء وعن الحسن يصهر بفتح الصاد وتشديد الهاء مبالغة والصهر الإذابة وسمى الصهر صهرا لامتزاجه بإصهاره.

واختلف في (لَوَلَّوْا) [الآية : ٢٣] هنا وفاطر [الآية : ٣٣] فنافع وعاصم وأبو جعفر بالنصب عطفا على محل من أساور أي يحلون أساور ولؤلؤا بتقدير فعل أي ويؤتون لؤلؤا وقرأ يعقوب كذلك هاهنا فقط والباقون بالجر فيهما عطفا على أساور وأبدل همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة الأولى وأما الثانية فأبدلها واوا ساكنة لسكونها بعد ضم على القياس وأبدلها واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع الأول وإذا وقف بالروم فيصير وجهين ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة وأما تسهيلها كالواو فهو المعضل وهشام بخلفه كذلك في الثانية وقرأ صراط بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زاء خلف عن حمزة.

__________________

(١) أي : (ربأت). [أ].

٣٩٧

واختلف في (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ) [الآية : ٢٥] فحفص بنصب (سَواءٌ) على أنه مفعول ثان لجعل إن عدي لمفعولين أو على الحل من هاء جعلناه إن عدي لمفعول وعليهما فالعاكف مرفوع به على الفاعلية لأنه مصدر وصف به فهو في قوة اسم الفاعل المشتق تقديره جعلناه مستويا فيه العاكف والباد والباقون بالرفع على أنه خبر مقدم والعاكف والباد مبتدأ ووحّد الخبر لكونه في الأصل مصدرا وصف به وأما سواء محياهم بالجاثية فيأتي في محله إن شاء الله تعالى وأثبت ياء والباد وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وفتح ياء الإضافة من (بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) نافع وهشام وحفص وأبو جعفر وعن ابن محيصن من المفردة (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ) بتخفيف الذال فعل ماض وعن الحسن (بِالْحَجِ) بكسر الحاء.

واختلف في (وَلْيُوفُوا وَلْيَطَّوَّفُوا) [الآية : ٢٩] فابن ذكوان بكسر اللام فيهما على الأصل والباقون بالسكون فيهما على التخفيف وقرأ أبو بكر وليوفوا بفتح الواو وتشديد الفاء مضارع وفي مضعف القصد التكثير والباقون بالإسكان والتخفيف مضارع ، أوفى لغة ، في وفّى.

واختلف في (فَتَخْطَفُهُ) [الآية : ٣١] فنافع وأبو جعفر بفتح الخاء والطاء مشددة مضارع تخطفه والأصل فتخطفه حذفت إحدى التاءين على حد تكلم أو مضارع اختطفه وأصله فتختطفه نقلت فتحة تاء الأفعال إلى الخاء ثم أدغمت في الطاء وفتحت لثقل التضعيف وعن الحسن كسر الخاء والطاء وتشديدها (١) وعن المطوعي فتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها (٢) والباقون بسكون الخاء وفتح الطاء مخففة (٣) مضارع خطف وكلهم رفع الفاء إلا المطوعي فنصبها.

وأمال (تَقْوَى الْقُلُوبِ) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما.

وقرأ الريح بالجمع (٤) أبو جعفر بخلف عنه.

واختلف في (مَنْسَكاً) [الآية : ٣٤] هنا وآخر السورة فحمزة والكسائي وخلف بكسر السين فيهما وافقهم الأعمش والباقون بفتحها فيهما قبل هما بمعنى واحد والمراد به مكان النسك أو المصدر وقيل المكسور مكان المفتوح مصدر وعن ابن محيصن بخلفه والمقيمين بإثبات النون الصلاة بالنصب على الأصل وعن الحسن (وَالْبُدْنَ) بضم الدال وهي الأصل والجمهور بسكونها تخفيفا من الضم أو كل منهما أصل وعن الحسن (صَوافَ) [الآية : ٣٦] بكسر الفاء مخففة وبعدها ياء مفتوحة (٥) جمع صافية أي خوالص

__________________

(١) أي : (فتخطّفه). [أ].

(٢) أي : (فتخطّفه). [أ].

(٣) أي : (فتخطفه). [أ].

(٤) أي : (الرّياح). [أ].

(٥) أي : (صوافي). [أ].

٣٩٨

لوجه الله تعالى ورويت عن جماعة والجمهور بفتح الفاء وتشديدها ومد الألف قبلها من غير ياء نصبها على الحال أي مصطفة وتقدم في المد وسورة الحجر حكم الوقف عليها من حيث المد لاجتماع ثلاث سواكن وأدغم تاء وجبت جنوبها أبو عمرو وهشام بخلف عنه وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالإظهار ومنهم ابن ذكوان وحكاية الشاطبي رحمه‌الله الخلاف فيها عنه تعقبها في النشر كما مر.

واختلف في (لَنْ يَنالَ اللهَ ، ولكِنْ يَنالُهُ) [الآية : ٣٧] فيعقوب بالتاء من فوق على التأنيث فيهما اعتبارا باللفظ ورويت عن الزهري والأعرج وغيرهما والباقون بالياء من تحت فيهما على التذكير لأن التأنيث مجازي.

واختلف في (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ) [الآية : ٣٨] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح الياء والفاء وإسكان الدال بلا ألف كيسأل أسند إلى ضمير اسم الله تعالى لأنه الدافع وحده وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون يضم الياء وفتح الدال وألف بعدها مع كسر الفاء (١) كيقاتل إسنادا إليه تعالى على جهة المفاعلة مبالغة أي يبالغ في الدفع عنهم.

واختلف في (أُذِنَ) [الآية : ٣٩] فنافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وإدريس من طريق الشاطبي عن خلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول وإسناده إلى الجار والمجرور وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بفتحها مبنيا للفاعل مسندا لضمير اسم الله تعالى.

واختلف في (يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ) [الآية : ٣٩] فنافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر بفتح التاء مبنيا للمفعول لأن المشركين قاتلوهم والباقون بكسرها مبنيا للفاعل أي يقاتلون المشركين والمأذون فيه وهو القتال محذوف لدلالة يقاتلون عليه.

وقرأ (دَفْعُ) [الآية : ٤٠] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها (٢) نافع وأبو جعفر ويعقوب وافقهم الحسن ومر بالبقرة.

واختلف في (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ) [الآية : ٤٠] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتخفيف الدال وافقهم ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالتشديد للتكثير وأدغم التاء من لهدمت في الصاد أبو عمرو وابن عامر بخلف عن الحلواني عن هشام وحمزة والكسائي وخلف وأظهرها الباقون.

وأمال (لِلْكافِرِينَ) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق وأظهر ذال أخذتهم ابن كثير وحفص ورويس بخلفه وأثبت ياء نكير ورش وصلا وفي الحالين يعقوب.

وقرأ (فَكَأَيِّنْ) [الآية : ٤٥ ، ٤٨] معا هنا على وزن فاعل (٣) ابن كثير ، وأبو جعفر

__________________

(١) أي : (يدافع). [أ].

(٢) أي : (دفاع). [أ].

(٣) أي : (وكائن). [أ].

٣٩٩

لكنه يسهل الهمزة مع المد ، والقصر والباقون بهمزة مفتوحة وياء مكسورة مشددة بلا ألف على الأصل ووقف على الياء منها أبو عمرو ويعقوب والباقون على النون.

واختلف في (أَهْلَكْناها) [الآية : ٤٥] فأبو عمرو ويعقوب بالتاء من فوق مضمومة بلا ألف لقوله فأمليت وأخذتها وافقهما اليزيدي والحسن والباقون بنون العظمة مفتوحة وبعدها ألف على حد أهلكناها فجاءها وأبدل همز بئر ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة.

واختلف في (تَعُدُّونَ) [الآية : ٤٧] هنا فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بالياء تحت لقوله ويستعجلونك وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بالتاء من فوق على الخطاب لعموم المسلمين وغيرهم وخرج بهنا موضع الم السجدة المتفق على الخطاب فيه وأظهر ذال أخذتها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه.

واختلف في (مُعاجِزِينَ) [الآية : ٥١] هنا وموضعي سبأ [الآية : ٥ ، ٣٨] فابن كثير وأبو عمرو بالقصر وتشديد الجيم في الثلاثة اسم فاعل من عجزه معدى عجز أي قاصدين التعجيز بالإبطال مشطين قاله الجعبري وافقهما اليزيدي وعن ابن محيصن كذلك هنا وثاني سبأ وهو أحد الوجهين من المفردة وعنه منها كذلك الأول من سبأ والباقون بالمد والتخفيف (١) في الثلاثة اسم فاعل من عاجزه فأعجزه وعجزه إذا سابقه فسبقه لأن كلا من الفريقين يطلب إبطال حجج خصمه.

وأمال تمنى حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

وقرأ أبو جعفر (فِي أُمْنِيَّتِهِ) [الآية : ٥٢] بتخفيف الياء (٢) والباقون بتشديدها والأمنية القراءة ويوقف لحمزة على نحو يحكم الله آياته بالتحقيق وبإبدال الهمزة واو مفتوحة وهو متوسط بغير المنفصل ووقف يعقوب على لهاد الذين بالياء.

وقرأ (قُتِلُوا) [الآية : ٥٨] بتشديد التاء ابن عامر ومر بآل عمران وقرأ (مُدْخَلاً) بفتح الميم نافع وأبو جعفر ومر بالنساء.

واختلف في (أَنَّ ما يَدْعُونَ) [الآية : ٦٢] هنا ولقمان [الآية : ٣٠] فأبو عمرو وحفص والكسائي ويعقوب وخلف بالياء من تحت على الغيب وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش والباقون بالتاء من فوق على الخطاب للمشركين الحاضرين.

وقرأ (السَّماءَ أَنْ تَقَعَ) [الآية : ٦٥] بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو وقنبل بخلفه ورويس من طريق أبي الطيب وقرأ ورش وقنبل في الثاني عنه وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وللأزرق أيضا وقنبل إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين وتقدم في البقرة عند هؤلاء أن حكم مد السماء مع

__________________

(١) أي : (معاجزين). [أ].

(٢) أي : (أمنيته). [أ].

٤٠٠