إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام

مكية (١) قيل إلا آيتين في كفار قتلى قريش ببدر ألم تر إلى الذين بدلوا إلى آخرهما وآيها إحدى وخمسون بصري واثنان كوفي وأربع حرمي وخمس شامي خلافها سبع إلى النور معا حرمي وشامي وعاد وثمود حرمي وبصري بخلق جديد كوفي ودمشقي ومدني أول وفرعها في السماء تركها غير أول وغير بصري وسخر لكم الليل والنهار شامي يعمل الظالمون شامي (مشبه الفاصلة) سبعة الر الظالمين. دائبين. يأتيهم العذاب. قريب. والسموات من قطران وعكسه ثلاثة ما يشاء. فيها سلام. هواء القراءات سبق سكت أبي جعفر على حروف (الر) كإمالة الراء وتقليلها بأول يونس وغيرها.

واختلف في قراءة (اللهَ الَّذِي) [الآية : ٢] فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الجلالة الشريفة وصلا ، وابتدأ بها على أنه مبتدأ خبره الموصول بعده ، أو خبر مضمر أي هو الله ، وكذا قرأ رويس في الابتداء فقط وافقهم الحسن في الحالين ، والباقون بالجر على البدل مما قبله أو عطف البيان لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام لغلبته على المعبود بحق (وعن) الحسن (ويصدون) بضم الياء وكسر الصاد من أصد (وعن) المطوعي (بلسن قومه) بفتح اللام وسكون السين.

وأمال (صَبَّارٍ) [الآية : ٥] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق ومر إمالة (أنجاكم) لحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق بخلفه (ويوقف) لحمزة وهشام بخلفه على (نبؤا) المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو مع الروم (وأدغم) ذال (إذ تأذن) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف (وسهل) همز (تأذن) بين بين الأصبهاني بخلف عنه (وأسكن) سين (رسلهم) وباء (سبلنا) أبو عمرو وأمال (جاءتهم) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وأمال (فأوحى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٥٧). [أ].

٣٤١

وأمال (خاف) حمزة (وأثبت) ياء (وعيد) وصلا ورش وفي الحالين يعقوب (وعن) ابن محيصن (واستفتحوا) بكسر التاء الثانية على صيغة الأمر.

وأمال (وخاب) حيث جاء حمزة والداجوني عن هشام من طريق التجريد والروضة والمبهج وغيرها وابن ذكوان من طريق الصوري وفتحه الباقون وبه قرأ الحلواني وابن سوار وغير عن الداجوني عن هشام والأخفش عن ابن ذكوان وقرأ (الرياح) بالجمع نافع وأبو جعفر (١).

واختلف في (خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الآية : ١٩] ، و (خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ) في النور [الآية : ٤٥] فحمزة والكسائي وخلف بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف (٢) اسم فاعل وخفض (السَّماواتِ) على الإضافة والأرض على العطف عليه (كُلِ) في النور على الإضافة أيضا وافقهم الحسن والأعمش والباقون بفتح الخاء واللام بلا ألف وفتح القاف فعلا ماضيا ونصب السموات بالكسرة والأرض وكل على المفعولية وفتح ياء الإضافة من (لي عليكم) حفص وحده.

واختلف في (بِمُصْرِخِيَ) [الآية : ٢٢] فحمزة بكسر الياء وافقه الأعمش لغة بني يربوع وأجازها قطرب والفراء وإمام النحو واللغة والقراءة أبو عمرو بن العلاء وهي متواترة صحيحة والطاعن فيها غالط قاصر ونفي النافي لسماعها لا يدل على عدمها فمن سمعها مقدم عليه إذ هو مثبت وقرأ بها أيضا يحيى بن وثاب وحمران بن أعين وجماعة من التابعين وقد وجهت بوجوه منها أن الكسرة على أصل التقاء الساكنين وأصله مصرخين حذفت النون للإضافة فالتقى ساكنان ياء الإعراب وياء الإضافة وهي ياء المتكلم وأصلها السكون فكسرت للتخلص من الساكنين والباقون بفتح الياء لأن الياء المدغم فيها تفتح أبدا (وأثبت) ياء (أشركتمون) وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب (وعن) الحسن (وأدخل الذين) برفع اللام مضارعا وقرأ (أكلها) بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو ومر بالبقرة ككسر تنوين (خبيثة اجتثت) لقنبل وابن ذكوان بخلفهما وأبي عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.

وأمال (مِنْ قَرارٍ) [الآية : ٢٦] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وكذا خلف وبالصغرى الأزرق وأما حمزة فعنه الكبرى والصغرى من روايتيه والفتح من رواية خلاد وبه قرأ الباقون (وأبدل) الثانية واوا مفتوحة من (ما يشاء ألم) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال (البوار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وحمزة من روايتيه كما في الشاطبية وعليه المغاربة جميعا والفتح له رواية العراقيين قاطبة (ووقف) (على نعمت) بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.

__________________

(١) الباقون : (الرّيح). [أ].

(٢) أي : (خالق). [أ].

٣٤٢

واختلف في (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) [الآية : ٣٠] وفي الحج [الآية : ٩] (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) وفي لقمان [الآية : ٦] (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) وفي الزمر [الآية : ٨] (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) فابن كثير ، وأبو عمرو بفتح الياء في الأربعة ، وقرأ رويس كذلك في غير لقمان من غير طريق أبي الطيب وروى عنه أبو الطيب بعكس ذلك ففتح الياء في لقمان وضمها في الباقي وافقهم ابن محيصن واليزيدي في الأربعة والحسن في الزمر والباقون بالضم في الأربعة من أضل رباعيا واللام للجر مضمرة أن بعدها وهي للعاقبة حيث كان مآلهم إلى ذلك أو للتعليل وفتح ياء الإضافة من (قل لعبادي الذين) نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ورويس وأبو جعفر وخلف عن نفسه وقرأ (لا بيع فيه ولا خلال) بالرفع والتنوين نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف وسبق حكم (وآتاكم) للأزرق من حيث مد البدل والتقليل والفتح وعن الحسن والأعمش (من كلّ) بتنوين كل وما بعدها إما نافية أو موصولة فالجمهور على إضافة كل إلى ما وتكون من تبعيضية أي بعض جميع ما سألتموه يعني من كل شيء سألتموه شيئا فإن الموجود من كل صنف بعض ما في قدرة الله تعالى قاله القاضي وقرأ إبراهام هنا بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش وكذلك المطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان.

وأمال (عصاني) الكسائي ، وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء الإضافة من : (إني أسكنت) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (أَفْئِدَةُ) [الآية : ٣٧] هنا فهشام من جميع طرق الحلواني بياء بعد الهمزة (١) لغرض المبالغة على لغة المشبعين من العرب على حد الدراهم والصياريف وليست ضرورة بل لغة مستعملة معروفة ولم ينفرد بهما الحلواني عن هشام ولا هشام عن ابن عامر كما بينه في النشر فالطعن فيها مردود وروى الداجوني من أكثر الطرق عن هشام بغير ياء وبه قرأ الباقون جمع فؤاد كغراب وأغربه وخرج بهنا نحو وأفئدتهم هواء المجمع على أنها بغير ياء أي قلوبهم فارغة من العقول (وضم) هاء (إليهم) حمزة ويعقوب وأمال (ما يخفى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن ابن محيصن (وهبني على الكبر) بالنون عوضا من اللام وأثبت الياء في (دعاء) وصلا ورش وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن شنبوذ وحذفها في الحالين من طريق ابن مجاهد وهذا هو طريق النشر الذي هو طريق كتابنا وورد أيضا إثباتها وقفا أيضا من طريق ابن شنبوذ قال في النشر وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلا ووقفا وبه أخذ في الحالين البزي ويعقوب.

وقرأ (تَحْسَبَنَ) [الآية : ٤٢] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (وعن) الحسن (إنما نؤخرهم) بنون العظمة وبذلك انفرد القاضي أبو العلا عن النخاس

__________________

(١) أي : (أفئيدة). [أ].

٣٤٣

عن رويس ولم يعول على ذلك في الطيبة على عادته وضم هاء (يأتيهم) (الْعَذابِ) وصلا ووقفا يعقوب وضم الميم معها وصلا وضمهما حمزة والكسائي وخلف وصلا وكسرهما كذلك أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون.

واختلف في (لِتَزُولَ) [الآية : ٤٦] فالكسائي بفتح اللام الأولى ورفع الثانية (١) على أن أن مخففة من الثقيلة والهاء مقدرة واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية والفعل مرفوع أي وإنه كان مكرهم وافقه ابن محيصن والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية على أنها نافية واللام لام الجحود والفعل منصوب بعدها بأن مضمرة ويجوز جعلها أيضا مخففة من الثقيلة والمعنى إنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال الثابتة ثباتا وتمكنا من آيات الله تعالى وشرائعه قاله القاضي وعن الحسن (رسله) بإسكان السين ومر قريبا (تحسبن).

وأمال (الْقَهَّارُ) [الآية : ٤٨] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وحمزة بخلف عنه تقدم تفصيله في البوار.

وأمال (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ) [الآية : ٤٩] وصلا السوسي بخلفه.

وأمال (وَتَغْشى) [الآية : ٥٠] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

المرسوم به الريح بلا ألف واختلف في الريح لواقح بالحجر باييم الله بياء بين المشددة والميم في بعض المصاحف وفي بعض بألف مكانها فلا تلوموني فمن تبعني بالياء فيها وقال الضعفؤا بواو بعد الفاء وزيادة ألف بعدها وكذا نبؤا بواو بعد الباء فألف عصاني بالياء. (المقطوع) اتفقوا على قطع لام من كل ما سألتموه فقط (الهاء) نعمت الله معا بالتاء. ياءات الإضافة ثلاث (لِي عَلَيْكُمْ) [الآية : ٢٢] ، (لِعِبادِيَ الَّذِينَ) [الآية : ٣١] ، (إِنِّي أَسْكَنْتُ) [الآية : ٣٧] والزوائد ثلاث أيضا (وَعِيدِ) [الآية : ١٤] ، (أَشْرَكْتُمُونِ) [الآية : ٢٢] ، (دُعاءً) [الآية : ٤٠].

__________________

(١) أي : (لتزول). [أ].

٣٤٤

سورة الحجر

مكية وآيها تسع وتسعون (مشبه الفاصلة) موضع الر القراءات سبق السكت على (الر) لأبي جعفر كإمالة الراء وتقليلها ونقل (قران) لابن كثير كوقف حمزة والسكت له وصلا على الراء بخلفه كابن ذكوان وحفص وإدريس عن خلف.

واختلف في (رُبَما) [الآية : ٢] فنافع وعاصم وأبو جعفر بتخفيف الباء الموحدة والباقون بتشديدها (١) لغتان.

وقرأ (وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ) [الآية : ٣] بضم الهاء الثانية رويس بخلفه وتقدم حكم ضم الميم وصلا وحدها أو مع الهاء غير مرة.

واختلف في (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) [الآية : ٨] فأبو بكر بضم التاء وفتح النون والزاي مشددة مبنيا للمفعول (الْمَلائِكَةِ) بالرفع نائب الفاعل ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بنونين الأولى مضمومة والأخرى مفتوحة وكسر الزاي مشددة مبنيا للفاعل (٢)(الْمَلائِكَةِ) بالنصب مفعولا به وافقهم الأعمش وعن ابن محيصن بنونين مضمومة فساكنة مع كسر الزاي مخففة والباقون بفتح التاء والنون والزاي مشددة مبنيا للفاعل مسند للملائكة وأصله تتنزل حذفت إحداهما تخفيفا الملائكة بالرفع فاعله وقرأ بتشديد تائه موصولة بما البزي بخلفه أدغم التاء المحذوفة لغيره في تاليها بعد أن نزلها منزلة الجزء من الكلمة السابقة لتوقف الإدغام على تسكين المدغم وتعذر التسكين في المبدوء به واتفقوا على تشديد (وما ننزله إلا بقدر) وأدغم تاء (وقد خلت سنة) أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي (يعرجون) بكسر الراء لغة هذيل واختلف في (سُكِّرَتْ) [الآية : ١٥] فابن كثير بالبناء للمفعول مع تخفيف الكاف (٣) من سكرت الماء في مجاريه إذا منعته من الجري فهو متعدّ فلا يشكل بأن المشهور أن سكر لازم فكيف يبنى للمفعول لأن اللازم من سكر الشراب ، أو الريح فقط وافقه ابن محيصن والحسن والباقون كذلك إلا أنهم شددوا الكاف.

__________________

(١) أي : (ربّما). [أ].

(٢) أي : (ننزّل). [أ].

(٣) أي : (سكرت). [أ].

٣٤٥

وقرأ (بل نحن) بإدغام اللام في النون الكسائي وأدغم دال (ولقد جعلنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وتقدم اتفاقهم على قراءة (معايش) بالياء بالأعراف.

وقرأ (الرّيح لواقح) بالأفراد حمزة وخلف (١) (وغلظ) الأزرق لام (صلصال) بخلف عنه والأصح ترقيقها كما في النشر لسكون اللام.

وأمال (أبي) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن (والجان) بهمزة مفتوحة بعد الجيم بلا ألف حيث وقع وفتح لام (المخلصين) نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف كما مر بيوسف.

وقرأ (صِراطَ) بالسين قنبل (٢) من طريق ابن مجاهد ورويس وأشمها خلف عن حمزة.

واختلف في (عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) [الآية : ٤١] فيعقوب بكسر اللام وضم الياء منونة (٣) من علو الشرف وافقه الحسن والباقون بفتح اللام والياء بلا تنوين أي من مر عليه مر علي والمعنى أنه أي المشار إليه بهذا طريق على يؤدي إلى الوصول إلي ويجوز أن يكون المراد حق علي أن أراعيه نحو وكان حقا علينا نصر المؤمنين.

وقرأ (جُزْءٌ) [الآية : ٤٤] بضم الزاي أبو بكر وحذف أبو جعفر الهمز وشدد الزاي وكأنه ألقى حركة الهمزة على الزاي ووقف عليها فشددها على حد قولهم خالد بتشديد الدال ثم أجرى الوصل مجرى الوقف (ويوقف) عليها لحمزة وهشام بخلفه بالنقل مع الإسكان والروم والإشمام فهي ثلاثة كما في النشر وأما التشديد فشاذ.

وقرأ (عُيُونٍ) [الآية : ٤٥] بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي (وكسر) تنوينه أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما وعاصم وحمزة وروح.

وقرأ رويس فيما رواه القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس بالمعجمة وأبو الطيب والشنبوذي عن التمار عنه بضم تنوين عيون (وكسر) خاء (ادخلوها) مبنيا للمفعول من أدخل رباعيا فالهمزة للقطع نقلت حركتها إلى التنوين ثم حذفت وروى السعيدي والحمامي كلاهما عن التمار عن النخاس وهبة الله كلاهما عن رويس بضم الخاء فعل أمر وكذلك قرأ الباقون ولا خلاف في الابتداء في الابتداء في القراءتين بضم الهمزة (وأبدل) همز (نبيء) أبو جعفر في الحالين كوقف حمزة وأما (نبئهم) فلم يبدلها أبو جعفر كأنبئهم ووقف حمزة عليها بالبدل واختلف عنه في الهاء كما مر فكسرها ابن مجاهد وابن غلبون وضمها الجمهور ومال إليه في النشر (وفتح) ياء الإضافة من (عبادي) ومن (إني أنا) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر (وأدغم) ذال (إذ دخلوا) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف (وعن) الحسن (لا توجل) بضم التاء مبنيا للمفعول.

__________________

(١) الباقون : (الرّياح). [أ].

(٢) أي : (سراط). [أ].

(٣) أي : (عليّ). [أ].

٣٤٦

وقرأ (يُبَشِّرُكَ) [الآية : ٥٣] بالتخفيف (١) حمزة واختلف في تبشرون فنافع بكسر النون مخففة والأصل تبشرونني الأولى للرفع والثانية للوقاية حذفت نون الوقاية للثقل ثم حذفت الياء على حد أكرمني مجتزيا عنها بالكسرة المنقولة إلى النون الأولى وقيل المحذوف الأولى وعليه سيبويه وقرأ ابن كثير بكسر النون مشددة أدغم الأولى في الثانية تخفيفا وحذف ياء الإضاقة اكتفاء بالكسرة وافقه ابن محيصن والباقون بفتحها مخففة.

تنبيه في النشر إذا وقف على المشدد بالسكون نحو صواف ودواب وتبشرون عند من شدد النون فمقتضى إطلاقهم لا فرق في قدر هذا المد وقفا ووصلا ولو قيل بزيادة في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدا فقد قال كثير منهم بزيادة ما شدد على غير المشدد وزادوا مد لام من الم على مد ميم من أجل التشديد فهذا أولى لاجتماع ثلاث سواكن انتهى وعن (الحسن القانطين) بغير ألف كفرحين.

واختلف في (وَمَنْ يَقْنَطُ) [الآية : ٥٦] هنا و (يَقْنَطُونَ) بالروم [الآية : ٣٦] و (لا تَقْنَطُوا) بالزمر [الآية : ٥٣] فأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب وخلف بكسر النون وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش والباقون بفتحها كعلم يعلم لغة فيه والأول كضرب يضرب لغة أهل الحجاز وأسد وهي الأكثر ولذا أجمعوا على الفتح في الماضي في قوله تعالى من بعد ما قنطوا.

وقرأ (لَمُنَجُّوهُمْ) [الآية : ٥٩] بالتخفيف (٢) حمزة والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام.

واختلف في (قَدَّرْنا) [الآية : ٦٠] هنا والنمل [الآية : ٥٧] فأبو بكر بتخفيف الدال (٣) والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي كتبنا وأسقط الهمزة الأولى من (جاء آل) قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وقنبل من طريق ابن شنبوذ وسهل الثانية بين بين ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس من غير طريقهما المذكورين وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا وكذا قنبل في وجهه الثالث لكن سبق في باب الهمزتين من كلمتين عن النشر أن بعضهم اقتصر على التسهيل لهما ومنع البدل في ذلك ونظيره وهو جاء آل فرعون وذلك لأن بعدها ألفا فيجتمع ألفان حالة البدل واجتماعهما متعذر وقيل تبدل فيهما كسائر الباب ثم فيهما بعد البدل وجهان أحدهما أن تحذف الألف للساكنين والثاني أن لا تحذف ويزاد في المد فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين قال وقد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى المد عن الأزرق لوقوع حرف المد بعد همز ثابت فحكى فيه المد والتوسط والقصر وفيه نظر وحينئذ فالمعول عليه حالة البدل وجهان القصر على تقدير حذف الألف والمد على

__________________

(١) والتخفيف أي : (يبشرك). [أ].

(٢) أي : (لمنجوهم). [أ].

(٣) أي : (قدرنا). [أ].

٣٤٧

عدم الحذف للفصل بين الساكنين ويمتنع التوسط للأزرق وأما على وجه التسهيل فالثلاثة جارية له كما تقدم وتقدم الخلاف عن أبي عمرو في إدغام (آل لوط) وكذا يعقوب.

وقرأ (فَأَسْرِ) [الآية : ٦٥] بهمزة وصل (١) نافع وابن كثير وأبو جعفر والباقون بهمزة قطع مفتوحة (وتقدم) نظير (جاء أهل المدينة) (وأثبت) الياء (تفضحون) وفي (تخزون) في الحالين يعقوب (وفتح) ياء الإضافة من (بناتي أن) نافع وأبو جعفر (وعن) المطوعي (سكرتهم) بضم السين (وعن) الحسن (ينحتون) هنا والشعراء بفتح الحاء ورويت عن أبي حيوة وقرأ (بيوتا) بضم الباء ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وأمال (أغنى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه (وعن) المطوعي (هو الخالق) بكسر اللام والجمهور الخلاق بالفتح والتشديد (ومر) نقل (القرآن) لابن كثير (وفتح) ياء الإضافة من (أني أنا) نافع وابن كثير وأبو جعفر.

وقرأ (فَاصْدَعْ) [الآية : ٩٤] بإشمام الصاد الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه.

المرسوم اختلف في حذف الألف من الريح لواقح واتفقوا على إثباتها في كتاب وكتبوا بالياء أبشرتموني والمثاني. ياءات

الإضافة أربع (عِبادِي) [الآية : ٤٩] ، (إِنِّي أَنَا) [الآية : ٤٩] ، (بَناتِي إِنْ) [الآية : ٧١] ، (إِنِّي أَنَا) [الآية : ٨٩] ومن الزوائد ثنتان (فَلا تَفْضَحُونِ) [الآية : ٦٨] ، (وَلا تُخْزُونِ) [الآية : ٦٩].

__________________

(١) أي : (فاسر). [أ].

٣٤٨

سورة النحل

مكية (١) غير ثلاث وإن عاقبتم إلى آخرها وآيها مائة وعشرون وثمان آيات شبه الفاصلة اثنا عشر قصد السبيل. وما يشعرون. ما تسرون وما يعلنون. ما يشاؤن. طيبين. ما يكرهون. يؤمنون. هل يستوون. وباق قليل وعكسه خمسة ما لا تعلمون. وما تعلنون. وهم مستكبرون. فيكون. لا يفلحون. القراءات أمال (أتى) ابن ذكوان في رواية الأكثرين عن الصوري عنه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله (سبحانه وتعالى) إلا أن ابن ذكوان بفتحه.

وقرأ (عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الآية : ١ ، ٣] معا بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف وسبق بيونس.

واختلف في (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) [الآية : ٢] فروح بالتاء من فوق مفتوحة وفتح الزاي المشددة مثل (تُنَزَّلَ) في سورة القدر المتفق عليه (الْمَلائِكَةِ) بالرفع على الفاعلية وافقه الحسن والباقون بالياء مضمومة وكسر الزاي ونصب الملائكة وهم في تشديد الزاي على أصولهم فابن كثير وأبو عمرو ورويس بسكون النون وتخفيف الزاي والباقون بفتح النون مع التشديد للزاي (وأثبت) الياء في (فاتقون) في الحالين يعقوب ووقف حمزة وهشام بخلفه على (دفء) بالنقل مع إسكان الفاء والروم والإشمام.

واختلف في (بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) [الآية : ٧] فأبو جعفر بفتح الشين وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو والباقون بكسرها مصدران بمعنى واحد المشقة وقيل الأول مصدر والثاني اسم وقيل بالكسر نصب الشيء قال القاضي كأنه ذهب نصف قوته بالتعب.

وقرأ رؤف [الآية : ٧] بقصر الهمز أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (وأشم) قصد السبيل حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه.

وأمال (شاء) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه.

واختلف في (يُنْبِتُ) [الآية : ١١] فأبو بكر بالنون (٢) والباقون بياء الغيبة.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٦٠). [أ].

(٢) أي : (ننبت). [أ].

٣٤٩

وقرأ (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) [الآية : ١٢] برفعهما ابن عامر وقرأ هو وحفص (والنجوم مسخرات) بالرفع فيهما ، ومر بالأعراف.

وأمال (وَتَرَى الْفُلْكَ) [الآية : ١٤] وصلا السوسي بخلفه وعن الحسن (وبالنّجم) بضم النون ، وسكون الجيم هنا ، وفي سورة النجم على أنها مخففة من قراءة ابن وثاب بضم النون والجيم أو لغة مستقلة والجمهور على فتح النون وسكون الجيم فقيل المراد به كوكب بعينه كالجدي والثريا وقيل هو اسم جنس.

وقرأ (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [الآية : ١٧] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بالأنعام.

واختلف في (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ) [الآية : ٢٠] فعاصم ويعقوب بياء الغيبة على الالتفات من خطاب عام للمؤمنين إلى غيب خاص للكافرين وافقهما الحسن والباقون بتاء الخطاب مناسبة لتسرون التفاتا من الخطاب العام إلى الخاص (وأشم) قاف (قيل) هشام والكسائي ورويس.

وأمال (أوزار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وتقدم نظير (عليهم السقف) وعن ابن محيصن السقف بضم السين والقاف على الجمع.

واختلف في (شُرَكائِيَ الَّذِينَ) [الآية : ٢٧] فالبزي بخلف عنه بحذف الهمزة (١) على لغة قصر الممدود ذكره الداني في التيسير وتبعه الشاطبي لكن قال في النشر وهو وجه ذكره الداني حكاية لا رواية وبين ذلك وأنه ثبت من طرق أخرى عن البزي ثم قال : وليس في ذلك شيء يؤخذ به من طرق كتابنا أي فضلا عن طرق الشاطبية وأصلها ولذا لم يعرج عليه في طيبته قال : ولو لا حكاية الداني له عن النقاش لم نذكره ، وكذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير للبزي بخلف عنه وهو خروج منهما عن طرقهما المبني عليهما كتابهما وقد طعن في هذه الرواية من حيث أن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة الشعر والحق أنها ثبتت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير ولا الشاطبية ولا من طرقنا فينبغي أن يكون قصر الممدود جائز في الكلام على قلته كما قال بعض أئمة النحو انتهى ملخصا والباقون بإثبات الهمزة قال في النشر وهو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره وعن الحسن بالحذف كهذه الرواية عن البزي إلا أنه عم كلما كان مثله وعن ابن محيصن إسكان يائه هنا من المبهج وفتحها من المفردة كالباقين.

واختلف في (تُشَاقُّونَ) [الآية : ٢٧] فنافع بكسر النون مخففة والأصل

__________________

(١) أي : (شركائي). [أ].

٣٥٠

تشاقونني فحذف مجتزيا بالكسر كما تقدم في (تُبَشِّرُونَ) والباقون بفتحها مخففة أيضا والمفعول محذوف أي المؤمنين أو الله.

وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق.

واختلف في (تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) [الآية : ٢٨ ، ٣٢] في الموضعين هنا فحمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير وافقهما الأعمش والباقون بالتاء على التأنيث وهم في الفتح والإمالة على أصولهم.

وقرأ (تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) [الآية : ٣٣] حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير والباقون بالتأنيث كما مر بالأنعام.

وأمال (وحاق) حمزة وحده (وكسر نون) (أن اعبدوا الله) أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.

واختلف في (لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ) [الآية : ٣٧] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وكسر الدال على البناء للفاعل أي لا يهدي الله من يضله فمن مفعول بيهدي ويجوز أن يكون يهدي بمعنى يهتدي فمن فاعله وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الدال (١) على البناء للمفعول ومن نائب الفاعل والعائد محذوف.

وقرأ (فَيَكُونُ وَالَّذِينَ) [الآية : ٤٠] بالنصب ابن عامر والكسائي (وأبدل) همز (لنبوئنهم) ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه وقرأ (يوحي إليهم) بالنون مبنيا للفاعل حفص وتقدم بيوسف كنقل (فسئلوا) لابن كثير والكسائي وكذا خلف وتسهيل الأصبهاني همزة (أفأمن) الثانية ومر حكم (بهم الأرض) (وقصر) همز (لرؤف) أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب.

واختلف في (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ) [الآية : ٧١] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب لقوله فإن ربكم وافقهم الأعمش والباقون بالغيب لقوله أفأمن الذين.

واختلف في (يَتَفَيَّؤُا) [الآية : [الآية : ٤٨] فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث لتأنيث الجمع وافقهما اليزيدي والباقون بالتذكير لأن تأنيثه مجازي ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لكونها بعد فتح على القياسي وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد مع الرسم ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة ويجوز خامس وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وأثبت ياء (فارهبون) في الحالين ويعقوب (وبوقف) لحمزة على (تجأرون) بالنقل فقط (وغلظ) الأزرق لام (ظل) وصلا واختلف عنه في الوقف وكذا حكي عنه الخلاف وصلا والأرجح التغليظ فيهما.

__________________

(١) أي : (يهدى). [أ].

٣٥١

وأمال (يتوارى) أبو عمرو وابن ذكوان بخلف وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.

وأمال (الْأَعْلى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق فيهما بخلفه (وأما) (جاء أجلهم) من حيث الهمزتان فتقدم حكمه غير مرة ونظيره جاء أحد بالنساء.

وقرأ (لا جرم) بمد لا متوسطا حمزة بخلف عنه.

واختلف في (مُفْرَطُونَ) [الآية : ٦٢] فنافع بكسر الراء مخففة اسم فاعل من أفرط إذا تجاوز وقرأ أبو جعفر بكسرها مشددة من فرط قصر والباقون بالفتح مع التخفيف اسم مفعول من أفرطته خلفي أي تركته ونسيته.

وأمال (فأحيا به) الكسائي وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (نُسْقِيكُمْ) [الآية : ٦٦] هنا و (قَدْ أَفْلَحَ) [الآية : ٦٤] فنافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب بالنون المفتوحة فيهما مضارع سقي وعليه قوله تعالى وسقيهم ربهم وافقهم اليزيدي والحسن والشنبوذي وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنون المضمومة من أسقى ومنه قوله تعالى فأسقيناكموه وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو جعفر بالتاء المفتوحة على التأنيث (١) مسندا للأنعام ولا ضعف فيها من حيث أنه أنث نسقيكم وذكر بطونه لأن التذكير والتأنيث باعتبارين قاله أبو حيان واتفقوا على ضم (نُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا) بالفرقان [الآية : ٤٩] إلا ما يأتي عن المطوعي في فتحه (وللشاربين) ذكر خلفه في الإمالة لابن ذكوان.

وقرأ (بُيُوتاً) [الآية : ٦٨] بكسر أوله قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف (وضم) راء (يعرشون) ابن عامر وأبو بكر ومر بالأعراف.

واختلف في (يَجْحَدُونَ) [الآية : ٧١] فأبو بكر ورويس بالخطاب والباقون بالغيبة (وعن) ابن محيصن بخلفه توجهه بالخطاب.

وقرأ (صِراطٍ) [الآية : ٧٦] بالسين قنبل (٢) من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زاء خلف عن حمزة (وأدغم) رويس (جعل لكم) كل ما في هذه السورة وهو ثمانية بخلف عنه كأبي عمرو ويعقوب بكماله من المصباح (وكسر) حمزة الهمز والميم (من بطون أمهاتكم) وصلا والكسائي الهمزة فقط.

واختلف في (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ) [الآية : ٧٩] فابن عامر وحمزة ويعقوب وخلف بالخطاب لقوله والله أخرجكم وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالغيب قوله ويعبدون الخ (ومر) قريبا حكم (بيوتكم).

__________________

(١) أي : (نسقيكم). [أ].

(٢) أي : (سراط). [أ].

٣٥٢

واختلف في (ظَعْنِكُمْ) [الآية : ٨٠] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإسكان العين وافقهم الأعمش والباقون بفتحها وهما لغتان بمعنى كالنهر والنهر.

وأمال (وأوبارها وأشعارها) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق ووقف حمزة على (وأشعارها أثاثا) بتخفيف الهمزة في الكلمتين وبتسهيل الأولى بين بين مع تخفيف الثانية وتسهيلها بين بين مع المد والقصر وله السكت على حرف المد مع التخفيف فقط فمد الثانية في وجهي التحقيق فهي ستة أوجه وكلاهما متوسط بغيره غير أن الثاني منفصل وعلى (من الجبال أكنانا) بوجهين أولهما التحقيق وثانيهما إبدال الهمزة ياء مفتوحة (ويوقف) بالهاء على (يعرفون نعمت) لابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب ومثلها وبنعمت الله المتقدمة.

وأمال الراء وفتح الهمزة من (رأ الذين ظلموا) و (رأ الذين أشركوا) أبو بكر وحمزة وخلف والباقون بالفتح هذا هو المقروء به وما حكاه الشاطبي رحمه‌الله تعالى من الخلاف في الهمز عن أبي بكر وفيها وفي الراء عن السوسي متعقب كما تقدم في الأنعام (ومر) حكم نظير (إليهم القول) (ووقف) حمزة وهشام بخلفه على (وإيتاي) ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع المد والقصر والتوسط وبالتسهيل كالياء مع المد والقصر فهي خمسة وإذا أبدلته ياء على الرسمي فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة وفي الهمزة الأولى التحقيق وبين بين لتوسطها بزائد فصارت ثمانية عشر.

وأمال (وينهى) و (أربى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.

وقرأ (تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٩٠] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف (١) (وأدغم) دال (وقد جعلتم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف (ووقف) ابن كثير على (باق) بالياء.

واختلف في (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ) [الآية : ٩٦] فابن كثير وابن عامر بخلف عنه وعاصم وأبو جعفر بنون العظمة مراعاة لما قبله وافقهم ابن محيصن وهي رواية النقاش عن الأخفش والمطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان وكذا رواه الرملي عن الصوري من غير طريق الكارزيني وكذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام وقد قطع الداني بوهم من روى النون عن ابن ذكوان وتعقبه الجعبري وغيره قال في النشر قلت ولا شك في صحة النون عن هشام وابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة فقد قطع بذلك عنهما أبو العلاء الهمداني كما رواه سائر المشارقة والباقون بالياء على الغيب وهو نص المغاربة قاطبة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان جميعا وجها واحدا واتفقوا على النون في (ولنجزينّهم) لأجل (فَلَنُحْيِيَنَّهُ) قبله.

__________________

(١) الباقون : (تذّكّرون). [أ].

٣٥٣

وقرأ (بِما يُنَزِّلُ) [الآية : ١٠١] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو وخالف أصله يعقوب هنا فشدد (١) وإليه الإشارة بقول الطيبة : والنحل لأخرى (ح) ز (د) فا فما في الأصل هنا لعله سبق قلم مر بالبقرة كتسكين دال (القدس) لابن كثير ونقله همز (القرآن) كوقف حمزة وسكنه وصلا على الراء كابن ذكوان وحفص وإدريس وصلا ووقفا بخلفهم.

وقرأ (يُلْحِدُونَ) [الآية : ١٠٣] بفتح الياء والحاء حمزة والكسائي وخلف والباقون بالضم والكسر ومر بالأعراف (وضم) الهاء الثانية من (لا يهديهم الله) في الحالين يعقوب وأتبعها الميم وصلا وكسرهما وصلا أبو عمرو وضمهما وصلا حمزة والكسائي وخلف وضم الميم فقط كذلك الباقون.

واختلف في (ما فُتِنُوا) [الآية : ١١٠] فابن عامر بفتح الفاء والتاء مبنيا للفاعل أي فتنوا المؤمنين بإكراههم على الكفر أو أنفسهم ثم أسلموا كعكرمة وعمه وسهل بن عمرو والباقون بضم الفاء وكسر التاء (٢) مبنيا للمفعول أي فتنتهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان كعمار بن ياسر وعن الحسن (والخوف) بالنصب عطفا على لباس ومر قريبا حكم (ولقد جاءهم) وكذا الوقف على نعمت وشدد (الميتة) أبو جعفر وعن الحسن (الكذب) بالخفض بدل من الموصول والجمهور على النصب مفعول به وناصبه نصف وما مصدرية وجملة هذا حلال الخ مقول القول ولما تصف علة النهي وكسر نون (فمن اضطر) أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.

وقرأ أبو جعفر بكسر طاء (اضْطُرَّ) [الآية : ١١٥] وسبق توجيهه بالبقرة كقراءة إن إبراهام وملة إبراهام بالألف فيهما لابن عامر غير النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان.

وأمال (اجتباه ، وهديه) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق (وعن) الحسن والمطوعي (جعل) بالبناء للفاعل و (السبت) بالنصب مفعول به.

واختلف في (ضَيْقٍ) [الآية : ١٢٧] هنا والنمل [الآية : ٧٠] فابن كثير بكسر الضاد وافقه ابن محيصن بخلفه والباقون بالفتح لغتان بمعنى في هذا المصدر كالقول والقيل أو الكسر مصدر ضاق بيته ونحوه والفتح مصدر ضاق صدره ونحوه.

المرسوم يوم تأتي بالياء وإيتاي ذي بياء بعد الألف يتفيؤا بواو وألف بعدها المقطوع والموصول اختلف في قطع (إِنَّما عِنْدَ اللهِ) واتفقوا على وصل (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ) الهاء (بِنِعْمَتِ اللهِ ، يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ، وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) بالتاء فيها زائدتان (فَارْهَبُونِ) [الآية : ٥١] (فَاتَّقُونِ) [الآية : ٢] ومرا ليعقوب.

__________________

(١) أي : (ينزّل). [أ].

(٢) أي : (فتنوا). [أ].

٣٥٤

سورة الإسراء

مكية (١) وآيها مائة وعشر آيات في غير الكوفي وإحدى عشرة فيها اختلافها آية للأذقان سجدا كوفي (مشبه الفاصلة) أربعة عشر لبني إسرائيل. بأس شديد. ويبشر المؤمنين. السنين والحساب. لم نريد. إحسانا. قتل مظلوما ، سلطانا. بها الأولون. عذابا شديدا. ورحمة للمؤمنين. وصمّا. وبالحق نزل. يبكون. وعكسه اثنان الجبال طولا. لفيفا. القراءات أمال (أسرى) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وعن الحسن (لنريه) بفتح النون كما في المصطلح والإيضاح وبالياء من تحت في الدر للسمين (وسهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) مع المد والقصر واختلف في مده عن الأزرق (ويوقف) عليه لحمزة بتحقيق الأولى بلا سكت على بني وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما بين بين فضعيف وفي الثانية التسهيل بين بين مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه.

واختلف في (أَلَّا تَتَّخِذُوا) [الآية : ٢] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي والباقون بالخطاب (٢) على الالتفات.

وأمال (أولاهما) حمزة والكسائي وخلف وقللها أبو عمرو والأزرق بخلفهما (وعن) الحسن (عبيدا لنا) على وزن فعيلا والجمهور عبادا على وزن فعال وعنه أيضا (خلل الديار) بفتح الخاء بلا ألف.

واختلف في (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) [الآية : ٧] فقرأ الكسائي بنون العظمة وفتح الهمزة (٣) والفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام كي ، وقرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة وخلف بالياء وفتح الهمزة (٤) والفاعل هو الله وافقهم الأعمش والباقون بالياء وضم الهمزة وبعدها واو ضمير الجمع العائد على العباد أو النفير وهو موافق لقوله تعالى وليدخلوا الخ وقرأ (ويبشر) بفتح الياء وسكون الباء الموحدة وضم الشين مخففة حمزة والكسائي وسبق بآل عمران واتفقوا على حذف الواو من (ويدع) في الحالين للرسم إلا ما انفرد به الداني عن يعقوب من الوقف بالواو ولم يذكره في الطيبة فما

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٦٠) .. [أ].

(٢) أي : (تتّخذوا). [أ].

(٣) أي : (لنسوء). [أ].

(٤) أي : (ليسوء). [أ].

٣٥٥

في الأصل هنا ليس على إطلاقه ومع ذلك فيه نظر ظاهر وعن الحسن (ألزمنا طيره) بغير ألف.

واختلف في (وَنُخْرِجُ لَهُ) [الآية : ١٣] فأبو جعفر بالياء المثناة من تحت مضمومة وفتح الراء (١) مبنيا للمفعول ، ونائب الفاعل ضمير الطائر وقرأ يعقوب بالياء المفتوحة وضم الراء (٢) مضارع خرج وافقه ابن محيصن والحسن والفاعل ضمير الطائر أيضا والباقون بنون العظمة مضمومة وكسر الراء واتفقوا على نصب (كتابا) على المفعول به في الأخيرة وعلى الحال في السابقتين.

واختلف في (يَلْقاهُ) [الآية : ١٣] فابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف (٣) مضارع لقى بالتشديد والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لقي.

وأمال ابن ذكوان من طريق الصوري في رواية الأكثرين وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه (وأبدل) همز (اقرأ) أبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه.

واختلف في (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) [الآية : ١٦] فيعقوب بمد الهمزة (٤) من باب فاعل الرباعي ورويت عن ابن كثير وأبي عمرو وعاصم ونافع من غير هذه الطرق وافقه الحسن من المصطلح والباقون بالقصر.

وأمال (يصلاها) حمزة والكسائي وخلف وأما الأزرق فله الفتح مع تغليظ اللام والتقليل مع ترقيقها كما مر عن النشر (وكسر) تنوين (محظورا انظر) و (مسحورا انظر) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الأخفش وعاصم وحمزة ويعقوب (وعن) المطوعي (وقضاء ربك) بالمد والهمز مصدرا مرفوعا بالابتداء وربك بالجر على الإضافة وأن لا تعبدوا خبره.

وأمال (أَوْ كِلاهُما) حمزة والكسائي وخلف واختلف فيه عن الأزرق فألحقه بعضهم بنظائره من القوى والضحى فقلله وهو صريح العنوان وظاهر جامع البيان والجمهور على فتحه له وجها واحدا كالربا بالموحدة كما في النشر قال وهو الذي نأخذ به ثم قال وهذا هو الذي عليه العمل عند أهل الأداء قاطبة ولا يوجد نص أحد منهم بخلافه انتهى وذلك لأن ألفها منقلبة عن واو لإبدال التاء منها في كلتا ولدار رسمت ألفا والمميل يعلل بكسر الكاف وقيل عن ياء لقول سيبويه لو سميت بها لقلبت ألفها في التثنية ياء.

واختلف في (إِمَّا يَبْلُغَنَ) [الآية : ٢٣] فحمزة والكسائي وخلف يبلغان بألف التثنية قبل نون التوكيد الشديدة المكسورة على أن الألف ضمير الوالدين وأحدهما بدل

__________________

(١) أي : (ويخرج). [أ].

(٢) أي : (ويخرج). [أ].

(٣) أي : (يلقّاه). [أ].

(٤) أي : (آمرنا). [أ].

٣٥٦

منه بدل بعض وكلاهما عطف عليه بدل كل ولو لا أحدهما لكان كلاهما توكيدا للألف وافقهم المطوعي والباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد لأنها تفتح مع غير الألف وأحدهما فاعله وكلاهما عطف عليه.

واختلف في (أفّ) هنا والأنبياء والأحقاف فنافع وحفص وأبو جعفر بتشديد الفاء مع كسرها منونة في الثلاثة للتنكير وافقهم الحسن وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء (١) من غير تنوين فيها للتخفيف وافقهم ابن محيصن والباقون بكسرها (٢) بلا تنوين على أصل التقاء الساكنين ولقصد التعريف وهو صوت يدل على تضجر ولغة الحجاز الكسر بالتنوين وعدمه ولغة قيس الفتح وعن الحسن (إنّ المبذرين) بسكون الباء وتخفيف الذال.

واختلف في (خطأ) فابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء والمد (٣) وافقه ابن محيصن مصدر خاطأ يخاطئ خطاء كقاتل يقاتل قتالا وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني غير المفسر وأبو جعفر بفتح الخاء والطاء (٤) اسم مصدر من أخطأ وقيل مصدر خطئ خطأ كورم وربما بمعنى إثم ولم يصب وعن الحسن بفتح الخاء وسكون الطاء (٥) مصدر خطئ بالكسر والباقون بكسر الخاء وسكون الطاء من غير مد وبه قرأ هشام من طريق الحلواني والمفسر عن الداجوني مصدر خطئ خطأ إذا لم يتعمد كأثم إثما.

وأمال (الزنا) بالزاي حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (فَلا يُسْرِفْ) [الآية : ٣٣] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب للإنسان أو القاتل ابتدأ بالقتل العدوان أو القاتل استيفاء أو ولي القتل بعد نحو الدية أو يقتل غير القاتل كعادة الجاهلية وافقهم الأعمش والباقون بالغيب حملا على الإنسان أو الولي.

واختلف في (بِالْقِسْطاسِ) [الآية : ٣٥] هنا والشعراء [الآية : ١٨٢] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر القاف فيهما وافقهم الأعمش والباقون بالضم هما لغتان. الضم لغة الحجاز. والكسر لغة غيرهم ويوقف لحمزة على (مَسْؤُلاً) بالنقل فقط وأما بين بين فضعيف.

واختلف في (كانَ سَيِّئُهُ) [الآية : ٣٨] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمز والهاء وإشباع ضمتها على الإضافة والتذكير اسم كان ومكروها خبرها أي كل ما ذكر مما أمرتم به ونهيتم عنه كان سيئة وهو ما نهيتم عنه خاصة أمرا مكروها وهذا أحسن ما يقدر في هذا الموضع كما في الدر وافقهم الحسن والأعمش والباقون بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين (٦) على التوحيد خبر كان وأنث حملا على معنى كل

__________________

(١) أي : (أفّ). [أ].

(٢) أي : (أفّ). [أ].

(٣) أي : (خطاء). [أ].

(٤) أي : (خطأ). [أ].

(٥) أي : (خطأ). [أ].

(٦) أي : (سيّئة). [أ].

٣٥٧

ومكروها حملا على لفظها واسم كان ضمير الإشارة ويوقف عليه لحمزة بوجهين التسهيل كالواو على رأي سيبويه والإبدال ياء مضمومة على رأي الأخفش وحكى ثالث كالياء وهو المعضل ورابع وهو الإبدال واوا وكلاهما لا يصح وأمال (أوحى) و (فتلقى وأ فأصفيكم) و (تعالى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وسهل الهمزة الثانية من أفأصفاكم الأصبهاني عن ورش (وأدغم) دال (ولقد صرفنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن صرفنا بتخفيف الراء.

واختلف في (لِيَذَّكَّرُوا) [الآية : ٤١] هنا والفرقان [الآية : ٥٠] (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ) بمريم [الآية : ٦٧] و (يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ) بالفرقان [الآية : ٦٢] فحمزة والكسائي وخلف بإسكان الذال وضم الكاف مخففة في الموضعين الأولين (١) من الذّكر وافقهم الأعمش والباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما والأصل ليتذكروا فأدغم وهو من الاعتبار والتدبير وقرأ حمزة وخلف أن يذكر موضع الفرقان بالتخفيف وافقهما الأعمش وقرأ نافع وابن عامر وعاصم أو لا يذكر بمريم بالتخفيف وافقهما الحسن والباقون بالتشديد في السورتين.

واختلف في (كَما يَقُولُونَ) [الآية : ٤٢] فابن كثير وحفص بالغيب وافقهما ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالخطاب.

واختلف في (عَمَّا يَقُولُونَ) [الآية : ٤٣] فحمزة والكسائي وخلف ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار بالخطاب وافقهم الأعمش والباقون بالغيب.

واختلف في (تُسَبِّحُ لَهُ) [الآية : ٤٤] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار بالياء على التذكير وافقهم ابن محيصن وعن المطوعي سبحت فعلا ماضيا مع تاء التأنيث الساكنة والباقون بالتاء على التأنيث.

وأمال الألف الثانية من (آذانهم) الدوري عن الكسائي وقرأ (أئذا أئنا) في الموضعين من هذه السورة بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب وكل على أصله فقالون بالتسهيل والمد وورش ورويس بالتسهيل والقصر والكسائي وروح بالتخفيف والقصر وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني وكل على أصله أيضا فابن عامر بالتحقيق من غير فصل إلا أن الجمهور على الفصل لهشام على ما مر وأبو جعفر بالتسهيل والمد والباقون بالاستفهام في الأول والثاني فيهما فابن كثير بتسهيلهما من غير فصل وأبو عمرو بتسهيلهما مع المد والباقون بتحقيقهما مع القصر وتقدم أن بعضهم يخفي النون عند الغين من (فسينغضون) لأبي جعفر والجمهور على استثنائها عنه (ويوقف) لحمزة على (رءوسهم) بالتسهيل بين بين وبالحذف وهو الأولى عند آخرين باتباع الرسم كما في النشر.

__________________

(١) أي : (يذكروا). [أ].

٣٥٨

وأمال (متى) و (عسى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو على ما في الطيبة ونقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح وغيره وأقره (وأدغم) ثاء (لبثتم) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر.

وقرأ (النَّبِيِّينَ) بالهمز نافع وضم زاي (زَبُوراً) حمزة وخلف (وكسر) لام (قل ادعوا) عاصم وحمزة ويعقوب وكسر الهاء والميم وصلا من (ربهم الوسيلة) أبو عمرو ويعقوب وضمهما كذلك حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون (وأبدل) همز (الرؤيا) الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وكذا أبو جعفر لكنه قلب الواو ياء وأدغمها في الياء بعدها وأمالها وقفا الكسائي وقللها الأزرق وأبو عمرو وبخلفهما ويوقف عليها لحمزة بإبدال الهمزة واوا وأجاز الهذلي وغيره قلبها ياء وإدغامها في الياء كقراءة أبي جعفر والأول أولى وأقيس كما في النشر وأما حذفها اتباعا للرسم فلا يجوز (وعن) المطوعي (ويخوفهم) بالياء.

وقرأ (لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) [الآية : ٦١] بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم ومر بالبقرة وسهل الثانية مع إدخال الألف في (أَأَسْجُدُ) [الآية : ٦١] قالون وأبو عمرو وهشام من طريق الحلواني غير الحمال وأبو جعفر وقرأ ورش وابن كثير ورويس والصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان بالتسهيل بلا ألف وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيقهما مع المد وقرأ ابن ذكوان من غير طريق الصوري وهشام من مشهور طرق الداجوني وعاصم حمزة والكسائي وروح وخلف بتحقيقهما من غير ألف وخلاف ابن ذكوان هنا أشار به في الطيبة بقوله أأسجد الخلاف مر.

وقرأ (أَرَأَيْتَكَ) [الآية : ٦٢] بتسهيل الهمزة الثانية نافع وأبو جعفر وعن الأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين وحذفها الكسائي وحققها الباقون وأثبت ياء المتكلم من أخرتني وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وافقهم الحسن واليزيدي وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثباتها في الحالين وافقهم ابن محيصن والباقون بحذفها في الحالين واتفقوا على إثباتها في (لو لا أخرتني) بالمنافقين في الحالين لثبوتها رسما وأدغم باء (اذهب فمن) أبو عمرو وهشام وخلاد بخلف عنهما والكسائي.

واختلف في (رَجِلِكَ) [الآية : ٦٤] فحفص بكسر الجيم مفرد أريد به الجمع لغة في رجل بمعنى راجل أي ماش كحذر وحاذر وتعب وتاعب والباقون بسكون الجيم (١) اسم جمع راجل كالصحب والركب وسهل الهمزة الثانية من (أَفَأَمِنْتُمْ) الأصبهاني.

__________________

(١) أي : (رجلك). [أ].

٣٥٩

واختلف في (أَنْ يَخْسِفَ ، أَوْ يُرْسِلَ ، أَنْ يُعِيدَكُمْ ، فَيُرْسِلَ فَيُغْرِقَكُمْ) [الآية : ٦٩] فابن كثير وأبو عمرو بنون العظمة في الخمسة على الالتفات من الغيبة وافقهما ابن محيصن وقرأ أبو جعفر ورويس فتغرقكم فقط بالتأنيس إسناد الضمير للريح والباقون بالياء في الخمسة على الغيبة وانفرد الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن ابن وردان بتشديد الراء ولم يعرج عليها في الطيبة على عادته.

وقرأ (مِنَ الرِّيحِ) [الآية : ٦٩] بالجمع (١) أبو جعفر والباقون بالإفراد وعن الحسن (ثم لا يجدوا) بالياء من تحت وعنه (يدعوا) بالياء كذلك وكل بالرفع على الفاعلية.

وأمال (أعمى) معا هنا أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف لأنهما من ذوات الياء وقللهما الأزرق بخلفه وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإمالة الأول محضة لكونه ليس أفعل تفضيل فألفه متطرفة لفظا وتقديرا والأطراف محل التغيير غالبا وفتحا الثاني لأنه للتفضيل ولذا عطف عليه وأضل فألفه في حكم المتوسطة لأن من الجارة للمفعول كالملفوظة بها وهي شديدة الاتصال بأفعل وأما ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى فحكمها مختلف يأتي بيانه في محله بطه إن شاء الله تعالى وتقدم ففي إطلاق الأصل هنا نظر ظاهر.

واختلف في (لا يَلْبَثُونَ) [الآية : ٧٦] فروح من طريق العلاف عن أصحابه عن المعدل عن ابن وهب عنه بضم الياء وفتح اللام وتشديد الباء (٢) وهي انفرادة للعلاف خالف فيها جميع سائر أصحاب روح وأصحاب المعدل وأصحاب ابن وهب كما نبه عليه في النشر وأسقطه من طيبته فلا يقرأ من طريق الكتاب وهي قراءة عطاء والباقون بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف الباء ولا خلاف في فتحها كما في النشر.

واختلف في (خِلافَكَ) [الآية : ٧٦] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر بفتح الخاء وإسكان اللام بلا ألف (٣) وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها وافقهم الحسن والأعمش وهما بمعنى أي بعد خروجك.

وقرأ (رُسُلِنا) [الآية : ٧٧] بإسكان السين أبو عمرو ونقل همز (قرآن) ابن كثير كوقف حمزة وسبق كسكته عليه وصلا وسكت ابن ذكوان وحفص وإدريس في الحالين بخلفهم ومر قريبا إمالة (عسى) وعن الحسن (مُدْخَلَ صِدْقٍ) و (مُخْرَجَ صِدْقٍ) بفتح الميم فيهما وتقدم الكلام عليه في النساء (٤).

وقرأ (تُنَزَّلَ) و (حَتَّى تُنَزِّلَ) بالتخفيف فيهما أبو عمرو ويعقوب (٥).

__________________

(١) أي : (الرّياح). [أ].

(٢) أي : (يلبّثون). [أ].

(٣) أي : (خلفك). [أ].

(٤) انظر الصفحة : (٢٣٦). [أ].

(٥) الباقون : (تنزّل). [أ].

٣٦٠