إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

واختلف في (وَنَأى بِجانِبِهِ) [الآية : ٨٣] هنا وفصلت [الآية : ٥١] فابن ذكوان وأبو جعفر بتقديم الألف على الهمز (١) على وزن شاء من ناء ينوء نهض والباقون بتقديم الهمزة على حرف العلة على وزن فعل من النأي وهو البعد وأمال الهمزة والنون في الموضعين الكسائي وخلف عن حمزة وعن نفسه وأمال الهمزة فقط فيهما خلاد وبالفتح والتقليل الأزرق في الهمزة فقط في الموضعين مع فتح النون وأمال أبو بكر الهمزة فقط في الإسراء فقط هذا هو المشهور عنه واختلف عنه في النون من الإسراء فروى العليمي والحمامي وابن شاذان عن أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه إمالتها مع الهمزة وروى سائر الرواة عن شعيب عن يحيى عنه فتحها وإمالة الهمزة أما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر وكذا الفتح له في السورتين فكل منهما انفرادة ولذا أسقطهما من الطيبة واقتصر على ما تقدم وهو الذي قرأنا به وكذا ما انفرد به فارس ابن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين وتبعه الشاطبي قال في النشر وأجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافا ولذا لم يعول عليه في الطيبة في محله وإن حكاه بقيل آخر الباب منها ويوقف عليها لحمزة بوجه واحد وهو بين بين ولا يصح سواه كما في النشر.

وأمال (أَهْدى ، وَأَبى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه (وأدغم) دال (ولقد صرفنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (حَتَّى تَفْجُرَ لَنا) [الآية : ٩٠] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح التاء وسكون الفاء وضم الجيم مخففة مضارع فجر الأرض شقها وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم مشددة (٢) مضارع فجر للتكثير وخرج بحتى فتفجر الأنهار المتفق على تشديدها للتصريح بمصدرها.

واختلف في (كِسَفاً) [الآية : ٩٢] هنا والشعراء [الآية : ١٨٧] والروم [الآية : ٤٨] وسبأ [الآية : ٩] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح السين هنا خاصة جمع كسفة كقطعة وقطع والباقون بإسكانها جمع كسفة أيضا كسدرة وسدر ويأتي كل من موضع الشعراء والروم وسبأ في محله إن شاء الله تعالى (واتفقوا) على إسكان يروا كسفا بالطور لوصفه بساقطا ومال (ترقى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم (كفى بالله) واختلف في (قل سبحان ربي) فابن كثير وابن عامر قال بصيغة الماضي إخبارا عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وافقهما ابن محيصن والباقون قل بصيغة الأمر من الله تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (وأدغم) ذال (إذ جاءهم) أبو عمرو وهشام وأثبت الياء في (المهتدي) وصلا نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب وأدغم تاء (خبت زدناهم) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وأما (أَإِذا كُنَّا) فمر قريبا.

__________________

(١) أي : (ناء ...). [أ].

(٢) أي : (تفجّر). [أ].

٣٦١

وقرأ (لا رَيْبَ فِيهِ) بمده وسطا حمزة بخلفه وفتح ياء الإضافة من (ربي إذا) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

وقرأ (فَسْئَلِ) بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه (ومر) آنفا (إذ جاءهم).

واختلف في (لَقَدْ عَلِمْتَ) [الآية : ١٠٢] فالكسائي بضم التاء مسندا لضمير موسى وافقه الأعمش والباقون بالفتح على جعل الضمير للمخاطب وهو فرعون وسهل الأولى من (هؤلاء إلا) قالون والبزي مع المد والقصر في المتصل وقرأ ورش وقنبل في أحد أوجهه وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية كالياء وللأزرق وقنبل إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين والثالث لقنبل من طريق ابن شنبوذ إسقاط الأولى مع المد والقصر وبه قرأ أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب والباقون بتحقيقهما وتقدم حكم مد المنفصل منها وقصره في حرف البقرة مفصلا ومر تسهيل همز (إِسْرائِيلَ) لأبي جعفر ومده للأزرق بخلفه وعن ابن محيصن (فرقناه) بتشديد الراء وكسر اللام والواو من (قل ادعوا الله أو ادعوا) عاصم وحمزة وكسر يعقوب اللام فقط والباقون بضمهما ووقف على الياء من (أياما) دون ما حمزة والكسائي ورويس والباقون على ما نص عليه الداني في جماعة ولم يتعرض الجمهور لوقف ولا ابتداء فالأرجح كما في النشر جواز الوقف لكل القراء على كل من أيا وما اتباعا للرسم.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف (سُبْحانَ) حيث جاء واختلف في (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي) واتفقوا على كتابه الأقصا بالألف وروى نافع حذف ألف طائره واختلف في أو كلاهما ففي بعضها بألف بعد اللام وفي بعضها بالحذف ، ولم تصور بياء في شيء من الرسوم واتفقوا على كتابة ويدع الإنسان بحذف الواو واختلف في ألف قال من قل سبحان ربي ففي المكي والشامي ثابتة وفي المدني والعراقي محذوفة ياء الإضافة واحدة (رَبِّي إِذاً) [الآية : ١٠٠]. الزوائد ثنتان (لَئِنْ أَخَّرْتَنِ) [الآية : ٦٢] ، (فَهُوَ الْمُهْتَدِي) [الآية : ٩٧].

٣٦٢

سورة الكهف

مكيه (١) وآيها مائة وخمس حرمي وست شامي وعشر كوفي وإحدى عشرة بصري خلافها إحدى عشرة وزدناهم هدى غير شامي إلا قليل مدني أخير غدا غيره بينهما زرعا من كل شيء سببا مدني أخير وعراقي وشامي هذه أبدا مدني أول ومكي وعراقي فأتبع سببا ثم أتبع سببا معا عراقي عندها قوما غير مدني أخير وكوفي بالأخسرين أعمالا عراقي وشامي مشبه الفاصلة قيما شديد المؤمنين رقود بنيانا بين ظاهرا خضرا منه شيأ صفا وقرأ من دونهما قوما. القراءات تقدم كسر دال (الحمد لله) عن الحسن وسكت حفص بخلف عنه من طريقيه على الألف المبدلة من التنوين في (عِوَجاً) [الآية : ١] سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأن قيما ليس متصلا بعوجا وسكت أيضا على ألف مرقدنا ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا وعلى نون من ويبتدئ راق لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة وسكت أيضا على لام بل ويبتدئ ران ومن لازمه عدم الإدغام والباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة.

واختلف في (مِنْ لَدُنْهُ) [الآية : ٢] فأبو بكر بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بها لفظية فتصير لدنهي فتسكين الدال تخفيفا كتسكين عين عضد فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون وتبعه كسر الهاء وكان حقه أن يكسر أول الساكنين إلا أنه يلزم منه العود إلى ما فر منه ووصلت بهما لأنها بين متحركين والسابق كسر وإشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة وهو هنا عبارة عن ضم الشفتين مع الدال بلا نطق قال الفارسي وغيره كمكي ومن تابعه هو تهيئة العضو بلا صوت فليس هو حركة وتجوز الأهوازى بتسميته اختلاسا والباقون بضم الدال وسكون النون وضم الهاء وابن كثير أبدلها بواو على أصله.

وقرأ (وَيُبَشِّرُ) [الآية : ٢] بالتخفيف (٢) حمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران (وعن) ابن محيصن الحسن (كبرت كلمة) بالرفع على الفاعلية والجمهور بالنصب على التمييز وهو أبلغ ومعنى الكلام بها تعجب أي ما أكبرها كلمة (وأبدل) همز (هيئ لنا) و (يهيئ لكم) أبو جعفر فتصير ياءين الثانية خفيفة (ويوقف) عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٦٢). [أ].

(٢) أي : (يبشر). [أ].

٣٦٣

في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول.

وأمال الألف الثانية من (آذانِهِمْ) [الآية : ١١ ، ٥٧] الدوري عن الكسائي.

وأمال (أَحْصى) و (أحصاها) وأحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق (وأبدل) همز (فأوا) ألفا الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة ومر إدغام الراء في اللام من نحو (ينشر لكم) لأبي عمرو بخلف عن الدوري.

واختلف في (مِرْفَقاً) [الآية : ١٦] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الميم وكسر الفاء (١) والباقون بكسر الميم وفتح الفاء قيل هما بمعنى واحد وهو ما يرتفق به وقيل بفتح الميم مصدر كالمرجع وبكسرها للعضو ومن فتح الميم فخم الراء حتما ومن كسر رققها على الصواب كما في النشر خلافا للصقلي لأنه يجعل الكسرة عارضة كما مر.

وأمال (وَتَرَى الشَّمْسَ) وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون وفي الوقف كل على أصله.

واختلف في (تَزاوَرُ) [الآية : ١٧] فابن عامر ويعقوب بإسكان الزاي وتشديد الراء بلا ألف (٢) كتحمرّ وأصله الميل والأزور المائل بعينه وبغيرها وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الزاي مخففة وألف بعدها وتخفيف الراء مضارع تزاور وأصله تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا وافقهم الأعمش والباقون بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء على إدغام التاء في الزاي (وأثبت) ياء (المهتدي) وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الحالين يعقوب :

وقرأ بفتح سين (وَتَحْسَبُهُمْ) [الآية : ١٨] ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وعن الحسن (وتقلبهم) بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولا مخففة مضارع قلب مخففا وعن المطوعي (لو اطلعت) بضم الواو وتقدم تفخيم راء (فرارا) للأزرق كغيره من أجل التكرير.

واختلف في (وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ) [الآية : ١٨] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد اللام الثانية للمبالغة (٣) وافقهما ابن محيصن والباقون بتخفيفها وأبدل همزها ياء ساكنة أبو عمرو بخلفه والأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة وقرأ (رعبا) بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وأدغم ثاء (لَبِثْتُمْ) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر.

__________________

(١) أي : (مرفق). [أ].

(٢) أي : (تزّاور). [أ].

(٣) أي : (ولملّئت ...). [أ].

٣٦٤

واختلف في (بِوَرِقِكُمْ) [الآية : ١٩] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص والكسائي وأبو جعفر ورويس بكسر الراء وافقهم ابن محيصن والحسن وعن ابن محيصن إدغام القاف في الكاف والباقون بإسكان الراء والكسر هو الأصل والإسكان تخفيف منه كنبق ونبق.

وقرأ حمزة بخلفه بمد (لا رَيْبَ) متوسطا كما مر وعن الحسن (غَلَبُوا) بضم الغين وكسر اللام مبنيا للمفعول وعن ابن محيصن من المبهج (خمسة) بكسر الميم وعنه كسر الخاء والميم وفي المفردة عنه إدغام التنوين في السين بغير غنة (وفتح) ياء الإضافة من (رَبِّي أَعْلَمُ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

وأمال (فَلا تُمارِ) الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحه من طريق جعفر كالباقين (ورقق) الأزرق راء (مراء) بخلفه والوجهان في جامع البيان.

وأمال (عَسى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

واختلف في (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) [الآية : ٢٥] فحمزة والكسائي وخلف بغير تنوين (١) على الإضافة أوقعوا الجمع في سنين موقع المفرد ومائة واحد وقع موقع الجمع لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجموع مجرور كثلاثة أيام فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحد اعتمادا على العقد السابق ومميز المائة موحد مجرور فقياسه مائة سنة وجمع تنبيها على الأصل قال الفراء في العرب من يضع سنين موضع سنة وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتنوين لأنه لما عدل عن قياسه عدل عن إضافته فيكون سنين بدلا من ثلاثمائة أو عطف بيان عند الكوفيين وأبدل أبو جعفر همز (مائة) ياء مفتوحة وعن الحسن (تسعا) هنا و (تِسْعَ) بص و (تِسْعُونَ) بها بفتح التاء.

واختلف في (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ) [الآية : ٢٦] فابن عامر بالتاء على الخطاب وجزم الكاف على النهي وافقه المطوعي والحسن والباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر (٢).

وقرأ ابن عامر (بِالْغَداةِ) [الآية : ٢٨] بضم الغين وإسكان الدال وقلب الألف واوا (٣) ومر بالأنعام وعن الحسن (ولا تعد عيناك) بضم التاء وفتح العين وكسر الدال مشددة (٤) هنا من عدى عينيك بالنصب على المفعولية والجمهور بفتح التاء وسكون العين وضم الدال مخففة وعيناك مرفوع بالألف على الفاعلية ومفعوله محذوف تقديره النظر (وكسر) ميم (تحتهم الأنهار) مع الهاء وصلا أبو عمرو ويعقوب وضمهما حمزة والكسائي

__________________

(١) أي : (ثلاثمائة ...). [أ].

(٢) أي : (... يشرك ...). [أ].

(٣) الباقون : (بالغداة). [أ].

(٤) أي : (تعدّو ...). [أ].

٣٦٥

وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون وعن ابن محيصن (واستبرق) حيث جاء بوصل الهمزة وفتح القاف بلا تنوين قال أبو حيان جعله فعلا ماضيا على وزن استفعل من البريق وعنه في سورة الإنسان خلف وافقه الحسن في سورة الإنسان والجمهور على قطع الهمزة والتنوين في الكل لأنه اسم جنس فعومل معاملة المتمكن من الأسماء في الصرف وهو عربي غليظ الديباج والسندس رقيقة وجمع بينهما للدلالة على أن فيها ما تشتهي الأنفس وحذف أبو جعفر همز (متكين) كوقف حمزة على الوجه الرسمي والقياسي بين بين وأما الإبدال ياء فضعيف جدا.

واختلف في إمالة (كِلْتَا) وقفا فنص على إمالتها لأصحاب الإمالة العراقيون قاطبة كأبي العز ، وابن سوار وابن فارس وسبط الخياط وغيرهم وعللوه بما ذهب إليه البصريون أن الألف للتأنيث وزنها فعلى كإحدى وسيما والتاء مبدلة من واو والأصل كلوى والجمهور على الفتح على أن ألفها للتثنية وواحد كلتا كلت وهو مذهب الكوفيين فعلى الأول تقلل لأبي عمرو بخلفه كالأزرق قال في النشر والوجهان جيدان ولكني إلى الفتح أجنح فقد جاء به منصوصا عن الكسائي وابن المبارك (وسكن) الكاف من (أكلها) نافع وابن كثير وأبو عمرو وعن الأعمش (وفجّرنا خلالهما) بتخفيف الجيم (١).

واختلف في (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ ، وأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) [الآية : ٣٤] فعاصم وأبو جعفر وروح بفتح الثاء والميم يعني حمل الشجر وافقهم ابن محيصن من المفردة وقرأ رويس الأول كذلك فقط وقرأ أبو عمرو بضم التاء وإسكان الميم فيهما تخفيفا أو جمع ثمرة كبدنة وبدن وافقه الحسن واليزيدي والباقون بضم التاء والميم جمع ثمار.

وقرأ (أنا أكثر) و (أنا أقل) بالمد نافع وأبو جعفر.

واختلف في (خَيْراً مِنْها) [الآية : ٣٦] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بزيادة ميم بعد الهاء (٢) على التثنية وعود الضمير إلى الجنتين وعليه مصاحفهم وافقهم ابن محيصن والباقون بغير ميم على الإفراد وعود الضمير على الجنة المدخولة وهي واحدة وعليه مصاحف الكوفة والبصرة.

واختلف في (لكِنَّا هُوَ اللهُ) [الآية : ٣٨] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بإثبات الألف بعد النون وصلا ووقفا والأصل لكن أنا فنقل حركة همزة أنا إلى نون ولكن وحذفت الهمزة وأدغم أحد المثلين في الآخر فإثبات الألف في الوصل لتعويضها عن الهمزة أو لإجراء الوصل مجرى الوقف والباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا على حد أنا يوسف فالوقف محل وفاق للرسم وعن الحسن (لكن) بتخفيف النون وزيادة أنا على

__________________

(١) أي : (وفجرنا). [أ].

(٢) أي : (منهما). [أ].

٣٦٦

الأصل بلا نقل ولا إدغام وفتح ياء الإضافة من (بِرَبِّي أَحَداً) في الموضعين وربي ان نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر (وأدغم) دال (إذ دخلت) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف وأثبت ياء (تَرَنِ أَنَا) وصلا قالون والأصبهاني وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وأثبت ياء (أَنْ يُؤْتِيَنِ) وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

واختلف في (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ) [الآية : ٥٠] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير لأن تأنيث فئة مجازي وافقهم الأعمش والباقون بالتاء على التأنيث وأبدل أبو جعفر همز فئة ياء مفتوحة كوقف حمزة.

وقرأ (الْوَلايَةُ) [الآية : ٤٤] بكسر الواو حمزة والكسائي وكذا خلف وذكر بالأنفال.

واختلف في (لِلَّهِ الْحَقِ) [الآية : ٤٤] فأبو عمرو والكسائي برفع الحق صفة للولاية أو خير مضمر أي هو الحق أو مبتدأ خبره محذوف أي الحق ذلك أي ما قلناه وافقهم اليزيدي والباقون بالجر صفة للجلالة الشريفة.

وقرأ (عُقْباً) [الآية : ٤٤] بسكون القاف عاصم وحمزة وخلف وضمهما الباقون.

وقرأ (الرِّياحِ) [الآية : ٤٥] بالتوحيد (١) حمزة والكسائي وخلف.

واختلف (نُسَيِّرُ الْجِبالَ) [الآية : ٤٧] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم التاء المثناة فوق وفتح الياء المثناة تحت مشددة على البناء للمفعول الجبال بالرفع لقيامه مقام الفاعل وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى أو من يأمره من الملائكة وعن ابن محيصن تسير بفتح التاء المثناة فوق وكسر السين وسكون الياء (٢)(الْجِبالَ) بالرفع على الفاعلية ، والباقون بنون العظيمة مضمومة وفتح السين وكسر الياء مشددة من سير بالتشديد (الْجِبالَ) بالنصب مفعول به لقوله وحشرناهم (٣).

وأمال (وَتَرَى الْأَرْضَ) وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون وأدغم دال (لَقَدْ جِئْتُمُونا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأدغم لام (بَلْ زَعَمْتُمْ) الكسائي ، وهشام على ما صوبه عنه في النشر.

وأمال (فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ) السوسي وصلا بخلفه (ووقف) على ما من (مال هذا) أبو عمرو والكسائي بخلفه كما ذكره لهما الشاطبي كالداني وجمهور المغاربة ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما والأصح كما مر عن النشر جواز الوقف على ما للكل وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها رسما ويحتمل المنع لكونها لام جر وتقدم ما فيه ومر إمالة (أحصيها) وتقليلها.

__________________

(١) أي : (الرّيح). [أ].

(٢) أي : (تسير). [أ].

(٣) أي : (نسيّر). [أ].

٣٦٧

وقرأ (لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) [الآية : ٥٠] بضم التاء أبو جعفر وله من رواية ابن وردان إشمام الكسرة الضم والوجهان صحيحان عنه كما مر.

واختلف في (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ) [الآية : ٥١] فأبو جعفر بنون وألف على الجمع للعظمة (١) والباقون : بالتاء المضمومة ضمير المتكلم بلا ألف.

واختلف في (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ) [الآية : ٥١] فأبو جعفر بفتح التاء خطابا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليعلم أمته أنه لم يزل محفوظا من أول نشأته لم يعتضد بمضل ولا مال إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وافقه الحسن والباقون بالضم إخبارا من الله تعالى عن ذاته المقدسة وعن الحسن (عضدا) بفتح الضاد لغة فيه.

واختلف في (وَيَوْمَ يَقُولُ) [الآية : ٥٢] فحمزة بنون العظمة لقوله وجعلنا وافقه الأعمش والباقون بياء الغيبة أي اذكر يا محمد يوم يقول الله نادوا.

وأمال الراء فقط من (رَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ) أبو بكر وحمزة وخلف والباقون بفتحها كالهمزة هذا هو الصواب كما في النشر وأما حكاية الخلاف في إمالة الحرفين معا للسوسي ولشعبة في الهمز فتعقبه في النشر كما مر في باب الإمالة وغيره فإن وقف على رأي فكل على أصله فيما بعده متحرك كما تقدم وأدغم دال (ولقد صرفنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف ونقل همز (القرآن) ابن كثير.

وقرأ (قُبُلاً) [الآية : ٥٥] بضم القاف والباء (٢) عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف جمع قبيل أي أنواعا وألوانا وافقهم الأعمش والباقون بكسر القاف وفتح الباء أي عيانا وقيل الضم لغة فيه.

وقرأ (هُزُواً) [الآية : ٥٦] حفص بإبدال همزه واوا في الحالين وأسكن الزاي منه حمزة وخلف وضمها الباقون وما نبه في الأصل لأبي جعفر في هذا الحرف تقدم التنبيه عليه في سورة البقرة (٣) ويوقف عليه لحمزة بوجهين النقل على القياسي والإبدال واوا اتباعا للرسم ومر إمالة (آذانهم) للدوري عن الكسائي وأبدل همز (يواخذهم) واوا مفتوحة ورش وأبو جعفر وقصره الأزرق وجها واحدا كما مر (ويوقف) على (موئلا) لحمزة بالنقل وبالإدغام فقط وحكي ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة على الرسم وضعفه في النشر وحكي فيها ثلاثة أخرى أولها بين بين ثانيها إبدالها ياء ساكنة وكسر الواو قبلها ثالثها إبدالها واوا بلا إدغام وهو أضعفها وكلها ضعيفة.

واختلف في (لِمَهْلِكِهِمْ) [الآية : ٥٩] هنا و (مَهْلِكَ أَهْلِهِ) بالنمل [الآية : ٤٩] فأبو بكر بفتح الميم واللام التي بعد الهاء فيهما مصدر هلك ، أو اسم زمان منه أي

__________________

(١) أي : (ما أشهدناهم). [أ].

(٢) أي : (قبلا). [أ].

(٣) انظر الصفحة : (١٦٦). [أ].

٣٦٨

لهلاكهم ، كمشهد وهو مضاف للفاعل ، أو المفعول عنده معدية بنفسه ، وهم التميميون على حد ليهلك من هلك قاله الجعبري وتبعه النويري وغيره وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام فيهما مصدرا أو اسم زمان من هلك على غير قياسه كمرجع والباقون بضم الميم وفتح اللام فيهما (١) على جعله مصدرا ميميما لأهلك مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه أي لإهلاكهم وما شهدنا إهلاك أهله أو لوقته.

وأمال (لِفَتاهُ) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

وقرأ (أرأيت) بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وحققها الباقون.

وأمال (أَنْسانِيهُ) [الآية : ٦٣] الكسائي فقط وقلله الأزرق بخلفه ووصل الهاء ابن كثير بياء على قاعدته وضم الهاء حفص من غير صلة وصلا وكذا ضم هاء عليه الله بالفتح والباقون بالكسر (وأثبت) ياء (نبغ) وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب (وأثبتها) في (تعلمن) وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

واختلف في (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) [الآية : ٦٦] فأبو عمرو ويعقوب بفتح الراء والشين وافقهما الحسن واليزيدي والباقون بضم الراء وسكون الشين ومر بالأعراف أنهما لغتان كالبخل والبخل وخرج بالقيد هيئ لنا من أمرنا رشدا ولأقرب من هذا رشدا المتفق على الفتح فيهما (وفتح) ياء الإضافة من (معي صبرا) في الثلاثة حفص وحده وسكنها الباقون وعن الحسن (خبرا) معا بضم الباء (وفتح) ياء الإضافة من (ستجدني إن شاء الله) نافع وأبو جعفر.

وقرأ (فَلا تَسْئَلْنِي) [الآية : ٧٠] نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون والأصل تسألنني حذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون (٢) على أن النون للوقاية واتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما روي عن ابن ذكوان من الخلف فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريقيه حملا للرسم على الزيادة تجاوزا للرسم في حروف المد ونص في جامع البيان على أنه قرأ بالحذف والإثبات على ابن غلبون وبالإثبات على فارس وعلى الفارسي عن النقاش عن الأخفش وهي طريق التيسير وقد ذكر بعضهم الحذف في الوصل فقط والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين كما في التبصرة وغيرها والوجهان في الشاطبية والكافي وغيرهما قال في النشر والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا وأداء.

__________________

(١) أي : (لمهلكهم). [أ].

(٢) أي : (تسألني ...). [أ].

٣٦٩

واختلف عن الأزرق في ترقيق (ذِكْراً ، وسِتْراً ، وأَمْراً) وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك والجمهور على تفخيمه في الحالين.

واختلف في (لِتُغْرِقَ أَهْلَها) [الآية : ٧١] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء المثناة من تحت وفتح الراء على الغيب (١)(أَهْلِها) بالرفع على الفاعلية وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب وأهلها بالنصب على المفعولية وعن الحسن بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء المشددة للتكثير ويلزم منه فتح الغين وأهلها بالنصب ومر إبدال همز (لا تؤاخذني) واوا لورش وأبي جعفر.

واختلف في (زَكِيَّةً) [الآية : ٧٤] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي طاهرة من الذنوب ووصفها بهذا الوصف لأنه لم يرها إذ ثبت قبل أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بتشديد الياء من غير ألف (٢) أخرج إلى فعيلة للمبالغة.

وقرأ (نُكْراً) [الآية : ٧٤] في الموضعين بضم الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالسكون فيهما وذكر بالبقرة (واتفقوا) على (فلا تصاحبني) إلا ما انفرد به هبة الله عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء من صحبه يصحبه وأسقطها من الطيبة على قاعدته.

واختلف في (مِنْ لَدُنِّي) [الآية : ٧٦] فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون (٣) وهو أحد لغاتها قال في البحر وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم وهو القياس لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو غلامي وفرسي انتهى. وقرأ أبو بكر بتخفيف النون واختلف عنه في ضمة الدال فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وهو الذي في الكافي والتذكرة وغيرهما ولم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي وغيره والوجهان في جامع البيان وغيره ويحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد وأن تكون للوقاية والباقون بضم الدال وتشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها كما حوفظ على نون من وعن فقيل مني وعني بالتشديد فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم وعن ابن محيصن والمطوعي (يُضَيِّفُوهُما) بكسر الضاد وسكون الياء مخففة من أضافه وعن المطوعي (أَنْ يَنْقَضَ) بضم الياء

__________________

(١) أي : (ليغرق). [أ].

(٢) أي : (زكيّة). [أ].

(٣) أي : (لدني). [أ].

٣٧٠

وتخفيف الضاد مبنيا للمفعول وهي مروية عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما في البحر والجمهور على فتح الياء وتشديد الضاد أي يسقط فوزنه انفعل نحو انجر.

واختلف في (لَاتَّخَذْتَ) [الآية : ٧٧] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة بلا ألف وصل (١) من تخذ بكسر عينه يتخذ بفتحها كعتب يعتب وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بهمزة وصل وتشديد التاء وفتح الخاء افتعل من اتخذ أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الافتعال وأظهر ذالها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه.

واختلف في (أَنْ يُبْدِلَهُما) [الآية : ٨١] هنا وفي التحريم [الآية : ٥] (أَنْ يُبْدِلَهُ) وفي نون [الآية : ٣٢] (أَنْ يُبْدِلَنا) فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الموحدة وتشديد الدال (٢) في الثلاثة من بدل وافقهم اليزيدي والباقون بسكون الموحدة وتخفيف الدال من أبدل في الثلاثة.

وقرأ (رُحْماً) [الآية : ٨١] بضم الحاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالسكون وسبق بالبقرة.

واختلف في (فَأَتْبَعَ سَبَباً ، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) [الآية : ٨٥ ، ٨٩ ، ٩٢] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل وافقهم الأعمش والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة (٣) والقراءتان بمعنى واحد والفعل متعد لواحد وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي أتبع أمره سببا.

واختلف في (عَيْنٍ حَمِئَةٍ) [الآية : ٨٦] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بالهمز من غير ألف صفة مشبهة يقال حمئت البئر تحمأ حمأ فهي حمئة إذا صار فيها الطين وفي التوراة تغرب في وئاط وهو الحمأة وافقهم اليزيدي والباقون بألف بعد الخاء وإبدال الهمزة ياء مفتوحة (٤) اسم فاعل من حمى يحمي أي حارة ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين الحرارة وكونها من طين وضم يعقوب هاء (فيهم).

واختلف في (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) [الآية : ٨٨] فحفص ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على مصدر في موضع الحال نحو في الدار قائما زيد وقيل إنه مصدر مؤكد أي يجزى جزاء وافقهم الأعمش والباقون بالرفع من غير تنوين (٥) على الابتداء والخبر الظرف قبله والحسنى مضاف إليها.

وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على أنه

__________________

(١) أي : (لتخذت). [أ].

(٢) أي : (يبدّلهما). [أ].

(٣) أي : (فاتّبع ، ثمّ اتّبع). [أ] ..

(٤) أي : (حامية). [أ].

(٥) أي : (جزاء). [أ].

٣٧١

مصدر في موضع الحال نحو في الدار قائما زيد وقيل إنه مصدر مؤكد أي يجزى جزاء وافقهم الأعمش والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء والخبر الظرف قبله والحسنى مضاف إليها وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما (وعن) ابن محيصن والحسن (مطلع) بفتح اللام وهو القياس والجمهور بكسرها قال السمين والمضارع يطلع بالضم فكان القياس فتح اللام في الفعل ولكنها مع أخوات لها سمع فيها الكسر.

واختلف في (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) [الآية : ٩٣] فابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بضمها لغتان بمعنى واحد وقيل المضموم لما خلقه الله تعالى والمفتوح لما عمله الناس وتعقب.

واختلف في (يَفْقَهُونَ) [الآية : ٩٣] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر القاف من أفقه غيره معدى بالهمزة فالمفعول الأول محذوف قال في البحر أي لا يفقهون السامع كلامهم وافقهم الأعمش والباقون بفتح الباء والقاف من فقه الثلاثي فيتعدى إلى واحد أي لا يفقهون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم وقلة فطنتهم.

وقرأ (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) [الآية : ٩٤] هنا والأنبياء [الآية : ٩٦] بهمزة ساكنة فيهما عاصم لغة بني أسد والباقون بألف خالصة بلا همز وهما ممنوعان للعلمية والعجمة أو والتأنيث لأنهما اسما قبيلة على أنهما عربيان (وأدغم) لام (فهل نجعل) الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه.

واختلف في (خَرْجاً) [الآية : ٩٤] هنا والأول من (قَدْ أَفْلَحَ) [الآية : ٧٢] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء وألف بعدها (١) فيهما وافقهم الحسن والأعمش والباقون بإسكان الراء بلا ألف فيهما وقرأ ابن عامر ثاني قد أفلح وهو فخراج ربك خير بإسكان الراء والباقون بالألف بعد الفتح وهما بمعنى كالنول والنوال أو بالألف ما ضرب على الأرض كل عام وبغيرها بمعنى الجعل وقيل الخرج المصدر والخراج اسم لما يعطى.

واختلف في (سَدًّا) هنا وموضعي يس [الآية : ٩] فحفص والكسائي وخلف بفتح السين في الثلاثة وافقهم الأعمش وقرأ ابن كثير وأبو عمرو كذلك في الكهف فقط وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بضمها في الثلاثة ومر توجيهه قريبا.

وقرأ (مَكَّنِّي) [الآية : ٩٥] ابن كثير وحده بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة (٢) على الإظهار على الأصل والباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية.

واختلف في (رَدْماً آتُونِي) و (قالَ ائْتُونِي) [الآية : ٩٥ ، ٩٦] فأبو بكر من طريق

__________________

(١) أي : (خراجا). [أ].

(٢) أي : (مكّنني). [أ].

٣٧٢

العليمي وأبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا وبهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا أمر من الثلاثي بمعنى المجيء والابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد واختاره في المفردات ولم يذكر في العنوان غيره وروى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من آتى الرباعي بمعنى أعطى وبه قطع العراقيون قاطبة والابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا وبه قرأ الداني على أبي الحسن وقطع له بعضهم بالوصل في الأول وفي الثاني بالوجهين وهو الذي في الشاطبية كأصلها وأطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا والصواب هو الأول قاله في النشر وقرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر ويبتدئ مثله وافقه المطوعي والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين (١) من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر.

واختلف في (الصَّدَفَيْنِ) [الآية : ٩٦] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بضم الصاد والدال لغة قريش وافقهم اليزيدي وابن محيصن من المبهج والحسن وقرأ أبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال تخفيف من القراءة قبلها وافقه ابن محيصن من المبهج أيضا والمفردة والباقون بفتحهما لغة الحجاز.

واختلف في (فَمَا اسْطاعُوا) [الآية : ٩٧] فحمزة بتشديد الطاء أدغم التاء فيها (٢) لاتحاد المخرج وطعن الزجاج وأبي علي فيها من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة والجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله كما سبق موضحا آخر باب الإدغام ومما يقوي ذلك ويسوغه كما في النشر نقلا عن الداني أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك فكان الساكن الأول قد ولى متحركا انتهى وقرأ الباقون بتخفيفها بحذف التاء مخففا وما استطاعوا المجمع على إظهاره.

وقرأ (دَكَّاءَ) [الآية : ٩٨] بالمد والهمز ممنوع الصرف عاصم وحمزة والكسائي وخلف والباقون بتنوين الكاف بلا همز (٣) دككته قال في البحر والظاهر أن جعله بمعنى صيره فدكا مفعول ثان ومر بالأعراف وعن ابن محيصن (أفحسب) بسكون السين أي إفكا فيهم ورفع الباء على الابتداء وأن يتخذوا خبره والمعنى أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله والجمهور بكسر السين وفتح الباء فعلا ماضيا وأن يتخذوا ساد مسد المفعولين والاستفهام للإنكار (وفتح) ياء الإضافة من (دوني أولياء) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر

__________________

(١) أي : (آتوني). [أ].

(٢) أي : (اسطاعوا). [أ].

(٣) أي : (دكّا). [أ].

٣٧٣

وسهل الثانية كالياء من أولياء أن نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأدغم لام (هل ننبئكم) الكسائي وتقدم إمالة (الدنيا) لحمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق وأبي عمرو بخلفهما وعن الدوري عن أبي عمرو وتمحيضها أيضا من طريق ابن فرح وصححه في النشر.

وقرأ (يَحْسَبُونَ) بفتح السين على الأصل ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والباقون بكسرها وأبدل همز (هزوا) واوا خالصة في الحالين حفص وأسكن حمزة وخلف الزاي ويوقف عليها حمزة كما مر بوجهين النقل عن القياس والإبدال واوا مفتوحة على وجه الرسم.

واختلف في (أَنْ تَنْفَدَ) [الآية : ٦] فحمزة والكسائي وخلف بالياء المثناة تحت على التذكير وافقهم الأعمش والباقون بالتاء من فوق ووجههما بين لأن التأنيث مجازي (وعن) ابن محيصن والمطوعي (بمثله مدادا) بكسر الميم وألف بين الدالين ونصبه على التمييز أو على المصدر كما نقل عن الرازي بمعنى ولو أمددناه بمثله إمدادا ثم ناب المدد مناب الإمداد مثل أنبتكم من الأرض نباتا ويوقف لحمزة على (ربه أحدا) بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت على الياء قبل الهمزة وبالإدغام فقط فهي ثلاثة وهو متوسط بغيره المنفصل وأما النقل بلا إدغام فلم يأخذ به صاحب النشر قال لأن الياء زائدة لمجرد الصلة أي بخلاف نحو في أنفسكم ففيه النقل أيضا كما مر في بابه.

المرسوم نافع كبقية الرسوم على حذف ألف تزور لتحتمل القراءتين وكذا زكية ولتخذت ولكلمت ربي وأن تنفد كلمت ربي واتفقوا على إثبات ألف كتاب ربك وعلى رسلا كلتا الجنتين بالألف وفي بعض المصاحف تذروه الرياح بألف وفي بعضها بحذفها وكذلك خرجا هنا وتسألهم خرجا بالمؤمنين واتفقوا على إثبات فخراج ربك بالمؤمنين وفي المدني فلا تصاحبني بلا ألف وكتبوا ردما أتوني وقال أتوني بألف وتاء من غير ألف ثانية وكتبوا لأجدن خيرا منها بغير ميم بعد الهاء في الكوفي والبصري وبميم في المدني والمكي والشامي وكتبوا فإن اتبعتني فلا تسألني بالياء ومكنني بنونين في المكي وكتبوا مويلا بياء بعد الواو وكتب في الكوفي والبصري فله جزاوا بواو وألف. المقطوع والموصول اتفقوا على وصل ألن نجعل هنا ألن نجمع بالقيامة واتفقوا على قطع لام الجر في مال هذا الكتاب كالنساء والفرقان وسأل. ياءات الإضافة تسع (رَبِّي أَعْلَمُ) [الآية : ٢٢] ، (بِرَبِّي أَحَداً) [الآية : ٣٨] ، (فَعَسى رَبِّي أَنْ) [الآية : ٤٠] ، (سَتَجِدُنِي إِنْ) [الآية : ٦٩] (مَعِيَ صَبْراً) [الآية : ٦٧ ، ٧٢ ، ٧٥] ، ثلاثة (دُونِي أَوْلِياءَ) [الآية : ١٠٢] ، والزوائد ست (الْمُهْتَدِ) [الآية : ١٧] ، (أَنْ يَهْدِيَنِ) [الآية : ٢٤] ، (أَنْ يُؤْتِيَنِ) [الآية : ٦٦] ، و (أَنْ تُعَلِّمَنِ) [الآية : ٦٦] ، (إِنْ تَرَنِ) [الآية : ٣٩] ، (ما كُنَّا نَبْغِ) [الآية : ٦٤] ، وأما (تَسْئَلْنِي) [الآية : ٧٠] فليست من الزوائد.

٣٧٤

سورة مريم عليها الصلاة والسلام

مكية (١) قيل إلا آية السجدة فمدنية وآيها تسعون وثمان عراقي وشامي ومدني أول تسع مكي ومدني أخير خلافها ثلاث كهيعص كوفي وترك له الرحمن مدا في الكتاب إبراهيم مكي ومدني أخير مشبه الفاصلة أربعة الرأس شيبا وقرى عينا للرحمن صوما اهتدوا هدى. القراءات أمال الهاء والياء من (كهيعص) أبو بكر والكسائي وقللهما قالون والأزرق بخلف عنهما تقدم تفصيله في بابها وأما الأصبهاني فالمشهور عنه الفتح قولا واحدا والقليل عنه من انفرادات الهذلي وقرأ أبو عمرو بإمالة الهاء محضة وأما الياء فالمشهور عنه فتحها من روايتيه وهو المراد بقول الطيبة والخلف يعني في الياء قل لثالث وقد روي عنه إمالتها من طريق ابن فرح عن الدوري وأما السوسي فقد وردت عنه عن غير طرق كتابنا التي هي طرق النشر وما في التيسير من أنه قرأ بها للسوسي على فارس بن أحمد ليس من طريق أبي عمران التي هي طريق التيسير والعذر للشاطبي في اتباعه كما بينه في النشر وقرأ ابن عامر وحمزة وخلف بفتح الهاء وإمالة الياء محضة بخلف عن هشام في إمالة الياء والمشهور عنه إمالتها وهو الذي قطع به ابن مجاهد والهذلي والداني من جميع طرقه والباقون وهم ابن كثير وحفص وأبو جعفر ويعقوب بفتحهما مهمة تقدم التنبيه على أن أبا عمرو لم يمل كبرى غير الراء إلا الناس المجرور ومن كان في هذه أعمى والياء من فاتحتي مريم وطه وسكن أبو جعفر على حروف هجائها وأظهر دال صاد عند ذال ذر نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وأدغمها الباقون ومر آخر الإدغام الكبير أن المشهور إخفاء نون عين عند الصاد وبعضهم يظهرها لكونها حروفا مقطوعة ويجوز في عين المد لأجل الساكن والتوسط لفتح ما قبل الياء وهو الثاني في الشاطبية والقصر إجراءها مجرى الحرف الصحيح والثلاثة في الطيبة وعن الحسن ضم الهاء من كهيعص وفي البحر والدر عنه ضم كاف كأنه جعلها معربة ومنعها الصرف للعلمية والتأنيث قال الداني معنى الضم في الهاء إشباع التفخيم وليس المراد بالضم الذي يوجب القلب والجمهور على تسكين أواخر هذه الحروف المنقطعة ووقف على (رحمت) بالهاء ابن

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (٢ / ١٢٦٢). [أ].

٣٧٥

كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وسهل الثانية من (زكريا إذ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

وقرأ (زَكَرِيَّا) [الآية : ٢] بالقصر بلا همز حفص وحمزة والكسائي وخلف (١) وأمال (نادى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.

وقرأ أبو جعفر بإخفاء تنوين (نداء) عند خاء (خفيّا) (وفتح) ياء الإضافة (من ورائي وكانت) ابن كثير.

واختلف في (يَرِثُنِي وَيَرِثُ) [الآية : ٦] فأبو عمرو والكسائي بجزمهما (٢) فالأول على جواب الدعاء أو جواب شرط مقدر والثاني عطف عليه وافقهما اليزيدي والشنبوذي والباقون بالرفع فيهما الأول صفة لوليا أي وارثا والثاني عطف عليه وقرأ (يا زكريا إنا) بتسهيل الثاني كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأما تسهيلها كالواو فتقدم منعه عن النشر وقرأ ابن عامر وأبو بكر وروح تحقيق والباقون زكريا بالقصر كما مر وقرأ (نبشرك) بالتخفيف حمزة.

وأمال (أَنَّى يَكُونُ) [الآية : ٨] معا حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما.

واختلف في (عِتِيًّا) [الآية : ٨ ، ٩] و (جِثِيًّا) [الآية : ٦٨ ، ٧٢] و (صِلِيًّا) [الآية : ٧٠] و (بُكِيًّا) [الآية : ٥٨] فحمزة والكسائي بكسر أوائل الأربعة وافقهم الأعمش وقرأ حفص كذلك إلا في بكيا جمعا بين اللغتين والباقون بضمها على الأصل (وعن) الحسن (على هين) بكسر ياء المتكلم وهو شبيه بقراءة حمزة مصرخي.

واختلف في (وَقَدْ خَلَقْتُكَ) [الآية : ٩] فحمزة والكسائي بنون مفتوحة وألف (٣) على لفظ الجمع وافقهم الأعمش والباقون بالتاء المضمومة بلا ألف على التوحيد (وفتح) ياء الإضافة من (لي آية) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

وأمال (مِنَ الْمِحْرابِ) ابن ذكوان ورقق الراء منه الأزرق وعن الحسن (بَرًّا) في الحرفين بكسر الباء أي ذا بر أو على المبالغة (وفتح) ياء (إني أعوذ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (لِأَهَبَ لَكِ) [الآية : ١٩] فقالون بخلف عنه من طريقيه كما هو صريح النشر وورش وأبو عمرو ويعقوب بالياء بعد اللام والضمير للرب أي ليهب لك الذي استعذت به منى لأنه الواهب على الحقيقة وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بالهمز والضمير للمتكلم (٤) وهو الملك أسنده لنفسه على طريق المجاز ويحتمل أن يكون محكيا

__________________

(١) الباقون : (زكريّاء). [أ].

(٢) أي : (يرثني ، ويرث من ...). [أ].

(٣) أي : (خلقناك). [أ].

(٤) أي : (لأهب). [أ].

٣٧٦

بقول محذوف أي قال لأهب (وعن) الحسن (فأجاءها) بغير همز بعد الجيم وإمالة الألف ومد الجيم عن الأعمش وحده كما مر (و) قرأ (مت) بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران.

واختلف في (نَسِيا) [الآية : ٢٣] فحفص وحمزة بفتح النون والباقون بكسرها لغتان كالوتر والوتر والكسر أرجح ومعناه الشيء المتروك.

وأمال (فَناداها) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (مِنْ تَحْتِهَا) [الآية : ٢٤] فنافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بكسر الميم وجر (تحتها) والفاعل مضمر قيل جبريل وقيل عيسى ومعنى كون جبريل تحتها أي في مكان أسفل منها لأنه كان تحت أكمة والجار متعلق بالنداء وافقهم ابن محيصن بخلفه والحسن والأعمش والباقون بفتح الميم ونصب (١) (تحتها) فمن موصولة والظرف صلتها (وأدغم) دال (قد جعل) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (تُساقِطْ) [الآية : ٢٥] فحمزة بفتح التاء من فوق على التأنيث والقاف وتخفيف السين (٢) والأصل يتساقط فحذف إحدى التاءين تخفيفا وافقه الأعمش وقرأ حفص بضم التاء من فوق وتخفيف السين وكسر القاف مضارع ساقطت متعد ورطبا مفعوله أو بقدر تساقط ثمرها فرطبا تمييز وافقه الحسن وقرأ أبو بكر من طريق العليمي والخياط عن شعيب عن يحيى عنه وكذا يعقوب بالياء من تحت مفتوحة على التذكير وتشديد السين وفتح القاف (٣) والفعل عليه مسند إلى الجذع والباقون بفتح التاء من فوق وتشديد السين وفتح القاف (٤) أدغموا التاء الثانية في السين والفعل على هذه والأولى لازم وفاعله مضمر أي تساقط النخلة أو ثمرتها ورطبا تمييز أو حال وهي رواية سائر أصحاب يحيى عنه عن أبي بكر وأدغم دال (لقد جئت) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وتقدم خلاف أبي عمرو في إدغام التاء من جئت في الشين وكذا يعقوب ويوقف على (أمرأ) ونحوه مما همزته مفتوحة بعد فتح لحمزة وهشام بخلفه بإبدالها ألفا فقط.

وأمال (آتاني) ، و (أوصاني) الكسائي وحده وقللهما الأزرق بخلفه وتقدم غير مرة حكم تثليث همزة آتاني للأزرق مع التقليل والفتح وسكن ياء الإضافة من (آتاني الكتاب) حمزة وفتحها الباقون.

وقرأ (نبيئا) بالهمز نافع.

واختلف في (قَوْلَ الْحَقِ) [الآية : ٣٤] فابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب اللام

__________________

(١) أي : (من تحتها). [أ].

(٢) أي : (تساقط). [أ].

(٣) أي : (يسّاقط). [أ].

(٤) أي : (تسّاقط). [أ].

٣٧٧

على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي هذا الإخبار عن عيسى أنه ابن مريم ثابت صدق ليس منسوبا لغيرها أي أقول قول الحق فالحق الصدق وهو من إضافة الموصوف إلى صفته أي القول الحق أو على المدح إن أريد بالحق الباري تعالى والموصوف صفة للقول مراد به عيسى وسمي قولا كما سمي كلمة لأنه عنها نشأ وقيل بإضمار أعني وقيل على الحال من عيسى وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالرفع خبره مبتدأ محذوف أي هو أي نسبته إلى أمه فقط قول الحق أو بدل من عيسى وابن مريم نعت أو بدل أو بيان أو خبر ثان (وعن) المطوعي فيه (تمترون) بتاء الخطاب والجمهور بياء الغيب.

وقرأ (كُنْ فَيَكُونُ) [الآية : ٣٥] بالنصب ابن عامر.

واختلف في (وَإِنَّ اللهَ رَبِّي) [الآية : ٣٦] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بفتح الهمزة على حذف حرف الجر اللام متعلقا بما بعده والمعنى لوحدانيته أطيعوه أو عطفا على الصلاة أي بالصلاة وبأن الله. وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بكسرها على الاستئناف.

وقرأ (صِراطٌ) [الآية : ٣٦] بالسين (١) قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زاء خلف عن حمزة.

وقرأ (يُرْجَعُونَ) [الآية : ٤٠] بالياء من تحت مبنيا للفاعل يعقوب والباقون بالياء من تحت أيضا مبنيا للمفعول ومر بالبقرة (كقراءة) (إبراهام) بالألف في الثلاثة لهشام وابن ذكوان بخلفه.

وقرأ (يا أبت) بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ووقف عليها بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (وفتح) ياء الإضافة من (إني أخاف) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتح لام (مُخْلَصاً) عاصم وحمزة والكسائي وخلف وسهل همز (إسرائيل) أبو جعفر مع المد والقصر ومر خلف الأزرق في مد البدل فيها مع وقف حمزة عليها وعن الحسن (أَضاعُوا الصَّلاةَ) بالجمع ونصب التاء بالكسرة.

وقرأ (يَدْخُلُونَ) [الآية : ٦٠] بضم الياء وفتح الخاء مبنيا للمفعول ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب وسبق بالنساء وعن الحسن (جَنَّاتِ عَدْنٍ) بالتوحيد والرفع وعن المطوعي كذلك إلا أنه نصب التاء وعن الشنبوذي بالألف على الجمع مع رفع التاء على أنه خبر لمضمر أي تلك أو هي أو على أنه مبتدأ والتي وعد خبره والجمهور بالجمع والنصب بدل من الجنة.

واختلف في (نُورِثُ) [الآية : ٦٣] فرويس بفتح الواو وتشديد الراء (٢) من ورث مضعفا وافقه الحسن والمطوعي والباقون بسكون الواو وتخفيف الراء مضارع أورث

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) أي : (نورّث). [أ].

٣٧٨

وأدغم لام (هل تعلم) حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر.

وقرأ (أَإِذا ما مِتُ) [الآية : ٦٦] بهمزة واحدة على الخبر ابن ذكوان من طريق الصوري وعليه جمهور العراقيين من طريقه وابن الأحزم عن الأخفش عنه من التبصرة وغيرها وفاقا لجمهور المغاربة وهو أحد الوجهين في الشاطبية وغيرها ورواه النقاش عن الأخفش عنه بهمزتين على الاستفهام وبه قرأ الباقون وهم على أصولهم فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الثانية مع المد وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر وهشام في أحد وجهيه وابن ذكوان من طريق النقاش وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بالتحقيق والقصر والثاني لهشام التحقيق مع المد وروى كثيرون المد هنا عن هشام من طريق الحلواني بلا خلف هو أحد السبعة.

وقرأ (مِتَ) [الآية : ٦٦] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (أَوَلا يَذْكُرُ) [الآية : ٦٧] بتخفيف الذال والكاف المضمومة نافع وابن عامر وعاصم مضارع ذكر والباقون بالتشديد مع فتح الكاف (١) مضارع تذكر والأصل يتذكر أدغمت التاء في الذال وسبق بالإسراء ومر قريبا وكسر (جثيا) لحفص وحمزة والكسائي.

وقرأ (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ) [الآية : ٧٢] بالتخفيف من أنجى الكسائي ويعقوب (٢) كما مر بالأنعام وعن ابن محيصن (يتلى) بالياء من تحت على التذكير والجمهور بالتاء على التأنيث.

واختلف في (مَقاماً) [الآية : ٧٣] فابن كثير بضم الميم وافقه ابن محيصن مصدر أقام أو اسم مكان منه أي خير إقامة أو مكان إقامة والباقون بفتحها مصدر قام أو اسم مكانه ونصبه على التمييز.

وقرأ (أَثاثاً وَرِءْياً) [الآية : ٧٤] بتشديد الياء بلا همز قالون وابن ذكوان وأبو جعفر فيحتمل أن يكون مهموز الأصل إشارة إلى حسن البشرة كأنه قال ونضارة فسهلت الهمز بإبدالها ياء ثم أدغمت الياء في الياء ويحتمل أن يكون من الري مصدر روى يروي ريا إذا امتلأ من الماء لأن الريان له من الحسن والنضارة ما يستحسن والباقون بالهمز (٣) من رؤية العين فعل بمعنى مفعول إذ هو حسن المنظر (ووقف) عليه حمزة بالبدل ياء مع الإظهار اعتبارا بالأصل وبالإدغام ورجح الأول صاحب الكافي وغيره ورجح الثاني الداني في الجامع قال لأنه جاء منصوصا عن حمزة ولموافقته الرسم وأطلق في التيسير الوجهين على السواء وتبعه الشاطبي وحكي ثالث وهو التحقيق لما قيل من صعوبة الإظهار وإيهام الإدغام إنها مادة أخرى وهو الري بمعنى الامتلاء قال في النشر ولا يؤخذ به لمخالفته

__________________

(١) أي : (يذّكّر). [أ].

(٢) الباقون : (ينجّي). [أ].

(٣) أي : (رئيا). [أ].

٣٧٩

النص والأداء وحكي رابع وهو الحذف فيقف بياء واحدة مخففة على الرسم ولا يصح ولا يحل كما في النشر قال واتباع الرسم متحد مع الإدغام فالمقروء به الوجهان الأولان فقط وقرأ (أفرأيت) بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وحققها الباقون ومر بالأنعام ويوقف عليه لحمزة ببين بين.

واختلف في (وَلَداً) [الآية : ٧٧] هنا وهو أربعة : مالا وولدا ، وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ، أن دعوا للرحمن ولدا ، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا [الآية : ٨٨ ، ٩١ ، ٩٢] وفي الزخرف (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) [الآية : ٨١] فحمزة والكسائي بضم الواو وسكون اللام (١) في الأربعة جمع ولد كأسد وأسد والباقون بفتح الواو واللام فيهن اسم مفرد قائم مقام الجمع وقيل هما لغتان بمعنى كالعرب والعرب ويذكر حرف نوح في موضعه إن شاء الله تعالى (ويوقف) لحمزة على (توزهم) بالتسهيل بين بين فقط وأما إبدالها واوا مضمومة للرسم فلا يصح وعن الحسن (يحشر المتقون) بضم الياء من تحت وفتح الشين مبنيا للمفعول والمتقون بالرفع بالواو نيابة عن الفاعل وكذا (ويساق المجرمون) وأدغم دال (لقد جئتم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف (وأبدل) الهمزة الساكنة من جئتم أبو عمر بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة وحققها ورش من طريقيه كالباقين.

واختلف في (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ) [الآية : ٩٠] هنا فنافع والكسائي يكاد بالياء من تحت على التذكير يتفطرن بفتح الياء من تحت والتاء من فوق والطاء مشددة (٢) من فطره إذا شققه مرة بعد أخرى وقرأ ابن كثير وحفص وأبو جعفر كذلك لكن بالتاء من فوق في تكاد وافقهم ابن محيصن والحسن والمطوعي.

وقرأ أبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة ويعقوب وخلف تكاد كذلك بالتأنيث (يَتَفَطَّرْنَ) بالياء ونون ساكنة وكسر الطاء مخففة من فطره شقه وافقهم اليزيدي والشنبوذي ويأتي موضع الشورى في محله إن شاء الله تعالى.

وقرأ (لِتُبَشِّرَ بِهِ) [الآية : ٩٧] بالتخفيف حمزة (٣) سبق بآل عمران وأدغم لام (هَلْ تُحِسُ) حمزة والكسائي وهشام وصوبه عنه في النشر وعليه الجمهور.

المرسوم كتبوا خلقتك من قبل بغير ألف قبل الكاف في الكل نافع كبقية الرسوم تسقط بحذف الألف وكتبوا لأهب لك بلام وألف في الإمام كغيره وكتب أيهم الياء متصلة بالهاء (هاء التأنيث) ذكر رحمت ربك بالتاء يا أبت بالتاء أيضا. ياءات الإضافة ست (وَرائِي وَكانَتِ) [الآية : ٥] ، (لِي آيَةً) [الآية : ١٠] ، (وَإِنِّي أَخافُ) [الآية : ٤٥] ، (إِنِّي) [الآية : ٤٣] (آتانِيَ الْكِتابَ) [الآية : ٣٠] (رَبِّي إِنَّهُ) [الآية : ٤٧] ، وليس فيها زائدة.

__________________

(١) أي : (ولدا). [أ].

(٢) أي : (يكاد ، يتفطّرن). [أ].

(٣) أي : (لتبشر). [أ].

٣٨٠