إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

سورة التوبة

مدنية (١) وآيها مائة وتسع وعشرون كوفي وثلاثون في الباقي ، خلافها خمس : من المشركين معا المعلى عن الجحدري عد الأول لا الثاني وشهاب عنه بالعكس. الدين القيم حمصي. يعذبكم عذابا أليما دمشقي وقيل شامي وعاد ثمود حرمي وفيها مشبه الفاصلة ستة عشر : من المشركين عند من لم يعدها : وقاتلوا المشركين. من الله ورضوان. لك الأمور في الرقاب. ويؤمن للمؤمنين. في الصدقات. ثاني عذابا أليما. من سبيل يجدوا ما ينفقون. من المهاجرين والأنصار بين المؤمنين ويقتلون المشركين. ما يتقون أنهم يفتنون وعكسه ثنتان. من المشركين عند من عده. وقوم مؤمنين.

القراءات : يوقف لحمزة على براءة بالتسهيل كالألف مع المد والقصر واتفقوا على الياء وقفا في غير (معجزي) لثبوتها في المصاحف وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق وعن الحسن كسر همزة (إن الله بريء) على إضمار القول وأدغم بريء أبو جعفر بخلفه وعن الحسن (من المشركين) معا بكسر نون من على أصل التخلف من الساكنين واتفقوا على الرفع في (ورسوله) عطفا على الضمير المستكن في بريء أو على محل أن واسمها في قراءة من كسر إن ، نعم روى زيد عن يعقوب النصب عطفا على اسم إن وليس من طرفنا.

وقرأ (أَئِمَّةَ) [الآية : ١٢] هنا والأنبياء والقصص معا والسجدة بالتسهيل مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس وقرأ الأصبهاني بالتسهيل كذلك لكن مع المد في ثاني القصص وفي السجدة وقرأ أبو جعفر كذلك أعني بالتسهيل والمد في الخمسة بلا خلف واختلف عنهم في كيفية التسهيل فالجمهور أنه بين بين والآخرون أنه الإبدال ياء خالصة ولا يجوز الفصل بلا ألف حالة الإبدال عن أحد وقرأ هشام بالتحقيق واختلف عنه في المد والقصر فالمد له من طريق الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيره وفاقا لجمهور المغاربة وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف أما الأربعة فتقدم التنبيه على أنا اكتفينا بذكر مذاهبهم في الأصول وفي الأول في الفرش مما تكرر وتقدم أيضا ثبوت كلّ

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي (٢ / ١٢٥٣). [أ].

٣٠١

من التحقيق وبين بين والإبدال ورد طعن الزمخشري ومن تبعه كالبيضاوي في وجه الإبدال.

واختلف في (لا أَيْمانَ لَهُمْ) [الآية : ١٢] فابن عامر بكسر الهمزة مصدر آمن والباقون بالفتح جمع يمين وأجمعوا على فتح الثانية (وضم) هاء (يخزهم) رويس (وعن) الحسن (ويتوب) بالنصب على إضمار أن على أن التوبة داخله في جواب الأمر من طريق المعنى.

واختلف في (أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) [الآية : ١٧] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتوحيد (١) وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالجمع أي جميع المساجد ويدخل المسجد الحرام دخولا أولويا وقيل هو المراد وجمع لأنه قبلة المساجد وهذان الاحتمالان على قراءة التوحيد أيضا وخرج بالقيد إنما يعمر مساجد الله الثاني المتفق على جمعه عند الجمهور لأنه يريد جميع المساجد لكن ورد عن ابن محيصن توحيده كالأول.

وقرأ ابن وردان فيما انفرد به الشطوي عن ابن هارون سقاة الحج [الآية : ١٩] بضم السين وحذف الياء جمع ساق كرام ورماة (وعمرة) بفتح العين وحذف الألف جمع عامر مثل صانع وصنعة ولم يعرج على هذه القراءة في الطيبة لكونها انفرادة على عادته.

وقرأ (يُبَشِّرُهُمْ) [الآية : ٢١] بالفتح والسكون والتخفيف حمزة وسبق بآل عمران كضم راء (رضوان) لأبي بكر وسهل الثانية كالياء من (أولياء أن) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

واختلف في (عَشِيرَتُكُمْ) [الآية : ٢٤] فأبو بكر بالألف بعد الراء جمع سلامة لأن لكلّ منهم عشيرة وعن الحسن عشائركم جمع تكسير والباقون بغير ألف على الإفراد (٢) أي عشيرة كلّ منكم وأجمع على إفراد موضع المجادلة من هذه الطرق وأمال (ضاقت عليكم) حمزة (وأدغم) تاء (رحبت) في ثاء (ثم) أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وأمال (شاء) ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف وقوله تعالى (شاء إن) مثل أولياء إن.

واختلف في (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [الآية : ٣٠] فعاصم والكسائي ويعقوب بالتنوين مكسورا وصلا على الأصل وهو عربي من التعزير وهو التعظيم فهو اسم أمكن مخبر عنه بابن لا موصوف به وقيل عبراني واختلف هل هو مكبر كسليمان أو مصغر عزر كنوح وعليه فصرفه لكونه ثلاثيا ساكن الوسط ولا نظر لياء التصغير ولا يجوز ضم تنوينه على قاعدة الكسائي في نحو محظورا انظر لأن الضمة في ابن هنا ضمة إعراب كما مر فهي غير لازمة وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بغير تنوين (٣) إما لكونه غير منصرف للعجمة

__________________

(١) أي : (مسجد). [أ].

(٢) أي : (عشرتكم ...). [أ].

(٣) أي : (عزير). [أ].

٣٠٢

والتعريف أو للالتقاء الساكنين تشبيها للنون بحرف المد أو أن ابن صفة لعزير والخبر محذوف أي نبينا أو معبودنا وقد تقرر أن لفظ ابن متى وقع صفة بين علمين غير مفصول بينه وبين موصوفة حذفت ألفه خطأ وتنوينه لفظا إلا لضرورة.

وأمال السوسي بخلفه فتحة الراء من (النصارى المسيح) وصلا وبالفتح الباقون ومنهم أبو عثمان الضرير فلا يميل فتحة الصاد مع الألف بعدها لما تقدم أن إمالتها لأجل إمالة الألف الأخيرة وقد امتنعت إمالتها لحذفها لأجل الساكن بعدها أما إذا وقف عليها فكلّ على أصله ومثلها يتامى النساء وإنما أمال السوسي الألف الأخيرة لعروض حذفها فلم يعتد بالعارض ولذا فتح كغيره الراء من نحو أو لم ير الذين وصلا ووقفا لأن الألف حذفت للجازم وقرأ (يضاهون) بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها (١) فواو عاصم والباقون بضم الهاء وواو بعدها ومعناهما واحد وهو المشابهة ففيه لغتان الهمز وتركه وقيل الياء فرع الهمز كقرأت وقريت وتوضأت وتوضيت وأمال (أني) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو وقرأ (يطفوا) بحذف الهمزة مع ضم ما قبلها أبو جعفر ومثله (ليواطوا) ويوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف كأبي جعفر وإبدالها ياء محضة وأمال (الأحبار) أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق وعن الحسن (تحمى) بالتأنيث أي النار وأمالها و (فتكوى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في اثنا عشر وأحد عشر وتسعة عشر [الآية : ٣٦] ، فأبو جعفر بإسكان العين من الثلاثة ولا بد من مد ألف اثنا للساكنين وكره ذلك بعضهم من حيث الجمع بين ساكنين على غير حدهما لكن في النشر أنه فصيح مسموع من العرب قال وانفرد النهر وإني عن زيد في رواية ابن وردان بحذف الألف وهي لغة أيضا انتهى والباقون بفتح العين في الكل (وضم) هاء (فيهن) يعقوب ووقف بخلفه عليها بهاء السكت.

وقرأ (النَّسِيءُ) [الآية : ٣٧] بإبدال الهمزة ياء مع الإدغام الأزرق وأبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه مع السكون ومع الروم والإشمام فهي ثلاثة أوجه.

واختلف في (يُضِلُّ بِهِ) [الآية : ٣٧] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول من أضل معدى ضل وافقهم الشنبوذي وقرأ يعقوب بضم الياء وكسر الضاد مبنيا للفاعل من أضل وافقه الحسن والمطوعي وفاعل يضل ضمير الباري تعالى أو الذين كفروا والمفعول حينئذ محذوف أي : أتباعهم والباقون بفتح الياء وكسر الضاد (٢) بالبناء للفاعل من ضل وفاعله الموصول.

وقرأ (سُوءُ أَعْمالِهِمْ) [الآية : ٣٧] بإبدال الثانية واوا مفتوحة : نافع ، وابن كثير ،

__________________

(١) أي : (يضاهئون). [أ].

(٢) أي : (يضلّ). [أ].

٣٠٣

وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، ورويس ومر قريبا حذف همز (ليواطوا) لأبي جعفر مع ضم ما قبلها كيطفوا ووقف حمزة عليهما كذلك على مختار الداني باتباع الرسم وبتسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه كالجمهور وبإبدالها ياء على مذهب الأخفش فهذه ثلاثة مقروء بها أما تسهيلها كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا وكسر ما قبل الهمز مع حذفه وهو الوجه الخامس فثلاثتها غير مقروء بها كما مر وأشم (قيل لكم) هشام والكسائي ورويس (وعن) المطوعي (تثاقلتم) على الأصل.

وأمال (الْغارِ) [الآية : ٤٠] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي من طريق جعفر وفتحه من طريق الضرير وقلله الأزرق.

واختلف في (وكلمة الله) فيعقوب بنصب التاء عطفا على كلمة الذين وافقه الحسن المطوعي والباقون بالرفع على الابتداء وهو أبلغ كما في البيضاوي لما فيه من الإشعار بأن كلمة الله عالية في نفسها وإن فاق غيرها فلا ثبات لتفوقه ولا اعتبار ولذا وسط الفصل (وتقدم) نظير (عليهم الشقة) كثيرا وكذا وقف البزي ويعقوب على (لم) بهاء السكت بخلفهما.

وأمال (ما زادُوكُمْ) [الآية : ٤٧] حمزة وهشام وابن ذكوان بخلف عنهما (وأبدل) همز (يقول ائذن لي) واوا ساكنة وصلا ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر أما إذا ابتدئ بقوله ائذن فالكل بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة كما مر (وأبدل) الهمزة الساكنة من (تسؤهم) الأصبهاني وأبو جعفر فقط كوقف حمزة (وشدد) تاء (هل تربصون) وصلا البزي بخلفه (وأدغم) لام هل في التاء حمزة والكسائي وهشام بخلفه لكن صوب في النشر الإدغام عنه.

وقرأ (كَرْهاً) [الآية : ٥٣] بضم الكاف حمزة والكسائي وخلف ومر بالنساء.

واختلف في (تُقُبِّلَ مِنْهُمْ) [الآية : ٥٤] فحمزة والكسائي وخلف بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي وافقهم الشنبوذي وعن المطوعي بنون العظمة مفتوحة (نفقتهم) بالإفراد والنصب على المفعولية والباقون بالتأنيث (وتقدم) إمالة ألفي كسالى (ويوقف) لحمزة على (ملجأ) بوجه واحد وهو التسهيل بين بين.

واختلف في (مُدْخَلاً) [الآية : ٥٧] فيعقوب بفتح الميم وإسكان الدال مخففة من دخل وافقه الحسن وابن محيصن بخلفه والباقون بالضم والتشديد (١) مفتعل من الدخول والأصل مدتخل أدغمت الدال في تاء الافتعال كادراء.

واختلف في (يَلْمِزُكَ) [الآية : ٥٨] و (يَلْمِزُونَ) [الآية : ٧٩] و (لا تَلْمِزُوا) [الآية : ١١] من الحجرات فيعقوب بفتح حرف المضارعة وضم الميم في الثلاثة وافقه الحسن والباقون بفتح حرف المضارعة أيضا وكسر الميم فيها وهما لغتان في المضارع

__________________

(١) أي : (مدّخلا). [أ].

٣٠٤

وعن المطوعي ضم حرف المضارعة وفتح اللام وتشديد الميم في الثلاثة (وسكّن) ذال (أذن) وهمز (النبيء) نافع وعن الحسن (أذن خير) بتنوين الاسمين ورفع خير وصف لأذن أو خبر بعد خبر والجمهور بغير تنوين وخفض خير على الإضافة.

واختلف في (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا) [الآية : ٦١] فحمزة بخفض رحمة عطفا على خير والجملة حينئذ معترضة بين المتعاطفتين أي (أذن خير ورحمة) وافقه المطوعي والباقون بالرفع نسقا وقيل عطفا على يؤمن لأنه في محل رفع صفة لأذن أي أذن مؤمن ورحمة أو خبر محذوف أي وهو رحمة (وحذف) أبو جعفر همز (قل استهزوا) مع ضم الزاي وبه وقف حمزة على مختار الداني للرسم وله تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه وإبدالها ياء على مذهب الأخفش وهذه الثلاثة صحيحة وحكي فيها ثلاثة أخرى تقدم أنها غير صحيحة وكذا (يستهزون) ومع ثلاثة الوقف تصير تسعة ومر أول البقرة حكم وقف الأزرق عليه وإذا وقف على استهزءوا جرت له ثلاثة البدل فإن وصل فالإشباع فقط عملا بأقوى السببين كما مر.

واختلف في (إِنْ نَعْفُ ، نُعَذِّبْ) [الآية : ٦٦] فعاصم (نَعْفُ) بنون العظمة مفتوحة وفاء مضمومة بالبناء للفاعل وعن طائفة محله نصب به و (نُعَذِّبْ) بنون العظمة وكسر الذال طائفة الثاني منصوب مفعول به والباقون يعف بياء مضمومة وفتح الفاء مبنيا للمفعول تعذب بتاء مضمومة وفتح الذال كذلك طائفة بالرفع نائب الفاعل ونائب الفاعل في الأول الظرف بعده (ويوقف) لحمزة وهشام بخلفه على (نبأ الذين) هنا بالإبدال ألفا لفتح ما قبله وبين بين على الروم فقط (وأبدل) همز المؤتفكات قالون من طريق أبي نشيط كما في الكفاية وغيرها وهو الصحيح عن الحلواني وصحح الوجهين عن قالون في النشر وأشار إليهما قوله في الطيبة : «وافق في مؤتفك بالخلف يره». وورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وكذا أبو جعفر والجمهور عن قالون بالهمز (وأسكن) سين (رسلهم) أبو عمرو.

وقرأ (رِضْوانٌ) [الآية : ٧٢] بضم الراء أبو بكر وعن الحسن (وبما كانوا يكذبون) بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال وأمال (نجواهم) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو (وكسر) غين (الغيوب) شعبة وحمزة وفتح ياء الإضافة من (معي أبدا) نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر (وفتحها) من (معي عدوا) حفص وأدغم تاء (أنزلت سورة) أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ) [الآية : ٩٠] فيعقوب بسكون العين وكسر الذال مخففة (١) من أعذر يعذر كأكرم يكرم وافقه الشنبوذي والباقون بفتح العين وتشديد الذال

__________________

(١) أي : (المعذرون). [أ].

٣٠٥

إما من فعل مضعفا بمعنى التكلف والمعنى أنه يوهم أن له عذرا ولا عذر له أو من افتعل والأصل اعتذر فأدغمت التاء في الذال (وعن) الحسن (كذّبوا الله) مشددا.

وأمال (مِنْ أَخْبارِكُمْ) [الآية : ٩٤] أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق.

وأمال (وَسَيَرَى اللهُ) [الآية : ٩٤] وصلا السوسي بخلفه وله على وجه الإمالة ترقيق لام الجلالة وتفخيمها وكلاهما صحيح كما مر عن النشر.

واختلف في (دائِرَةُ السَّوْءِ) [الآية : ٩٨] هنا وثاني الفتح [الآية : ٦] فابن كثير وأبو عمرو بضم السين فيهما وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون وبالفتح فيهما وهو للذم ومعنى المضموم العذاب والضرر والبلاء والأزرق على قاعدته فيه من الإشباع والتوسط (ووقف) عليه حمزة وهشام بخلفه بالنقل على القياس وعن بعضهم الإدغام أيضا إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة.

وقرأ (قُرْبَةٌ) [الآية : ٩٩] بضم الراء ورش والباقون بسكونها.

واختلف في (وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ) [الآية : ١٠٠] فيعقوب برفع الراء على أنه مبتدأ خبره رضي الله عنهم أو عطف على والسابقون وافقه الحسن والباقون بالخفض نسقا على المهاجرين.

واختلف في (تَجْرِي تَحْتَهَا) [الآية : ١٠٠] فابن كثير بمن الجارة وخفض (تَحْتِهَا)(١) لها كسائر المواضع وافقه ابن محيصن والباقون : بحذف من وفتح تحتها على المفعولية فيه (وعن) الحسن (تطهّرهم) بجزم الراء جوابا للأمر.

واختلف في (إِنَّ صَلاتَكَ) [الآية : ١٠٣] هنا و (أَصَلاتُكَ) [الآية : ٨٧] بهود فحفص وحمزة والكسائي وخلف بالتوحيد وفتح التاء هنا والمراد بها الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع فيهما وكسر التاء هنا (٢) وعن الحسن (ألم تعلموا) بالخطاب للمتخلفين.

وقرأ (مُرْجَوْنَ) [الآية : ١٠٦] بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ويعقوب والباقون بترك الهمزة وهما لغتان يقال أرجأ كأنيأ وأرجى كأعطى.

واختلف في (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) [الآية : ١٠٧] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بغير واو قبل الذين كمصاحفهم (٣) ، فالذين مبتدأ خبره محذوف أي وفيمن وصفنا وقال الداني خبره لا يزال بنيانهم وقيل لا تقم فيه أبدا والباقون بالواو كمصاحفهم عطفا على ما تقدم

__________________

(١) أي : (من تحتها). [أ].

(٢) أي : (أصلواتك). [أ].

(٣) أي : (الذين اتّخذوا ...). [أ].

٣٠٦

من القصص نحو وآخرون أو مستأنف والذين مبتدأ على ما تقدم في قراءة الحذف (وتقدم) تفخيم (ضرارا) للأزرق كغيره لتكرارها وكذا (إرصادا) لحرف الاستعلاء.

واختلف في (أَسَّسَ بُنْيانَهُ) [الآية : ١٠٩] في الموضعين فنافع وابن عامر بضم الهمزة وكسر السين فيهما على البناء للمفعول ورفع النون فيهما على النيابة عن الفاعل والباقون بفتحهما على البناء للفاعل (١) ونصب (بُنْيانَهُ) بعدهما مفعول به والفاعل ضمير من وضم راء (رضوان) شعبة واتفقوا على فتح (شفا) لكونه واويا بدليل تثنيته على شفوان ورسمه بالألف.

وقرأ (جُرُفٍ) [الآية : ١٠٩] بسكون الراء ابن ذكوان وهشام بخلفه وأبو بكر وحمزة وخلف والباقون بالضم.

وأمال (هارٍ) [الآية : ١٠٩] قالون وابن ذكوان بخلفه عنهما وأبو عمرو وأبو بكر والكسائي وقلله الأزرق والوجهان صحيحان عن قالون من طريقيه كما في النشر والإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري وابن الأخرم عن الأخفش.

واختلف في (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ) [الآية : ١١٠] فيعقوب بتخفيف اللام على أنها حرف جر (٢) وافقه الحسن والمطوعي والباقون بتشديدها على أنها حرف استثناء والمستثنى منه محذوف أي لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت إلا وقت تقطيع قلوبهم أو في كل حال إلا حال تقطيعها بحيث لا يبقى لها قابلية الإدراك والإضمار.

واختلف في (تُقَطَّعَ) [الآية : ١١٠] فابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر ويعقوب بفتح التاء مبني للفاعل وأصله تنقطع مضارع تقطع حذفت منه إحدى التاءين وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضمها بالبناء للمفعول مضارع قطع بالتشديد (٣).

وقرأ (فَيَقْتُلُونَ ، ويَقْتُلُونَ) [الآية : ١١١] ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل حمزة والكسائي وخلف والباقون ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول وتقدم بآل عمران (٤).

وأمال (التوراة) الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وقللها الأزرق وحمزة في وجهه الثاني وقالون في أحد وجهيه والثاني له الفتح (ونقل) و (القرآن) ابن كثير.

وقرأ إبراهام الأخيرين (اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ) [الآية : ١١٤] وإن إبراهام [الآية : ١١٤] بألف هشام وابن ذكوان بخلفه وضم أبو جعفر سين (العسرة) وسكنها الباقون ومر بالبقرة كقصر همز (رؤف) لأبي عمرو وأبي بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وتسهيله لأبي جعفر بين ووقف حمزة عليه بالتسهيل بين بين مع تضعيف إبدالها واوا على الرسم.

واختلف في (كادَ يَزِيغُ) [الآية : ١١٧] فحفص وحمزة بالياء على التذكير واسم

__________________

(١) أي : (أسّس بنيانه). [أ].

(٢) أي : (إلى أن ...). [أ].

(٣) أي : (تقطّع). [أ].

(٤) انظر الصفحة : (٢١٨). [أ].

٣٠٧

كاد حينئذ ضمير الشأن وقلوب مرفوع بيزيغ والجملة نصب خبرا لها وافقهما الأعمش والباقون بالتأنيث وعليها فيحتمل التوجيه المذكور ويحتمل أن يكون قلوب اسم كاد ويزيع خبرا مقدما لأن الفعل مؤنث وإنما قدر هذا الإعراب لأن الفعل إذا دخل عليه الفعل قدر اسم بينهما.

وأمال (ضاقَتْ) [الآية : ١١٨] حمزة (وسبق) نظير (عليهم الأرض) غير مرة (وحذف) همز (يطون) أبو جعفر (ووقف) عليه حمزة ببين بين وحكى فيه الحذف كقراءة أبي جعفر نص عليه الهذلي وغيره وأقره في النشر (وأبدل) همز (موطيا) ياء مفتوحة أبو جعفر بخلف من روايتيه كما يفهم من النشر (وعن المطوعي) (غلظة) بفتح الغين وهي لغة الحجاز (وأدغم) تاء (أنزلت سورة) أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.

وأمال (زادته) و (فزادتهم) ابن ذكوان وهشام بخلاف عنهما وحمزة والباقون بالفتح.

واختلف في (أَوَلا يَرَوْنَ) [الآية : ١٢٦] فحمزة ويعقوب بالخطاب للمؤمنين على جهة التعجب وافقهما الأعمش والباقون بالغيب رجوعا على الذين في قلوبهم مرض وأدغم دال (لقد جاءكم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وأمال (جاء) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وعن ابن محيصن من غير المفردة (من أنفسكم) بفتح الفاء من النفاسة أي من أشرفكم والجمهور بضمها صفة للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أي من صميم العرب وعنه أيضا تسكين ياء الإضافة من (حسبي الله) وفتحها الجمهور وعنه أيضا (رب العرش العظيم) هنا وفي قد أفلح العرش العظيم العرش الكريم وفي النمل العرش العظيم برفع الميم في الأربعة نعتا لرب والجمهور بالجر فيهن صفة للعرش ومر آنفا قصر همز (رؤف) وتسهيله ووقف حمزة عليه.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف مسجد حيث كان ولو بأل ونقل نافع عن المدني كالباقي حذف ألف أن يعمروا مسجد الله وهو الأول من هذه السورة وكتب في العراقية الهمزة الثانية في أئمة الخمسة بالياء وكتب سقية الحاج وعمرة في المصاحف القديمة محذوفتي الألف ورسم عزير ابن ونحوه بالألف وروى نافع عن المدني كغيره حذف ألف خلف رسول الله وكتب أكثر النقلة للرسوم في ولا أوضعوا بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام والواو ولم يزدها أقلهم وزادها كلهم في لأذبحنّه بالنمل وبعضهم في لإلى الله تحشرون بآل عمران ولإلى الجحيم بالصافات وكتب في المكي من تحتها المتقدم ذكرها بزيادة من الجارة قبل تحتها وحذفت من باقيها وكتب في الشامي والمدني الذين اتخذوا بلا واو قبل الذين والصحيح ثبوت واو نسوا الله فنسيهم هنا في الكل (المقطوع) اتفق على قطع أن عن لا ملجأ وهو ثالث العشرة وعلى قطع أم عن من أسس وهو ثاني الأربعة. ياءات الإضافة : (مَعِيَ أَبَداً) ، [الآية : ٨٣] (مَعِيَ عَدُوًّا) [الآية : ٨٣] ولابن محيصن (حَسْبِيَ اللهُ) والله تعالى أعلم.

٣٠٨

سورة يونس عليه‌السلام

مكية (١) وآيها مائة وتسع غير شامي وعشر فيه اختلافها ثلاث له الدين شامي لما في الصدور شامي أيضا وترك من الشاكرين (شبه المفاصلة) ثلاث الر ، متاع في الدنيا ، بني إسرائيل ، وعكسه موضع على الله الكذب لا يفلحون القراءات أمال الراء من (الر) هنا وهود ويوسف وإبراهيم والحجر و (المر) أوّل الرعد أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف إجراء لألفها مجرى المنقلبة عن الياء قاله القاضي وقللها الأزرق وفتحها الباقون (وسكت) أبو جعفر على كل حرف من حروف الر.

وأمال (للناس) كبرى الدوري من أبي عمرو من طريق أبي الزعراء (ورقق) (الكافرون) الأزرق بخلفه.

وقرأ (لَساحِرٌ) [الآية : ٢] بالألف وكسر الحاء ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والباقون بغير ألف مع سكون الحاء (٢) ومر آخر المائدة (٣).

وقرأ (تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٣] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي ، وخلف.

واختلف في (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) [الآية : ٤] فأبو جعفر بفتح الهمزة على أنه معمول للفعل الناصب وعد الله أي وعد الله بدأ الخلق ثم إعادته والمعنى إعادة الخلق بعد بدئه أو على حذف لام الجر وافقه الأعمش والباقون بالكسر على الاستئناف.

وقرأ (ضِياءً) [الآية : ٥] هنا ، والأنبياء [الآية : ٤٨] ، والقصص [الآية : ٧١] قنبل بقلب الياء همزة وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام فوقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء والباقون بالياء قبل الألف وبعد الضاد جمع ضوء كسوط وسياط والياء عن واو ويجوز كونه مصدر ضاء ضياء كعاد عيادا.

واختلف في (يُفَصِّلُ الْآياتِ) [الآية : ٥] فابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بياء الغيب جريا على اسم الله تعالى وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بنون العظمة (٤)

__________________

(١) انظر الإتقان للإمام السيوطي : (١ / ١٢٥٣). [أ].

(٢) أي : (لسحر). [أ].

(٣) انظر الصفحة : (٢٥٧). [أ].

(٤) أي : (نفصّل). [أ].

٣٠٩

(وسهل) همز (اطمأنوا) الأصبهاني (وضم) هاء (يهديهم) الثانية يعقوب وضم الهاء والميم من (تحتهم الأنهار) وصلا حمزة والكسائي وخلف وكسرهما أبو عمرو ويعقوب وكسر الهاء وضم الميم الباقون (وعن) ابن محيصن (إن الحمد لله) بتشديد النون ونصب الحمد اسما لها وهو يؤيد أنها المخففة في قراءة الجمهور وعن الحسن كسر دال الحمد.

واختلف في (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) [الآية : ١١] فابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد ، وقلب الياء ألفا [الآية : ١٦] مبنيا للفاعل أجلهم بالنصب مفعولا به وافقهما المطوعي والباقون : بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء مبنيا للمفعول أجلهم بالرفع على النيابة وأمال (طغيانهم) الدوري عن الكسائي (وأسكن) سين (رسلهم) أبو عمرو (ويوقف) لحمزة وهشام بخلفه على (تلقاي) ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط وبتسهيلها كالياء مع المد والقصر فهي خمسة وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة (وفتح) ياء الإضافة من (لي أن) و (إني أخاف) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر (وفتحها) من (نفسي أن أتبع) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (وَلا أَدْراكُمْ بِهِ) [الآية : ١٦] و (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) [الآية : ١] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد (١) أي لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا علّمكم به على لسان غيري وعن الشنبوذي ولأنذرتكم به بنون ساكنة وذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مضمومة من الإنذار وعن الحسن ولا درأتكم بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة على أن الهمزة مبدلة من الألف والألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها على لغة من يقول أعطأتك في أعطيتك وقيل الهمزة أصلية من الدرء وهو الدفع والباقون بإثبات الألف على أنها لا النافية مؤكدة أي ولو شاء الله ما قرأته عليكم ولا أعلمكم به على لساني فالأول والثاني منفيان ويأتي توجيه موضع سورة القيمة فيها إن شاء الله تعالى وبإثبات الألف قرأ ابن الحباب عن البزي فيهما وكذا روى المغاربة والمصريون قاطبة عن البزي من طرقه وخرج بقيد القيمة المتفق البلد وثاني القيمة المتفق على الإثبات فيهما لأنها فيهما نافية كأنه يقول إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم وجعلها القاضي لتأكيد القسم قال وإدخالها على القسم شائع كقولهم لا وأبيك وأمال (أدراكم) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخرم عن الأخفش وما في الأصل هنا فيه قصور وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وكذا حكم أدرى حيث وقع إلا أنه اختلف عن أبي بكر فيما عدا هذه السورة فأخذ العراقيون له بالفتح والمغاربة بالإمالة وأدغم (لبثت) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر في الأصل هنا الخلاف عن ابن ذكوان ولعله سبق قلم (وغلظ)

__________________

(١) أي : (لأدراكم). [أ].

٣١٠

الأزرق بخلفه لام (أظلم) وقرأ أبو جعفر (أتنبؤن الله) بحذف الهمزة وضم الباء قبلها على ما نص عليه الأهوازي وغيره وظاهر عموم كلام أبي العز والهذلي وتقدم ما فيه.

واختلف في (عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الآية : ١٨] هنا وموضع النحل [الآية : ١ ، ٣] وفي الروم [الآية : ٤٠] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب جريا على ما سبق وافقهم الأعمش والباقون بالغيب في الأربعة استأنف فنزه نفسه عن إشراكهم (ويوقف) لحمزة على (في آياتنا) بعدم السكت مع تحقيق الهمزة وبالسكت قبل الهمز وبالنقل وبالإدغام (وأسكن) سين (رسلنا) أبو عمرو.

واختلف في (ما تَمْكُرُونَ) [الآية : ٢١] فروح بالغيب جريا على ما مر وافقه الحسن والباقون بالخطاب التفاتا لقوله قل الله أي قل لهم فناسب الخطاب.

واختلف في (يُسَيِّرُكُمْ) [الآية : ٢٢] فابن عامر وأبو جعفر ينشركم بفتح الياء وبنون ساكنة بعدها فشين معجمة مضمومة من النشر ضد الطي أي يفرقكم وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة أي يحملكم على السير ويمكنكم منه والتضعيف للتعدية وأمال (فلما أنجاهم) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله (أَنْجاكُمْ) ، وأنجاه.

واختلف في (مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) [الآية : ٢٣] فحفص بنصب العين على أنه مصدر مؤكد أي تتمتعون متاع أو ظرف زماني نحو مقدم الحاج أي زمن متاع والعامل فيه الاستقرار الذي في على أنفسكم أو مفعول به بمقدر أي تبغون متاع أو من أجله أي لأجل متاع وافقه الحسن والباقون بالرفع على أنه خبر بغيكم وعلى أنفسكم صلته أي بغي بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة ثم يضمحل ويشقى ببغيه قاله الجعيري كغيره أو خبر محذوف أي ذلك أو هو متاع وعلى أنفسكم خبر بغيكم وعن الحسن (وازينت) بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء أي صارت ذات زينة وعن المطوعي وتزينت بتاء مفتوحة وفتح الزاي وتشديد الياء والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزاي والياء وعن الحسن (كأن لم يغن) بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد وقرأ (يشاء إلى) بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ولا يصح تسهيلها كالواو لما مر وقرأ (صراط) بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة (وعن) الحسن والمطوعي (فتر) بسكون التاء كقدر وقدر.

واختلف في (قِطَعاً) [الآية : ٢٧] فابن كثير والكسائي ويعقوب بإسكان الطاء قيل هي ظلمة آخر وقيل سواد الليل والباقون بفتحها جمع قطعة كدمنة ودمن (وعن ابن) محيصن والمطوعي (نحشرهم جميعا ثم نقول) بالياء.

واختلف في (تَبْلُوا) [الآية : ٣٠] فحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق (١) أي

__________________

(١) أي : (تتلوا) [أ].

٣١١

تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة لقوله تعالى اقرأ كتابك وافقهم الأعمش والباقون بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء أي تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه.

وقرأ (الْمَيِّتِ) معا [الآية : ٣١] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف.

وأمال (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [الآية : ٣٢] و (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [الآية : ٣٤] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو.

وقرأ (كَلِمَةُ رَبِّكَ) [الآية : ٣٣] بالتوحيد (١) ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب ومر بالأنعام.

واختلف في (أَمَّنْ لا يَهِدِّي) [الآية : ٣٥] فأبو بكر بكسر الياء والهاء (٢) وقرأ حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال (٣) وافقهم الحسن وقرأ أبو جعفر كذلك إلا أنه بإسكان الهاء (٤) بخلف عن ابن جماز في الهاء ، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال (٥) وافقهم الأعمش وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء وتشديد الدال واختلف في الهاء عنهما وعن ابن جماز فأما أبو عمرو فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء وعبر عنه بالإخفاء وبالإشمام وبالإشارة وبتضعيف الصوت وهو عسير في النطق جدا وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه ولم يأخذ إلا به وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه وأما قالون فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عنه بالإسكان وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان وهو المنصوص عنه وعن أكثر رواه نافع وأما ابن جماز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان كرفيقه ابن وردان وروى كثير منهم له الاختلاس ولم يذكر الهذلي عنه سواه فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس ووافقه اليزيدي عليه فقط وعنه الإسكان وما ذكره في الأصل من الإسكان لأبي عمرو فانفراده لصاحب العنوان ولذا لم يعرج عليه في الطيبة واستشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين قال النحاس لا يقدر أحد أن ينطق به وقال المبرد من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة وأجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك وقال السمين لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما وتعدوا وتقدم

__________________

(١) أي : (كلمة). [أ].

(٢) أي : (يهدّي). [أ].

(٣) أي : (يهدّي). [أ].

(٤) أي : (يهدّي). [أ].

(٥) أي : (يهدي). [أ].

٣١٢

إيضاحه آخر الإدغام ووجه كسر الهاء التخلص من الساكنين لأن أصله يهتدي فلما سكنت التاء لأجل الإدغام والهاء قبلها ساكنة فكسرت للساكنين ومن فتحها نقل فتحة التاء إليها ثم قلبت التاء دالا وأدغمت في الدال وأبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر ليعمل اللسان عملا واحدا وكلهم كسر الدال.

وأمال (إِلَّا أَنْ يُهْدى) [الآية : ٣٥] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه (ونقل) (القران) ابن كثير (وأشم) صاد (تصديق) حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه وتقدّم لحمزة بخلفه مد لا التبرئة مدا متوسطا في (لا ريب فيه) ونحوه.

وأمال (يفترى) و (افْتَراهُ) [الآية : ٣٨] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وحمزة وخلف وبالصغرى الأزرق (وضم) رويس الهاء من (ولما يأتهم) (ويوقف) لحمزة على نحو (بريئون) وجه واحد وهو البدل مع الإدغام لزيادة الياء وأما بين بين فضعيف.

وقرأ (وَلكِنَّ النَّاسَ) [الآية : ٤٤] بتخفيف النون ورفع الناس حمزة والكسائي وخلف وتكسر النون وصلا ضرورة ومر بالبقرة.

وقرأ (يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ) [الآية : ٤٥] بالياء حفص والباقون بالنون وسبق أواخر الأنعام وتقدم نظير (جاءَ أَجَلُهُمْ) بالنساء جاء أحد منكم.

وأمال (متى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه كما يفيده النشر ولكن قضية الطيبة قصر الخلاف على الدوري عنه.

وقرأ (أَرَأَيْتُمْ) [الآية : ٥٠] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين وقرأ الكسائي بحذف الهمزة واتفقوا على الاستفهام في (آلْآنَ) [الآية : ٥١] معا هنا وإثبات همزة الوصل وتسهيلها واختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين وآخرون إلى جعلها بين بين ومن كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما ومنهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع وأبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول وهو الإبدال ونقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد والقصر عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف وللأزرق وبالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل وجوازه أوجه فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز فيجري فيها الثلاثة كآمن وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب أأنذرتهم وء ألد فإن اعتددنا بالعارض فالقصر وإن لم نعتد فالمد كأنذرتهم ولا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة المد والقصر والتوسط وإذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط والقصر وامتنع المد وإذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها

٣١٣

عند من أبدل كما حققه صاحب النشر ونظمها في قوله رحمه‌الله رحمة واسعة :

للأزرق في الآن ستة أوجه

على وجه إبدال لدى وصله تجري

فمد وثلث ثانيا ثم وسطا

به وبقصر ثم بالقصر مع قصري

وأما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية المد والتوسط والقصر لكن القصر غريب في طرق الأزرق لأن طاهر بن غلبون وابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل لكنه ظاهر من كلام الشاطبي وهو طريق الأصبهاني عن ورش وهو أيضا لقالون وأبي جعفر (وإذا ركبت مع آمنتم) تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها (نظمها) شيخنا رحمه‌الله في (قوله) :

للأزرق في آمنتم حيث ركبت

مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري

فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن

لأول مدى لأن والثان بالقصري

وإن وسطت فالثاني أقصر ووسطن

مع المد والتوسيط والقصر ذا فادري

ومع مدها مد وقصر وعكسه

وقصرهما والمد ذا ظاهر النشر

قوله رحمه‌الله تعالى فإنه تقصر آمنتم الخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان الأول مد والألف المبدلة مع قصر الثاني يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام والثاني قصرهما وقوله وإن وسطت الخ أي إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم فلك في الآن ستة أوجه المد والتوسط والقصر في الأول وعلى كل منها التوسط والقصر في الثاني (وقوله) ومع مدها الخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه مد الأول وقصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول ومد الثاني وأفاد شيخنا رحمه‌الله تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم ثم بمد الأول في الآن وبقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط الثاني وقصره كذلك ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط والقصر في الثاني ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها وقصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما (وقوله) ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب أمنتم أو من باب ألد والمد على أنه من باب ألد وعدم الاعتداد بالعارض وعليهما القصر في الثاني فقط وذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم والفرض أنه مقروء فيه بالقصر وأنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض والتوسط على جعله من باب آمنتم والمد على جعله من بابء أنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض وعلى كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه والقصر عند من استثناه وأنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في

٣١٤

الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم وقد قرئ به أو من بابء أنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض والقصر على أنه من باب ألد وقد اعتد بالعارض وعلى كل منهما ففي الثاني القصر والمد على ما مر فالجملة اثنا عشر وجها وعلى وجه البدل (أما) على التسهيل لهمزة الوصل فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه القصر في ألف آن على قصر في آمنتم والتوسط والقصر في ألف آن على التوسط في آمنتم والمد والقصر فيها على المد في أمنتم بناء على ما مر من الاستثناء وعدمه (وإذا) وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل وتسعة مع الإبدال لا تخفى وذلك لأنه إذا وقف عليها كان للمد سببان السكون العارض والبدل فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال وسواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد والتوسط والطول على جعل الأول من باب ألد واعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف أو الإبدال وكذا على جعل الأول من باب أمنتم واعتبر في الثاني سكون الوقف وإذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه والتوسط عند من لم يستثنه والطول لسكون الوقف وإذا مد الأول فإن جعل من باب ألد ولم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر وإن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر وتوسطه وقصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف ويوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام وبالنقل فقط فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا وعليه ثلاثة الوقف وفيه النقل وحينئذ يجوز المد والقصر في الألف المبدلة كنافع وتضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية أما الأولى وهي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به ثم النقل ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر.

وقرأ (قيل) بالإشمام هشام والكسائي ورويس وأدغم لام (هَلْ تُجْزَوْنَ) [الآية : ٥٢] حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر.

وقرأ أبو جعفر (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) [الآية : ٥٣] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي وغيره كما مر في أتنبون (ووقف) (عليه) حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش وبالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم وفتح ياء الإضافة من (ربي إنه) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

وقرأ (تُرْجَعُونَ) [الآية : ٥٦] بفتح أوله وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب وعن الحسن قراءته بالغيب (وأدغم) دال (قد جاءتكم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (فَلْيَفْرَحُوا) [الآية : ٥٨] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن

٣١٥

والمطوعي وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما ورفعها في النشر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي لغة قليلة لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو لتعن بحاجتي يا زيد ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو لأقم ولنقم ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوموا فلأصل لكم والباقون بالغيب وكلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها.

واختلف في (مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الآية : ٥٨] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بالخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس وافقهم الحسن والباقون بالغيب (وسبق) قريبا حكم (أرأيتم) وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من (آللهُ أَذِنَ) [الآية : ٥٩] كموضع النمل (اللهِ خَيْرٌ) [الآية : ٥٩] ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع وأدغم ذال (إِذْ تُفِيضُونَ) [الآية : ٦١] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (وَما يَعْزُبُ) [الآية : ٦١] هنا ، وسبا فالكسائي بكسر الزاي وافقه الأعمش والباقون بضمها لغتان في مضارع عزب.

واختلف في (وَلا أَصْغَرَ وَلا أَكْبَرَ) [الآية : ٦١] هنا لحمزة ويعقوب وخلف في اختياره برفع الراء فيهما عطفا على محل مثقال لأنه مرفوع بالفاعلية ومن مزيدة فيه على حد وكفى بالله ومنع صرفهما للوزن والوصف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال أو ذرة فهما مجروران بالفتحة لمنع صرفهما كما مر وخرج بالتقييد بهنا موضع سبأ المتفق على الرفع فيهما فيه لكن في المصطلح لابن الفاصح نصبهما عن المطوعي.

وقرأ (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [الآية : ٦٢] بفتح الفاء يعقوب وضم الهاء مع حمزة.

وقرأ (يَحْزُنْكَ) [الآية : ٦٥] نافع بضم الياء وكسر الزاي (١).

وقرأ (شُرَكاءَ إِنْ) بتسهيل الثانية كالياء : نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، ورويس.

واختلف في (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ) [الآية : ٧١] فرويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلا عن النخاس بالمعجمة كلاهما عن التمار عنه بوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق وقيل جمع وأجمع بمعنى والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم وبه قرأ رويس من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني وجمع في الأعيان كأجمعت أمري ، وجمعت الجيش.

واختلف في (وَشُرَكاءَكُمْ) [الآية : ٧١] فيعقوب برفع الهمزة عطفا على الضمير المرفوع المتصل بأجمعوا وحسنه الفصل بالمفعول ويجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره أي كذلك والباقون بالنصب نسقا على أمركم.

__________________

(١) الباقون : (يحزنك). [أ].

٣١٦

وقرأ (تَنْظُرُونَ) [الآية : ٧١] بإثبات الياء في الحالين يعقوب (وفتح) ياء الإضافة من (أجري إلا) نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر.

واختلف في (وَتَكُونَ لَكُمَا) [الآية : ٧٨] فأبو بكر من طريق العليمي بالتذكير لأنه تأنيث مجازي والباقون بالتأنيث نظرا للفظ وبه قرأ أبو بكر من طريق يحيى بن آدم وغيره وقرأ (ساحر) بوزن فاعل نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب والباقون بتشديد الحاء وألف بعدها على وزن فعال.

وقرأ (السِّحْرَ) [الآية : ٨١] بهمزة قطع للاستفهام وبعدها ألف بدل همزة الوصل الداخلة على لام التعريف أبو عمرو وأبو جعفر فيجوز لكل منهما الوجهان من البدل مع إشباع المد والتسهيل بلا فصل بألف كما مر فما استفهامية مبتدأ وجئتم به خبره والسحر خبر مبتدأ محذوف أي أيّ شيء أتيتم به أهو السحر أو السحر بدل من ما وافقهما اليزيدي والشنبوذي وعن المطوعي سحر بحذف ال وإثبات التنوين والباقون بهمزة وصل على الخبر تسقط وصلا وتحذف ياء الصلة بعد الهاء للساكنين وما موصولة مبتدأ وجئتم به صلتها. والسحر خبره أي الذي جئتم به السحر وأما ما حكي عن إبدال همز (تبوء) في الوقف ياء لحفص فغير صحيح كما صرح به الشاطبي رحمه‌الله تعالى في قوله : «لم يصح فيحملا». أي لم يثبت فينقل وأما وقف حمزة عليه فبتسهيل الهمزة كالألف.

وقرأ (الْبُيُوتَ) [الآية : ٨٧] و (بيوت) بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (لِيُضِلُّوا) [الآية : ٨٨] بضم الياء عاصم وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف عن ابن عامر في (وَلا تَتَّبِعانِ) [الآية : ٨٩] فروى ابن ذكوان والداجوني عن أصحابه عن هشام بفتح التاء وتشديدها وكسر الباء وتخفيف النون (١) على أن لا نافية ومعناه النهي نحو (لا تُضَارَّ) أو يجعل حالا من فاستقيما أي فاستقيما غير متبعين وقيل نون التوكيد الثقيلة خففت وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النون ورواه سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان والوجهان في الشاطبية لن في النشر نقلا عن الداني أنه غلط من أصحاب ابن مجاهد سلامة لأن جميع الشاميين رووا عن ابن ذكوان بتخفيف النون وتشديد التاء ثم ذكر أنها صحت من طرق أخرى وبينها ثم قال وذلك كله ليس من طرقنا ولذا لم يعرج عليها في الطيبة على عادته في الانفرادات وروى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون وبه قرأ الباقون فتكون لا للنهي ولذا أكد بالنون لأن تأكيد النفي ضعيف (وسهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) مع المد

__________________

(١) أي : (ولا تّبعان). [أ].

٣١٧

والقصر واختلف في مدها عن الأزرق كما مر (وعن) الحسن (وجوزنا) بالقصر والتشديد من فعل المرادف لفاعل وعنه أيضا (فاتبعهم) بالوصل وتشديد التاء.

واختلف في (آمَنْتُ أَنَّهُ) [الآية : ٩٠] فحمزة والكسائي وخلف بكسر همزة إنه على الاستئناف وافقهم الأعمش والباقون بفتحها على أن محلها نصب مفعولا به لآمنت لأنه بمعنى صدقت أو بإسقاط الباء أي بأنه وتقدم (الْآنَ) [الآية : ٩١] وكذا تخفيف (نُنَجِّيكَ) [الآية : ٩٢] و (ثم ننجي) ليعقوب بالأنعام و (ننجي المؤمنين) لحفص والكسائي ويعقوب كذلك ووقف يعقوب على ننج المؤمنين بالياء والباقون بغير ياء للرسم وقيل لا يوقف عليه لمخالفة الأصل أو الرسم ولا خلاف في ثبوت ياء (نُنَجِّي رُسُلَنا).

وقرأ (فَسْئَلِ) [الآية : ٩٤] بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف.

وقرأ بإدغام دال (لَقَدْ جاءَكَ) [الآية : ٩٤] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وقرأ (كلمت) بالإفراد بن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام.

ووقف بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب (وسهل) (أفأنت) الأصبهاني كوقف حمزة واختلف في (ويجعل) فأبو بكر بنون العظمة مناسبة لكشفنا والباقون بياء الغيبة لقوله بإذن الله.

وقرأ (قُلِ انْظُرُوا) [الآية : ١٠١] بكسر اللام عاصم وحمزة ويعقوب وسكن سين (رسلنا) أبو عمرو وأمال (يتوفيكم) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم (اهتدى) وحكم دال (قد جاءكم) ذكر قريبا.

المرسوم كتب في الشامي يسيركم بتقديم الحرف المطول وهو النون وفي سائرها بتأخيره واتفق على حذف ألف ياء آيت كيف أتت إلا في موضعين في هذه السورة وإذا تتلى عليهم آياتنا مكر في آياتنا ونقل بعضهم حذف ثاني نوني لننظر كيف هنا وإنا لننصر بغافر تنبيها على أنها مخفاة وروى نافع حقت كلمت ربك حقت عليهم كلمت ربك بحذف الألف واتفقوا على كتابة من تلقاي نفسي بياء بعد الألف ولكن الألف محذوفة في بعضها كما في النشر.

التاءات (كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا) [الآية : ٣٣ ، ٩٦] بالتاء واختلف في حقت عليهم كلمت وكذا موضع غافر. ياءات الإضافة خمس (لِي أَنْ ، إِنِّي أَخافُ ، نَفْسِي إِنْ) [الآية : ١٥] ، (وَرَبِّي إِنَّهُ) [الآية : ٥٣] (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا) [الآية : ٧٢] وياء زائدة (تَنْظُرُونَ) [الآية : ٧١].

٣١٨

سورة هود مكية (١)

وآيها مائة وعشرون وواحدة حرمي وبصري إلا المدني الأول وثنتان فيه وشامي وثلاث كوفي خلافها سبع مما تشركون كوفي وحمصي في قوم لوط حرمي وكوفي ودمشقي من سجيل مدني أخير ومكي منضود وإنا عاملون غيرهما إن كنتم مؤمنين حمصي وحرمي مختلفين غيره (مشبه الفاصلة) تسعة الر وما يعلنون إنما أنت نذير فسوف تعلمون سوف تعلمون وفار التنور فينا ضعيفا يوم مجموع وعكسه واحد كما تسخرون القراءات سكت على كل حرف من (الر) أبو جعفر (٢) وأمال راءها أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وعن ابن محيصن (يمتعكم) بسكون الميم وتخفيف التاء من أمتع كقراءة ابن عامر فأمتعه (وشدد) البزي بخلفه (وإن تولوا) (وعن) ابن محيصن تولوا بضم التاء والواو واللام مبنيا للمفعول على أنه فعل ماض وضم ثانيه كأوله لكونه مفتتحا بتاء المطاوعة وضمت اللام أيضا وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها والأصل توليوا كتدحرجوا حذفت ضمة الياء ثم الياء فبقي ما قبل واو الضمير مكسورا فضم لأجل الواو فوزنه تفعوا بحذف لامه (وفتح) ياء الإضافة من (إني أخاف) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن ابن محيصن (ويعلم مستقرها ومستودعها) ببناء الفعل للمفعول ورفع الاسمين وعن المطوعي (أنكم مبعوثون) بفتح الهمزة على أنها بمعنى لعل أو يضمن القول معنى ذكرت.

وقرأ (إِلَّا سِحْرٌ) [الآية : ٧] على وزن فاعل حمزة والكسائي وخلف والباقون سحر بلا ألف وفتح ياء الإضافة من (عني أنه) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وعن الحسن والمطوعي (يوف إليهم) بياء الغيب والجمهور بنون العظمة (٣) وسبق ضم هاء (لديهم) و (عليهم) لحمزة ويعقوب وعن الحسن (مرية) بضم الميم لغة أسد ، وتميم.

وقرأ (يُضاعِفُ) [الآية : ٢٠] بالتشديد والقصر ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ومد (لا جرم) وسطا حمزة بخلفه للمبالغة.

__________________

(١) انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٥٤). [أ].

(٢) أي : (أ ، ل ، ر). [أ].

(٣) أي : (نوف). [أ].

٣١٩

وأمال (كالأعمى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

وقرأ (تَذَكَّرُونَ) [الآية : ٢٤] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ) [الآية : ٢٥] فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة على إضمار القول وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على تقدير حرف الجر أي بأني (وفتح) ياء الإضافة (من إني أخاف) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

وأمال (ما نريك) و (ما نري) و (لنريك) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.

وقرأ (بادِيَ) [الآية : ٢٧] بالهمز أبو عمرو أي أول الرأي بلا روية وتأمل بل من أول وهلة والباقون بغير همز ويحتمل أن يكون كما ذكر وأن يكون من بدأ ظهر أي ظاهر الرأي دون باطنه أي لو تأمل لظهر وهو في المعنى كالأول (وأدغم) لام (بل نظنكم) الكسائي.

وقرأ (أَرَأَيْتُمْ) [الآية : ٢٧] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا فيشبع المد وحذفها الكسائي.

واختلف في (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) [الآية : ٢٨] هنا فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بضم العين وتشديد الميم أي عماها الله عليكم ، وقرأ به أبيّ وافقهم الأعمش ، والباقون بفتح العين وتخفيف الميم (١) مبنيا للفاعل ، وهو ضمير أي خفيت وخرج بهنا موضع القصص المتفق على تخفيفه وفتح ياء الإضافة من (أجري إلا) نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن (ولكني أراكم) نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر ومن (إذا) و (نصحي إن أردت) نافع وأبو عمرو وأبو جعفر (وخفف) ذال (تذكّرون) حفص وحمزة والكسائي وخلف (وأدغم) دال (قد جادلتنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

وقرأ (تُرْجَعُونَ) [الآية : ٣٤] بفتح أوله وكسر الجيم يعقوب (٢).

وقرأ (بريء) بالإبدال مع الإدغام أبو جعفر بخلفه وبذلك وقف حمزة وهشام بخلفه وتجوز إشارة بالروم والإشمام وحكى الحذف ولا يصح.

وقرأ (جاء أمرنا) بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب قرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا فيشبع المد وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى ومن طريق غيره تحقيقها وتسهيل الثانية وبإبدالها كالأزرق والباقون بتحقيقهما.

__________________

(١) أي : (فعميت). [أ].

(٢) الباقون : (ترجعون). [أ].

٣٢٠